المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المحلى باللام من حرف الحاء المهملة - التنوير شرح الجامع الصغير - جـ ٥

[الصنعاني]

فهرس الكتاب

- ‌فصل في التاء مع الجيم

- ‌فصل في التاء مع الحاء المهملة

- ‌فصل في المثناة الفوقية مع الخاء المعجمة

- ‌فصل في المثناة مع الدال المهملة

- ‌فصل في المثناة مع الذال المعجمة

- ‌فصل في المثناة مع الراء

- ‌فصل المثناة مع الزاي

- ‌فصل في التاء مع السين المهملة

- ‌فصل التاء مع الصاد المهملة

- ‌فصل التاء مع الطاء

- ‌فصل التاء مع العين المهملة

- ‌فصل التاء مع الغين المعجمة

- ‌فصل التاء مع الفاء

- ‌فصل التاء مع القاف

- ‌فصل التاء مع الكاف

- ‌فصل التاء مع الميم

- ‌فصل التاء مع النون

- ‌فميل التاء مع الهاء

- ‌فصل التاء مع الواو

- ‌فصل في المحلى بأل من باب التاء المثناة الفوقية

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌فصل في الأحاديث المبتدأة بثلاث

- ‌فصل في المثلثة مع الميم

- ‌فصل المثلثة مع النون

- ‌فصل المثلثة مع المحلى باللام

- ‌فصل المثلثة مع الواو

- ‌فصل المثلثة مع الياء المثناة

- ‌حرف الجيمأي الأحاديث المبتدأة بالجيم

- ‌فصل الجيم مع الألف

- ‌فصل الجيم مع الباء الموحدة

- ‌فصل في الجيم مع الدال المهملة

- ‌فصل الجيم مع الراء

- ‌فصل الجيم مع الزاي

- ‌فصل الجيم مع العين المهملة

- ‌الجيم مع اللام

- ‌الجيم مع الميم

- ‌الجيم مع النون

- ‌الجيم مع الهاء

- ‌المحلى بأل من هذا الحرف

- ‌الجيم مع الهاء

- ‌الجيم مع الياء آخر الحرف

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌الحاء مع الألف

- ‌الحاء مع الموحدة

- ‌الحاء مع الموحدة

- ‌الحاء مع التاء

- ‌الحاء مع الجيم

- ‌الحاء مع الدال المهملة

- ‌الحاء مع الذال المعجمة

- ‌الحاء مع الراء

- ‌الحاء مع الزاي

- ‌الحاء مع السين

- ‌الحاء مع الصاد المهملة

- ‌الخاء مع الضاد المعجمة

- ‌الحاء مع الفاء

- ‌الحاء مع القاف

- ‌فائدة:

- ‌نكتة:

- ‌الحاء مع الكاف

- ‌الحاء مع اللام

- ‌الحاء مع الميم

- ‌الحاء مع الواو

- ‌الحاء مع الياء

- ‌المحلى باللام من حرف الحاء المهملة

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌الخاء مع الألف

- ‌الخاء مع الدل المهملة

- ‌الخاء مع الذال المعجمة

- ‌الخاء مع الراء

- ‌الخاء مع الشين المعجمة

- ‌الخاء مع الصاد المهملة

- ‌الخاء مع الطاء

- ‌الخاء مع الفاء

- ‌الخاء مع اللام

- ‌الخاء مع الميم

- ‌الخاء مع الياء المثناة التحتية

الفصل: ‌المحلى باللام من حرف الحاء المهملة

‌المحلى باللام من حرف الحاء المهملة

3756 -

" الحائض والنفساء إذا أتيتا على الوقت تغتسلان وتحرمان وتقضيان المناسك كلها غير الطواف بالبيت". (حم د) عن ابن عباس.

(الحائض والنفساء إذا أتتا على الوقت) أي الميقات الذي يحرمان منه. (تغتسلان) غسل الإحرام حال الحيض والنفاس تشبها بالمتعبدين بذلك ونيل الثواب وإلا فإنه لا يحل لهما بالغسل شيئاً. (وتحرمان) بضم المثناة الفوقية من أحرم دخل في الإحرام. (وتقضيان) أي تؤديان. (المناسك كلها) من أعمال الحج والعمرة. (غير الطواف بالبيت) فإنه لا يحل لهما. (حم د)(1) عن ابن عباس).

3757 -

"الحاج الشعث التفل". (ت) عن ابن عمر.

(الحاج) مبتدأ. (الشعث) بكسر المهملة أي مغبّر الرأس غير حالقه ولا مرجله. (التفل) بريقه بمثناة فوقية مشدّدة ففاء أي الذي ترك استعمال الطيب من التفل وهو الريح الكريهة أو من تفل الشيء من فيه رماه متكرها له وهما خبر عن الحاج أي أن هذه حقيقة الحاج فمن لا يكون بصفته فما هو الحاج حجا مقبولا أو مطلقاً. (ت)(2) عن ابن عمر) قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح.

3758 -

"الحاج الراكب له بكل خف بضعة بعيره حسنة". (فر) عن ابن عباس.

(الحاج الراكب له بكل خف يضعه بعيره حسنة) أي بكل خَطوة تخطوها

(1) أخرجه أحمد (1/ 213)، وأبو داود (1744)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3166)، والصحيحة (1818).

(2)

أخرجه الترمذي (2998)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 218)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3167).

ص: 395

دابته بعيرًا كانت أو غيره إلا أنه خصه لأنه الغالب وتمام الحديث عند مخرجه الديلمي: "والماشي له بكل خطوة يخطوها سبعون حسنة" انتهى وما كان يحسن من المصنف حذفه والحديث صريح في تفضيل حج الماشي وقالت الشافعية بخلافه ولهم أدلة معروفة. (فر)(1) عن ابن عباس)، فيه عبد الله بن محمَّد بن ربيعة ضعفه ابن عدي كما قال الذهبي، ومحمد بن مسلم الطائفي ضعفه أحمد ووثقه غيره.

3759 -

"الحاج في ضمان الله مقبلًا ومدبراً". (فر) عن أبي أمامة.

(الحاج في ضمان الله مقبلاً) أي إلى بيت الله. (ومدبراً) إلى وطنه وتقدم معنى ضمان الله وهذا صدر الحديث وتمامه عند مخرجه الديلمي: "فإن أصابه في سفره تعب أو نصب غفر الله عز وجل له بذلك سيئاته وكان له بكل قدم ترفعه ألف درجة في الجنة وبكل قطرة تصيبه من مطر أجر شهيد". (فر)(2) عن أبي أمامة) هو الباهلي الصحابي.

3760 -

"الحاج والغازي وفد الله عز وجل إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم". (هـ) عن أبي هريرة.

(الحاج والغازي وفد الله عز وجل الوفد الجماعة يجتمعون ويزورون البلاد ويقصدون الكبراء للاسترفاد فشبه كلا من الحاج والغازي بالجماعة الوافدين على الأمراء لأن كل واحد وافد إليه تعالى قاصدا عطاءه ولذا قال. (إن دعوه) لحاجة. (أجابهم) بإعطائها. (وإن استغفروه) عطف خاص على عام وإلا

(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (789)، وابن عدي في الكامل (4/ 258)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2748)، والضعيفة (3499): ضعيف جداً.

(2)

أخرجه الديلمي في الفردوس (2761)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2749)، والضعيفة (3500): موضوع.

ص: 396

فإن الاستغفار طلب حاجة هي المغفرة. (غفر لهم) في هذه الأخبار حث لهم على الدعاء وكونهم إن استغفروه غفر لهم لا ينافي أنه يغفر لهم بنفس الحج لجواز تعدد أنواع المكفرات، والجامع بين الحاج والغازي أن كلا منهما فارق في الغالب وطنه وخرج منه إجابة لمولاه وبذلا لنفسه فيما يرضاه (هـ)(1) عن أبي هريرة) وأخرجه الديلمي أيضًا وفي الباب ابن عمر.

3761 -

"الحاج والمعتمر والغازي في سبيل الله والمجمع في ضمان الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم". الشيرازي في الألقاب عن جابر.

(الحاج والمعتمر والغازي في سبيل الله والمجمع) بضم الميم الأولى وتشديد الثانية مكسورة: أي الذي يمضي إلى صلاة الجمعة. (في ضمان الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم) إنشاء في صورة الإخبار أي إن سألوه فإنه يعطيهم أو جعل نفس الإجابة إلى ما ندبهم إليه سؤالا والإثابة على فعلهم عطاء. (الشيرازي في الألقاب (2) عن جابر).

3762 -

"الحافي أحق بصدر الطريق من المنتعل". (طب) عن ابن عباس.

(الحافي) قال في الفردوس: الحافي الذي لا خف ولا نعل في رجليه. (أحق بصدر الطريق من المنتعل) أي إذا مشى الحافي استحق صدر الطريق أي وسطه وأسهله لأنه أرفق به وفيه من ملاحظة الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم لمصالح العباد ما لا يخفى. (طب)(3) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة ويحيى بن عثمان بن صالح وحديثهما حسن وفيهما ضعف.

(1) أخرجه ابن ماجه (2892)، والديلمي في الفردوس (2760)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2750).

(2)

أخرجه البيهقي في الشعب (4107)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2751).

(3)

أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 374)(12048)، والديلمي في الفردوس (2819)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 109)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2752).

ص: 397

3763 -

"الحباب شيطان". ابن سعد عن عروة وعن الشعبي وعن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم مرسلاً.

(الحباب) بضم المهملة وموحدتين. (شيطان) أي اسم شيطان وسببه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قعد على شفير قبر عبد الله بن أبي المنافق فجعل الناس يقولون لابنه يا حباب افعل كذا يا حباب افعل كذا فقال صلى الله عليه وسلم: لا تسمه الحباب فإن "الحباب شيطان"، وفي الطبراني من حديث خيثمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال لأبي: هذا ابنك قال نعم قال ما اسمه قال الحباب، قال: لا تسمه الحباب فإن "الحباب شيطان" ويجمع بينهما بتعدد السبب وفيه النهي عن التسمي بأسماء الشيطان وإن لم يكن الاسم قبيحا فإن الحباب الحب كالوداد كما وصف أم حباب الدنيا في القاموس (1) وقد سموا حبيبا فالنهي عنه من حيث أنه قد لا يشبه اسم شيطان. (ابن سعد (2) عن عروة) بضم المهملة ابن الزبير (وعن الشعبي) اسمه عامر بن شراحيل (وعن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم) الأنصاري قاضي المدينة وأميرها (مرسلاً) وتقدم رواية الرفع عن الطبراني.

3764 -

"الحبة السوداء فيها شفاء من كل داء إلا الموت". أبو نعيم في الطب عن بريدة.

(الحبة السوداء) هي الشونيز. (فيها شفاء من كل داء) قيل إنه عام مراد به الخاص أي من كل داء يحدث عن رطوبة أو يبوسة أو بلغم لأنها حارة يابسة. (إلا الموت) كأن المراد إلا داء قضي أنه سبب الموت فإن الموت لا يسمى داء

(1) انظر القاموس (1/ 50).

(2)

أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 541)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2753)، والضعيفة (3511).

ص: 398

أو الاستثناء منقطع. أبو نعيم في الطب (1) عن بريدة) ورواه الطبراني عن أسامة قال الهيثمي: رجاله ثقات.

3765 -

"الحجامة في الرأس هي المغيثة أمرني بها جبريل حين أكلت من طعام اليهودية". ابن سعد عن أنس.

(الحجامة في الرأس) أي إخراج الدم من صفحة القفا لا بالمفصد. (هي المغيثة) بضم الميم فغين معجمة فمثناة تحتية فمثلثة من الإغاثة أي يغيث من الأمراض والأدواء. (أمرني بها جبريل حين أكلت من طعام اليهودية) يريد الشاة التي سمتها له زينب اليهودية بخيبر وقالت إن كان نبياً لم تضره وإلا استرحنا منه، وقضيتها معروفة في كتب السير، وقيل قتلها رسول الله، وقيل لا، والجمع أنه تركها فلما مات بعض من أكل منها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلها، وفيه التداوي بالحجامة من الطعام المسموم. (ابن سعد (2) عن أنس).

3766 -

"الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشر من الشهر دواء لداء سنة". ابن سعد (طب عد) عن معقل بن يسار.

(الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشر من الشهر دواء لداء السنة) أي لما تحدث تلك السنة من الأمراض وفي حديث: "احتجموا يوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي صرف فيه عن أيوب البلاء"(3) وسيأتي فيحمل على أن المراد سبع عشرة كما هنا

(1) أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 616 و617) وابن السني (ق 52/ ب)، والطبراني في الكبير (1/ 187)(491)، والأوسط (5283) عن أسامة بن شريك وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 88)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3168)، والصحيحة (1819).

(2)

أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 447)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2758)، والضعيفة (3517): ضعيف جداً.

(3)

انظر فيض القدير (3/ 403).

ص: 399

ويأتي بيان أنه قد عارضه حديث مضى في الكتاب. (ابن سعد (طب عد)(1) عن معقل بن يسار) قال الهيثمي عقيب رواية الطبراني فيه زيد بن أبي الحواري العمي وهو ضعيف وقد وثقة الدراقطني وبقية رجاله رجال الصحيح، وقال ابن جرير: هذا عندنا خبر واه لا يثبت في الدين بمثله حجة ولا نعلمه يصح لكنه روي في كلام بعض السلف وقال ابن الجوزي: موضوع وسلام وشيخه متروكان.

3767 -

"الحجامة في الرأس من الجنون، والجذام، والبرص، والأضراس، والنعاس". (عق) عن ابن عباس (طب) وابن السني في الطب عن ابن عمر.

(الحجامة في الرأس) قد خصص من الرأس نقرة الرأس فإن الحجامة فيها تورث النسيان كما في خبر مرفوع والحجامة في الرأس تنفع. (من الجنون) أي لا يحدث أو يرفع الحادث. (والجذام، والبرص، والأضراس، والنعاس) يحتمل الأمرين أيضاً. (عق) عن ابن عباس (طب) وابن السني (2) في الطب عن ابن عمر) قال الهيثمي: فيه مسلمة بن سالم وهو ضعيف وفيه عند غير الطبراني إسماعيل بن شبيب أو ابن شيبة الطائفي قال في الميزان (3): واه وأورد له فيما أنكر عليه هذا الحديث وقال قال النسائي: منكر الحديث.

(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات والطبراني في الكبير (20/ 215)(499)، وابن عدي في الكامل (3/ 301)، وانظر الموضوعات (3/ 214)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2760)، والضعيفة (1799): موضوع.

(2)

أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 83)، وابن عدي في الكامل (6/ 51) عن ابن عباس، والطبراني في الكبير (12/ 291)(13150)، والأوسط (4547) عن ابن عمر، وأبو نعيم في الطب (رقم 321) وابن السني (ق 28/ ب)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 93)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2757): ضعيف جداً، وضعفه في الضعيفة (3516).

(3)

انظر: ميزان الاعتدال (1/ 233).

ص: 400

3768 -

"الحجامة في الرأس شفاء من سبع إذا ما نوى صاحبها: من الجنون، والصداع، والجذام، والبرص، والنعاس، ووجع الضرس، وظلمة يجدها في عينيه". (طب) وأبو نعيم عن ابن عباس.

