المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الخامس: منهج التنصير عبر موقع اليوتيوب - التنصير عبر الخدمات التفاعلية لشبكة المعلومات العالمية

[محمد بن موسى المجممي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌التَّمهيداهتمام المنصِّرين بوسيلة شبكة المعلومات العالميّة

- ‌المبحث الأول: التَّعريف بالتَّنصير

- ‌المطلب الأول: تعريف مصطلحات: التَّنصير، التَّبشير، الكرازة

- ‌المطلب الثاني: أهداف التَّنصير

- ‌المطلب الثالث: وسائل التَّنصير

- ‌المبحث الثاني: التَّعريف بشبكة المعلومات العالميّة

- ‌المبحث الثالث: أدلَّة اهتمام المنصِّرين بالشبكة

- ‌المطلب الأوّل: أسباب اهتمام المنصِّرين بالشبكة العالميّة

- ‌المطلب الثّاني: الأدلَّة القوليَّة

- ‌المطلب الثالث: الأدلة العمليَّة

- ‌الفصل الأولطرق التّنصير عبر الخدمات التّفاعليّة

- ‌التمهيد: اهتمام المنصِّرين بالخدمات التّفاعليّة

- ‌المطلب الأول: التَّعريف بالخدمات التّفاعليّة

- ‌المطلب الثاني: أسباب اهتمام المنصِّرين بالخدمات التّفاعليّة

- ‌المطلب الثالث: دلائل اهتمام المنصِّرين بالخدمات التّفاعليّة

- ‌المبحث الأول: التنصير عبر المنتديات الحواريّة

- ‌المطلب الأول: التَّعريف بالمنتديات الحواريَّة

- ‌المطلب الثاني: مدخل إلى المنتديات التنصيريّة

- ‌المطلب الثالث: المنتديات التي تعرض الديانة النصرانيّة

- ‌المطلب الرّابع: المنتديات التي تتعرض للإسلام

- ‌المبحث الثاني: التنصير عبر المجموعات البريديّة

- ‌المطلب الأوّل: التَّعريف بالمجموعات البريديّة

- ‌المطلب الثاني: مدخل إلى المجموعات البريديّة التنصيرية

- ‌المطلب الثالث: جوانب التنصير في المجموعات البريديّة

- ‌المبحث الثالث: التّنصير بواسطة خدمات المحادثة

- ‌المطلب الأوّل: التَّعريف بخدمات المحادثة

- ‌المطلب الثاني: أنموذج للتنصير عبر خدمات المحادثة

- ‌المطلب الثالث: جوانب التّنصير في غرف المحادثة

- ‌المطلب الرابع: منهج التّنصير في غرف المحادثة

- ‌المبحث الرّابع: التنصير بواسطة مواقع الشّبكات الاجتماعيّة

- ‌المطلب الأوّل: التَّعريف بالشّبكات الاجتماعيّة

- ‌المطلب الثاني: أنموذج للتنصير عبر الشّبكات الاجتماعيّة

- ‌المطلب الثالث: التنصير من خلال موقع الفيسبوك

- ‌المبحث الخامس: التنصير بواسطة مواقع مشاركة الملفات المرئيّة

- ‌المطلب الأوّل: التَّعريف بخدمة مشاركة الملفات المرئيّة

- ‌المطلب الثاني: أنموذج للتنصير عبر خدمة مشاركة الملفات المرئيّة

- ‌المطلب الثالث: التنصير من خلال الملفات المرئيّة في اليوتيوب

- ‌المطلب الرابع: التنصير من خلال التعليقات في اليوتيوب

- ‌المطلب الخامس: منهج التنصير عبر موقع اليوتيوب

- ‌الفصل الثانيأبرز شبه المنصرين عبر الخدمات التفاعليّة، والرد عليها

- ‌تمهيد: بث الشبهات؛ أولى الخطوات التنصيرية

- ‌المطلب الأول: تعريف الشبهة لغة واصطلاحاً

- ‌المطلب الثاني: دلائل سعي المنصرين لبث الشبهات

- ‌المطلب الثالث: بواعث سعي المنصرين لبث الشبهات

- ‌المبحث الأول: أبرز الشبه حول القرآن الكريم، والرد عليها

- ‌المطلب الأول: موقف القرآن من الكتب السّابقة

