الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من هم التابعون
؟:
التابعون جمع تابعي، أو جمع تابع، اسم فاعل من تبع، والنسبة إليه: تابعي، وتبعه بمعنى: قفا أثره، ونهج نهجه، وجاء بعده، ولعل مأخذه من قوله تعالى:{وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} .
والتابعي في اصطلاح المحدثين هو: "من لقي الصحابي، وإن لم تطل صحبته"، وهو رأي الحاكم وابن حجر وغيرهما، وقيل:"من صحب الصحابي، ولا يكتفى فيه بمجرد اللقى، بل لا بد من طول الصحبة، وتحقق اللقاء، ومعرفته بالرواية عنه".
قال ابن الصلاح: "قال الخطيب الحافظ: التابعي من صحب الصحابيَّ. قلت: ومطلقه مخصوص بالتابعي بإحسان، ويقال للواحد منهم: تابع وتابعي. وكلام الحاكم أبي عبد الله وغيره مشعر بأنه يكفي فيه أن يسمع من الصحابي، أو يلقاه، وإن لم توجد الصحبة العرفية، والاكتفاء في هذا بمجرد اللقاء والرؤية أقرب منه في الصحابة نظرا إلى مقتضى اللفظين فيهما"، وقال الحافظ العراقي متعقبا كلامه "وفيه أمور؛ أحدها: أن تقديم المصنف كلام الخطيب في حد التابعي على كلام الحاكم وغيره، وتصديره به كلامه ربما يوهم في ترجيحه على القول الذي بعده، وليس كذلك، بل الراجح الذي عليه العمل قول الحاكم وغيره في الاكتفاء بمجرد الرؤية دون اشتراط الصحبة، وعليه يدل عمل أئمة الحديث: مسلم بن الحجاج وأبي حاتم بن حبان وأبي عبد الله الحاكم وعبد الغني بن سعيد وغيرهم.
وقد ذكر مسلم بن الحجاج في كتاب الطبقات سليمان بن مهران الأعمش
في طبقة التابعين، كذلك ذكره ابن حبان فيهم، وقال: إنما أخرجناه في هذه الطبقة؛ لأن له لقيا وحفظا، رأى أنس بن مالك، وإن لم يصح له سماع المسند عن أنس، وقال علي بن المديني: لم يسمع الأعمش من أنس إنما رآه رؤية بمكة يصلي خلف المقام.
أما طريق الأعمش عن أنس، فإنما يرويها عن يزيد الرقاشي عن أنس، ثم قال:"الأمر الثاني": أن الخطيب وإن كان قال في كتاب الكفاية ما حكاه عنه المصنف من أن التابعي من صحب الصحابي، فإنه عد منصور بن المعتمر من التابعين في جزء له جمع فيه رواية الستة من التابعين بعضهم عن بعض، وذلك في الحديث الذي رواه الترمذي والنسائي من رواية منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن ربيع بن خيثم، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب مرفوعًا:" {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ثلث القرآن".
قال الخطيب: منصور بن المعتمر لقي ابن أبي أوفى. قلت: وإنما له رؤية له فقط دون الصحبة والسماع، وقد ذكره مسلم وابن حبان وغيرهما في طبقة أتباع التابعين، ولم أر من عده في طبقة التابعين.
وقال النووي في شرح مسلم: ليس بتابعي، ولكنه من أتباع التابعين، فقد عده الخطيب في التابعين، وإن لم يعرف له صحبة لابن أبي أوفى، فيحمل قوله في الكفاية: من صحب الصحابي. على أن المراد اللقى جمعا بين كلاميه، والله أعلم.
"الأمر الثالث": أن تعقب المصنف كلام الخطيب بقوله: قلت ومطلقه