(الحجامة في الرأس شفاء من سبع) أي علل. (إذا ما نوى صاحبها) ما زائدة واعتبار النية في الشفاء تدل أنه تعالى جعل ذلك سببا للشفاء مع النية ولم يجعله مطلقا مثل شرب المسهل مثلا. (من الجنون، والصداع، والجذام، والبرص، والنعاس) دل على أن النعاس علة والمراد به ما يكثر ويدل على فرط الرطوبة وفساد الدماغ. (ووجع الضرس، وظلمة يجدها في عينيه) أي الحاجم الدال عليه الحجامة أو العليل الدال علته سبع علل أو الإنسان المسوق له الحديث قال الأطباء: الحجامة في الأخدعين تنفع من أمراض الرأس والوجه كالأذنين والعينين والأسنان والأنف والحلق والحجامة تحت الذقن تنفع من وجع الأسنان والوجه والحلقوم وينقي الرأس، وعلى ظهر القدم تنفع من قروح الفخذين والساقين وانقطاع الطمث وعلى أسفل الظهر تنفع دماميل الفخذ وجربه وبثوره والبواسير وداء الفيل وحكة الظهر ومحل ذلك كله إذا كان الدم هائجا وصادف وقت الاحتياج. (طب) وأبو نعيم (1) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه عمرو بن رباح العبدي وهو متروك وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح وقال في الفتح: حديث ضعيف وعمرو بن رباح أحد رواته متروك رماه الفلاس وغيره بالكذب.

(1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 29)(10938)، وأبو نعيم في الطب (رقم 321، 505)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 93)، والعلل المتناهية (2/ 878)، وفتح الباري (10/ 152)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2758)، والضعيفة (3894).

ص: 401

3769 -

"الحجامة على الريق أمثل، وفيها شفاء وبركة، وتزيد في الحفظ، وفي العقل، فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس، واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة ويوم السبت ويوم الأحد، واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء، فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء، فإنه اليوم الذي ابتلى فيه أيوب، وما يبدو جذام ولا برص إلا في يوم الأربعاء أو في ليلة الأربعاء"(هـ ك) وابن السني وأبو نعيم عن ابن عمر.

(الحجامة على الريق) أي قبل إدخال الفم شيئاً. (أمثل) أي أقرب إلى النفع قال ابن القيم (1): والحجامة على الشبع تولد أمراضا. (وفيها شفاء وبركة، وتزيد في العقل، وفي الحفظ، فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس) أي إذا كان أحد الثلاثة الأيام التي أرشد إليها صلى الله عليه وسلم سابع عشر أو تاسع عشر أو أحد وعشرين. (واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة والسبت ويوم الأحد) ظاهره ولو وافقت أحد الأيام الثلاثة، (واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء، فإنه) أي الثلاثاء (اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء) فالخير فيه يرجى.

واعلم: أن هذا الحديث والذي سبق آنفا وصى صلى الله عليه وسلم فيه بالحجامة يوم الثلاثاء وقد تقدم حديث النهي عن الحجامة فيه وأن فيه ساعة لا يرقأ فيها الدم فقيل يحتمل أنه أراد هنا اليوم الذي يوافق أنه سابع عشر كما في حديث معقل والنهي عن غيره أو أن ذلك الحديث ضعيف كما بين هنالك. (واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء، فإنه اليوم الذي ابتلى فيه أيوب) أي ابتدأ فيه إصابته بالبلاء فهو مشئوم لا يرجى خيره.

(وما يبدو جذام ولا برص إلا في يوم الأربعاء أو في ليلة الأربعاء) أي أنه تعالى

(1) زاد المعاد (4/ 53).

ص: 402

قدر نزول هذه الأدواء بهذا اليوم وليلته لحكمة يعلمها هو سبحانه وتعالى. (هـ ك) وابن السني وأبو نعيم (1) عن ابن عمر) قال الذهبي: فيه عطاف وثقه أحمد وغيره وقال أبو حاتم: ليس بذاك انتهى، وأورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح من جميع طرقه.

3770 -

"الحجامة تنفع من كل داء، ألا فاحتجموا"(فر) عن أبي هريرة.

(الحجامة تنفع من كل داء، ألا فاحتجموا) قالوا خاطب صلى الله عليه وسلم بالحجامة أهل الحجاز ومن في معناهم من أهل البلاد الحارة فإن دمائهم رقيقة تميل إلى ظاهر البدن لجذب الحرارة [لها] إلى سطح البدن. (فر)(2) عن أبي هريرة) فيه محمَّد بن أحمد بن حمدان (3) قال الذهبي في الذيل: قال أبو حاتم: رأيتهم يكذبونه.

3771 -

"الحجامة يوم الأحد شفاء". (فر) عن جابر، عبد الملك بن حبيب في الطب النبوي عن عبد الكريم الحضرمي معضلا.

(الحجامة يوم الأحد شفاء) إذا وافق أحد الثلاثة الأيام أو في آخر الشهر أو من نصفه الآخر مطلقا وذلك لحكمة يعلمها الله سبحانه فإن تخصيص الأمكنة والأزمنة بالخصائص أمر إلهي واقف على حكمته تعالى في الأغلب.

(فر)(4) عن جابر، عبد الملك بن حبيب في الطب النبوي عن عبد الكريم

(1) أخرجه ابن ماجه (3487، 3488)، والحاكم (4/ 235، 454) وابن السني في عمل اليوم والليلة (570) والخطيب في تاريخه (10/ 38)، وانظر العلل المتناهية (2/ 874) وعلل ابن أبي حاتم (2/ 320) والمجروحين (3/ 21) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3169) والصحيحة (1819).

(2)

أخرجه الديلمي في الفردوس (2782)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2755)، والضعيفة (3512): موضوع.

(3)

انظر المغني: (2/ 549).

(4)

أخرجه الديلمي في الفردوس (2778)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2759)، والضعيفة (3518): ضعيف جداً.

ص: 403

الحضرمي) نسبة إلى حضرموت وهو مصري عابد (معضلا) تقدم تفسيره فهاتان طريقان مرفوعة ومعضلة فقول الشارح عقيبه واعلم أن الديلمي خرج الحديث في الفردوس من حديث جابر مرفوعاً فاقتصار المصنف على رواية إعضاله تقصير وقصور انتهى كلام في غير محله إذ المصنف قد بين الروايتين قال: ثم إن فيه المنكدر بن محمَّد قال الذهبي (1): اختلف قول أحمد وابن معين فيه وقد وثق.

3772 -

"الحجامة تكره في أول الهلال ولا يرجى نفعها حتى ينقص الهلال". ابن حبيب عن عبد الكريم معضلاً.

(الحجامة تكره في أول الهلال) الهلال غرة القمر أو لليلتين أو إلى ثلاث أو إلى سبع ولليلتين من آخر الشهر قاله في القاموس (2) والمراد هنا: أول ليلة منه أو إلى السبع يحتمل المراد أنه يكره كراهية شرعية. (ولا يرجى نفعها حتى ينقص الهلال) أي لا ينفع لا في العلل التي سبق الكلام أنها دواءها وقد اتفق الأطباء على هذا وأنه لا يحترك الدم إلا بعد مضي النصف من الشهر قالوا ولتضييق الحادثة يحتجم في أي وقت. (ابن حبيب (3) عن عبد الكريم معضلا) هو الأول الحضرمي ولعل اعتراض الشارح على هذه الرواية وأنه وقع سبق قلم في جعله على الأولى.

3773 -

"الحجاج والعمار وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم". البزار عن جابر.

(1) انظر: ميزان الاعتدال (4/ 191).

(2)

انظر القاموس (4/ 93).

(3)

أخرجه ابن حبيب كما في الكنز (28113)، وانظر فيض القدير (3/ 405)، وكشف الخفاء (1/ 415)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2754).

ص: 404

(الحجاج والعمار وفد الله) تقدم قريباً. (دعاهم) إلى بيته وقصده وأداء شعائره. (فأجابوه) بقصده من كل فج عميق وبلد سحيق. (وسألوه) حوائجهم. (فأعطاهم). (البزار (1) عن جابر) قال الهيثمي: رجاله ثقات.

3774 -

"الحجاج والعمار وفد الله يعطيهم ما سألوا ويستجيب لهم ما دعوا ويخلف عليهم ما أنفقوا الدرهم ألف ألف". (هب) عن أنس.

(الحجاج والعمار وفد الله يعطيهم ما سألوا يستجيب لهم أو دعوا) من عطف الخاص على العام. (ويخلف عليهم ما أنفقوا) وهو تفسير الفرد مما أفاده قوله: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39] وتقدم أنه من الثلاثة الذين يحق عليه تعالى عونهم فهذا نهاية الإعانة أن تعينه ثم تخلفه وبين كمية الإخلاف بقوله. (الدرهم) منصوب بدل من ما. (ألف ألف) منصوب أيضاً بنزع الخافض أي بألف ألف ويحتمل أنهما منصوبان بمقدر أي يخلف الدرهم بمعنى يجعله ألف ألف. (هب)(2) عن أنس) فيه ثمامة البصري قال البيهقي مخرجه عقيبه: وثمامة غير قوي انتهى، وقال أبو حاتم (3): ثمامة منكر الحديث، وفيه أيضاً محمَّد بن عبد الله بن سيلمان قال ابن منده (4): مجهول.

3775 -

"الحجاج والعمار وفد الله إن سألوا أعطوا، وإن دعوا أجابهم، وإن أنفقوا أخلف لهم والذي نفس أبي القاسم بيده ما كبر مكبر على نشز ولا أهل مهل على شرف من الأشراف إلا أهل ما بين يديه وكبر حتى ينقطع به منقطع التراب". (هب) عن ابن عمرو.

(1) أخرجه البزار (1153) كما في كشف الأستار، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 211)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3173)، والصحيحة (1820).

(2)

أخرجه البيهقي في الشعب (4105)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2766).

(3)

انظر المجروحين (1/ 207)، والمغني (1/ 123).

(4)

انظر: المغني (2/ 599).

ص: 405

(الحجاج والعمار وفد الله إن سألوا أعطوا) معبر الصيغة وحذف مفعول سألوا لإفادة التعميم أي أيّ شيء كما حذفه لذلك في قوله. (وإن دعوا أجابهم، وإن أنفقوا أخلف لهم والذي نفس أبي القاسم) هي كنيته صلى الله عليه وسلم كما سلف. (بيده) أي في قدرته وتصرفه. (ما كبر مكبر على نشز) بفتح النون والشين المعجمة أي من أي محل مرتفع لأنه سن صلى الله عليه وسلم للمسافر التكبير على كل نشز. (ولا أهل مهل) هو من أهلّ الصبي إذا رفع صوته وكذا كل متكلم رفع صوته أو خفض كما في القاموس (1) والمراد هنا ما رفع صوته بالذكر رافع. (على شرف) بتحريك الراء. (من الأشراف) هو المحل العالي أيضًا. (إلا أهلّ ما بين يديه) من كل شجر وحجر ومدر أي رفع صوته متابعًا للذاكر. (وكبّر) هو بيان للمهلّ به. (حتى ينقطع به) أي بما بين يديه. (منقطع التراب) في المصباح: منقطع الشيء بصيغة اسم المفعول حيث ينتهى طرفه كمنقطع الوادي والرمل والطريق والمنقطع بالكسر الشيء بنفسه وهو اسم عين والمفتوح اسم معنى (هب)(2) عن ابن عمرو) فيه بكر بن بكارة (3) قال النسائي: غير ثقة ومحمد بن حميد قال الذهبي: ضعفوه

3776 -

"الحج سبيل الله تضعف فيه النفقة سبعمائة ضعف". سمويه عن أنس.

(الحج سبيل الله) أي طريق طاعته التي دعا عباده إليها. (تضعف فيه) بالبناء للمجهول. (النفقة سبعمائة ضعف) هو ينافي مقدار المضاعفة الماضية الدرهم ألف ألف وكأنه في بعض نفقاته وهذا في بعض أو لعله أخبر صلى الله عليه وسلم بهذا ثم أعلمه الله

(1) انظر القاموس (4/ 66).

(2)

أخرجه البيهقي في الشعب (4104)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2765).

(3)

انظر المغني (1/ 112)، وضعفاء النسائي (1/ 25).

ص: 406

بذلك. (سمويه (1) عن أنس) ورواه عنه أيضاً الطبراني والديلمي بلفظ "الحج من الجهاد ونفقته تضاعف بسبعمائة".

3777 -

"الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". (طب) عن ابن عباس (حم) عن جابر.

(الحج المبرور) تقدم أنه الذي لا يخالطه شيء من الآثام. (ليس له أجر إلا الجنة). (طب) عن ابن عباس (حم)(2) عن جابر قال الهيثمي: فيه محمَّد بن ثابت وهو ضعيف انتهى، قال الشارح وهو في الصحيحين باللفظ المزبور وزاد عقيبه "والعمرة إلى العمرة تكفر ما بينهما"(3).

3778 -

"الحج عرفة من جاء قبل طلوع الفجر من ليلة جمع فقد أدرك الحج، أيام منى ثلاثة فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه". (حم 4 ك هق) عن عبد الرحمن بن يعمر.

(الحج عرفة) سببه عن راويه قال: إن ناساً أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة فسألوه فأمر مناديا ينادي: الحج عرفة وهو مبتدأ أو خبر على تقدير مضاف من الجانبين أي معظمه أو ملاكه الوقوف بها لفوات الحج بفواته قاله البيضاوي (4)، وقال الطيبي: تعريفه للجنس وخبره معرفة فيفيد الحصر نحو: (ذلك الكتاب) انتهى، والمراد معظم أفعاله الوقوف بعرفة لأنه لم يرد بالحج في الحديث القصد مطلقا ولا القصد المخصوص على الوجه المعروف بل أراد به ما ذكر.

(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2757)، وانظر فيض القدير (3/ 406)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2762).

(2)

أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 181) رقم (11429) عن ابن عباس، وأحمد (3/ 325) عن جابر، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 207)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3170).

(3)

أخرجه البخاري (1773)، ومسلم (1349) عن أبي هريرة.

(4)

انظر: تفسير البيضاوي (1/ 128).

ص: 407

قلت: وهو حصر ادعائي لا حقيقي إذ معلوم أن ثمة أركانا للحج غيره.

(من جاء) أي إلى عرفة ولو مارًّا بها. (قبل طلوع الفجر من ليلة جمع) أي ليلة مزدلفة وهي ليلة النحر ومن هنا قيل كل يوم يتبع ليلته إلا يوم عرفة فإن ليلته بعده لإجراء ما يفعل فيها، وسميت ليلة جمع لأنها تجمع فيها الصلاتين. (فقد أدرك الحج) لأنه لا يفوته شيء من أفعاله بعد ذلك. (أيام منى ثلاثة) هي الأيام المعدودات وأيام التشريق ورمي الجمار وهي الثلاثة التي بعد النحر. (فمن تعجّل) في النفر منها. (في يومين) اليومين الأولين. (فلا إثم عليه) في تقدمه للثالث. (ومن تأخر) من الثاني ونفر في الثالث. (فلا إثم عليه) في تأخره بل هو الأفضل. (حم 4 ك هق) (1) عن عبد الرحمن بن يعمر) (2) بفتح المثناة التحتية وسكون المهملة وفتح الميم أو ضمها فراء: صحابي نزل الكوفة قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

3779 -

"الحج والعمرة فريضتان لا يضرك بأيهما بدأت". (فر) عن جابر (ك) عن زيد بن ثابت.

