الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثانياً: التَّوصيات
ويمكن تقسيمها إلى الأقسام التّالية:
القسم الأول: توصياتٌ للحكومات والوزارات والمنظمات، وهي:
إنشاء جهة على مستوى الدُّول الإسلاميَّة تُعنى بمقاومة العمل التّنصيري بشتّى وسائله، تحت مظلّة رابطة العالم الإسلامي، أو منظمة التعاون الإسلامي، أو غيرهما، وأن يكون من أنشطتها:
عقد مؤتمر سنوي يخصص لغرض مقاومة التنصير في العالم الإسلامي، ويعد له الإعداد الجيد، ويستكتب له كبار مفكري وعلماء وقادة الفكر والتوجيه، وتستدعى له الميزانيات وسائر عوامل النجاح.
إنشاء اتحاد للدعوة إلى الله عبر شبكة المعلومات نظير ما لدى النَّصارى، وأن تستدعى له عوامل النجاح؛ بأن تشرف عليه هيئة على أعلى مستوى علمي من ذوي الاختصاصات المختلفة من كل البلاد الإسلاميّة، وأن يمول بشكل كبير من الحكومات وسائر المسلمين.
أن تقوم وزارات الشؤون الإسلاميّة في دول العالم الإسلامي بإنشاء مراكز لمقاومة العمل التنصيري داخل كلِّ دولة. وأن تتصف هذه المراكز بما يلي:
النشاطُ القويُّ في نشرِ الكتب والبحوث، وإنشاءِ المواقع الالكترونيّة، والمشاركةِ في الموجود منها، مما هو في دائرة رصدِ الأساليب التنصيريّة، وبيانِ حقيقة المطاعن والشبه التي يثيرونها، بأسلوب علميٍّ مبسط مقنع، يُفيد المسلم في دعوته وتحصين نفسه، ويفيد القارئ النصراني. وأن يكون ذلك النتاج بشتى اللغات الحيّة.
السعيُ لتوحيد الجهود داخل الدّولة، في خطوةٍ تسبق تكامل هذه الجهود في الجهة الموحدة على مستوى الدول الإسلاميّة.
أن يتولى مهمة عقد الدورات المكثفة الإجباريّة والاختياريّة للطلاب المبتعثين أو لعامّة المسلمين ممن يحتاج للسفر لبلاد الكفار. ويُمكن في سبيل ذلك تفعيل التدريب الالكتروني
عن بُعد.
فتحُ أقسام في مكاتب دعوة الجاليات للدعوة عبر الإعلام الجديد باللغات المختلفة.
يوصي الباحث بأن تقوم الجهات المشرفة على خدمات الوصول إلى مواقع الشبكة العالميّة في البلاد الإسلاميّة؛ بمنع الوصول إلى المواقع التي تثير الشبهات والشكوك حول الإسلام وما يتعلق به، أو تتجرؤ عليها قدحاً وسبًّا؛ طالما بقيت هذه الوسيلةُ فعّالة، بأن يكون غالب مستخدمي الشّبكة عاجزون عن كسر نظم الحجب. على أن يكون لدى هذه الجهات الرّقابيَّة آليَّةً فعّالة لتمكين الدّعاة المؤهلين من الدخول لهذه المواقع بقصد الدّعوة والمنافحة.
أن تقوم وزارات الإعلام في البلاد الإسلاميّة بواجبها تجاه نشر رسالة الإسلام، وصد هجمات التشكيك والطّعن فيه. ويمكن في سبيل ذلك تفعيل القنوات الفضائيّة والإذاعيّة، والصحف والمجلات، والمواقع الالكترونيّة.
إنشاء جهات خيريّة تعنى بالعمل الدعوي من خلال وسائل الإعلام الجديد، بحيث تضم ثلاث فئات من المختصين؛ طلبةُ العلم، والتقنيون، والمترجمون. وأن يكون من مهامها تدريب الدعاة على استخدام الخدمات التفاعليّة، ويُمكن في سبيل ذلك تفعيل التدريب الالكتروني عن بُعد.
