الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المحلى بأل من هذا الحرف
3591 -
" الجار أحق بصقبه". (خ د ن هـ) عن أبي رافع (ن هـ) عن الشريد بن سويد (صح).
(الجار أحق بصقبه) بالصاد المهملة وفتح القاف فباء موحدة ويقال بالسين أيضا أي بالدار القريب منه والمراد أنه أحق إذا فقد الخليط ويحتمل أنه أريد به الخليط فإنه جار وزيادة. (خ د ن هـ) عن أبي رافع (ن هـ)(1) عن الشريد بن سويد) قال في المنضد: الحديث فيه اضطراب في سنده، وأحاديث أنه لا شفعة إلا للشريك لا اضطراب فيها.
3592 -
"الجار أحق بشفعة جاره، ينتظر بها وإن كان غائبا إذا كان طريقهما واحداً". (حم 4) عن جابر.
(الجار أحق بشفعة جاره، ينتظر بها) أي بالشفعة. (وإن كان غائباً) فإن غيبته لا تسقط حقه وبين يقوله: (إذا كان طريقهما واحداً) السبب في ثبوتها قيل وهو أقوى الأدلة على ثبوت الشفعة للجار لو صح الحديث. (حم 4)(2) عن جابر) قال الهيثمي: فيه عبد الملك بن أبي سليمان تركه جماعة وقال أحمد: حديث منكر وقال الترمذي: سألت عنه البخاري فقال: لا أعلم أحداً رواه عن عطاء غير عبد الملك تفرد به وقال ابن معين: لم يروه غير عبد الملك وأنكروه عليه
(1) أخرجه البخاري (2258)، وأبو داود (3516)، والنسائي (7/ 320)، وابن ماجه (2495) عن أبي رافع، والنسائي (4/ 62)، وابن ماجه (2496) عن الشريد بن سويد.
(2)
أخرجه أحمد (3/ 303)، وأبو داود (3518)، والترمذي (1369)، والنسائي (7/ 321)، وابن ماجه (2494)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 159)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3103).
وقال الصدر المناوي (1): عبد الملك خرج له مسلم واستشهد به البخاري ولم يخرجا له هذا الحديث لتفرده به وإنكار الأئمة عليه فيه، حتى قال بعضهم: إنه هو رأى لفظاً أدرجه عبد الملك في الحديث (2).
3593 -
"الجار قبل الدار، والرفيق قبل الطريق، والزاد قبل الرحيل". (خط) في الجامع عن علي.
(الجار) بالنصب على تقدير ناصبه أي التمس (قبل) حلول (الدار)(و) التمس: (الرفيق) الذي يصحبك. (قبل الطريق) وأعد: (والزاد قبل الرحيل) ولا ينافي التوكل اتخاذ الأسباب كما عرف.
لطيفة: قيل لرجل: من أين يؤخذ من القرآن الجار قبل الدار؟ قال من قوله تعالى: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} [التحريم: 11] انتهى أراد قدمت عندك لهذه النكتة. (خط)(3) في الجامع عن علي) كرم الله وجهه قال المصنف في الدرر (4): سنده ضعيف، ورواه أيضاً عنه الدارمي والحاكم والعقيلي في الضعفاء والعسكري قال السخاوي (5): وكلها ضعيفة لكن بالانضمام يقوى.
3594 -
"الجالب مرزوق، والمحتكر ملعون". (هـ) عن عمر.
(الجالب) أي إلى سوق المسلمين لأرزاقهم ومنافعهم. (مرزوق) لأنه تبارك
(1) انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (رقم 2192). بتحقيقنا.
(2)
انظر: مختصر أبي داود للمنذري (5/ 171 - 172)، وتهذيب السنن لابن القيم (5/ 167 - 172)، والتمهيد لابن عبد البر (7/ 47)، وشرح السنة للبغوي (8/ 242)، وفتح الباري (4/ 438) وإرواء الغليل (رقم 1540).
(3)
أخرجه الخطيب في جامعه (2/ 232)، والقضاعي في الشهاب (709)، والطبراني في الكبير 4/ 268 (4379)، وانظر كشف الخفاء (1/ 204)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2643)، والضعيفة (2675).
(4)
انظر: الدرر المنتثرة للسيوطي (ص: 9).
(5)
انظر: المقاصد الحسنة للسخاوي (ص: 152).
تعالى يبارك له في بيعه وشراه. (والمحتكر) عليهم تربصا للغلا. (ملعون) أي مطرود عن رحمة الله تعالى. (هـ)(1) عن عمر) قال الذهبي: فيه علي بن سالم عن علي بن يزيد ضعفاء وقال المناوي: علي بن سالم مجهول، وقال البخاري: لا يتابع على حديثه ثم أورد له هذا الخبر قال في الميزان: وما له غيره.
3595 -
"الجالب إلى سوقنا كالمجاهد في سبيل الله، والمحتكر في سوقنا كالملحد في كتاب الله". الزبير بن بكار في أخبار المدينة (ك) عن اليسع بن المغيرة مرسلاً.
(الجالب إلى سوقنا) أيها المسلمون أجره: (كالمجاهد في سبيل الله، والمحتكر في سوقنا كالملحد في كتاب الله) في إثمه وهذا وعد بليغ ووعيد شديد. (الزبير بن بكار) قاضي مكة المعروف العالم الكبير (في أخبار المدينة (ك)(2) عن اليسع بن المغيرة مرسلاً) هو المخزومي التابعي قال في التقريب (3) كأصله لين الحديث وقال الذهبي: خبر منكر وإسناده مظلم.
3596 -
"الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة". (د ت ن) عن عقبة بن عامر (ك) عن معاذ.
(الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة)[2/ 384] تقدم الكلام في تفضيل الجهر أو الإسرار، والحديث أفاد أن الإسرار
(1) أخرجه ابن ماجه (2153)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 231)، وابن عدي في الكامل (5/ 203)، وانظر الميزان (5/ 159)، والتلخيص الحبير (3/ 13)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2645).
(2)
أخرجه الحاكم (2/ 12)، والزبير بن بكار في أخبار المدينة كما في الكنز (7179، وابن عدي في الكامل (5/ 203)، وانظر الميزان (2/ 194)، والمغني (2/ 448)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2644)، وقال في الضعيفة (1298): منكر.
