الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} (1).
ناهيك عن إنشاء العلاقات المحرّمة على مختلف أشكالها.
وكذا تعريض الخصوصيّات للإذاعة، ونشر الأكاذيب، وتزوير الوقائع، والوقوع في ما يسمى بإدمان الشّبكة.
وقد تُحُدِّث عن وقائعَ نتجت من مراقبة حسابات على هذه الشّبكات، من قبيل: فصل طلاب، ورد متقدمين لوظائف، واستدعاءٍ للمحاكم ودور الأمن والشرط، وغير ذلك (2).
وأشدُّ من ذلك وأنكى ما يتعرض له المسلم -على وجه الخصوص- من دعواتٍ لهجر دينه، والتحول منه إلى غيره. وفي سبيل ذلك يواجَه بالشّبهات والمطاعن والجدليّات في ثوابت عقيدته، ومسلمات دينه. وهذا ما ستوضحه المطالب التالية.
المطلب الثاني: أنموذج للتنصير عبر الشّبكات الاجتماعيّة
مواقع الشّبكات الاجتماعيّة متعددة، ولأجل الخروج بتصور واضح عن كيفية التنصير عبرها فلعله من المناسب اختيار شكل بارز لهذه المواقع، ودراسته بالقدر الذي يغلب على الظن أن يكون كافياً للخروج بنتائج صحيحة.
وقد جرى اختيار الباحث على موقع الفيسبوك ليكون محل الدراسة، وذلك للأسباب التالية:
أولاً: يحتل الموقع مركزاً متقدماً في إحصائيات أكثر المواقع دخولاً، وذلك على مستوى دول العالم بعامّة، وعلى مستوى الدول الإسلاميّة بخاصّة.
فالموقع يأتي في المركز الثاني في قائمة أكثر المواقع زيارة من قبل المستخدمين على مستوى العالم كله.
(1) سورة الإسراء، من الآية 36.
(2)
انظر: فايسبوك للجميع، أوليغ عوكي، ص51 - 55.
وعلى مستوى الدول الإسلامية؛ نجده الموقع الأول في مصر وإندونيسيا وماليزيا وتركيا ونيجيريا، والموقع الثاني في الجزائر، والثالث في باكستان والسعودية (1).
ثانياً: كثرة عدد الأعضاء المسجلين في الموقع؛ إذ تجاوز نصف المليار خلال أقل من خمس سنوات من إنشائه (2).
ثالثاً: أنه يمثل واحدة من وسائل الإعلام الجديد، التي تتسم بالحريّة وقلة التكلفة. ومن خلالها أضحى بمقدور الأفراد والجهات توجيه ما شاؤوا من رسائل؛ يطلع عليها مَن شاء مِن سكّان العالم كله، بعد ثوان من وضعها على الشّبكة، وكل ذلك بتكلفة زهيدة جداً.
رابعاً: غزارة المحتوى الذي يُدفع إلى الموقع. فقد ذكرت الإحصائيّات أنّ عدد المحتويات التي تَشَاركها الأعضاء خلال عام 2010م بلغت ثلاثين بليوناً، ما بين صور وروابط وتعليقات وملاحظات. وأنّ معدل التطبيقات النّشطة يوميًّا يبلغ عشرين مليوناً (3).
وقد جرت دراسة التنصير عبر هذا الموقع باستخدام خاصية البحث، وذلك بالبحث عن الكلمات المفتاحيّة التي يغلب كون نتائجها مما مصْدَره منصرون. وذلك من قبيل: المسيحية، البابا، يسوع، الأرثوذكس، الكاثوليك، البروتستانت، الترانيم، الأقباط، الأرمن، الفاتيكان، وغيرها.
وسوف تكون الدراسة لهذا الموقع من خلال المسائل التالية:
المسألة الأولى: التَّعريف بموقع الفيسبوك
تأسس هذا الموقع في فبراير من العام الميلادي 2004، على يد الطلاب بجامعة هارفرد الأمريكيّة؛ مارك زوكربرغ، وكريس هيوز، وإدوارد سافرين.
وكانت فكرة الموقع بناء إصدار إلكتروني تفاعلي يتيح لطلاب الجامعة إنشاء نبذات خاصّة بهم، يحدثونها باستمرار، لتكون طريقة وصل بين الطالب وزملائه الآخرين بالجامعة.
(1) انظر: الرّابط www.alexa.com/siteinfo/facebook.com
(2)
انظر: الرّابط www.facebook.com/press/info.php?timeline
(3)
انظر: الرّابط www.alriyadh.com/2010/12/20/article587032.html
وبعد النجاح السريع للموقع بدأ توسعه ليشمل باقي الجامعات والكليّات الأمريكيّة، ثم المدارس والشركات بها، ثم تخلّى الموقع عن شرط كون البريد الالكتروني تابعاً لمؤسسة تعليميّة أو حكوميّة، مستبدلاً له باشتراط بلوغ المشترك ثلاثة عشر عاماً من العمر، ليكتسب الموقع الصبغة العالميّة (1).
تضاعف عدد المشتركين بالموقع بشكل كبير جداً. فمن مليون مشترك في ديسمبر من عام 2004م إلى خمسة ملايين ونصف في نفس الشهر من 2005م. وبعدها بسنة وصل العدد إلى إثني عشر مليون مشترك. وفي أواخر عام 2007م وصل العدد إلى خمسين مليوناً، ثم إلى ضعف هذا بتمام السنة المقبلة. وفي ديسمبر من عام 2009م وصل العدد إلى 350 مليون مشترك. ثم في يوليو من عام 2010م وصل العدد إلى نصف مليار مشترك (2).