(الحج والعمرة فريضتان) أي واجبتان وفيه دلالة على وجوب العمرة، زاد الحاكم في روايته:"على الناس كلهم إلا أهل مكة فإن عمرتهم طوافهم". (لا يضرك بأيهما بدأت) أي لا ترتيب بينهما بل هو غير بالبداية بأيهما. (فر) عن جابر)، قال الديلمي: الصحيح موقوف، وقال الذهبي في التنقيح (3): هذا

(1) أخرجه أحمد (4/ 309)، وأبو داود (1949)، والترمذي (889)، والنسائي (2/ 424)، وابن ماجه (3015)، والحاكم (1/ 635، 2/ 305)، والبيهقي في السنن (5/ 173)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3172).

(2)

الإصابة (4/ 368).

(3)

انظر: التحقيق ومعه تنقيح التحقيق للذهبي (6/ 1419) طبعة، دار الوعي حلب، وتنقيح التحقيق لابن عبد الهادي (2/ 283)، دار الكتب العلمية، بيروت.

ص: 408

الحديث إسناده ساقط (ك)(1) عن زيد بن ثابت قال ابن حجر: إسناده ضعيف والمحفوظ عن زيد بن ثابت موقوف أخرجه البيهقي (2).

3785 -

"الحج جهاد كل ضعيف". (هـ) عن أم سلمة.

(الحج جهاد كل ضعيف) أي أجره لهم أجر الجهاد؛ لأنه بذل النفس لمشقة الأسفار وملاقاة الأخطار والمال للإنفاق وتقدم قريباً. (هـ)(3) عن أم سلمة) من حديث أبي جعفر محمَّد بن علي بن الحسين عليهم السلام، قال السخاوي (4): ورجاله ثقات يحتج بهم في الصحيح لكن لا يعرف لأبي جعفر سماع من أم سلمة انتهى، وقال الترمذي في العلل إنه سأل البخاري عنه فقال: إنه مرسل من حديث محمَّد بن علي عن أم سلمة وهو لم يدركها.

3781 -

"الحج جهاد، والعمرة تطوع". (هـ) عن طلحة بن عبيد الله (طب) عن ابن عباس.

(الحج جهاد) كتب المصنف على الحاشية: في رواية: فريضة، وهي الأوفق لقوله:(والعمرة تطوع) تمسك به من يرى أنها غير فريضة ورده من أوجبها بأنه ضعيف لا يقاوم أدلة إيجابها. (هـ) عن طلحة بن عبيد الله (طب)(5) عن ابن

(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2754) عن جابر، والحاكم (1/ 643)، والدارقطني (2/ 284) عن زيد بن ثابت، وانظر التلخيص الحبير (2/ 225)، والدراية (2/ 47)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2764)، والضعيفة (3520).

(2)

انظر: السنن الكبرى (4/ 351).

(3)

أخرجه ابن ماجه (2902)، وأحمد (6/ 294)، وانظر علل الترمذي (1/ 129)، وعلل ابن أبي حاتم (1/ 286)، والدارقطني (7/ 71)، وكشف الخفاء (1/ 420)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3171).

(4)

انظر: المقاصد الحسنة (ص: 301).

(5)

أخرجه ابن ماجه (2989) عن طلحة بن عبيد الله، والطبراني في الكبير (11/ 442)(12252)، والبيهقي في السنن (4/ 348) عن ابن عباس، وانظر التلخيص الحبير (2/ 226)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2761)، والضعيفة (200).

ص: 409

عباس) قال الهيثمي فيه محمَّد بن الفضل بن عطية وهو كذاب وقال الذهبي في المهذب (1): متروك، وفي المطامح: فيه ماهان ضعيف، وقال ابن حجر: خرجه ابن ماجه عن طلحة وهو ضعيف والبيهقي عن ابن عباس وقال: لا يصح في ذلك شيء.

3782 -

"الحج قبل التزويج". (فر) عن أبي هريرة.

(الحج قبل التزويج) قيل في نسخة المصنف بحذف المثناة وقد اختلف الناس في الأولى هل تقديم الحج أو التزوج فقيل: الأولى تقديم التزوج ليكون فكره مجتمعا تمسكا بأدلة وما بالوا بهذا الحديث لشدة ضعفه، وقيل بل الأولى الحج ثم التزوج لأن بعده مظنة أن يشغله عن الحج.

قلت: ولو فصل فيه فقيل من كان شديد الحاجة إلى النكاح لا صبر له فالتزوج أُقدم ومن كان ليس كذلك فالحج أُقدم لكان وجهاً.

(فر)(2) عن أبي هريرة فيه غياث بن إبراهيم قال الذهبي (3): تركوه وميسرة بن عبد ربه قال الذهبي (4): كذاب مشهور.

3783 -

"الحجر الأسود من الجنة"(حم) عن أنس (ن) عن ابن عباس.

(الحجر الأسود) هو الركن الأسود في ركن الكعبة الذي يلي الباب من جانب الشرق ارتفاعه من الأرض الآن ذراعان وثلث كما قال الأزرقي. (من الجنة) أي أنه أخرجه إليه من أحجارها كما تقدم، وقيل: إنه تمثيل لا حقيقة وأنه لما له من الشرف واليمن يشارك جواهر الجنة ويحتمل أنه من الجنة أي يؤول

(1) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (4/ 1729) رقم (7501).

(2)

أخرجه الديلمي في الفردوس (2752)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2763): موضوع.

(3)

انظر: المغني (2/ 507).

(4)

انظر: المصدر السابق (2/ 689).

ص: 410

إليها بأن يرفع من الدنيا عند خرابها إلى الجنة، إن أريد أنه يؤول إليها وإن أريد أنه كان منها فقد تقدم أنه كان ياقوتة تضيء فطمس نورها. (حم) عن أنس (ن)(1) عن ابن عباس).

3784 -

"الحجر الأسود من حجارة الجنة ". سمويه عن أنس.

(الحجر الأسود من حجارة الجنة) إن قيل تقدم قريبا: "أن حصباؤها الياقوت". قلت: هي حجارتها والحجر الأسود يكون ياقوتا أيضاً. (سمويه (2) عن أنس) وأخرجه البيهقي أيضاً في الشعب عنه بهذا اللفظ وكذا الطبراني والبزار والسند ضعيف.

3785 -

"الحجر الأسود من الجنة، وكان أشد بياضاً من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك ". (حم عد هب) عن ابن عباس.

(الحجر الأسود من الجنة، وكان أشد بياضا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك) قال القاضي: لعل هذا الحديث جار مجرى التمثيل والمبالغة في بيان الحجر وتفظيع شأن الخطايا والمعنى أن الحجر لما فيه من اليمن والبركة يشارك جواهر الجنة فكأنه نزل منها وأن خطايا بني آدم تكاد تؤثر في الجماد فتجعل الأبيض مسودا فكيف بقلوبهم أو لأنه من حيث إنه مكفر للخطايا محاء للذنوب كأنه من الجنة ومن كثرة تحمله أوزار بني آدم كأنه ذا بياض شديد فسودته الخطايا هذا واحتمال إرادة الظاهر غير مدفوع عقلًا ولا سمعاً.

قلت: بل لا يروج سواه ولا يترجح غيره كيف وقد أخرج أحمد والترمذي

(1) أخرجه أحمد (3/ 277) عن أنس، والنسائي في الكبرى (2/ 399) عن ابن عباس، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3174).

(2)

أخرجه البيهقي في السنن (5/ 75)، والطبراني في الكبير (11/ 146) رقم (11314)، والأوسط (4954)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 146)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3175).

ص: 411

وابن حبان والحاكم من حديث ابن عمرو: "أن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاء ما بين المشرق والمغرب"(1) فإنه مناد على أنه نور حقيقي ومن البعيد أن يكون نوراً غير حقيقي فإنه صريح في أنه حقيقي وفي أن سبب الطمس إثم الذنوب قال الطبري: في بقائه أسود عبرة لمن تبصر فإن الخطايا إذا أثرت في الحجر ففي القلب أشد، وروى الجنيد في فضائل مكة بسند ضعيف عن ابن عباس: إنما غير بالسواد لئلا ينظر أهل الدنيا إلى زينة الجنة. (حم عد هب)(2) عن ابن عباس).

3786 -

"الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره، وكان أبيضا كالماء، ولولا ما مسه من رجس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا برئ ". (طب) عن ابن عباس.

(الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره) إن قيل تقدم حديث ابن عمرو في أن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة

الحديث ذكرناه آنفا فكيف قيل: وما في الأرض من حجارة الجنة غيره.

قلت: يحتمل أن المراد ليس فيها غيره من الأحجار التي تعود إليها وترفع بخلاف المقام فقد يفنيه الله تعالى مع فناء الأرض وذلك لأن الحجر الأسود يرفع ليشهد لكل من استلمه، ويحتمل أن المراد من كونهما من ياقوت الجنة أنهما يرفعان إليها فأما الحجر الأسود فلأن أصله منها وأما المقام فإكرام من الله

(1) أخرجه أحمد (2/ 213)، والترمذي (878)، وابن حبان (9/ 24)(3710)، والحاكم (1/ 626).

(2)

أخرجه أحمد (1/ 307، 329، 373)، وابن عدي في الكامل (2/ 263)، والبيهقي في الشعب (4034)، وأخرجه الترمذي (877) بلفظ: خطايا بني آدم بدل خطايا أهل الشرك، وصحح الألباني لفظ خطايا بني آدم في صحيح الجامع (6756)، والصحيحة (2618)، وضعف لفظ: خطايا أهل الشرك في ضعيف الجامع (2767).

ص: 412

له وإلا فهو من أحجار الدنيا فإن الإخبار بأنه من ياقوت الجنة لا ينافي كونه من أحجار الدنيا ويكون المراد ليس على الأرض حجر أخرج من الجنة. (وكان أبيض كالماء) أي المتعقد ثلجا ليوافق الأول أو في صفائه فإن الماء لا لون له على الصحيح. (ولولا ما مسه من رجس الجاهلية) أي خطاياهم وأوزارهم. (ما مَسّه ذو عاهة إلا برئ) إلا أنها حالت الخطايا بين العباد وبين نيل بركته في الدنيا وبقي لهم نيل بركته في الآخرة بتكفير الذنوب والشهادة لكل من وافاه أو استلمه. (طب)(1) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه محمَّد بن أبي ليلى وفيه كلام كثير.

3787 -

"الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، وإنما سودته خطايا المشركين، يبعث يوم القيامة مثل أحد يشهد لمن استلمه وقبله من أهل الدنيا". ابن خزيمة عن ابن عباس.

(الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، وإنما سودته خطايا المشركين) قال في الروض (2) عن الزبير بن بكار: حكمة كون الخطايا سودته دون غيره من حجارة الكعبة وأستارها أن العهد الذي أخذه الله تعالى على ذرية آدم أن لا يشركوا به شيئاً كتبه في صك وألقمه الحجر الأسود كما ورد في رواية، فالعهد الذي فيه هو الفطرة التي فطر الناس عليها من التوحيد وكل مولود يولد على ذلك الميثاق حتى يسود قلبه بالشرك فلما حال عن العهد وصار قلب ابن آدم من الخطايا بعد ما ولد عليه من ذلك العهد اسود الحجر أسود بعد ابيضاضه وكانت الخطايا سبب ذلك. (يبعث يوم القيامة مثل أحد) أي يجيء

(1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 146)(11314)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 242)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2768).

(2)

الروض الأنف (1/ 97).

ص: 413

وهو كأحد في المقدار. (يشهد لمن استلمه) بيده. (وقبّله) بفمه. (من أهل الدنيا) وأما قول عمر: "إنه لا يضر ولا ينفع" كما ثبت ذلك فإنه أراد به دفع ما كانت عليه الجاهلية من الاعتقاد في الأحجار أو لأنه لا يضر ولا ينفع وإنما الله تعالى هو الذي جعل هذه الشهادة له وألقمه صك الميثاق. (ابن خزيمة (1) عن ابن عباس).

3788 -

"الحجر يمين الله في الأرض يصافح بها عباده". (خط) وابن عساكر عن جابر.

(الحجر يمين الله في الأرض) أي يمنه وبركته والأحسن عدم تأويله ويكل ما أراده صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى. (يصافح بها عباده) أي يصفح عنهم بسبب تركها. (خط) وابن عساكر (2) عن جابر) قال ابن الجوزي: حديث لا يصح فيه إسحاق بن بشير كذبه ابن أبي شيبة وغيره وقال الدارقطني هو في عداد من يضع، وقال ابن العربي: هذا حديث باطل لا يثبت.

3789 -

"الحجر يمين الله تعالى، فمن مسحه فقد بايع الله". (فر) عن أنس الأزرقي عن عكرمة موقوفاً.

(الحجر يمين الله تعالى) أي يمنه وبركته والأحسن عدم تأويله ويكل علمه إلى الله تعالى. (فمن مسحه فقد بايع الله) أي صار بمثابة من بايعه في بيوت الإكرام من البائع له والإحسان إليه والرعاية لحقه، وفيه وفيما قبله فضيلة الاستلام والحجر. (فر)(3) عن أنس) فيه علي بن عمر العسكري، قال

(1) أخرجه ابن خزيمة (2734)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2770).

(2)

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (52/ 217)، والخطيب في تاريخه (6/ 328)، وانظر العلل المتناهية (2/ 575)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2772).

(3)

أخرجه الديلمي (2807) عن أنس، والأزرقي في أخبار مكة (1/ 88) عن ابن عباس موقوفاً، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2771): موضوع.

ص: 414

الذهبي (1): صدوق ضعفه البرقاني والعلاء بن مسلمة الروّاسي، قال الذهبي (2): متهم بالوضع (الأزرقي عن عكرمة موقوفاً) أي على ابن عباس.

3790 -

"الحجر الأسود نزل به ملك من السماء". الأزرقي عن أبي.

(الحجر الأسود نزل به ملك من السماء) هذا من أدلة من قال بالحقيقة وأنه من الجنة حقيقة. (الأزرقي (3) عن أبي أخرجه في تاريخ مكة).

3791 -

"الحِدَّة تعتري خيار أمتي". (طب) عن ابن عباس.

(الحِدَّة) بكسر المهملة هي الطيش والخفة قيل: وأريد هنا النشاط والسرعة في الأمر والمراد به الصلابة في الدين. (تعتري خيار أمتي) والاعتراء العروض والذهاب بسرعة وهذا يؤيد أنه أريد الأول إذ الصلابة في الدين ملازمة لخيار الأمة. (طب)(4) عن ابن عباس) أورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح، وفيه آفات سلام الطويل (5) والفضل بن عطية والبلاء فيه منه.

3792 -

"الحِدَّة تعتري حملة القرآن لعزة القرآن في أجوافهم". (عد) عن معاذ.

(الحِدَّة تعتري حملة القرآن لعزة القرآن في أجوافهم) قيل يحملهم على المبادرة بالحدة قهرا فينبغي للواحد منهم الاستقامة في نفسه وكلها عن التعزز بسطوة القرآن لأن العزة للرب الأعلى سبحانه وتعالى لا للعبد. (عد)(6) عن

(1) انظر: المغني (2/ 452).

(2)

انظر: المغني (2/ 445).

(3)

أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (1/ 83)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2769)، والضعيفة (2684): موضوع.

(4)

أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 194)(11471)، وأبو يعلى (2450)، وانظر العلل المتناهية (2/ 733)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2774): موضوع، وضعفه في الضعيفة (26).

