المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أهمية تغذية وصحة الحامل والمرضع وعلاقتهما بصحة الطفل - الغذاء والتغذية

[عبد الرحمن مصيقر]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة:

- ‌أسماء المؤلفين:

- ‌محتويات الكتاب:

- ‌مقدمة عامة في التغذية

- ‌علم التغذية وعلاقته بالعلوم الأخرى

- ‌علم تغذية الإنسان:

- ‌لمحة تاريخية:

- ‌أهمية التغذية للصحة والتنمية:

- ‌الاحتياجات الغذائية والعوامل المؤثرة فيها:

- ‌المراجع:

- ‌العناصر الغذائية والطاقة

- ‌مقدمة الباب

- ‌جسم الإنسان وتركيبه:

- ‌تركيب الجسم من العناصر الكيميائية:

- ‌أجهزة الجسم ودورها في الاستفادة من الغذاء:

- ‌الجهاز الهضمي

- ‌أقسام الجهاز الهضمي ووظائفها

- ‌أنماط الهضم:

- ‌المكونات الغذائية "المغذيات" والطاقة

- ‌الكربوهيدرات carbohydrates

- ‌ الشحوم lipids:

- ‌ البروتينات proteins:

- ‌ الماء water:

- ‌ الفيتامينات vitamins:

- ‌ العناصر المعدنية mineral elements:

- ‌المكونات الغذائية وإنتاج الطاقة:

- ‌المراجع:

- ‌التغذية المتوازنة وتخطيط الوجبات

- ‌الوجبات الغذائية اليومية

- ‌إرشادات غذائية للتقليل والسيطرة على الأمراض المزمنة المرتبطة بالتغذية:

- ‌تخطيط الوجبات الغذائية

- ‌نظام المجموعات الغذائية

- ‌نظام مجموعات الطعام الأربع:

- ‌هرم الدليل الغذائي:

- ‌نظام قوائم بدائل الأطعمة:

- ‌كيفية استخدام نظام البدائل في تخطيط الوجبات:

- ‌المراجع:

- ‌الأغذية التقليدية في الوطن العربي

- ‌مدخل

- ‌أولا: الأغذية التقليدية المحضرة من الحبوب والبقول

- ‌الخبز

- ‌ أغذية أخرى تصنع من الحبوب:

- ‌ الأغذية البقولية:

- ‌ثانيا: الألبان ومنتجاتها

- ‌الألبان الطازجة

- ‌ الألبان المتخمرة:

- ‌ الأجبان:

- ‌ منتجات الزبدة "دهن اللبن

- ‌ثالثا: اللحوم والأسماك ومنتجاتها

- ‌اللحوم النيئة

- ‌ منتجات اللحوم المعالجة:

- ‌ منتجات اللحوم الأخرى:

- ‌ الأسماك المخللة والمجففة:

- ‌رابعا:‌‌ الفواكهوالخضروات

- ‌ الفواكه

- ‌ الخضروات:

- ‌خامسا: المشروبات والحلوى والسكريات

- ‌ملامح إنتاج واستهلاك الغذاء في الوطن العربي

- ‌أولا: الملامح الأساسية لنظم إنتاج الأغذية في الوطن العربي

- ‌ثانيا: خصائص الاستهلاك الغذائي في البلدان العربية

- ‌ثالثا: الأهداف التغذوية لنظام غذائي متوازن في البلدان العربية

- ‌المراجع:

- ‌العوامل الاقتصادية والاجتماعية المؤثرة في استهلاك الغذاء

- ‌مستوى الدخل

- ‌ سعر الغذاء:

- ‌ نقص الإنتاج المحلي:

- ‌ استيراد المواد الغذائية:

- ‌ سياسة دعم الغذاء:

- ‌ مستوى التعليم:

- ‌ الصفات الجغرافية:

- ‌ العوامل الاجتماعية:

- ‌ الاعتبارات السكانية:

- ‌ الدين:

