الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إنَّ الحمدَ لله نحمدُه ونستعينُهُ ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فقد بعثَ الله خاتمَ أنبيائه محمداً صلى الله عليه وسلم بآخِرِ رسالاته دينِ الإسلام الذي أكمله لعباده، وأتمَّ به عليهم النّعمة، ورضيه لهم ديناً، وفَرض اتِّباعه على الثّقلين سبيلاً أوحدَ للفوز في الدار الآخرة.
وكانت آخرُ الرّسالات السّماوية قبله رسالةَ عيسى بن مريم عليه السلام. فدخل مَن كتب الله له منهم الهدايةَ في دين الإسلام، وأبى جلُّهم إلا الإعراضَ والتّكذيب، واختار بعضُهم مع
(1) هذه هي خطبة الحاجة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه، وكان السّلف الصّالح يقدمونها بين يدي دروسهم وكتبهم ومختلف شؤونهم. انظر: خطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه، محمد ناصر الدين الألباني، ص5. والآيات التي فيها هي على الترتيب: الآية 102 من سورة آل عمران، والآية الأولى من سورة النساء، والآيتين 70 و71 من سورة الأحزاب.
ذلكَ الحربَ والمواجهة بشتّى الوسائلِ والطّرق.
ولما ظهرت الوسائل الإعلاميّة، وكان لها ما كان من الأثر العظيم والميزات القويّة، قام النّصارى باستغلالها في نشر دينهم، ومحاربة الإسلام.
وكان من آخر هذه الوسائل، ومن أكثرها تأثيراً وانتشاراً؛ شبكة المعلومات العالميّة، فلم يكن عجباً أن أولاها القومُ عنايةً واهتماماً.
ومع ظهور الجيل الثاني لهذه الشّبكة -في حدود العام الهجري 1424 - تغير واقع الاتصال بين الخدمة والمستفيد إلى السمة التفاعليّة، فاتجه غالب مستخدمي الشّبكة إلى هذه الخدمات التفاعليّة، وأضحوا تحت تياراتها المؤثرة بغير اختيارهم.
وقد استفاد المنصرون من هذه السمات التأثيريّة في عملهم الدّعوي، فنشأ عن ذلك جهدٌ تنصيري منظّم مدروس، تقف وراءه اتحادات وجمعيّات وكنائس ومؤسسات عاملةٌ مدعومةٌ بالأموال والعقول المفكرة والجهود البحثيّة والميدانيّة.
وهكذا نشأت مشكلة البحث.
ولما كان «من بعض حقوق اللهِ على عبدهِ ردُّ الطّاعنين على كتابه ورسوله ودينه، ومجاهدتهم بالحجة والبيان، والسيف والسِّنان، والقلب والجَنان» (1)؛ رأيت أن أكتبَ في بيان واقع العمل التّنصيري من خلال الخدمات التّفاعليّة لهذه الشّبكة، تبصرةً لمن نظر فيه، وتعريفاً بالطرق المتبعة في الكيد للإسلام، ودحضاً لبعض الشّبه التي يكثر طرحها.
وكان سببُ اختياري لهذا الموضوع الأمورَ التّالية:
أولاً: تعاظُمَ الخطر التنصيري عبر شبكة المعلومات العالميّة بعد ظهور الخدمات التفاعليّة لهذه الشّبكة.
ثانياً: ما تواجهه الأمة الإسلاميّة في الوقت الحاضر من حربٍ ضاريةٍ تستهدف زعزعةَ
(1) انظر: هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى، ابن قيم الجوزيّة، ص18.
العقيدة في قلوب أبنائها، وغرسَ العقيدة النصرانيّة المحرفة عوضاً عنها، ونقلَ المسلمين وتحويلَهم إلى النصرانيّة إن تيسّر ذلك، أو إشغالَهم بما يشكِّكُهم في دينهم، ويزعزعُ يقينيّاتهم العقديّة.
ثالثاً: الحاجةَ الماسّةَ لمعرفةِ الأساليب التي يتبعها المنصرون من خلال الخدمات التفاعليّة للشبكة، ورصدِ جهود المسلمين حيالها، للخروج بتوصيات نافعة بإذن الله.
رابعاً: إضافةَ بحثٍ إلى منظومة الدراسات العلميّة التي طرقت التنصير عبر الوسائل الإعلاميّة والمعلوماتيّة؛ يخدم جانباً في هذا الباب.