- ‌المطلب الثاني: أبرز الشبه حول القرآن الكريم

- ‌المطلب الثالث: المناهج المتبعة في طرح هذه الشبه

- ‌المطلب الرابع: الرد على الشبه

- ‌المطلب الخامس: مناقشة الشبه في ضوء الكتاب المقدس

- ‌المبحث الثاني: أبرز الشبه حول النبي صلى الله عليه وسلم، والرد عليها

- ‌المطلب الأول: إرسال الرسل، وحال أقوامهم معهم

- ‌المطلب الثاني: أبرز الشبه حول النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الثالث: المناهج المتبعة في طرح هذه الشبه

- ‌المطلب الرابع: الرد على الشبه

- ‌المبحث الثّالث: أبرز الشّبه حول السّنة النّبويّة، والرّدّ عليها

- ‌المطلب الأول: تعريفُ السّنّة، وبيانُ مكانتها

- ‌المطلب الثاني: أبرز الشبه حول السنة

- ‌المطلب الثالث: المناهج المتبعة في طرح هذه الشبه

- ‌المطلب الرابع: الرد على الشبه

- ‌المبحث الرّابع: أبرز الشبه حول التشريع الإسلامي، والرد عليها

- ‌المطلب الأول: المقصود بالتّشريع الإسلامي

- ‌المطلب الثاني: أبرز الشبه حول التشريع الإسلامي

- ‌المطلب الثالث: المناهج المتبعة في طرح هذه الشبه

- ‌المطلب الرابع: الرد على الشبه

- ‌الفصل الثالثواقع مواجهة التّنصير عبر الخِدْمات التفاعليّة

- ‌تمهيد: استفادة المسلمين من الشَّبكة في الذّبّ عن الدين

- ‌المطلب الأول: جوانب استفادة المسلمين من وسيلة الشبكة

- ‌المطلب الثّاني: ضوابط الدّعوة في الخدمات التفاعليّة

- ‌المبحث الأول: المواجهة باستخدام المنتديات الحواريّة

- ‌المطلب الأول: المُنتدياتُ المقتصرةُ على عَرض الإسلام

- ‌المطلب الثّاني: المنتديات التي تتعرض للنصرانيّة

- ‌المطلب الثّالث: تقييم المواجهة عبر المنتديات

- ‌المبحث الثاني: المواجهة عبر المجموعات البريديّة

- ‌المطلب الأوّل: محتويات المجموعات البريديّة الإسلاميّة

- ‌المطلب الثّاني: تقييم المواجهة عبر المجموعات البريديّة

- ‌المبحث الثالث: المواجهة عبر خدمات المحادثة

- ‌المطلب الأوّل: مدخل إلى غرف المحادثة الإسلاميّة

- ‌المطلب الثاني: محتوى النِّقاش في الغرف الإسلاميّة

- ‌المطلب الثالث: تقييم المواجهة عبر خدمة المحادثة

- ‌المبحث الرّابع: المواجهة عبر الشبكات الإجتماعيّة

- ‌المطلب الأول: نشر الإسلام من خلال شبكة الفيسبوك

- ‌المطلب الثاني: مواجهة التنصير من خلال شبكة الفيسبوك

- ‌المطلب الثّالث: تقييم المواجهة من خلال شبكة الفيسبوك

- ‌المبحث الخامس: المواجهة عبر مواقع مشاركة الملفات المرئيّة

- ‌المطلب الأوّل: مواجهة التنصير من خلال الملفات المرئيّة في اليوتيوب

- ‌المطلب الثّاني: مواجهة التنصير من خلال التعليقات التفاعليّة في اليوتيوب

- ‌المطلب الثّالث: تقييم المواجهة من خلال مواقع مشاركة الملفات المرئيّة

- ‌الخاتمة

- ‌أولاً: النتائج

- ‌ثانياً: التَّوصيات

- ‌قائمة المصادر والمراجع

- ‌أولاً: الكتب

- ‌ثانياً: مواقع الشّبكة العالميّة

- ‌ثالثاً: البرامج الالكترونيّة

- ‌رابعاً: المجلات

- ‌خامساً: المواد الصوتيّة

الفصل: ‌المطلب الخامس: منهج التنصير عبر موقع اليوتيوب

النوع الرّابع: تعليقات تدافع عن النصرانيّة، ومن صورها:

1.

