الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأمّا البلح والبسر والتّمر
- فروى عن عامر بن سعد عن أبيه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تصبّح كلّ يوم سبع تمرات- يعنى «1» عجوة- لم يضرّه فى ذلك اليوم سمّ ولا سحر» خرّجه البخارىّ فى صحيحه.
وقال الشيخ الرئيس أبو علىّ بن سينا: إنّ طبعهما «2» بارد يابس فى الثانية؛ والبسر أقبض من القسب «3» ؛ واذا أكل وشرب الماء على أثره نفخ، وان كان أوّل ما يحلو قرقر أكثر، ويحدثان السّدد فى الأحشاء؛ وطبيخ البسر يسكّن اللهيب مع حفظ الحرارة الغريزيّة؛ والإكثار منهما يولّد فى البدن أخلاطا غليظة؛ والبسر يصدّع، وكثيره يسكر؛ وهما رديئان للصّدر والرّئة، ويحدثان السّدد فى الكبد، وهضمهما بطىء؛ والهشّ أقلّ هضما؛ وغذاؤهما يسير، وكلّ واحد منهما يعقل البطن. قال: والبلح يغزر البول؛ واذا شرب بخلّ عفص منع سيلان الرّحم ونزف البواسير؛ وكثرة استعمالهما توقع فى القشعريرة «4» .
وقد وصف الشعراء البلح والبسر فى أشعارهم
- فمن ذلك ما قاله ابن وكيع التّنّيسىّ فى البلح:
أما ترى النّخل طارحا «5» بلحا
…
جاء بشيرا بدولة الرّطب
كأنّه والعيون تنظره
…
إذا بدا زهره على القضب
مكاحل من زمرّد خرطت
…
مقمّعات الرءوس بالذّهب
وقال عبد الصمد:
كأنّه فى ناضر الأغصان
…
زمرّد لاح على تيجان
وقال كمال الدّين بن بشائر الإخميمىّ- وهو عصرىّ-:
حيّا بها رائحة
…
كالمسك للمستنشق
وقال شبّهها لنا
…
فقلت غير مطرق
مكحلة مخروطة
…
من دهنج «1» موثّق
سدادها من ذهب
…
وميلها من ورق «2»
وقال شاعر يصف البسر الأحمر:
أما ترى النّخل حاملات
…
بسرا حكى لونه الشّقيقا
كأنّما خوصه عليه
…
زمرّد مثمر عقيقا
[وقال ابن «3» المعتزّ] :
كقطع الياقوت يانعات
…
بخالص التّبر مقمّعات
[وقال فى «4» الأصفر] :
أما ترى البسر الّذى
…
قد حاز كلّ العجب
كيف غدا فى لونه
…
كعاشق مكتئب
مكاحل من فضّة
…
قد طليت بالذّهب
ووصفوا الرّطب والتّمر- فمن ذلك ما قاله محمد بن شرف القيروانىّ:
ومطبوخ بغير عقيد «1» نار
…
عزمت على جناه بآبتكار
توابيت تبدّت من عقيق
…
مقمّعة بمسبوك النّضار
ترى لصفاء جوهرها نواها
…
كألسنة العصافير الصّغار
وقال ابن الرّومىّ:
بعثت ببرنىّ «2» جنىّ كأنّه
…
مخازن تبر قد ملئن من الشّهد
مختّمة الأطراف تنقدّ قمصها
…
عن العسل الماذىّ «3» والعنبر الهندى
تنقّل من خضر الثياب وصفرها
…
الى حمرها ما بين وشى الى برد
فكم لبثت فى شاهق لا ترى به
…
ولا تجتنى باللّحظ إلّا من البعد
ألّذ من السّلوى وأحلى من المنى
…
وأعذب من وصل الحبيب على الصّمدّ
وقال محمد بن شرف القيروانىّ [فى التّمر «4» ] :
أما ترى التّمر يحكى
…
فى الحسن للنّظّار
مخازنا من عقيق
…
قد قمّعت بنضار
كأنّما زعفران
…
فيه مع الشّهد جارى
يشفّ مثل كئوس
…
مملوءة من عقار