المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الخاء مع الياء المثناة التحتية - التنوير شرح الجامع الصغير - جـ ٥

[الصنعاني]

فهرس الكتاب

- ‌فصل في التاء مع الجيم

- ‌فصل في التاء مع الحاء المهملة

- ‌فصل في المثناة الفوقية مع الخاء المعجمة

- ‌فصل في المثناة مع الدال المهملة

- ‌فصل في المثناة مع الذال المعجمة

- ‌فصل في المثناة مع الراء

- ‌فصل المثناة مع الزاي

- ‌فصل في التاء مع السين المهملة

- ‌فصل التاء مع الصاد المهملة

- ‌فصل التاء مع الطاء

- ‌فصل التاء مع العين المهملة

- ‌فصل التاء مع الغين المعجمة

- ‌فصل التاء مع الفاء

- ‌فصل التاء مع القاف

- ‌فصل التاء مع الكاف

- ‌فصل التاء مع الميم

- ‌فصل التاء مع النون

- ‌فميل التاء مع الهاء

- ‌فصل التاء مع الواو

- ‌فصل في المحلى بأل من باب التاء المثناة الفوقية

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌فصل في الأحاديث المبتدأة بثلاث

- ‌فصل في المثلثة مع الميم

- ‌فصل المثلثة مع النون

- ‌فصل المثلثة مع المحلى باللام

- ‌فصل المثلثة مع الواو

- ‌فصل المثلثة مع الياء المثناة

- ‌حرف الجيمأي الأحاديث المبتدأة بالجيم

- ‌فصل الجيم مع الألف

- ‌فصل الجيم مع الباء الموحدة

- ‌فصل في الجيم مع الدال المهملة

- ‌فصل الجيم مع الراء

- ‌فصل الجيم مع الزاي

- ‌فصل الجيم مع العين المهملة

- ‌الجيم مع اللام

- ‌الجيم مع الميم

- ‌الجيم مع النون

- ‌الجيم مع الهاء

- ‌المحلى بأل من هذا الحرف

- ‌الجيم مع الهاء

- ‌الجيم مع الياء آخر الحرف

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌الحاء مع الألف

- ‌الحاء مع الموحدة

- ‌الحاء مع الموحدة

- ‌الحاء مع التاء

- ‌الحاء مع الجيم

- ‌الحاء مع الدال المهملة

- ‌الحاء مع الذال المعجمة

- ‌الحاء مع الراء

- ‌الحاء مع الزاي

- ‌الحاء مع السين

- ‌الحاء مع الصاد المهملة

- ‌الخاء مع الضاد المعجمة

- ‌الحاء مع الفاء

- ‌الحاء مع القاف

- ‌فائدة:

- ‌نكتة:

- ‌الحاء مع الكاف

- ‌الحاء مع اللام

- ‌الحاء مع الميم

- ‌الحاء مع الواو

- ‌الحاء مع الياء

- ‌المحلى باللام من حرف الحاء المهملة

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌الخاء مع الألف

- ‌الخاء مع الدل المهملة

- ‌الخاء مع الذال المعجمة

- ‌الخاء مع الراء

- ‌الخاء مع الشين المعجمة

- ‌الخاء مع الصاد المهملة

- ‌الخاء مع الطاء

- ‌الخاء مع الفاء

- ‌الخاء مع اللام

- ‌الخاء مع الميم

- ‌الخاء مع الياء المثناة التحتية

الفصل: ‌الخاء مع الياء المثناة التحتية

‌الخاء مع الياء المثناة التحتية

3956 -

" خيار المؤمنين القانع، وشرارهم الطامع". القضاعي عن أبي هريرة.

(خيار المؤمنين) خيار بزنة كتاب جمع خَيِّر ككيِّس أي كثير الخير والمراد أن المرتضى المختار عند الله تعالى: (القانع) ما أتاه وهو الذي لا يطمح لنفسه إلى ما عند غيره ولا يتأسف على فائت، أخبر عن الجمع بالمفرد لأنه أراد به الجنس. (وشرارهم) جمع شرير أي كثير الشر يقيض الخير والشر يقيض الخير. (الطامع) أفرده لما ذكر آنفا والطمع مفتاح كل شر فمن أطاعه قاده إلى كل بلية، واعلم: أن هذه الصفة الآتية في هذه الأحاديث التي هي اسم تفضيل إلى آخره الخاء مع الياء المثناة التحتية ليس المراد أن من وصف بها خير من كل من أضيف إليها فليس المراد أن القانع مثلا خير من كل أفراد الأمة من المؤمنين بل المراد في ذلك الإخبار بأنه ذو خير ومن الخيار قال الحليمي (1): إذا قلت خير الأشياء كذا لا يراد تفضيله في نفسه على جميع الأشياء لكن على أنه خيرها في حال دون حال وواحد دون آخر كما قد ينصرف واحد بالكلام فيقول: لا شيء أفضل من السكوت أي حيث لا يحتاج إلى الكلام ثم قد ينصرف بالسكوت فيقول: لا شيء أفضل من الكلام ويقال فلان أعقل الناس وأفضلهم والمراد من أعقلهم وأفضلهم، والمراد من خيار المؤمنين كذا قاله (القضاعي (2) عن أبي هريرة) ورواه عنه الديلمي أيضًا.

(1) انظر: شعب الإيمان (4/ 10).

(2)

أخرجه القضاعي في الشهاب (1274، 1275)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2863)، وقال في الضعيفة (3557): ضعيف جدا.

ص: 527

3957 -

"خيار أمتي في كل قرن خمسمائة، والأبدال أربعون، فلا الخمسمائة ينقصون، ولا أربعون، كلما مات رجل أبدل الله من الخمسمائة مكانه وأدخل في الأربعين مكانه، يعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم؛ ويتواسون فيما آتاهم الله". (حل) عن ابن عمر.

(خيار أمتي في كل قرن) تقدم تفسيره. (خمسمائة) أي الذين يختارهم الله ويرضى طرائقهم، هذا العدد من كل أمة في جميع البلاد. (والأبدال) تقدم شأنهم في الهمزة في المحلى باللام. (أربعون) أي رجلا وتقدم أن في النساء مثلهم عددا وتقدم أنهم أربعون في الشام وثلاثون في غيره وأنهم الجميع سبعون. (فلا الخمسمائة ينقصون) عن عددهم هذا وأما الزيادة فمسكوت عنها إلا من مفهوم العدد. (ولا أربعون) أي ينقصون ولما كان النقص ضروريا بالموت أبان أنه:(كلما مات رجل أبدل الله من الخمسمائة مكانه) من أفراد الناس (و) كلما مات من الأربعون. (أدخل) إليه. (في الأربعين مكانه) ويحتمل أن المراد كلما مات من الأربعين أبدل الله مكانه من الخمس المائة وأدخل ذلك البدل في الأربعين أي وأبدل في الخمس المائة من أثناء الناس ولم يذكره للعلم به من أنهم لا ينقصون وفيه أن الأبدال خيار الخيار قال [2/ 453] الشارح: قالوا: يا رسول الله دلنا على أعمالهم فقال: (يعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم؛ ويتواسون فيما آتاهم الله) فلا يستأثر أحد على أحد فهذا ظاهر أنه صفة لكل من ذكر من الخيار والأبدال، ولكنه قد حكم بأن الأبدال خيار الخيار فلابد من امتيازهم بصفة فيحتمل أن هذا وصفهم أو أنهم الأوحديون في الاتصاف به. (حل)(1) عن ابن عمر) فيه سعيد بن عبدوس عن عبد الله بن هارون الصوري

(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 8)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 302)، وانظر الموضوعات (3/ 151)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2869)، وقال في الضعيفة (935): موضوع.

ص: 528

مجهولان قال الذهبي (1): والخبر مكذوب في أخلاق الأبدال وحكم ابن الجوزي بوضعه وأقره المصنف في مختصره في الموضوعات ولم يتعقبه فالعجب إدخاله في كتابه هذا.

3958 -

"خيار أمتي الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساءوا استغفروا، وشرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به، وإنما نهمتهم ألوان الطعام والثياب ويتشدقون بالكلام". (حل) عن عروة بن رويم مرسلاً.

(خيار أمتي الذين يشهدون) أي عن صميم القلب وخلوص الاعتقاد. (أن لا إله إلا الله وأني رسول الله) هذه الشهادة لا بد منها لكل من أراد الاتصاف بأنه من أمته صلى الله عليه وسلم فالخيار هو المتصف بكل ما ذكر مع اختصاصه بأنه: (من الذين إذا أحسنوا) أي أتوا بالحسنة. (استبشروا) أي حصلت لهم البشرى بما وفقهم الله من الإتيان بما يرضاه. (وإذا أساءوا) أي أتوا بسيئة. (استغفروا) عنها بالتوبة الصحيحة فالاستغفار من السيئات من دليل الإيمان والخوف من الرحمن وقد جعل الله ذلك من صفات المتقين في قوله: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} [آل عمران: 135]. (وشرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به) بالغين والدال المعجمات مجهولا وليس هذا محل الذم وإنما هو قوله: (نهمتهم ألوان الطعام والثياب) هذا مورد الذم وذكر الأول؛ لأنه تسبب عنه الآخر وينشأ من جهته. (ويتشدقون في الكلام) أي يتوسعون فيه ويتكلمون بملإ أشداقهم. (حل)(2) عن عروة) بضم المهملة (ابن رويم) بالراء مصغر هو اللخمي الأزدي

(1) انظر: ميزان الاعتدال (4/ 217)، وأقره الحافظ في اللسان (3/ 369).

(2)

أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 120)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2866)، والضعيفة (3571).

ص: 529

له مقاطيع (مرسلاً) قال ابن حجر (1): يرسل كثيرا وهو صدوق.

3959 -

"خيار أمتي علماؤها، وخيار علمائها رحماؤها، ألا وإن الله تعالى ليغفر للعالم أربعين ذنبا قبل أن يغفر للجاهل ذنبا واحداً ألا وإن العالم الرحيم يجيء يوم القيامة وإن نوره قد أضاء، يمشي فيه ما بين المشرق والمغرب كما يضيء الكوكب الدري". (حل خط) عن أبي هريرة القضاعي عن ابن عمر.

(خيار أمتي علماؤها) لما يصدر عنهم من الخير الكثير من يسر العلم بالإفادة والإفتاء والتدريس والمراد علماء الكتاب والسنة كما مر غير مرة.

(وخيار علمائها رحماؤها) لأنهم الذين يعطفون على ذوي الجهل ويبذلون العلم ويهدون الضال. (ألا وإن الله تعالى ليغفر للعالم) يحتمل مطلق العالم أو ذي الرحمة. أربعين ذنباً) في الآخرة أو في الدنيا والأربعين مراد به التكثير لا عين العدد أو هو بحكمه. (قبل أن يغفر للجاهل ذنبًا واحداً) عناية بالعالم منه تعالى لإنفاقه ساعاته في طاعة مولاه. (ألا وإن العالم الرحيم يجيء يوم القيامة وإن نوره) الذي يعطيه الله تعالى. (قد أضاء، يمشي فيه) جملة خالية من فاعل أضاء: (ما بين المشرق والمغرب) طرق للإضاءة. (كما يضيء الكوكب الدري) يعني في السماء. (حل خط)(2) عن أبي هريرة) قال مخرجه أبو نعيم: غريب جدًا انتهى وذلك لأن فيه محمَّد بن إسحاق السلمي، قال الخطيب: إنه أحد الغرباء المجهولين وقال في الميزان: هذا خبر باطل والسلمي فيه جهالة، القضاعي عن ابن عمر قال شارحه: غريب جدا وقال غيره: خبر باطل وأقر المصنف كلام

(1) انظر: التقريب (4560).