(3)
انظر التقريب (1/ 607).
أفضل لبعده عن الرياء، وقيل ما كان فيه التدبر أتم فهو الأفضل والحديث محمول على هذا. (د ت ن) عن عقبة بن عامر (ك)(1) عن معاذ) في الطريقين إسماعيل بن عياش وفيه اختلاف.
3597 -
"الجبروت في القلب". ابن لال عن جابر.
(الجبروت في القلب) قال الديلمي: الجبروت القهر والسطوة والامتناع والتعظيم أي أن محله القلب ثم تنتشر في الأعضاء وظاهره أنه يكون جبارا وإن لم يظهر عليه أثره. (ابن لال (2) عن جابر) بسند ضعيف.
3598 -
"الجدال في القرآن كفر". (ك) عن أبي هريرة.
(الجدال في القرآن كفر) في النهاية (3): الجدال مقابلة الحجة بالحجة والمجادلة المناظرة والمخاصمة انتهى، والمراد هنا الجدال بالباطل المؤدي إلى الشك والمنازعة والجدال الذي لا يرجع إلى علم بل لاتباع الأهواء. (ك) (4) عن أبي هريرة) فيه عمرو بن سلمة ضعفه ابن معين وقال النسائي: ليس بالقوي.
3599 -
"الجراد نثرة حوت في البحر". (هـ) عن أنس وجابر معاً.
(الجراد) بفتح الجيم وتخفيف الراء اسم جنس واحده جرادة للذكر والأنثى سمي جرادا لجرده الأرض وحلقه لها. (نُثْرة حوتٍ) بفتح النون وسكون
(1) أخرجه أبو داود (1333)، والترمذي (2919)، والنسائي (5/ 41) عن عقبة بن عامر، والحاكم (1/ 555) عن معاذ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3105).
(2)
أخرجه ابن لال كما في الكنز (7761)، والديلمي في الفردوس (2654)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2646)، والضعيفة (3470): موضوع.
(3)
انظر النهاية (1/ 247، 248).
(4)
أخرجه أبو داود (4603)، والحاكم (2/ 223)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3106)، والصحيحة (2419).
المثلثة وراء أي عطسته فقال: نثرت الشاة نثرا إذا عطست، والمراد أن الجراد من صيد البحر كالسمك يحل للمحرم أن يصيده وكره أكله الزمخشري (1)، قال الديلمي: قال زياد حدثني من رأى الحوت ينثره وأجمعوا على حل أكله بغير تذكية، وقالت المالكية: يشترط تذكيته قيل بقطع رأسه وقيل بوضعه في قدر أو نار. (هـ)(2) عن أنس وجابر معاً) قالا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا على الجراد: "اللهم اقتل كباره وأهلك صغاره وافسد بيضه واقطع دابره وخذ بأفواهه عن معاشنا وأرزاقنا إنك سميع الدعاء" فقال رجل: يا رسول الله تدعو على جند من أجناد الله بقطع دابره فقال: "الجراد
…
فذكره" قال ابن حجر: إسناده ضعيف وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
3600 -
"الجراد من صيد البحر". (د) عن أبي هريرة.
(الجراد من صيد البحر) تمامه عند مخرجه: "فكلوه" وسببه عن راويه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة أو عمرة فاستقبلنا جراد فجعلنا نضرب بنعالنا وأثوابنا فذكره، وفيه أنه لا يحتاج تذكية وتؤكل ميتته قال ابن حجر في الفتح: إنه حديث ضعيف لو كان صحيحًا لكان فيه حجة لمن قال إنه لا جزاء فيه لمن قتله محرمًا والجمهور على خلافه انتهى، قلت: ولا يخفى ضعف هذا الكلام. (د)(3) عن أبي هريرة) أخرجه أبو داود من طريقين ووافقه الترمذي في واحدة وكلاهما ضعيف وقال أبو داود نفسه: الحديثان جميعا وهم.
3601 -
"الجرس مزامير الشيطان". (حم م د) عن أبي هريرة (صح).
(1) الفائق (3/ 406).
(2)
أخرجه ابن ماجه (3221)، وانظر الموضوعات (3/ 14)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2648)، والضعيفة (112): موضوع.
(3)
أخرجه أبو داود (1853، 1854)، والترمذي (850)، وابن ماجه (3222)، وانظر فتح الباري (9/ 611)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2647).
(الجرس) قال القرطبي: بفتح الراء ما يعلق في أعناق الإبل ما له صلصلة، وإما بسكونها فالصوت الخفي وأخبر عنه بقوله:(مزامير الشيطان) وهو جمع عن مفرد لأنه أراد به الجنس وإنما كان مزامير الشيطان لأن صوته شاغل عن الذكر والفكر فيكره سفراً حَضَراً، قال الجمهور: الكراهة تنزيهية لا تحريمية قال ابن حجر: الكراهة لصوته؛ لأن فيه شبها لصوت الناقوس وشكله وإذا كانت الكراهة للجرس في عنق البهيمة مثلا فكيف ما صار عليه الناس من ملوك الدنيا من الزمامير بل وهذه الذي يسمونها بالطاسة والمرقع والطبل. (حم م د)(1) عن أبي هريرة) وهِم الحاكم فاستدركه.
3602 -
"الجزور عن سبعة". رواه الطحاوي عن أنس.
(الجَزور) فعول من الجزر وهو القطع يتناول الذكر والأنثى من الإبل إلا أن لفظه مؤنث. (عن سبعة) أي يجزيء في الأضحى عن سبعة أنفس وتقدم في الباء الموحدة "والبقرة عن سبعة
…
" الحديث. (الطحاوي)(2) بفتح الطاء تقدمت ترجمته (عن أنس).
3603 -
"الجزور في الأضحى عن عشرة". (طب) عن ابن مسعود.
(الجزور في الأضحى عن عشرة) أي يجزئ عن عشرة أنفس، قال الشارح: لم أر من المجتهدين من قال بذلك بل حكى القرطبي الإجماع على المنع فما زاد على السبعة انتهى، قلت: العجب دعوى الإجماع وهو مذهب الأكثر من الآل عليهم السلام لحديث الترمذي من حديث ابن عباس وحسنه (طب)(3) عن ابن
(1) أخرجه أحمد (2/ 372)، ومسلم (2114)، وأبو داود (2556)، والحاكم (1/ 445).