ويمكن إجمال أهداف البحث في الآتي:
أولاً: بيانُ واقع العمل التنصيري على الشّبكة العالميّة باستخدام الخدمات التفاعليّة.
ثانياً: إيضاحُ كيفيّة استغلال المنصرين لكل وسيلةٍ من هذه الوسائل التفاعليّة.
ثالثاً: إيضاحُ أهمِّ الشبه التي يثيرها المنصرون في هذه الخدمات، والطرق المستخدمة في ذلك.
رابعاً: بيانُ وتقييمُ الجهود التي يبذلها المسلمون في صدِّ هذه الهجمات التنصيريّة.
ويقوم البحث على منهجِ تحليل المضمون (المحتوى)، وذلك بتتبعِ الجهود التنصيريّة عبر الخدمات التفاعليّة للشبكة باللغة العربيّة، واستقراءِ جوانب عملها، وتحليلِ جوانب أثرها على المتلقين، وعرضِ أهم الشبه المثارة، مع عرض وتقييم الجهد الإسلامي ومدى توافقه مع حجم الهجمة التنصيريّة، وصولاً إلى التوصية بأنجع السُّبُل –من وجهة نظر الباحث- لمواجهة العمل التنصيري عبر خدمات الشبكة التفاعليّة.
وقد وجدتُ من الدراسات السابقة ما درس العمل التنصيري القائم على استخدام الوسائل الإعلاميّة، ومن ذلك:
- كتابٌ عُنوانه: "الإذاعات التّنصيريّة الموجهة إلى المسلمين العرب" لمؤلفه الدكتور كرم شلبي. صدر في عام 1412هـ، وخلص إلى أنّ المحطات الإذاعيّة تعمل ضمن خطّة منهجيّة واضحة لتنصير المسلمين، بتنسيق كامل مع مؤسسات وهيئات تنصيريّة تمدها بالبحوث والدراسات والتدريب.
- بحثٌ عُنوانه: "دراسة لبعض المواقع التّنصيريّة العربية في الإنترنت دراسة وصفية"، وهو بحث للدكتور خالد بن عبدالله القاسم. كُتب قبل عام 1425هـ، وخلص إلى أنّ استفادة المنصرين من مواقع الشبكة في تزايد مستمر.
- بحثٌ عُنوانه: "أبرز المواقع التّنصيريّة عبر شبكة المعلومات العالميّة الإنترنت دراسة تحليلة"، وهو رسالة ماجستير للباحثة "إنعام بنت محمد عقيل"، قدّم لنيل الدرجة من قسم الدراسات الإسلاميّة بجامعة الملك سعود عام 1425/ 1426هـ. وخلص إلى بيان خطورة العمل التنصيري عبر مواقع الشبكة العالمية.
- بحثٌ عُنوانه: "القنوات العربيّة التنصيريّة دراسة في ضوء العقيدة الإسلامية"، وهو رسالة ماجستير للباحث "تركي بن خالد الظفيري"، قدّم لنيل الدرجة من قسم الدراسات الإسلاميّة بجامعة الملك سعود عام 1425/ 1426هـ. وخلص إلى بيان الخطورة الكبيرة لهذه القنوات التي تستهدف المسلمين العرب.
ولكون الدراستين القريبتين من موضوع البحث انصبتا على خدمة مواقع الشبكة، وهو ما يسمى بالجيل الأول للشبكة، وكانت الأخيرة منهما قبل ما يزيد عن ثمان سنين، وهي مدة طويلة جداً في عرف العالم التقني المعلوماتي، رأيت من الضروري الكتابةَ في مجال التنصير عبر الخدمات التفاعليّة، لتكون إضافة مكملة لهذه المنظومة القيمة من الدراسات والبحوث.
وقد سرت في البحث على الخطة التالية:
قسَّمت البحث إلى تمهيدٍ وثلاثةِ فُصولٍ وخاتمة:
أما التمهيدُ فقد اشتمل على ثلاثةِ مباحث:
- المبحث الأول في التعريف بالتنصير.
- المبحث الثاني في التعريف بشبكة المعلومات العالميّة.
- المبحث الثالث في بيان أدلة اهتمام المنصرين بالشّبكة.
وأما الفصل الأول فقد خصص للحديث عن طرق التنصير عبر الخدمات التفاعليّة، وقد احتوى على تمهيدٍ وخمسةِ مباحث، بيانها كالتّالي:
- التمهيد في بيان اهتمام المنصرين بالخدمات التفاعليّة.