(2)

أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 188)، والخطيب في تاريخه (1/ 238)، وانظر الميزان (6/ 64)، واللسان (5/ 68)، وأخرجه القضاعي في الشهاب (1276) عن ابن عمر، وانظر الموضوعات (1/ 220)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2868): موضوع، وقال في الضعيفة (367): باطل.

ص: 530

الأئمة في بطلانه في مختصر الموضوعات بعد نقله له.

3965 -

"خيار أمتي الذين إذا رؤوا ذكر الله؛ وشرار أمتي المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون البرآء العنت". (حم) عبد الرحمن بن غنم (طب) عن عبادة بن الصامت.

(خيار أمتي الذين إذا رؤوا ذكر الله) تقدم أنه يحتمل إما بتذكيرهم للعباد أو بما يعلوهم من حسن الهيئة والسمت الدال على معرفتهم لله. (وشرار أمتي المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة) بما ينقلونه ويفتعلونه. (الباغون البرآء العنت) هما منصوبان على المفعولية لاسم الفاعل وتقدم أن هؤلاء من الثمانية الذين هم أبغض الخليقة إلى الله تعالى وأنه يعذرهم، (والعنت) بفتحتين المشقة والفساد والهلاك والإثم والغلظ والخطأ والزنا كل ذلك قد جاء، والحديث يحتملها كلها أي الذين يبغونهم ما شق عليهم مما هم براء منه، وتقدم بلفظ الباغون البراء الدحضة. (حم) (1) عن عبد الرحمن بن غنم) بفتح الغين المعجمة وسكون النون قال الهيثمي: فيه شهر بن حوشب [2/ 454] وثق وضعف وبقية رجاله رجال الصحيح، (طب) عن عبادة بن الصامت) قال الهيثمي: فيه يزيد بن ربيعة وهو: متروك.

3961 -

"خيار أمتي أَحِدَّاؤهُمُ، الذين إذا غضبوا رجعوا ". (طس) عن علي.

(خيار أمتي أَحِدَّاؤهُمُ) جمع حديد كشديد وأشداء أي الناشط السريع إلى فعل الخير مأخوذ من حد السيف وتقدم في: "تعتري الحدة" ويروى بالجيم من الجد ضد الهزل لكنه لا يلائمه. (الذين إذا غضبوا رجعوا) والمراد الحدة الناشئة عن قوة الإيمان لا عن الكبر والهوى وسرعة رجوعهم من شكيمة

(1) أخرجه أحمد (4/ 227) عن عبد الرحمن بن غنم، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 93)، ولم أقف عليه من الكبير، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2865).

ص: 531

الإيمان فهو حدة تنشأ عن قوة إيمانه وغيرته كما كانت حدة موسى عليه السلام، قال الفاكهي: يشتبه على كثير من الناس الحدة بسوء الخلق والفارق المميز ما ختم به هذا الحديث وهو قوله: "الذين إذا غضبوا رجعوا" فالرجوع والصفاء هو الفارق، وصاحب الخلق السيء يحقد وصاحبها لا يحقد فالغالب أن صاحبها لا يغضب إلا لله سبحانه. (طس) (1) عن علي) عليه السلام قال الهيثمي: فيه يغنم بن سالم بن قنبر وهو كذاب انتهى، وقال الذهبي في الضعفاء (2): قال ابن حبان: كان يضع الحديث.

3962 -

"خيار أمتي أولها، وآخرها نهج أعوج ليسوا مني، ولست منهم". (طب) عن عبد الله بن السعدي.

(خيار أمتي أولها) لأنهم أهل عصره المقتبسون من أنواره ومن يتصل بهم. (وآخرهما نهج أعوج) النهج الطريق والأعوج الذي لا استقامة له والمراد ذو نهج أعوج بمعنى أن طريق دينهم غير مستقيمة بل معوجة وفي رواية بالثاء المثلثة بدل الهاء أي نثج والنثج الوسط وما بين الكاهل إلى الظهر أي ليسوا من خيارهم ولا من أرذالهم بل من وسطهم كذا ذكره الديلمي. (ليسوا مني، ولست منهم) قال الزمخشري: معنى قولهم هو مني أي هو بعضي والغرض الدلالة على شدة الاتصال وتمازج الأهواء واتحاد المذاهب ومنه: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} [إبراهيم: 36]، وقوله: ليسوا مني إلى آخره نفي لهذه البعضية من الجانبين. (طب)(3) عن عبد الله بن السعدي) بفتح أوله وسكون المهملة الثانية قرشي

(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5793)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 26)، وانظر الميزان (4/ 162)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2864): موضوع، وقال في الضعيفة (29): باطل.

(2)

انظر المغني (2/ 760)، والمجروحين (3/ 145).

(3)

أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (2/ 75)، ولم أقف عليه من الكبير، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 17)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2867).

ص: 532

عامري صحابي قال الهيثمي: فيه يزيد بن ربيعة وهو متروك.

3963 -

"خيار أمتي من دعا إلى الله تعالى، وحبب عباده إليه". ابن النجار عن أبي هريرة.

(خيار أمتي من دعا إلى الله تعالى) أي دعا عباده إلى طاعته وتقواه. (وحبب عباده إليه) أي هداهم وأرشدهم فصاروا محبوبين إلى بارئهم تعالى. (ابن النجار (1) عن أبي هريرة).

3964 -

"خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم". (م) عن عوف بن مالك (صح).

(خيار أئمتكم) أي أمراؤكم. (الذين تحبونهم) لحسن سيرتهم وعدلهم وخلقهم وخصالهم الشريفة. (ويحبونكم) لحسن طاعتكم لله ولهم. (وتصلون عليهم) أي تدعون لهم. (ويصلون عليكم) أي يدعون لكم فالصلاة هنا بمعناها اللغوي. (وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم) بجورهم عليكم وتعديهم وعدم تقيدهم لأوامر الله تعالى. (ويبغضونكم) لسوء طاعتكم وعدم امتثالكم لهم. (وتلعنونهم) لذلك (ويلعنونكم) وليس فيه دليل على جواز لعن أئمة الجور فإنه إنما ساقه إخبارا بما يكون ولا دليل على إباحة ذلك، قال الماوردي: الإِمام إذا كان خيرا أحبهم وأحبوه وإن كان شرا أبغضهم وأبغضوه وأصل ذلك أن خشية الله تبعث على طاعته في خلقه وطاعته فيهم تبعث على محبته ولذلك كانت محبته دليلاً على خيره وبغضهم له دليلا على شره وقلة مراقبته انتهى، وتمام الحديث في مسلم قالوا يا رسول الله: أفننابذهم؟ قال: "لا ما أقاموا فيكم

(1) عزاه في كنز العمال (28779) لابن النجار، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2870).

ص: 533

الصلاة إلا من ولي عليه وال يأتي شيئا من معصية الله فلا ينزعن يده عن طاعة. (م)(1) عن عوف بن مالك ولم يخرجه البخاري عن عوف.

3965 -

"خيار ولد آدم خمسة: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد، وخيرهم محمَّد". ابن عساكر عن أبي هريرة.

(خيار ولد آدم خمسة: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد) هؤلاء هم الخمسة أولوا العزم يجمعهم قوله:

ألوا العزم نوح والخليل كلاهما

وموسى وعيسى والنبي محمَّد

وذكرهم تعالى في سورة الأحزاب وفي الشورى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى} [الأحزاب: 7] وقوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ} الآية [الشورى: 13]. (وخيرهم محمَّد) أي خيار الخيار منهم خاتمهم وخيارهم من بعده إبراهيم قيل إجماعا وفي الصحيح: "خير البرية إبراهيم" وخص منها محمدا بنداء وغيره قال المصنف في النقاية: لم أقف على نقل أيهم أفضل [2/ 455] وينقدح تفضيل موسى لاختصاصه بالكلام فعيسى فنوح انتهى وتعقب أن الفخر الرازي نظر الإجماع على تقديم موسى وعيسى على نوح فإنه قال في أسرار التنزيل: لا نزاع في أن أفضل الأنبياء هؤلاء الأربعة محمَّد وإبراهيم وموسى وعيسى هذا لفظه. (ابن عساكر (2) عن أبي هريرة) ورواه عنه البزار بلفظه قال الهيثمي بعد ما عزاه له ورجاله رجال الصحيح.

3966 -

"خيار من تعلم القرآن وعلمه". (هـ) عن سعد.

(خياركم من تعلم القرآن وعلمه) قال في شرح المشكاة: لابد من تقييد

(1) أخرجه مسلم (1855).

(2)

أخرجه البزار (2863) كما في كشف الأستار، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 255)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2876).

ص: 534

التعلم والتعليم بالإخلاص، قلت: وهو معلوم في كل عمل يوعد عليه أجر. (هـ)(1) عن سعد) قال الهيثمي: فيه راو ضعيف.

3967 -

"خياركم من قرأ القرآن وأقرأه". ابن الضريس، وابن مردويه عن ابن مسعود.

(خياركم من قرأ القرآن وأقرأه) يصدق ولو على بعض سوره وأبانه ويشمل التعليم بالأجرة وفيه خلاف أسلفناه في الجزء الأول (ابن الضريس، وابن مردويه (2) عن ابن مسعود).

3968 -

"خياركم أحاسنكم أخلاقاً". (حم ق ت) عن ابن عمرو (صح).

(خياركم أحاسنكم أخلاقاً) جمع أحسن أفعل تفضيل جمعه؛ لأنه مع إضافته يجوز فيه الأمران الإفراد والمطابقة لمن هو له وتقدم ضبط حسن الخلق مراراً وفيه تعريفات كثيرة، قال يوسف بن أسباط: علامة حسن الخلق عشرة أشياء، قلة الخلاف، وحسن الإنصاف وترك تطلب العثرات وتحسين ما يبدو من السيئات والتماس المعذرة واحتمال الأذى والرجوع بالملامة على نفسه والتفرد بمعرفة عيوب نفسه دون عيوب غيره وطلاقة الوجه ولين الكلام. (حم ق ت)(3) عن ابن عمرو) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بخياركم

فذكره.

3669 -

"خياركم أحاسنكم أخلاقا، والموطؤون أكنافاً، وشراركم الثرثارون المتفيهقون المتشدقون". (هب) عن ابن عباس.

(1) أخرجه ابن ماجه (213)، وصححه الألباني ف صحيح الجامع (3268)، والصحيحة (1173).

(2)

أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (رقم 134)، والطبراني في الأوسط (3062)، والخطيب في تاريخه (2/ 96)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2875).

(3)

أخرجه أحمد (2/ 161، 193)، والبخاري (6035)، ومسلم (2321)، والترمذي (1975).