(2)
أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 175)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3108).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 163) رقم (10330)، وانظر المجمع (4/ 20)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2649).
مسعود) قال الهيثمي: فيه عطاء بن السائب وقد اختلط، انتهى. وأورده الدارقطني باللفظ المزبور (عن ابن مسعود) المذكور ثم قال: أيوب أبو الجمل أحد رواته ضعيف ولم يروه عن عطاء غيره.
3604 -
"الجفاء كل الجفاء والكفر والنفاق من سمع منادي الله تعالى ينادي بالصلاة ويدعو إلى الفلاح فلا يجيبه". (طب) عن معاذ بن أنس.
(الجفاء كل الجفاء والكفر والنفاق من سمع [2/ 385] منادي الله تعالى ينادي بالصلاة) قال أبو البقاء: الجفاء في الأصل مصدر وهو هنا مبتدأ وكل الجفاء تأكيد له والكفر والنفاق معطوفان على الجفاء "ومن سمع" خبر المبتدأ ولابد فيه من حذف المضاف أي إعراض من سمع لأن من بمعنى شخص أو إنسان والجفاء ليس بالإنسان والخير يجب أن يكون هو المبتدأ في المعنى والإعراض جفاء. (ويدعو إلى الفلاح) أي يدعوا إلى سبب البقاء في الجنة وهو الصلاة في الجماعة والفلاح والفلح التقى ذكره الديلمي. (فلا يجيبه) عطف على سمع وهذا الحديث من أقوى أدلة وجوب الجماعة لسامع ندائها لما أفاده من الوعيد. (طب)(1) عن معاذ بن أنس) قال الهيثمي: فيه زياد بن فائد ضعفه ابن معين ووثقه أبو حاتم.
3605 -
"الجلوس في المسجد لانتطار الصلاة بعد الصلاة عبادة، والنظر في وجه العالم عبادة، ونفسه تسبيح". (فر) عن أسامة بن زيد.
(الجلوس في المسجد لانتطار الصلاة) أي: صلاة الفريضة أو النافلة ذات السبب كالكسوف والاستسقاء سواء كان في المسجد أو في مصلاه غير مسجد إذا كان خروج القيد على الغالب كما هو الظاهر (بعد الصلاة) أي بعد أداء
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 183) رقم (394)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 41)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2650).
فريضة نكره لإفادة أن اللام في الصلاة جنسية أو للعهد الذهني ويحتمل أنه أريد بها فريضة أو نافلة. (عبادة) حين الجلوس أي له أجر العبادة وهو نظير: "لا يزال العبد في صلاة ما انتظر الصلاة"(1) إلا أنه قيد هنا الانتظار وبكونه بعد أداء صلاة فاحتمل أنه خرج للغالب ويراد بها أعم من الفرض فيشمل تحية المسجد مثلاً وحديث: "لا يزال" مطلق عن القيد. (والنظر في وجه العالم) أي العامل توقيراً له وتعظيما واستماعا لما يقوله من الدلالة على الخير.
(عبادة) للناظر. (ونفسه) بتحريك الفاء بالفتح بنفسه أي نفس العالم. (تسبيح) جملة استطرادية من أجر غير العالم إلى أجره. (فر)(2) عن أسامة بن زيد) فيه أحمد بن عيسى المصري أورده الذهبي في الضعفاء (3) وقال: كان ابن معين يكذبه ردّه في المغني بعد قوله: كذبه ابن معين: فأسرف وأشار أبو حاتم إلى ضعفه، انتهى وهو ثقة.
3606 -
"الجلوس مع الفقراء من التواضع، وهو من أفضل الجهاد". (فر) عن أنس.
(الجلوس مع الفقراء) أي ممن ليس بفقير لقصد إيناسهم وجبر خواطرهم. (من التواضع) أي من صفات المتواضعين وهو محمود عند العقل والشرع (وهو من أفضل الجهاد) لأنه جهاد للنفس بكسر شهوتها ووضع علوها وجهادها أفضل جهاد. (فر)(4) عن أنس فيه محمد بن الحسين السلمي الصوفي
(1) أخرجه البخاري (620).
(2)
أخرجه الديلمي في الفردوس (2645)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2652)، وقال في الضعيفة (1710): ضعيف جداً.
(3)
انظر المغني في الضعفاء (1/ 51).
(4)
أخرجه الديلمي في الفردوس (2646)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2653)، والضعيفة (3472): موضوع.
قال الخطيب قال لي محمد بن يوسف القطان: كان يضع الحديث، وهو مؤلف حقائق التفسير قال الذهبي (1): فيه تحريف كثير.
3607 -
"الجماعة بركة، والسحور بركة، والثريد بركة". ابن شاذان في مشيخته عن أنس.
(الجماعة بركة) أي في كل أمر يسن فيه من الصلاة والدعاء والجهاد والاجتماع على الطعام وعلى مهمات المسلمين. (والسحور بركة) للصائم لإعانته على صومه. (والثريد بركة) في نفسه يبارك فيه وفي نفعه بقائه في الأعضاء. (ابن شاذان (2) في مشيخته عن أنس) ورواه أبو يعلى والديلمي عن أبي هريرة ولقد أبعد المصنف النجعة حيث عزاه لابن شاذان مع إخراج من ذكر له.
3608 -
"الجماعة رحمة، والفرقة عذاب". عبد الله في زوائد المسند، والقضاعي عن النعمان بن بشير.
(الجماعة رحمة) أي لزوم جماعة المسلمين سبب لرحمة الله {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103] قال العامري: شارح الشهاب: لفظ الجماعة ينصرف لجماعة المسلمين لما اجتمع فيهم من جميل خصال الإسلام ومكارم الأخلاق وترقي السابقين منهم إلى درجة الإحسان وإن قل عددهم حتى لو اجتمع الإحسان والتقوى اللذان معهما الرحمة في واحد لكان هو الجماعة فالرحمة في متابعته والعذاب في مخالفته. (والفرقة عذاب) أي فراق الجماعة سبب للعذاب لأن من فارق الجماعة لم يفارقهم إلا لخبث في باطنه فلا
(1) انظر المغني (2/ 571)، وضعفاء ابن الجوزي (3/ 52).
