الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس العشرون
(تابع الخطب الدينية في موسم الحج)
بيان بعض أحكام الحج
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، ومن سلك طريقه وسار على نهجه واتبع هداه وبعد:
ترتيب الأعمال الظاهرة من أول السفر إلى الرجوع:
وهي عشر جمل:
الجملة الأولى: في السير من أول الخروج إلى الإحرام؛ وهي ثمانية:
الأول: في المال:
فينبغي أن يبدأ بالتوبة ورد المظالم، وقضاء الديون، وإعداد النفقة لكل من تلزمه نفقته إلى وقت الرجوع، ويرد ما عنده من الودائع، ويستصحب من المال الحلال الطيب ما يكفيه لذهابه وإيابه، من غير تقتير، بل على وجه يمكنه معه التوسع في الزاد، والرفق بالضعفاء والفقراء، ويتصدق بشيء قبل خروجه.
الثانية: في الرفيق:
ينبغي أن يلتمس رفيقًا صالحًا محبًّا للخير معينًا عليه، إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه، وإن جبن شجعه وإن عجز قواه، وإن ضاق صدره صبّره، ويودع رفقاءه المقيمين وإخوانه وجيرانه، فيودعهم ويلتمس أدعيتهم، فإن الله تعالى جاعل في أدعيتهم خيرًا، والسنة في الوداع أن يقول: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك، وكان صلى الله عليه وسلم يقول لمن أراد السفر:((في حفظ الله وكنفه، زودك الله التقوى، وغفر ذنبك، ووجَّهك للخير أينما كنت)).
الثالثة: في الخروج من الدار:
ينبغي إذا هم بالخروج أن يصلي ركعتين أولًا، يقرأ في الأولى بعد الفاتحة:{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} (الكافرون: 1) وفي الثانية الإخلاص، فإذا فرغ رفع يديه
ودعا الله سبحانه عن إخلاص صافٍ، ونية صادقة، وقال: اللهم أنت الصاحب في السفر، وأنت الخليفة في الأهل والمال والولد والأصحاب، احفظنا وإياهم من كل آفة وعاهة، اللهم إنا نسألك في مسيرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم إنا نسألك أن تطوي لنا الأرض، وتهون علينا السفر، وأن ترزقنا في سفرنا سلامة البدن والدين والمال، وتبلغنا حج بيتك، وزيارة قبر نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال والولد والأصحاب، اللهم اجعلنا وإياهم في جوارك، ولا تسلبنا وإياهم نعمتك، ولا تغيّر ما بنا وبهم من عافيتك.
الرابعة: إذا حصل على باب الدار قال: بسم الله توكلت على الله، لا قوة إلا بالله 4:11 لا حول ولا قوة إلا بالله، ربي أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي، اللهم إني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا رياء ولا سمعة، بل خرجت اتقاء سخطك، وابتغاء مرضاتك، وقضاء فرضك، واتباع سنة نبيك، وشوقًا إلى لقائك، فإذا مشى قال: اللهم بك انتشرت، وعليك توكلت، وبك اعتصمت، وإليك توجهت، اللهم أنت ثقتي، وأنت رجائي، فاكفني ما أهمني وما لا أهتم به وما أنت أعلم به مني، عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك، اللهم زودني التقوى واغفر ذنبي، ووجهني للخير أينما توجهت، ويدعو بهذا الدعاء في كل منزل يدخل عليه.
الخامسة: في الركوب:
فإذا ركب الراحلة يقول: بسم الله وبالله، والله أكبر توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إني وجهت
وجهي إليك، وفوضت أمري كله إليك، وتوكلت في جميع أموري عليك، أنت حسبي ونعم الوكيل.
فإذا استوى على الراحلة واستوت تحته قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، سبع مرات، وقال: الحمد لله الذي هداني لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، اللهم أنت الحامل على الظهر، وأنت المستعان على الأمور.
السادسة: في النزول:
والسنة ألا ينزل حتى يحمي النهار، ويكون أكثر سيره بالليل. قال صلى الله عليه وسلم:((عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل، ما لا تطوى بالنهار)) وليقلل نومه بالليل حتى يكون عونًا على السير، ومهما أشرف على المنزل فليقل: اللهم رب السموات السبع وما أظلت، ورب الأراضين السبع وما أقلت، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، ورب البحار وما جرين، وأسألك خير هذا المنزل وخير أهله، وأعوذ بك من شره وشر ما فيه، اصرف عني شر شرارهم، فإذا نزل المنزل صلى ركعتين فيه ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما خلق، فإذا جن عليه الليل يقول: يا أرض، ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما دب عليك، أعوذ بالله من شر كل أسد وأُسود، وحية وعقرب، ومن شر ساكن البلد، ووالد وما ولد، وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم.
الجملة الثانية في آداب الإحرام: من الميقات إلى دخول مكة؛ وهي خمسة:
الأول: أن يغتسل وينوي به غسل الإحرام، أعني: إذا انتهى إلى الميقات المشهور الذي يحرم الناس منه، ويتمم غسله بالتنظيف ويسرح لحيته ورأسه، أظفاره ويقص شاربه.
الثاني: أن يفارق الثياب المخيطة، ويلبس ثوبي الإحرام، فيرتدي ويتزر بثوبين أبيضين، فالأبيض هو أحب الثياب إلى الله عز وجل ويتطيب في ثيابه وبدنه، ولا بأس بطيب يبقى أثره بعد الإحرام، فقد رؤي بعض المسك على مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الإحرام مما كان استعمله قبل الإحرام.
الثالث: أن يصبر بعد لبس الثياب حتى تنبعث به راحلته إن كان راكبًا، أو يبدأ بالسير إن كان راجلًا، فعند ذلك ينوي الإحرام بالحج أو بالعمرة قرانًا أو إفرادًا كما أراد.
الرابع: إذا انعقد إحرامه بالتلبية المذكورة، فيستحب أن يقول: اللهم إني أريد الحج فيسره لي، وأعني على أداء فرضه، وتقبله مني، اللهم إني نويت أداء فريضتك في الحج، فاجعلني من الذين استجابوا لك، وآمنوا بوعدك، واتبعوا أمرك، واجعلني من وفدك الذين رضيت عنهم وارتضيت وقبلت منهم، اللهم فيسر لي أداء ما نويت من الحج، اللهم قد أحرم لك لحمي وشعري ودمي وعصبي ومخي وعظامي، وحرمتُ على نفسي النساء والطيب ولبس المخيط ابتغاء وجهك والدار الآخرة، ومن وقت الإحرام حرم عليه المحذورات الستة التي ذكرناها من قبل فليتجنبها.
الخامس: يستحب تجديد التلبية في دوام الإحرام، خصوصًا عند اصطدام الرفاق، وعند اجتماع الناس، وعند كل صعود وهبوط، عند كل ركوب ونزول، رافعًا بها صوته، فإنه لا ينادي أصم ولا غائبًا كما ورد في الخبر، ولا بأس برفع الصوت بالتلبية في المساجد الثلاثة؛ فإنها مظنة المناسك، أعني: المسجد الحرام ومسجد الخِيف ومسجد الميقات، وأما سائر المساجد فلا بأس فيها بالتلبية من غير رفع صوت، وكان صلى الله عليه وسلم إذا أعجبه شيء قال:((لبيك إن العيش عيش الآخرة)).
الجملة الثالثة: في آداب دخول مكة إلى الطواف؛ وهي ستة:
الأول: أن يغتسل بذي طوى لدخول مكة، والاغتسالات المستحبة المسنونة في الحج تسعة: الأول: للإحرام من الميقات، ثم لدخول مكة، ثم لطواف القدوم، ثم للوقوف بعرفة، ثم للوقوف بمزدلفة، ثم ثلاثة أغسال: لرمي الجمار الثلاث، ولا غسل لرمي جمرة العقبة، ثم لطواف الوداع، ولم ير الشافعي رضي الله عنه في الجديد: الغسل لطواف الزيارة ولطواف الوداع.
الثاني: أن يقول عند الدخول في أول الحرم وهو خارج مكة: اللهم هذا حرمك وأمنك، فحرِّم لحمي ودمي وشعري على النار، وآمني من عذابك يوم تبعث عبادك، واجعلني من أوليائك وأهل طاعتك.
الثالث: أن يدخل مكة من جانب الأبطح؛ تأسيًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا خرج خرج من ثنية كُدَى، وهي التثنية السفلى، والأولى هي العليا.
الرابع: إذا دخل مكة وانتهى إلى رأس الردم، فعنده يقع بصره على البيت فليقل: لا إله إلا الله والله أكبر، اللهم أنت السلام ومنك السلام ودارك دار السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، اللهم إن هذا بيتك عظمته وكرمته وشرفته، اللهم فزده تعظيمًا وزده تشريفًا وتكريمًا، وزده مهابة، وزد مَن حجه بِرًّا وكرامة، اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وأدخلني جنتك، وأعذني من الشيطان الرجيم.
الخامس: إذا دخل المسجد الحرام فليدخل من باب بني شيبة، وليقل: بسم الله وبالله ومِن الله، فإذا قرب من البيت قال: الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، اللهم صلى على محمد عبدك ورسولك، وعلى إبراهيم خليلك، وعلى جميع أنبيائك ورسلك، وليرفع يديه وليقل: اللهم إني أسألك في مقامي
هذا في أول مناسكي، أن تتقبل توبتي وأن تتجاوز عن خطيئتي، وتضع عني وزري، الحمد لله الذي بلغني بيته الحرام، الذي جعله مثابة للناس وأمنًا، وجعله مباركًا وهدى للعالمين، اللهم إني عبدك والبلد بلدك والحرم حرمك، والبيت بيتك، جئتك أطلب رحمتك، وأسألك مسألة المضطر الخائف من عقوبتك، الراجي لرحمتك الطالب مرضاتك.
السادس: أن تقصد الحجر الأسود بعد ذلك، وتمسه بيدك اليمنى وتقبله.
الجملة الرابعة في الطواف: فإذا أراد افتتاح الطواف -إما للقدوم وإما لغيره- فينبغي أن يراعي أمورًا ستة:
الأول: أن يراعي شروط الصلاة من طهارة الحدث، والخبث في الثوب والبدن والمكان وستر العورة، فالطواف بالبيت صلاة، ولكن الله سبحانه أباح فيه الكلام.
الثاني: إذا فرغ من الاضطباع فليجعل البيت على يساره، وليقف عند الحجر الأسود، وليتنح عنه قليلًا ليكون الحجر قدامه، فيمر بجميع الحجر بجميع بدنه في ابتداء طوافه، وليجعل بينه وبين البيت قدر ثلاث خطوات؛ ليكون قريبًا من البيت فإنه أفضل.
الثالث: أن يقول قبل مجاوزة الحجر بل في ابتداء الطواف: بسم الله والله أكبر، اللهم إيمانًا بك وتصديقًا بكتابك ووفاء بعهدك، واتباعًا لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ويطوف، فأول ما يجاوز الحجر ينتهي إلى باب البيت فيقول: اللهم هذا البيت بيتك، وهذا الحرم حرمك، وهذا الأمن أمنك، وهذا مقام العائذ بك من النار، وعند ذكر المقام يشير بعينه إلى مقام إبراهيم عليه السلام: اللهم إن بيتك عظيم
ووجهك كريم، وأنت أرحم الراحمين، فأعذني من النار ومن الشيطان الرجيم، وحرم لحمي ودمي على النار، وآمني من أهوال يوم القيامة، واكفني مؤنة الدنيا والآخرة، ثم يسبح الله تعالى ويحمده، حتى يبلغ الركن العراقي فعنده يقول: اللهم إني أعوذ بك من الشرك والشك، والكفر والنفاق والشقاق وسوء الأخلاق، وسوء المنظر في الأهل والمال والولد.
فإذا بلغ الميزاب قال: اللهم أظلنا تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك، اللهم اسقني بكأس محمد صلى الله عليه وسلم شربة لا أظمأ بعدها أبدًا، فإذا بلغ الركن الشامي قال: اللهم اجعله حجًّا مبرورًا وسعيًا مشكورًا وذنبًا مغفورًا، وتجارة لن تبور، يا عزيز يا غفور، رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم، فإذا بلغ الركن اليماني قال: اللهم إني أعوذ بك من الكفر، وأعوذ بك من الفقر ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من الخزي في الدنيا والآخرة.
ويقول بين الركن اليماني والحجر الأسود: اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا برحمتك فتنة القبر وعذاب القبر، فإذا بلغ الحجر الأسود قال: اللهم اغفر لي برحمتك، أعوذ برب هذا الحجر من الدَّين والفقر وضيق الصدر وعذاب القبر، وعند ذلك قد تم شوط واحد، فيطوف كذلك سبعة أشواط، فيدعو بهذه الأدعية في كل شوط.
الرابع: أن يرمل في ثلاثة أشواط، ويمشي في الأربعة الأخر على الهيئة المعتادة.
