الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما النّسرين «1» وما قيل فيه
- فقال الشيخ الرئيس أبو علىّ بن سينا:
طبع النسرين حار يابس فى الثالثة «2» ؛ وهو منقّ ملطّف، وزهره أخصّ بذلك، وينفع من برد العصب، ويقتل الديدان فى الأذن؛ وينفع من الطّنين والدّوىّ؛ وينفع من وجع الأسنان؛ والبرّىّ تلطخ به الجبهة فيسكّن الصّداع؛ وهو يفتّح سدد المنخرين؛ واذا شرب مع أربع درخميات «3» سكّن القىء، ويسكّن الفؤاق وخصوصا البرّىّ منه؛ والله أعلم.
وأما ما جاء فى وصفه
- فقال شاعر [منشدا «4» ] :
أكرم بنسرين تذيع الصّبا
…
من نشره مسكا وكافورا
ما إن رأينا قطّ من قبله
…
زبرجدا يثمر بلوّرا
وقال آخر:
انظر لنسرين يلوح
…
على قضيب أملد
كمداهن من فضّة
…
فيها برادة عسجد
حيّتك من أيدى الغصو
…
ن بها أكفّ زبرجد
وقال عبد الرحمن «1» بن علىّ النحوىّ:
زان حسن الحدائق النّسرين
…
فالحجا فى رياضه مفتون
قد جرى فوقه اللّجين وإلّا
…
فهو من ماء فضّة مدهون
أشبهته طلى الحسان بياضا
…
وحوته شبه القدود غصون
وقال آخر فيه ملغزا:
ومشموم له عرف ذكىّ
…
وفى تصحيفه بعض الشّهور «2»
اذا أسقطت خمسيه تراه
…
عيانا فى السماء «3» وفى الطّيور
وأوّله «4» وآخره سواء
…
وباقيه يشحّ به ضميرى
وأما البان «5» وما قيل فيه
- فقال أبو على بن سينا فى ماهية البان: حبّه أكبر من الحمّص، الى البياض، وله لبّ ليّن دهنىّ؛ وطبعه حارّ فى الثالثة، يابس
فى الثانية. وقال: إنه منقّ، خصوصا لبّه، يقطع الأخلاط الغليظة، ويفتّح مع الخلّ والماء سدد الأحشاء. قال: وقشره قابض، ولا يخلو دهنه من قبض وفى جميعه جلاء وتقطيع؛ وحبّه ينفع من البرش والنّمش والكلف والبهق وآثار القروح وكذلك دهنه. [قال «1» : وينفع من الأورام الصّلبة كلّها إذا وقع فى المراهم، ومن الثّآليل «2» ، وهو بالخلّ ينفع من التقشّر والجرب المتقرّح والبثور اللّبنيّة «3» ؛ وهو يسخّن العصب، ويليّن التشنّج وصلابات العصب، وخصوصا دهنه] . قال: وينفع من الرّعاف لقبضه، ودهنه يوافق وجع الأذن والدوىّ فيها، خصوصا مع شحم البطّ؛ وطبيخ أصله ينفع من وجع الأسنان مضمضة؛ وهو ينفع من صلابة الطّحال والكبد اذا شرب بخلّ ممزوج وزن درهمين منه؛ والمثقال من حبّه يسهل بلغما خاما «4» اذا شرب بالعسل، وكذلك دهنه اذا احتملت فتيلة مغموسة فيه.