الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأمّا شجر الصّنوبر وما قيل فيه
- فشجر الصّنوبر صنفان، ذكر وأنثى؛ فالذّكر هو الأرز، وهو لا يثمر، ومنه القطران؛ والأنثى صنفان، صنف كبيرا لحبّ، وصنف صغيره، يسمّى قضم «1» قريش وقال أبو بكر بن وحشيّة فى توليده: خذوا من شجرة الخرنوب الشامىّ من عروقها الطّوال، فلفّوها على قرنى ثور، وانقعوها فى الزّيت سبعة أيّام، ثمّ اجعلوها فى الأرض، واسحقوا الكندر «2» وذرّوه عليها اذا غرست، فانّها تنبت شجر الصّنوبر.
وقال الشيخ الرئيس أبو علىّ بن سينا فيه «3» - وسمّاه الجلّوز وقال: هو حبّ الصّنوبر الكبار، وهو أفضل «4» غذاء من الجوز، لكنّه أبطأ انهضاما؛ وهو مركّب من جوهر مائىّ وأرضىّ، والهوائيّة فيه قليلة؛ قال: وفى لحاء شجره قبض كثير؛
والدّود الّذى فيه فى قوّة الذّراريح «1» ؛ ولحاؤه «2» ينفع من إحراق الماء الحارّ، «ويلصق «3» الجراحات ذرورا» ومن القروح «4» الحرقيّة «5» ؛ وفيه قوّة مدملة «6» ؛ وفى لحائه من القبض ما يبلغ أن يشفى السّحج «7» إذا وضع عليه ضمادا أو ذرورا؛ ويصلح لمواقع الضربة ويدمل؛ وورقه أصلح لذلك لأنّه أرطب؛ والغرغرة بطبيخ قشره تجلب بلغما كثيرا؛ واذا سلق لحاؤه بالخلّ وتمضمض به نفع وجع الأسنان؛ ودخانه نافع من انتثار الأشفار. قال: ويغذو غذاء قويّا غليظا غير ردىء؛ ويصلح للرّطوبات الفاسدة فى الأمعاء؛ وهو بطىء الهضم، ويصلح هضمه: أمّا للمبرودين فالعسل وللمحرورين فالطّبرزذ»
، ويزداد بذلك جودة غذاء؛ والمنقوع منه فى الماء تذهب