(2)
أخرجه الخطيب في تالي تلخيص المتشابه (1/ 336) عن أنس، والديلمي في الفردوس (2618)، وأبو يعلى (6447) عن أبي هريرة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2654)، والضعيفة (2673).
يقع إلا فيما لا يرضاه الله تعالى ويحتمل أن يراد بالجماعة المسلمون وبالفرقة الردة ومخالفته في الإسلام. (عبد الله في زوائد المسند) كذا فيما قوبل على خط المصنف والقياس على ما أسلفه في الخطبة عم لأنه رمز عبد الله في الزوائد للمسند، (والقضاعي (1) عن النعمان بن بشير) قال الزركشي بعد عزوه لأحمد والطبراني فيه الجراح أبو وكيع قال الدارقطني: ليس بشيء وقال المصنف في الدرر (2): سنده ضعيف قال السخاوي: مثله إلا أنه قال: له شواهد.
3609 -
"الجمال في الرجل اللسان". (ك) عن علي بن الحسين مرسلاً.
(الجمال في الرجل اللسان) أي فصاحته كما تقدم قريباً. (ك)(3) عن علي بن الحسين مرسلاً) ظاهره أنه لم يجده مسنداً لأحد وإلا لما عدل إلى المرسل وقد أخرجه ابن لال والديلمي من حديث العباس بن عبد المطلب.
3610 -
"الجمال صواب القول بالحق، والكمال حسن الفعال بالصدق". الحكيم عن جابر.
(الجمال صواب القول بالحق) الحديث قاله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس لما جاءه وعليه ثياب بيض فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما يضحكك؟ قال صلى الله عليه وسلم "جمالك" قال وما الجمال فذكره والصواب خلاف الخطأ والحق ضد الباطل فالصواب القول بالحق هو جمال الرجال لأن به يرفع شأنه ويعظم بيانه. (والكمال حسن الفعال بالصدق) أي إكمال الرجل [2/ 386] إحسانه في أفعاله مع مطابقتها لنفس
(1) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (4/ 278، 375)، والقضاعي في مسند الشهاب (15)، وأخرجه أحمد في المسند (4/ 278)، وابن أبي عاصم (93) والبيهقي في الشعب (4419)، وانظر كشف الخفاء (1/ 398)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3109)، والصحيحة (667).
(2)
الدر المنثور (8/ 545).
(3)
أخرجه الحاكم (3/ 373)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2657).
الأمر في حسن الموقع. (الحكيم)(1) وأخرجه من أهل الرموز أيضاً أبو نعيم في الحلية والديلمي في مسند الفردوس والبيهقي في الشعب (عن جابر) فيه أيوب بن يسار الزهري قال الذهبي ضعيف جدا تفرد عنه عمر بن إبراهيم وهو ضعيف جدًّا.
3611 -
"الجمال في الإبل، والبركة في الغنم، والخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة". الشيرازي في الألقاب عن أنس.
(الجمال في الإبل) قال تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} [النحل: 6] قال جار الله (2): منَّ الله بالتجمل بها كما من بالانتفاع بها؛ لأنه من أغراض أصحاب المواشي بل هو من معاظمها؛ لأن الرعيان إذا روجوها بالعشي وسرحوها بالغداة فزينت بإراحتها وتسريحها الأفنية وتجاوب فيها الثغاء والرغاء أنست أهلها وفرحت أربابها وأجلتهم في عيون الناظرين إليها وكسبتهم الحرمة والجاه عند الناس انتهى. (والبركة) أي النمو والزيادة. (في الغنم) يشمل الضأن والمعز. (والخيل في نواصيها الخير) يأتي تفسيره؛ فإنه الأجر والمغنم. (الشيرازي (3) في الألقاب عن أنس).
3612 -
"الجمعة إلى الجمعة كفارة ما بينهما ما لم تغش الكبائر". (هـ) عن أبي هريرة.
(الجمعة) أي صلاة الجمعة. (إلى) صلاة. (الجمعة كفارة) ما يقع من الذنوب الصغائر. (ما بينهما ما لم يغش) بالغين والشين المعجمات أي يرتكب.
(1) أخرجه الحكيم في نوادره (4/ 36)، والبيهقي في الشعب (4964)، والديلمي في الفردوس (2633)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2655)، والضعيفة (648): ضعيف جداً.
(2)
انظر: تفسير الكشاف (1/ 649).
(3)
أخرجه الشيرازي في الألقاب كما في الكنز (35266) وانظر فيض القدير (3/ 357)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2656): ضعيف جداً.
(الكبائر) وتقدم البحث في هذا في الجزء الأول بما لا مزيد عليه.
(هـ)(1) عن أبي هريرة ورواه الحاكم والديلمي.
3613 -
"الجمعة على من سمع النداء". (د) عن ابن عمرو (صح).
(الجمعة على من سمع النداء) في الدارقطني بدله التأذين أي لا تجب إلا على السامع كما قال تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} [الجمعة: 9] الآية. (د)(2) عن ابن عمرو) وقال عبد الحق الصحيح وقفه، وقال ابن القطان: فيه سلمة بن بقية مجهول وعبد الله بن هارون مجهول في الميزان (3) أبو سلمة بن بقية نكرة تفرد عنه محمد بن سعد الطائفي وشيخه ابن هارون كذلك، والعجب أن عليه رمز التصحيح.
3614 -
"الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: عبداً مملوكاً، أو امرأه، أو صبيا، أو مريضاً". (د ك) عن طارق بن شهاب.
(الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة) يصدق على الثلاثة. (إلا أربعة) استثنى من قوله: "كل مسلم" يعني فلا تجب عليهم وتجزئ بهم. (عبداً مملوكاً، أو امرأة، أو صبياً، أو مريضاً) الأظهر فيها النصب إلا أنه بخط المصنف في الأربعة الألفاظ بغير ألف وقيل إنها على قاعدة المتقدمين من المحدثين في كتب المنصوب بلا ألف ويقرئ منصوباً وقيل: بل هي مرفوعة على خبرية محذوف أي هم عبد إلى آخره وقال المظهر: إلا بمعنى غير وما بعدها مجرور صفة لمسلم. (د ك)(4) عن طارق بن شهاب) هو صحابي إلا أن أبا داود قال
(1) أخرجه ابن ماجه (1086)، وأحمد (2/ 484)، والترمذي (214)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3110)، والصحيحة (3623).