- المبحث الأول في بيان التنصير عبر المنتديات الحواريَّة.
- المبحث الثاني في بيان التنصير عبر المجموعات البريديّة.
- المبحث الثالث في بيان التنصير بواسطة خِدمات المحادثة.
- المبحث الرّابع في بيان التنصير عبر مواقع الشّبكات الاجتماعيّة.
- المبحث الخامس في بيان التنصير عبر مواقع مشاركة الملفات المرئيّة.
وأما الفصل الثاني فقد خصص لدراسة أبرز شبه المنصرين عبر الخدمات التفاعليّة مع الردِّ عليها، وفيه تمهيدٌ وأربعةُ مباحثَ، بيانها كالتّالي:
- التمهيدُ في بيان أنّ بث الشبهات هو أولى خطوات العمل التنصيري.
- المبحث الأول في أبرز الشبه حول القرآن الكريم، والردِّ عليها.
- المبحث الثاني في أبرز الشبه حول النبي صلى الله عليه وسلم، والرد عليها.
- المبحث الثالث في أبرز الشبه حول السنة النبويّة، والرد عليها.
- المبحث الرّابع في أبرز الشبه حول التشريع الإسلامي، والرد عليها.
ثم يجيء بعد ذلك الفصل الثالث؛ في بيان واقع مواجهة التنصير عبر الخدمات التفاعليّة، وفيه تمهيدٌ وخمسةُ مباحثَ، بيانها كالتّالي:
- التمهيد في بيان استفادة المسلمين من الشبكة العالمية في الذب عن الدين.
- المبحث الأول في المواجهة باستخدام المنتديات الحواريّة.
- المبحث الثاني في المواجهة عبر المجموعات البريديَّة.
- المبحث الثالث في المواجهة عبر خدمات المحادثة.
- المبحث الرابع في المواجهة عبر مواقع الشبكات الاجتماعيّة.
- المبحث الخامس في المواجهة عبر مواقع مشاركة الملفات المرئيّة.
ثم تجيء خاتمة البحث مشتملةً على أهمِّ النتائج، وأبرز التوصيات.
يعقب ذلك فهارسُ فنِّيَّة، وثبتٌ بالمصادر والمراجع، وفهرسٌ للموضوعات.
هذا وقد كانت إجراءات البحث التي اتبعتها في إعداد رسالتي هذه ما يأتي:
(1)
حصرُ أشهر الخدمات التفاعليّة التي تتيحها الشبكة العالميّة مما يستعمله النصارى في عملهم الدّعوي.
(2)
اختيارُ خمس خدمات تفاعليّة، هي: المنتديات الحواريّة- المجموعات البريديّة- مواقع المحادثة- الشبكات الاجتماعيّة- مواقع مشاركة الملفات المرئيّة.
(3)
الدراسةُ الوصفيّة التحليليّة لكل خدمة على حدة، بعد الاطلاع على كثيرٍ من منافذها على الشبكة، مع التّركيز على النّماذج المختارة منها.
(4)
استخلاصُ أهم الشبه التي يثيرها المنصرون عبر الخدمات التفاعليّة، وذلك بالنّظر في الشبه الجديدة إن وجدت، ثمّ في الشبه التي يُكثر المنصرون تكرار طرحها، أو التي تحظى بتفاعل كبيرٍ من قِبَل المسلمين مناقشةً وردًّا.
(5)
الدراسةُ التحليليّة لهذه الشبه، من جهةِ المواردِ المستقاة منها، والطرقِ المعروضة
بها، وكيفيّاتِ التعاطي مع تفاعل المسلمين تجاهها.
(6)
الاعتمادُ في نقض الشبه على ما هو محل إيمان عند النصارى كالكتاب المقدس وغيره، ثمّ المناقشة العلميّة الموضوعيّة المعتمدة على الأدلة والبراهين العقليّة والنقليّة.
(7)
الجمع في فصل الرد على الشبه؛ بين مخاطبة شريحتين من مستخدمي الخدمات التفاعليّة. أولاها من المسلمين؛ بغية تزويدهم بقدر كاف من المعرفة بهذه المطاعن عرضاً وتفنيداً. والثانية من النّصارى؛ بغية إيضاح المناهج المتبعة في طرح هذه الطّعون، ومدى قربها أو بعدها من النّهج العلمي الموضوعي المنصف، ثمّ نقد هذه المثالب بالدليل العقلي أو النّقلي من الكتاب المقدّس، مع استخدام أسلوب المقارنة والمناظرة.
