المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌بعض العوامل الاجتماعية والصحية المؤثرة في تغذية الحامل والمرضع: - الغذاء والتغذية

[عبد الرحمن مصيقر]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة:

- ‌أسماء المؤلفين:

- ‌محتويات الكتاب:

- ‌مقدمة عامة في التغذية

- ‌علم التغذية وعلاقته بالعلوم الأخرى

- ‌علم تغذية الإنسان:

- ‌لمحة تاريخية:

- ‌أهمية التغذية للصحة والتنمية:

- ‌الاحتياجات الغذائية والعوامل المؤثرة فيها:

- ‌المراجع:

- ‌العناصر الغذائية والطاقة

- ‌مقدمة الباب

- ‌جسم الإنسان وتركيبه:

- ‌تركيب الجسم من العناصر الكيميائية:

- ‌أجهزة الجسم ودورها في الاستفادة من الغذاء:

- ‌الجهاز الهضمي

- ‌أقسام الجهاز الهضمي ووظائفها

- ‌أنماط الهضم:

- ‌المكونات الغذائية "المغذيات" والطاقة

- ‌الكربوهيدرات carbohydrates

- ‌ الشحوم lipids:

- ‌ البروتينات proteins:

- ‌ الماء water:

- ‌ الفيتامينات vitamins:

- ‌ العناصر المعدنية mineral elements:

- ‌المكونات الغذائية وإنتاج الطاقة:

- ‌المراجع:

- ‌التغذية المتوازنة وتخطيط الوجبات

- ‌الوجبات الغذائية اليومية

- ‌إرشادات غذائية للتقليل والسيطرة على الأمراض المزمنة المرتبطة بالتغذية:

- ‌تخطيط الوجبات الغذائية

- ‌نظام المجموعات الغذائية

- ‌نظام مجموعات الطعام الأربع:

- ‌هرم الدليل الغذائي:

- ‌نظام قوائم بدائل الأطعمة:

- ‌كيفية استخدام نظام البدائل في تخطيط الوجبات:

- ‌المراجع:

- ‌الأغذية التقليدية في الوطن العربي

- ‌مدخل

- ‌أولا: الأغذية التقليدية المحضرة من الحبوب والبقول

- ‌الخبز

- ‌ أغذية أخرى تصنع من الحبوب:

- ‌ الأغذية البقولية:

- ‌ثانيا: الألبان ومنتجاتها

- ‌الألبان الطازجة

- ‌ الألبان المتخمرة:

- ‌ الأجبان:

- ‌ منتجات الزبدة "دهن اللبن

- ‌ثالثا: اللحوم والأسماك ومنتجاتها

- ‌اللحوم النيئة

- ‌ منتجات اللحوم المعالجة:

- ‌ منتجات اللحوم الأخرى:

- ‌ الأسماك المخللة والمجففة:

- ‌رابعا:‌‌ الفواكهوالخضروات

- ‌ الفواكه

- ‌ الخضروات:

- ‌خامسا: المشروبات والحلوى والسكريات

- ‌ملامح إنتاج واستهلاك الغذاء في الوطن العربي

- ‌أولا: الملامح الأساسية لنظم إنتاج الأغذية في الوطن العربي

- ‌ثانيا: خصائص الاستهلاك الغذائي في البلدان العربية

- ‌ثالثا: الأهداف التغذوية لنظام غذائي متوازن في البلدان العربية

- ‌المراجع:

- ‌العوامل الاقتصادية والاجتماعية المؤثرة في استهلاك الغذاء

- ‌مستوى الدخل

- ‌ سعر الغذاء:

- ‌ نقص الإنتاج المحلي:

- ‌ استيراد المواد الغذائية:

- ‌ سياسة دعم الغذاء:

- ‌ مستوى التعليم:

- ‌ الصفات الجغرافية:

- ‌ العوامل الاجتماعية:

- ‌ الاعتبارات السكانية:

- ‌ الدين:

- ‌ المناسبات الدينية:

- ‌ المناسبات الاجتماعية:

- ‌ توزيع الطعام بين أفراد الأسرة:

- ‌ تأثير وسائل الإعلام والإعلانات التجارية:

- ‌ الهجرة العمالية في الوطن العربي:

- ‌ السفر والسياحة:

- ‌ الصفات الخاصة بالطعام:

- ‌ توافر الرعاية الاجتماعية والخدمات الصحية:

- ‌المراجع:

- ‌سلامة الغذاء وجودته

- ‌مفهوم سلامة الغذاء وجودته

- ‌الرقابة على سلامة الأغذية وجودتها:

- ‌أهداف الرقابة وأهميتها:

- ‌نشأة وتطور سلامة الغذاء:

- ‌تصنيع الأغذية:

- ‌هيئة مدونة الأغذية:

- ‌البنية الأساسية للرقابة الكافية والفعالة على سلامة الأغذية وجودتها:

- ‌الاضطرابات الغذائية الناجمة عن تلوث الغذاء وفساده

- ‌أولا: التلوث بالجراثيم "البكتيريا" bacterial contamination

- ‌مدخل

- ‌العوامل المؤثرة في نمو الجراثيم

- ‌طرق انتقال الجراثيم إلى الغذاء:

- ‌أهم الأمراض التي تنقلها الأغذية:

- ‌السيطرة على التلوث الغذائي:

- ‌ثانيا: التلوث بالفطريات خطورته وكيفية الوقاية منه

- ‌ثالثا: التلوث البيئي

- ‌التلوث بالمعادن الثقيلة

- ‌التلوث بالمضادات الحيوية والهرمونات:

- ‌ التلوث الإشعاعي:

- ‌ التلوث ببقايا مبيدات الهوام:

- ‌ مضافات الأغذية: فوائدها ومضارها:

- ‌ تلوث البحار:

- ‌المراجع:

- ‌اضطرابات التغذية الناجمة عن نقص الغذاء

- ‌نظرة عامة على اضطرابات التغذية

- ‌الأسباب والمظاهر العامة لسوء التغذية:

- ‌الأسباب الغذائية والفيزولوجية لسوء التغذية

- ‌مراحل سوء التغذية الناجم عن نقص الغذاء:

- ‌بعض اضطرابات التغذية الأكثر انتشارا:

- ‌فقر الدم التغذوي المنشأ nutritonal anaemia

- ‌المراجع:

- ‌تغذية الحامل والمرضع

- ‌أهمية تغذية وصحة الحامل والمرضع وعلاقتهما بصحة الطفل

- ‌بعض العوامل الاجتماعية والصحية المؤثرة في تغذية الحامل والمرضع:

- ‌التغيرات الفيزيولوجية أثناء الحمل وعلاقتها بالاحتياجات الغذائية:

- ‌المتطلبات الغذائية للحامل والمرضع:

- ‌فيزيولوجيا الإرضاع وعلاقته بالتغذية:

- ‌المصاعب المصاحبة لعملية الإرضاع وكيفية التغلب عليها:

- ‌المراجع:

- ‌تغذية الرضع وصغار الأطفال

- ‌نمو وتطور الطفل منذ الولادة وحتى السنة الخامسة

- ‌المهارات الأغذية "مهارات الإطعام

- ‌الرضاعة الطبيعية "الإرضاع من الثدي

- ‌بعض الصعوبات التي قد تتعرض لها الأم أثناء عملية الإرضاع:

- ‌تغذية الرضيع:

- ‌تغذية الأطفال في سن ما قبل المدرسة "1- 5 سنوات

- ‌المراجع:

- ‌تغذية أطفال المدارس والمراهقين

- ‌أولا: أطفال المدارس school-age children

- ‌مدخل

- ‌الاحتياجات الغذائية لأطفال المدارس:

- ‌المخصصات الغذائية لأطفال المدارس

- ‌بعض الجوانب الصحية والغذائية المرتبطة بطلاب المدارس:

- ‌القيمة الغذائية للأطعمة المقدمة بالمدارس:

- ‌نصائح وإرشادات لتحسين تغذية أطفال المدارس:

- ‌مقدمة:

- ‌مراحل المراهقة:

- ‌الاحتياجات الغذائية

- ‌الأطعمة المقدمة في المطاعم السريعة:

- ‌الاضطرابات الغذائية والصحية في مرحلة المراهقة

- ‌المراجع:

- ‌تغذية المسنين

- ‌مقدمة

- ‌النظريات العلمية لظاهرة الكبر والشيخوخة:

- ‌الجهاز الهضمي وتقدم السن:

- ‌تغيرات تكوين الجسم الملازمة للكبر:

- ‌المشكلات الصحية المرتبطة بتغذية المسنين:

- ‌الاحتياجات الغذائية للمسنين:

- ‌التقييم التغذوي للمسنين:

- ‌الدعم التغذوي للمسنين:

- ‌أثر العوامل النفسية والفيزيولوجية والاجتماعية على تغذية المسنين:

- ‌الإرشاد التغذوي للمسنين:

- ‌المراجع:

- ‌تغذية الفئات الخاصة

- ‌أولا: تغذية الرياضيين

- ‌مقدمة

- ‌عوامل اللياقة البدنية:

- ‌أنظمة صرف الطاقة:

- ‌الاحتياجات الغذائية

- ‌متطلبات الجسم من الطاقة

- ‌متطلبات الجسم من الكربوهيدرات

- ‌ متطلبات الجسم من الدهون:

- ‌ متطلبات الجسم من البروتين:

- ‌ متطلبات الجسم من الفيتامينات:

- ‌ متطلبات الجسم من العناصر المعدنية:

- ‌ متطلبات الجسم من الماء:

- ‌وجبة ما قبل التمرين:

- ‌وجبة ما بعد التمرين:

- ‌ثانيا: تغذية المعوقين والمتأخرين في النمو

- ‌مقدمة:

- ‌أسباب التعوق:

- ‌العوامل التي تؤثر في الاحتياجات الغذائية للمعوقين والمتأخرين في النمو:

- ‌بعض المشكلات المرتبطة بتغذية وإطعام المعوقين والمتأخرين في النمو:

- ‌العوامل المؤثرة على تناول الطعام عند المعوقين:

- ‌المراجع:

- ‌الأمراض المزمنة المرتبطة بالتغذية

- ‌مقدمة

- ‌الأمراض القلبية الوعائية

- ‌تعريف المرض

- ‌ انتشار المرض في الوطن العربي:

- ‌ عوامل الخطر:

- ‌ الأسس الأولية للوقاية من المرض والسيطرة عليه:

- ‌فرط ضغط الدم

- ‌تعريف المرض

- ‌ انتشار المرض:

- ‌ عوامل الخطر:

- ‌الأسس الأولية للوقاية من المرض والسيطرة عليه

- ‌السكري:

- ‌السرطان:

- ‌السمنة

- ‌تعريف السمنة

- ‌ طرق قياس السمنة:

- ‌ الأخطار المنسوبة للسمنة:

- ‌ انتشار السمنة في المجتمعات العربية:

- ‌ أسباب السمنة:

- ‌الأسس الأولية للوقاية من المرض والسيطرة عليه

- ‌النقرس:

- ‌تشمع الكبد:

- ‌تخلخل العظام:

- ‌تسوس الأسنان:

- ‌المراجع:

- ‌قياس الحالة التغذوية في المجتمع

- ‌مقدمة

- ‌التقصيات "المسوحات" التغذوية والترصد الغذائي والتغذوي

- ‌أولا: التقصيات التغذوية في المجتمع

- ‌ثانيا: الترصد الغذائي والتغذوي

- ‌طرق قياس الحالة التغذوية للفرد والمجتمع

- ‌أولا: القياسات الجسمية

- ‌ثانيا: التقييم السريري

- ‌ثالثا: الفحوص المخبرية

- ‌رابعا: الفحوص بالطرق البيوفيزيائية

- ‌طرق قياس العوامل المؤثرة والمحددة للحالة التغذوية للفرد والمجتمع

- ‌مدخل

- ‌أولا: الميزان الغذائي للدولة

- ‌ثانيا: قياس الاستهلاك الغذائي للأسرة والفرد

- ‌مدخل

- ‌ طرق قياس الاستهلاك الغذائي للأسرة:

- ‌ طرق قياس الاستهلاك الغذائي للفرد:

- ‌المراجع:

- ‌التغذية العلاجية

- ‌مقدمة

- ‌أسس التغذية العلاجية:

- ‌النظم الغذائية:

- ‌تقدير الاحتياجات الغذائية للمرضى والعوامل المؤثرة عليها:

- ‌طرق إطعام المرضى:

- ‌قرحة المعدة والإثنا عشري:

- ‌أمراض الكبد:

- ‌أمراض المرارة:

- ‌التصلب العصيدي ومرض القلب التاجي:

- ‌فرط ضغط الدم:

- ‌أمراض الكلى:

- ‌الداء السكري:

- ‌السمنة:

- ‌الهزال:

- ‌النقرس:

- ‌فقر الدم:

- ‌المراجع:

- ‌الملاحق:

الفصل: ‌بعض العوامل الاجتماعية والصحية المؤثرة في تغذية الحامل والمرضع:

‌بعض العوامل الاجتماعية والصحية المؤثرة في تغذية الحامل والمرضع:

تعد فترة الحمل من أشد الحالات الفيزيولوجية تأثيرا على الجسم، لذا تحتاج الأم الحامل إلى مقادير إضافية من العناصر الغذائية للمحافظة على صحة الجنين، وبناء أنسجة المشيمة، وما يصحب ذلك من زيادة وزن الجسم "الجدول3" وتسبب التغذية السيئة قبل وأثناء الحمل ضعفا في نمو الجنين داخل الرحمن بالإضافة إلى ضعف قدرة الأم على تخزين الدهون الكافية لإنتاج اللبن الكافي لتغذية المولود. وبالعكس في حالة الأم الحامل حسنة التغذية حيث تكون كمية الدهن المخزون في جسمها حوالي 4 كيلو غرامات وهذا يعادل مخزون 35000 كيلو كالوري، وهو يكفي للرضاعة لمدة اربعة أشهر بمعدل 300 كيلو كالوري يوميا تقريبا.

وهناك بعض العوامل الاجتماعية والصحية لها أثر فعال في تغذية الأم الحامل والمرضع منها:

1-

العمر وإنجابية الأم:

إن المرأة في العقد الثاني تؤمن متطلبات الحمل من احتياجاتها الاحتياطية لأغرضا النمو، ومن الجهة الأخرى فإن أخطار الحمل تتعاظم مع التقدم في العمر، ومع ازدياد عدد الولادات، ومع الفترات بين الولادات. كل هذه العوامل تؤثر على احتياجات الأم الحامل وبالتالي على حصيلة الحمل.

وقد أجريت العديد من الدراسات في الدول العربية التي بينت أن نسبة كبيرة من النساء يتزوجن في سن مبكرة، وقد تراوحت هذه النسبة ما بين 14- 50% من النساء اللواتي يتزوجن قبل السادسة عشر من العمر، وترجع خطورة الزواج المبكر إلى احتمال ولادة أطفال ناقصي الوزن، يكونون عرضة للإصابة بأمراض سوء التغذية والأمراض المعدية. ففي البحرين أوضحت إحدى الدراسات أن الأم صغيرة السن تكون أكثر استعدادا لولادة أطفال ناقصي الوزن، حيث تبين أن 11% من الأمهات اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 15- 19 سنة قد أنجبن أطفالا ناقصي الوزن "أقل من 2.5 كيلو غرام" بالموازنة مع 7% من الأمهات اللواتي كانت أعمارهن تتراوح ما بين 20- 39 سنة وفي الكويت وجدت ليلى الدوسري وزملاؤها أن 31.5% من الأطفال المصابين بالالتهابات الهضمية gastroenteritis كانوا ناقصي الوزن عند الولادة مقارنة بـ 11% و 17% عن بقية الأطفال. ومن العوامل الأخرى أن الأم التي تتزوج في سن مبكرة تكون في وضع يصعب معه تحمل الحمل والولادة إذ تكون في مرحلة النمو، وغير مكتملة النضج الفيزيولوجي، وتحتاج إلى كميات أكبر من العناصر الغذائية، مما يؤثر على صحة الجنين.