(2)
أخرجه أبو داود (1056)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3112).
(3)
انظر الميزان (4/ 217).
(4)
أخرجه أبو داود (1067)، والحاكم (1/ 425)، والتلخيص الحبير (2/ 65)، وصححه الألباني =
عقيب رواية هذا الحديث طارق هذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئا انتهى (1)، وقال الخطابي: إسناده ليس بذلك، وقال ابن حجر: فيه أربعة أنفس ضعفاء على الولاء قاله ابن القطان.
3615 -
"الجمعة على من آواه الليل إلى أهله". (ت) عن أبي هريرة.
(الجمعة) واجبة. (على من آواه الليل إلى أهله) يحتمل أنه أريد أن من بات في أهله ليلة الجمعة وجب عليه حضورها مع حصول شرطها وهو سماعه النداء فلا يجوز له أن يسافر قبلها ويحتمل أنه يريد على من أواه الليل أي بات ليلة السبت أي عزم على البيات في أهله فإنه يجب عليه حضورها ولو أصبح في غير بلده. (ت)(2) عن أبي هريرة) تعقبه الترمذي مخرجه: بأن إسناده ضعيف إنما يروى من حديث معارك بن عباد عن عبد الله بن سعيد المقبري والمقبري مضعف قال الترمذي وقد ذكر أحمد بن الحسين هذا الحديث لأحمد بن حنبل فغضب عليه وقال له: استغفر ربك مرتين انتهى وقال الذهبي (3): معارك ضعيف وعبد الله ساقط متهم وحجاج متروك.
3616 -
"الجمعة واجبة إلا على امرأة، أو صبي، أو مريض، أو عبد أو مسافر". (طب) عن تميم الداري.
(الجمعة واجبة إلا على امرأة، أو صبي، أو مريض، أو عبد أو مسافر) هذا زيادة على الأربعة الماضية فيكون إخباره صلى الله عليه وسلم بالأربعة قبل إعلام الله له بالخامس
= في صحيح الجامع (3111).
(1)
انظر: الإصابة (3/ 510).
(2)
أخرجه الترمذي (502، 501)، وعلل الترمذي (1/ 739)، والعلل المتناهية (1/ 457)، وقال الألباني: في ضعيف الجامع (2661): ضعيف جداً.
(3)
انظر: بيان الوهم (2/ 184)، وميزان الاعتدال.
أو يكون مفهوم العدد غير مراد. (طب)(1) عن تميم الداري) قال البخاري: فيه نظر وقال ابن القطان: فيه أبو عبد الله الشامي مجهول انتهى.
3617 -
"الجمعة على الخمسين رجلا، وليس على ما دون الخمسين جمعة". (طب) عن أبي أمامة.
(الجمعة على الخمسين رجلا) فيه بيان أنه أريد بقوله في جماعة الخمسون لا أقل ويحتمل أن المراد أنها تجب على الخمسين كفاية فإذا قام بها من يصدق عليه اسم الجماعة فقد سقطت عن الباقين، والشافعية اعتبرت الأربعين لا تجزئ بدونهم وقيل غير ذلك والحق أنه لا حد معين بل ما يصح جماعة صح جمعة (وليس على ما دون الخمسين جمعة) يشعر بأن مفهوم العدد غير معمول به إلا لما صرح به وقد يقال:[2/ 387] أنه صرح به لأنه أدل على المراد. (طب)(2) عن أبي أمامة) قال الذهبي في المهذب (3): حديث واه وقال الهيثمي: فيه جعفر بن الزبير صاحب القاسم وهو ضعيف جداً، وقال ابن حجر (4): فيه جعفر بن الزبير متروك وهياج بن بسطام متروك.
3618 -
"الجمعة واجبة على كل قرية إن لم يكن إلا أربعة". (قط هق) عن أم عبد الله الدوسية.
(الجمعة واجبة على كل قرية) أي أهل قرية قال البيهقي: يعني بالقرى
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 51)(1257)، وانظر الميزان (2/ 443) والمغني (1/ 185)، والتلخيص الحبير (2/ 57)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3113).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 244)(7952)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 176)، والميزان (2/ 133)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2660)، والضعيفة (1203): موضوع.
(3)
انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (3/ 1109) تحت رقم (5001)، وفيه: ويروى في "الخمسين" حديث واه.
(4)
انظر: التلخيص الحبير (2/ 56).
المدائن وكذا قال غيره وفي رواية للدارقطني بزيادة فيها إمام. (وإن لم يكن إلا أربعة) وفي رواية: "وإن لم يكونوا إلا ثلاثة رابعهم إمامهم" فالمراد أربعة بالإمام. (قط هق)(1) عن أم عبد الله السدوسية فيه معاوية بن سعيد التجيبي والوليد بن محمد والحكم بن عبد الله قال الدارقطني: كل هؤلاء متروكون ولم يسمع الزهري من السدوسية وكل ما رواه متروك، وقال الذهبي: فيه متروكان وتالف، وقال ابن حجر: هو ضعيف ومنقطع أيضاً، وقال في موضع آخر: إسناده واهٍ جداً.
3619 -
"الجمعة حج المساكين". ابن زنجويه في ترغيبه والقضاعي عن ابن عباس.
(الجمعة حج المساكين) أي أن ذهابهم إلى الجمعة كالحج لهم في الأجر لما عجز الفقير عن مال الحج أو ضعف وكان يتمناه بقلبه نظر الكريم إلى تحسره فأعطاه ثواب الحاج بقصده على منوال خبر: "إن بالمدينة أقواما ما قطعتم واديا إلا وقد سبقوكم إليه حبسهم العذر"(2). (ابن زنجويه (3) في ترغيبه والقضاعي عن ابن عباس) قال العراقي: سنده ضعيف وأورده في الميزان في ترجمة عيسى بن إبراهيم الهاشمي وقال عن جمع أنه متروك.
3620 -
"الجمعة حج الفقراء". القضاعي وابن عساكر عن ابن عباس.
