الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فمنها صغد سمرقند
- الذى تحفّ به بساتين كست زهرتها من الأرض عاريها «1» ، وأصبح للسماء بكاء فى جوانبها وللرّوض ابتسام فى نواحيها؛ تتخلّلها قصور يتضاءل سنا النّجم فى آفاقها، وتحتجب الغزالة عند طلوعها حياء من بهجتها وإشراقها.
ومنها شعب بوّان
«2»
- الذى غدت مغانيه «3» مغانى للزّمان، وقصرت الألسن عن وصف محاسنه وطالت إلى اقتطاف ثمره البنان؛ تكاد شمسه تغرب عند الإشراق، ولا تتخلل أشجاره إلا والحياء يعيدها فى قبضة الإطراق؛ يستغنى بغدرانه عن صوب الصّيّب، ولقد أبدع فى وصفه أبو الطّيّب:
مغانى الشّعب طيبا «4» فى المغانى «5»
…
بمنزلة الرّبيع من الزمان
ولكنّ الفتى العربىّ فيها
…
غريب الوجه واليد واللسان
ملاعب جنّة لو سار فيها
…
سليمان لسار بترجمان
[طبت فرساننا والخيل حتّى
…
خشيت وان كرمن من الحران] «1»
غدونا تنفض الأغصان فيه
…
على أعرافها مثل الجمان «2»
فسرت وقد حجبن الشمس عنّى
…
وجئن من الضّياء بما كفانى
وألقى الشرق «3» منها فى ثيابى
…
دنانيرا تفرّ من البنان
لها ثمر تشير اليك منه
…
بأشربة وقفن بلا أوانى «4»
وأمواه يصلّ «5» بها حصاها
…
صليل الحلى فى أيدى الغوانى
اذا غنّى الحمام الورق فيها
…
أجابتها أغانىّ القيان
ومن بالشّعب أحوج من حمام
…
اذا غنّى وناح الى بيان «6»
وقد يتقارب «1» الوصفان جدّا
…
وموصوفاهما متباعدان
يقول بشعب «2» بوّان حصانى
…
أعن هذا تسير الى الطّعان
أبوكم آدم سنّ المعاصى
…
وعلّمكم مفارقة الجنان
وأجاد السّلامىّ حيث قال:
اشرب على الشّعب واحلل روضة أنفا «3»
…
قد زاد فى حسنه فازدد به شغفا
إذ ألبس الهيف من أغصانه حللا
…
ولقّن العجم من أطياره نتفا
ونمّرت «4» حسنه الأغصان مثمرة
…
من نازع قرطا أو لابس شنفا «5»
والماء يثنى على أعطافها أزرا
…
والريح تعقد من أطرافها شرفا
والشمس تخرق من أشجارها «6» طرفا
…
بنورها فترينا تحتها طرفا
من قائل نسجت درعا مفضّضة
…
أو قائل ذهّبت أو فضّضت صحفا
ظلّت تزفّ الى الدنيا محاسنها
…
وتستعيد لها الألطاف والتّحفا
من عارض وكفا «7» أو بارق خطفا
…
أو طائر هتفا أو سائر وقفا