الرد على ما يثيره المسلمون حول النصرانيّة، سواء ما يتعلق بالعقائد، أو الطقوس والعبادات، أو الكتاب المقدس، أو غير ذلك.

2.

تقرير العقائد والتدليل عليها.

3.

امتداح قوة الإيمان المسيحي، وأنّه لا يمكن هزُّه أو زعزعتُه.

‌المطلب الخامس: منهج التنصير عبر موقع اليوتيوب

إنّ المتتبع للجهود التّنصيريّة عبر خدمة مشاركة الملفات المرئية على الشبكة، ومنها موقع

اليوتيوب محل الدراسة، يجد أنها تستخدم العديد من المناهج بغية الوصول لأكبر قدرة تأثيريّة في المدعوين، سواءً كانوا من النَّصارى أو غيرهم. ومن هذه الوسائل ما يكون مباشراً مكشوفاً، ومنها ما يتبع طرقاً ملتويةً تحتاج لشيء من التأمل لاستيضاحها.

وفي هذا المطلب نستعرض بعض هذه الطرق، ونورد ما يكون في بعضها من مجانبة لأمانة الطرح وأخلاق الحوار. فمن هذه الطرق:

أولاً: الاستفادة من القدرة التأثيريّة للملفات المرئيّة الجامعة للمحتوى المكتوب والمسموع والمرئي. وهو أثر -لا شك- أقوى من الاقتصار على أحدها. فإذا كانت الصورة قد تُغني عن ألف مقال في نظر الكثيرين؛ فالملفات المرئيّة المحتوية على المشاهد المتحركة صوتاً وصورة، لها في الغالب أثر أكبر.

والأمرُ يزدادُ قوةً عند إدخال فنِّيَّات ما يُسمى بالتوليف (المونتاج)، حيث يُضاف للمشهد من المؤثرات الصوتيّة والموسيقيّة، ومن التعليقات النصيّة أو الصوتيّة، ما يخرجه في قالب بديع مؤثر (1). ذلك أنّ طريقة التوليف (المونتاج) قد تؤدي إلى نتائج ممتازة إذا

(1) وليس في هذا إقرار لاستخدام الموسيقى؛ إنّما هو حكاية للواقع والحال، مع الإقرار بأنّ لهذه المؤثرات وقعها.

ص: 184

استعملت ببراعة (1).

ولهذا لا نعجب إذا شوهدت بعض الملفات ملايين المرات.

ثانياً: استغلال جهالة المتحدثين عن انتقالهم من الإسلام إلى النصرانيّة، بغية التأثير على المدعوين.

والنّاظر في حال الملفات المرئيّة للمنتقلين من الإسلام إلى النّصرانيّة يلحظ في كثير منها الملاحظات التّالية:

الملاحظة الأولى: التدليس في العناوين، نحو:"ملايين المسلمين يتركون الإسلام إلى المسيحيّة"، بينما محتوى الملف يتحدث عن آلاف تحولوا إلى النصرانيّة في الجزائر، وفي

قيرغيزيا، فأين الآلاف من الملايين، إذا سلّمنا بصحة هذه الأرقام أصلاً؟! (2)

ومن الأمثلة، عنوان:"تزايد المتحولين إلى النصرانيّة في تركيا"، في حين يتحدث الملف عن أعداد النّصارى في تركيا، لا المتحولين، وبين الأمرين فرقٌ كبيرٌ لا يخفى (3).

الملاحظة الثانية: كون المتحدث عن اعتناقه النصرانيّة مجهول الحال والعين، وربما تَسمَّى باسم مستعار، وقد يُظهر اسمه وتعريفاً بشخصه بيد أنّ ذلك لا يدفع عنه كونه مغموراً لم يُعرف بتميز علميٍّ أو فكري أو غير ذلك.

