الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في المثناة مع الدال المهملة
3256 -
" تداووا عباد الله، فإن الله تعالى لم يضع داءاً إلا وضع له دواء غير داء واحد: الهرم"(حم 4 حب ك) عن أسامة بن شريك.
(تداووا عباد الله) وصفهم بالعبودية إيذاناً بأن التداوي لا يخرجهم عن التوكل الذي هو من لازم العبودية وإعلاماً بأنهم مع تداويهم لا يخرجون عن الاتصاف بالتوكل الذي هو لازمها. (فإن الله تعالى لم يضع داءاً إلا وضع له دواء) وأخبرهم أن لكل داء دواء تمشيطاً لهم في طلب الدواء وأنه أمر قد أوجده الله تعالى وأذن باستعماله وقوله: (غير داء واحد) قال العكبري: لا يجوز في غير إلا النصب على الاستثناء من داء، وأما. (الهرم) فيجوز رفعه بتقدير هو وجره على البدل من داء والنصب بإضمار أعني الهرم، فجعل الهرم وهو الكبر داء تشبيها بالداء لأنه يعقبه الموت كما قاله البيضاوي وقد قدمنا مباحث في التداوي. (حم 4 حب ك) (1) عن أسامة بن شريك) الثعلبي بالمثلثة ومهملة قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عنده كان على رؤوسهم الطير قيل: فذكره، قال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم.
3257 -
"تداووا من ذات الجنب بالقسط البحري والزيت"(حم ك) عن زيد بن أرقم.
(تداووا من ذات الجنب) هو ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع.
(1) أخرجه أحمد (4/ 278)، وأبو داود (3855)، والترمذي (2038)، والنسائي (4/ 368)، وابن ماجه (3436)، وابن حبان (13/ 426)(6061)، والحاكم (4/ 399)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2930).
(بالقسط البحري) بضم القاف وسكون المهملة هو العود الهندي وذلك بأن يدق ناعماً ويخلط مع (الزيت) ويدلك به محله أو يلعق فإنه يحلل المادة ويقوي الأعضاء الباطنة، ويفتح السدد. (حم ك) (1) عن زيد بن أرقم) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.
3258 -
"تداووا بألبان البقر، فإني أرجو أن يجعل الله فيها شفاء، فإنها تأكل من كل الشجر"(طب) عن ابن مسعود.
(تداووا بألبان البقر، فإني أرجو أن يجعل الله فيها شفاء، فإنها تأكل من كل الشجر) هو علة للحكم فيلحق بها ما في حكمها من المواشي، وفيه إرشاد أن الأشجار فيها أدوية، قيل إن موسى عليه السلام اغتسل فعرف علته بعض بني إسرائيل فقال له: تداووا بكذا تبرأ، فقال: لا حتى يعافيني بلا دواء فطالت علته فأوحى الله تعالى إليه أردت أن تبطل حكمتي في خلقي بتوكلك علي لا أبرأك حتى تُداوى بما ذكروه لك من أودع العقاقير المنافع غيري" (2). (طب)(3) عن ابن مسعود) قال البخاري: لهذا الحديث طرق بألفاظ مختلفة وفي الباب عن أبي هريرة وأسامة وجابر وغيرهم.
3259 -
"تداركوا الغموم والهموم بالصدقات يكشف الله تعالى ضركم، وينصركم على عدوكم"(فر) عن أبي هريرة.
(تداركوا الغموم والهموم) أي تداركوا نزولها بقلوبكم، والغم أشد من الهم لأنه من غمه إذا غطاه فهو يغطي السرور. (بالصدقة يكشف الله تعالى ضركم)
(1) أخرجه أحمد (4/ 369)، والحاكم (4/ 405)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2418)، والضعيفة (3395).
(2)
انظر فيض القدير (3/ 238).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 14)(9788)، والخطيب في تاريخه (7/ 356)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2929).
يحتمل عموم كل ضر، ويحتمل أنه أريد به الهموم والغموم عبر عنها به لأنه أعظم الضر إذ هي أشد ألام القلب الذي هو أشرف ما في الإنسان. (وينصركم على عدوكم) أي يعينكم عليه ثمرة أخرى مستفادة من الصدقات، وهذا في صدقات النفل والواجب، واعلم أن ظاهر الكلام أن هذا آخر الحديث، وليس كذلك فآخره عند الديلمي مخرجه "وتثبت عند الشدائد أقدامك" وما كان للمصنف أن يحذفه. (فر) (1) عن أبي هريرة في سنده ميسرة بن عبد ربه قال الذهبي في الضعفاء (2): كذاب مشهور.
3260 -
"تدرون ما يقول الأسد في زئيره؟ يقول: اللهم لا تسلطني على أهل من أهل المعروف"(طب) في مكارم الأخلاق عن أبي هريرة.
(تدرون) استفهام عما بعده للإعلام فإنه ينبغي أن يعرف ولا يجهل: (ما يقول الأسد في زئيره؟) بفتح الزاي مصدر زأر يزأر إذا صاح وهينم وكأنهم قالوا: لا، فقال:(يقول: اللهم لا تسلطني على أهل من أهل المعروف) ظاهره أنه يقوله حقيقة ولا وجه للعدول عنها، والمعروف الخير، وفيه حث على فعله وإعلام بأن فاعله يدفع عنه الشرور. (طب)(3) في مكارم الأخلاق عن أبي هريرة ورواه عنه الديلمي وأبو نعيم.
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2265)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2417)، والضعيفة (3394): موضوع.
(2)
انظر المغني (2/ 689).
(3)
أخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (115) ووقع في الأصل "قط" بدل "طب" ويظهر أنه خطأ، وأبو نعيم في الحلية (4/ 57)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2419)، وقال في الضعيفة (1419): منكر.