الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أولاً: النتائج
مع تعددِ تعريفاتِ التّنصير؛ يرى الباحث أنّ الأنسب أن يقال: التّنصير هو كُلُّ جهد يبذل لإدخال غير النصراني في النصرانية.
عندما يتحدث المسلم عن النشاط الدعوي النصراني فإنّ استخدامه لمصطلح (التنصير) هو الأصحّ من جهة اللغة، والأدق من جهة مطابقة الواقع، والأنسب من جهة موافقة ما جاء في السُّنَّة النبويَّة.
تتعدد أهداف التنصير باعتبار الزّمانِ، والمكانِ، والقائمِ بالعمل التنصيري، والفئةِ المستهدفة.
عرّف الباحث الشّبكة العالميّة بأنّها منظومة اتصال ومعلومات عالميّة، تربط كمًّا هائلاً من الشّبكات والحاسبات، وتمكن كل مرتبط بها من الوصول للأجهزة الأخرى والاستفادة من محتوياتها التي وضعت للتشارك، والتواصل مع أصحابها بالنص والصوت والصورة.
تظافرت أقوال المنصرين الدّالةُ على الاهتمام البالغ بهذه الوسيلة من أجل نشر رسالة الإنجيل.
وتظافرت أفعالهم المترجمة لهذا الاهتمام، ومن ذلك إنشاء اتحاد للتنصير عبر الإنترنت، وتوفير برامج التدريب للمنصرين على الشبكة، وتخصيص يوم في العام للتذكير بالتّنصير عبر الشبكة، وإقامة المؤتمرات المخصصة للتنصير عبر الشبكة، والاهتمام بقوة المحتوى التنصيري في مواقع الشبكة وخدماتها التفاعليّة، وتسخير الشبكة لخدمة الوسائل التنصيرية الأخرى.
يتميز العمل الدعوي التنصيري عبر الشبكة باعتماده الجانب التنظيمي المؤسسي، المبني على العمل الجماعي المخطط له وفق رؤية ورسالة محددة، مع تنوع الوسائل وكثرتها، وصرف الأوقات والأموال والجهود الكبيرة.
عرّف الباحث الخدمات التفاعليّة بأنّها أدوات الشّبكة العالميّة التي تتيح اتصالاً تبادليًّا، ذا اتجاهين بين المرسل والمستقبل، بشكل تزامني أو غير تزامني.
لقيت الخدمات التفاعلية اهتماماً كبيراً من المنصرين، لما لها من هيمنة على غالبية اهتمام مستخدمي الشبكة، ولما تيسره من تواصل سهل مع مجموعات كبيرة من النّاس في كل أنحاء العالم، ولما يتسم به الاتصال التفاعلي من صفات تأثيريّة لا تكاد توجد في غيره.
تظافرت أقوال المنصرين وأفعالهم الدّالةُ على الاهتمام الواضح بالخدمات التفاعليّة للشبكة، ولهم جهود كبيرة متنوعة في التعريف بهذه الخدمات، وبيان أنجح الوسائل التي دلّت التجارب على تأثيرها في نفوس المدعوين. وتتسم هذه الجهود بالتنظيم، والالتقاء تحت مظلة اتحادات وهيئات ومؤسسات تؤلف بينها، وتوفر الدعم المادي والاستشاري والتقني والفني.
عرّف الباحث المنتديات الحواريّة بأنّها تجمعٌ مكانيٌّ افتراضيٌّ على شبكة المعلومات العالميّة، لأناسٍ يشتركون في جانب من الاهتمامات، عبر شكل من أشكال المواقع على الشبكة، يمكن العضو من كتابة موضوع يقرؤه بقية الأعضاء ويكتبون عليه ردودهم ومناقشاتهم.