ص: 535

(خياركم أحاسنكم أخلاقا، والموطؤون أكنافاً) اسم المفعول للتوطئة وهي التمهيد والتدليل وفراش وطيء لا يؤدي جنب النائم والأكناف الجوانب أراد الذين جوانبهم وطيئة يتمكن فيها من يصاحبهم ولا يتأذى وهو من أحسن البلاغة. (وشراركم الثرثارون) بالمثلثة فراء فمثلثة هم الذين يكثرون الكلام تكلفًا وتشدقًا والثرثرة كثرة الكلام وترديده. (المتفيهقون) الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم. (المتشدقون) الذين يتكلفون بأشداقهم ويتقعرون في مخاطباتهم ويتوسعون في الكلام من غير احتياط واحتراز وقيل المستهترين بالناس يلوي شدقه بهم وعليهم. (هب)(1) عن ابن عباس).

3970 -

"خياركم الذين إذا رؤوا ذكر الله بهم، وشراركم المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، والباغون البرآء العنت". (هب) عن ابن عمر.

(خياركم الذين إذا رؤوا ذكر الله بهم، وشراركم المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، والباغون البرآء العنت) تقدم بلفظه في العاشر حديث وزاد ابن الشيخ في روايته: "يحشرهم الله في وجوه الكلاب" انتهى، أوحى الله إلى موسى عليه السلام أن في بلدك ساعيا ولست أمطرك وهو في أرضك، قال: يا ربِّ دلني عليه أخرجه، قال: يا موسى أكره النميمة وأنم. (هب)(2) عن ابن عمر) فيه ابن لهيعة وابن عجلان وفيهما كلام كثير.

3971 -

"خياركم في الجاهلية خياركم في الإِسلام إذا فقهوا". (خ) عن أبي هريرة (صح).

(خياركم في الجاهلية خياركم في الإِسلام إذا فقهوا) بضم القاف على

(1) أخرجه البيهقي في الشعب (7988)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3260).

(2)

أخرجه البيهقي في الشعب (6708)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2871).

ص: 536

المشهور ويحكى كسرها، قال الطيبي: فإن قيل فما فائدة التقييد بقوله: "إذا فقهوا" لأن كلَّ من أسلم وكان شريفاً في الجاهلية خير ممن ليس له شرف، فيها سواء فقه أم لا، قلنا: ليس كذلك فإن الإيمان يرفع التفاوت المعتبر في الجاهلية فإذا تحلى الرجل بالعلم والحكمة واستجلب النسب الأصلي فيجتمع شرف النسب مع شرف الحسب وفهم منه أن المسلم الوضيع المتحلي بالعلم أرفع منزلة من المسلم الشريف العاطل فمعناه أن من اجتمع له خصال شرف من الجاهلية من شرف الآباء ومكارم الأخلاق وصنائع المعروف مع شرف الإِسلام والفقه منه فهو الأحق بهذا الاسم، ذكره القرطبي. (خ) (1) عن أبي هريرة) قال: قيل يا رسول الله من أكرم الناس؟ قال: "أتقاهم" قالوا ليس عن هذا نسألك قال [2/ 456] قال: "فيوسف نبي الله ابن نبي الله" قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال:"فمن معادن الناس" ثم ذكره.

3972 -

"خياركم ألينكم مناكب في الصلاة". (د هق) عن ابن عباس.

(خياركم ألينكم مناكب في الصلاة) جمع ليّن كبيّن أي ألزمكم للسكينة والوقار والخضوع والخشوع، وقيل: أراد من لا يمتنع لضيق المكان على مريد الدخول في الصف قال ابن الهمام: وبهذا يعلم جهل من يستمسك عند دخول داخل بجنبه في الصف ويظن أن فسحه له ربما تسبب عنه أنه يتحرك لأجله بل ذاك إعانة على إدراك الفضيلة وسد الفرجات في الصف، قال البيهقي: معنى خياركم: يريد أن فاعل ذلك من خيار المؤمنين لا أنه خيارهم إذ قد لا يوجد لين المنكب فيمن غيره أفضل نفسًا ودينًا وإنما هو كلام عربي يطلق على الحال

(1) أخرجه البخاري (3175، 3194، 3203، 4412)، ومسلم (2378).

ص: 537

والوقت وعلى إطلاق الشيء المفضَّل عليه بالأعمال الفاضلة. (د هب)(1) عن ابن عباس) سكت عليه أبو داود ورده عبد الحق بأن فيه عمارة بن ثوبان ليس بالقوي، وقال ابن القطان (2): فيه مجهولان.

3973 -

"خياركم أحسنكم قضاء للدين". (ت ن) عن أبي هريرة.

(خياركم أحاسنكم) وفي رواية بالإفراد والإقران جائزان قال الكرماني: خياركم يحتمل أنه مفرد وأنه جمع فإن قلت: كيف يخبر عن المفرد بالجمع؟ قلت: اسم التفضيل المقصود به الزيادة على من أضيف إليه يجوز فيه الإفراد والمطابقة لمن هو له. (قضاء) أي للدين بالإيفاء وعدم المماطلة والزيادة على ما في ذمته فإنه قاله صلى الله عليه وسلم حين استقرض ورد خيراً مما أخذ وذلك من مكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم وذلك من القرض لجر منفعة فإنه إنما هو المشروط في أصل القرض من زيادة في كم أو وصف فإنه المحرم. (ت ن)(3) عن أبي هريرة) قال: استقرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد خيراً منه ثم ذكره، والحديث أخرجه الشيخان وإليهما نسبه المصنف في الدرر (4) وقال العراقي: متفق عليه.

3974 -

"خياركم خيركم لأهله". (طب) عن أبي كبشة.

(خياركم خياركم لأهله) أي لزوجاته وأرحامه ومن يصدق عليه الاسم أنه أهله أي من خياركم كما أسلفناه أول هذا الحرف. (طب)(5) عن أبي كبشة) هو

(1) أخرجه أبو داود (672)، والبيهقي في الشعب (4220)، وفي السنن (3/ 101)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3264)، وصححه في الصحيحة (2533).

(2)

انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 21).

(3)

أخرجه البخاري (2182، 2260، 2263، 2465)، ومسلم (1160)، والترمذي (1317)، والنسائي (4/ 40).

(4)

الدرر المنتثرة (ص: 222).

(5)

أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 341)(854)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3266).

ص: 538

الأنماري بفتح الهمزة الصحابي سعيد بن عمرو أو عمرو بن سعيد.

3975 -

"خياركم خياركم لنسائهم". (هـ) عن ابن عمرو.

(خياركم خياركم لنسائهم) المعنى الأول إلا إنه أخص منه وفي رواية لابن خزيمة وابن عساكر: لنسائي فأوصى ابن عوف لهم بحديقة وأربعة آلاف. (هـ)(1) عن ابن عمرو) ورواه عنه أيضاً الديلمي.

3976 -

"خياركم أطولكم أعمارا، وأحسنكم أعمالاً". (ك) عن جابر.

(خياركم أطولكم أعماراً، وأحسنكم أعمالاً) لأنه كلما طال عمر من حسن عمله زادت منه الأفعال الصالحة وتابع في المتاجر الرابحة وحث نفسه في كسب الخيرات وبذل نفسه ونفيسه في ادخار الحسنات. (ك)(2) عن جابر) قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بخياركم" قالوا: بلى فذكره.

3977 -

"خياركم أطولكم أعماراً، وأحسنكم أخلاقاً". (حم) والبزار عن أبي هريرة.

(خياركم أطولكم أعماراً، وأحسنكم أخلاقاً) هذا تنصيص على بعض الأعمال الصالحة الداخلة تحت عموم الأعمال في الأول أفردها بشرف حسن الخلق، قالوا: طريق تحصيل الأخلاق الحميدة كثيرة الذكر وصحبة المرشد الكامل. (حم) والبزار (3) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: فيه ابن إسحاق مدلس.

3878 -

"خياركم الذين إذا سافروا قصروا الصلاة وأفطروا". الشافعي، والبيهقي في المعرفة عن ابن المسيب مرسلاً.

(1) أخرجه ابن ماجه (1978)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (35/ 282)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3265)، والصحيحة (1835).

(2)

أخرجه الحاكم (1/ 489)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3263)، والصحيحة (1298).

(3)

أخرجه أحمد (2/ 403)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 22)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3262).

ص: 539

(خياركم الذين إذا سافروا قصروا الصلاة وأفطروا) وفيه دليل على أنه لا يجب القصر ولا الإفطار على المسافر بل إنهما الأفضل. (الشافعي، والبيهقي (1) في المعرفة عن ابن المسيب مرسلا) ووصله أبو حاتم في العلل عن جابر يرفعه بلفظ: "خياركم من قصر الصلاة في السفر وأفطر".

3879 -

"خياركم من ذكركم بالله رؤيته، وزاد في علمكم منطقه، ورغبكم في الآخرة عمله". الحكيم عن ابن عمرو.

(خياركم من ذكركم بالله رؤيته) وذلك رؤية من علاه من الله سمات ظاهرة لاح منها نور الجلالة وهيئة الكبرياء وأنس الوقار فإذا نظر الناظر إليه ذكر الله تعالى لما يراه من آثار الملكوت عليه فهذه صفة الأولياء فالقلب معدن هذه الأشياء ومستقر النور ومشرب الوجه من ماء القلب فإذا كان على القلب نور معارف الله تعالى والإيمان ووعده ووعيده تأدى ذلك النور إلى الوجه فإذا رآه الرائي وقع عليه ذكر الله تعالى. (وزاد في علمكم منطقه) أي علمه بالله وصفاته وكبريائه وجلاله وذلك بما يعرفكم به من آلائه ويذكركم به من نعمائه ويدعوكم إليه من معرفة وجوه حكمته. (ورغبكم في الآخرة عمله") أي لما [2/ 457] يرونه من اجتهاده في طاعاته وحسن إتيانه بها على الوجه الشرعي المطابق للهدي النبوي فهذه الثلاث الصفات صفات من قد جمع بين العلم والعمل وأشرق على وجهه وجوارحه آثار ذلك فإن رأيته ذكرك بربك وإن نطق زادك علماً لحق خالقك وإن عمل رغبك في العمل لآخرتك التي إليها معادك.

(1) أخرجه الشافعي في مسنده (1/ 25)، وعبد الرزاق (4480)، وأخرجه الطبراني في الأوسط (6558)، والبيهقي في معرفة السنن والآثار (رقم 1647)، وانظر علل ابن أبي حاتم (1/ 255)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2872).

ص: 540

الحكيم (1) عن ابن عمرو) قال: قيل يا رسول الله من نجالس؟ فذكره، ورواه العسكري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

3980 -

"خياركم كل مُفَتَّنٍ تواب". (هب) عن علي.

