الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
قَالَ الْمروزِي: سَأَلت أَبَا عبد الله أَحْمَد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل رحمه الله عَمَّن قَالَ: إِن الْإِيمَان مَخْلُوق فَغَضب وَقَالَ: من أَيْن هَذَا الرجل؟ عَلَى من نزل؟ وَمن يُجَالس؟ قلت: هُوَ رجل غَرِيب يُقَال: إِنَّه قدم من الصُّور وَكتب فِي رقْعَة، أَن أنكر عَليّ أَبُو عبد الله تبت. قَالَ: انْظُر عَدو الله كَيفَ يقدم التَّوْبَة قُدَّام، أَن أنكر عَليّ تبت، وَلم يرد أَن يتَكَلَّم بِكَلَام يُرِيد أَن يَتُوب مِنْهُ، هَذَا جهمي، هَذِهِ الْمَسْأَلَة اللفظية حذروا عَنهُ أَشد التحذير.
571 -
وَقَالَ خَارِجَة بن زيد عَن أَبِيه، وَكَانَ إِذا سُئِلَ عَن مسئلة يَقُول: أوقعت؟ فَيُقَال: يَا أَبَا سَعِيد مَا وَقعت وَلَكِن نعدها، فَيَقُول: دَعُوهَا فَإِن كَانَت وَقعت أخْبرهُم.
572 -
وَعَن عَمْرو بن قيس قَالَ: سَمِعت رجلا يحدث أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ -
قَالَ: " إِن من أَشْرَاط السَّاعَة أَن يفتح القَوْل، ويخزن الْفِعْل وتوضع
الْأَخْبَار وترفع الأشرار، وَأَن تقْرَأ المشاة فِي الْقَوْم لَيْسَ لَهُ فيهم مغير، قَالُوا: وَمَا المشاة؟ قَالَ: مَا اكتتب سوى كتاب الله ". وَفِي رِوَايَة: كل مَا كتب لَيْسَ فِي كتاب الله عز وجل.
وَعَن زيد بن ميسرَة قَالَ: كتب حَكِيم من الْحُكَمَاء ثلثمِائة وَسِتِّينَ مُصحفا حكما، فَأُوحي الله إِلَيْهِ أَنَّك قد مَلَأت الأَرْض نفَاقًا، وَأَن الله لم يقبل من نفاقك شَيْئا. قَالَ الشَّيْخ: النِّفَاق كَثْرَة الْكَلَام من غير الْكتاب وَالسّنة.
573 -
وَعَن حُذَيْفَة قَالَ؟ : بِحَسب الْمَرْء من الْعلم أَن يخْشَى الله، وبحسبه من الْجَهْل أَن يعجب عمله.
574 -
وَعَن أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: من كَانَ عِنْده علم فَليعلم النَّاس، وَلَا يَقُولَن مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ علم فَيكون من المتكلفين.
وَقَالَ الشّعبِيّ: إِن من الْعلم أَن يَقُول الرجل لما لَا يدْرِي: لَا أَدْرِي.
وَقَالَ يزِيد بن أَبِي حبيب: من الْعلمَاء من إِذا وعظ عنف، وَإِذا وعظ أنف.
وَقَالَ عبد الله بن بُرَيْدَة: من ضنائن الْعلم الرُّجُوع إِلَى الْحق.
وَقَالَ رجل لِلشَّعْبِيِّ: أَفْتِنَا أَيهَا الْعَالم. قَالَ: الْعَالم من خَافَ الله.
وَهَذَا آخر مَا اتّفق املاؤه من كتاب الله الْحجَّة فِي بَيَان المحجة فِي شرح التَّوْحِيد، وَمَعْرِفَة الله سبحانه وتعالى، وَبَيَان طَريقَة السّلف، أعاذنا الله من مُخَالفَة السّنة بالاتبداع، وَجَعَلنَا مِمَّن يلْزم طَرِيق الِاتِّبَاع، وَصلى الله عَلَى مُحَمَّد، وحشرنا فِي زمرته، وأماتنا عَلَى سنته إِنَّه خير المسؤولين.