(5)

انظر: المغني (1/ 275)، وقال الذهبي: متروك.

(6)

أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 66)، وابن حبان في المجروحين (3/ 75)، وانظر: المغني=

ص: 415

معاذ)، فيه وهب بن وهب بن كثير قال ابن معين: يكذب، وقال أحمد: يضع، ثم سرد له أخبارا ختمها بهذا ثم قال: هذه أحاديث مكذوبة.

3793 -

"الحدة لا تكون إلا في صالحي أمتي وأبرارها، ثم تفئ"(فر) عن أنس.

(الحدة لا تكون إلا في صالحي أمتي وأبرارها) هذا أمر أغلبي. (ثم تفئ) أي ترجع، من فاء إذا رجع، وأسنده إلى الحدة مجازًا ويحتمل أنه مسند إلى المحتد الدال عليه الحدة لأنه ضبط بالمثناة الفوقية في نسخة قوبلت على خط المصنف وإلا فهو أي الرجوع لصاحبها أي يرجعون بسرعة من غير إضرار بالغير. (فر) (1) عن أنس) فيه بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي عن أنس قال الذهبي (2) في بشر قال الدراقطني: متروك.

3794 -

"الحديث عني ما تعرفون". (فر) عن علي.

(الحديث عني ما تعرفون) تقدم تفسيره في حديث: "إذا سمعتم الحديث عني تلين له قلوبكم" تقدم في إذا وبيان معناه هنالك فهو تفسير ما أريد هنا. (فر)(3) عن علي) رضي الله عنه قال الهيثمي: فيه روح بن صلاح وثقه ابن حبان والحاكم وضعفه ابن عدي وبقية رجاله ثقات.

3795 -

"الحرائر صلاح البيت، والإماء فساد البيت". (فر) عن أبي هريرة.

(الحرائر) جمع حرة. (صلاح البيت) أي المنزل الذي تسكنه لأن الحرة

= (2/ 727)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2773)، والضعيفة (27): موضوع.

(1)

أخرجه الديلمي في الفردوس (2775)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2775): موضوع.

(2)

انظر: المغني (1/ 105).

(3)

أخرجه أحمد (3/ 497)، والبزار (3718)، وابن حبان (1/ 264)(63) عن أبي أسيد بمعناه، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 149)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2776): ضعيف جدًّا.

ص: 416

عارفة بتدبير المنزل ترجع إلى عقل وحياء وعفاف كما قيل:

إذا لم يكن في منزل المرء حرة

تدبره ضاعت عليه مصالحه (1)

(والإماء فساد البيت) لما فيهن من الرعونة والوقاحة وعدم الرعاية لمن يكفلهن، والحديث حث على اتخاذ الحرائر دون الإماء لأن صلاح البيت مراد شرعًا وعقلًا وهذا أغلب في النوعين. (فر)(2) عن أبي هريرة) قال البخاري وغيره فيه متروك.

3796 -

"الحرب خدعة". (حم ق د ت) عن جابر (ق) عن أبي هريرة (حم) عن أنس (د) عن كعب بن مالك (هـ) عن ابن عباس وعن عائشة، والبزار عن الحسين (طب) عن الحسين، وعن زيد بن ثابت، وعن عبد الله بن سلام، وعن عوف بن مالك وعن نعيم بن مسعود، وعن النواس بن سمعان، ابن عساكر عن خالد بن الوليد (صح).

(الحرب خدعة) بفتح الخاء وسكون الدال أي هي خدعة واحدة من تيسّرت له حُقّ له الظفر وبضم الخاء وسكون الدال أي خُداعة للمرء بما تخيل إليه وتمنّيه فإذا لابسها وجد الأمر بخلاف ما تخيله، وبزنة همزة مبالغة في الصيغة وبفتحتين جمع خادع وبكسر فسكون أي محل الخداع ومظنته وموضعه، قال النواوي (3): أفصحها فتح الخاء وسكون الدال هي لغته صلى الله عليه وسلم المراد بأنها لغته أنها رفع فتحدث بها الرواية عنه. قال العسكري: أراد بالحديث أن المماكرة في الحرب أنفع من الطعن والضرب والمثل السائر: إذا لم تغلب

(1) الأبيات منسوبة للثعالبي (ولد 35 - ت 429 هـ).

(2)

أخرجه الديلمي في الفردوس (2820)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2777)، والضعيفة (3522): موضوع.

(3)

شرح صحيح مسلم (12/ 45).

ص: 417

فاخلب أي اخدع، وهذا قاله صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق حين بعث نعيم بن مسعود يخذل بين قريش وغطفان واليهود ويكون بالتورية واليمين وإخلاف الوعد قال النووي (1): اتفقوا على حل خداع الكفار في الحرب كيف كان حيث لا نقض عهد ولا أمان فينبغي قدح الفكر وإعمال الرأي في الحرب حسب الاستطاعة فإنه فيها أنفع من الشجاعة وهذا الحديث قد عد من الحكم. (حم ق د ت)(2) عن جابر (ق) عن أبي هريرة (حم) عن أنس (د) عن كعب بن مالك (هـ) عن ابن عباس وعن عائشة، البزار عن الحسن (طب) عن الحسين، وعن زيد بن ثابت، وعن عبد الله بن سلام، وعن عوف بن مالك وعن نعيم بن مسعود، وعن النواس بن سمعان، ابن عساكر عن خالد بن الوليد، وهو حديث متواتر.

3797 -

"الحرير ثياب من لا خلاق له". (طب) عن ابن عمر.

(الحرير ثياب من لا خلاق له) أي لابسها لا نصيب له من الخير، والخلاق: النصيب الوافر من الخير (طب)(3) عن ابن عمر) ورواه عنه الديلمي ثم قال: وفي الباب حفصة وأبو هريرة.

3798 -

"الحريص الذي يطلب المكسبة من غير حلها". (طب) عن واثلة.

(1) شرح مسلم (12/ 45).

(2)

أخرجه أحمد (3/ 297، 308)، والبخاري (3030)، ومسلم (1739)، وأبو داود (2636)، والترمذي (1675) عن جابر بن عبد الله، والبخاري (3029)، ومسلم (1740) عن أبي هريرة وأحمد (3/ 224) عن أنس، وأبو داود (2637) عن كعب بن مالك، وابن ماجه (2833) عن عائشة، و (2834) عن ابن عباس، والبزار (537) عن علي، والطبراني في الكبير (3/ 82) و (2728) عن الحسن بن علي، و (5/ 136)(4866) عن زيد بن ثابت، و (18/ 53)(95) عن عوف بن مالك، وابن عساكر في تاريخ دمشق (48/ 48) عن خالد بن الوليد.

(3)

أخرجه الديلمي في الفردوس (2817)، والطبراني في الكبير و (8/ 120)(7552) عن أبي أمامة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3177).

ص: 418

(الحريص) يعني الذي ورد ذمه. (الذي يطلب المكسبة) يريد اسم الآلة أي يجعل محل كسبه. (من غير حلها) ويحتمل أنه أراد بها المعيشة التي يكتسب فالكسب مندوب إليه أو واجب فإن كان من حله كالأسباب التي أذن الله بها من التجارة والزراعة ونحوهما ففاعلها غير حريص ولا مذموم بل ممدوح على ذلك وإن كان من غير حلها فهو الحريص المذموم وذلك أنه لما أعرض عن الكسب الذي يحل وتناول ما لا يحل أشعر بتلهب جوفه حرصا وجشعا على الدنيا لأنه ما آثر السبب المنهي عنه إلا لحرصه وطمعه أنه ينال منه ضعف ما يناله من المكسب المأمور به المأذون فيه ولا شك أن من عامل بالربا ونحوه ما هو إلا لطمعه في المال وحرصه عليه. (طب)(1) عن واثلة) هو ابن الأسقع حيث أطلق.

3799 -

"الحزم سوء الظن". أبو السيخ في الثواب عن علي، والقضاعي عن عبد الرحمن بن عائذ.

(الحزم) بالزاي قال جار الله هو ضبط الدين وإتقانه والحذر من فوته، وقال الطيبي: ضبط الإنسان أمره وأخذه بالثقة. (سوء الظن) أي بالنفس فلا يحسن ظنه بها فيضيع تكميلها، وبالناس فلا يثق بكل أحد فإن الثقة بكل أحد عجز وهذا في معاملته إياهم ومتاخمته لهم يكون محترسا عنهم وغير واقع في سرهم مع عدم سوء الاعتقاد فيهم وحاصله أن الحزم فيما يرجع إلى نفسه منهم ولا يعتقد القبيح بهم وقد أكثر الناس القول في هذا ما هو معروف من نظم ونثر. (أبو الشيخ في الثواب (2) عن علي) كرم الله وجهه ورواه عنه الديلمي أيضًا،

(1) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 78)(193)، وأبو يعلى (7492)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2778).

(2)

أخرجه القضاعي في الشهاب (24)، والديلمي في الفردوس (2797)، وابن أبي حاتم في المراسيل (1/ 124)، عن عبد الرحمن بن عائذ، وانظر الميزان (7/ 138)، وضعفه الألباني في=

ص: 419

(والقضاعي عن عبد الرحمن بن عائذ) تقدم أن أوله مهملة وآخره معجمة فيه علي بن الحسين بن بندار قال الذهبي في ذيل الضعفاء (1): اتهمه ابن طاهر أي بالوضع، وبقية، وقد مر بيان حاله والوليد بن كامل قال في الميزان (2) ضعفه أبو حاتم والأزدي.

3800 -

"الحسب المال، والكرم التقوى". (حم ت هـ ك) عن سمرة.

(الحسب المال) قال جار الله (3): الحسب ما يعده الإنسان من مآثره ومآثر آبائه والمراد أن الفقير ذا الحسب لا يوقر ولا يحتفل به ومن لا حسب له إذا أثري جل في العيون انتهى. وقال العامري شارح الشهاب: أشار بالخبر إلى أن الحسب الذي يفتخر به أبناء الدنيا اليوم المال قصد وفهم بذلك حيث أعرضوا عن الأحساب الحقيقية ومكارم الأخلاق الدينية والحديث إخبار عما صار عليه الناس لا عن معنى شرعي ولا لغوي وهو مراد به التهجين قوله: (الكرم التقوى) قيل أصل الكرم كثرة الخير فلما كان المتقي كثير الخير كثير الفوائد في الدنيا وله الدرجات العلى في العقبى كان أعم الناس كرما فكأنه لا كرم إلا التقوى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] وهو إخبار عن حقيقة الكرم وأن التقوى لا إعطاء المال من غير تقوى لأنه يريد الكرم المحمود عند الله الذي يستحق صاحبه هذا الاسم هو هذا لأن من لازم ذي التقوى إعطاء المال في وجوهه وهو الكريم عند الناس وفي متعارفهم فالتقوى تشمل المكارم

=ضعيف الجامع (2779)، وقال في الضعيفة (1151): ضعيف جداً.

(1)

انظر المغني (2/ 445).

(2)

انظر الميزان (7/ 137).

(3)

انظر: الفائق (1/ 281).

ص: 420

الدينية والشيم المرضية التي بها شرف الدارين. (حم ت هـ ك)(1) عن سمرة) قال الترمذي: صحيح وقال الحاكم: على شرط البخاري وأقره الذهبي لكنه قيل: إنه من حديث الحسن عن سمرة وقد تكلموا في سماعه منه.

3801 -

"الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار، والصلاة نور المؤمن، والصيام جنة من النار". (هـ) عن أنس.

(الحسد) المذموم الذي هو في الحقيقة سخط لقضاء الله واعتراض عليه. (يأكل الحسنات) أي يستهلكها كما يستهلك الآكل ما يأكله. (كما تأكل النار الحطب) أي كما تذهبه وتفنيه قال الطيبي: الأكل هنا استعارة لعدم القبول وأن حسناته مردودة عليه وليست بثابتة في ديوان عمله الصالح حتى يحبط انتهى، قال الغزالي: الحسد هو المفسد للطاعات الباعث على الخطيئات وهو الداء العضال الذي ابتلي به كثير من العلماء فضلا عن العامة حتى أوردهم النار وحسبك أن الله سبحانه أمر بالاستعاذة من شر الحاسد كما أمر بها من شر الشيطان، وينشأ عن الحسد إفساد الطاعات وفعل المعاصي من الشرور والعجب والهم بلا فائدة وعمى القلب حتى لا يكاد يفهم حكماً من أحكام الله تعالى والحرمان والخذلان فلا يكاد يظفر بمراد حزن دائم وعقل هائم وغم لازم، وقد استدل بالحديث على أنه من الكبائر وأنه يحبط الحسنات وأجاب من لا يرى إحباطها بأنه سبب لأن يفعل الحاسد بالمحسود فعلا من إتلاف نفسه أو ماله يفضي به إلى أن يصرف حسناته بأسرها إليه عوضا عما أساء به إليه.

قلت: وفي كلام الطيبي السابق قريبا جواب عن هذا غير ما ذكر وهو أنه أفاد

(1) أخرجه أحمد (5/ 10)، والترمذي (3271)، وابن ماجه (4219)، والحاكم (2/ 177، 4/ 361)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3178).

ص: 421

أنه مانع عن قبول الحسنات والإثابة عليها كما يمنع الأباق قبول طاعة الآبق، (والصدقة تطفئ الخطيئة) أي تطفئ النار التي تسببت من فعل الخطيئة في الآخرة أو أن الخطيئة نار في القلب فتطفئها الصدقة. (كما يطفئ الماء النار) فينبغي لمن قارف خطيئة التصدق على أثرها. (والصلاة نور المؤمن) تقدم أنها له نوراً في قبره أو على الصراط أو فيهما. (والصيام جنة من النار) بضم الجيم أي وقاية من عذابها فلا يدخل النار صاحبه إذا وفي بحقه. (هـ) (1) عن أنس) قال العراقي: سنده ضعيف، وقال البخاري: لا يصح لكنه في تاريخ بغداد بإسناد حسن (2).

3802 -

"الحسد في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فقام به وأحل حلاله وحرم حرامه، ورجل آتاه الله مالاً فوصل به أقرباءه ورحمه وعمل بطاعة الله تمنى أن يكون مثله". ابن عساكر عن ابن عمرو.

(الحسد في اثنتين) أي الذي لا يضر صاحبه ليس إلا في خصلتين أو في صفتين والحسد حقيقي ومجازي، فالحقيقي تمني زوال نعمة الغير، والمجازي تمني مثلها ويشمل الغبطة وهو المراد هنا بقوله:

(رجل آتاه الله القرآن فقام به وأحل حلاله وحرم حرامه) جملة استئنافية بيان للاثنتين كأنه قيل فقيل صفتان ثابتتان بالموصوف وهو رجل إلى آخره، وقوله (أحل حلاله) إلى آخره عطف يفسر معنى القيام به وإحلال حلاله اعتقاد أنه حل والعمل على وفقه ومثله تحريم حرامه. (ورجل آتاه امالاً) أي حلالاً فإنه الذي يراد ها. (فوصل به أقرباءه ورحمه) خاص على عام. (وعمل بطاعة

(1) أخرجه ابن ماجه (4210)، وانظر: الخطيب في تاريخه (2/ 227)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2781)، والضعيفة (1901).

(2)

إلى هنا كلام العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (1/ 31).

