الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل الجيم مع الزاي
3567 -
" جزاء الغني من الفقير النصيحة والدعاء". (ابن سعد ع طب) عن أم حكيم.
(جزاء الغني من الفقير) أي مكافأته منه إذا أحسن إليه (النصحية) له في دينه ودنياه (والدعاء) له لأنهما المقدوران له وفيه أن المكافأة واجبة حسب الاستطاعة وعلى الغني المكافأة بالمال وعلى الفقير بالدعاء. (والنصيحة) وقد جاء بيان الدعاء في حديث آخر أن من قال لمن أسدى إليه معروفاً جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء أو في الجزاء. (ابن سعد (ع طب)(1) عن أم حكيم) بنت وداع الأنصارية قال الديلمي: فيه أربع نسوة بعضهن عن بعض وهو مما يعز وجوده انتهى.
3568 -
"جزى الله الأنصار عنا خيراً، ولا سيما عبد الله بن عمرو بن حرام، وسعد بن عبادة". (ع حب ك) عن جابر.
(جزى الله الأنصار عنا خيراً) أي كافأهم وأعطاهم وهم إذا أطلقوا الأوس والخزرج الذين نصروه صلى الله عليه وسلم وأعانوه وقوله. (ولا سيما) هي كلمة مركبة بمعنى وأخص وأعني وفيما بعدها أنواع الإعراب الثلاثة كما عرف من النحو ففي. (عبد الله) الرفع والنصب والجر. (بن عمرو بن حرام)(2) بحاء مهملة والراء ضد الحلال وهو أبو جابر بن عبد الله صحابي جليل استشهد في أحد (وسعد بن
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 307)، وأبو يعلى (6908)، والطبراني في الكبير (25/ 162)(392)، وانظر الإصابة (8/ 196)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2628)، والضعيفة (2154).
(2)
انظر الإصابة (4/ 189).
عبادة) (1) بضم المهملة وتخفيف الموحدة من نقباء الأنصار وسبب الحديث عن جابر أن أباه أمر بحريرة فصنعت ثم بعث بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم معه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألحم هذا"؟ فقلت: لا فرجعت إلى أبي فحدثته وقال عسى: أن يكون رسول الله يشتهي اللحم فذبح داجناً ثم أمرني بحملها فذكره صلى الله عليه وسلم، والحريرة بالمهملة وراء من دقيق يطبخ بلبن أو دسم كما في القاموس (2)، والحديث يحتمل الإخبار والإنشاء والآخر أقرب وفيه ندب المكافأة بالدعاء وتعميم الدعاء لغير ذي السبب. (ع حب ك) (3) عن جابر) قال الحاكم: صحيح، وأقرَّه الذهبي.
3569 -
"جزى الله العنكبوت عنا خيراً؛ فإنها نسجت علي في الغار". أبو سعد السمان في مسلسلاته (فر) عن أبي بكر.
(جزى الله العنكبوت) العنكبوت معروف يقع على الذكر والأنثى والجمع والواحد ويجمع على عناكب. (عنا خيراً؛ فإنها نسجت) بالمهملة والجيم. (عليّ في الغار) أي في غار ثور الذي خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه مختفيا في أول هجرته وبقى فيه ثلاثا فإنها نسجت العنكبوت على بابه فجعله المشركون الذين تبعوه قرينة على أنه لم يدخله وتركوه وهو فيه صلى الله عليه وسلم وإليه أشار في الهمزية بقوله:
وكفته بنسجها عنكبوت
…
ما كفته الحمامة الحصداء (4)
ولفظ راويه الديلمي: "فإنها نسجت علي وعليك يا أبا بكر حتى لم يرنا المشركون" انتهى بلفظه: وفيه دليل على أن الحيوانات لها إدراك بفعل ما يحبه
(1) انظر الإصابة (3/ 65).
(2)
انظر القاموس (2/ 19).
(3)
أخرجه أبو يعلى (2079)، وابن حبان (15/ 488)(7020)، والحاكم (4/ 111)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3091).
(4)
الأبيات لشرف الدين البوصيري (ت: 696 هـ).
الله وما يبغضه وتريد فعل ذلك فإن هذه أحسنت بنسجها إلى رسول الله كما أن سام أبرص شب النار على خليل الله، وفيه أنه يكافيء بالدعاء للعجم من الحيوانات وأن لها جزاء من الله تعالى والحديث يحتمل أنه إخبار ويحتمل أنه أنشأ بلفظ الإخبار من باب مات زيد رحمه الله، إن قيل يشكل عليه حديث:"العنكبوت شيطان مسخه الله تعالى فاقتلوه"(1).
قلت: يحتمل أنه قال هذا في العنكبوت الذي نسج عليه فقط وأنه قد ينفرد بعض أفراد الجنس الخسيس بصفة الخير كما أخبر صلى الله عليه وسلم عن شيطان أنه أعانه الله فأسلم على أحد التفسيرين في أسلم، ويحتمل أنه أمر بقتل العناكب قبل إعلام الله له أنه لا نسل لما مسخه الله وأن هذه الموجودة ليس نسلها منه. (أبو سعد السمان في مسلسلاته) تقدم ضبطه والترجمة له وبيان معنى المسلسل (فر)(2) عن أبي بكر) أي كلاهما أخرجاه عنه.
3570 -
"جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس". (م) عن أبي هريرة. (صح)
(جزوا الشوارب) أي خذوا منها، وفي لفظ:"قصوا"، وفي آخر:"حفوا" قال ابن حجر: هذه الألفاظ تدل على المبالغة في الإزالة؛ لأن الجز قص يبلغ الجلد والإخفاء والاستقصاء ومن ثمة استحب أحمد وأبو حنيفة استئصاله بالحلق والمختار عند الشافعية قصه حتى يبدو طرف الشفة والأمر [2/ 379] للندب وأوجبه ابن حزم قال ابن دقيق العيد والحكمة في قصها: أمر ديني هو مخالفة شعار المجوس في إعفائه، ودنيوي: هو تحسين الهيئة والتنظيف انتهى.
(1) أخرجه أبو داود في مراسيله (500، 504)، وابن عدي في الكامل (6/ 316).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس كما في الكنز (35267، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2629) موضوع، وقال في الضعيفة (1189): منكر.
قلت: والأخروي مع النية أيضا قوله. (وأرخوا اللحى) هو بقطع الهمزة والخاء المعجمة ومعناها اتركوها وروي بالجيم قيل هو بمعنى الأول وأصله ارجئوا من الإرجاء التأخير حذفت همزته تخفيفا والمراد من اللفظين معا تركها على حالها قوله. (خالفوا المجوس) أي في هذين الفعلين فإنهم لا يفعلون ذلك وفيه أن مخالفة المجوس مرادة وقد تقدم "انزعوا الطمرين وخالفوا المجوس". (م)(1) عن أبي هريرة.
(1) أخرجه مسلم (260).