(خياركم كل مُفَتَّنٍ تواب) بضم الميم وتشديد المثناة الفوقية من الفتنة أي ممتحن يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب فيتوب الله عليه ثم يعود ثم يتوب فلذا جاء بصيغة المبالغة في تواب والتكثير في مفتن قال في المفهم: معناه الذي تكرر منه الذنب والتوبة وكلما وقع في الذنب عاد إلى التوبة لا من قال (استغفر الله) بلسانه وقلبه مصر على تلك المعصية فهذا الذي استغفاره يحوج إلى استغفار وقال الغزالي (2): الشر معجون بطينة الآدمي قل ما يخلو عنه وإنما غاية سعيه أن يغلب خيره شره، ومن مكائد الشيطان للمذنبين أنه يوسوس إليهم أنها لا تنبغي التوبة حتى يعلم أنه لا يعود إلى الذنب، هذا من مكائده التي يوقع فيها العصاة حتى لا تزال ذنوبهم تتعدد وقلوبهم بالمعاصي تسوَّد وليس إنسان إلا في المسارعة إلى التوبة من كل ذنب فإنه لعله سبق له أجر يومه إلى الوفاة على السلامة. (هب)(3) عن علي) عليه السلام، قال العراقي سنده ضعيف انتهى.

3981 -

"خير الإدام اللحم، وهو سيد الإدام". (هب) عن أنس.

(خير الإدام) هو ما يتأدم به أي يصلح به جامدا كان أو مائعا جمعه أُدم مثل كتاب وكتب. (اللحم) من حيث هو، وهو في نفسه متفاضل حسبما يعرف من

(1) أخرجه الحكيم في نوادره (2/ 39) عن عبد الله بن عمرو، وعبد بن حميد (631)، وابن عدي في الكامل (6/ 324) عن ابن عباس، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2874)، والضعيفة (2830).

(2)

إحياء علوم الدين (4/ 3).

(3)

أخرجه البيهقي في الشعب (7120)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2873)، والضعيفة (2241).

ص: 541

الكتب الطيبة. (وهو سيّد الإدام) أي شريفه وتقدمه على غيره في الخاصة والإخبار عنه بأنه خير الإدام مراد به في النفع وبأنه سيده فيه وفي محبوبتيه إلى الناس في نفسه حتى إن نسبته إلى سائر الأدم نسبة السيد إلى قومه.

(هب)(1) عن أنس) فيه هشام بن سليمان ضعفه جمع عن يزيد الرقاشي وسبق أنه متروك.

3982 -

"خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره". (حم ت ك) عن ابن عمرو.

(خير الأصحاب عند الله) أي في حكمه وقضائه. (خيرهم لصاحبه) في الوفاء نحو صحبته وأخوته. (وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره) بمعنى أنه لا يفضل من الرجلين عنده إلا من كان لصاحبه ولجاره خيراً من غيره وإن كان الآخر قد يفضل لأمر لآخر وفيه حث على الوفاء نحو الصاحب والجار وفيه أن شر الأصحاب عنده تعالى شرهم لصاحبه ومثله في الجار. (حم ت ك)(2) عن ابن عمرو) قال الترمذي: حسن غريب، وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي.

3983 -

"خير الأصحاب صاحب إذا ذكرت الله أعانك، وإذا نسيت ذكرك". ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن الحسن مرسلاً.

(خير الأصحاب صاحب إذا ذكرت الله أعانك) على ذكره. (وإذا نسيت) ذكره تعالى. (ذكرك) هذا كالبيان الأول بالمراد بالخيرية عنده تعالى. (ابن أبي

(1) أخرجه البيهقي في الشعب (5904)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2879) ضعيف جدًا.

(2)

أخرجه أحمد (2/ 167)، والترمذي (1944)، والحاكم (1/ 610، 2/ 111)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3270)، والصحيحة (103).

ص: 542

الدنيا (1) في كتاب الإخوان عن الحسن مرسلاً) أي أفضلها عنده تعالى وأكثرها إفادة.

3984 -

"خير الأضحية الكبش الأقرن، وخير الكفن الحلة". (ت هـ) عن أبي أمامة (د هـ ك) عن عبادة بن الصامت.

(خير الأضحية الكبش الأقرن) أي ماله قرنان حسنان معتدلان، وذهب مالك بهذا إلى أن التضحية بالغنم أفضل من غيرها. (وخير الكفن الحلة) قال ابن العربي: يعني بالحلة الثوبين كما ورد في الصحيح في المحرم الذي رفصته ناقته كفنوه في ثوبين وهو أقله وأكثره ثلاثة وهو أجله أي أدنى الكمال. (ت هـ) عن أبي أمامة (د هـ ك)(2) عن عبادة) قال الترمذي: غريب وفيه عفير مضعف في الحديث وقال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذهبي في التلخيص لكنه قال في المهذب (3): فيه أبو حاتم بن أبي نصر مجهول.

3985 -

"خير الأعمال الصلاة في أول وقتها". (ك) عن ابن عمر.

(خير الأعمال الصلاة في أول وقتها) تقدم الكلام فيه في "أفضل" باستيفاء في الجزء الأول. (ك)(4) عن ابن عمر) قال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن فيه يعقوب بن الوليد الأزدي المدني كذاب انتهى.

3986 -

"خير البقاع المساجد، وشر البقاع الأسواق". (طب ك) عن ابن عمر.

(1) أخرجه البيهقي في الشعب (1754)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 359)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2880).

(2)

أخرجه الترمذي (1517)، وابن ماجه (3130) عن أبي أمامة، وأبو داود (3156)، وابن ماجه (1473)، والحاكم (4/ 254)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2881).

(3)

انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 5947).

(4)

أخرجه الحاكم (1/ 301)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2882).

ص: 543

(خير البقاع المساجد) لأنها محل العبادة والتلاوة ونزول الملائكة بالرحمة. (وشر البقاع الأسواق) لأنها محل الرياء والأيمان الفاجرة والآثام فالخيرية والشرية للبقاع باعتبار ما يقع فيها [2/ 458] من الأفعال. (طب ك)(1) عن ابن عمر) فيه قصة عند الطبراني في الأوسط عن أنس مرفوعاً بلفظ قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل: "أي البقاع خير؟ قال: لا أدري، قال: فسل ربك عز وجل، فبكى جبريل فقال: أولنا أن نسأل إلا إذا يشاء ثم عرج إلى السماء ثم أتى فقال: خير البقاع بيوت الله قال: فأي البقاع شر، فعرج إلى السماء ثم أتى فقال: شر البقاع الأسواق"، والحديث له شواهد يقوى بها فلا يضره تفرد عيينة بن واقد في أحد الطريقين.

3987 -

"خير التابعين أويس". (ك) عن علي.

(خير التابعين أويس) هو القرني الذي تقدم ذكره قريبًا في "خليل" ويقال إنه اجتمع بعمر بن الخطاب، وقال ابن الجوزي قصة اجتماعه بعمر باطلة، قال المصنف: وعندي في وضعها وقفة. (ك)(2) عن علي) عليه السلام وعزاه الديلمي لمسلم بأزيد من هذا ولفظه "خير التابعين رجل من قرن يقال له أويس القرني وله والدة وكان بيده بياض فدعا الله فأذهبه الله عنه إلا موضع درهم من سرته انتهى (3)، أخرج مسلم عن أُسَيْر بن عمرو، ويقال: ابن جابر وهو -بضم الهمزة وفتح السين المهملة-، قال كان عمر بن الخطاب إذا أتاه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر: حتى أتى على أويسٍ فقال له: أنت أويس

(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7140)، والحاكم (1/ 167، 2/ 9)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3271).

(2)

أخرجه مسلم (2542)، والحاكم (3/ 455، 456).

(3)

من هنا إلى نهاية الحديث، مضاف في الهامش.

ص: 544

بن عامر؟ قال نعم، قال من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم، قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم "يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد، ثم من قَرَن كان به برص، وبرئ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بار لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل"، فاستغفر لي فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إليَّ، فلما كان العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس فقال: تركته: رثَّ البيت قليل المتاع، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد من أهل اليمن من مراد، ثم من قرن كان به برص فبرأ منها، إلا موضع درهم، له والدة هو بها بَرٌّ لو أقسم على الله لأبره، إن استطعت أن يستغفر لك فافعل"، فأتى أويس وقال استغفر لي فقال: أنت أحدث عهدًا بسفر صالح فاستغفر لي، قال: لقيتَ عمر؟ قال: نعم فاستغفر له. قال ففطن له الناس فانطلق على وجهه" انتهى. من رياض الصالحين ولقصته روايات (1).

3988 -

"خير الخيل الأدهم، والأقرح، الأرثم، والمحجل ثلاثاً مطلق اليمين؛ فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية". (حم ت هـ ك) عن أبي قتادة.

(خير الخيل الأدهم) أي الأسود والدهمة السواد. (والأقرح) بقاف وحاء مهملة هو الذي في وجهه قرحة بالضم دون الغرة وأما القادح: فهو الذي دخل في السنة الخامسة. (الأرْثَم) بفتح الهمزة فراء فمثلثة من الرثمة بفتح فسكون

(1) انظر: رياض الصالحين (ص: 239) طبعة الفحل.

ص: 545

بياض في جحفلة الفرس العليا أي شفته وفي النهاية (1) هو الذي أنفه أبيض وشفته العليا. (والمحجّل ثلاثاً) من قوائمه. (مطلق اليمين) أي عن التحجيل. (فإن لم يكن أدهم فكميت) بضم الكاف أي لونه بين سواد وحمرة، قال سيبويه سألت الخليل عنه فقال الأشقر فإنه بين سواد وحمرة كأنه لم يخلص إلى واحد منهما فأراد بالتصغير أنه منهما قريب والفرق بينه وبين الأشقر بالعرف والذنب فإن كان أحمر فأشقر أو أسود فكميت. (على هذه الشية) بكسر الشين المعجمة وفتح التحتية على اللون والصفة وهو متعلق بمقدر أى خير الخيل على هذه من الدهمة أو الكميتية تكرير لما في صدره إفادة لتأكيد الخيربة والمراد تخير الخيل أي للجهاد والبركة والارتباط. (حم ت هـ ك) (2) عن أبي قتادة) قال الترمذي: صحيح غريب قال الحاكم صحيح على شرطهما وأقره الذهبي.

3989 -

"خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير". (ت) عن ابن عمرو.

(خير الدعاء يوم عرفة) أي أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وقد بينه في آخره بأنه لا إله إلا الله إلى آخره كأنه قال: خير الدعاء لا إله إلا الله إلى آخره إلا إنه جاء بهذا على هذا النحو من الإخبار ليفيد أن ليوم عرفة اختصاصا بهذا الدعاء بعينه وتسمى الكلمة الشريفة دعاء مع أنها ثناء لأنها تشارك الدعاء في جلب الإقامة وحصول المراد. (وخير ما قلت) قال الطيبي: أي دعوت فهو بيان له. (أنا

(1) انظر النهاية (2/ 196).

(2)

أخرجه أحمد (5/ 300)، والترمذي (1696)، وابن ماجه (2789)، والحاكم (2/ 101)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3273).