في الوقت الذي يُظهر المتحولون إلى الإسلام تعريفاً بهم، وبكونهم ممن عُرف بالريادة والقيادة في مجالات دينيّة ودنيويّة.

ويعضد ذلك تقارير الوكالات الإخباريّة النصرانيّة التي تتحدث عن كثرة الدّاخلين في الإسلام في البلاد النصرانيّة. ومن ذلك تقرير قناة "روسيا اليوم" الذي يشير إلى اعتناق أكثر من عشرين ألف أمريكي الإسلام سنويًّا (4).

(1) انظر: فن المونتاج السينمائي، كاريل رايس، ترجمة أحمد الحضري، ص132.

(2)

انظر: الرّابط www.youtube.com/watch?v=5m8LWkRy1Zc

(3)

انظر: الرّابط www.youtube.com/watch?v=a2KSDtTubE

(4)

انظر: الرّابط www.youtube.com/watch?v=5lgRlQmrkiY

ص: 185

وأكثرَ تفصيلاً منه تقرير أمريكي يلفت نظر العالَم النصراني إلى تزايد أعداد المسلمين في أوروبا وأمريكا بفعل الهجرات ومعدل الولادات المرتفع بين المسلمين بالإضافة إلى من يعتنق الإسلام داخل هذه المجتمعات.

ويرى التقرير أنّ عدد المسلمين في أوروبا البالغ اثنين وخمسين مليوناً ربّما يبلغ الضعف خلال عشرين عاماً فقط، خصوصاً مع تضاعفه ثلاثين مرّة في بريطانيا خلال الثلاثين عاماً الأخيرة. ويشير إلى تزايد عدد المسلمين في أمريكا من مائة ألف عام 1970م إلى تسعة ملايين اليوم، إلى غير ذلك من الإحصاءات في بعض الدول الأوروبية الكبرى (1).

ومثله تقرير قناة فوكس " Fox" الإخباريّة الذي يرى أنّ الإسلام أسرع الأديان انتشاراً

في العالم، وأنّ عدد المسلمين في شيكاغو لوحدها يربو على أربعمائة ألف مسلم (2).

الملاحظة الثالثة: قلة عدد الملفات المتحدثة عن المتحولين من الإسلام إلى النصرانيّة مقارنةً بالعكس (3).

ثالثاً: من الأساليب غير الأخلاقيّة التي يستخدمها بعض النصارى؛ إظهار بعض الملفات المرئيّة على غير حقيقتها، باستخدام تقنيات برامج تحرير الفيديو المتقدمة.

وهذا العمل الفني -وإن كان لا يزال صعباً على غير المتخصصين- إلا أنّ المتمرسين في الإخراج والمونتاج يمكنهم أداء هذه المهمة التزويريّة بشكل يصعب كشفه.

وللتمثيل على هذا فقد تسلَّط بعضهم على مقطع مرئي للداعية المسلم الذي أمضى عمره في مناظرة المنصرين والرد عليهم؛ أحمد ديدات (4)، وهو على فراش الموت. فأخرج

(1) انظر: الرّابط www.youtube.com/watch?v=PlCQwbpt8

(2)

انظر: الرّابط www.youtube.com/watch?v=wLp1wq6n8ok

(3)

عند إدخال جملة " convert to islam" أي " التحول إلى الإسلام" في خانة بحث موقع اليوتيوب كانت النتائج ضعف جملة " convert to Christianity" أي "التحول إلى النصرانيّة". وهذه المعلومات الرّقمية -وإن كانت غير دقيقة لاعتبارات عدّة- إلا أنها تعطي إشارة ودلالة. على أنّ هذا الجانب يحتاج لبحوث مستقلّة متعمقة.

(4)

هو أحمد بن حسين بن قاسم ديدات. ولد في الهند سنة 1918م، ثم انتقل إلى جنوب إفريقيا وهو في التاسعة من عمره. تعلم العلوم الشرعية واللغة الإنجليزيّة إلى الصّف السّادس، ثم امتهن التّجارة لقلة ذات اليد. كان ذكيًّا مثابراً شغوفاً بالقراءة. وكان لقراءته كتاب "إظهار الحق" لرحمة الله الهندي أثر عظيم في تحول جهده إلى دراسة النّصرانيّة والكتاب المقدس، والتخصص في الرد على النّصارى من خلال المحاضرات والمناظرات التي بلغت حدًّا كبيراً من الشّهرة. توفي سنة 1426هـ في جنوب إفريقيا عن ثمان وسبعين سنة، بعد مرض أقعده تسع سنين. انظر ترجمته في: أحمد ديدات وجهوده في الرد على النصارى، رائدة اللحام، رسالة ماجستير، ص41 - 57.