(8)
إعادةُ دراسة الخدمات التفاعليّة الخمس، من جهة استفادة المسلمين منها لمقاومة الجهد التنصيري.
(9)
استعراضُ الواقع الحالي لجهود المسلمين في مواجهة التنصير عبر الخدمات التفاعليّة، مع تقييم الجهد المبذول، وإبراز النماذج المتميزة في جانب المواجهة.
(10)
إيرادُ الآيات القرآنيّة وفق الرّسم العثماني، من برنامج مصحف المدينة النبويّة للنشر الحاسوبي، الإصدار الأول. وقد حذفت علامة ترقيم الآية إذا كان النص المورَد آيةً واحدة، وأبقيتها إذا كان أكثر من ذلك.
(11)
عزوُ الآيات القرآنية إلى مواضعها من القرآن الكريم بذكر اسم السورة ورقم الآية.
(12)
تخريجُ الأحاديث النبويّة من كتب السّنّة، فإذا كان الحديث في الصحيحين أو في أحدهما اكتفيت بذكر ذلك، وإن لم يكن؛ ذكرتُ مرجعه من كتب السّنّة مع ذكر حكم أهل الفنّ عليه؛ خاصَّةً الشيخ الألبانيَّ، والغالبُ أن لا يخرج الحديثُ حينها عن السنن الأربعة. وأَسْبَقْتُ رقم الحديث بحرف الحاء.
(13)
التعريفُ في الحاشية بما رأيت مناسبة التعريف به من الفرق، والطوائف، والمنظّمات، ومعاني بعض الكلمات الغريبة.
(14)
الترجمةُ للأعلام عند أول موضع يرد فيه الاسم في البحث، مستثنياً المشتهرين
منهم كالأنبياء، والخلفاء الأربعة، وأصحاب المذاهب الفقهيّة، وشيخ الإسلام ابن تيميّة، وتلميذه ابن القيم.
(15)
أخذُ نصوص الكتاب المقدس، من ترجمة الآباء اليسوعيين، الصادرة عن دار المشرق في بيروت، الطبعة الثالثة، لعام 1994م. وعند الحاجة لمقارنة النّصوص؛ استفدت من برنامج المصطفى الالكتروني (الإصدار الأول)، المشتمل على ست ترجمات أخرى.
(16)
أخذُ نصوص قاموس الكتاب المقدس من برنامج المصطفى المذكور، ومن موقع كنيسة الأنبا تكلا الحبشي بالاسكندريّة ( st-takla.org).
(17)
أخذُ النصوص المقتبسة من مجلة الجامعة الإسلاميَّة بالمدينة النبويَّة من البرنامج الالكترونيِّ الصادرِ عن عمادة البحث العلميِّ بالجامعة، الإصدار الأوّل.
(18)
كتابةُ المصطلحات العلميّة باللغتين العربيّة والإنجليزيّة، مع التعريف بها.
(19)
الاكتفاءُ عند ذكر المرجع باسم الكتاب والمؤلّف ورقم الصفحة، اعتماداً على البيانات المفصلة في ثبت المراجع والمصادر.
(20)
الحرصُ على الدقة في وضع روابط المواقع التي أنقل عنها، والقيامُ بمراجعة ذلك بعد نهاية البحث، وتعديل ما تغير منها.
(21)
إيرادُ المصطلحات النصرانيّة كما هي عند أصحابها، مثلَ مصطلحِ الكتاب المقدس، ومصطلحاتِ مراتب رجال الكنيسة، وغيرِ ذلك.
(22)
قد يورد الباحث في هوامش البحث مراجع للاستزادة والفائدة؛ وإن لم يكن قد استفاد منها بشكل مباشر في صلب الرسالة.
(23)
عدمُ الالتزامِ ببيان حال الموقع الذي آخذُ منه، من جهة كون الوصول إليه متاحاً في السُّعوديَّة أو غيرَ متاح.
(24)
ذكرُ التاريخ الميلادي عندما يكون مصدر المعلومة محتوياً عليه، وعدم التزام النظر فيما يقابله بالتاريخ الهجري.
(25)
الاستفادةُ من المواقع الإنجليزيّة عند وجودِ الحاجة لذلك.