وحسب إحصائيّات الموقع -نفسه- فإنّ متوسط أصدقاء كل مستخدم -من جملة نصف المليار- يبلغ 130 صديقاً. وأنّ الوقت الذي يمضيه مشتركو الموقع فيه يزيد عن 700 مليار دقيقة لكل شهر! (أي أكثر من ستة عشر مليون شهر لكل شهر!). وهؤلاء المشتركون ينتمون إلى أكثر من 190 دولة. وقرابة 200 مليونٍ منهم يدخلون إلى الموقع بواسطة هواتفهم النقّالة (3).
يدعم الموقع حاليًّا قرابة 100 لغة؛ من بينها العربيّة، ويمضي فيه أغلب متصفحي الشّبكة أكثر من نصف أوقاتهم عليها (4).
يقوم الموقع على أساس علاقات الصداقة التي ينشئها المستخدم مع من يختار من المسجلين على الموقع ممن له معرفة أكيدة أو متوقعة بهم. وهو بهذا يشابه العشرات من المواقع التي تأتي في هذا السياق، إلا أنّ تفوق هذه الشّبكة يعود إلى كثرة التطبيقات فيها. تلك التطبيقات التي أقبل عليها المستخدمون لجاذبيتها، وسهولة التعامل معها. وهذه التطبيقات
(1) انظر: فايسبوك للجميع، أوليغ عوكي، ص14.
(2)
انظر: الرّابط www.facebook.com/press/info.php?timeline
(3)
انظر: الرّابط www.facebook.com/press/info.php?Statistics
(4)
انظر: الرّابط www.internetevangelismday.com/facebook-evangelism.php
ستكون محل التفصيل في المسألة التّالية.
المسألة الثّانية: أشكال التنصير في موقع الفيسبوك
تبين من خلال الدراسة استفادة العمل التنصيري من كافة إمكانات الموقع. وبيان ذلك في الآتي.
أولاً: التشبيك الاجتماعي.
وهو الأصل في الموقع، والفكرة الأساسيّة التي قام عليها. ويُقصد به إنشاء وإدارة العلاقات الاجتماعيّة، أو هو -باختصار- إدارة الصّداقات.
ثانياً: تطبيقات الموقع.
وهي الميزة التي منحت هذه الشّبكة التفوق على ما عداها. وهذه التطبيقات عبارة عن برمجيّات هيئت لخدمة رسالة الموقع الأساسيّة؛ المتمثلة فيما يسمى بالتشبيك الاجتماعي.
من هذه التطبيقات ما هو أساسي مجاني يتيحه الموقع لمستخدميه، ومنها ما يلزم دفع مال لشرائه وتحميله على صفحة المستخدم في الموقع.
ومن أهم التطبيقات الأساسيّة، والتي استفاد منها العمل التنصيري، ما يلي:
1) الصور. وهو تطبيق لإدارة تشارك الصور مع الآخرين.
2) الملفات المرئيّة، ويسميها الموقع (أفلام الفيديو). وهو تطبيق يدير تشارك هذه الملفات.
3) المحادثة. وهو تطبيق يمكِّن من التحادث النصي مع الأصدقاء.
4) الأحداث، وقد تسمى المناسبات. وهو تطبيق قوي لإدارة الدّعوات التي يرغب المشترك إعلام شبكته الاجتماعيّة بها، كالاحتفالات، والأعياد، والمحاضرات، والندوات، ونحو ذلك.
5) الروابط. وهو تطبيق لإدارة روابط المواقع التي يرغب المستخدم مشاركة الآخرين في الاطلاع عليها.
6) المجموعات. وهو تطبيق لإنشاء وإدارة المجموعات البريديّة داخل الموقع. سواءً كانت المجموعة مفتوحة؛ حيث يتاح الاشتراك لكل أحد، أو مغلقة؛ حيث يحصر الاشتراك على من يُوافَق عليه، أو سريّة؛ حيث لا تظهر المجموعة ضمن نتائج البحث، وتكون طريقة الاشتراك الوحيدة تلقي دعوة من مالك المجموعة.
7) الصّفحات. وهو تطبيق يمكِّن من إنشاء صفحة تعريفيّة بشخصيّة أو مؤسسة أو شركة أو غير ذلك، بميزات تختلف عن المجموعات (1).
هذا العرض الموجز يبين إمكانات الموقع التي وجد الباحث أنَّ العمل التنصيري استفاد منها جميعاً بدرجات متفاوتة؛ سيأتي تفصيلها في المطلب الثالث.
وأمّا تقدير حجم هذا العمل فلا يستطيع الباحث إصدار حكم بخصوصه، لتعسر الإحاطة بكافة جوانبه.
ويرجع ذلك إلى عاملين؛ أولهما قصور ميزة البحث في الموقع عن الإفصاح عن قيم عدديّة للنتائج.
فعند البحث عن المجموعات التي تحمل مفردة (المسيحيّة) -مثلاً- فإنّ باحث البرنامج -لاعتبارات ما- لا يعطي إلا النتائج العشر الأولى. وعند طلب المزيد من النتائج يعطي عشراً أخرى، وهكذا.
والثاني كثرة مشتركي الموقع.
(1) هناك فروق بين الصفحات والمجموعات في هذا الموقع، ومنها:
- في الصفحات يمكن إرسال التحديثات إلى عدد غير محدود من المشتركين، بينما العدد في المجموعات لا يمكن أن يزيد عن خمسة آلاف عضو.
- في الصفحات لا يلزم موافقة مدير الصفحة للاشتراك فيها، بينما يلزم ذلك في المجموعات.
- تتيح الصفحات وضع التطبيقات، بخلاف المجموعات.
- تتيح الصفحات معلومات إحصائيّة عن عدد الزّوار وفئاتهم العمريّة وبلدانهم، بينما لا يوجد ذلك في المجموعات.
انظر: فايسبوك للجميع، أوليغ عوكي، ص190.