ص: 422

الله) في الإنفاق والتصدق وغيرها من أنواع البر. (تمنى) أي كل واحد من الرجلين. (أن يكون مثله) أي مثل الآخر فيتمنى الأول الذي قام بكتاب الله أن يكون له ما للآخر من المال وحسن الإنفاق منه وتمنى الآخر أن يجمع له القرآن والقيام به، فكل واحد من الرجلين يتمنى أن يجتمع له الأمران وقد شرح هذا حديث أبي كبشه عند أحمد والترمذي:"إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالًا وعلما فهو يتقي فيه ربه عز وجل ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل، ورجل رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان"(1) الحديث مضى في ثلاث، وفيه أنه يؤجر من يتمنى ذلك إذا كان صادق النية، ويحتمل أن ضمير يتمنى عائد إلى الآخر فقط وهو ذو المال إلا أنه لا يناسب صدر الحديث، ويحتمل أنه للحاسد وغيرهما الدال عليه لفظ الحسد أي يتمنى الحاسد لهما ما هما فيه أي يجتمع له أو يحصل له أحدهما. (ابن عساكر (2) عن ابن عمرو) فيه روح بن صلاح ضعفه ابن عدي وقواه غيره وخرجه الجماعة كلهم بتفاوت قليل.

3803 -

"الحسد يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل". (فر) عن معاوية بن حيدة.

(الحسد) الحقيقي. (يفسد الأعمال) الصالحة (كما يفسد الصبر) بكسر الموحدة (العسل) فيخرجه عن الانتفاع به ويبطله ويذهب صفته وحلاوته كذلك الحسد يفسد أعمال صاحبه ويخرجها عن انتفاعه بها ويذهب حلاوة ثوابها وفيه دليل أن الإحباط في الأول مراد به رد الحسنات وعدم إثباتها في

(1) أخرجه أحمد (4/ 231)، والترمذي (2325).

(2)

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (61/ 4)، وأخرجه البخاري (4737)، ومسلم (815)، والترمذي (1936)، والنسائي (5/ 27)، وابن ماجه (4209).

ص: 423

ديوان الطاعات كما قاله الطيبي. (فر)(1) عن معاوية بن حيدة) فيه مخيّس بن تميم (2) قال الذهبي في الضعفاء: مجهول وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه عن بهز بن حكيم وفيه لين.

3804 -

"الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة". (حم ت) عن أبي سعيد (طب) عن عمرو بن علي وعن جابر وعن أبي هريرة (طس) عن أسامة بن زيد، وعن البراء (عد) عن ابن مسعود. (متواتر).

(الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) قال ابن الحاجب: الإضافة للتوضيح باعتبار بيان العام بالخاص فليس ذكر الشباب وقع ضائعا وقدمنا أنه يحتمل أنهما سيدا من مات شابا من أهل الجنة أو أنهما سيدا أهل الجنة لأن أهلها كلهم شباب وتقدم الكلام فيه في الهمزة مع التاء أول الكتاب في: "أبو بكر

" الحديث". (حم ت)(3) عن أبي سعيد (طب) عن عمر) يعني ابن الخطاب وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وفي نسخة عن عمر بن علي وهو غلط، وعن جابر وعن أبي هريرة (طس) عن أسامة بن زيد، وعن البراء (عد) عن ابن مسعود وقال الترمذي حسن صحيح، قال المصنف: وهو متواتر.

3805 -

"الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما". (هـ

(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4315)، والبيهقي في الشعب (8294)، وانظر علل ابن أبي حاتم (1/ 361)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2782)، والضعيفة (3523).

(2)

انظر المغني (2/ 649)، والميزان (6/ 391)، وضعفاء العقيلي (4/ 263).

(3)

أخرجه أحمد (3/ 3، 62، 82)، والترمذي (3768) عن أبي سعيد الخدري، والطبراني في الكبير (3/ 35) و (2598) عن عمر بن الخطاب، و (3/ 36)(2600) عن علي كرم الله وجهه، و (3/ 37)(2605) عن أبي هريرة، وفي الأوسط (5209) عن أسامة بن زيد، و (6540) عن البراء، وابن عدي في الكامل (5/ 322) عن ابن مسعود، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3180)، وصححه في الصحيحة (796).

ص: 424

ك) عن ابن عمر (طب) عن قرة، وعن مالك بن الحويرث (ك) عن ابن مسعود.

(الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما) أي أفضل كما صرحت به رواية الطبراني: "أفضل منهما" وبيان فضله وسوابقه أوضحناه، في الروضة الندية. (هـ ك) (1) عن ابن عمر) فيه معلى بن عبد الرحمن عن أبي ذئب عن ابن عمر قال الذهبي: ومعلى متروك، (طب) عن قرة بضم القاف صحابي قال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وبقية رجاله رجال الصحيح، وعن مالك بن الحويرث الليثي له وفادة وصحبة قال الهيثمي: فيه عمر بن أبي أبان ومالك بن الحسن ضعيفان وقد وثقا (ك) عن ابن مسعود قال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن الحكم بن عبد الرحمن فيه لين.

3806 -

"الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران". (حم ع حب طب ك) عن أبي سعيد.

(الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة عيسى مريم ويحيى بن زكريا) فإنهما ليس لهما سيادة عليهما بل هم سواء في السيادة أو ابنا الخالة أفضل يحتمل الأمرين. (وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان) أي إلا ما ثبت: (من) فضل: (مريم بنت عمران) فإنهما سواء أو أن مريم الأفضل كما سلف. (حم ع حب طب ك)(2) عن أبي سعيد).

(1) أخرجه ابن ماجه (118)، والحاكم (3/ 182) عن ابن عمر، والطبراني في الكبير (3/ 39)(2617) عن قرة بن إياس، و (19/ 292)(650)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 183)، والحاكم (3/ 182)، عن ابن مسعود، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3182)، والصحيحة (796).

(2)

أخرجه أحمد 3/ 64، وأبو يعلى (1169)، وابن حبان 15/ 412 (6959)، والطبراني في الكبير (3/ 38)(2610)، والحاكم 3/ 182، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3181).

ص: 425

3807 -

"الحسن مني، والحسين من علي ". (حم) وابن عساكر عن المقدام بن معد يكرب.

(الحسن مني، والحسين من علي) قال الديلمي: معناه الحسن يشبهني والحسين يشبه عليا عليهم السلام انتهى، وكان الغالب على الحسن الحلم والأناة كالنبي صلى الله عليه وسلم والغالب على الحسين الحدة وشدة البأس كعلي عليهما السلام، وقيل: كان الحسن رضي الله عنه يشبه النبي من أعلاه ويشبه عليا رضي الله عنه من أسفله، والحسين يشبه النبي صلى الله عليه وسلم من أسفله وأعلاه يشبه علي كرم الله وجهه. (حم) وابن عساكر (1) عن المقدام بن معد يكرب) قال الحافظ العراقي: سنده جيد وقال غيره فيه بقية صدوق لكن له مناكير وعجائب وغرائب.

3808 -

"الحسن والحسين شنفا العرش، وليسا بمعلقين". (طس) عن عقبة بن عامر.

(الحسن والحسين شنفا العرش) بفتح الشين المعجمة وفتح النون والفاء تثنية شنف وهو القرط المعلق في الآذان، قال الديلمي: أي هما بمنزلة الشنفين من الوجه والمراد أن أحدهما عن يمين العرش والآخر عن يساره. (وليسا بمعلقين) دفع لما يتوهم من التشبيه بالشنف فإنه لا يكون زينة إلا إذا علق في الأذن فأخبر صلى الله عليه وسلم أنهما زينتاه من غير تعليق به وهو إخبار عن شرفهما وأنهما زينة للعرش.

واعلم: أن الشارح شرح على هذا اللفظ ثم قال: وما ذكر من أن الرواية بالشين المعجمة هو ما في نسخ وهو الموجود في نسخ الفردوس وغيره لكن اطلعت على نسخة المصنف التي بخطه فرأيته كتبها بالسين المهملة، قلت: وفي

(1) أخرجه أحمد (4/ 132)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 219)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3179)، والصحيحة (811).

ص: 426

نسخة قوبلت عليها كذلك وبالياء المثناة من تحت تثنية سيف. (طس)(1) عن عقبة بن عامر) قال الهيثمي: فيه حميد بن علي وهو ضعيف.

3809 -

"الحق أصل في الجنة، والباطل أصل في النار". (تخ) عن عمر.

(الحق أصل في الجنة) أي الآن هو أصل ثابت يتفرع عنه كل خير وهدي في الدنيا ويحتمل أنه يوم القيامة يجعله الله أصلاً فيها ويحتمل أنه على حذف مضاف أي أصل في دخولها وأنها لا تدخل إلا باتباعه والاحتمالات تجري في قوله: (والباطل أصل في النار). (تخ)(2) عن عمر).

3810 -

"الحق بعدي مع عمر حيث كان". الحكيم عن الفضل بن العباس.

(الحق بعدي مع عمر) أي الرأي السديد والقول الثابت الذي يوافق عند الله ورسله يكون مع عمر. (حيث كان) لأنه تعالى قد جعله من المحدثين كما في حديث: "إن من أمتي لمحدثين وإن منهم لعمر"(3) أي ملهمين إلى صحة الرأي وصدق الحدس. (الحكيم (4) عن الفضل بن العباس) فيه القاسم بن يزيد قال في الميزان عن العقيلي: حديث منكر ثم ساق مما أنكر عليه هذا.

3811 -

"الحكمة تزيد الشريف شرفاً، وترفع العبد المملوك حتى تجلسه مجالس الملوك". (عد حل) عن أنس.

(الحكمة) قال البيضاوي: هي استعمال النفس الإنسانية باقتباس النظريات وكسب الحكمة التامة بالأفعال الفاضلة بقدر الطاقة البشرية، قيل: فيه قصور

(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (337)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 184)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2783).

(2)

أخرجه البخاري في التاريخ (1335)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2784).

(3)

أخرجه البخاري (3282)، ومسلم (2398).

(4)

أخرجه الحكيم في نوادره (2/ 31، 3/ 138)، وانظر الميزان (5/ 463)، وضعفاء العقيلي (3/ 482)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2785)، والضعيفة (3524): موضوع.

ص: 427

لعدم شموله لحكمة الله تعالى فالأولى أن يقال: العلم بالأشياء كما هي والعمل كما ينبغي وقال ابن دريد: كل كلمة وعظتك أو زجرتك أو دعتك إلى مكرمة أو نهتك عن قبيح فهي حكمة، قال النووي (1): في الحكمة أقوال كثيرة مضطربة كل من قائلها اقتصر على بعض صفاتها وقد صفا لنا منها أنها عبارة عن العلم المتصف بالأحكام المشتمل على المعرفة بالله تعالى المصحوب بنفاذ البصيرة وتهذيب النفس والأخلاق وتحقيق الحق والعمل به والصد عن اتباع الهوى والباطل والحكيم من له ذلك. (تزيد الشريف شرفاً) أي شريف الحسب تزيده رفعة وعلوا لأنها كمال إلى كماله. (وترفع العبد المملوك حتى تجلسه مجالس الملوك) وقال الغزالي: نبه بهذا على ثمرتها في الدنيا ومعلوم أن الآخرة خير وأبقى قال سالم بن أبي الجعد: اشتراني مولاي بثلاثمائة وأعتقني فقلت: بأي حرفة أحترف فاحترفت بالعلم فما تمت لي سنة حتى أتاني أمير المدينة زائرا فلم آذن له. (عد حل)(2) عن أنس) قال مخرجه أبو نعيم: غريب تفرد به عمرو عن صالح انتهى. أراد به عمرو بن حمزة عن صالح عن الحسن عن أنس قال العراقي: سنده ضعيف، وقال العسكري: ليس هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بل من كلام حسن أو أنس.

3812 -

"الحكمة عشرة أجزاء: تسعة منها في العزلة، وواحد في الصمت". (عد) وابن لال عن أبي هريرة.

(الحكمة عشرة أجزاء: تسعة منها في العزلة) أي عن الناس؛ لأنه لا يستفاد من قربهم إلا ظلمة القلب وكدورة الخاطر وضياع العمر بلا فائدة، قال

(1) شرح مسلم (2/ 33).

(2)

أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 143)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 173)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2786)، والضعيفة (3525).

ص: 428

الفضيل: إذا رأيت أسدا فلا يهولنك وإذا رأيت آدمياً ففر منه وبالجملة الاختلاط إذا كان لا يستفاد منه علم أو ما يصلح به الحال فإنه للضر أقرب منه إلى النفع، قال الحميدي صاحب الجمع بين الصحيحين:

لقاء الناس ليس يفيد شيئًا

سوى الهذيان من قيل وقال

فاقلل من لقاء الناس إلا

لأخذ العلم أو إصلاح حال

(وواحد في الصمت) أي جزء من الحكمة يوجد في الصمت أو الصمت نفسه حكمة تقدم الكلام فيه (عد) وابن لال (1) عن أبي هريرة) قال الذهبي: إسناده واه.

3813 -

"الحلف حنث أو ندم". (تخ ك) عن ابن عمر.

(الحلف حنث) إن لم يف بما حلف عليه من ترك أو فعل. (أو ندم) إن وفى لأنه تقدم بمنع نفسه باليمين، عن ما أقسم عليه وتقدم بلفظه والحديث للتحذير من الحلف. (تخ ك)(2) عن ابن عمر) ورواه البيهقي، قال فيه المهذب (3) وفيه ضعف.

3814 -

"الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للبركة". (ق د ن) عن أبي هريرة (صح).

(الحلف منفقة للسلعة) بفتح الميم وسكون النون وفتح الفاء أي مظنة لتنفيق السلعة. (ممحقة للبركة) أي مذهبة لها من المحق وهو بزنة منفقة وحكى عياض

(1) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 442)، والديلمي في الفردوس (2771)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2787)، والضعيفة (3526): ضعيف جداً.

(2)

أخرجه البخاري في التاريخ (1930)، والحاكم (4/ 336)، والبيهقي في السنن (10/ 30)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2788)، والضعيفة (3758).

(3)

انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 15344).

ص: 429

ضم أوله وكسر الحاء اسم الفاعل قال الزركشي: الرواية بفتح أولهما وسكون ثانيهما مفعلة، وأخبر عن الحلف بالمؤنث لأنه في تأويل النهي، قيل أو لأن التاء للمبالغة لا للتأنيث وتقدم الكلام في معناه مراراً. (ق د ن) (1) عن أبي هريرة) وفي لفظ مسلم:"ممحقة للربح" وما في الكتاب لفظ البخاري.

3815 -

"الحليم سيد في الدنيا وسيد في الآخرة". (خط) عن أنس.

(الحليم) هو الذي يضبط نفسه عند هيجان الغضب. (سيد في الدنيا وسيد في الآخرة) قال الشارح: إنه وقف على أصول صحيحة قديمة من تاريخ الخطيب فيها "رشيد" بدل "سيد"، والحلم من أشرف خصال الإنسان ولا يتخلق به إلا من كمل وقاره ورسخ عقله ولم تلم به الخفة والطيش، وقد كانت صفة الحلم بسيد الرسل صفة راسخة أرسخ من الجبال الرواسي، وقد أثنى الله سبحانه في كتابه على الحليم واتصف به تعالى. (خط) (2) عن أنس) فيه قبيصة بن حريث (3) قال البخاري: في حديثه نظر والربيع بن صبيح أورده الذهبي في الضعفاء (4) ويزيد الرقاشي تركوه ومن ثمة قال ابن الجوزي: حديث لا يصح.