(الجمعة حج الفقراء). القضاعي وابن عساكر (4) عن ابن عباس.
(1) أخرجه الدارقطني (2/ 7، 8، 9)، والبيهقي في السنن (3/ 179)، وابن عدي في الكامل (2/ 204)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 57)، والإصابة (8/ 252)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2662)، والضعيفة (1204): موضوع.
(2)
أخرجه البخاري (4161)، ومسلم (1911).
(3)
أخرجه القضاعي في الشهاب (78)، والديلمي في الفردوس (2614)، وانظر: الميزان (5/ 373)، وتخريج أحاديث الإحياء (4/ 51)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2659).
(4)
أخرجه القضاعي في الشهاب (79)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 431)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2658)، والضعيفة (191): موضوع.
3621 -
"الجنازة متبوعة، وليست بتابعة، ليس منا من تقدمها". (هـ) عن ابن مسعود.
(الجنازة متبوعة) أي يبلغها من يتبعها ويجعلها أمامه ولا يتقدمها. (وليست بتابعة، ليس منا) أي من أهل سنتنا وديننا وفي نسخ ليس منها أي من أهل الجنازة والمشاة معها وفي المصابيح والمشكاة ليس معها. (من تقدمها) وفي الحديث إعلام بأن المشي: خلف الجنازة هو السنة وأنه لا أجر لمن مشى أمامها وبه أخذت الحنفية، وقالت الشافعية بل الأفضل المشي أمامها؛ لأنهم شفعاء الميت إلى الله والشافع يمشي أمام المشفوع له أي قالوا والحديث ضعيف ولا يتم به الحجة. (هـ) (1) عن ابن مسعود) قال ابن الجوزي: حديث لا يثبت وفيه أبو ماجد قال الدارقطني: مجهول وقال ابن عدي: منكر الحديث، وقال الذهبي: تركوه وقد أخرج هذا الحديث أبو داود والترمذي من رواية أبي ماجد أيضاً، وقال البيهقي: أحاديث المشي خلفها كلها ضعيفة.
3622 -
"الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك". (حم خ) عن ابن مسعود (صح).
(الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك) وجه الأقربية أن يسيرا من الخير قد يكون سببا لدخول الجنة وقليلا من الشر سببا لدخول النار فينبغي الرغبة في كل أسباب الجنة وتجنب جميع أسباب النار وعلى هذا فالقرب معنوي وإلا فالجنة فوق السماوات السبع. (حم خ)(2) عن ابن مسعود).
3623 -
"الجنة لها ثمانية أبواب، والنار لها سبعة أبواب". ابن سعد عن عتبة بن عبد.
(1) أخرجه ابن ماجه (1484)، وأبو داود (3184)، ولترمذي (1011)، وابن عدي في الكامل (7/ 201)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 112)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2663).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 387، 413)، والبخاري (6488).
(الجنة لها ثمانية أبواب) قال السهيلي: إنما كانت أبواب الجنة ثمانية لأن مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله، ولذلك المفتاح ثمانية أسنان: الصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبر والصلة فيكون أنواع الأعمال ثمانية. (والنار لها سبعة أبواب) قال أيضا إنما كانت أبواب النار سبعة لأن الأديان سبعة: واحد للرحمن وستة للشيطان فالتي للشيطان: اليهودية والنصرانية والوثنية والمجوسية والدهرية والإبراهيمية، والصنف السابع أهل التوحيد كالخوارج والمبتدعة والظلمة والمصرين على الكبائر فهؤلاء كلهم صنف واحد فوافق عدة الأبواب عدة الأصناف انتهى. (ابن سعد (1) عن عتبة بن عبد) قال الشارح: عتبة بن عبد في الصحابة يماني وأنصاري وسلمي فكان ينبغي للمصنف تمييزه، قلت: قد يقال المراد كونه صحابياً ولا فائدة في تمييزه كما قالوه عن رجل.
3624 -
"الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض". ابن مردويه عن أبي هريرة.
(الجنة مائة درجة) يحتمل أن يراد بها الرتبة كما يقال لفلان درجة عند الملك أي رتبة ويحتمل أن يراد بها المصاعد، وقد عارضه حديث أحمد أنه "يقال لصاحب القرآن اقرأ واصعد فيقرأ ويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه"(2) وحديث أن "عدد درج الجنة عدد آيات القرآن"(3) تقدم وأجيب بأن المراد بالمائة الدرجة الدرجات الكبار وبينها درجات صغار كثيرة.
(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 430)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3119)، والصحيحة (1812).
(2)
أخرجه أحمد (3/ 40).
(3)
أخرجه البيهقي في الشعب (1998).
(ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض) فيه تأييد الاحتمال الثاني وهذا معارض لحديث الترمذي أن "ما بين كل درجتين مائة عام"(1) لأنه قد ثبت أن ما بين كل سمائين خمس مائة عام، وأجيب: بأن ذلك [2/ 388] يختلف بالسرعة والبطيء فالمائة للسريع والخمس مائة للبطيء قاله ابن القيم (2)، ولك أن تقول ذلك فيما بين الدرجات الصغار والآخر في الدرجات الكبار. (ابن مردويه (3) عن أبي هريرة) وأخرجه أيضا الحاكم وقال: على شرطهما.
3625 -
"الجنة مائة درجة، ولو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن وسعتهم". (حم ع) عن أبي سعيد.
(الجنة مائة درجة، ولو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن وسعتهم) فيه ما يؤيد الثاني أيضاً وأنها مصاعد ذات سعة والعدد لأنواع الخير بحيث يكفي العالمين محلاً ونعيماً (حم ع)(4) عن أبي سعيد) ورواه عنه الترمذي إلا أنه قال: لو أن الناس كلهم في درجة.
3626 -
"الجنة تحت أقدام الأمهات". القضاعي (خط) في الجامع عن أنس.
(الجنة تحت أقدام الأمهات) قال العامري: المراد يكون في برها وخدمتها كالتراب تحت قدميها مقدما لها على هواه مؤثرا برها على بعض عبادة الله تعالى لتحملها شدائد حمله ورضاعه وتربيته. القضاعي (خط)(5) في الجامع عن أنس)
(1) أخرجه الترمذي (2529).