ص: 546

والنبيون من قبلي) أراد ما يشمل الرسل. (لا إله إلا الله وحده) تأكيد لتوحيد الذات والصفات. (لا شريك له) تأكيد لتوحيد الأفعال. (له الملك) قال السهيلي: هنا أخذ في إثبات ماله بعد نفي مالاً يجوز عليه. (وله الحمد) قدم الملك لأنه ملك فحمد في مملكته وختمه بقوله: (وهو على كل شيء قدير) ليتم معنى الحمد أولا يحمد المنعم حقيقة حتى يعلم أنه لو شاء لم ينعم فإذا كان جائزا منه الأمران استحق الحمد على الكمال قال الشلوبين: في حديث "أفضل ما قلت أنا والنبيون

إلى آخره" هذا مما فيه الخبر نفس المبتدأ في المعنى فلم تحتج الجملة إلى ضمير، وقال ابن مالك في شرح التسهيل من الإخبار عن مفرد بجملة الحديث معنى قوله صلى الله عليه وسلم أفضل ما قلت إلى آخره. (ت) (1) عن ابن عمرو) وقال: غريب فيه حماد بن حميد ليس بالقوي عندهم انتهى. قال ابن العربي: ليس في دعاء عرفة حديث يعول عليه إلا هذا وما ذكروه من المغفرة فيه والفضل لأهله أحاديث لا تساوي سماعها.

3990 -

"خير الدعاء الاستغفار". (ك) في تاريخه عن علي.

(خير الدعاء الاستغفار) طلب المغفرة وهي خير ما يلقاه العبد قيل لبعض العارفين أيما أفضل الاستغفار أو التسبيح فقال: الثوب الوسخ أحوج إلى الصابون منه إلى البخور. (ك)(2) في تاريخه عن علي رضي الله عنه.

3991 -

"خير الدواء القرآن". (هـ) عن علي.

(خير الدواء القرآن) تقدم أن فيه شفاء للناس وبيان ذلك وشرطه فإنه دواء القلوب والأبدان والأرواح وظاهره أن كله شفاء وقد أفردت آيات بالتأليف في

(1) أخرجه الترمذي (3585)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3274)، والصحيحة (1503).

(2)

أخرجه الديلمي في الفردوس (2897)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2883).

ص: 547

بيان ذلك وممن اعتنى بإفراد ذلك الغزالي والبوني. (هـ)(1) عن علي) رضي الله عنه ورواه عنه الديلمي وضعفه الترمذي.

3992 -

"خير الدواء الحجامة والفصادة". أبو نعيم في الطب عن علي.

(خير الدواء الحجامة والفصاد) أي خير الدواء لمن داءه من الدم. (أبو نعيم (2) في الطب عن علي) رضي الله عنه.

3993 -

"خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي"(حم حب هب) عن سعد.

(خير الذكر الخفي) أي ما لا يعرفه الناس من ذاكره لتخفيه عنهم لأنه أبعد عن الرياء وهو مخصوص بما شرع الجهر به كالآذان والقراءة في جهر باب الصلاة ونحوه (وخير الرزق ما يكفي) أي ما يقنع به ابن آدم ويقوم بحاجته على الوجه المطلوب شرعًا وإلا فإنه لا يملأ عين ابن آدم إلا التراب ويأتي تفسير الكافي من الرزق أنه ما كان يوما بيوم. (حم حب هب)(3) عن سعد) فيه محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي لبانة قال ابن معين: ليس بشيء وقال الدارقطني: ضعيف قاله الذهبي في المغني (4)، وقال الهيثمي: إنه وثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح.

(1) أخرجه ابن ماجه (3501، 3533)، والديلمي في الفردوس (2890)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2885).

(2)

أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 183)، وانظر فيض القدير (3/ 471)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2884).

(3)

أخرجه أحمد (1/ 172، 180، 186)، وابن حبان (3/ 91)(809)، والبيهقي في الشعب (552)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 81)، وانظر: تهذيب التهذيب (9/ 268)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2887).

(4)

انظر: المغني (2/ 604).

ص: 548

3994 -

"خير الرجال رجال الأنصار، وخير الطعام الثريد". (فر) عن جابر.

(خير الرجال رجال الأنصار) لأنهم نصروا الدين وآووا المهاجرين وآثروا بأنفسهم وأموالهم في نصرة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وآله الأكرمين. (وخير الطعام الثريد) لسهولة أكله وكثرة منافعه كما سلف. (فر)(1) وإن جابر) ورواه عنه الديلمي أيضاً.

3995 -

"خير الرزق الكفاف"(حم) عن الزهد عن زياد بن جبير مرسلاً.

(خير الرزق الكفاف) هو ما كف عن الناس أي أغنى عنهم أو هو ما يكف الإنسان عن الحاجة وعن السؤال. (حم)(2) في الزهد عن زياد بن جبير) بضم الجيم وفتح الموحدة تابعي بصري قال في الكاشف (3) ثقة وفي التقريب يرسل كثيرا (مرسلاً).

3996 -

"خير الرزق ما كان يومًا بيوم كفافاً". (عد فر) عن أنس.

(خير الرزق ما كان يوما بيوم كفافاً) أي بقدر كفاية العبد فلا يعوزه ما يضره ولا يفضل عنه ما يطغيه ويلهيه لأن ذلك هو الاقتصاد المحمود. (عد فر)(4) عن أنس) فيه مبارك بن فضالة أورده الذهبي في الضعفاء (5) وقال: ضعفه أحمد والنسائي.

3997 -

"خير الزاد التقوى، وخير ما ألقى في القلب اليقين". أبو الشيخ في الثواب عن ابن عباس.

(1) عزاه صاحب الكنز إلى الديلمي (33719)، وانظر فيض القدير (3/ 472)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2888)، والضعيفة (3564).

(2)

أخرجه أحمد في الزهد (1/ 235)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3275)، وصححه في الصحيحة (1834).

(3)

انظر الكاشف (1/ 409)، والتقريب (1/ 218).

(4)

أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 247)، والديلمي في الفردوس (2907)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2889)، والضعيفة (1521): موضوع.

(5)

انظر المغني (2/ 540).

ص: 549

(خير الزاد التقوى) هذا لفظ قرآني والمراد خير الزاد للآخرة وللدنيا التقوى أي خير ما يعده الإنسان زاد التقوى فإن بها النجاة وقطع مسافات الدارين الدنيا والآخرة. (وخير ما ألقى في القلب) أي ما ألقاه الله وجعله في قلب عبده: (اليقين) بصدق الله وصدق رسله واليقين العلم الذي يوصل صاحبه إلى حد الضروريات ولا يمتري في صحة ما اعتقده وضروريته فإذا وصلت هذه الحقيقة إلى القلب لم تلهه عن الإتيان بما يقتضيه شيء، قال الحكيم: سمي يقيناً لاستقراره في القلب وهو النور فإذا استقر النور في القلب دام وإذا دام صارت بصيرة فاطمأنت فيخلص القلب من أشغاله وقد كان صلى الله عليه وسلم يدعوا الله أن يرزقه يقينا صادقا وقد كان صلى الله عليه وسلم أكمل الناس يقينا إلا أنه يعلم أمته الدعاء ويطلب الاستمرار على ما هو عليه (أبو الشيخ (1) في الثواب عن ابن عباس) ورواه أيضاً الديلمي.

3998 -

"خير السودان أربعة: لقمان، وبلال، والنجاشي، ومهجع". ابن عساكر عن الأوزاعي معضلاً.

(خير السودان أربعة) من الرجال. (لقمان) تقدم ذكر كثير من أقواله في الأول وقيل إنه عاش ألف سنة وأدرك داود عليه السلام وأخذ عنه والأكثر على أنه حكيم لا نبي. (وبلال) مؤذنه صلى الله عليه وسلم. (والنجاشي) ملك الحبشة الذي آمن به صلى الله عليه وسلم ولم يلقه. (ومهجع) بكسر الميم وسكون الهاء وفتح الجيم آخره مهملة هو مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقال إنه من أهل اليمن أصابه سبي فمَنَّ عليه عمر وهو من المهاجرين الأولين وهو أول من استشهد يوم بدر ذكره ابن سعد في الطبقات

(1) عزاه في كنز العمال لأبي الشيخ في الثواب (5635)، وانظر فيض القدير (3/ 473)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2890)، والضعيفة (3565): ضعيف جدًا.

ص: 550

والحديث إخبار بأن هؤلاء خير السودان وليس فيه بيان أنهم أفضل. (ابن عساكر (1) عن الأوزاعي معضلاً) واسم الأوزاعي عبد الرحمن.

3999 -

"خير السودان ثلاثة: لقمان، وبلال، ومهجع". (ك) عن الأوزاعي عن أبي عمار عن واثلة.

(خير السودان ثلاثة: لقمان، وبلال، ومهجع) لا ينافي الأول في أنهم أربعة لما سلف في نظائره زاد الحاكم في روايته مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني مهجعا واعترض بأن [2/ 460] الصحيح أنه مولى عمر. (ك)(2) عن الأوزاعي عن أبي عمار عن واثلة) قال الحاكم: صحيح.

4000 -

"خير الشراب في الدنيا والآخرة الماء". أبو نعيم في الطب عن بريدة.

(خير الشراب في الدنيا والآخرة الماء) فإن به حياة كل حيوان ونبات ولا يدفع العطش بشيء كما يدفع به. أبو نعيم (3) في الطب عن بريدة) هو ابن الحصيب حيث أطلق.

4001 -

"خير الشهادة ما شهد بها صاحبها قبل أن يُسألها". (طب) عن زيد بن خالد.

(خير الشهادة) خيرية الشهادة في نشر لها وخير الشهود في أداء شهادته (ما شهد بها صاحبها قبل أن يُسألها) مبني للمجهول ومحمول على شهادة الحسبة كما مر ويجيء، فلا ينافي أحاديث الذم بمن يشهد قبل أن يسألها سيأتي.

(1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (10/ 330)، وابن سعد في الطبقات (3/ 391)، وانظر فيض القدير (3/ 473)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2891)، والضعيفة (1454).

(2)

أخرجه الحاكم (3/ 321)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2892)، وقال في الضعيفة (1455) منكر.

(3)

أخرجه أبو نعيم الأصفهاني في الطب (رقم 714) وابن السني في الطب (ق 58/ أ)، وانظر فيض القدير (3/ 473)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2893).

ص: 551

(طب)(1) عن زيد بن خالد) ورواه عنه أحمد.

4002 -

"خير الشهود من أدى شهادته قبل أن يُسألها". (هـ) عن زيد بن خالد.

(خير الشهود من أدى شهادته قبل أن يُسألها) هو محمول على ما فيه حق للحق وحمل أيضاً على ما لم يعلم صاحب الحق أن عنده له شهادة فيشهد له ليصل إلى حقه. (هـ)(2) عن زيد بن خالد الجهني.

4003 -

"خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولا تهزم اثنا عشر ألفا من قلة". (د ت ك) عن ابن عباس.

(خير الصحابة أربعة) كأن المراد صحابة السفر وذلك لأنه إذا مرض أحدهم جعل أحدهم وصيا والآخرين شاهدين والثلاثة لا يبقى فيهم غير واحد وللشارح هنا كلام قليل الإفادة ويحتمل أن المراد بهم من يصحب الإنسان في حضره ويتخذهم أعوانا على أموره ويحتمل أن الحكمة مجهولة يرشد إلى ذلك اعتبار الأربعة في قرابته. (وخير السرايا) جمع سرية وهي طائفة يبعثها الإِمام إلى العدو وسميت به لأنها تسري في الليل فعيلة بمعنى فاعلة. (أربع مائة) كأنه سر إلهي بأن جعل النصر مقرونا بهذا العدد فإن الخيرية مراد بها الخيرية فيما بعثت له من قتال العدو. (وخير الجيوش) جمع جيش وهو الجند أو السائرون لحرب أو غيرها كما في القاموس (3). (أربعة آلاف) سره أيضاً غير معلوم ولو تكلف الشارح لذلك وجوها غير مستقرة. (ولا تهزم اثنا عشر ألفاً من قلة) لأنها قد بلغت غاية الكثرة

(1) أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 232)(5184)، وأحمد (5/ 192)، ومسلم (1719)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3276).

