الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عامر عن أم الدرداء أنها قالت: اللهم إن أبا الدرداء خطبني فتزوجني في الدنيا، اللهم فأنا أخطبه إليك فأسألك أن تزوجنيه في الجنة. فقال لها أبو الدرداء: فإن أردت ذلك وكنت أنا الأول فلا تزوجي بعدي. قال: فمات أبو الدرداء، وكان لها جمال وحسن فخطبها معاوية، فقالت: لا والله لا أتزوج زوجا في الدنيا حتى أتزوج أبا الدرداء إن شاء الله عز وجل في الجنة"1.
1 انظر ترجمته والكثير من أقواله في المرجع السابق ج1، ص347-643.
ثالثا: أبو مسعود الأنصاري:
هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي البدري أصغر من شهد العقبة من الخزرج، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه ابنه بشير وعبد الله بن يزيد الخطمي وأبو وائل وقيس بن أبي حازم، وغيرهم، توفي قبل الأربعين وقيل: سنة أربعين بالكوفة أو بالمدينة1، ومروياته قليلة جدا مما يقطع ببعد حبس عمر له.
1 انظر ترجمته في تهذيب التهذيب ج7، ص247-249.
رابعًا: أبو ذر الغفاري:
هذا هو الذي ذكر في بعض الروايات كثالث المحبوسين مكان أبي مسعود الأنصاري، وقد اختلف في اسمه واسم أبيه، فقيل: جندب بضم الجيم والدال، وحكي فتح الدال، وقيل: اسمه برير بضم الباء الموحدة وراء مكررة ابن جندب، والمشهور جندب بن جنادة بضم الجيم ابن عبيد الغفاري بكسر
الغين المعجمة، وهو سيد جليل أسلم قديما، قيل: إنه كان رابع من أسلم، وقيل: إنه كان خامسهم، وحكي أن له عبادة ونسكا قبل الإسلام، وبعد إسلامه بمكة رجع إلى بلاد قومه، فأقام بها حتى مضت بدر وأحد والخندق،
وأسلم على يديه أكثر غفار؛ لذا كانت تلك القبيلة جديرة بأن يغفر الله لها شأنها شأن أسلم التي سلمها الله تعالى. ثم قدم أبو ذر المدينة فصحب النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى، ومناقبه جمة وزهده مشهور وتواضعه وزهده مشابهان في الحديث بتواضع عيسى عليه السلام وزهده، وكان من مذهبه أنه يحرم على الإنسان ادخار ما زاد على حاجته من المال، وإنه لا حق لأحد فيما فضل عليه بل واجبه أن يعود به على من عدمه روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائتا حديث وواحد وثمانون حديثا اتفق الشيخان منها على اثني عشر، وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بسبعة عشر1.
وقد خرج الى الربذة، وهي بليدة قريبة من المدينة، وقيل: إنه أخرج إليها ومات بها سنة اثنتين وثلاثين وكان وحده أمة في حياته وفي مماته ويكون كذلك في مبعثه فرضي الله عنه وأرضاه.
ولم يبق شك عند عاقل في اختلاق هذا الزعم الباطل الذي يفيد أن عمر حبس هؤلاء، وهم بلا ريب من أجلاء الصحابة، وهو رضي الله عنه أجل من أن يهينهم بالحبس في دعوى لا أصل لها، وهي الإكثار من الرواية، وقد رأينا أنه لم يزد عن عمر من هؤلاء إلا ابن مسعود.
1 انظر ترجمته مطولة في صفة الصفوة ج1، ص584-600.