الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحاء مع الموحدة
3646 -
" حب الدنيا رأس كل خطيئة". (هب) عن الحسن مرسلا.
(حب الدنيا رأس كل خطيئة) تقدم الكلام في ذلك غير مرة والأمر أوضح من أن يوضح وما من خطيئة إلا سببها ذلك. (هب)(1) عن الحسن مرسلاً قال الزين في شرح ألفيته: إنه من كلام مالك بن دينار ورواه البيهقي من كلام عيسى وعده ابن الجوزي من الموضوعات وتعقبه ابن حجر بأن ابن المديني أثنى على مراسيل الحسن والإسناد إليه حسن (2).
3647 -
"حب الثناء من الناس يعمي ويصم". (فر) عن ابن عباس.
(حب الثناء من الناس) تقدم أنه المدح بتقديم المثلثة وبتأخيرها الذم وهذا الحب مضاف إلى مفعوله وفاعله محذوف أي حبك الثناء أي أن يثني عليك الناس. (يعمي) الإنسان عن معرفة عيوبه. (ويصم) عن سماع من يعرفه بها لأنه إذا توجه القلب إلى محبة شيء أعمى العين وأصم الأذن فلا ينظر إلا ما يحبه ولا يسمع إلا ما يهواه ببعد سماع ما يحبه [2/ 392] فيبعد عن قبول ما لا يحبه. (فر)(3) عن ابن عباس قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف وذلك لأن فيه حميد بن عبد الرحمن (4) قال الخطيب: مجهول، والفضل بن عيسى قال الذهبي: ضعفوه.
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (10458)، وانظر الموضوعات (3/ 132)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2682)، وقال في الضعيفة (1226): موضوع.
(2)
انظر: فتح المغيث للسخاوي (1/ 265)، وتدريب الراوي (1/ 287).
(3)
أخرجه الديلمي في الفردوس (2726)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2681)، والضعيفة (3478).
(4)
انظر المغني (1/ 194).
3648 -
"حب العرب إيمان، وبغضهم نفاق". (ك) عن أنس.
(حب العرب) أي حب غيرهم لهم. (إيمان) أي علامة على إيمان من يحبهم لأن منهم الرسول والقرآن بلسانهم ولغة أهل الجنة لغتهم كما أفاده حديث: "أحب العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي"(1) تقدم في الهمزة وقوله: (وبغضهم نفاق) أي من صفات المنافق لأنه كان المنافقون في عصره صلى الله عليه وسلم يبغضون العرب لكونه صلى الله عليه وسلم منهم وكون عيون أصحابه المهاجرين منهم (ك)(2) عن أنس) قال الحاكم: صحيح، وردّه الذهبي، وقال الهيثمي: فيه الهيثم بن حماد متروك ومعقل ضعيف انتهى. أراد معقل بن مالك عن الهيثم بن حماد عن ثابت عن أنس.
3649 -
"حب أبي بكر وعمر إيمان، وبغضهما نفاق". (عد) عن أنس.
(حب أبي بكر وعمر إيمان) أي من صفات أهل الإيمان لأنه لا يحبهما إلا من أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك المؤمن. (وبغضهما نفاق) لأنه من صفات المنافقين فإنه يبغض الرسول صلى الله عليه وسلم ويبغض أصحابه سيما أعيانهم. (عد)(3) عن أنس) فيه حازم بن الحسين قال في الميزان عن أبي داود: يروي مناكير، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه ثم ساق هذا الخبر.
3650 -
"حب قريش إيمان، وبغضهم كفر، وحب العرب إيمان، وبغضهم
(1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1932)، والبيهقي في الشعب (1610)، والحاكم (4/ 97) وانظر كلام شيخ الإسلام حول الموضوع في اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 158).
(2)
أخرجه الحاكم (4/ 97)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 89)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2683).
(3)
أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 73)، وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة (رقم 487)، وفيه: وبعضهما كفر، بدل "نفاق" وابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 224)، وانظر الميزان (2/ 405)، واللسان (2/ 199)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2679).
كفر، فمن أحب العرب فقد أحبني، ومن أبغض العرب فقد أبغضني". (طس) عن أنس.