(2)

أخرجه ابن ماجه (2364)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3277).

(3)

انظر القاموس (2/ 325).

ص: 552

عدداً فلا يطرق إليها قلة تنهزم بسببها بل لا تنهزم إلا لسبب، وقد كان جيش حنين اثنى عشر ألفاً لأنه صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عشرة آلاف ثم انضاف إليهم من الطلقاء ألفان فأعجبت بعضهم الكثرة فلم تغن عنهم شيئاً كما قال الله. (د ت ك) (1) عن ابن عباس) قال الترمذي: حسن غريب ولم يصححه قال لأنه يروي مسنداً ومرسلاً ومعضلاً، قال ابن القطان (2): هذا ليس بعلة فالأقرب صحته.

4004 -

" خير الصداق أيسره". (ك هـ) عن عقبة بن عامر.

(خير الصداق) بكسر المهملة المهر. (أيسره) أي أقله وأخفه على الزوج لدلالته على يمن المرأة وبركتها وكان صلى الله عليه وسلم يصدق نساءه اثنى عشر أوقية فهو خير الصداق وسبب الحديث عن راويه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل: "أترضى أن أزوجك فلانة" قال: نعم، فقال للمرأة:"أترضين" قالت: نعم فزوجه ولم يفرض صداقا ولم يعطها شيئا وكان ممن شهد خيبر فأوصى لها بسهمه عند الموت فباعته بمائة ألف فذكره صلى الله عليه وسلم. (ك هـ)(3) عن عقبة بن عامر) قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي.

4005 -

"خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول". (خ د ن) عن أبي هريرة (صح)

(خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى) تقدم أن لفظ الظهر مقحم وأن الخبر إخبار بأن أفضل الصدقة ما كانت عن غنى لأن صاحبه يعطيه بسماحة نفس غالبا بخلاف الفقير فإنها تتبع نفسه ما أخرجه من النفقة ولا ينافيه: "أفضل

(1) أخرجه أبو داود (2611)، والترمذي (1555)، والحاكم (1/ 611، 2/ 110)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3278)، وعدل الشيخ الألباني عن القول بصحة الحديث لأسباب ذكرها في السلسلة الضعيفة (986).

(2)

انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 244) و (2/ 332).

(3)

أخرجه ابن ماجه (1891)، والحاكم (2/ 198)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3279).

ص: 553

الصدقة جهد المقل" لأن الفضيلة تتفاوت بحسب الأشخاص لقوة التوكل، قال النووي (1): أي التصدق بجميع المال مستحب لمن لا دين عليه ولا له عيال لا يصبرون ويكون هو يصبر على الإضافة والفقر فإن لم يجمع هذه الشروط فهو مكروه. (وابدأ) بالهمز وتركه. (بمن تعول) أي من تلزمك نفقته. (خ د ن) (2) عن أبي هريرة) وأخرج فيه مسلم (3) قوله: "ابدأ بمن تعول".

4006 -

"خير الصدقة ما أبقت غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول". (طب) عن ابن عباس.

(خير الصدقة ما أبقت غنى) أي أبقت لصاحبها بعد إخراجها ما يغنيه لئلا يعود سائلا وفيه أنه لا خير في إخراج المال كله وعليه: {وَيَسْألونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} [البقرة: 219] ويحتمل أن المراد ما أخر لك فأبقت عنها في يد من أعطى كما في قول عمر: إذا أعطيتم فأغنوا وفيه ندب جعل الصدقة الكبيرة في يد من يغنيه خير من تفريقها على جماعة لا تغنيهم. (واليد العليا خير من اليد السفلى) أراد بالخيرية لها [2/ 461] كثرة الأجر، قال عياض: العليا المعطية والسفلى المانعة، وقال ابن حجر (4): الأحاديث متضافرة على أن العليا المعطية والسفلى السائلة وهو المعتمد وقول الجمهور. (وابدأ بمن تعول) تقدم. (طب)(5) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه الحسن بن أبي جعفر الجفري وفيه كلام انتهى، إلا أن في البخاري معنى الحديث.

(1) انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (7/ 125)، وفتح الباري (3/ 296).

(2)

أخرجه البخاري (1426)، وأبو داود (1676)، والنسائي (5/ 62).

(3)

أخرجه مسلم (1034).

(4)

فتح الباري (3/ 297).

(5)

أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 149)(12726)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 98)، وسبق معناه في البخاري قبل هذا لحديث، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3280).

ص: 554

4007 -

"خير الصدقة المنيحة: تغدو بأجر وتروح بأجر". (حم) عن أبي هريرة.

(خير الصدقة المنيحة) تقدم أنها إعطاء نحو شاة ينتفع بصوفها ولبنها والقطر وهي على ملك صاحبها. (تغدو بأجر) لأن في الغداة ينتفع بها غالبا (و) مثله. (وتروح بأجر) ويحتمل أن المراد تغدو إلى من يمنحها بأجر لصاحبها وتروح من عنده حين يردها بأجر. (حم)(1) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: فيه عبد الله بن صبيحة ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه كلاما وبقية رجاله ثقات.

4008 -

"خير العيادة أخفها". القضاعي عن عثمان.

(خير العيادة) للمريض. (أخفها) أي أخفها قعودا عند المريض لأنه قد يتضرر بطول الإقامة عنده هذا على أنه بالمثناة التحتية بعد المهملة وروي بالموحدة والمراد به تخيير أخف العبادة على الإملال للنفس بها للأحاديث التي تقدمت غير مرة، قال الغزالي (2): خير الأمور أدومها وإن قل ويقال القليل الدائم القطرات من الماء يتقاطر على الأرض على التوالي يحدث فيها خضرة لا محالة ولو وقعت على حجر والكثير المتفرق كماء صب دفعة لا يتبين له أثر. (القضاعي (3) عن عثمان)، قال الحافظ ابن حجر: يروى بالموحدة والمثناة التحتية وهو في الفردوس أيضًا.

4009 -

"خير العمل أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله". (حل) عن عبد الله بن بسر.

(1) أخرجه أحمد (2/ 358)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 133، 4/ 241)، وضعفه الألباني في الضعيفة (3630).

(2)

إحياء علوم الدين (1/ 333).

(3)

أخرجه القضاعي في الشهاب (1221)، والديلمي في الفردوس (2891)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2894)، والضعيفة (3566): موضوع.

ص: 555

(خير العمل أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله) حث على ذكر الله وأن يستمر حتى يوافيه الموت وهو ذاكر فيه وظاهره أنه يكفي الذكر اللساني وإن لم يحضر القلب وإن كان ذلك أعلى قدراً أو جعل اللسان رطبة بالذكر إما أنه يجري الريق حقيقة بالذكر أو لأنها كاليابسة عن الخير إذا لم يذكر. (حل)(1) عن عبد الله بن بسر) بضم الموحدة وسكون السين المهملة.

4010 -

"خير الغداء بواكره، وأطيبه أوله". (فر) عن أنس.

(خير الغداء) قيد بالدّال المهملة وهو ما يتغدى بأكله وبالذال المعجمة وهو ما يتغذى به وكلاهما مع غين معجمة. (بواكره) جمع باكورة وهي أول الفاكهة ونحوها فسره به الشارح على ضبط الغذاء بالمعجمة قال ويحتمل ما يؤكل في البكرة وهي أول النهار قلت: وهو صحيح على الضبطين. (وأطيبه أوله) أي الغذاء والمراد خيره في النفع وأطيبه في الذوق. (فر)(2) عن أنس) فيه عتبان بن مالك عن عتبة بن عبد الرحمن القرشي وعتبان قال أبو حاتم: غير قوي وعتبة: متروك متهم.

4011 -

"خير الكسب كسب اليد العامل إذا نصح". (حم) عن أبي هريرة.

(خير الكسب) للمعاش. (كسب اليد العامل أي الأجير إذا نصح) فيما عمله وأتقن عمله وأجاد صنعه وتجنب الغش وبذل العناية وترك الخيانة وفيه أنه أفضل من التجارة والزراعة وعليه اعتمد النووي. (حم)(3) عن أبي هريرة) قال

(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 112)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3282)، والصحيحة (1836).

(2)

أخرجه الديلمي في الفردوس (2908)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2895)، والضعيفة (3567): موضوع.

(3)

أخرجه أحمد (2/ 334، 257)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 61، 98)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3283).

ص: 556

الحافظ العراقي (1): إسناده حسن وقال تلميذه: الهيثمي رجاله ثقات.

4012 -

"خير الكلام أربع لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر". ابن النجار (فر) عن أبي هريرة.

(خير الكلام أربع لا يضرك) في إحراز أجرهن وثوابهن. (بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) تقدم ذكر فضلها مراراً. (ابن النجار (فر)(2) عن أبي هريرة) قال الديلمي: وفي الباب أبو ذر وسمرة.

4013 -

"خير المجالس أوسعها". (حم خد د ك هب) عن أبي سعيد (ك هب) عن أنس.

(خير المجالس أوسعها) تقدم أن سعة الدار من سعادة الرجل وكذلك سعة المنزل ويختلف ذلك باختلاف الأحوال والأوقات والبلدان ولعل المراد المجلس الذي يعده الإنسان لا تزال ضيقة ونحوه لا ما يختص به. (حم خد د ك هب)(3) عن أبي سعيد) فيه سهل بن عمار (4) العتكي النيسابوري قال الذهبي في الضعفاء: كذبه الحاكم أي في تاريخه وقال في اللسان: صحح له الحاكم في المستدرك وتعقبه في تلخيصه بالتناقض. (ك هب) عن أنس) فيه مصعب بن ثابت (5) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ضعفوا حديثه، قال الهيثمي وبقية

(1) انظر: قول العراقي في تخريج الإحياء (2/ 75).

(2)

أخرجه الديلمي في الفردوس (2896)، وابن حبان (5/ 118) رقم (1812)، وأخرجه مسلم (2137) عن سمرة بن جندب.

(3)

أخرجه أحمد (3/ 69)، والبخاري في الأدب (1136)، وأبو داود (4820)، والحاكم (4/ 299)، (300)، والبيهقي في الشعب (8241) عن أبي سعيد، والحاكم (4/ 299)، والبيهقي في الشعب (8240)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 59)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3285)، والصحيحة (832).

(4)

انظر الميزان (3/ 334)، واللسان (3/ 121)، والمغني (1/ 288).

(5)

انظر الميزان (6/ 435)، والمغني (2/ 660).

ص: 557

رجاله ثقات.

4014 -

"خير الماء الشبم، وخير المال الغنم، وخير المرعي الأراك والسلم". ابن قتيبة في غريب الحديث عن ابن عباس.

