الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجرب المتقرّح والقوابى «1» ، وينفع الغشاوة والبياض، ويجلو العين ووسخ قروحها ويخرج الجنين.
وماء الزّيتون المملّح يحقن به لعرق النّسا؛ وورقه يطبخ بماء الحصرم حتّى يصير كالعسل، وتطلى به الأسنان المتأكّلة فينفعها «2» ؛ وعصارة ورقه للجحوظ.
قال: والزّيتون الأسود مع نواه من جملة البخورات للرّبو وأمراض الرئة؛ والزّيتون الغليظ المملوح يثير الشهوة، ويقوّى المعدة، ويولّد كيموسا قابضا؛ والمخلّل أقبل الجميع للهضم وأسرعه.
وقال ابن وكيع يصفه:
انظر إلى زيتوننا
…
فيه شفاء المهج
بدا لنا كأعين
…
شهل «3» وذات دعج
مخضرّه زبرجد
…
مسودّه من سبج «4»
وأمّا الخرنوب وما قيل فيه
- فقال الشيخ الرئيس: أصلحه الخرنوب الشامىّ المجفّف؛ وهو قابض، والرّطب منه مطلق. قال: واذا دلكت الثآليل
بالخرنوب النّبطىّ الفجّ دلكا شديدا أذهبها ألبتّة؛ والمضمضة بطبيخه جيّدة لوجع الأسنان؛ والرّطب من الشامىّ ردىء «1» للمعدة لا ينهضم؛ واليابس أبطأ انهضاما. قال:
والجلوس فى طبيخه يقوّى المعدة «2» ؛ وفيه إدرار؛ والنّبطىّ نافع من سيلان الطّمث المفرط أكلا واحتمالا «3» . وقال جالينوس: ليت «4» هذه الشجرة لم تجلب إلى بلاد «5» أخرى. وحكى أنّ سليمان عليه السلام كان من عادته أن يعتكف فى البيت المقدّس المدد الطّوال، وكانت تخرج له فى كلّ يوم من محرابه شجرة، فيسألها عن اسمها فتخبره، فخرجت له شجرة الخرنوب، فسألها عن اسمها، فأخبرته، فبكى، وقال:
نعيت إلىّ نفسى؛ فقيل له فى ذلك، فقال: الخرنوب خراب؛ ومات بعد ذلك بقليل؛ وقال شاعر فيه:
لمّا أتى الخرنوب فى طبق
…
حنّت اليه النّفوس والمهج
كأنّه فى كمال حالته
…
حبّ عقيق أصدافها سبج
وأمّا الإجّاص «1» وما قيل فيه
- فقال أبو بكر بن وحشيّة فى توليده:
إن خلطتم اليبروح «2» بورق العنّاب ومثل نصف وزن اليبروح كندسا «3» ، وزرعتموه فى أىّ البلاد، خرج عن ذلك شجر الإجّاص الحامض؛ وإن أردتموه حلوا فاخلطوا مع اليبروح خمير دقيق الشعير والحنطة مختلطين، وقد طال اختمارهما حتى حمضا، فإنّه يخرج عنه شجر الإجّاص الحلو، وذلك بعد أن يخلط بما تقدّم، ومن الخمر الحديث برطل.
وقال الشيخ الرئيس فى الإجّاص: البستى منه أقوى من الأسود، والأصفر أقوى من الأحمر، والأبيض الكبير «4» ثقيل قليل الإسهال، والأرمنىّ أحلى الجميع
وأشدّه إسهالا، وأجوده الكبار السّمينة؛ وطبعه بارد فى أوّل الثانية رطب فى آخرها. وقال فى أفعاله وخواصّه: صمغه ملطّف قطّاع مغرّ؛ وفى الدّمشقىّ عقل وقبض عند ديسقوريدس؛ وقال «1» جالينوس: والذى لم ينضج فيه قبض وغذاؤه قليل، وليؤكل قبل الطعام، ويشرب المرطوب بعده ماء العسل والنّبيذ وصمغه ملحم للقروح، وبالخلّ يقلع القوباء. وخاصّة إن كان معه عسل أو سكّر وخصوصا فى الصّبيان؛ وورقه اذا تمضمض بمائه منع من النوازل الى اللّوزتين «2» واللهاة؛ واذا اكتحل بصمغه قوّى البصر؛ والمزّ «3» منه يسكّن التهاب القلب، وهو أشدّ قمعا للصّفراء؛ والحلو منه يرخى المعدة بترطيبه ويبردها؛ وبالجملة لا يلائمها؛ والحلو منه أشدّ إسهالا للصّفراء؛ والرّطب أشدّ إسهالا من اليابس؛ والدّمشقىّ يعقل البطن عند بعضهم؛ والبرّىّ ما دام لم ينضج جدّا «4» ففيه قبض إجماعا. وقال جالينوس: إنّ ديسقوريدس أخطأ فى قوله: إنّ الدّمشقىّ يقبض، بل هو مسهل وصمغه يفتّت الحصاة، وماؤه يدرّ الطّمث، وكلّما صغر كان أقلّ إسهالا.
وقال سليمان «5» بن بطّال الأندلسىّ يصفه:
بعثت ما يندر لكنّه
…
فى وصفه النّاعت لم يبرر «6»