ص: 186

ملفًّا مرئيًّا ضَمَّن أولَه نصوصاً كثيرة من الكتاب المقدس عند النصارى، فيها وعيد المسيح لمن كذّبه وحاربه. ثم غيَّر مشهد الشيخ إلى صورة مرعبة من الصياح والبكاء والتألم. وختم المشهد بالتحذير والتنبيه إلى أن هذه هي نهاية أعداء المسيح ولا شماتة (1)!

ودافِعُ هذا ما بذله الشيخ - رحمه الله من جهود كبيرة في مناظرة كبار دعاة النصرانيّة (2).

وقريبٌ من هذا ما فعله بعضهم حين ركّب صوتَ أحدِ القرّاء يدعو على النّصارى بالهلاك والشقاء والبلاء والأمراض والآلام والحسرات وغيرها؛ على صورة متحركة لأداء الصّلاة في الحرم المكي الشّريف، لِيُظهر أنّ هذا هو دعاء المسجد الحرام، وهو القدوة لغيره (3).

رابعاً: استخدام كلمات مضلِّلة في تسمية الملفات المرئيّة والقنوات، وأسماء المستخدمين أنفسهم. فمن هؤلاء مَن نهجه الهجوم على الإسلام في غالب ملفاته التي ينشرها؛ ثم يُسمِّي قناته بالحق (4). ولو كان ديدنُه نشرَ دينه، وبيانَ ما يراه فيه من الخير والهدى، دون التعرض لمعتقدات الآخرين وما يؤمنون به، لكان اختيارُهُ لهذا الاسم أمراً مفهوماً.

خامساً: التركيز على ما يُبهرُ النّاسَ ويُدهشُهم كالظهورات والمعجزات الشفائيّة. ويُستخدم فيها أسلوب التحدي وإظهار الثقة الكاملة، وذلك بنقل هذه المعجزات الشفائيّة

(1) انظر: الرّابط www.youtube.com/watch?v=UJwCytjg1LK

(2)

للاستزادة حول جهود الشيخ الدعوية؛ انظر: أحمد ديدات وجهوده في الرد على النصارى، رائدة بنت إبراهيم اللحام، رسالة ماجستير من الجامعة الإسلامية بغزة. والشيخ أحمد ديدات ومنهجه في الحوار والدّعوة، حمزة مصطفى ميغا، رسالة جامعيّة من كلية الدّعوة الإسلاميّة بليبيا. والحوار والمناظرة في الإسلام أحمد ديدات نموذجاً في العصر الحديث، إبراهيم بن عبد الكريم السنيدي، بحث نشر في مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة والدراسات الإسلاميّة، العدد46، محرم 1430هـ.

(3)

انظر: الرّابط www.youtube.com/watch?v=tkMI3UpV7dI

(4)

انظر: قناة alhaq2009 على الموقع.

ص: 187

مباشرة من الكنائس إلى بعض القنوات الفضائيّة، فيتحدى الكاهن أنه سيشفي بقوة المسيح وسلطانه كل ممسوس أو مريض أو معاق في القاعة؛ وإن كان الطب البشري قد عجز عنه. ثم يبدأ بقراءة التعويذات الممجِّدة للمسيح لتَخرج الشياطين ويُشفى العاهةُ في الحال.

وفي ذلك محاولة للتغلغل في أعماق نفسيات المشاهدين لأجل ربط هذه القدرة بصحة سَيْر الكهنة والقسس ومَن خلفهم في الكنيسة على ما سار عليه المسيح مِن قبل في شفاء المرضى وإعطاء هذه القدرة لتلاميذه وأتباعه الصَّادقين من بعده.