(خير الماء الشبم) بفتح المعجمة وكسر الموحدة البارد أو سين مهملة فنون [2/ 462] مكسورة العالي على وجه الأرض أو العالي الرفيع ذكره الزمخشري (1)، وقال ابن قتيبة: يروى بشين معجمة ونون موحدة وأنا أحسبه سين مهملة ونون، وقال هذا أولى بكلام جرير الآتي فإنه شبيه بما ذكره عن مائهم ولم يذكر أن ماءهم بارد. (وخير المال الغنم) لأن فيها البركة. (وخير المرعي الأراك) شجر السواك المعروف. (والسَّلَم) بفتح المهملة واللام شجر واحدته سلمه. (ابن قتيبة (2) في غريب الحديث عن ابن عباس) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجرير: "يا جرير إني أحذرك الدنيا وحلاوة رضاعها ومرارة فطامها يا جرير أين تنزلون؟ قال: في أكناف دبيشة بين سلم وأراك وسهل ودكداك شتاؤنا ربيع وماؤنا نبيع

" الحديث، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن خير المال

" الحديث، وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس.

4015 -

"خير المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده". (م) عن ابن عمرو (صح).

(خير المسلمين من سلم المسلمون) خرج مخرج الغالب وإلا فالمعاهد مأخوذ على المسلم كف يده ولسانه عنه. (من لسانه ويده) خص اللسان لأنه المعبر عما في النفس والجارحة التي هي أكبر الجوارح خوضًا وأسرعها حركة وأكثرها ضررا ولأنها تشمل بضرها الماضين والموجودين ومن يأتي بعد وعبر

(1) الفائق (1/ 433).

(2)

أخرجه ابن قتيبة في غريب الحديث (1/ 542) وانظر معجم ما استعجم (1/ 295)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2896)، وقال في الضعيفة (1773): موضوع.

ص: 558

بالجارحة ولم يقل من قوله أو من كلامه ليشمل من يخرجها استهزاء بالناس واليد لأن أكثر الأفعال يصدر ويوقع بها وشمل الكناية بتعم الثلاثة الأصناف التي عمها اللسان ويدخل فيها الاستيلاء على حق الغير وتقدم حديث البخاري "أفضل المسلمين" وهنا "خير المسلمين"، قال الكرماني (1): هما جميعاً من باب التفضيل؛ لأن الفضل بمعنى كثرة الثواب في مقابلة القلة والخير بمعنى النفع في مقابلة الشر لكن الأول في الكمية والثاني في الكيفية. (م)(2) عن ابن عمرو) قال: إن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم أى المسلمين خير فذكره.

4016 -

"خير الناس أقرؤهم، وأفقههم في دين الله، وأتقاهم لله، وآمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم". (حم طب) عن درة بنت أبي لهب.

(خير الناس أقرؤهم) القرآن أي أكثرهم له تلاوة أو أحسنهم أو أعرفهم بمعناه والأول أقرب لقوله. (وأفقههم في دين الله) فإنه دل بعطف المغايرة وأنه أريد بالأقرأ الأكثر تلاوة وبالأفقه العارف معاني كلام الله فإنه لا يتم الفقه في دين الله إلا بمعرفة معاني كلامه فإن العلماء ورثة الأنبياء والأنبياء أهل معرفة كلام الله، قال بعضهم مقام القارئ من الأنبياء مقام الوصي من الميت ومقام الفقيه مقام الوارث والوصي يقوم مقام الميت نفسه دون الوارث والوصي تقدم على الورثة فلذا قدم القارئ. (وأتقاهم لله، وآمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر) فإنه لا يقوم بهذه الوظيفة إلا من رسخ في قلبه التقوى وآثر أمر الله على كل ما سواه وما يواقب في الله أحد من خلقه وفي التحقيق أن هذا أعظم ما بعثت له الرسل وتقدم الكلام في هذا كما تقدم في معنى: (وأوصلهم للرحم) فإنه لا

(1) انظر: فتح الباري (1/ 56).

(2)

أخرجه مسلم (40).

ص: 559

يصل رحمه إلا من اتقى ربه. (حم طب)(1) عن درة) تضم الدال المهملة وتشديد الراء، بنت أبي لهب من المهاجرات قالت: قام رجل إلى النبي وهو يخطب فقال أي الناس خير؟ فذكره قال الهيثمي رجال أحمد ثقات وفي بعضهم كلام لا يضر.

4017 -

"خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته". (حم ق ت) عن ابن مسعود. (صح).

(خير الناس قرني) أي أهل عصري قال جار الله (2): القرن الأمة من الناس سميت قرنا لتقدمها على من بعدها. (ثم الذين يلونهم) ذكر الضمير لأنه أراد بالقرن أهله، إما لأنه اسم للأمة كما قال جار الله، أو شطر من الزمان كما أسلفناه فأطلقه على الأهل مجاز والذين يلون قرنه هم التابعون. (ثم الذين يلونهم) أتباع التابعين وقيل: وهم حدود العشرين والمائتين ثم ظهرت البدع واختلفت الأهواء، قيل: وهو يدل على أن الصحابة أفضل ممن بعدهم وأن التابعين أفضل من أتباعهم وهكذا لكن هل الأفضلية بالنسبة إلى المجموع أو الإفراد فيه قولان ذهب ابن عبد البر إلى الأول والجمهور إلى الثاني [2/ 463] قال ابن حجر: والذي يظهر أن من قاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم أو في زمانه بأمره أو أنفق شيئاً من ماله بسببه لا يعدله في الفضل أحد بعده كائنا من كان وأما من لم يقع له ذلك فهو محل البحث ومن وقف على سير أهل القرن الأول علم أن شأوهم لا يلحق. (ثم يجيء أقوام) جمع قوم. (تسبق شهادة أحدهم يمينه) أي يشهد بعد

(1) أخرجه أحمد (6/ 432)، والطبراني في الكبير (24/ 257)(657)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 263)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2897).

(2)

انظر: الفائق (3/ 172).

ص: 560

حلفه على حقية شهادته (ويمينه شهادته) أي يحلف على حقية شهادة التلفظ بها وهو دليل الجراءة وعدم التورع في الأقوال قال البيضاوي والكرماني (1): هم قوم حراص على الشهادة مشغوفون بترويجها يحلفون على ما يشهدون به تارة يحلفون قبل أن يشهدوا وتارة يعكسون واحتج به من رد شهادة من حلف معها والجمهور على خلافه. (حم ق ت)(2) عن ابن مسعود) ورواه عنه النسائي وابن ماجه قال المصنف: يشبه أن الحديث متواتر.

4018 -

"خير الناس القرن الذي أنا فيه، ثم الثاني، الثالث". (م) عن عائشة (صح).

(خير الناس) أي المؤمنين. (القرن الذي أنا فيه، ثم الثاني، الثالث) واستدل به البعض على أنه لا يسأل عن عدالة الثلاثة القرون لهذه الشهادة النبوية بالخيرية، قلت مع كون الحق أنه تفضيل للمجموع لا للأفراد لا يتم إلا على كلام ابن عبد البر. (م)(3) عن عائشة).

4019 -

"خير الناس قرني، ثم الثاني، ثم الثالث ثم يجيء قوم لا خير فيهم". (طب) عن ابن مسعود. (صح).

(خير الناس قرني، ثم الثاني، ثم الثالث ثم يجيء قوم لا خير فيهم) هذا بيَّن حكم من يأتي بعد الثلاثة والأُوَل سكت عنه وهو يدل على أنه أريد بالخيرية المجموع لأن عدمها للمجموع ضرورة أنه أخبر صلى الله عليه وسلم أنه لا بد من طائفة على الحق لا يضرهم من خذلهم. (طب)(4) عن ابن مسعود) وصححه المصنف.

(1) انظر: عمدة القاري (13/ 214).

(2)

أخرجه أحمد (1/ 378، 434، 442)، والبخاري (2509، 3451)، ومسلم (2533)، والترمذي (3859)، والنسائي (3/ 494).

(3)

أخرجه مسلم (2536).

(4)

أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 92)(10058)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3293).

ص: 561

4020 -

"خير الناس قرني الذي أنا فيهم، ثم الذين يلونهم؛ ثم الذين يلونهم، والآخرون أراذل". (طب ك) عن جعدة بن هبيرة.

(خير الناس قرني الذي أنا فيهم) هذه الجملة صفة لقرنه وفيها دليل على أنه ما أراد بالقرن الأول في الأحاديث الماضية إلا الأمة الذي هو بين أظهرهم فيحتمل أن هذه الخيرية التي لهم كانت بسبب كونه صلى الله عليه وسلم فيهم يفيض عليهم أنواره ويبين لهم من التنزيل أسراره صلى الله عليه وسلم وعلى آله الأكرمين وأن المراد بالذين يلونه عصر خلفائه الراشدين والذين يلونهم العصر الذي بقي فيه من صحابته أقوام وأن الخيرية للقرون الثلاثة هي القرن التي ما خلت عمن صحبه وعليه يحمل قول الزجاج الذي عندي، أن القرون كل ملة كان فيها نبي أو طبقة من أهل العلم سواء قلت السنون أو كثرت. (ثم الذين يلونهم؛ ثم الذين يلونهم، والآخرون أراذل) جمع رذل، وهو من كل شيء الرديء منه (طب ك) (1) عن جعدة) بفتح الجيم وسكون العين المهملة (بن هبيرة) مصغر صحابي صغير له رؤية على ما ذكره الذهبي (2) وهو ابن أم هانئ رضي الله عنهما قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح إلا أن الأزدي لم يسمع من جعدة وقال في الإصابة: أن جعدة مختلف في صحبته نقله عن أبي حاتم.

4021 -

"خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتي من بعدهم قوم يتسمنون ويحبون السمن، يعطون الشهادة قبل أن يسألوها". (ت ك) عن عمران بن حصين. (صح).

(1) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 285)(2187)، والحاكم (3/ 211)، وانظر الإصابة (1/ 483)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2898)، والضعيفة (1511، 3569).

(2)

انظر: تجريد أسماء الصحابة للذهبي (1/ 85 رقم 796).

ص: 562

(خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتي من بعدهم قوم يتسمنون) بفتح المثناة التحتية بعدها مثناة فوقية فسين مهملة فميم مشددة فنون أي يتكثرون بما ليس منهم ويدعون ما ليس لهم من الشرف وقيل أراد جمعهم وقيل يحبون التوسع في المأكل والشرب وهي أسباب السمن. (ويحبون السمن) قال ابن العربي: إنما ذم حب السمن لأن ابن آدم حسبه لقيمات يقمن صلبه وموالاة الشبع والرفاهية مكروهة ومحبة السمن مكروهة في النفس محبوبة في الغير كالزوجة والأمة انتهى. (يعطون الشهادة قبل أن يسألوها) مبني للمجهول بضبط المصنف فيهما أي يشهدون قبل أن تطلب منهم الشهادة حرصا على أدائها وتقدم التلفيق بينه وبين ما ينافيه، قال ابن حجر (1): واستدل بهذا الحديث على تعديل أهل القرون الثلاثة وإن تفاوتت منازلهم في الفضل [2/ 464] وهذا محمول على الأغلب الأكثر وإلا فقد وجد في القرنين من وجدت فيه الصفات المذمومة بقلة، بخلاف من بعد القرون الثلاثة فإنه كثير انتهى، قلت: ولا يتم إلا على ما ذهب إليه ابن عبد البر لا على ما اختاره الجمهور وابن حجر إلا أن يقال لا تلازم بين العدالة والأفضلية. (ت ك)(2) عن عمران بن حصين) صححه المصنف بالرمز.