إنّ الجهد المبذول من قبل النصارى في استغلال وسيلة المنتديات الحواريّة جهدٌ كبير في حجمه، متنوع في سبل عرضه، قوي في شكل طرحه. وهو في الجملة يأخذ ثلاثة أشكال رئيسيّة. أولها عرض الديانة النصرانية وفق معتقد الكنيسة التي ينتمي إليها أصحاب المنتدى، وثانيها الدعوة إلى اعتناق النصرانية، وثالثها الهجوم على كل ما يتعلق بالإسلام. وللوصول إلى الأهداف السّابقة يسلكون طرقاً كثيرةً بيَّن الباحث ما وقف عليه منها.
اختار الباحث في تعريف المجموعات البريديّة أن يقال أنها نظامٌ لإدارة وتعميم الرسائل على مجموعة من الأشخاص المشتركين بالقائمة عبر البريد الالكتروني.
تبذل المجموعات البريدية النصرانية جهداً دعويًّا كبيراً. وذلك من خلال الرسائل التي تختص بالديانة النصرانية بهدف تثبيت العقيدة في نفوس أتباعها وتقوية إيمانهم والحيلولة دون تأثرهم بالأديان الأخرى، وباستخدامِ الرسائل التي تدعو لاعتناق النصرانية بأسلوب صريح مباشر، أو عن طريق سرد قصص المتحولين إلى النصرانية وما وجدوه من سعادة، أو القصص التي تحكي جوانب الرحمة والإنسانية في النصرانية، أو عن طريق الترغيب
والترهيب. وكذلك بواسطة الرسائل التي تهاجم الإسلام وتسعى لتشويهه وتبغيضه إلى قلوب
المؤمنين به وغير المؤمنين.
عرّف الباحث خدمة المحادثة بأنّها حديث مباشر عبر الشبكة العالميّة بواسطة برامج وغرف المحادثة بين شخصين أو أكثر.
عمل المنصرون على استغلال إمكانات برنامج المحادثة "البالتوك". وعلى الرغم من أن الأساس في البرنامج هو التحادث الصوتي والنصي والمرئي، إلا أنهم وظفوا جوانبه الأخرى كأسماء الغرف، ورسائلها، وعبارات التّرحيب، وجزء الدّعاية.
عرّف الباحث الشبكات الاجتماعيّة بأنها مواقع إلكترونيّة لإدارة العلاقات الاجتماعيّة بفعاليّة.
عرّف الباحث مشاركة الملفات المرئيّة بأنّها خدمة تفاعليّة تتيح لمستخدمي الشبكة العالميّة جعل ملفاتهم المرئيّة مشاعة للجميع.
للمنصرين جهد كبير في استغلال إمكانات موقع تشارك الملفات المرئيّة (يوتيوب)، من خلال رفع الملفات المرئيّة، وإنشاء القنوات، وكتابة التعليقات، وفق التفاصيل المبيَّنة في البحث.
تظافرت أقوال المنصرين وأفعالهم الدّالةُ على أنَّ العملَ على زعزعة العقيدة في نفوس المسلمين من خلال بث الشبهات والطعون؛ يُعَدُّ من أهم أهداف العمل التنصيري وخطواته التي تسبق الدعوة المباشرة للتحول من الإسلام إلى النصرانيّة. وقد دفعهم إلى معاداة الإسلام والحقد عليه؛ كونُ الإسلام الدين السّماوي الذي أعقب النصرانيّة، وأتى بمخالفة جل عقائدها الأساسيّة، وبإقرار نظرة مختلفة إلى إله النصارى وكتابهم.
استعرض الباحث أكثر الشبه تكرراً وعرضاً ومناقشة من قبل المسلمين والنصارى، في أربعة مجالات، بواقع ثلاث شبه في كل منها، مع الرد المفصل عليها، بالمراوحة بين أسلوبي التأصيل والدفع.
تبين من خلال دراسة الشبه التي يثيرها النّصارى في الخدمات التفاعليّة؛ اعتمادهم بعض المناهج المخالفة لأصول النقاش الموضوعي المستقيم المنصف. ومن ذلك:
اتباع أسلوب التهويل، من خلال تضخيم الملاحظات اليسيرة، وبناء النتائج الكبيرة
والكثيرة عليها.
