الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباه اذا شرب منه درهم بشراب الخشخاش؛ وهو يجمد المنىّ بخاصيّة فيه، وخصوصا أصله؛ وهو منوّم، مسكّن للصّداع الحارّ الصفراوىّ، لكنّه يضعف؛ وأصله ينفع من الإسهال المزمن وقروح المعى وأوجاع المثانة ضمادا؛ وبزره أقوى فى كل شىء، حتى إنه يمنع نزف الحيض؛ وأصل الأصفر منه وبزره اذا شربا «1» نفعا سيلان الرطوبة المزمنة من الرحم؛ وشرابه مليّن للبطن، نافع من الحمّيات الحارّة، شديد التطفئة «2» ؛ [والله المستعان «3» ] .
وأمّا ما جاء فى وصفه
- فقال أبو بكر الزّبيدىّ «4» الأندلسىّ:
وبركة «5» أحيا بها ماؤها
…
من زهرها كلّ نبات عجيب
كأنّ نيلوفرها عاشق
…
نهاره يرقب وجه الحبيب
حتى اذا الليل بدا نجمه
…
وانصرف المحبوب خوف الرقيب
أطبق جفنيه عسى فى الكرى
…
يبصر من فارقه عن قريب
وقال آخر «1» :
يا حبّذا بركة نيلوفر
…
قد جمّعت من كلّ فنّ عجيب
أزرق فى أحمر فى أبيض
…
كقرصة فى صحن خدّ الحبيب
كأنه يعشق شمس الضحى
…
فانظره فى الصبح وعند المغيب
اذا تجلّت يتجلّى لها
…
حتى اذا غاب سناها يغيب
يرنو اليها مبصرا يومه
…
ولا يحاشى نظرات الرقيب
لا يبتغى وجها سوى وجهها
…
فعل محبّ مخلص فى حبيب
وقال التّنوخىّ «2» :
فكأنّه فى الماء صاحب مذهب
…
أغراه وسواس بأن لم يطهر
وقال آخر «3» :
كلّنا باسط اليد
…
نحو نيلوفر ندى
كدبابيس عسجد
…
نصبها من زبرجد
وقال آخر «4» :
اشرب على بركة نيلوفر
…
محمرّة الأوراق خضراء
كأنّما أزهارها أخرجت
…
ألسنة النار من الماء
وقال آخر:
ونيلوفر صافحته الرياح
…
وعانقه الماء صفوا ورنقا
تخيّل أوراقه فى الغدي
…
ر ألسنة النار حمرا وزرقا
وقال آخر:
صفر الدّرارى «1» تضمّها شرف
…
مفتضح عند نشرها العطر
تحملها خيزرانة ذبلت
…
ذبول صبّ أذابه الهجر
وقال ابن الرومىّ»
:
يرتاح للنّيلوفر القلب الذى
…
لا يستفيق من الغرام وجهده
والورد أصبح فى الروائح عبده
…
والنرجس المسكىّ «3» خادم عبده
يا حسنه فى بركة قد أصبحت
…
محشوّة مسكا يشاب بندّه
وكأنّه فيها وقد لحظ الصّبا
…
ورمى المنام ببعده وبصدّه
مهجور حبّ ظلّ يرفع رأسه
…
كالمستجير بربّه من ضدّه
وكأنّه إذ غاب عند مسائه
…
فى الماء فانحجبت نضارة قدّه
صبّ يهدّده الحبيب بهجره
…
ظلما فغرّق نفسه من وجده
وقال مؤيّد الدّين الطّغرائىّ:
ونيلوفر أعناقه أبدا صفر
…
كأنّ به سكرا وليس به سكر
اذا انفتحت أوراقه فكأنّها
…
وقد ظهرت ألوانها البيض والصّفر
أنامل صبّاغ صبغن بنيله
…
وراحتها بيضاء فى وسطها تبر
وقال السّرىّ الرّفّاء:
وبركة حفّت بنيلوفر
…
ألوانه بالحسن منعوته
نهاره ينظر عن مقلة
…
ساجية الألحاظ مبهوته
وإن بدا الليل فأجفانه
…
فى لجّة البركة مسبوته
كأنّما كلّ قضيب له
…
يحمل فى أعلاه ياقوته
وقال آخر «1» :
وبركة تزهو بنيلوفر
…
نسيمه يشبه نشر الحبيب
مفتّح الأجفان فى يومه «2»
…
حتى اذا الشمس دنت للمغيب
أطبق جفنيه على حبّه
…
وغاض فى البركة خوف الرقيب
وقال آخر «3» :
تحبّ «4» الشمس لا تبغى سواها
…
وتلحظها بمقلة مستهام
اذا غابت تكنّفها اشتياق
…
فنامت كى تراها فى المنام
وقال الرّفّاء:
يا حسن نيلوفر شغفت به
…
يمنحه الماء صفو مشروبه
كأنّه عاشق به ظمأ
…
توهّم الماء ريق محبوبه
وقال آخر:
وشاخص نحو عين الشمس يرمقها
…
حتى اذا غربت أغضى بتنكيس
تراه من قطع المرجان فى قضب
…
زرق الشوابير «1» أمثال الدّبابيس
كأنّه ودروع الماء تشمله
…
تحت الشّعاع أكاليل الطّواويس
وقال آخر:
ونيلوفر قد لاح فى زىّ فاقد
…
حبيبا فمنه يستعير لباسه
يظلّ نهارا شاخص الطّرف لاحظا
…
ويغمس جنح الليل فى الماء راسه
كأنّ عليه للظّلام مراقبا
…
فيهرب منه أو يخاف اختلاسه
وقال مؤيّد الدّين الطّغرائىّ:
نيلوفر يسبح فى لجّة
…
عليه ألوان من اللّبس
مظاهر ثوب حداد على
…
ثوب بياض علّ بالورس
فالشّطر من أعلاه فى مأتم
…
وشطره الأسفل فى عرس
مغمّض طول الدّجى ناعس
…
جفونه تفتح فى الشمس