3816 -

"الحمد لله رب العالمين" هي السبع المثاني الذي أوتيته والقرآن العظيم". (خ د) عن أبي سعيد بن المعلى (صح).

(الحمد لله رب العالمين) أي السورة التي افتتحت بهذه الجملة. (هي السبع المثاني الذي أوتيته) ولذا أنث العائد في قوله هي، أي التي امتن الله تعالى عليه صلى الله عليه وسلم

(1) أخرجه البخاري (2087)، ومسلم (1606)، وأبو داود (3335)، والنسائي (7/ 246).

(2)

أخرجه الخطيب في تاريخه (5/ 310)، وفي "رشيد" وانظر العلل المتناهية (2/ 733)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2789).

(3)

انظر ضعفاء العقيلي (3/ 484)، والميزان (5/ 465).

(4)

انظر الميزان (3/ 64)، والمغني (1/ 228).

ص: 430

بإعطائها في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} [الحجر: 87] وتقدم أنه أعطيها مكان الإنجيل وقوله: (والقرآن العظيم) يحتمل أنه عطف على السبع المثاني خبر عن ضمير الحمد لله، والمعنى أنها كل من السبع المثاني ومن القرآن العظيم وأن الفاتحة تسمى بالقرآن العظيم كما تسمى بالسبع المثاني ويحتمل أنه عطف على ضمير المفعول في أوتيته، أي وأوتيت القرآن العظيم إن قُريَ بالنصب، والحديث كأنه سيق لتفسير آية الحجر وتقدم وجه تسميتها بالمثاني في أعطيت، بناء على ثبوت نسخة أوتيته وإلا فالأكثر أوتيت فليس فيها إلا الوجه الأول ويحتمل النصب في القرآن على أنه مفعول معه. (خ د) (1) عن أبي سعيد بن المعَلّى (2) بضم الميم وفتح اللام مشددة واسمه رافع وقيل: الحارث قال ابن عبد البر: إنه الأصح ابن نفيع بن المعَلّى الأنصاري.

3817 -

" {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} " أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني". (د ت) عن أبي هريرة.

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هي (أم القرآن) قيل لأنها تشتمل على ما فيه من العلوم كما قدمناه (وأم الكتاب) لذلك أيضاً لأن الكتاب هو الولد وليست المرادة في قوله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف: 4] لأن ذلك هو اللوح، فالكتاب أريد به القرآن فهما في معنى واحد فإن قلت من أسماء القرآن النور والهدى وغيرهما من أسمائه كذلك، فهل يصح أن يقال مثلا هي أم النور وأم الهدى ونحوه؟

قلت: قد بحث في الإتقان (3) في أسماء السور بحثا في أنها توقيفية أم لا فإن

(1) أخرجه البخاري (4204، 4370، 4426، 4720)، وأبو داود (1458)، وانظر التمهيد لابن عبد البر (20/ 216).

(2)

الاستيعاب (1/ 281).

(3)

انظر: الإتقان للسيوطي (1/ 149).

ص: 431

قيل بالآخر صح بما ذكر والاقتصار في الحديث على بعض أسمائه وإضافتها إليه لا يمنع من غيره متماثل. (والسبع المثاني) قال جار الله (1): المثاني هي السبع كأنه قيل السبع هي المثاني، سميت المثاني لأنها تثنى في قومات الصلوات انتهى. (د ت) (2) عن أبي هريرة قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

3818 -

"الحمد لله، دفن البنات من المكرمات". (طب) عن ابن عباس.

(الحمد لله، دفن البنات من المكرمات) أي لآبائهن سببه أنه صلى الله عليه وسلم لما عزي بابنته رقية قاله وذلك لأنه سترٌ لها وخير وأنشدوا (3):

القبر أخفى سترة للبنات

ودفنها يروى من المكرُمات

أما ترى الله تعالى اسمه

قد جعل النعش بجنب البنات

قد جعل النعش بجنب البنات يريد ما في النجوم من الكواكب المسماة "بنات نعش" بإضافته إليهن، فيه إشارة إلى ملازمته لهن وإنهن جميعات بالاتصال به وهو نكتة شعرية خالية. (طب) (4) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه عثمان بن عطاء الخراساني وذكره ابن الجوزي في الموضوعات وتبعه المصنف ساكتا عليه، قال ابن الجوزي: وسمعت شيخنا الأنماطي الحافظ يحلف بالله: ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً من هذا قط.

3819 -

"الحمد لله رأس الشكر، وما شكر الله عبد لا يحمده". (عب هب) عن ابن عمرو.

(1) انظر: الفائق (1/ 177).

(2)

أخرجه أبو داود (1457)، والترمذي (3124)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3184).

(3)

الأبيات منسوبة للباخرزي علي بن الحسين (ت 467 هـ).

(4)

أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 366)(12035)، والقضاعي في الشهاب (250)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 12)، والموضوعات (3/ 235)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2792)، والضعيفة (185): موضوع.

ص: 432

(الحمد رأس الشكر) لأن الحمد باللسان وحده والشكر به وبالقلب والجوارح فهو إحدى شقيه ورأس الشيء بعضه وجعله رأسه لأن ذكر النعمة باللسان والثناء على مولاها أسبغ لها وأدل على مكانها في الاعتقاد وآداب الجوارح لها لخفاء عمل القلب وما في عمل الجوارح من الاكتمال لخلاف عمل اللسان وهو النطق الذي يفصح عن الكل كذا في الكشاف (1). (وما شكر الله عبدٌ لا يحمده) لأن الإنسان إذا لم يثن على المنعم بما يدل على تعظيمه لم يظهر منه شكر وإن اعتقد وعمل فلم يعد شاكرا لكون حقيقة الشكر إظهار النعمة كما أن كفرانها إخفاؤها والاعتقاد خفي وعمل الجوارح محتمل بخلاف النطق قاله الشريف في حواشي الكشاف. (عب هب)(2) عن ابن عمرو) قال المصنف في شرح التقريب (3): رواه الخطابي في غريبه والديلمي في الفردوس بسند رجاله ثقات لكنه منقطع وفي حاشية القاضي: منقطع بين قتادة وابن عمر.

3820 -

"الحمد على النعمة أمان لزوالها". (فر) عن عمر.

(الحمد على النعمة) من المنعم عليه. (أمان لزوالها) فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. (فر)(4) عن عمر.

3821 -

"الحمرة من زينة الشيطان". (عب) عن الحسن مرسلاً.

(الحمرة) في الثياب وغيرها. (من زينة الشيطان) لأنه خلق من النار ولونها

(1) الكشاف (1/ 5).

(2)

أخرجه عبد الرزاق (19574)، والبيهقي في الشعب (4395)، والديلمي في الفردوس (2784)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2790)، والضعيفة (1372، 3528).

(3)

انظر: تدريب الراوي للسوطي (1/ 57) طبعة عبد الوهاب عبد اللطيف وفيه عزاه إلى "الطبراني في الأوسط بسند ضعيف"، وانظر: غريب الحديث للخطابي (1/ 346).

(4)

أخرجه الديلمي في الفردوس (2783)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2791)، والضعيفة (3529).

ص: 433

الحمرة فهو بالطبع يهوي ما خلق منه وهذا الإخبار نهي عنها وأقوال الناس فيها سبعة أقوال شهيرة: (1) الجواز مطلقاً، (2) التحريم مطلقا، (3) الجواز لما خف، (4) ويحرم ما ليس كذلك، يكره لبس الأحمر لقصد الزينة، (5) ويجوز في البيوت، يجوز لبس ما صبغ غزله ثم نسج لا ما صبغ بعد نسجه (6) يحرم ما صبغ بالعصفور دون غيره، (7) يحرم ما ليس فيه لون غير أحمر أي ما كان كله أحمر. (عب)(1) عن الحسن مرسلاً) ورواه ابن أبي شيبة، وفي الفتح: أنه وصله ابن السكن.

3822 -

"الحمى من فيح جهنم فأبردها بالماء". (حم خ) عن ابن عباس (حم ق ن هـ) عن ابن عمر (ق ت هـ) عن عائشة (حم ق ت ن هـ) عن رافع بن خديج (ق ت هـ) عن أسماء بنت أبي بكر (صح).

(الحمى من فيح جهنم) أي من شدة حرها أي أنها من شدة حر الطبيعة وهي تشبه نار جهنم في كونها معذِّبة ومذيبة للجسد أو المراد أنها أنموذج من نار جهنم أخرجت للأبدان لتتغطى بها أو أنها حظ المؤمن من عذابها. (فأبردوها بالماء) بوصل الهمزة وضم الراء قاله أبو البقاء وحكى عياض قطعها مع كسر الراء لكن قال الجوهري (2): إنها رديئة وقال القرطبي (3): إنه أخطأ من زعم قطع الألف والمراد سكنوا حرارتها بغسل أطراف المحموم وسقيه الماء فإنه يحصل به التبريد لأن الماء بارد رطب ينساغ بسهولة فيصل للطافته إلى أماكن العلة فيدفع حرارتها من غير حاجة إلى معاونة الطبيعة فلا يشتعل بذلك عن مقاومة

(1) أخرجه عبد الرزاق (19975)، وابن أبي شيبة (35335)، وانظر فتح الباري (10/ 237)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2793)، والضعيفة (4331).

(2)

انظر: فتح الباري (10/ 175).

(3)

زاد المعاد (4/ 23).

ص: 434

العلة كما نبه عليه بعض الأطباء وقد قدمنا عن ابن القيم أنه خطاب لأهل بعض الأقطار لا لكل محموم. (حم خ)(1) عن ابن عباس (حم ق ن هـ) عن ابن عمر (ق ت هـ) عن عائشة (حم ق ت ن هـ) عن رافع بن خديج (ق ت هـ) عن أسماء بنت أبي بكر.

3823 -

"الحمى كبر من جهنم فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار". (حم) عن أبي أمامة.

(الحمى كير من جهنم) أي حقيقة. (فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار) أي يصيبه المقضي له به في قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] كذا قيل أو يصيبه مما اقترف من الذنوب. (حم)(2) عن أبي أمامة) قال المنذري: إسناد أحمد لا بأس به وقال الهيثمي: فيه أبو الحصين الفلسطيني ولم أر له راوياً غير محمَّد بن مطرّف.

3824 -

"الحمى كير من جهنم فنحّوها عنكم بالماء البارد". (هـ) عن أبي هريرة.

(الحمى كير من جهنم فنحّوها) بالحاء المهملة أي بعّدوها. (عنكم بالماء

(1) أخرجه أحمد (1/ 291)، والبخاري (3088) عن ابن عباس، وأحمد (2/ 85)، والبخاري (3091)، ومسلم (2209)، والنسائي (4/ 379)، وابن ماجه (3472) عن ابن عمر، والبخاري (3090)، ومسلم (2210)، والترمذي (2074)، وابن ماجه (3471) عن عائشة، وأحمد (5/ 368)، والبخاري (5394)، ومسلم (2212)، والترمذي (2073)، والنسائي (4/ 380)، وابن ماجه (3473) عن رافع بن خديج، والبخاري (5392)، ومسلم (2211)، والترمذي (2074)، وابن ماجه (3474) عن أسماء بنت أبي بكر.

(2)

أخرجه أحمد (5/ 264)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (66/ 1296)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 154)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 305)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3188)، وصححه في الصحيحة (1822).

ص: 435

البارد) كما تقدم. (هـ)(1) عن أبي هريرة).

3825 -

"الحمى كير من جهنم وهي نصيب المؤمن من النار". (طب) عن أبي ريحانة.

(الحمى كير من جهنم وهي نصيب المؤمن من النار) قال الزين العراقي: إنما جعلت حظه من النار لما فيها من الحر والبرد المضر بالجسم وهذه صفة جهنم وهي تكفر الذنوب فتمنعه من دخول النار، وقال المصنف: الحمى طهور من الذنوب وتذكرة للمرء بنار جهنم كي يتوب، ولها منافع بدنية ومآثر سنية فإنها تنقي البدن وتنقي عنه العفن، رب سُقم أزلي ومرض عولج منه زمانا وهو ممتليء فلما طرأت عليه أبرأته فإذا هو منجلي كما قيل: وربما صحت الأجسام بالعلل، وذكروا أنها تفتح كثيرا من السدد وتنضح من الأخلاط والمواد ما فسد وينفع من الفالج واللقوة والتشنج والامتلائي والرمد. (طب) (2) عن أبي ريحانة) شمعون (3) قال الهيثمي كالمنذري: فيه شهر بن حوشب وفيه كلام معروف وقال ابن طاهر: إسناده فيه جماعة ضعفاء.

3826 -

"الحمى حظ أمتي من جهنم ". (طس) عن أنس.

(الحمى حظ أمتي من جهنم) قال ابن القيم: ليس المراد أنها هي نفس الورود المذكور في القرآن لأن سياقه يأبى حمله على الحمى قطعا بل إنه وعد عباده كلهم لورود النار فالحمى للمؤمن تكفير خطاياه فيسهل عليه الورود

(1) أخرجه ابن ماجه (3475)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3189).

(2)

أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 93)(7468)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 305)، والترغيب والترهيب (4/ 154)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3190).

(3)

انظر: الإصابة (3/ 359).

ص: 436

فينجو منه سريعاً. (طس)(1) عن أنس) قال الهيثمي: فيه عيسى بن ميمون ضعفه جمع وقال الفلاس: صدوق كثير الخطأ والوهم، متروك الحديث.

3827 -

"الحمى تحت الخطايا كما تحت الشجرة ورقها". ابن قانع عن أسد بن كرز.

(الحمى تحت الخطايا كما تحت الشجرة ورقها) أي تساقط الحمى عن ظهر حامله الخطايا كما تسقط الشجرة الورق، فيه تشبيه المعقول بالمحسوس بجامع الإزالة بالكلية. (ابن قانع (2) عن أسد بن كرز) بضم الكاف وسكون الراء فزاي صحابي (3).

3828 -

"الحمى رائد الموت وسجن الله في الأرض". ابن السني، وأبو نعيم في الطب عن أنس.

(الحمى رائد الموت) بالراء فالمثناة التحتية بعد الألف فالمهملة أي رسوله الذي يتقدمه كما يتقدم الرائد قومه، فهي منذرة بقدومه ليستعد صاحبها به بالمبادرة بالتوبة، والخروج من المظالم، والاستغفار، وإعداد الزاد، والمراد أنها في الأغلب كذلك. (و) هي. (سجن الله في الأرض) يأتي تفسيره بلسانه صلى الله عليه وسلم قريباً. ابن السني، وأبو نعيم (4) في الطب عن أنس) وكذا رواه الديلمي والقضاعي في الشهاب.

(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7540)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 306)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2795): موضوع.

(2)

أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 43)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2794)، والضعيفة (3531)

(3)

انظر الإصابة (1/ 53).

(4)

أخرجه ابن السني في الطب (من 48/ أ) وأبو نعيم في الطب (رقم 582)، وفي عمل اليوم والليلة (568)، والقضاعي في الشهاب (58)، والديلمي في الفردوس (2790)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2797)، والضعيفة (3533).

ص: 437

3829 -

"الحمى رائد الموت وهي سجن الله في الأرض للمؤمن يحبس بها عبده إذا شاء، ففتروها بالماء". هناد في الزهد، وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (هب) عن الحسن مرسلاً.

