الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأمّا الشّهدانج
«1»
- ويقال فيه: الشاهدانق «2» فورقه الحشيش «3» ، وهو بزر شجرة القنّب؛ قال الشيخ الرئيس: ومن الشّهدانج بستانى معروف، ومنه برّىّ، قال حنين: إن البرّىّ شجرة تخرج فى القفار على قدر ذراع، ورقها يغلب عليه البياض، وثمرها كالفلفل، ويشبه حبّها حبّ السّمنة «4» ، وهو حبّ ينعصر منه الدّهن؛ قال: وطبعه حارّ يابس فى الثالثة؛ وهو يطرد الرّياح، ويجفّف، وهو عسر الانهضام، ردىء الخلط، قوىّ الإسخان، ومقلوّه أقلّ ضررا؛ قال: واذا طبخت أصول القنّب البرّىّ وضمدت بها الأورام الحارّة فى المواضع الصّلبة الّتى فيها كيموسات «5» لاحجة «6» سكّنت الحارّة وحلّلت الصّلبة، وهو مصدّع بحرارته، وعصارته تقطر لوجع الأذن السّددىّ «7» ، ولرطوبة الأذن، وكذلك ورقه ودهنه قلّاع للحزاز «8» فى الرأس
وهو يظلم البصر، ويضعف المعدة، ويجفّف المنىّ، ولبن الشّهدانج البرّىّ يسهل برفق، ونصف رطل من عصيره يحلّ الاعتقال، ويطلق البلغم والصّفراء، ويذهب مذهب القرطم «1» ؛ هذا ما قاله فيه.
وقال بعض الشّعراء فى ورقه:
عاطيت من أهوى وقد زارنى
…
كالبدر وافى ليلة البدر
والنّهر قد مدّ على متنه
…
شعاعه جسرا من التّبر
خضراء كافوريّة رنّحت
…
أعطافه من شدّة السّكر
يفعل منها درهم فوق ما
…
تفعل أرطال من الخمر
فراح نشوان بها غافلا
…
لا يعرف الحلو من المرّ
قال وقد لان بها أمره
…
فبات مردودا إلى أمرى
قتلتنى، قلت: نعم سيّدى
…
قتلين بالسّكر وبالنّجر «2»
وقال آخر:
يا ساقى القوم أدر بينهم
…
خضراء تغنيهم عن الخمر
حشيشة تجعل كلّ امرئ
…
منهم حشيشيّا ولا يدرى
وقال آخر: ربّ ليل قطعته ونديمى
…
شاهدى وهو مسمعى وسميرى
مجلسى مسجد وشربى من خضراء
…
تزهى حسنا بلون نضير