الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى عنها من كبار التابعين القاسم وعبد الله ابنا أخيها محمد، وابن أختها عروة بن الزبير، وبنت أخيها عمرة بنت عبد الرحمن ومواليها أبو بكر وذكوان وأبو يونس.
وروى عنها سعيد بن المسيب وعمرو بن ميمون، وعلقمة بن قيس ومسروق والأسود، وكثير غيرهم.
وروى لها عشرة أحاديث ومائتان وألفا حديث، وأخرج الشيخان منها ستة عشر حديثا وثلاثمائة، اتفقا على أربعة وتسعين ومائة، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين ومسلم بثمانية وستين.
وتوفيت عائشة رضي الله عنها سنة ثمان وخمسين، ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان عند أكثرهم، وقال بعضهم: سنة سبع وخمسين1.
1 انظر ترجمتها في: الاستيعاب ج4، ص356-361 بهامش الإصابة، وطبقات ابن سعد ج1، ق1 ص39-56، والإصابة ج4 ص359-361، وتذكرة الحفاظ ج1، ص27-29، وطبقات الحفاظ ص8، ودليل الفالحين ج1، ص96.
و
من المكثرين من الرواية "عبد الله بن عباس
":
هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمه أم الفضل، لبابة الكبرى بنت الحارث أخت ميمونة أم المؤمنين.
كان يقال له: الحبر والبحر؛ لكثرة علمه، وهو ترجمان القرآن، وهو والد الخلفاء العباسيين، وأحد العبادلة الأربعة، وهم: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وقول الجوهري في الصحاح بدل ابن العاص: ابن مسعود، مردود عليه؛ لأنه منابذ لما قال أعلام المحدثين؛ كالإمام أحمد، وغيره.
وقد ولد ابن عباس بشعب بني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنين، وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وقال أحمد: خمس عشرة سنة، والأول هو المشهور.
وقد مكنه قربه من النبي صلى الله عليه سلم، ومكان خالته ميمونة عنده من أخذ الكثير والكثير، ثم إنه لم يأل جهدا -بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم في طلب العلم. فكان يقصد الصحابة ويسألهم، حتى إنه لينتظر الصحابي في قيلولته، فيتوسد رداءه على بابه، والريح تسفي التراب على وجهه حتى يخرج إليه، فيخبره بما أراد. ويقول الصحابي: هلا أرسلت إليّ فآتيك، فيقول: لا أنا أحق أن آتيك.
هكذا يكون الحرص على طلب العالم وإجلال أهله، وقد بوأ هذا ابن عباس مكان الصدارة، وعمر مجلسه وحفل بقاصدي العلم والفقه.
قال عمرو بن دينار: ما رأيت مجلسا كان أجمع لكل خير من مجلس ابن عباس: الحلال والحرام، والعربية، والأنساب، والشعر.
وكان الصحابة يعتزون بعلمه، ويعتبرونه مرجعهم في كل ما يعن لهم من القضايا والفتاوى، وكان عمر شديد الاعتزاز به وكثيرا ما يؤخذ برأيه ويفاخر بعمله الصحابة، وكيف لا وهو الذي ناله هذا الدعاء النبوي المبارك:"اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" ، وعن ذكائه وفطنته وتوقد ذهنه وحسن خبرته حدث ولا حرج، ولذا ولاه على البصرة وكان أحد أعمدته في صراعه المرير.
وقد كثر مرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم لشدة قربه منه ويسر دخوله عليه، وحصول بركة الدعاء له، وشدة ذكائه ونهمه في الطلب، ثم طول عمره.
وبلغ ما روى له ألف حديث وستمائة وستين حديثًا، أخرج منها الشيخان مائتين وأربعة وثلاثين حديثا، اتفقا منها على خمسة وسبعين، وانفرد البخاري بمائة وعشرة أحاديث ومسلم بتسعة وأربعين.
وقد توفي ابن عباس بالطائف1 سنة ثمان وستين عن إحدى وسبعين سنة أثناء محنة عبد الله بن الزبير، وكان قد كف بصره في آخر عمره وأثر عنه قوله:
1 انظر ترجمته في الاستيعاب ج2 ص350-357، بهامش الإصابة وعمدة القاري ج1، ص70، والإصابة ج2، ص330-334، وتذكرة الحفاظ ج1، ص40-42، وطبقات الحفاظ ص10، ودليل الفالحين ج1، ص70، وصفة الصفوة ج1، ص746-758.