2-

تعدد الأحمال وتقاربها:

هذا العامل له أثر كبير في تغذية الأم الحامل والمرضع، ويؤدي إلى خفض نسبة الهيموغلوبين في الدم، ونفاد عنصر الحديد المخزون في الجسم، خاصة عندما لا تتناول الأم أغذية غنية بالحديد، أو لا تأخذ أقراص الحديد والفيتامينات، كما يؤدي أيضا إلى ولادة مولود ناقص الوزن "أقل من 2.5 كيلو غرام". وفي البحرين وجد مصيقر أن استعداد الأم لولادة الأطفال ناقصي الوزن يقل بزيادة الفترة.

ص: 374

بين الولادات. فقد وجد أن نسبة الأطفال ناقصي الوزن 8% عندما تكون الفترة بين الولادتين 9- 12 شهرا، وتنخفض إلى 6% للفترة الأكثر من ذلك، والأحمال "تكرار الحمل" المتقاربة تؤثر على الأم الصحية والغذائية. وهناك طرق عديدة تتمكن الأمهات بواسطتها من مباعدة الحمول.

3-

الأمية ونقص الوعي:

أوضحت الدراسة التي قام بها مصيقر حول العادات الغذائية في البحرين أنه كلما ارتفع مستوى تعليم الأم ازداد تناولها للفواكه أثناء فترة الحمل. كما وجد أن الأم المتعلمة أكثر ميلا لتغيير نمط غذائها في فترة الحمل مقارنة مع الأم ذات المستوى التعليمي المتوسط. بالرغم من أن الأمية لا تعنى بالضرورة نقص الوعي الصحي والتغذوي، إلا أن هذين العاملين مرتبطان مع بعضهما في كثير من الحالات.

وتشير الدراسة التي قامت بها زمراوي حول الحوامل والمرضعات اللواتي يترددن على مراكز صحة الأمومة والطفولة في مديرية الخرطوم / السودان، أنه توجد مشاكل صحية مثل الإصابة بالملاريا malaria. وفقر الدم anemia والطفيليات parasites عند 20% من أفراد العينة "120 امرأة حامل"، وأن حوالي 47% من العدد الكلي كن أميات ولا يعرفن المبادئ الأساسية للتغذية الصحية. وكان الوزن المكتسب أثناء فترة الحمل يتراوح ما بين 3.55- 4.50 كيلو غرامات "بينما في الدول المتقدمة يتراوح ما بين 9- 20 كيلو غراما. وفي الدول النامية ما بين 2.5 – 6 كيلو غرامات" وكان وزن الطفل عند الولادة يتراوح ما بين 1.75- 30.0 كيلو غراما، وأن الأمهات لا يتناولن الخضراوات واللبن والبيض، بكمية كافية. وقد أوضحت الدراسة أنه توجد عوامل متشابكة تؤثر على حالة الأمهات الغذائية مثل المستوى التعليمي والاقتصادي وأسعار الأطعمة. وقد ذكر 65% من العدد الكلي من الأمهات عدم مشاركتهن في اختيار الطعام وأن الأزواج يقومون بهذه المهمة وتعتقد الأمهات أن التغذية الجيدة وتناول ثلاث وجبات يوميا أو أكثر يساعد على زيادة حجم الجنين مما يجعل الولادة عسيرة.