- ‌ المناسبات الدينية:

- ‌ المناسبات الاجتماعية:

- ‌ توزيع الطعام بين أفراد الأسرة:

- ‌ تأثير وسائل الإعلام والإعلانات التجارية:

- ‌ الهجرة العمالية في الوطن العربي:

- ‌ السفر والسياحة:

- ‌ الصفات الخاصة بالطعام:

- ‌ توافر الرعاية الاجتماعية والخدمات الصحية:

- ‌المراجع:

- ‌سلامة الغذاء وجودته

- ‌مفهوم سلامة الغذاء وجودته

- ‌الرقابة على سلامة الأغذية وجودتها:

- ‌أهداف الرقابة وأهميتها:

- ‌نشأة وتطور سلامة الغذاء:

- ‌تصنيع الأغذية:

- ‌هيئة مدونة الأغذية:

- ‌البنية الأساسية للرقابة الكافية والفعالة على سلامة الأغذية وجودتها:

- ‌الاضطرابات الغذائية الناجمة عن تلوث الغذاء وفساده

- ‌أولا: التلوث بالجراثيم "البكتيريا" bacterial contamination

- ‌مدخل

- ‌العوامل المؤثرة في نمو الجراثيم

- ‌طرق انتقال الجراثيم إلى الغذاء:

- ‌أهم الأمراض التي تنقلها الأغذية:

- ‌السيطرة على التلوث الغذائي:

- ‌ثانيا: التلوث بالفطريات خطورته وكيفية الوقاية منه

- ‌ثالثا: التلوث البيئي

- ‌التلوث بالمعادن الثقيلة

- ‌التلوث بالمضادات الحيوية والهرمونات:

- ‌ التلوث الإشعاعي:

- ‌ التلوث ببقايا مبيدات الهوام:

- ‌ مضافات الأغذية: فوائدها ومضارها:

- ‌ تلوث البحار:

- ‌المراجع:

- ‌اضطرابات التغذية الناجمة عن نقص الغذاء

- ‌نظرة عامة على اضطرابات التغذية

- ‌الأسباب والمظاهر العامة لسوء التغذية:

- ‌الأسباب الغذائية والفيزولوجية لسوء التغذية

- ‌مراحل سوء التغذية الناجم عن نقص الغذاء:

- ‌بعض اضطرابات التغذية الأكثر انتشارا:

- ‌فقر الدم التغذوي المنشأ nutritonal anaemia

- ‌المراجع:

- ‌تغذية الحامل والمرضع

- ‌أهمية تغذية وصحة الحامل والمرضع وعلاقتهما بصحة الطفل

- ‌بعض العوامل الاجتماعية والصحية المؤثرة في تغذية الحامل والمرضع:

- ‌التغيرات الفيزيولوجية أثناء الحمل وعلاقتها بالاحتياجات الغذائية:

- ‌المتطلبات الغذائية للحامل والمرضع:

- ‌فيزيولوجيا الإرضاع وعلاقته بالتغذية:

- ‌المصاعب المصاحبة لعملية الإرضاع وكيفية التغلب عليها:

- ‌المراجع:

- ‌تغذية الرضع وصغار الأطفال

- ‌نمو وتطور الطفل منذ الولادة وحتى السنة الخامسة

- ‌المهارات الأغذية "مهارات الإطعام

- ‌الرضاعة الطبيعية "الإرضاع من الثدي

- ‌بعض الصعوبات التي قد تتعرض لها الأم أثناء عملية الإرضاع:

- ‌تغذية الرضيع:

- ‌تغذية الأطفال في سن ما قبل المدرسة "1- 5 سنوات

- ‌المراجع:

- ‌تغذية أطفال المدارس والمراهقين

- ‌أولا: أطفال المدارس school-age children

- ‌مدخل

- ‌الاحتياجات الغذائية لأطفال المدارس:

- ‌المخصصات الغذائية لأطفال المدارس

- ‌بعض الجوانب الصحية والغذائية المرتبطة بطلاب المدارس:

- ‌القيمة الغذائية للأطعمة المقدمة بالمدارس:

- ‌نصائح وإرشادات لتحسين تغذية أطفال المدارس:

- ‌مقدمة:

- ‌مراحل المراهقة:

- ‌الاحتياجات الغذائية

- ‌الأطعمة المقدمة في المطاعم السريعة:

- ‌الاضطرابات الغذائية والصحية في مرحلة المراهقة

- ‌المراجع:

- ‌تغذية المسنين

- ‌مقدمة

- ‌النظريات العلمية لظاهرة الكبر والشيخوخة:

- ‌الجهاز الهضمي وتقدم السن:

- ‌تغيرات تكوين الجسم الملازمة للكبر:

- ‌المشكلات الصحية المرتبطة بتغذية المسنين:

- ‌الاحتياجات الغذائية للمسنين:

- ‌التقييم التغذوي للمسنين:

- ‌الدعم التغذوي للمسنين:

- ‌أثر العوامل النفسية والفيزيولوجية والاجتماعية على تغذية المسنين:

- ‌الإرشاد التغذوي للمسنين:

- ‌المراجع:

- ‌تغذية الفئات الخاصة

- ‌أولا: تغذية الرياضيين

- ‌مقدمة

- ‌عوامل اللياقة البدنية:

- ‌أنظمة صرف الطاقة:

- ‌الاحتياجات الغذائية

- ‌متطلبات الجسم من الطاقة

- ‌متطلبات الجسم من الكربوهيدرات

- ‌ متطلبات الجسم من الدهون:

- ‌ متطلبات الجسم من البروتين:

- ‌ متطلبات الجسم من الفيتامينات:

- ‌ متطلبات الجسم من العناصر المعدنية:

- ‌ متطلبات الجسم من الماء:

- ‌وجبة ما قبل التمرين:

- ‌وجبة ما بعد التمرين:

- ‌ثانيا: تغذية المعوقين والمتأخرين في النمو

- ‌مقدمة:

- ‌أسباب التعوق:

- ‌العوامل التي تؤثر في الاحتياجات الغذائية للمعوقين والمتأخرين في النمو:

- ‌بعض المشكلات المرتبطة بتغذية وإطعام المعوقين والمتأخرين في النمو:

- ‌العوامل المؤثرة على تناول الطعام عند المعوقين:

- ‌المراجع:

- ‌الأمراض المزمنة المرتبطة بالتغذية

- ‌مقدمة

- ‌الأمراض القلبية الوعائية

- ‌تعريف المرض

- ‌ انتشار المرض في الوطن العربي:

- ‌ عوامل الخطر:

- ‌ الأسس الأولية للوقاية من المرض والسيطرة عليه:

- ‌فرط ضغط الدم

- ‌تعريف المرض

- ‌ انتشار المرض:

- ‌ عوامل الخطر:

- ‌الأسس الأولية للوقاية من المرض والسيطرة عليه

- ‌السكري:

- ‌السرطان:

- ‌السمنة

- ‌تعريف السمنة

- ‌ طرق قياس السمنة:

- ‌ الأخطار المنسوبة للسمنة:

- ‌ انتشار السمنة في المجتمعات العربية:

- ‌ أسباب السمنة:

- ‌الأسس الأولية للوقاية من المرض والسيطرة عليه

- ‌النقرس:

- ‌تشمع الكبد:

- ‌تخلخل العظام:

- ‌تسوس الأسنان:

- ‌المراجع:

- ‌قياس الحالة التغذوية في المجتمع

- ‌مقدمة

- ‌التقصيات "المسوحات" التغذوية والترصد الغذائي والتغذوي

- ‌أولا: التقصيات التغذوية في المجتمع

- ‌ثانيا: الترصد الغذائي والتغذوي

- ‌طرق قياس الحالة التغذوية للفرد والمجتمع

- ‌أولا: القياسات الجسمية

- ‌ثانيا: التقييم السريري

- ‌ثالثا: الفحوص المخبرية

- ‌رابعا: الفحوص بالطرق البيوفيزيائية

- ‌طرق قياس العوامل المؤثرة والمحددة للحالة التغذوية للفرد والمجتمع

- ‌مدخل

- ‌أولا: الميزان الغذائي للدولة

- ‌ثانيا: قياس الاستهلاك الغذائي للأسرة والفرد

- ‌مدخل

- ‌ طرق قياس الاستهلاك الغذائي للأسرة:

- ‌ طرق قياس الاستهلاك الغذائي للفرد:

- ‌المراجع:

- ‌التغذية العلاجية

- ‌مقدمة

- ‌أسس التغذية العلاجية:

- ‌النظم الغذائية:

- ‌تقدير الاحتياجات الغذائية للمرضى والعوامل المؤثرة عليها:

- ‌طرق إطعام المرضى:

- ‌قرحة المعدة والإثنا عشري:

- ‌أمراض الكبد:

- ‌أمراض المرارة:

- ‌التصلب العصيدي ومرض القلب التاجي:

- ‌فرط ضغط الدم:

- ‌أمراض الكلى:

- ‌الداء السكري:

- ‌السمنة:

- ‌الهزال:

- ‌النقرس:

- ‌فقر الدم:

- ‌المراجع:

- ‌الملاحق:

الفصل: ‌أهمية تغذية وصحة الحامل والمرضع وعلاقتهما بصحة الطفل

‌تغذية الحامل والمرضع

‌أهمية تغذية وصحة الحامل والمرضع وعلاقتهما بصحة الطفل

تغذية الحامل والمرضع:

الدكتورة فياز زمراوي:

أهمية تغذية وصحة الحامل والمرضع وعلاقتهما بصحة الطفل:

يستحسن أن تبدأ الرعاية الصحية والغذائية في فترة مبكرة قبل الحمل، وأن يتم إعداد الفتيات للحياة الأسرية المقبلة بالاستفادة من برامج الرعاية الصحية والغذائية للمراهقين. وبعد حدوث الحمل تكون الرعاية السابقة للولادة ذات أهمية بالنسبة لصحة الأم وللتطور السوي للجنين.

والاهتمام برعاية الأمهات- الحوامل والمرضعات- صحيا وغذائيا يؤدي إلى تنشئة أطفال أصحاء- ويحافظ على صحة الأمهات وقدرتهن في التغلب على المشكلات الصحية المحتمل حدوثها، خاصة في فترة الحمل، مع العلم بأن فترة الحمل هي من أحرج الفترات التي تمر بها المرأة، في حين تعتبر فترة الرضاعة أقل حرجا، وذلك بسبب متطلبات نمو الجنين. وبسبب التغيرات التي تحدث لجسم الأم، وكلاهما يتطلب زيادة المواد الغذائية في هذه الفترة

يعاني كثير من الحوامل والمرضعات من سوء التغذية نتيجة اتباعهن نظاما غير صحيح في التغذية، ونتيجة للحمل المتقارب وقصر الفترات الفاصلة بين حمل وآخر، مملا لا يتيح لهن الفرصة لإدرار اللبن "الحليب" الكافي لإرضاع أطفالهن. ولقد أثبتت التجارب العلمية أن التغذية الجيدة للأم قبل وأثناء فترة الحمل تقلل من حدوث الإجهاضات والولادات المبكرة، ومشكلات وأمراض الحمل، وأمراض الأطفال المولودين حديثا، وأن سوء التغذية الشديد قد ينتج عنه نقص في وزن الطفل المولود عن متوسط الوزن لأمثاله، وقد يولد الطفل بمخزون أقل من المعادن كالحديد مثلا والفيتامينات، مما يعرض حياته للخطر.

ص: 367

لقد لاحظ هونورا عام 1949 بوجود علاقة وطيدة بين غذاء الأم الحامل ووزن الوليد، وجاء بعده العالم الإنكليزي إدوارد فتمكن من كشف الدور الذي تلعبه التغذية المتوازنة في حماية الأم من مضاعفات الحمل. وفي جنوب الولايات المتحدة الأميركية جاءت المشاهدات التي أكدت العلاقة بين سوء تغذية الأمل الحامل وبين زيادة معدلات مراضة morbidity ووفيات mortality كل من الأجنة والأمهات. وفي بوسطن أوضحت البحوث فائدة أثر الغذاء الغني بالبروتين- protein rich diet والفيتامين في معدلات حدوث الارتعاج eclampsia وفي عام 1930 تمكن العلماء في النروج من إنقاص معدلات انخفاض وزن الوليد عن طريق العناية التغذوية، ولقد لخص العلماء نتائج أبحاثهم بقولهم إن الطفل يبلغ عند الولادة تسعة أشهر من العمر من الناحية الغذائية.

وفي بوسطن أجرى بيرك وزملاؤه دراسة حول الغذاء الذي تتناوله الحوامل، وتصنيفه وموازنته بالغذاء المعياري الذي يوصي بتناوله، ثم قورنت هذه الأصناف الغذائية بحصيلة الحمل لكل منها، وكانت النتيجة أن معظم الأطفال الأسوياء ولدوا لنساء كن يتناولن غذاء متوازنا، بينما كانت حالات الإملاص stillibirth أو الخداج "الولادات المبتسرة" Premature أو حالات نقص النضج الوظيفي أو المصابين بتشوهات ولادية سائدة بين أطفال النساء اللواتي تناولن غذاء غير متوازن أثناء الحمل.

كما أن الأبحاث التي نشرها بروور Brewer منذ أوائل الستينات حتى الآن تعطي الدليل على ضرورة اتباع برنامج فعال في توفير غذاء جيد يحتوي على مقادير ملائمة من البروتين ذي القيمة البيولوجية العالية لأغراض بناء الأنسجة، وعلى مقادير كافية من الطاقة بحيث لا يحصل تقويض في البروتين. فقد جاءت هذه الأبحاث لتؤكد أن مثل هذا البرنامج سوف يقلل بشكل جذري وملحوظ من معدلات مراضة الأطفال والأمهات، ويقلص معدلات نقص الوزن عند الولدان فإذا أعطيت الأمهات غذاء مناسبا يكفي لكي تكتسب الأم زيادة معقولة في وزنها أثناء الحمل، فإن عدد الأطفال الذين يولدون بوزن ناقص سوف يتناقص إلى درجة كبيرة وقد توصل بروور في دراسته على 1500 حالة من المناطق الفقيرة إلى إنقاص عدد الأطفال ناقصي الوزن عند الولادة "2050 غراما" إلى 2.2 % من مجموع الولادات، وذلك بإعطاء الحوامل إضافات غذائية ملائمة أثناء الحمل. ولقد انخفض معدل الولادة المبتسرة "الخداج" إلى 15% بين الأمهات الحوامل في سن 14 – 16

ص: 368

سنة، وهذا المعدل منخفض بالقياس إلى المعدلات الشائعة على صعيد الولايات المتحدة الأميركية، حيث تبلغ معدلات ولادات الأطفال ناقصي الوزن 8.2% ومعدلات الولادات المبتسرة 15% إن التغذية لا تعني كثرة الطعام بل نوعيته. وأهم ما يجب مراعاته هو الكمية الكافية من المكونات الغذائية الرئيسية مثل البروتينات والفيتامينات والكربوهيدرات والدهن....إلخ. ومن الملاحظ انخفاض معدلات سوء التغذية في كثير من البلدان النامية وذلك مع تقدم المستويات المعيشية عامة، ولكن ما زلنا نرى آثار سوء التغذية النوعية، بسبب الجهل بأنواع الطعام اللازمة للحامل، أو بسبب اتباع نظام غذائي قاس في بعض المجتمعات وذلك حفاظا على الوزن الشمالي للجسم.

وقد أجرى بعض العلماء مثل Mussen و kagon تجربة على مجموعتين من النساء الحوامل، القسم الأول يتناولن غذاء غير متوازن من ناحية احتوائه على عناصر الغذاء الضرورية، والقسم الثاني يتناولن الغذاء المتوازن من حيث احتوائه على بروتينات وفيتامينات وأملاح معدنية وكمية كافية من الكالوري. وكانت النتائج:

لقد كان وزن مواليد الفئة الثانية أكثر، وكانت مؤشرات الصحة العامة لديهم وخاصة خلال الشهر الأول من العمر أفضلن كما كانت نسبة الإصابة بالأمراض المعدية والإسهالات والتهابات الرئة في الأشهر الستة الأولى أقل بكثير من مواليد الفئة الأولى. كما أنه تبين أن النقص في الغذاء عند الفئة الأولى قد يسبب بعض التأخر العقلي لدى أطفالهن في المستقبل.

وبالنسبة للأم المرضع فقد وضع لها أيضا توصيات غذائية قد تفوق التوصيات بالنسبة للأم الحامل في بعض العناصر، مع التركيز على أطعمة الوقاية، وزيادة السوائل، حيث تطرح كمية من الماء في اللبن المفرز يوميا إضافة إلى 1- 2 لتر من الإفرازات الطبيعية من الجسم. وفي تجربة عن تقدير قيمة التغذية بأطعمة الوقاية على الرضاعة الطبيعية للأم في كندا، وجد أنه عند إضافة اللبن والبيض والجبن والبرتقال والطماطم وفيتامين D والقمح إلى غذاء الأم المرضع خلال الأسابيع الستة الأولى من الرضاعة فقطن ظل تأثير التغذية واضحا على صحة الطفل حتى الشهر السادس من العمر، كما تابع 39% من الأمهات اللواتي تناولن هذه الإضافات الرضاعة الطبيعية بالموازنة مع 24% فقط ممن لم يتناولن أي إضافات. كما أن الأطفال كانوا أكثر صحة وأثقل في الوزن من أطفال المجموعة الثانية. ولما كان.

ص: 369

نمو المخ عند الرضيع يكتمل في هذه الفترة من العمر، فإن تغذية الأم أثناء فترة الرضاعة ذات أهمية لا تقل عن أهمية فترة الحمل.

وهناك دلائل علمية تشير على أن تحسين تغذية الأم أثناء فترة الحمل لها أثر فعال على صحة الأم والطفل والرضع بعد الولادة، وبالتالي على المجتمع ككل. لقد وجد أن التغذية الجيدة بأطعمة الوقاية تقلل من معدل وفيات الأمهات والرضع في الشهور الأولى من العمر، وهذه النتائج صحيحة دائما سواء كانت الدراسة تتم في بيئات فقيرة اقتصاديا أو على مستوى اقتصادي فوق المتوسط.

من الواضح أن غذاء الحامل والمرضع يكتسب أهمية كبرى بالنسبة لكل من الطفل وأمه، ومن هنا كان لا بد أن تعطى عناية كبرى للتغذية أثناء فترتي الحمل والإرضاع، حتى لا تكون الوجبة الغذائية عاملا سلبيا على صحة الأم. وهنالك توصيات بزيادة المكونات الغذائية للمرأة الحامل والمرضع خلال فترتي الحمل والإرضاع، وذلك بتناول غذاء متوازن يحوي جميع المكونات الغذائية اللازمة للاحتفاظ بالصحة، وولادة طل موفور الصحة، وتكوين اللبن الكافي لرعايته، علما بأن الطفل الرضيع يعتمد بشكل مباشر على الغذاء الذي تتناوله أمه. والجدول 1 يشير على احتياجات المكونات الغذائية للمرأة الحامل وغير الحامل.