(الحمى رائد الموت وهي سجن الله في الأرض للمؤمن يحبس بها عبده إذا شاء) ثم الحبس (يرسله) عن (إذا شاء)(ففتروها بالماء) بالفاء مشددة فراء أي جنبوها، تقدم آنفاً كل ما فيه. (هناد في الزهد، وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (هب)(1) عن الحسن مرسلاً).

3830 -

"الحمى حظ كل مؤمن من النار". البزار عن عائشة.

(الحمى حظ كل مؤمن من النار) أي أنها تكفر ما توجب النار ذكره المصنف. (البزار (2) عن عائشة قال المنذري: إسناده حسن وقال الهيثمي: فيه عثمان بن مخلدة ولم أجد من ذكره.

3831 -

"الحمى حظ المؤمن من النار يوم القيامة". ابن أبي الدنيا عن عثمان (الحمى حظ المؤمن من النار يوم القيامة) أي من نار يوم القيامة وفي هذه العبارة في الأحاديث من قوله حظه إعلام بأن كل مؤمن له حظه من العذاب وقسط وجزء لابد له منه.

(ابن أبي الدنيا (3) عن عثمان) ورواه العقيلي بلفظه في الضعفاء قال الشارح

(1) أخرجه هناد في الزهد (405)، وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (رقم 92)، والبيهقي في الشعب (9870)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2798).

(2)

أخرجه البزار (2361) كما في كشف الأستار، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 154)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 306)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3187).

(3)

أخرجه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (رقم 157)، وابن عساكر في تاريخ دمشق 59/ 313)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 287) وقال: وفي إسناده نظر، وانظر لميزان (4/ 154)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3186).

ص: 438

ولهذا الحديث طرق متعددة متكثرة لا يخفى عن من له أدنى ممارسة لعلم الحديث.

3832 -

"الحمى حظ كل مؤمن من النار، وحمى ليلة تكفر خطايا سنة مجرمة". القضاعي عن ابن مسعود.

(الحمى حظ كل مؤمن من النار، وحمى ليلة تكفر خطايا سنة مجرمة) بالجيم وضم الميم وتشديد الراء أي تامة قيل وذلك لأن عروق الإنسان. بعدد أيام السنة فإذا حم ليلة تألم منه كل عرق فيكفر كل عرق يوما قال بعض الأطباء: من حم ليلة لم تعد قوته إلا بعد سنة وكان أبو هريرة يقول: أحب الأوجاع إلي الحمى لأنها تعطي كل مفصل حقه من الأجر بسبب عموم الوجع. (القضاعي (1) عن ابن مسعود) وأعله ابن طاهر بالحسن بن صالح وقال: تركه يحيى بن القطان وابن مهدي فقول شارح الشهاب: إنه صحيح غير صحيح.

3833 -

"الحمى شهادة". (فر) عن أنس.

(الحمى شهادة) أي من مات بها فله أجر الشهادة في الآخرة. (فر)(2) عن أنس) فيه الوليد بن محمَّد قال الذهبي في الضعفاء (3): وكذبه يحيى.

3834 -

"الحمَّام حرام على نساء أمتي". (ك) عن عائشة.

(الحمّام حرام على نساء أمتي) أي دخوله وتقدم إباحته لمريضة أو نفساء وذهب جماعة إلى أنها كراهة تنزيهية ويأباها لفظ التحريم. (ك)(4) عن عائشة)

(1) أخرجه القضاعي في الشهاب (62)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2796)، والضعيفة (3532): ضعيف جداً.

(2)

أخرجه الديلمي في الفردوس (2788)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2799)، وقال في الضعيفة (3535): موضوع.

(3)

انظر الميزان (7/ 140)، والمغني (2/ 724).

(4)

أخرجه الحاكم (4/ 322)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3192)، وصححه في الصحيحة=

ص: 439

قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.

3835 -

"الحواميم ديباج القرآن". أبو الشيخ في الثواب عن أنس (ك) عن ابن مسعود موقوفاً.

(الحواميم) أي السور السبع التي أولها "حم". (ديباج القرآن) في القاموس (1): الديباج النقش فارسي معرب والمراد أنها زينت القرآن. (أبو الشيخ في الثواب عن أنس (ك)(2) عن ابن مسعود) موقوفاً.

3836 -

"الحواميم روضة من رياض الجنة". ابن مردويه عن سمرة.

(الحواميم روضة من رياض الجنة) يعني أنها تبلغ بتاليها ومتأملها حلول روضة من رياض الجنة وكأن المراد أنه يتميز تاليها بمحل في الجنة عن غيره وإن دخلها غيره. (ابن مردويه (3) عن سمرة) ورواه عنه الديلمي أيضاً.

3837 -

"الحواميم سبع، وأبواب جهنم سبع، تجيء كل حاميم منها تقف على باب من هذه الأبواب تقول: اللهم لا تدخل هذا الباب من كان يؤمن بي ويقرأ بي". (هب) عن الخليل بن مرة مرسلاً.

(الحواميم سبع، وأبواب جهنم سبع) كأن الظاهر سبعة لكنه ذكره للازدواج أو بتأويل الفُرَج. (تجيء كل حاميم منها تقف على باب من هذه الأبواب) يجعلها الله عز وجل يصور لها ذلك أو المراد ملائكتها. (تقول: اللهم لا تدخل هذا الباب) أي من هذا الباب. (من كان يؤمن بي ويقرأ بي) بالباء الموحدة

= (3439).

(1)

انظر القاموس (1/ 186).

(2)

أخرجه الحاكم (2/ 474)، والبيهقي في الشعب (2471) عن ابن مسعود، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2800)، والضعيفة (3537): موضوع.

(3)

أخرجه الديلمي في الفردوس (2816)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2801)، والضعيفة (3538): ضعيف جداً.

ص: 440

بخط المصنف والمراد أنها تقول ذلك ويستجيب الله لها. (هب)(1) عن الخليل بن مرة) (2) بضم الميم وتشديد الراء مرسلاً وهو الضبي نزيل الكوفة قال أبو حاتم: غير قوي مات سنة ستين ومائة.

3838 -

"الحور العين خلقن من الزعفران". ابن مردويه (خط) عن أنس.

(الحور) تقدم أنه جمع حوراء وتقدم تفسير الحور. (العين) جمع عيناء تقدم. (خلقن من الزعفران) أي أنه أصلهن كما أن أصل البشر التراب، ونساء الدنيا إذا دخلن الجنة كن خيرا منهن كما ثبت ذلك والحديث صريح إنهن خلقن وأنهن الآن في الحياة وعليه عدة أحاديث، قال المصنف في فتاويه: إن الحور والولدان وزبانية جهنم لا يموتون وأنهم ممن استثناه الله تعالى في قوله: {إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ} [الزمر: 68] وأما الملائكة فيموتون بالنص والإجماع ويتولى قبض أرواحهم ملك الموت ويموت بلا ملك الموت. (ابن مردويه (خط)(3) عن أنس) فيه الحارث بن خليفة قال الذهبي في الذيل (4) مجهول وقال ابن القيم (5) وقفه أشبه بالصواب.

3839 -

"الحور العين خلقن من تسبيح الملائكة". ابن مردويه عن عائشة.

(الحور العين خلقن من تسبيح الملائكة) بالمهملتين أوله مثناة فوقية أي من تنزيه الملائكة لله تعالى وتقديسهم والله أعلم ما أراد به لأن التسبيح عرض

(1) أخرجه البيهقي في الشعب (2479)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2802).

(2)

الكاشف (1/ 376)، والتقريب (1/ 196).

(3)

أخرجه الخطيب في تاريخه (7/ 98)، والديلمي في الفردوس (2735)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2803)، والضعيفة (3539).

(4)

انظر: المغني (1/ 40).

(5)

حادي الأرواح (صـ 161).

ص: 441

والحور أجسام ثم لعل هذا صنف من الحور والأول صنف. (ابن مردويه (1) عن عائشة).

3840 -

"الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله تعالى في أرضه محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب". (ق 4) عن النعمان بن بشير (صح).

(الحلال) من الأفراد التي بينها الله لعباده على لسان رسله أو على حكم العمل على القول به. (بيّن) بزنة لين أي واضح لا لبس فيه ولا خفاء وهو ما نص الله عليه أو رسوله أو أجمع على عينه أو جنسه ومنه ما لم يرد عليه منع في الأصح. (والحرام بيّن) بنص الله تعالى على حرمته أو رسوله أو إجماع الأمة بأن نهى عنه أو توعد على فعله والتحريم إما لمفسدة أو مضرة خفية كالزنا وذبيحة الحربي، أو مضرة واضحة كالسم وشرب المسكر. (وبينهما أمور مشتبهات) أي ملتبسة بالأمرين لعدم اتضاح الحرمة أو الحل لتجاذب الأدلة لها وتنازع المعاني والأسباب لحكمها فلا يتضح حكمها بكثير من الناس ولذا قال:(لا يعلمها) أي لا يعلم حكمها. (كثير من الناس) لخفاء النص أي عدم صراحته أو تعارض النصين وإنما يؤخذ من عموم أو مفهوم أو قياس أو استصحاب أو لاحتمال الأمر فيه الوجوب والندب والنهي والكراهة والحرمة أو لغير ذلك وما هو

(1) عزاه في الدر المنثور لابن مردويه (7/ 421) وانظر فيض القدير (3/ 423)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2804).

ص: 442

كذلك إنما يعلمه قليل من الناس وهم الراسخون. (فمن اتقى) من التقوى وهي لغة: جعل النفس في وقاية مما يخاف، وشرعا: حفظ النفس عن الآثام وما تجر إليها. (المشبهات) بضم الميم أوله والموحدة بعد المعجمة ثم هاء جمع مشبه بمعنى مشتبه ووضع الظاهر موضع المضمر تفخيما لشأن هذه الأمور وزيادة في إيضاح المراد. (فقد استبرأ) بالهمز وقد تخفف أي طلب البراءة. (لدينه) من العقوبة الشرعية. (وعرضه) يصونه بترك الوقيعة فيه بعدم تركه مما يحسن تركه والعرض قيل الحنث وقيل: النفس، وقيل: موضع المدح والذم من الإنسان وفيه إعلام بأن كونه ملاحظ شرعًا كالدين (ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام) أي يوشك أن يقع فيه لأن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه فإنه يوافق الحرام وإن لم يقصده؛ لأنه يعرض عليه بالحوم حوله فإن المشبهات حمى المحرمات ولذا مثله بضرب المثل بالمحسوس بقوله: (كراع) أصله الحافظ لما ينظره ومن ثم قيل للوالي راع وللعامة رعية وللزوج راع ثم خص عرفا بحافظ الحيوان وأراده هنا. (يرعى حول الحمى) أي المحل المحمي الذي حصره مالكه على غيره. (يوشك) بكسر المعجمة أي يسرع ويقرب. (أن يواقعه) أي تأكل ماشيته منه فيعاقب ثم أكد هنا النهي بقوله: (ألا) حرف تنبيه لا يأتى بها إلا لتأكيد ما بعدها ويطلب إصغاء السامع لما يليها. (وإن لكل ملك) من ملوك العرب. (حمى) يحميه لماشيته عن الناس ويتوعد من يقرب. (ألا وإن حمى الله تعالى في أرضه محارمه) أي المعاصي التي حرمها ونهى عنها فكما أن من هتك حمى ملك من ملوك الدنيا عاقبه الملك أشد العقاب كذلك من هتك حمى الله تعالى فالمحتاط لدينه لا يقرب مما يقرب إلى الخطيئة والقصد تجنب الشبهات وأنه إذا كان حمى الملك يحترز منه خوف العقوبة فحمى الرب تبارك

ص: 443

وتعالى أحق بالاجتناب لشدة عقابه ولما كان الخطاب لذوي الألباب وكان الإنسان هو القلب حقيقة الذي يميل إلى الشيء فيتبعه البدن قال: (ألا وإن في الجسد مضغة) قطعة لحم بقدر ما يمضغ. (إذا صلحت) بفتح اللام وضمها: انشرحت بالهداية. (صلح الجسد كله) أي كان داعياً له إلى الالتفات إلى الطاعات. (وإذا فسدت) أي أظلمت بالضلالة. (فسد الجسد كله) بانبعاثه في القبائح ثم بينها بعد هذا الإبهام المشوق للنفس إليها عامة التشويق بقوله: (ألا وهي القلب) ولا يخفى ما في هذا التأكيد والإبهام ثم التفسير من تعظيم شأن القلب وسمي قلباً لأنه محل الخواطر المختلفة الحاملة على الانقلاب أو لأنه خالص البدن وخالص كل شيء قلبه وتقدم أنه ملك الأعضاء وأنها جنوده ببسط في الجزء الأول وقد أفرد جماعة هذا الحديث بالتأليف لما فيه من الفوائد حتى جعلوه ثلث العلم أو ربعه، قيل: ولو قيل إنه جملة الدين لما عدم وجهاً. (ق 4)(1) عن النعمان بن بشير) قال بعض شراح مسلم: هذا الحديث عليه نور النبوة وعظيم الموقع من الشريعة.

3841 -

"الحلال بين والحرام بين، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك". (طس) عن عمر.

(الحلال بين والحرام بين) قال الغزالي (2): نظر الجاهل أن الحلال مفقود وأن السبيل إلى الوصول إليه مسدود حتى لم يبق من الطيب إلا الماء والحشيش الثابت في الموات وما عداه فقد أحالته الأيدي العادية وأفسدته المعاملات

(1) أخرجه البخاري وطرفه (2051)(52)، ومسلم (1599)، وأبو داود (3329)، والترمذي (1205)، والنسائي (3/ 239)، وابن ماجه (3984).

(2)

في الإحياء (2/ 88).

ص: 444

الفاسدة وليس كذلك بل قال المصطفى صلى الله عليه وسلم الحلال بين ولا تزال هذه الثلاثة وإنما الذي فقد العلم بالحلال وبكيفية الوصول إليه. (فدع ما يريبك) بفتح المثناة التحتية والفاء في فدع للتفريع عما قبلها أيم اترك ما حصل عنه ريب في القلب واضطراب فإنه من غير البين عادلا عنه. (إلى ما لا يريبك) مما يطمئن إليه القلب وتسكن إليه النفس قال الحكيم: هذا عند المحققين الموصوفين فطهارة القلوب ونور اليقين فأولئك هم أهل هذه الرتبة، أما العوام والعلماء الذين غذوا بالحرام فلا التفات إلى ما تطمئن إليه قلوبهم المحجبة بحجاب الظلمات (طص) (1) عن عمر) قال الهيثمي في موضع: إسناده حسن، وقال في محل آخر: فيه أحمد بن شبيب (2) قال الأزدي: منكر الحديث وتعقبه الذهبي بأن أبا حاتم وثقه.

3842 -

"الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفى عنه". (ت هـ ك) عن سلمان.

(الحلال ما أحل الله في كتابه) أي فيما كتبه وفرض العمل به على العباد فيشمل أنواع الأدلة الأربعة؛ لأنه فرض العمل بها كما عرف في الأصول، (والحرام ما حرم الله في كتابه) أي على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فإنه قد شمله كتاب الله بقوله:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] والقياس بالعلم المنصوص عليه مما أتانا به الرسول صلى الله عليه وسلم. (وما سكت عنه فهو مما عفى عنه) قال الحافظ العراقي: فيه حجة للقائلين بأن الأصل في الأشياء قبل ورود

(1) أخرجه الطبراني في الصغير (32)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 74)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3194).

(2)

انظر الميزان (1/ 240).