(حب قريش إيمان، وبغضهم كفر، وحب العرب إيمان، وبغضهم كفر، فمن أحب العرب فقد أحبني) فيه بيان أن كون حبهم من صفات الإيمان لأجل أنه صلى الله عليه وسلم منهم ومن أحب قومه عامة فقد أحبه صلى الله عليه وسلم وكذلك قوله: (ومن أبغض العرب فقد أبغضني) وذكر قريش تخصيص لأنه إليهم أقرب ونسبه بهم ألصق ثم عمَّمَ العرب ولعله كان لا يحب العرب في زمنه إلا من أحبه ولا يبغضهم إلا من أبغضه وقدمنا الكلام فيه في الجزء الأول. (طس)(1) عن أنس) قال الهيثمي: فيه الهيثم بن جمّاز متروك انتهى ورواه الحاكم أيضا عن أنس وقال: حسن صحيح واعترض بأن فيه الهيثم المذكور، كذا قال الشارح: ولفظ الهيثمي فيه الهيثم بن جمّاز (2) ضعفه أحمد وابن معين والبزار.
3651 -
"حب الأنصار آية الإيمان، وبغض الأنصار آية النفاق". (ن) عن أنس.
(حب الأنصار آية الإيمان) أي علامته لأنه لا يحبهم إلا من أحب من هم أنصاره. (وبغض الأنصار آية النفاق) لأنه لا يبغضهم إلا من يبغض من آووه ونصروه وتقدم نظيره. (ن)(3) عن أنس) ورواه أبو يعلى بلفظ "حب الأنصار آية كل مؤمن وبغضهم آية كل منافق".
3652 -
"حب أبي بكر وعمر من الإيمان، وبغضهما كفر وحب الأنصار من
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (2537)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 355)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 89)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2684)، وقال في الضعيفة (1190): ضعيف جداً.
(2)
انظر: المغني (2/ 715).
(3)
أخرجه النسائي (6/ 534)، وأبو يعلى (4175)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3123).
الإيمان، وبغضهم كفر، وحب العرب من الإيمان، وبغضهم كفر، ومن سب أصحابي فعليه لعنة الله، ومن حفظني فيهم فأنا أحفظه يوم القيامة". ابن عساكر عن جابر.
(حب أبي بكر وعمر من الإيمان) الإتيان بمن يرشد إلى أن المراد في قوله آنفاً: "حب أبي بكر وعمر إيمان"، أي من صفات أهل الإيمان وكذلك في نفيه قرابته في هذا الحديث وحذفها في قوله:(وبغضهما كفر) ولم يقل من الكفر؛ لأنه لا باعث على بغضهما إلا بغض من صحباه ولا شك أن بغضه صلى الله عليه وسلم كفر بخلاف حبهما لو لم يتصف به المؤمن فإنه لا يكون كافرا لأن غايته أنه فوت خصلة وصفة من صفات أهل الإيمان واعتبر هذا في بقية قرابته في الحديث. (وحب الأنصار من الإيمان، وبغضهم كفر، وحب العرب من الإيمان، وبغضهم كفر، ومن سب أصحابي فعليه لعنة الله، ومن حفظني فيهم فأنا أحفظه يوم القيامة). (ابن عساكر (1) عن جابر) ورواه أبو نعيم في الحلية والديلمي في مسند الفردوس بخلاف يسير، وقال الحليمي في هذا وما قبله (2): تفضيل العرب على العجم فلا ينبغي لأحد إطلاق لسانه بتفضيل العجم على العرب بعد ما بعث الله أفضل رسله صلى الله عليه وسلم من العرب وأنزل آخر كتبه بلسان العرب فصار فرضا على الناس أن يتعلموا لغة العرب ليعقلوا عن الله أمره ونهيه، ومن أبغض العرب أو فضل العجم عليهم فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه أسمعه في قومه خلاف الجميل ومن آذاه فقد آذى الله تعالى انتهى كلامه.
3653 -
"حبب إليّ من دنياكم النساء، والطيب، وجعلت قرة عيني في
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 103)، والديلمي في الفردوس (2719)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2680)، والضعيفة (3477): ضعيف جداً.
(2)
ينظر: شعب الإيمان (2/ 232).
الصلاة". (حم ن ك هق) عن أنس.