الجدول 1- احتياجات المكونات الغذائية للمرأة

ص: 370

*في الفترة الثانية والثالثة من الحمل.

From food and nutrition Board national council، national Acadeny of sciences، Recommended dietary Allowance، ed، 10، Washington DC. 1989. National Academy press،"

يلاحظ أن الزيادة في كمية الكالوري "الطاقة" أقل من الزيادة في المكونات الغذائية الأخرى. مثال لذلك الحديد الذي توصى الحامل بتناول كميات كبيرة منه، ما يسمح لطفل الرضيع بأن يكون مخزونا من هذا العنصر يكفيه حتى المراحل الأولى من الطفولة. أما بالنسبة للفيتامين C، D والكالسيوم فليس هناك مخزون فعلى في جسم الرضيع قبل الولادة لذا يجب حث الأم على تناول كميات تكفي لنمو الجنين.

وتفيد جميع هذه الزيادات في تلبية الاحتياجات الغذائية أثناء فترة الحمل، وهي تعتمد على عوامل كثيرة مثل التأقلم مع زيادة الاحتياجات وآلية التكيف، وطبيعة تغيرات الاستقلاب في الحمل والمخزون الغذائي للأم.

ونلاحظ أن الاحتياجات الغذائية اليومية تختلف اختلافا كبيرا فيما بينها، فعلى حين تبلغ في زيادة الطاقة 11% فوق المعدل الطبيعي فإنها تصل إلى 222 % بالنسبة لحمض الفوليك.

ص: 371

والجدول 2 الذي أعده كل من قسم الصحة والخدمات الاجتماعية بانكلترا والأكاديمية القومية للعلوم بأميركا يوضح الاحتياجات الغذائية للحوامل ابتداء من الشهر الرابع للحمل وفقا لآراء الانكليزن بينما يعتبر الأميركيون أن الحديد والبروتين لهما أهمية عظيمة منذ بداية الحمل. وقد لوحظ أن الإنكليز يؤكدون أكثر على حمض الأسكوربيك والكوليكالسيفيرول والكالسيوم التي تتساوى كميتها مع التوصيات الأميركية، حيث يقبل الإنكليز احتياجات أقل منها بالنسبة للسيدات غير الحوامل كما موضح هو في الجدول 2.

الجدول 2 الاحتياجات الغذائية اليومية خلال فترة الحمل وفي غياب الحمل

*" بالنسبة للحديد إذا كانت الوجبات المقدمة لا تفي بالاحتياجات منه فيجب أن يقدم في صورة أقراص طوال فترة الحمل.

يجب أن تكون الطاقة الكلية للأم الحامل كافية، حتى تستطيع أن تزيد في الوزن الزيادة الطبيعية المفروضة بالنسبة لمرحلة الحمل. كما يجب أن يزداد الكالسيوم والكوليكالسيفيرول المأخوذ بعد الشهر الرابع لبناء العظام، حيث تبدأ هذه العملية في ذلك الوقت. في الشهور الثلاثة الأخيرة من الحمل يتم تعويض الحديد المفقودة من جسم الأم عن طريق زيادة المأخوذة من الحديد يوميا.

يوضح الجدول 3 العناصرالمكونة لزيادة الوزن عند الأم الحامل، ويدل على

ص: 372

أن الحمل الطبيعي يحتاج إلى زيادة في الوزن تفوق في مجموعها الزيادة المطلوبة للجنين والمشيمة، وهي تقريبا حوالي 5.5 كيلو غرامات. وعليه من الضروري زيادة وزن الأم الحامل، وإن لم يزد وزن الأم بحوالي خمسة ونصف كيلو غرام فهذا يدل على أن نمو الجنين قد استهلك مخزون الأم الغذائي الموجود في الأنسجة، كما أن عدم نمو وكبر الصدر والمخازن الدهنية خلال فترة الحمل قد يقف حاجزا أما رضاعة طبيعية للمولود.

الجدول 3- زيادة وزن الأم خلال شهور الحمل

ص: 373