ص: 445

الشرع الإباحة حتى يتبين التحريم أو الوجوب وهي قاعدة من قواعد الأصول لا يستكفى فيها بهذا الحديث الضعيف انتهى. (ت هـ ك)(1) عن سلمان) قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء فذكره، قال الترمذي في العلل: سألنا عنه محمدا يعني البخاري فقال: ما أراه محفوظًا وقال الذهبي: فيه سيف بن هارون البُرجُمي ضعفه جمع وقال الدارقطني: متروك (2).

3843 -

"الحياء من الإيمان". (م ت) عن ابن عمر (صح).

(الحياء من الإيمان) أي شعبة من شعابه كما سلف، قال الراغب: الحياء انقباض النفس عن القبائح وهو من خصائص الإنسان وأول ما يظهر من قوة الفهم في الصبيان وجعل في الإنسان ليرتدع عن ما تنزع إليه الشهوة من القبائح فلا يكون كالبهيمة وهو مركب من خير وعفة ولذلك لا يكون المستحي فاسقا ولا الفاسق مستحيا لتنافي اجتماع العفة والفسق وأما الخجل فحيرة النفس لفرط الحياء ويحمد في النساء والصبيان ويذم باتفاق في الرجال والوقاحة مذمومة بكل لسان وهي عدم الحياء وهي انسلاخ من الإنسانية وحقيقتها لجاج النفس في تعاطي القبيح واشتقاقها قرحاً من وقاح أي صلب. (م ت)(3) عن ابن عمر) قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يعظ أخاه في الحياء أي في تركه فقال: "دعه" ثم ذكره والحديث قد نسبه المصنف في الدرر (4) إلى الشيخين فإفراده لمسلم هنا

(1) أخرجه الترمذي (1726)، وابن ماجه (3367)، والحاكم (4/ 129)، وانظر علل الترمذي (1/ 281)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3195).

(2)

قال الحافظ في التقريب (2727): ضعيف أفحش ابن حبان القول فيه من صغار الثامنة، وانظر: المغني (1/ 292).

(3)

أخرجه البخاري (24)، ومسلم (36)، وأبو داود (4795)، والترمذي (2615)، والنسائي (6/ 537)، وابن ماجه (4184).

(4)

انظر: الدرر المنتثرة للسيوطي (ص: 203).

ص: 446

يشعر أنه ليس في البخاري وليس كذلك وعزاه لهما أيضاً في الأحاديث المتواترة.

3844 -

"الحياء والإيمان مقرونان لا يفترقان إلا جميعاً". (طس) عن أبي موسى.

(الحياء والإيمان مقرونان) أي كل واحد قرن بالآخر ونيط به فإذا وُجد وُجد وإذا ارتفع ارتفع فلذا قال: (لا يفترقان إلا جميعاً) أي إلا تفرقا يجتمعان فيه، قال الطيبي: فيه رائحة التجريد حيث جرد من الإيمان شعبة منه وجعلها قرين له على سبيل الاستعارة كأنهما رضيعا ثدي أي تقاسما أن لا يفترقا. (طس)(1) عن أبي موسى) وقال الطبراني عقيبه: تفرد به محمَّد بن عبيدة القوسي وهو ضعيف.

3845 -

"الحياء والإيمان قرنا جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر". (حل ك هب) عن ابن عمر.

(الحياء والإيمان قرنا جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر) هو كما سلف آنفا والمراد أنه إذا رفع الحياء عن الإنسان نقص إيمانه ورفع كامله أو رفع بأصله فإنه لا يعتد بما بقي. (حل ك هب)(2) عن ابن عمر) قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي وقال العراقي: صحيح غريب إلا أنه قد اختلف على جرير بن حازم في رفعه ووقفه.

3846 -

"الحياء هو الدين كُلُّه". (طب) عن قرة.

(الحياء هو الدين كله) أي عمدة من عمده لا يتم إلا به ولا يتصف الإنسان بالإيمان حتى يتصف به حتى كأنه كل الإيمان فإن من اتصل به اتصل بكل خير

(1) أخرجه الطبراني في الصغير (622)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2808).

(2)

أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 297)، والحاكم (1/ 73)، والبيهقي في الشعب (7727)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3200).

ص: 447

من خصال الإيمان وهذا الحصر ادعائي لا حقيقي. (طب)(1) عن قرة) هو ابن إياس قال: ذكر الحياء عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: الحياء من الدين فقال: "بل هو الدين كله" وضعفه المنذري وقال الهيثمي: فيه عبد الحميد بن سوار ضعيف.

3847 -

"الحياء خير كله". (م د) عن عمران بن حصين (صح).

(الحياء خير كله) لأنه مبدأ الخير فلا يأتي منه إلا الخير وأما الحياء الذي ينبع عن المواجهة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثلا فإنه لا يعد حياء بل ضعف في القلب وخور في الطبع ورعونة في الأخلاق فإنه لا يؤثر على الحياء من الله غيره إلا من كان كذلك وأما من آثر الله سبحانه وتعالى على عباده فلا يستحي عن أمرهم بما أمر الله به ونهيهم عما نهى عنه. (م د)(2) عن عمران بن حصين) وفي الباب عن أنس وغيره.

3848 -

"الحياء لا يأتي إلا بخير". (ق) عن عمران بن حصين (صح).

(الحياء لا يأتي إلا بخير) لأن من استحيا من الناس أن يروه على قبيح دعاه ذلك إلى الحياء من ربه أشد فلا يضيع فريضة ولا يرتكب خطيئة. (ق)(3) عن عمران بن حصين) ورواه عنه أيضاً أحمد وغيره.

3849 -

"الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار". (ت ك هب) عن أبي هريرة (خد هـ ك هب) عن أبي بكرة (طب هب) عن عمران بن حصين.

(الحياء من الإيمان) قال جار الله (4): جعل كالبعض منه لمناسبته له لأنه يمنع

(1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 29)(63)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 268)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 26)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2809).

(2)

أخرجه مسلم (37)، وأبو داود (4796).

(3)

أخرجه البخاري (6117)، ومسلم (37).

(4)

انظر: الفائق (1/ 340).

ص: 448

عن المعاصي كما يمنع الإيمان، وقال ابن الأثير (1): جعل الحياء وهو غريزة من الإيمان له اكتساب؛ لأن المستحي ينقطع بحيائه عن المعاصي فصار كالإيمان الذي يقطع بينه وبينها وجعله بعضه لأن الإيمان ينقسم إلى ائتمار بما أمر الله به وانتهاء عما نهى عنه فإذا حصل الانتهاء بالحياء كان أخص الإيمان. (والإيمان في الجنة) أي المؤمن المتصف به أو إنه سبب موصل إليها. (والبذاء) بالمعجمة آخره ممدود الفحش في القول. (من الجفاء) بالمد أي الطرد والإعراض وتركه الصلة والبر. (والجفاء في النار) يوضحه مما في حديث آخر: "وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم"(2). (ت ك هب)(3) عن أبي هريرة (خد هـ ك هب) عن أبي بكرة (طب هب) عن عمران بن حصين قال الهيثمي في موضع: رجاله رجال الصحيح وأعاده في آخر وقال: فيه محمَّد بن موسى، وأعاده في آخر وقال: فيه محمَّد بن موسى بن أبي نعيم وثقه أبو حاتم وكذبه جمع وبقية رجاله رجال الصحيح وأطلق الذهبي في الكبائر أنه صحيح.

3850 -

"الحياء والعي شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق". (حم ت ك) عن أمامة.

(الحياء والعي) بكسر المهملة أي عي اللسان عن النطق بالفحش لا عي القلب فإنه تقدم ذمه. (شعبتان من الإيمان) أي صفتان من صفاته فإن الحياء

(1) النهاية في غريب الحديث (صـ 1106).

(2)

أخرجه الترمذي (2616)، وابن ماجه (3973).

(3)

أخرجه الترمذي (2009)، والحاكم (1/ 119)، والبيهقي في الشعب (7707) عن أبي هريرة، والبخاري في الأدب المفرد (1314)، وابن ماجه (4184)، والحاكم (1/ 118)، والبيهقي في الشعب (7708) عن أبي بكرة، والطبراني في الكبير (18/ 178)(409)، والبيهقي في الشعب (7710) عن عمران بن حصين، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 91، 8/ 26)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3199)، والصحيحة (495).

ص: 449

يمنع العبد عن إتيان القبيح والعي يمنعه عن الفحش وليس المراد به العي عن خلقة بل كف اللسان بالإخبار. (والبذاء) الفحش. (والبيان) أي طلاقة اللسان وفصاحتها بما يكون مذموما من هجو الناس وذمهم، قال الطيبي: إنما قوبل العي في الكلام مطلقا بالبيان الذي هو التعمق في النطق والتفاصح وإظهار التقدم فيه على الغير تيها وعجبا مبالغة لذم البيان. (شعبتان من النفاق) أي صفتان من صفاته قال القاضي: لما كان الإيمان باعثا على الحياء والتحفظ في الكلام والاحتياط فيه عد من الإيمان وما يخالفهما من النفاق. (حم ت ك)(1) عن أبي أمامة قال الترمذي: حديث حسن وقال الذهبي: صحيح.

3851 -

"الحياء والإيمان في قَرَنٍ، فإذا سلب أحدهما تبعه الآخر". (طس) عن ابن عباس.

(الحياء والإيمان في قرن) بتحريك الراء وهو ضفيرة الشعر جمعه قرون أي مجموعان في حبل. (فإذا سلب أحدهما تبعه الآخر) لأنه لا ينتفع بالإيمان من أضاع الحياء. (طس)(2) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه يوسف بن خالد السهمي كذاب خبيث انتهى.

3852 -

"الحياء زينة، والتقى كرم، وخير المركب الصبر، وانتظار الفرج من الله عز وجل عبادة". الحكيم عن جابر.

(الحياء زينة) لأنه يلبس العبد ثياب النزاهة عن ارتكاب ما يقبح وينشأ عنه الوقار والحلم ولأنه يزينه عند الله بذلك وعند الناس. (والتقى كرم) تقدم أن

(1) أخرجه أحمد (5/ 269)، والترمذي (2027)، والحاكم (1/ 51)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3201).

(2)

أخرجه الطبراني في الأوسط (8313)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 92)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2807): موضوع.

ص: 450

الكرم التقوى بهذه الصيغة الحصرية والكلام عليه. (وخير المركب الصبر) لأن الصبر ثبات العبد بين يدي الرب لأحكامه ما أحب منها وما كره فهو خير مركب ركب به إليه وسماه مركبا لأن التكاليف الأمرية والنهيية كالمفاوز لا يقطعها إلا من كان الصبر مركبه فإنه ينجيه ولا يخاف عطية لأنه تعالى جعل الدنيا طريقا إلى الآخرة وجعل قطع نهايتها بمطية الصبر فكان خير المراكب. (وانتظار الفرج من الله عز وجل عبادة) العبد في دار الدنيا في السجن حقيقة فهو منتظر للفرج من مولاه فهو في سجن الشهوات وسجن الهموم والغموم وسجن الأحزان والكروب وسجن التكاليف الشرعية والبدنية فلا يزال منتظر للفرج من ربه فهو عبادة لأنه انقطاع عن الخلق إلى الحق. (الحكيم (1) عن جابر).

3853 -

"الحياء من الإيمان، وأحيى أمتي عثمان". ابن عساكر عن أبي هريرة.

(الحياء من الإيمان) قال ابن القيم (2): إن الحياء مشتق من الحياء والغيث يسمى حياءً بالقصر لأن به حياة الأرض والنبات والحيوان ولهذه الحياة حياة الدنيا والآخرة فمن لا حياء له سيء الحال في الدنيا شقي في الآخرة. (وأحيى أمتي عثمان) أي أشدهم حياء وهذه الصفة على اللغة المكثورة تقدم نظيرها مرارا، وكان عثمان شديد الحياء كما ذكر في صفته في تراجمه. (ابن عساكر (3) عن أبي هريرة) أخرجه في تاريخه في ترجمة عثمان.

3854 -

"الحياء عشرة أجزاء: فتسعة في النساء، وواحد في الرجال". (فر) عن ابن عمر.

(الحياء عشرة أجزاء: فتسعة في النساء، وواحد في الرجال) لا شك أن الله بقدرته

(1) أخرجه الحكيم في نوادره (2/ 220)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2805).

(2)

الجواب الكافي (1/ 46).

(3)

انظر فيض القدير (3/ 429)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3198).

ص: 451

وحكمته خص النساء بأكثر الحياء لحكمة ظاهرة لا تخفى وكأن هذا من أسباب قلة الفجور وتمام الحديث عند مخرجه الديلمي بلفظ: "ولولا ذلك ما قدر الرجال على النساء" انتهى أي لولا ألقي عليهن من الحياء لم يصبرن عن الجماع وطلبه من الرجال طرفة عين، وما كان حق المصنف بأن يحذف آخر الحديث. (فر) (1) عن ابن عمر) فيه الحسن بن قتيبة الخزاعي قال الذهبي (2): متروك.

3855 -

"الحيات مسخ الجن صورة، كما مسخت القردة والخنازير من بني إسرائيل". (طب) وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس.

(الحيات مسخ) أي مسخ الله الجن من إضافة المصدر إلى مفعوله. (الجن)

تقدم أن الجن ثلاثة أصناف صنف حيات فهن من الجن وبين هنا أنهن مسخ منهم لا أنهم أصل خلقتهم وكان ذلك لذنوب لا نعلمها والظاهر أن المراد بعض الحيات. (كما مسخت القردة والخنازير من بني إسرائيل) وجيء بقوله من بني إسرائيل بيانا للمراد ويحتمل أنه أريد بمسخت غيرت مخرجه من بني إسرائيل تضميناً، القردة والخنازير لم تمسخ في نفسها وإنما مسخ إليها بنو إسرائيل فالأصل كما مسخت بنو إسرائيل إلى القردة والخنازير لكنها قلبت العبارة تهجينا وإشارة إلى أن مسخ بني إسرائيل إلى القردة والخنازير كأنه مسخ للقردة والخنازير حيث جعلت من غرمائها الذي خلقه الله مختص بها. (طب) (3) وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس) قال الهيثمي: رجاله أي الطبراني رجال الصحيح.

(1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2765)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2806)، والضعيفة (3541): موضوع.

(2)

انظر: المغني (1/ 166).

(3)

أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 341)(11946)، والأوسط (4269)، وأبو الشيخ في العظمة (10855)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 46)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3203)، والصحيحة (1824).

ص: 452

3856 -

"الحية فاسقة، والعقرب فاسقة، والفأرة فاسقة، والغراب فاسق". (هـ) عن عائشة.

(الحية فاسقة، والعقرب فاسقة، والفأرة فاسقة، والغراب فاسق) تمام الحديث عند مخرجه: "والكلب الأسود البهيم شيطان" انتهى وإنما سميت هذه الحيوانات فواسق على الاستعارة لخبثهن وقيل لخروجهن من الحرمة في الحل والحرم أي لا حرمة لهم بحال ومنه الحديث إنه سمى الفأرة فويسق بالتصغير لخروجها من جحرها على الناس وإفسادها، وقال الخطابي: أراد بتفسيقها تحريم أكلها ومنه قول عائشة، وقد سئلت عن الغراب، فقالت: ومن يأكله وقد سماه فاسقاً. (هـ)(1) عن عائشة).

(1) أخرجه ابن ماجه (3249)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3204)، والصحيحة (1825).

ص: 453