أن تُوجِّهَ وزارات الشؤون الإسلاميَّة خطباء الجوامع، وأئمة المساجد، إلى طَرْقِ هذه الموضوعاتِ في خطبهم ودروسهم وكلماتهم.
القسم الثَّاني: توصياتٌ للجهات التعليميّة، وهي:
فتحُ أقسام في كليات الدعوة بالجامعات تُعنى بالدعوة عبر قنوات الإعلام الجديد.
أن يوجه أساتذة ومشايخ العقيدة طلابهم في المراحل الجامعيّة الأولى إلى أن تكون أنشطتهم الدراسيّة خدمةُ الإسلام عبر منافذ الخدمات التفاعليّة. ولنا أن نتخيل نتاج عشرات الآلاف من الطلاب الذين يسجلون في كل فصل دراسي في مقررات الثقافة الإسلاميّة العامّة في جامعة الملك سعود -مثلاً- وما سينتج عن ذلك من إثراء دعوي للمنتديات والمجموعات البريديّة والشبكات الاجتماعيّة وغرف المحادثة وغيرها.
أن يوجه أساتذة ومشايخ العقيدة بعضَ طلابهم في المراحل الجامعيّة العليا إلى أن تكون رسائلهم للماجستير والدكتوراه في المباحث المتعلقة بوسيلة الشبكة العالميّة.
أن يكثف أعضاء هيئة التدريس في الأقسام الجامعيّة الإسلاميّة من طَرْق الموضوعات المتعلقة بالشبكة العالميّة في بحوثهم الأكاديميّة، وفي مؤلفاتهم وكتاباتهم العامّة.
أن تُعنى وزارات التربية والتعليم بتطعيم مناهجها بالموضوعات التي تُعرِّف الطّلاب والطالبات بالكيفيَّات المُثلى للاستفادة من الشّبكة العالميّة، وتَجَنُّبِ مخاطر العمل التنصيري فيها.
القسم الثَّالث: توصياتٌ للدّعاة، وهي:
اقتحام المنافذ النصرانيّة للخدمات التفاعليّة، والمشاركة فيها بالدّعوة إلى اعتناق الإسلام، والتعريف به بما يصحح المفاهيم الخاطئة عند كثير من النّصارى، والرّدّ على الشبه والمطاعن الموجهة إلى الإسلام، على أن يكون ذلك محصوراً فيمن كان متمكناً في العلم؛ آمناً على نفسه من خطر ما في هذه المنافذ من الشّبهات.
مواجهة التّنصير بأسلحته، ومن أهمها الجانب العاطفي. وذلك بالتركيز على جوانبِ التبشير والتيسير والتفاؤل، وبيانِ رحمة الله بخلقه، وَفَرَحِه بالتائب، وقُربه من عباده؛ يُجيب دعوة الدّاع إذا دعاه، ويَنْزِل في الثلث الأخير من الليل ليجيبَ الدّاعيَ ويعطيَ السائلَ ويغفرَ للمستغفر. والمقصود التركيز على جانب الترغيب في الدعوة وإظهار محاسن الدين في تكريمه للإنسان، ووصيته بالجار والوالد وإن كانا كافرين، وحسن تعاليمه في معاملة المسلم للمسلمين وغيرهم، وأن همَّ الدّعاة إلى الله -أوَّلاً وآخراً- إدخالُ الناس في الدين رحمةً بهم. وليس معنى هذا إلغاء جانب التّرهيب، أو التنازل عن ثوابت الدين ومسلماته لأجل دعوة الكافر، ولكنَّ المقصد الحكمة في الدّعوة، اقتداءً بسيرة إمام الدّعاة؛ محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
يوصي الباحث الدّعاة بأن يكون لهم مزيد عناية بدعوة أكثر المستخدمين النّصارى نشاطاً وأثراً، وذلك من خلال دعوة المشرفين على المنتديات والمجموعات البريديّة وغرف المحادثة ونحوها، وكذا المكثرين من المشاركة في شتَّى منافذ الخدمات التفاعليَّة، لأنَّ في دعوة هؤلاء تقليلاً من غلواء هجوهم على الإسلام، ويُرجى بعد هدايتهم أن يكون لهم أثر كبيرٌ
على غيرهم.
