الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأمّا ما وصف به وشبّه النّارنج
«1»
- فمن ذلك قول شاعر:
لله أنجم نارنج توقّدها
…
يكاد ينجاب عن لألائه الغسق
تبدو لعينيك فى لألائها ولها
…
من الغصون بروج دوحها الأفق
تجنى به اليد جمرا ليس يطفئه
…
غيث ولا اليد إذ تجنيه تحترق
كأنّه مستعار الشّبه من سفن «2»
…
مذهّب أو حباه لونه الشّفق
وقال آخر:
تأمّلها كرات من عقيق
…
تروقك فى ذرا دوح وريق
صوالج من غصون ناعمات
…
غذتها درّة العيش الأنيق
تخال غصونها فيها نشاوى
…
بأيديهم كئوس من رحيق
عجبت لها شربن الماء ريّا
…
وفى لبّاتها لهب الحريق
وقال آخر يصف نارنجة:
يا ربّ نارنجة يلهو النديم بها
…
كأنّها كرة من أحمر الذّهب
أو جذوة حملتها كفّ قابسها
…
لكنّها جذوة معدومة اللهب
وقال آخر:
ومورقة فى صيفها وشتائها
…
يحار النّهى فى أرضها وسمائها
اذا ما زهى الكانون يوما بجمره
…
نظرت إليه تحت فضل ردائها
أرى الماء يطفى كلّ نار ونارها
…
تزيد حياة ما تغذّت بمائها
كرات عقيق أم خدود كواعب
…
بدت وهى حمر من صباغ «1» حيائها
وقال آخر:
انظر إلى منظر يلهيك منظره
…
بمثله فى البرايا يضرب المثل
نار تلوح على الأغصان فى شجر
…
لا الماء يطفى ولا النّيران تشتعل
وقال آخر يصف نارنجة نصفها أحمر ونصفها أخضر:
وبنت أيك دنا من لمسها قزح «2»
…
فلاح منها على أرجائها أثر
يبدو لعينيك منها منظر عجب
…
زبرجد ونضار صاغه المطر
كأنّ موسى كليم الله أقبسها
…
نارا وجرّ عليها كفّه الخضر
وقال الصّاحب بن عبّاد:
بعثنا من النارنج ما طاب عرفه
…
ونمّت على الأغصان منه نوافج «3»
كرات من العقيان أحكم خرطها
…
وأيدى النّدامى حولهنّ صوالج
وقال أبو الحسن الصّقلىّ:
تنعّم بنارنجك المجتنى
…
فقد حضر السعد لمّا حضر
فيا مرحبا بقدود الغصون
…
ويا مرحبا بخدود الشجر
كأنّ السماء همت بالنّضار
…
فصاغت لها الأرض منه أكر
وقال ابن المعتزّ:
كأنّما النّارنج لمّا بدت
…
صفرته فى حمرة كاللهيب
وجنة معشوق رأى عاشقا
…
فاصفرّ ثمّ احمرّ خوف الرّقيب
وقال السّرىّ الرّفّاء:
وبديعة أضحى الجمال شعارها
…
صبغ الحيا «1» صبغ الحياء إزارها
حلّت عقال نسيمها وتوشّحت
…
وبالأرجوان وشدّدت أزرارها
فالعين تحسر إن رأت إشراقها
…
والنفس تنعم إن رأت «2» أخبارها
فكأنّها فى الكفّ وجنة عاشق
…
عبث الحياء بها فأضرم نارها
محمولة حملت عجاجة عنبر
…
فإذا سرى ركب النّسيم أثارها
أمنت على أسرارها ريح الصّبا
…
وهنا «3» فضيّعت الصّبا أسرارها
وكأنّما صافحت منها جمرة
…
أمنت يمينك حرّها وشرارها
ما أحسب النّارنج إلّا فتنة
…
هتك الزّمان لناظر أستارها
عشقت محاسنه العيون فلو رنت
…
أبدا اليه ما قضت أو طارها
وقال آخر «4» :
سقيا لأيّامنا ونحن على
…
رءوسنا نعقد الأكاليلا
فى جنّة ذلّلت لقاطفها
…
قطوفها الدّانيات تذليلا
كأنّ نارنجها «1» يلوح على
…
أغصانها حاملا ومحمولا
سلاسل من زبرجد حملت
…
من ذهب أحمر قناديلا
وقال آخر «2» :
وأشجار نارنج كأنّ ثمارها
…
حقاق عقيق قد ملئن من الدّرّ
تطالعنا بين الغصون كأنّها
…
خدود غوان «3» فى ملاحفها الخضر
أتت كلّ مشتاق بريّا حبيبه
…
فهاجت له الأحزان من حيث لا يدرى
وقال آخر:
حدائق أشجار كإقبال دولة
…
عليك أو البشرى أتت لقعيد
أنارت بنارنج لريّاه «4» فى الحشا
…
مواقع وصل من فؤاد عميد
اذا ما حنى أغصانه فكأنّه
…
صوالجة الأصداغ فوق خدود
وقال آخر:
وأغصان مقوّمة حسان
…
ومنها ما يرى كالصّولجان
كأنّ بها ثديّا ناهدات
…
غلائلها صبغن بزعفران
وقال آخر «5» يصف نارنجا مختلف الألوان:
رياض من النّارنج كالأمن والمنى
…
جمعن ومثل النّوم بعد التسهّد
تجلّى العشا عن ناظرى كلّ ناظر
…
وتجلو الصّدى عن قلب ذى اللّوعة الصّدى
فمن أخضر غضّ النّبات كأنّه
…
مشارب مينا «1» أو حقاق زمرّد
ومن أحمر كالأرجوان إذا بدا
…
وكالرّاح صرفا أو كخدّ مورّد
ومن أصفر كالصّبّ، يبدو كأنّه
…
كرات أديرت من خلاصة عسجد
اذا لاح فى أشجاره «2» فكأنّه
…
شموس «3» عقيق فى «4» قباب زبرجد
وقال آخر:
أهدى لنا النّارنج عند قطافه
…
أكرا تروق بمنظر وبمنخبر
ببواطن من ياسمين أبيض
…
وظواهر من جلّنار أحمر
وقال آخر:
كانت هديّته لنا نارنجة
…
كالفهر «5» لفّت فى حرير أصفر
صفراء تحسب أنّها قد جدّرت
…
فترى ببهجتها «6» انتثار مجدّر «7»
فسألتها عمّا يغيّر لونها
…
قالت سألت فخذ جواب مخبّر
كنّا حبائب فوق غصن ناعم
…
أوراقه مثل الفرند الأخضر