4022 -

"خير الناس من طال عمره؛ وحسن عمله". (حم ت) عن عبد الله بن بسر. (صح)

(خير الناس من طال عمره؛ وحسن عمله) لأنه لا يزال يأتي بالحسن من

(1) فتح الباري (7/ 7).

(2)

أخرجه الترمذي (2221، 2302)، والحاكم (3/ 535)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3294).

ص: 563

الأعمال ويدخرها ولو لم يكن إلا استمراره على الإيمان والقيام بحقه من الأركان. (حم ت)(1) عن عبد الله بن بُسر) صححه المصنف بالرمز وقال في الكبير عن الترمذي: حسن غريب.

4023 -

"خير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله". (حم ت ك) عن أبي بكرة.

(خير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله) لأنه لا يزال يجمع لنفسه الآثام ويوهب لها حلول سيء المقام قال: المناوي هذان قسمان من أربعة طرفان بينهما واسطة بينته إما طويل العمر أو قصيرة ثم هو حسن العمل أو سيئه، فطويل العمر حسن العمل وطويل العمر سيء العمل طرفان شرهما الثاني، وقصير العمر حسن العمل وقصير العمر سيء العمل واسطتان خيرهما الأول. (حم ت ك) (2) عن أبي بكرة) قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: إسناد أحمد جيد.

4024 -

"خير الناس خيرهم قضاء". (هـ) عن عرباض بن سارية.

(خير الناس خيرهم قضاء) أي للدَّين كما سبق، قال بعض العارفين إذا قضيت فأحسن القضاء ورده في الكيل والوزن وأرجح تكن بذلك من خيار عباد الله وهو الكرم الخفي اللاحق بصدقة السرّ، فإن المعطى له لا يشعر بأنه صدقة

(1) أخرجه أحمد (4/ 188، 190)، والترمذي (2329)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3296).

(2)

أخرجه أحمد (5/ 40، 43)، والترمذي (2330)، والحاكم (1/ 489)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 203)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3297).

ص: 564

سر في علانية ويورث ذلك محبةً ووداً في نفس المقضي له ونحو ذلك، ففي حسن القضاء فوائد جمة. (هـ) (1) عن عرباض بن سارية) قال استسلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بكراً فجاء به إبل الصدقة فأمرني أن أقضي بكرة فقلت: لا أجد إلا جملا رباعياً، فقال:"اعطه إياه" قال: "خير الناس أحسنهم قضاء" ورواه الجماعة إلا البخاري.

4025 -

"خير الناس أحسنهم خلقاً". (طب) عن ابن عمر.

(خير الناس أحسنهم خلقاً). (طب)(2) عن ابن عمر) قال الهيثمي: فيه من لم يوثق في رجال الكتب.

4026 -

"خير الناس في الفتن رجل آخذ بعنان فرسه خلف أعداء الله يخيفهم ويخيفونه، ورجل معتزل في بادية يؤدي حق الله الذي عليه". (ك) عن ابن عباس (طب) عن أم مالك البهزية.

(خير الناس في الفتن) فتنة الكفار أو البغاة. (رجل آخذ بعنان فرسه) عبارة عن ملازمته لإعداد فرسه. (خلف أعداء الله) أي في خلاف ما هم عليه من الأحوال وإن آتاهم من جهة أمام. (يخيفهم ويخيفونه، أو رجل معتزل في بادية) كأنه قيد أغلبي فإنه لا يكمل الاعتزال إلا فيها وإلا فلو اعتزل في وطنه لتم له الخيريّة إذا هو يؤدي حق الله الذي عليه من واجباته البدنية الماليّة، قال النواوي: فيه فضل العزلة في أيام الفتن إلا أن تكون قوة على إزالة الفتنة فيلزمه السعي في إزالتها عينا أو كفاية.

(1) أخرجه ابن ماجه (2286)، وأخرجه مسلم (1600)، وأبو داود (3346)، والترمذي (1318)، والنسائي (4/ 40)، وابن ماجه (2285) عن أبي رافع.

(2)

أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 354)(13326)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 58)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3287).

ص: 565

نكتة: قيل: وجد تحت وسادة حجة الإِسلام رقعة مكتوب فيها هذه الأبيات:

ما في اختلاط الناس خير ولا

ذو الجهل بالأشياء كالعالم

يا لائمي في هجرهم جاهلا

عذري منقوش على خاتم (1)

ووجد في نقش خاتمه: {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} [الأعراف: 102] انتهى، وأنشدوا في المعنى:

أخص الناس بالإيمان عبد

خفيف الحاذ مسكنه القفار

له في الليل حظ من صلاة

ومن صوم إذا طلع النهار

وقوت النفس يأتيه كفافا

وكان له على ذاك اصطبار

وفيه عِفّة وبه خَمول

إليه بالأصابع لا يشار [2/ 465]

فذلك قد نجى من كل شر

ولا تمسسه يوم البعث نار

(طب)(2) عن أم مالك) البهزية بفتح الموحدة وسكون الهاء وكسر الزاي صحابية قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي.

4027 -

"خير الناس مؤمن فقير يعطي جهده". (فر) عن ابن عمر.

(خير الناس مؤمن فقير يعطي جهده) أي مقدوره في الصدقة واستدل به مفضل الفقير على الغني، قيل: ولا دليل فيه لأنه فضل فقيراً يتصدق بجهده فهو يتصف بفضل الصابرين وغناء الشاكرين فجمع بين موجبي التفضيل. (فر)(3)

(1) الأبيات منسوبة لأبي حامد الغزالي (450 - 555 هـ).

(2)

في المطبوع زيادة (ك) عن ابن عباس. أخرجه الحاكم (4/ 493)، 510 عن ابن عباس، والطبراني في الكبير (25/ 150)(360)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3292)، والصحيحة (698).

(3)

أخرجه الديلمي في الفردوس (2893)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2899)، والضعيفة (3568): موضوع.

ص: 566

عن ابن عمر) قال الحافظ العراقي (1): سنده ضعيف جداً.

4028 -

"خير الناس أنفعهم للناس". القضاعي عن جابر.

(خير الناس أنفعهم للناس) في الإحسان إليهم بماله وجاهه، قيل: يؤخذ منه أن الإِمام العادل خير الناس لأنه أعمهم نفعاً للعباد بالأمرين. (القضاعي (2) عن جابر) فيه عمرو بن أبي بكر السكسكي الرملي قال في الميزان: واهٍ، وقال ابن عدي: له مناكير، وابن حبان: يروي عن الثقات الطامات ثم أورد له أخباراً ذا منها.

4029 -

"خير النساء التي تسره إذا نظر، تطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره". (حم ن ك) عن أبي هريرة.

(خير النساء التي تسره) أي زوجها لقرينة السياق. (إذا نظر) لجمالها فإنه إعانة له على عفة فرجه وصلاح دينه. (وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها) بمنعه عن التمكين منها وخروجها عن منزله بغير إذنه. (ولا مالها بما يكره) فلا تنفق ولا تصرف منه إلا بإرادته. (حم ن ك)(3) عن أبي هريرة) قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي.

4030 -

"خير النساء التي تسرك إذا أبصرت، وتطيعك إذا أمرت، وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك". (طب) عن عبد الله بن سلام.

(خير النساء التي تسرك إذا أبصرت) فيه أنه يندب لها أن لا تترك الزينة والطيب لأنه مما يسره. (وتطيعك إذا أمرت، وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك)

(1) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (4/ 84).

(2)

أخرجه القضاعي في الشهاب (1234)، وانظر الميزان (5/ 300)، والمجروحين (2/ 79)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3289).

(3)

أخرجه أحمد (2/ 251، 432)، والنسائي في المجتبى (3231)(5/ 310)، والحاكم (2/ 175)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3298)، وحسنه في الصحيحة (1838).

ص: 567

تقدم أن الذي تخونه في الغيب من شقاء الرجل. (طب)(1) عن عبد الله بن سلام) قال الهيثمي: فيه زريك بن أبي زريك لم أعرفه وبقية رجاله ثقات.

4031 -

"خير النكاح أيسره". (د) عن عقبة بن عامر.

(خير النكاح أيسره) أي أقله مؤنة وأسهله مهرًا وأقربه حظية يعني أن هذا من علامات بركته وأنه مأذون فيه عليه علامات البركة. (د)(2) عن عقبة بن عامر) ورواه عنه الديلمي أيضًا.

4032 -

"خير أبواب البر الصدقة". (قط) في الأفراد (طب) عن ابن عباس.

(خير أبواب البر الصدقة) البر الإحسان أي أن الصدقة خير أبوابه لما فيها من نفع الفقير وسماحة نفس المخرج وحسن الخلق وتربية الله لها وإطفاؤها لغضبه وغير ذلك من فوائدها. (قط) في الأفراد (طب)(3) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه.

4033 -

"خير إخوتي علي، وخير أعمامي حمزة". (فر) عن عابس بن ربيعة.

(خير إخوتي علي) يعني به ابن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة لأنه أخوه قرينًا في النسب والذي اتخذه أخا في الله سبحانه حين واخى بين أصحابه كما بيناه في الروضة الندية. (وخير أعمامي حمزة) أسد الله ومن شد الله به عضد رسوله صلى الله عليه وسلم. (فر)(4) عن عابس) بمهملة أوله وآخره بينهما موحدة مكسورة، ابن

(1) أخرجه الضياء في المختارة (429)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 273)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3299).

(2)

أخرجه أبو داود (2117)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3300)، والصحيحة (1842).

(3)

أخرجه الدارقطني (انظر: أطراف الغرائب رقم 2290)، والطبراني في الكبير (12/ 184 (12834)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 110)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2877)، والضعيفة (3561).

(4)

عزاه في الكبير (32893) للديلمي وانظر الإصابة (3/ 566)، وفيض القدير (3/ 482)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2878)، والضعيفة (3562): موضوع.

ص: 568

ربيعة قيل من السابقين ممن عُذّب في الله سبحانه وفيه عباد بن يعقوب شيخ البخاري أورده الذهبي في الضعفاء (1) وقال: قال ابن حبان: رافضي داعية.

4034 -

"خير أسمائكم عبد الله وعبد الرحمن والحارث). (طب) عن أبي سبرة.

(خير أسمائكم عبد الله وعبد الرحمن والحارث) تقدم أنهما خير الأسماء، والحارث أصدقها فضمه إليهما هنا في الخيرية من حيث صدقه وتقدم الكلام في ذلك. (طب) (2) عن أبي سبرة) بفتح المهملة وسكون الموحدة قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح لكن ظاهر الرواية الإرسال.

(1) انظر المغني (1/ 328)، والميزان (4/ 44).

(2)

أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 295)(754)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 50)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3269).

ص: 569