تسخير منافذ الخدمات التفاعليَّة في نشر الإسلام والتّعريف به، من خلال الموجود منها حاليًّا، وكذا استحداث المزيد من المنتديات والمجموعات البريديّة وغرف المحادثة وحسابات الشبكات الاجتماعيّة.
القيام بواجب الدعوة في المنتديات النصرانيّة من خلال ما يلي:
كتابة الموضوعات المعرفة بالإسلام والمنافحة عنه.
كتابة الردود في توضيح حقيقة الإسلام ودفع الشبه عنه.
الوصول إلى النّصارى من أعضاء المنتدى، وتوجيه الرّسائل الدّعوية لهم.
استخدام التوقيعات المصممة بشكل جذّاب، وعبارات مؤثرة.
القيام بواجب الدعوة من خلال المجموعات البريدية النصرانية، وذلك بكتابة الرّسائل فيها، ودعوة المنتسبين إليها من النّصارى.
القيام بواجب الدّعوة من خلال غرف المحادثة، وذلك باستحداث المزيد من الغرف الإسلاميّة، والمشاركة في الموجود منها على الجانبين؛ الإسلامي والنصرانيّ، دعوةً إلى الله ونصرةً لدينه.
القيام بواجب الدّعوة إلى الله من خلال الشّبكات الاجتماعيّة، ومن ذلك:
إنشاء الرّوابط الاجتماعيّة مع النّصارى، والقيام بدعوتهم إلى الإسلام.
إنشاء الصّفحات والمجموعات في نشر الإسلام والدّفاع عنه.
وضع الصور والتصاميم والملفات المرئيّة الخادمة لذلك.
الإسهام في تكثير الصوت الجماعي، بتسجيل الإعجاب بالمواد النّافعة.
المشاركة الكتابيّة في الصفحات الإسلاميّة وغير الإسلاميّة.
التعليق على الصّور الداعية والمهاجمة.
التبليغ عن المحتوى المعادي.
الاستفادة من تطبيق "المناسبات" في الدعوة إلى الفعاليّات الدينيّة.
دعوة المستخدمين المسلمين وغيرهم إلى زيارة الصفحات الإسلاميّة المتميزة في طرحها.
التّعاون مع المبرمجين المسلمين لإنشاء التطبيقات المجانيّة، والبرامج الحاسوبيّة، القابلة للنشر في الشّبكات الاجتماعيّة.
القيام بواجب الدعوة إلى الله تعالى من خلال مواقع مشاركة الملفات المرئية، ومن ذلك:
رفع الملفات المرئيّة الدّاعية للإسلام، والمنافحة عنه.
إنشاء القنوات الدعوية.
نشر الملفات الناقدة للنصرانيّة.
كتابة التعليقات على الملفات المرئية.
التّعليق على تعليقات النّصارى.
التبليغ عن المقاطع المخالفة لضوابط الموقع.
القسم الرَّابع: توصياتٌ للباحثين، وذلك بالكتابة في الموضوعات التّالية:
أثر الجهد الدّعوي التّنصيري في الخدمات التفاعليّة للشّبكة؛ على تحوّل بعض المسلمين إلى النّصرانيّة أو تشككهم في بعض عقائد دينهم وشعائره وعباداته.
ويمكن اعتبار هذا الموضوع مكمِّلاً لهذا البحث، إلا أنّه يحتاج لاتباع منهج مغاير؛ هو المنهج التجريبي القائم على صياغة الفروض، وتحديد مجتمع البحث، ثم اختيار عينة البحث، وإجراء الدّراسة عليها باستخدام الاستبانات وتحليل نتائجها.
شبهات المنصرين حول مكانة المرأة في الإسلام من خلال الشّبكة العالميّة.
