الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث، وهذا لم أعثر عليه حتى الآن، كيف وقد قال أبو داود:"ليس في أهل الأهواء أصح حديثا من الخوارج"، ويقول ابن تيمية:"ليس في أهل الأهواء أصدق ولا أعدل من الخوارج"، ويقول عنهم أيضا:"ليسوا ممن يتعمدون الكذب، بل هم معرفون بالصدق، حتى يقال: إن حديثهم من أصح الحديث". ا. هـ1.
وقد رأى الدكتور محمد عجاج الخطيب2 نفس هذا الرأي، وأيما كان الأمر فيمكن أن نقرر في اطمئنان أن الخوارج لم يعبئوا بالحديث، ولم يجعلوه أصلا لهم، ولو فعلوا لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا.
وإذن لما رأيناهم ينتجون تلك السبل التي أوردتهم موارد الهلاك، والذي يكفر عليا ويستبيح الذكي لا يبعد عليه استباحة الكذب.
1 السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي ص83.
2 السنة قبل التدوين ص204-206.
الشيعة:
هم أقدم الفرق الإسلامية، وأبعدها أثرًا، وهم الذين ناقضوا بين الاسم المسمى فادعوا أنهم أشياع علي وآل البيت، وناقضت آراؤهم، وتضادت عقائدهم ما يحبه علي وآل البيت وأشدهم بعدا عن الحق السبئية أتباع عبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء ذلك اليهودي الذي تستر بالإسلام، وأجج نار الخصام ضد ذي النورين، وجاء منكرًا من القول وزورا
"تدرج في نشر أفكاره ومفاسده بين المسلمين؛ وموضوعها علي بن أبي طالب رضي الله عنه أخذ ينشر بين الناس أنه وجد في "التوراة" أن لكل نبي وصيا، وأن عليا وصي محمد، وأنه خير الأوصياء، كما أن محمدًا خير الأنبياء، ثم إن محمدًا سيرجع إلى الحياة الدنيا، ويقول: عجبت لمن يقول برجعة المسيح، ولا يقول برجعة محمد، ثم تدرج بهذا إلى الحكم بألوهية علي رضي الله عنه، ولقد هم علي بقتله، إذا بلغه عنه ذلك، ولكن نهاه عبد الله بن عباس، وقال له: إن قتلته اختلف عليك أصحابك، وأنت عازم على العود لقتال أهل الشام، فنفاه إلى المدائن.
ولما قتل علي رضي الله عنه استغل ابن سبأ محبة الناس له كرم الله وجهه وألمهم لفقده، فأخذ ينشر حول موته الأكاذيب التي تجود بها قريحته إضلالا للناس وإفسادًا لهم، فصار يذكر الناس أن المقتول لم يكن عليا، وإنما كان شيطانا تصور للناس في صورته، وأن عليا صعد إلى السماء كما صعد إليها ابن مريم عليه السلام وقال: كما كذبت اليهود والنصارى في دعواهما قتل عيسى بن مريم، كذلك كذبت الخوارج في دعواها قتل علي رضي الله عنه.
وإنما رأت اليهود والنصارى شخصًا مصلوبا شبهوه بعيسى، كذلك القائلون بقتل علي رأوا قتيلا يشبه عليا فظنوا أنه علي، وقد صعد إلى السماء، وإن الرعد صوته، والبرق تبسمه، وإن من هؤلاء السبئية من كان يقول: إن الإله حل فيه وفي الأئمة من بعده، وهو قول يوافق بعض
الديانات القديمة التي كانت تقول بحلول الآلهة في بعض البشر، وأن روح الإله تتناوب الأئمة إماما بعد إمام.
كما كان يقول القدماء المصريون في الفراعنة، ومن السبئية أيضا طائفة كانت تقول عن علي:"إن الله قد تجسد فيه"، وقالوا له:"هو أنت الله"، وقد هم بإحراق هؤلاء"1. ا. هـ.
ونحن نتساءل كيف تكون هذه الفرقة من الفرق الإسلامية، وهذا ادعاؤهم ومعتقدهم، دعوى ألوهية علي أو نبوته، وهل يمكن عد أتباع مسيلمة في الفرق الإسلامية وهؤلاء السبئية أوغل منهم في الكفر.
وهناك من الشيعة من يكتفي بحب علي وتفضيله على سائر الصحابة واعتقاد أنه الأولى بالخلافة، وأن الشيخين قد نازعا الأمر أهله، وسلبا الخلافة لذا فهم يرفضون خلافتهما، ومنهم من يتغالى فيسبهما ويسب كل من ظاهرهما.
وأقرب فرق الشيعة إلى الحق الزيدية، القائلون بمجرد تفضيل علي، ولا مانع من تولية الصديق أو الفاروق، إذ يجوز عندهم تولية المفضول مع وجود الفاضل، ومن هنا كانوا أقرب الفرق إلى أهل السنة والجماعة.
والحق أن التشيع كان ستارًا، احتجب وراءه من أعداء الإسلام من الفرس واليهود والروم وغيرهم؛ ليكيدوا لهذا الدين، فالفرس يتعالون
1 الفَرق بين الفِرَق ص143-145، تاريخ المذاهب الإسلامية ص37-40 "بتصرف".
ويأنفون أن يكونوا رعية للعرب، فهم يزعمون أنهم الأحرار والسادة، وأن ما سواهم من الأمم عبيد وخدم لهم، وكانت لهم الدولة من قديم الزمان، فلما دالت دولتهم وبدل الله عزهم ذلا على يد العرب الذين كانوا يستهينون بهم ويستصغرون من شأنهم، كبرت عليهم المصيبة وجلت عن الوصف بليتهم، لذا لم يقبلوا الإذعان لسلطان الدولة الإسلامية، وأخذوا يعملون في الخفاء على إسقاطها، ويمعنون الكيد لها طمعا في إضعافها أو تقويضها حتى يعود إليهم سالف مجدهم، هكذا قدروا، وضحكت لهم وبهم الأقدار، لما تبين لهم أن المسلمين أقوى عودا وأصلب شكيمة، ولا سبيل إلى النيل منهم في ساحات الوغى، راحوا يتظاهرون بالإسلام، فمنهم من هدى الله، ومنهم من بقي على ضلالته، فاندسوا في صفوف المسلمين، وتشيعوا لآل البيت، يظهرون الحب والود، ويبطنون الغدر والكيد، وأخذوا يسلكون مفاوز الفتن والمهالك، ويغرون بدعواهم الباطلة المجافية للحق بعض السذج والبسطاء.
واليهود هم أساتذة الحقد، وأساطين الدس والكيد، وهم تجار أديان ومحترفو التزييف وعباقرة الزور والبهتان.
والأهم الذي ينبغي أن ننساق إليه، إنما هو بيان موقف الشيعة من الحديث وافترائهم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.