(26)
تحديدُ تواريخِ دراسةِ منافذ الخدمات التفاعليّة في أوائل مباحثها، فيكون ما ذكر فيها من بيانات عرضةً للتغير بعد تلك التواريخ.
هذا وقد كان في البحث صعوبات، لعلَّ من أبرزها:
(1)
قلةُ البحوث العلميّة والمؤلفات العربيّة التي كتبت عن الخدمات التفاعليّة للشبكة العالميّة، فضلاً عن التي طرقت الجهود التنصيريّة عبرها.
(2)
صعوبةُ إيجادِ وتطبيقِ منهجيّةِ بحثٍ محددة يُعالج من خلالها التنصير عبر الخدمات التفاعليّة. وإذا طُبق منهج على إحدى هذه الخدمات فقد لا يتيسر تطبيقه على الخدمات الأخرى.
(3)
التغيرُ السريع الذي يطرأ على محتويات الخدمات التفاعليّة، وروابطها، والإحصاءات الرّقميّة المتعلقة بها، خلال الدراسة أو بعدها بقليل.
(4)
كثرةُ محتويات الخدمات التفاعليَّة محلَّ الدِّراسة، وتداخلها وتكررها؛ الأمر الذي استلزم ضمَّ متفرقها تحت تصنيفات محدَّدة.
(5)
صعوبةُ التعامل مع كثرة الشبه المثارة في الخدمات التفاعليّة، لأجل الخروج بأبرزها.
(6)
الألمُ النّفسي من جرّاء الاطلاع على كم كبير من الموضوعات المتهجمة بالسب والشتم للمولى جل جلاله، وللمصطفى صلى الله عليه وسلم، وللقرآن والسّنّة والتشريع الإسلامي.
(7)
عند الدخول لمنافذ الخدمات التفاعليّة يجد المسلم واجباً عليه أن يسجل في هذه المواقع للذب عن دين الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وكتابه الكريم، ولا سيّما مع كثرةِ الشّبه وقِلَّة المتصدِّين لها من المسلمين. وقد صرف هذا الأمرُ الجهدَ في أحايينَ؛ من البحث إلى الدّعوة والمنافحة، وليس في ذلك –بحمد الله- تضييع أو تفريط، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
وبعدُ فإني أحمد الله تعالى وأشكره على ما مَنَّ به عليَّ مِن نعمٍ لا أحصيها، ولكنْ أسأله الإعانة على شكرها {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} (1). ومن هذه النِّعم تيسر الدراسة في قسم الثقافة الإسلاميّة بكلية التربية، والتلقي عن الأساتذة والمشايخ الفضلاء فيه، فله الحمد والمنّة والفضل والنعمة والثناء الحسن.
ثمَّ بعد حمد الله وشكره أسدي جزيل الشكر إلى والديّ الكريمين، عملاً بقوله تعالى:{أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} (2)، وليست أفضالهما عليّ محصورة فأستطيع ذكرها.
ثم أتقدم بجزيل الشكر، وعظيم الامتنان، إلى المشرف على الرسالة، الدكتور عبدالله بن عمر العبدالكريم، على ما أسداه من توجيهات، وأجاب من تساؤلات، وبذل من وقته وعلمه، في رحابة صدر وحسن خلق وكريم تعامل.
كما أشكر الشيخين الجليلين المناقشين؛ معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة، والدكتور محمد بن عبدالله السحيم، على ما خصصاه من وقت في سبيل سد خلل البحث، وتكميل نقصه، وتصحيح خطئه.
والشكر موصول لكل من أسدى فائدةً أيًّا كان نوعها وحجمها، فأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجزل لهم المثوبة والأجر أجمعين.
وختاماً؛ فهذا جُهدُ المقلّ، وقوةُ الضعيف الذي لا يكاد يمضي حتى يَكِلّ، وما فيه من صوابٍ فمحضُ مِنّةِ اللهِ وفضلِه وتوفيقه، وما فيه من خطإٍ ونقصٍ فمن قصوري وضَعفي، والله المستعان.
”اللهم اجعل عملي كلَّه صالحاً، واجعله لوجهك خالصاً، ولا تجعل لأحد فيه شيئاً“ (3).
وصلى الله وسلّم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
(1) سورة النمل، من الآية 19.
(2)
سورة لقمان، من الآية 14.
(3)
يروى هذا من دعاء عمر رضي الله عنه. انظر: مجموع الفتاوى، شيخ الإسلام 28/ 23.