وتهدف هذه الممارسات إلى التدليلِ على صحة الديانة النصرانيّة وبطلان ما عداها، والتدليلِ على صحة مسلك الكنيسة التي ينتمي لها القس.

ولها -كذلك- أثر كبير في تقوية ارتباط الأتباع -ولا سيما العامّة منهم- بالديانة،

وصدهم عن مجرد ورود خاطر ذهني بوجود الحق في غيرها.

وحين تمارَسُ هذه الشفاءات مع مرضى مسلمين يكونُ المغزى من خلالها إيصالَ رسالة خفيّة إلى نفوس المسلمين ببطلان ما هم عليه؛ إذ لو كان حقًّا لكان له أثر في شفائهم. وفي هذا حرب نفسيّة موجهة لخدمة الدّعوة النّصرانيّة.

سادساً: الاهتمامُ الكبير بالطفل النصراني لترسيخ المعتقدات في نفسه، وتقوية محبته وتعلقه بالمسيح وبالكنيسة وقديسيها، والعملُ على تنشئته متمسكاً بدينه.

وفي سبيل تحقيق هذا الهدف تُنشر الترانيم الموجهة للطفل بكيفيات تجعله يقبل عليها (1). وكذا الأفلام الدينيّة مع دبلجتها (2) بأصوات أطفال بلهجات محببة كما في فيلم آلام المسيح، وفيلم المسيح للأطفال.

(1) انظر: الرّابط www.youtube.com/watch?v=_fUzmLB0CI0

(2)

الدبلجة: كلمة مأخوذة من المصطلح الفرنسي؛ دوبلاج ( Doublage) . والمقصود بها نقل لغة ملف مرئي إلى لغة أخرى غير لغته الأصلية، وذلك بتأدية ممثلين لأصوات الشخصيات المصورة في الملف المرئي، بأداء تمثيلي مطابق للصورة، مع مراعاة حركات الشفاه ووقت الكلمات. ويمكن أن نسمي هذه العملية تعريباً إلا أن كلمة الدبلجة أوسع في المعنى، فهي تشمل النّقل إلى أي لغة غير اللغة الأصلية للملف المرئي. انظر: موسوعة ويكيبيديا، مفردة: دوبلاج.

ص: 188

أضف إلى ذلك الأفلام الكرتونيّة التي تعلم العقيدة والسلوك، وأيضاً العروض المسرحيّة التي يقدمها الأطفال ويشرحون فيها العقائد والطقوس (1).

سابعاً: يلحظ التركيز على الجوانب العاطفية في الملفات المرئيّة الموجهة للنصارى أكثر من غيرها. فنجد في الترانيم الكلماتِ المؤثرة، والألحانَ الجميلة، والموسيقى المحزنة، والأصواتِ المختارة بعناية لأداء هذه الترانيم من الجنسين، وتردادَ المفردات التي تلامس شغاف القلوب كالسّلام والمحبة والألم والحزن، وتوظيفَ اللهجات المتعددة كالشامية والمصرية والعراقية وغيرها.

وأحياناً تكون هذه الترانيم بلغات أخرى غير عربيّة ليبقى المشاهد تحت أسر الصورة

واللحن والموسيقى. وكل هذا ليخرج المنتج في قالب قوي التأثير.

ثامناً: استخدام أسلوب المقارنات لإظهار تفوق النصرانية على الإسلام. فيقارن بين تعاليم الديانتين، وبين القرآن الكريم والكتاب المقدس عند النصارى، وبين محمد صلى الله عليه وسلم وعيسى عليه السلام، وبين صحابة محمد صلى الله عليه وسلم وحواريي المسيح عليه السلام.

وفي كلِّ هذه المقارنات تكون الغلبة في جانب النصرانيّة.

تاسعاً: العمل المكثف على تبغيض الإسلام ونبيِّه وكتابه إلى قلوب النّاس جميعهم مسلمهم وكافرهم، وتنفيرهم من مجرد التفكير في ذلك فضلاً عن دراسة الإسلام ومعرفته.

عاشراً: استخدام منهج التدليس والخداع، ويظهر هذا في طرق عديدة جداً، نذكر منها:

1.

