الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِن أَخْبَار الْآحَاد لَا تقبل فِيمَا طَرِيقه الْعلم، وَهَذَا رَأس شغب المبتدعة فِي رد الْأَخْبَار، وَطلب الدَّلِيل من النّظر، وَالِاعْتِبَار فَنَقُول وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق.
إِن الْخَبَر إِذا صَحَّ عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -
وَرَوَاهُ الثِّقَات وَالْأَئِمَّة، وأسندوه خَلفهم عَن سلفهم إِلَى رَسُول الله
صلى الله عليه وسلم َ - وَتَلَقَّتْهُ الْأمة بِالْقبُولِ، فَإِنَّهُ يُوجب الْعلم فِيمَا سَبيله الْعلم.
وَهَذَا قَول عَامَّة أهل الحَدِيث والمتقنين من القائمين عَلَى السّنة، وَإِنَّمَا هَذَا القَوْل الَّذِي يذكر أَن خبر الْوَاحِد لَا يُفِيد الْعلم بِحَال، وَلَا بُد من نَقله بطرِيق التَّوَاتُر لوُقُوع الْعلم بِهِ، شَيْء اختراعته الْقَدَرِيَّة والمعتزلة، وَكَانَ قصدهم مِنْهُ رد الْأَخْبَار، وتلقفه مِنْهُم بعض الْفُقَهَاء الَّذين لم يكن لَهُم علم فِي الْعلم وَقد ثَابت، وَلم يقفوا عَلَى مقصودهم من هَذَا القَوْل، وَلَو أنصف الْفرق من الْأمة لأقروا بِأَن خبر الْوَاحِد يُوجب الْعلم، فَإِنَّهُم تراهم مَعَ اخْتلَافهمْ فِي طرائقهم وعقائدهم يسْتَدلّ كل فريق مِنْهُم عَلَى صِحَة مَا يذهب إِلَيْهِ بالْخبر الْوَاحِد، ترى أَصْحَاب الْقدر يستدلون بقوله:
188 -
" كل مَوْلُود يُولد عَلَى الْفطْرَة ". وَبِقَوْلِهِ:
189 -
" خلقت عبَادي حنفَاء فَاجْتَالَتْهُمْ الشَّيَاطِين عَن دينهم ". وَترى أهل الإرجاء يستدلون بقوله:
190 -
" من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله دخل الْجنَّة، قَالَ، وَإِن زنى وَإِن سرق، قَالَ: نعم، وَإِن زنى وَإِن سرق ".
وَترى الرافضة يستدلون بقوله:
191 -
" يجاء بِقوم من أَصْحَابِي فيسلك بهم ذَات الشمَال، فَأَقُول أصيحابي أصيحابي، فَيُقَال: إِنَّك لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بعْدك، إِنَّهُم لن يزَالُوا مرتدين عَلَى أَعْقَابهم ". وَترى الْخَوَارِج يستدلون بقوله:
192 -
" سباب الْمُسلم فسوق، وقتاله كفر ".