الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَإِن قيل: تَكْلِيف مَا لَا يُطَاق جور، والجور لَا يجوز عَلَى الله تَعَالَى. فَالْجَوَاب: أَن هَذَا لَا يتَصَوَّر فِي صِفَات الله تَعَالَى وأفعاله، وَلكنه يتَصَوَّر فِي صِفَات المخلوقين وأفعالهم، لِأَن الله تَعَالَى إِذا عاقب عبدا عَلَى مَعْصِيّة، فَالْعَبْد لَا يُطيق عِقَابه، ثمَّ ذَلِكَ الْعقَاب وَإِن عظم وَلم يطقه المعاقب عدل من الله تَعَالَى، كَمَا أَن ثَوَابه فضل. إِذْ لَا يشبه الْخَالِق الْمَخْلُوق فِي عِقَابه، كَمَا لَا يُشبههُ فِي ثَوَابه. كَذَلِك تَكْلِيفه العَبْد مَا لَا يطيقه عدل مِنْهُ، كَمَا أَن تَكْلِيفه مَا يطيقه فضل مِنْهُ.
فصل
وَمن صِفَات الله عز وجل الَّتِي وصف بهَا نَفسه؛ السّمع وَالْبَصَر قَالَ اللَّه عز وجل واصفا نَفسه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ
السَّمِيع الْبَصِير} وَقَالَ: {وَكَانَ الله سميعاً بَصيرًا} . وَقَالَ: {وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم} . وَقَالَ {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِن الله فَقير وَنحن أَغْنِيَاء} . وَقَالَ {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوجهَا} . الْآيَة: وَقَالَ لمُوسَى: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} .
75 -
أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَنا وَالِدِي، أَنا عبد الرَّحْمَن ابْن يحيى، وَعبد الله بن إِبْرَاهِيم الْمقري قَالا: نَا أَبُو مَسْعُودٍ أَنا عَلِيُّ بْنُ عبد الله ابْن جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ وَحَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا: نَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ، أَنا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهُوَيْهِ قَالا: نَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ تَمِيمِ بْنِ مَسْلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الأَصْوَاتَ. لَقَدْ جَاءَتِ الْمُجَادِلَةُ إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -