الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رواية الإسلام: أبو هريرة
…
راوية الإسلام أبو هريرة:
اسمه ونسبه وإسلامه وفضله:
هو عبد الرحمن بن صخر من بني ثعلبة، وهو دوسي من أزد شنوءة وقد اختلف في اسمه واسم أبيه بحيث لا سبيل إلا ضبط الخلاف في اسمهما في الجاهلية والإسلام1.
والأصح أن اسمه: عبد الرحمن أو عبد الله، وأن اسمه في الجاهلية كان عبد شمس.
وقد عرف الإسلام طريقه إلى قبيلة دوس بواسطة الطفيل بن عمرو الذي قدم مكة قبل الهجرة، فصدته قريش عن الصراط، وقعدت له كل مرصد تبغي الحيلولة بينه وبين الهادي البشير صلى الله عليه وسلم، فكان أن استمع إليه، وهو يقرأ القرآن في صلاته في المسجد الحرام فانشرح صدره للإسلام، ثم طلب الدعاء له بالعون على هداية قومه وجعل النور بين عينيه له آية فخشي أن يظنوها مثله فتحول النور إلى سوطه فأسلم على يديه الكثيرون، ويبدو أن أبا هريرة كان واحدًا منهم.
وأكثر الذين ترجموا له مجمعون على أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرًا أثناء فتح خيبر سنة سبع مع نفر من قومه، وعندي أن هذه
1 الإصابة ج4، ص202-211، والاستيعاب بهامش الإصابة ج4، ص202، 210، طبقات ابن سعد ج4 قسم 2 من ص52-64، البداية والنهاية ج8 من ص111-124، تذكرة الحفاظ ج1 من ص32-42.
المرة هي التي تحققت بعدها الملازمة التامة والمصاحبة الدائمة، ولا يتنافى هذا مع كونه قدم قبل ذلك، فقد روى الهيثمي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنهم كانوا يحملون اللَّبِنَ إلى المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم، قال: فاستقبلت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عارض لبنة على بطنه، فظننت أنها شقت عليه، فقلت ناولنيها يا رسول الله قال:"خذ غيرها يا أبا هريرة، فإنه لا عيش إلا عيش الآخرة"1.
ترى أي مسجد ذاك الذي كانوا يحملون اللَّبِنَ له؟ إن كان المسجد النبوي فالمتعين أن أبا هريرة قدم إلى المدينة قبل سنة سبع.
وما المانع أن يكون قد حاكى أبا ذر الغفاري في إسلامه قديما، ثم لحوقه بأهله داعيا إلى دينه، ثم عاد فقدم عليه مرة أخرى.
ما دام خبر الهيثمي صحيحا، وليس بمستبعد أن يكون اللَّبِنَ لمسجد آخر من مساجد المدينة التسعة.
المهم أنه لزم النبي صلى الله عليه وسلم، وانتفع بملازمته وتعدته المنفعة إلى أمه التي أسلمت ببركة دعاء النبي صلى الله عليه سلم، وهكذا هاجر أبو هريرة مسكينا، مما جعله علم أهل الصفة يشتد به الجوع، ويصرع من ألم المسغبة حتى يظن الناس به الظنون، ويرمونه بالجنون، ويسأل الصحابة الواحد تلو الآخر عن الآية، وما به حاجة للسؤال عنها إلا ابتغاء استضافته وإطعامه.
1 مجمع الزوائد ج2 ص9.