الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بن لهيعة1، وعليهما تتلمذ خلق كثير، وكانا في عصرهما محدثي الديار المصرية.
1 إمام كبير؛ قاضي الديار المصرية وعالمها ومحدثها، قال أحمد: من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه. وقال: ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة. وضعفه بعضهم، والأكثر على توثيقه إلا أنهم لا يقبلون تفرده لاحتراق كتبه مات سنة أربع وسبعين ومائة عن ثمان وسبعين سنة. تذكرة الحفاظ ج1، ص237-239.
7-
مدرسة اليمن:
دخل الإسلام اليمن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ووفد الكثير من أهلها إلى المدينة ينشدون الهدى، وينهلون من علم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وما كان ذلك ليغني عن إرسال أئمة مرشدين يبلغون الدين، ويعلمون أحكامه للمقيمين في أحيائهم.
وكان من أوائل الصحابة الذين أوفدوا إلى اليمن الصحابي الجليل معاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري1، ونزل غيرهما كثير.
وقد خرجت مدرسة اليمن مجموعة من نبهاء التابعين ونجبائهم على رأسهم
1 عبد الله بن قيس بن سليم الأشعري، واشتهر بكنيته، أسلم بمكة، ثم هاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، كان رضي الله عنه قارئا صيتا شجاعا عالما عاملا شديد الوقار والهيبة، ولي اليمن في عهد النبوة، ثم ولاه عمر الكوفة والبصرة، وأجرى الله على يديه فتح الأهواز وأصبهان، توفي بمكة أو الكوفة سنة اثنتين أو أربع وأربعين عن ثلاث وستين، له في الصحيحين ثمانية وستون حديثا، اتفقا على تسعة وأربعين، وانفرد البخاري بأربعة، ومسلم بخمسة عشر. الرياض المستطابة ص188-191.
وهب بن منبه وأخوه همام1 وغيرهما، وتوالت حلقات هذه المدرسة إلى أن جاء معمر بن راشد2، وتلميذه عبد الرزاق بن همام3، ولهما مدوناتهما في الحديث.
وقد جنى ثمار مدرسة اليمن، وانتفع بحدائقها الإمام المحدث الفقيه أحمد بن حنبل الشيباني.
وهناك مدارس أخرى في المغرب وخراسان.
ونستطيع أن نتبين آثار هذه المدارس إذا تصفحنا كتب الصحاح، ورأينا أنهم أقطاب الرواية وأعمدة النقل للحديث النبوي، ولقد ترابطت هذه المدارس في مناهجها وتواثقت فيما بينها على نشر السنة النبوية المطهرة وتبليغها في احتياط وتثبت، ولا يخالنّ أحد أننا نعني بالمدرسة المكان ذا السعة المعينة على نحو ما هو معروف الآن؛ إذ من الغني عن البيان أن
1 ابن كامل بن شيخ اليماني الصنعاني. أكثر روايته عن أبي هريرة وصحيفته عنه مشهورة، وهو أخو وهب توفي سنة اثنتين أو إحدى وثلاثين ومائة، تهذيب التذهيب ج11، ص67.
2 الإمام الحجة أبو عدوة الأزدي مولاهم البصري أحد الأعلام، صنف باليمن وهو أثبت أصحاب الزهري، وما ذكر مع أحد إلا كان فوقه، توفي في رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائة، ولم يبلغ ستين سنة تذكرة الحفاظ ج1، ص190-191.
3 الحافظ الكبير أبو بكر الحميري صاحب المصنف وغيره من التصانيف، قال أحمد: كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر، وهو ثقة، حديثه مخرج في الصحاح، وله ما ينفرد به، نقموا عليه التشيع وما كان يغلو فيه، وكان رحمه الله من أوعية العلم مات في نصف شوال سنة إحدى عشرة ومائتين عن خمس وثمانين سنة. تذكرة الحفاظ ج1، ص364.