الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن الأترجّ صنف صغير مخطّط بخضرة وصفرة، وفيه طول، يسمّى شمّام «1» الأترجّ، وفيه يقول ابن طباطبا:
ومخطفات كأنّ الحبّ أخطفها
…
هيف الخصور ثقيلات المآخير
صفر الثياب كأنّ الدهر ألبسها
…
بناضر «2» النبت ألوان الدنانير «3»
القسم الثالث من الفنّ الرابع فى الفواكه المشمومة
، وفيه بابان
الباب الأول من هذا القسم من هذا الفنّ فيما يشمّ رطبا ويستقطر
ويشتمل هذا الباب على أربعة أنواع، وهى الورد والنّسرين والخلاف «4» والنّيلوفر.
فأمّا الورد وما قيل فيه
- فالورد ألوان، أشهرها الأحمر والأبيض؛ وقال صاحب كتاب (نشوار المحاضرة) : إنه رأى وردا أصفر، ووردا أسود حالك
السواد، له رائحة ذكية، ورأى بالبصرة وردة نصفها أحمر قانئ، ونصفها أبيض ناصع، وكأنّها مقسومة بقلم؛ وفيه ماله وجهان: أحمر وأبيض؛ ويقال: إنه ربما وجد ورد أحد وجهى الورقة منه أحمر قانئ، والآخر أصفر، ومن ألوان الورد الأزرق، وهذا اللون يقال إنّه يتحيّل فيه، بأن تسقى شجرة الورد الأبيض الماء المخلوط بالنيل «1» ، فيصير الورد أزرق، وقد يتحيّل على الأسود بمثل ذلك؛ والله تعالى أعلم.
ومما يدلّ على وجود هذه الألوان وأنّها غير منكورة أن الشعراء وصفوها فى أشعارهم فذكروا الأصفر والأزرق والأسود على مانورده ان شاء الله [تعالى «2» ] بعد ذكر منافع الورد وخواصّه.
قال الشيخ الرئيس أبو علىّ بن سينا: والورد مركّب من جوهر مائىّ وأرضىّ وفيه حرارة «3» وقبض، ومرارة مع قبض، وقليل حلاوة، وفى مائيّته انكسار حرافة «4» بسبب الشىء الذى لأجله [حلا «5» ] ومرّ، وفيه لطافة تنفذ «6» قبضه، فكثيرا ما يحدث الزّكام. قال: والقوّة المرّة تثبت فيه مادام طريّا، فاذا يبس قلّت مرارته، ورطبه
يسهل اذا شرب منه وزن عشرة دراهم؛ والمسمّى منه بالورد المنتن حارّ، وأصله كالعاقر «1» قرحا محرق؛ وقال فى طبعه:
ذكر جالينوس أن الورد ليس بشديد البرد بالقياس [إلينا «2» ]، ويقول: يجب أن يكون باردا فى الأولى؛ قال الشيخ، أقول: ويبسه فى أوّل الثانية، لا سيّما فى الجافّ؛ وقال فى أفعاله وخواصّه: تجفيفه أقوى من قبضه، لأنّ مرارته أقوى من قبض طعمه؛ وهو مفتّح جلّاء، ويسكّن حركة الصفراء؛ وبزره أقوى ما فيه قبضا، وكذلك الزّغب الّذى فى وسطه؛ وفى جميعه تقوية للأعضاء الباطنة، ولا يجاوز قبضه منع التحليل؛ واليابس أقبض وأبرد. قال: واذا استعمل الورد فى الحمّام أصلح نتن العرق؛ ويتّخذ منه غسول على هذه الصفة، وهى أن يؤخذ من الورد الّذى لم تصبه نداوة- ويترك حتى يضمر- أربعون مثقالا، ومن سنبل «3»
الطّيب خمسة مثاقيل، ومن المرّ ستّة مثاقيل، تعمل أقراصا صغارا. قال: وربّما زادوا فيها من القسط «1» والسّوسن درهمين درهمين، فربّما جعلها النساء فى المخانق علاجا من ذفر العرق. قال قوم: إنّه يقطع الثّآليل «2» كلّها اذا استعمل مسحوقا، وهو ينفع من القروح، ولا سيّما السّحج «3» بين الأفخاذ وفى المغابن «4» ، وينبت اللحم فى القروح العميقة «5»
وادّعى قوم أنه يخرج السّلّاء «1» والشّوك مسحوقا؛ وهو مسكّن للصّداع رطبه وطبيخ مائه، ودهنه معطّس بل شمّه نفسه؛ وقال قوم: تعطيسه لحبسه البخار، ولعلّ ذلك لتضادّ قوّتيه: الجالية «2» والمانعة فى الأدمغة الرقيقة الفضول؛ وشمّه نفسه معطّس لمن هو حارّ الدماغ؛ وبزره يشدّ اللّثة؛ وهو يسكّن وجع العين من الحرارة، وكذلك طبيخ يابسه صالح لغلظ الجفون اذا اكتحل به، وكذلك دهنه وعصارته؛ قال: وإنما ينفع من الرّمد اذا قطعت منه زوائده البيض «3» . قال:
واذا تجرّع ماء الورد نفع من الغشى؛ قال: والورد جيّد للكبد والمعدة؛ ومربّاه بالعسل يقوّى المعدة، وهو الجلنجبين «4» ، ويعين على الهضم؛ ودهن الورد يطفئ التهاب المعدة، وكذلك طلاء المعدة بالورد نفسه؛ وشرابه نافع لمن فى معدته استرخاء؛ قال: وهو يسكّن وجع المقعدة طليا عليها بريشة، ووجع الرحم من الحرارة، وكذلك طبيخ يابسه «5» ؛ وهو نافع لأوجاع المعى «6» ، ويحتقن بطبيخه لقروح المعى «7» ، وشرابه يشرب لذلك؛ قال: والنّوم على المفروش منه يقطع الشّهوة؛ هذا ما قاله الشيخ فى الورد، والذى جرّبته أنا منه أنّ زهر الورد الأصفر يجفّف ويسحق بالملح فيكون دواء جيّدا للجراح يلحمها بسرعة.