(حبب) بصيغة المجهول لم يصرح بالفاعل للعلم به وتشريفا للفظ الذات المقدسة عن إسناد تحبيب الدنيا إليها صريحاً لحقارتها عنده فقال ولم يقل أحب تحقيرا لأمر الدنيا وما فيها من النساء والطيب [2/ 393] وقوله: (إلي من دنياكم) هذا هو اللفظ الوارد ومن زاد كالزمخشري والبيضاوي ومن تبعهما لفظ "ثلاث" قاله الحافظ العراقي في أماليه لفظ: ثلاث ليس في شيء من كتب الحديث وهي تفسد المعنى ومثله قال الزركشي وقال الحافظ ابن حجر في تخريج الكشاف: لم يقع في شيء من طرقه وهي تفسد المعنى إذ لم يذكر بعدها إلا الطيب والنساء انتهى. وأضاف الدنيا إلى المخاطبين إعلاما بأنه صلى الله عليه وسلم أجل من أن تنسب إليه وأن يضيفها إلى ذاته الشريفة وقوله: (النساء) نائب حبب وتقدم ما خصه الله سبحانه به من القوة في النكاح ووسع له من التعدد فيهن وأنه كمال في كماله في بحث أتاني جبريل .. في الهمزة. (والطيب) لأنه محبوب لله تعالى ولملائكته ولهذا حث: على تطييب المساجد لأنها بيوته ومحل ملائكته ونهى من أكل من الشجرة الخبيثة عن دخولها وبدأ بالنساء لاهتمام سر الأحكام وتكثير سواد الإسلام وأردفه بالطيب لأنه أعظم الدواعي لجماعهن المؤدي إلى تكثير التناسل في الإسلام مع حسنه للذات وكون محببها لله تعالى ولملائكته وأفرد الصلاة بقوله: (وجعلت قرة عيني في الصلاة) عما عبر به عنهما بحسب المعنى إذ ليس فيها يقاضي شهوة نفسانية كما فيهما فأضافها إلى الدنيا من حيث أنها ظرف للوقوع فيها وقرة عينه فيها لما فيها من مناجاته لمولاه ولذا خصها من بين أركان الدين وعبّر عنها بأبلغ مما عبر به في الأولتين لأنها من أمر الدين بل أصله وهما من أمر الدنيا فاقتصر في أمر الدنيا على مجرد التحبيب، وقال في أمر الدين: جعلت قرة عيني في الصلاة فإن في قرة العين من التعظيم ما لا يخفى.
قال الغزالي: جعل الصلاة من جملة ملاذ الدنيا لأن كل ما يدخل في الحس والمشاهدة فهو من عالم الشهادة وهو من الدنيا والتلذذ بتحريك الجوارح بالركوع والسجود إنما يكون في الدنيا فلذلك أضافها إلى الدنيا والعابد قد يأنس بعبادته فيستلذ بها بحيث لو ضيع منها لكان أعظم العقوبات عليه حتى قال بعضهم: ما أخاف من الموت إلا من حيث يحول بيني وبين قيام الليل، وقال آخر: اللهم ارزقني قوة الصلاة في القبر انتهى. (حم ن ك هق)(1) عن أنس) قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، وقال العراقي (2): إسناده جيد، وقال ابن حجر: حسن، واعلم أنه قد ذكر المصنف في الخطبة أن رمز أحمد لما أخرجه في مسنده في غيره، وهنا جاء بذلك الرمز فأوهم أنه أخرجه أحمد في المسند وليس كذلك فإنه صرح المصنف نفسه في حاشيته على البيضاوي أن أحمد لم يخرجه في مسنده وإنما أخرجه أحمد في كتاب الزهد فكان القياس أن يأتي باسمه لا برمزه.
3654 -
"حَبِّبُوا الله إلى عباده يحبكم الله". (طب) والضياء عن أبي أمامة.
(حببوا الله إلى عباده يحبكم الله) الخطاب للعارفين بالله سبحانه والهادين للعباد والمرغبين لهم في الخير وهم العلماء، وتحبيبهم الله إلى عباده بذكر أنواع إنعامه عليهم وإدرار إفضاله كما أشار إليه حديث:"أحبوا الله لما يغذوكم به .. "(3) تقدم: فإن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها، وأي إحسان لغير الله على عباده فكل إحسان فهو منه سبحانه وتعالى ومن هنا قيل ينبغي للخطباء
(1) أخرجه أحمد (3/ 128، 199، 258)، والنسائي (5/ 280)، والحاكم (2/ 174)، والبيهقي في السنن (7/ 78)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 116)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3124).
(2)
انظر: تخريج أحاديث الإحياء (3/ 171).
(3)
أخرجه الحاكم (3/ 162)، والبيهقي في الشعب (408)، وانظر العلل المتناهية (1/ 267).
على المنابر أن يذكروا العباد بنعم الله عليهم لا ما اعتيد من ذكر الموت والقبر فإنه وإن كان لا بأس بذكره إلا أن هذا أهم. (طب) والضياء (1) عن أبي أمامة) فيه عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي قال في الميزان (2): كذبه أبو حاتم وقال النسائي وغيره: متروك، وقال الدارقطني: منكر الحديث وقال البخاري عنده عجائب ثم أورد له هذا.
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 90)(7461)، (7462)، وابن أبي الدنيا في الأولياء (43)، وانظر الميزان (4/ 432)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2685)، والضعيفة (1218).
(2)
وانظر كذلك المغني (2/ 412).