الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث: التّنصير بواسطة خدمات المحادثة
تمثل المحادثة عبر الشبكة العالمية مساحةً كبيرةً من حزمة البيانات المتبادلة بين مستخدمي الشبكة. وتعتبر الدافع الرئيسي وراء اتصال أكثر من ربع المستخدمين، بالرغم من أنها لا تمثل إلا جزءاً يسيراً من إمكانات الشبكة (1).
وأصل هذه الخدمة مشروع صغير أنشأه المبرمج جاركو أوركاينين، في أغسطس من عام 1988م، وسمّاه IRC اختصاراً لعبارة Internet Relay Chat أي: التحادث المتناوب عبر الشبكة (2).
هذه الخدمة -التي بدأت بمشروع بسيط- أصبحت اليوم في مقدمة الخدمات التي يقبل عليها النّاس بشكل يومي.
وفي المطلب التّالي نعرف بهذه الخدمة، ونبين جوانب أهميتها.
المطلب الأوّل: التَّعريف بخدمات المحادثة
المسألة الأولى: التَّعريف اللغوي والاصطلاحي
أولاً: التَّعريف اللغوي:
كلمة المحادثة في الأصل مأخوذة من الحديث، وهو الخبر قليله وكثيره.
وفي لسان العرب: «المحادثة مفاعلة من الحديث، والمحادثة والتحادث والتحدث والتحديث: معروفات» (3).
وعليه؛ فالمحادثة تجاذب أطراف الحديث بين شخصين أو أكثر.
ثانياً: التَّعريف الاصطلاحي:
هناك عدة تعريفات اصطلاحيّة للمحادثة عبر الشبكة العالميّة. منها:
(1) انظر: تعريف مفردة IRC في قاموس مصطلحات WEBOPEDIA من خلال الرّابط: www.webopedia.com
(2)
انظر: الرّابط www.irc.org/history_docs/jarkko.html
(3)
انظر: لسان العرب، ابن منظور 2/ 797.
التَّعريف الأوّل: المحادثة عبر الشّبكة هي «حديث عبر شبكة الإنترنت، عبر برامج المحادثة، بين شخصين أو أكثر، في موضوع معين» (1).
التَّعريف الثاني: المحادثة عبر الشّبكة هي «أي نوع من الاتصال عن طريق الإنترنت، لكن عادة ما تطلق على المحادثة الفردية بين شخصين، أو المحادثة النصية الجماعية في غرف الدردشة، باستخدام أدوات أو برامج المحادثة» (2).
التَّعريف الثالث: المحادثة عبر الشبكة هي شكل من أشكال الاتصال التفاعلي المباشر الذي يمكن المستخدمين من إجراء محادثات في الوقت الحقيقي مع باقي المستخدمين الموجودين على الشبكة (3).
ويرى الباحث أنْ تُعرف المحادثة بأنّها حديث مباشر عبر الشّبكة العالميّة، بواسطة برامج وغرف المحادثة، بين شخصين أو أكثر.
وهو تعريف مبني على التَّعريف الأول، ومضاف إليه محددان هامّان. أولهما أن يكون هذا التحادث بشكل مباشر، أي في الوقت الفعلي ( Real-Time) ، ليخرج بذلك التحادث غير التزامني، كما في المنتديات الحواريّة، والبريد الالكتروني، والمجموعات البريديّة، وغيرها. والثاني إضافة (غرف التحادث) كوسيط آخر إلى جانب البرامج المستخدمة لهذا الشأن. كذلك حذفت عبارة (في موضوع معين) لأنها زيادة في التعبير.
ويكثر استخدام كلمة (دردشة) لوصف هذه الخدمة، وهي كلمةٌ عربيّة تعني كثرةَ الكلام واختلاطَه (4).
ولهذا فاستخدامها هنا صحيح بالنظر إلى كثرة المحادثات، وعدم التزام أغلبها بأصول الحوار من تقديم الأدلة، والتزام صحة النقل، وسلامة الكلام من التناقض، والبناء على
(1) انظر: معجم مصطلحات الكمبيوتر والإنترنت والمعلوماتيّة، شريف بدوي، ص61.
(2)
انظر: موسوعة ويكيبيديا، مفردة: دردشة إنترنت، بتصرف يسير.
(3)
انظر: قاموس مصطلحات netlingo مفردة: chatting، على الرّابط: www.netlingo.com/word/chat-or-chatting.php
(4)
انظر: تاج العروس، الزبيدي 17/ 204. والمعجم الوسيط ص279.
القضايا المسلَّمة، والتجرد لقصد الحق بعيداً عن التعصب، وتحديد موضوع الحوار، والتزام آداب الحوار من حسن الاستماع، وعدم المقاطعة، ومنح كلِّ متحدث الفرصةَ الكافية لطرح وجهة نظره، وتقدير الخصم واحترامه وعدم التعرض لشخصه، وغير ذلك من أصول الحوار وآدابه (1).
وأمّا كلمة (شات) فهي أعجمية، وهي نقل حرفي للمصطلح الإنجليزي ( chat)، ومن معانيه: المحادثة بلا كلفة، والثرثرة، واللغو (2).
وبرامج المحادثة على الشبكة العالميّة كثيرة، ولعل من أشهرها: PalTalk، InSpeak، Meebo، Tokbox، Userplane، SeeToo، Skype، Windows Live Messenger.
وهي برامج يقوم المستخدم بتنزيلها على جهازه وتنصيبها، وبعد أن يتصل بالشبكة يبدأ بتشغيلها والتحادث من خلالها مع أي متصل بالشبكة عندما يستخدم نفس البرنامج. وتختلف هذه البرامج في ميزاتها، وفي التكلفة الماليّة التي تفرضها على المستخدم لقاء المزيد من الخدمات الإضافيّة.
المسألة الثانية: أهمية خدمات المحادثة
يمكن إبراز أهمية هذه الخدمات في الآتي:
(1)
سهولة الوصول إلى عدد كبير من النّاس، وذلك نتيجة الإقبال الكبير على هذه الخدمة، لما فيها من ميزات تواصليّة بين المستخدمين، في ظل سهولة التعامل وقلة التكاليف.
(2)
كثرة التطبيقات المفيدة لهذه الخدمة، ومن ذلك عقد الاجتماعات المباشرة بالصوت والصورة بين المهتمين بأمر مشترك دعوي أو تعليمي أو عملي أو اقتصادي أو سياسي أو غير ذلك، مهما تباعدت المسافات، دون الحاجة للسفر إلى مكان الاجتماع.
(1) انظر: رؤية الإسلام للحوار مع الآخر، صالح بن عبد الله بن حميد، ص40 - 48، ضمن كتاب: الحوار بين أتباع الأديان رؤى عالميّة.
(2)
انظر: قاموس ترجمة قوقل، على الرّابط: translate.google.com/#en|ar|chat