اجتزاء مقاطع من قنوات إخباريّة تتحدث عن الخطر التنصيري في بلد إسلامي ما، وكيف أنّه أدَّى إلى تحول أعداد كبيرة إلى النصرانيّة، والتعليق على ذلك بأنّ التحول من الإسلام إلى النصرانيّة بالآلاف هو واقع الحال في كل البلاد الإسلاميّة (2).

2.

النقل عن مصادر إسلامية موثوقة عند إيراد الحديث الصّحيح وفق فهم مغاير لما

(1) انظر: الرّابط www.youtube.com/watch?v=TnsIrKI04bw

(2)

انظر: الرّابط www.youtube.com/watch?v=LKF3x9knL3s

ص: 189

فهمه منه الصحابة والتابعون ومن تبعهم من أهل العلم. فيَنقل أحدهم عن صحيح البخاري حديث الاستعاذة من الشيطان عند سماع نهيق الحمار، وسؤال الله من فضله عند سماع صياح الديك، ليثير حوله الاستفهامات، وهكذا في نقول كثيرة.

3.

النقل عن مصادر إسلاميّة غير موثوقة عند إيراد الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ومحاولة إفهام المشاهد أنّ هذا المصدرَ معتمدٌ عند المسلمين بكلِّ ما فيه. فيُكثرون النقل عند إرادة الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم عن كتب السيرة التي حوت الصحيح والضعيف والروايات الإسرائيليّة وغيرها، ولم يَصْفُ فيها ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

4.

استخدام أسلوب النقل الانتقائي؛ الذي يأخذ ما قد يكون فيه اشتباه، ويدع المحكم

الصريح القريب من موضع الاقتباس. وفي هذا بُعْدٌ عن أمانة الطرح والنقل العلمي. والأمثلة على هذا كثيرة جداً، وقد تقدم بعضها. ولعلَّنا هنا نذكر مثالاً لم يَسبق ذكره، وهو تقرير أحدهم أنّ الإسلام يبيح إتيان البهائم بدليل قول ابن عباس رضي الله عنه:"من أتى بهيمة فلا حَدَّ عليه"(1).

وليس في قول ابن عبّاس رضي الله عنه ما يعضد المعنى الذي أراد المنصر إيصاله لأفهام النّاس، فإنّ المقصود به الخلاف في عقوبة الفاعل بالبهيمة هل يحدُّ أم يعزَّر.

وقد تعمَّد هذا المنصر حجب الرواية السابقة لهذا القول، وقد رواها ابنُ عباس رضي الله عنه نفسُه، وهي قول النبي صلى الله عليه وسلم:(من وجدتموه وقع على بهيمةٍ فاقتلوه، واقتلوا البهيمة)، فقيل لابن عبّاسٍ: ما شأن البهيمة؟ قال: (ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيئًا، ولكنْ أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم كَرِهَ أن يؤكل من لحمها، أو يُنتفع بها، وقد عُمِل بها ذلك العمل). وقد صحح الحديثَ بعضُ أهل العلم (2).

ومسألةُ قتلِ الفاعلِ بالبهيمة محلُّ خلافٍ بين أهل العلم على قولين (3).

(1) انظر: الرّابط www.youtube.com/watch?v=aVSvjz29C098.

(2)

قال الألباني: حسن صحيح. وحسَّن أثر ابن عبّاس. انظر له: صحيح سنن الترمذي 2/ 136.

(3)

انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام 34/ 182.

ص: 190

وبهذا العرض لخدمة مشاركة الملفات المرئيّة، تمّت دراسة الخدمات التفاعليّة الخمس التي اختيرت في هذا البحث.

وسوف يُعاد إليها مرةً أخرى في الفصل الثّالث، ولكنْ لدراستها من جانب استفادة المسلمين منها في الرّدّ على الجهد الدّعوي النصراني.

وبين الفصلين سيعقد فصلٌ مخصَّصٌ لأبرز الشّبهات التي طُرحت في الخدمات التفاعلية من قِبَل النَّصارى تجاه القرآنِ والنبيِّ صلى الله عليه وسلم والسُّنةِ وبعضِ الجوانب التشريعية، عرضاً وتفنيداً.

ص: 191