الدّعوة إلى الله باللغة الإنجليزيّة في الخدمات التفاعليَّة للشّبكة. وذلك أنَّ الخطوة الأولى لمن يرغب التعرف على الإسلام من غير المسلمين؛ أن يبحث في محركات البحث
ومنافذ الخدمات التفاعليّة عن كلمة ( Islam) ونحوها. وهنا تظهر الحاجة لدراسة النتائج التي سيخرج بها البحث، ومدى إعطائها لصورة نقيّة صحيحة عن الإسلام وفق منهج أهل السُّنَّة والجماعة.
الدراسة العقديّة للجهود الدّعوية لأتباع الأديان والمذاهب المعاصرة عبر وسيلة الشّبكة العالميّة بعمومها أو عبر الخدمات التفاعليّة فيها، كاليهوديّة والبوذيّة والمجوسيّة واليزيديَّة والقاديانيّة والصوفيّة والرافضة والزيديّة والإباضيّة والعلمانيّة والإلحاديّة.
جهود أهل السنّة والجماعة في نشر عقيدة السّلف عبر الخدمات التفاعليَّة للشّبكة.
دراسة "اتِّحاد التّنصير عبر الإنترنت The Internet Evangelism Coalition"، وذلك من خلال موقعه الغنيِّ بالمواد والنشرات ونتاج المؤتمرات السّنويّة التي يعقدها من ملفّات نصيّة وصوتيّة ومرئيّة، مع ملاحظة اقتصار الموقع في الفترة الحاليّة على اللغة الإنجليزيّة.
دراسة عقديَّة للمتحولين من النّصرانيّة إلى الإسلام على الشّبكة العالميّة، من جهة العقائد التي لم تقنعهم في النصرانيّة، ومن جهة العقائد التي وافقت فطرهم وعقولهم في الإسلام، ومقارنة أثر العقائد في حياتهم وسلوكهم قبل الإسلام وبعده.
دراسة دعاوى المتحولين من الإسلام إلى النصرانيّة على الشّبكة العالميّة.
القسم الخامس: توصياتٌ أخرى، وهي:
أن يهب كبار العلماء والمشايخ والدّعاة للمشاركة في هذه الوسائل الحديثة، وأن لا يُحجموا فيتركوا الميدان لمن قلَّ علمه وإيمانه وتقواه.
قيام المبرمجين المسلمين بالتعاون مع العلماء وطلبة العلم في إنشاء برامج وموسوعات لنشر الإسلام بلغات متعددة، وللرد على الشبهات المثارة ضد الدين الحنيف، وتوفير هذه البرامج بالمجان على الشبكة، والعمل على نشرها وإيصالها لأتباع الأديان الأخرى.
أن يقوم القادرون بتقديم دورات في كيفيّة الدعوة إلى الله تعالى عبر الخدمات
التفاعليّة للشبكة، وإنشاء موقع متخصص لذلك، على غرار موقع "اليوم العالمي للتنصير عبر
الإنترنت". ولا بأس من الاستفادة من تجارب الآخرين، فالحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق بها.
أن ينشط المسلمون في دراسة الغرب على غرار ما سبق إليه النّصارى منذ قرون في الحركة الاستشراقيّة، لأن ذلك سيكون -بإذن الله- رافداً لتوجيه العمل الدّعوي الهادف لإدخال النّصارى في الإسلام أو صدّ تجنيهم عليه.
أن يُسهم كلُّ قادر؛ بدوره في توعية النّاشئة بفوائد الشّبكة ومضارِّها. ويقع العبءُ الأكبر في ذلك على الوالدين في الأسرة، ثم على إمام المسجد وخطيب الجامع وصاحب القلم والمحاضر في المسجد، ثم على من بعدهم ممن نُوِّه عليهم في التوصيات السّابقة.
أن يتفطن المسلمون إلى الطرق المثلى في مواجهة العمل التنصيري، من خلال ما كتبه العلماء أو أوصت به المؤتمرات، وأن يعملوا بها وُسع الطّاقة. وانظر في ذلك مثلاً؛ توصيات المؤتمر العالمي للدعوة وإعداد الدعاة، المنعقد في الجامعة الإسلاميّة بالمدينة النبويّة، عام 1397هـ. [اقرأ ملخصها في: أضواء على التبشير والمبشرين، سلمان عبد المالك، ص181 - 189].