4-

الحالة الصحية للأم قبل الحمل:

يستحسن أن تبدأ الرعاية الصحية والغذائية أثناء الفترة السابقة للحمل، وأن يتم إعداد الفتيات للحياة الأسرية في سياق الرعاية الصحية والغذائية للشباب، وبعد

ص: 375

حدوث الحمل تصبح الرعاية السابقة للولادة على قد كبير من الأهمية لصحة الأم وللتطور السوي للجنين.

يرافق المرأة خلال فترة الحمل جميع تجارب حياتها السابقة وتاريخها العائلي بما في ذلك عاداتها الغذائية، ويؤثر ذلك على تقبلها للطعام عند حدوث الحمل. وتختلف الاحتياجات الفردية للنساء حسب الظروف ومن وقت لآخر، فعلى الرغم من أن وظيفة الاستتباب homeostasis تكون فعالة أثناء الحمل، إلا أن ظروف الإرهاق والتوتر تستوجب متطلبات تزيد عن الاحتياجات الاعتيادية.

5-

نقص الوزن underweight:

إن أسباب النحافة قد تكون مرضية ناتجة عن عدم قدرة الجسم على استقلاب كميات كافية من الدهن، وقد تكون ناشئة عن الجوع وقلة الطعام، كما قد تكون ناشئة عن سوء اختيار الأطعمة وعدم توازن الوجبات. ويجب العناية بتغذية الأمهات الحوامل والمرضعات النحاف في الحالات غير المرضية ليتوفر للجسم احتياطي من النسيج الدهني يحميه من الصدمات ويمده بالطاقة الحرارية اللازمة خاصة في فترتي الحمل والإرضاع. لذلك يجب أن تتناول الحامل والمرضع ناقصتي الوزن كميات من الطعام تزيد على القدر الذي اعتادتا تناوله، مع التركيز على احتياجات العناصر الغذائية اللازم تناولها في فترة الحمل وتتجاوز في ذلك حدوث الشهية والشعور بالامتلاء والشبع. ومما يشجع على تناول الأطعمة ممارسة الرياضة البدنية، والتعرض للشمس، والاسترخاء قبل تناول الطعام وتجنب الإجهاد في العمل والانفعالات النفسية. وتنصح الأمهات النحاف بالإكثار من تناول الأطعمة الدهنية كالزبد والزيوت واللحوم الدسمة والبيض واللبن، وفي حالة اقتران النحافة بفقر الدم يجب علاج فقر الدم وتزويد الجسم بالحديد أو الأطعمة الغنية به، كالكبد والطحال واللحوم والسمسم والفواكه المجففة، ويمكن تنبيه وتقوية الشهية بتناول أقراص فيتامين B1 أو تناول الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين. ويجب أن يكون غذاء المصابات بنقص الوزن غنيا بالبروتينات والكربوهيدرات والسكريات. والنمو يكون سريعا في فترات تكوين الجنين والرضاعة والطفولة المبكرة، لذا يجب على الأم الحامل والمرضع ناقصتي الوزن أن تتناولا وجبات متوازنة وبقدر أكثر من المعتاد مع التركيز على العناصر الغذائية اللازم تناولها بالمقادير الموصى بها في فترتي الحمل والإرضاع.

إن اتباع نظام غذائي قاس حتى ولو فترة قصيرة يعتبر مضرا وخطيرا، إذ يؤدي

ص: 376

الامتناع عن الطعام مدة طويلة إلى حدوث حالة تعرف بتخلون الدم ketosis، وهي حالة تؤدي إلى حرمان المخ من الغلوكوز الذي يتغذى عليه. ويمكن لهذه الحالة أن تسبب تشوها خلقيا أو عيبا دائما في هضم السكريات، أو حدوث خلل دائم في مخ المولود. أما الحرمان من البروتينات فقد يؤدي إلى مواليد ناقصي الوزن والطول وصغيري الرأس، وغير مؤهلين للتحسن أو النمو، وبالنسبة لنقص الحديد خلال الحمل، فإنه يؤدي إلى نفاد الحديد من خلايا المخ عند الوليد، إذ لا يمكن للوليد أن يختزن الحديد الذي يحتاجه الجسم. وقد تم إثبات هذا على الحيوانات.

6-

تعاطي الخمور:

ومن العادات الضارة في فترة الحمل وخارجها تعاطي الخمور التي تؤدي إلى حرمان أنسجة المخ لدى الجنين في طور النمو من حاجتها من الغلوكوز وفيتامين B المركب، وهذا يؤدي إلى تلف دائم وتخلف عقلي وجسمي في الجنين. وهذه الحالة تعرف بالمتلازمة الكحولية الجنينية fetal alcohol syndrome وتبلغ آثارها الضارة أوجها في أشهر الحمل الأولى قبل التأكد من الحمل. ومعدل حدوث هذه المتلازمة عالية في الولايات المتحدة، إذ تبلغ واحدا لكل 750 مولود، ومن الصعب جدًّا علاج هذه الحالة أو منع حدوثها ما لم تمتنع الأم عن تناول الكحول.

7-

التدخين:

يعتبر التدخين عادة ضارة تمارسها بعض الأمهات الحوامل، وهو يقلل الدم الواصل للجنين، ويحد من وصول العناصر الغذائية له، ويعيق إخراج الفضلات، ويقود إلى إيقاف النمو، مما يحتمل معه حدوث تخلف في النمو والتطور ويؤدي إلى مضاعفات عند الولادة.

8-

ارتفاع ضغط الدم:

قد يكون ارتفاع ضغط الدم أساسيا essential يتميز بزيادة ضغط الدم الانقباضي systolic والانبساطي diastolic والمتوسط median وينتج من تأثير زيادة مقاومة الشرايين وفروعها للدورة الدموية. وقد يكون ناشئا عن أمراض أخرى مثل التهابات الكلى، وازدياد نشاط الغدة الدرقية، وأورام المخ. ويجب على مريضات ارتفاع ضغط الدم، الحوامل والمرضعات، الامتناع عن تناول ملح الطعام والدهون والمشروبات الكحولية والشاي والقهوة، مع الإكثار من تناول الأطعمة الغنية

ص: 377

بالفيتامينات مثل الفواكه، ومراقبة ضغط الدم، والتقيد بإرشادات الطبيب.

9-

مرض السكر:

يتميز الداء السكري diabetes بارتفاع نسبة الغلوكوز في الدم والبول نتيجة لاختلال عملية استقلابه وتحوله إلى دهن وغليكوجين، بسبب نقص إفراز هرمون الأنسولين، وما يؤدي إليه ذلك من اختلال استقلاب البروتينات والدهون أيضا، فتظهر في البول والدم النواتج الوسيطية مثل حمض الأسيتوأسيتك والهيدروكسي بيوتريك، وقد تصاب بعض الأوعية الدموية بالتنكس وتظهر تبدلات مرضية عصبية ويعالج مرض السكر بالحقن بالأنسولين وباتباع نظام غذائي خاص بكل مريض تحدد فيه كمية ونوع الطعام.

فالأمهات الحوامل والمرضعات اللواتي أصبن بهذا المرض عليهن اتباع التعليمات الطبية والغذائية والصحية، والإقلال من تناول المواد السكرية، مع الإكثار من تناول المواد الغنية بالمعادن والفيتامينات، كالخضراوات الورقية الخضراء واللحوم والطماطم والخيار والفلفل الأخضر والأحمر والبرتقال واليوسفي. الخ.

ومن الملاحظ أن إفراز الأنسولين يزداد في حالة البدانة بالموازنة مع الظروف الطبيعية، وبرغم ذلك يظهر مرض السكر بكثرة بين الأشخاص البدينيين نتيجة مقاومة النسج الدهنية للهرمون.