ومعنى الرمل: الإسراع في المشي مع تقارب الخطى، وهو دون العدْو وفوق المشي المعتاد، والمقصود منه ومن الاضطباع إظهار الشطارة والجلادة والقوة، هكذا كان القصد أولًا قطعًا لطمع الكفار، وبقيت تلك السنة، والأفضل الرمل مع الدنو من البيت، فإن لم يمكنه للزحمة فالرمل مع البعد أفضل، فيخرج إلى
حاشية المطاف وليرمل ثلاثًا، ثم ليقترب إلى البيت في المزدحم وليمش أربعًا، وإن أمكنه استلام الحجر في كل شوط فهو الأحب، وإن منعته الزحمة أشار باليد وقَبَّل يده، وكذلك استلام الركن اليماني يستحب من سائر الأركان، وروي:((أنه صلى الله عليه وسلم كان يستلم الركن اليماني ويقبله ويضع خده عليه)) ومن أراد تخصيص الحجر بالتقبيل، واقتصر في الركن اليماني على الاستلام أغنى عن اللمس باليد، فهو أولى.
الخامس: إذا تم الطواف سبعًا فليأت الملتزَم، وهو بين الحجر والباب، وهو موضع استجابة الدعوة، وليلتصق بالبيت وليتعلق بالأستار، وليلصق بطنه بالبيت وليضع عليه خده الأيمن، وليبسط عليه ذراعيه وكفيه، وليقل: اللهم يا رب البيت العتيق، اعتق رقبتي من النار، وأعذني من الشيطان الرجيم، وأعذني من كل سوء، وقنعني بما رزقتني، وبارك لي فيما آتيتني، اللهم إن هذا البيت بيتك، والعبد عبدك، وهذا مقام العائذ بك من النار، اللهم اجعلني من أكرم وفدك عليك، ثم ليحمد الله كثيرًا في هذا الموضع، وليصل على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الرسل كثيرًا، وليدع بحوائجه الخاصة، وليستغفر من ذنوبه. كان بعض السلف في هذا الموضع يقول لمواليه:"تنحوا عني حتى أقر لربي بذنوبي".
السادس: إذا فرغ من ذلك ينبغي أن يصلي خلف المقام ركعتين، يقرأ في الأولى {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وفي الثانية الإخلاص، وهما ركعتا الطواف. قال الزهري: "مضت السنة أن يصلي لكل سبع ركعتين، وليدع بعد ركعتي الطواف وليقل: اللهم يسر لي اليسرى وجنبني العسرى، واغفر لي في الآخرة والأولى، واعصمني بألطافك حتى لا أعصيك، وأعني على طاعتك بتوفيقك، وجنبني معاصيك، واجعلني ممن يحبك ويحب ملائكتك ورسلك، ويحب عبادك
الصالحين، اللهم حببني إلى ملائكتك ورسلك وإلى عبادك الصالحين، اللهم فكما هديتني إلى الإسلام فثبتني عليه بألطافك وولايتك، واستعملني لطاعتك وطاعة رسولك".
المرور أمام المصلي في الحرم المكي:
يجوز أن يصلي المصلي في المسجد الحرام والناس يمرون أمامه رجالًا ونساء بدون كراهة، وهذا من خصائص المسجد الحرام، فعن كثير بن كثير بن المطلب بن وداعة، عن بعض أهله، عن جده ((أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بما يلي بني سهم، والناس يمرون بين يديه وليس بينهما سترة)). قال سفيان بن عيينة: "ليس بينه وبين الكعبة سترة" رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه.
طواف الرجال مع النساء:
روى البخاري عن ابن جريج قال: "أخبرني عطاء إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال. قال: كيف تمنعهن وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال؟ قال: قلت: أبعد الحجاب أم قبله؟ قال: أي لعمري، لقد أدركته بعد الحجاب. قلت: كيف يخالطن الرجال؟ قال: لم يكن يخالطن الرجال، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حِجرة من الرجال لا تخالطهم، فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين. قالت: انطلقي عنك وأبتْ، فكن يخرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال، ولكن هن كن إذا دخلن البيت قمن حتى يدخلن، وأخرج الرجال".
وللمرأة أن تستلم الحجر عند الخلوة، والبعد عن الرجال، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لامرأة:"لا تزاحمي على الحجر، إن رأيت خلوة فاستلمي، وإن رأيت زحامًا فكبِّري وهللي إذا حاذيت به، ولا تؤذي أحدا".