(2)
انظر: زاد المعاد (3/ 64)، وحادي الأرواح (ص: 47).
(3)
أخرجه الحاكم (1/ 153)، وأحمد (2/ 335)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3120).
(4)
أخرجه أحمد (3/ 29)، وأبو يعلى (1398)، والترمذي (2532)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2671)، والضعيفة (1886).
(5)
أخرجه القضاعي في الشهاب (119)، والخطيب في جامعه (2/ 40)، والنسائي (3/ 8)، وابن ماجه (2781)، والحاكم (2/ 114)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2666)، وقال في =
قال ابن طاهر: فيه منصور بن مهاجر عن أبي النضر الأباد وهما لا يعرفان فالحديث منكر انتهى، وقد أخرجه النسائي وابن ماجه وأحمد والحاكم وصححه وقد عزاه المصنف في الدرر (1) إلى مسلم من حديث النعمان بن بشير قال شارحه: وهو ذهول.
3627 -
"الجنة تحت ظلال السيوف". (ك) عن أبي موسى.
(الجنة تحت ظلال السيوف) في النهاية (2): هي كناية عن الدنو والقرب في الجهاد حتى يعلوه السيف ويصير ظله عليه وقال الطيبي: معناه ثواب الله السبب الموصل إلى الجنة عند الضرب بالسيف في سبيل الله فاحضروا الجهاد بصدق نية واثبتوا، والمراد دخول الجنة تحت ظل السيف وأن الجهاد أقرب طرق الجنة. (ك) (3) عن أبي موسى) قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي إلا أن لفظه في المستدرك: "إن الجنة" كان على المصنف أن يذكره في "أنّ" قاله شارحه: وقد أخرجه البخاري عن ابن أبي أوفى بلفظ: "اعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف" ومسلم في المغازي وأبو داود في الجهاد فاقتصار المصنف على الحاكم من ضيق العطن.
3628 -
"الجنة دار الأسخياء". (عد) والقضاعي عن عائشة.
(الجنة دار الأسخياء) تقدم تفسير السخاء وهذا إخبار بأن الجنة دارهم الذي ينزلونه في الآخرة إعلاما بأن السخاء صفة تقود من تحلى بها إلى أعمال الجنة
= الضعيفة (593): موضوع.
(1)
انظر: الدر المنتشرة (ص: 9).
(2)
انظر النهاية (3/ 159).
(3)
أخرجه الحاكم (2/ 80)، والترمذي (1659) عن أبي موسى، والبخاري (2663، 2965)، ومسلم (1742، 1902)، وأبو داود (2631) عن ابن أبي أوفى.
وحلولها. (عد) والقضاعي (1) عن عائشة)، فيه جحدر عن بقية عن الأوزاعي عن الزهري عن عائشة رضي الله تعالى عنها قال مخرجه ابن عدي: جحدر يسرق الأحاديث ويروي المناكير وقال الدارقطني: حديث لا يصح وقال في الميزان: حديث منكر ما أتى به سوى جحدر وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
3629 -
"الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة". (طس) عن أبي هريرة.
(الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة) المراد بناء قصورها ودورها أو بناء حائطها فيه احتمالان؛ ورجح ابن رجب الثاني، وحديث: جنتان من ذهب: إلى آخره. (طس)(2) عن أبي هريرة)، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح قال شارحه تمام الحديث: "ملاطها المسك" وكلام المصنف يوهم أنه الحديث بتمامه.
3630 -
"الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين مسيرة خمسمائة عام". (طس) عن أبي هريرة.
(الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين مسيرة خمسمائة عام) تقدم: "إن بين كل درجتين ما بين السماء والأرض" هذا يبين أن بينهما مسافة خمس مائة عام وتقدم الكلام في التوفيق بينه وبين حديث: "إن درجها عدد آي القرآن". (طس)(3) عن أبي هريرة وأخرجه أحمد والبخاري والترمذي.
3631 -
"الجنة بالمشرق". (فر) عن أنس.
(1) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 4، 187/ 320)، والقضاعي في الشهاب (117)، وانظر الميزان (1/ 256، 4/ 270)، والموضوعات (3/ 215)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2668)، والضعيفة (3476).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (2532)، وأحمد (2/ 362)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3118)، والصحيحة (2662).
(3)
أخرجه الطبراني في الأوسط (5765)، وأحمد (2/ 292)، والبخاري (2637)، والترمذي (2529).
(الجنة بالمشرق) قال الإمام الرازي في تفسيره: الجنة موضعها فوق السماء وتحت العرش كما ذكره الإمام مالك رضي الله عنه والجنة فوق السماوات والنار في أسفل السافلين، وذهب ابن حزم إلى أن الجنة في السماء السادسة معلقا بقوله تعالى:{عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} [النجم: 14 - 15] وسدرة المنتهى في السماء السادسة إذا عرفت هذا فالظاهر أن المراد هنا أن جهة المشرق كالعراقين وما والاها كثيرة الأشجار الملتفة والرياض المونقة فإن الجنة اسم لذلك وإلا فقد ورد أن الجنة فوق السماء السابعة.
(فر)(1) عن أنس) فيه يونس بن عبيد أورده الذهبي في الضعفاء (2) وقال: مجهول وأخرجه الحاكم من هذا الوجه بهذا اللفظ، قال الشارح فإهمال المصنف للأصل واقتصاره على الفرع غير جيد.
3632 -
"الجنة حرام على كل فاحش أن يدخلها". ابن أبي الدنيا في الصمت (حل) عن ابن عمرو.
(الجنة حرام على كل فاحش أن يدخلها) تقدم تفسير الفحش وقيل: تحريم الجنة في هذه الأخبار لبعض عصاة المؤمنين مع ما علم من السنة أن كل مؤمن لا بد من دخوله الجنة محمول على عدم دخولها مع السابقين الأولين. ابن أبي الدنيا في الصمت (حل)(3) عن ابن عمرو). قال الحافظ العراقي: سنده لين.
3633 -
"الجنة لكل تائب، والرحمة لكل واقف". أبو الحسين ابن المهتدي
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2612)، والحاكم (4/ 474)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2665): موضوع، وقال في الضعيفة (3475): باطل.
(2)
انظر المغني (2/ 766).