يكثر مرض السكر عند الحوامل البدينات، لذا يجب عليهن اتباع إرشادات الطبيب، مع المواظبة على مراقبة سكر الدم، وتقليل تناول الدهون في الوجبات، مع تقليل كمية الكالوري دون إخلال بتوازن الوجبة وحسن اختيار مكوناتها، علما بأنه من الضروري أن يقترن العلاج الدوائي مع اتباع نظام معين في التغذية يفي بالاحتياجات الغذائية كاملة للأم المصابة بهذا المرض في فترتي الحمل والإرضاع.

10-

الاعتقادات الغذائية الخاطئة:

من مشاكل التغذية الرئيسية ارتباط الشعوب في مختلف البلدان بعادات خاصة. ومن الأهمية بمكان أن تراعى العادات الغذائية والتقاليد الدينية عند التوصية بنظم معينة لتغذية الأفراد وخاصة الحوامل والمرضعات. وتوجد بعض الاعتقادات الغذائية المنتشرة في بعض البلاد العربية، والتي بدورها تؤثر على صحة الأم المرضع خاصة خلال فترة النفاس.... ومن هذه الاعتقادات عدم تناول الماء خلال

ص: 378

الأيام الأولى بعد الولادة ظنا أن ذلك يساعد على توقف النزيف من الرحم، وهذا الاعتقاد ليس له أساس من الصحة.

وهناك العديد من العادات والاعتقادات الاجتماعية الخاطئة التي تؤثر على إصابة الأم وأطفالها بسوء التغذية بالرغم من ارتفاع مستوى تعليم الأم. ومن هذه الاعتقادات الاعتقاد السائد أن أقراص الفيتامينات والأملاح المعدنية التي تعطى للأم الحامل في المراكز الصحية وعيادات رعاية الأمومة تسبب في كبر حجم الجنين، وبالتالي في عسر الولادة، مما يجعل بعض الأمهات يمتنعن عن تناول هذه الأقراص. وهذا بدوره يؤثر على تغذية الأم الحامل والجنين معا، ولا سيما إذا كانت نسبة عالية من الأمهات الحوامل في المنطقة يعانين من نقص في بعض الفيتامينات والأملاح المعدنية مثل عنصر الحديد. ومن نفس المنطلق تقوم بعض الأمهات بتقليل كمية الطعام المتناول في فترة الحمل اعتقادا بأن زيادة تناول الطعام في هذه الفترة يزيد من حجم الجنين ويؤدي إلى عسر الولادة.

ويعلل البعض ميل الحامل إلى أنواع غير عادية من الأطعمة بالاختيار الفطري نتيجة نقص بعض العناصر من مكونات هذه الأطعمة في الجسم، والتي قد يؤدي نقصها إلى حدوث خلل أو عدم توازن في الاستقلاب. مثال لذلك الاشتياق إلى تناول المواد السكرية بكثرة في حالة انخفاض نسبة الغلوكوز في الدم. إلا أنه من الصعب تعليل دور العوامل الفطرية في عملية اختيار الطعام عند القبائل البدائية فبعض القبائل في كينيا تقتصر في غذائها على الخضراوات فقط، في حين تقتصر قبائل أخرى على اللبن واللحم والدم. ولو كان لهذا العامل الفطري دور فعال في اختيار الطعام لما كان هناك هذا العدد الهائل من أمراض نقص التغذية المنتشرة في كثير من دول العالم.

إن بعض العادات الغذائية قد يرجع إلى أحداث وقعت في الماضي البعيد، وكان لها تأثير نفسي قوي أدى إلى كره الشخص إلى نوع معين من الطعام أو تفضيل بعض الأنواع الأخرى. كما أن عملية الإعلان سواء في التلفزيون أو الصحف والمجلات تلعب دورا هاما وخطرا في تكييف وتعديل العادات الغذائية، وقد يكون ذلك مفيدا وقد يكون ضارا.

11-

الوحام:

تتضاءل شهية بعض النساء الحوال في مستهل فترة الحمل، ويقل إقبالهن على الطعام، الأمر الذي يخشى منه إصابتهن بأعراض سوء التغذية، مما يؤثر على صحتهن

ص: 379