اتباع ما يمكن تسميته بأسلوب الغمر والمُكاثرة، وذلك بالطعن في كل ما يتعلق بالقرآن الكريم، وفي كل آية منه، حتى تنهدم في نفس المخاطَب أي قدسيّة لهذا الكتاب.
الأخذ عن مصادر الفرق المبتدعة كالرّافضة ونحوهم، بطريق التصريح أو الدّسّ والتدليس، واعتماد مناهجهم ومواقفهم من كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأمهات المؤمنين، والصّحابة، وغير ذلك.
مجانبة المنهج العلمي عند التعامل مع كتب التفسير. ومن صور ذلك:
جعل أقوال المفسرين حجة في بيان المراد من الآيات على وجه الجزم.
الانتقاء المبني على الهوى من أقوال المفسرين.
ضرب أقوال المفسرين بعضها ببعض.
مجانبة المنهج العلمي عند التّعامل مع السيرة النبويَّة، ومن صور ذلك:
تجاهل مصادر السيرة النبويّة الأصليّة المنقّحة، والاستعاضة عنها بمصادر لا تتوافق والمنهج العلمي الصحيح، كمؤلفات السيرة غير المنقحة، وكتابات الطّاعنين الحاقدين على النبي صلى الله عليه وسلم، وكتب المستشرقين.
تجاهل الروايات الحديثيّة الصحيحة، والاستعاضة عنها بالرّوايات الضعيفة والموضوعة دون بيان درجتها.
بتر الحوادث الواردة في السيرة عن سياقاتها، وسلوك سبيل التعميم فيها.
إيراد الظّنّيّات في موارد القطعيّات، وترتيب النتائج عليها.
تكذيب القاعدة الثابتة؛ بالمثال الشاذ. وذلك بالطّعن في التعاليم الإسلاميّة استناداً لوجود بعض الفتاوى الشاذّة والتّصرفات الفرديَّة الخاطئة لآحاد المسلمين، وأمثال ذلك.
اتخاذ طريق السخرية والاستهزاء والسباب الفاحش تجاه كتاب الله الكريم، والرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم.
الاتكاء على كتب وأقوال وآراء بعض المنتسبين إلى الإسلام ممن ضلوا عن طريق الحق، وأتوا بالكفريّات والطوامّ.
تجاهل المنهج العلمي عند التّعامل مع السُّنَّة النبويَّة، ومن صور ذلك:
تجنب المصادر الحديثية المعتمَدة عند الطّرفِ المناقَش، والاستعاضة عنها بالمصادر غير المعتمدة في نقل الأحاديث النبويّة، ككتب الأدب والتاريخ والسِّير واللغة والرقائق وغيرها.
اتباع أسلوب التدليس في تصوير المراجع غير المعتمدة في نقل الروايات الحديثية على أنها من الكتب العمد في هذا المجال.
الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، بإضافة كلمات إلى الأحاديث الصحيحة تعطي فهماً مغايراً للحديث.
انتقاء ما يخدم فكرة صاحب الشبهة، من نص الحديث، وتجاهل ما يسبق ذلك أو يتبعه.
تحميل النصوص الحديثية ما لا تحتمل من المعاني، وتنزيلها على ما لا تدل عليه صراحة.
إنشاء المقارنات بين الإسلام والنصرانية بما يُظهر جمال النصرانيّة وقُبح الإسلام.
استغلال واقع الخدمات التفاعليّة الذي يسمح للشخص بانتحال أي صفة دينيّة، والتحدث إلى النّاس بموجبها. وهذه الجهالة للعين والحال لا يصح أن تبنى عليها الأحكام، ويؤخذ ما يأتي عن طريقها بالتصديق الجازم. ويظهر هذا جليًّا في قصص المتحولين من الإسلام إلى النّصرانيّة في هذه المنافذ التفاعليّة.
الاستفادة من الإمكانات التقنية في تحرير الملفات المرئيّة (الفيديو) لإظهارها بخلاف الواقع، كما في الأمثلة التي وردت في البحث.