(3)
أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (322)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 288)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2667).
في فوائده عن ابن عباس.
(الجنة لكل تائب، والرحمة لكل واقف) أي مصر على المعاصي كأنه وقف على ذنوبه ولم يتجاوزها إلى التوبة قال الديلمي: ويروى وقاف وهو [389: 2] المتأني كأنه يريد أن يتوب فيتوقف فالرحمة قريب منه. (أبو الحسين ابن المهتدي (1) في فوائده عن ابن عباس) وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس عنه أيضاً.
3634 -
"الجنة بناؤها لبنة من فضة ولبنة من ذهب، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، ومن يدخلها ينعم لا يبأس، ويخلد لا يموت، ولا يبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم"(حم ت) عن أبي هريرة.
(الجنة بناؤها لبنة من فضة ولبنة من ذهب) تقدم التلفيق بين هذا وبين حديث: "جنتان من ذهب وجنتان من فضة". (ومِلاطُها) بكسر الميم طينتها الذي يكون بين كل لبنتين أو ترابها الذي يخالطه الماء. (المسك الأذفر) بالذال المعجمة في خط المصنف الذي لا خلط فيها أو الشديد الريح قالوا: لكن لونه مشرق لا يشبه لون مسك الدنيا بل هو أبيض. (وحصباؤها) أي حصاها الصغار. (اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران) وفي رواية: "تربتها درمكة بيضاء مسك خالص"(2) والدرمكة الخبز الصافي الذي يضرب لونه إلى صفرة مع لينها ونعومتها، والجمع بين الروايات هذه أن تربتها زعفران إذا عجن بالماء صار مسكاً والطين سمي ترابا فلما كانت تربتها طيبة وماؤها طيب فانضم أحدهما إلى الآخر حدث لهما طيب آخر فصار مسكا ويحتمل أن كونه زعفران باعتبار
(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2609)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2669)، والضعيفة (2890): موضوع.
(2)
أخرجه مسلم (2928).
اللون ومسكا باعتبار الريح وهذا من أحسن شيء وأظرفه تكون البهجة والإشراق في لون الزعفران والريح ريح المسك. (ومن يدخلها ينعم) بفتح المهملة. (لا يبأس) أي يكون في نعيم لا يشوبه بؤس ولا تعقبه شدة يقال بئس الرجل إذا اشتدت حاجته (ويخلد لا يموت) لأنها دار البقاء لا فناء فيها والإتيان بلا ييأس ولا يموت من باب قوله: أقول له ارحل لا تقيمنّ عندنا.
(ولا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم) إعلام بأن الجنة وجميع ما فيها لا فناء فيه ولا تغيير عن صفات أهله وهو معنى: (لهم فيها نعيم مقيم)، (أكلها دائم وظلها) وفيه تعريض بدم الدنيا فإن نعيمها زائل وشبابها متبدد ونعيمها مقرون به البؤس.
(حم ت)(1) عن أبي هريرة) ورواه عنه الطيالسي وغيره.
3635 -
"الجن ثلاثة أصناف: فصنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون". (طب ك) والبيهقي في الأسماء عن أبي ثعلبة الخشني.
(الجن): وفي نسخة: الجنة. (ثلاثة أصناف) أي أنواع في خلقتهن ليسوا كبني آدم نوع واحد وخلقة واحدة. (فصنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء) لم يعين كيفية خلقتهم هل على صفة الطير أو لا. (وصنف حيات وكلاب) قال الحكيم: هذا الصنف هم الذين ورد النهي عن قتلهم في خبر: "نهى عن قتل دواب البيوت"(2) وخبر: "نهى عن قتل الحيات"(3) فإن تلك في صور الحيات وهم من
(1) أخرجه أحمد (2/ 304)، والترمذي (2526)، والطيالسي (2583)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3116).
(2)
أخرجه الحكيم في نوادره (1/ 205).
(3)
أخرجه أبو يعلى (4776)، وأبو بكر بن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1902).
الجن وهم سكان البيوت. وقوله: (وصنف يحلون) أي كما يحل بنوا آدم يسكنون الأراضي ويضربون الأفنية.
(ويظعنون) أي يرحلون من أرض إلى أرض. (طب ك) والبيهقي في الأسماء (1) عن أبي ثعلبة الخشني) قال الهيثمي: رجاله وثقوا وفي بعضهم ضعف وقال شيخه العراقي: صحيح الإسناد.
3636 -
"الجن لا تخبل أحداً في بيته عتيق من الخيل". (ع طب) عن عريب.
(الجن لا تخبِّل أحدًا) بضم المثناة الفوقية وفتح المعجمة وتشديد الموحدة من خَبَّله صيره أخبل أي مصروعًا متغير الإدراك. (في بيته عتيق من الخيل) العتيق بالمهملة الكريم الرائع من كل شيء قاله في النهاية (2) وهذه خاصية جعلها الله لها كما في الديك الأفرق وفيه تصريح بأنها تخبل فلا وجه لإنكار الزمخشري (3) وتبعه عليه البيضاوي (4) في آية: {الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275] فقال: إن الآية وردت على ما تزعم العرب أن الشيطان يخبط الإنسان فيصرعه إن الجني يمسه فيختلط عقله وقد شنع عليهما ما قالاه. (ع طب)(5) عن عريب بفتح المهملة كما في خط المصنف وقال ابن حجر:
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 214)(573)، والحاكم (2/ 495)، والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 795)، وتخريج أحاديث الإحياء (3/ 19)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 136)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3114).
(2)
انظر النهاية (3/ 179).
(3)
انظر: الكشاف (1/ 158) و (1/ 365).
(4)
انظر: تفسير البيضاوي (1/ 574).
(5)
أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 189)(506)، وأبو بكر بن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2696)، وأبو الشيخ في العظمة (12835)، وانظر المجمع (7/ 27)، والإصابة (4/ 496)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2664)، والضعيفة (3474): موضوع.
بفتح أوله وكسر الراء بعدها تحتية ثم باء موحدة أبو عبد الله المليكي الشامي قال البخاري: يقال له صحبة وقال الذهبي (1): له حديث من وجه ضعيف وأشار إلى هذا، عريب صحابي وقيل له غير هذا الحديث.
(1) انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ 380) رقم (4085).