استفادة المنصرين في بث الشبهات من الإمكانات التأثيريّة للخدمات التفاعلية، فيما يتعلق بالطّرح المرئي أو الصوتيّ أو النّصيّ. ومن صور ذلك:
القيام بعمل التوليف (المونتاج) للملفات المرئيّة، وذلك بدمج الوسائط المتعددة في
قالب فنّي مؤثّر.
استغلال جانب التحادث في الوقت الفعلي، والاستفادة من رجع الصدى الفوري للمخاطَب، والتضييق عليه بإيراد الشبه الغامضة ومطالبته بالرد الفوري مما قد يُظهر عجزه، ويؤثر عليه، إذا كان ضعيف العلم والحجة، ولم يكن مستعدًّا للتحادث الفوري.
الاستفادة من القدرات البيانيّة العالية لدى بعض المنصرين.
استغلال إمكانات التأثير الصوتي وتمثيل المشاعر فيه.
الاستفادة من إمكانات التصوير المرئي المتحرك (الفيديو)، وعرض مشاهد إقامة الحدود في بعض البلاد الإسلاميّة، وذلك بالاقتصار على منظر إقامة الحد بما يحويه من قسوةٍ رادعة؛ مجرّداً عن ما يشتمل عليه من إنصافٍ للمجنيّ عليه وأهلِه، ورحمةٍ بالجاني، وصلاحٍ للمجتمع بأسره.
عرض الأفلام السينمائيّة المنتجة عن واقع تطبيق الشّرائع في بعض البلاد الإسلاميّة، بما تحويه من تشويه وتنفير.
يستغل المنصرون نقاط الضَّعف عند بعض المستخدِمين المسلمين لأخذها ذريعة للتّشنيع على الإسلام وأهله، ومنها:
ضعف الحصيلة العلميّة فيما يختص بالإسلام أو النَّصرانيَّة أو شُبه المنصريِّن عرضاً وردًّا.
ضَعفُ القدرات البيانيَّة.
سوءُ خلق بعض المسلمين في الطّرح والمناقشة.
يوجد جهدٌ كبيرٌ للمسلمين في مقاومة العمل التنصيري من خلال الخدمات التّفاعليّة، وله جوانب قوّة وجوانب ضعف.
فمن أهم جوانب قوّته:
شمول موضوعاته لنظائرها في المنافذ النصرانيّة.
تنوّع أساليب الرّدّ على الشّبهات، ما بين حجج عقليَّة، أو نقليّة من مصادر القومِ
أنفسهِم؛ كالكتاب المقدّس وكتبِ علماء النّصارى وتقاريرِ الدّول الغربيّة وإحصاءاتِهم.
تنوّع أساليب نقد الكتاب المقدّس والعقائد والشّعائر النّصرانيّة.
الاستفادة من جُلِّ الإمكانات التقنية التي توفرها الخدمات التفاعليَّة.
ومن أهم جوانب الضّعف فيه:
قلّة الاهتمام بالجوانب العاطفيّة؛ في مقابل تركيز النّصارى عليها في دعوتهم.
تغليب جانب الهجوم على النصرانيّة؛ على جانب دعوة النّصارى إلى الإسلام.
التّقصير في عرض الإسلام بشكّل مبسّط يُركِّز على الأسس دون الفرعيّات؛ وفق منهج النّبيِّ صلى الله عليه وسلم عندما أرسل معاذاً رضي الله عنه إلى اليمن.
وجود تجاوزاتٍ من بعض المسلمين باستخدام الكلام البذيء والسبِّ المقذع.
وجود من يتصدّى للرّدّ على الشّبهات وهو غيرُ أهلٍ لذلك.
اتصاف النشاط الدّعوي بالفرديّة، وبُعده عن العمل الجماعي المنظم.
الإبقاء على بعض المخالفات الشّرعيَّة في بعض الموادِّ النصرانيَّة بُغية فضحها وبيانِ خطئها، وهو خطأٌ في بيانِ الخطأ!
التقصير في الاستفادة من بعض الإمكانات التقنية للخدمات التفاعليَّة، على ما تمَّ بيانه في مطالب التقييم من الفصل الثالث.