الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{تَدْعُو من أدبر} : تجذب وتحضر؛ وَقيل تهْلك
{إِلَّا أَن تغمضوا فِيهِ} : إِلَّا بِأَن تتسامحوا فِيهِ
{تولج اللَّيْل فِي النَّهَار وتولج النَّهَار فِي اللَّيْل} : أَي تدخل أَحدهمَا فِي الآخر إِمَّا بالتعقيب أَو الزِّيَادَة وَالنَّقْص
{يأتيكم التابوت} : وَهُوَ صندوق فِيهِ التَّوْرَاة وَكَانَ من خشب الشمشاو مموها بِالذَّهَب نَحوا من ثَلَاثَة أَذْرع فِي ذراعين، وَكَانَ سيدنَا مُوسَى عليه الصلاة والسلام إِذا قَاتل قدمه فتحمله الْمَلَائِكَة فيسكن بَنو اسرائيل وَلَا يفرون
{ثمَّ لَا تَجدوا لكم علينا تبيعا} : أَي تَأْثِيرا وَلَا طَالبا]
(فصل الثَّاء)
[الثَّمر] : كل مَا يستطعم من أحمال الشّجر فَهُوَ ثَمَر؛ ويكنى بِهِ عَن المَال الْمُسْتَفَاد وَيُقَال لكل نفع يصدر عَن شَيْء ثَمَرَة كَقَوْلِه (ثَمَرَة الْعلم الْعَمَل الصَّالح)
[الثميلة] : كل بَقِيَّة فَهِيَ ثميلة
[والثقل] : كل شَيْء لَهُ قدر وَوزن ينافس فِيهِ فَهُوَ ثقل ك (فتل) ؛ من (ثقل الشَّيْء) ك (نصر) : إِذا وَزنه
والثقل، كالعنب: ضد الخفة، مصدر (ثقل) ك (كرم) و [الثّقل]، بتسكين الْعين: ك (الْفسق) هُوَ الْحَاصِل بِالْمَصْدَرِ
و [الثّقل]، بِالتَّحْرِيكِ: هُوَ مَتَاع الْمُسَافِر وحشمه، وكل شَيْء نَفِيس مصون
والثقل: قُوَّة يحس من محلهَا بواسطتها مدافعة هابطة، كالحجر والمدر
والخفة: قُوَّة يحس من محلهَا بواسطتها مدافعة صاعدة، كالنار وَالدُّخَان وَهُوَ أصل فِي الْأَجْسَام، ثمَّ يُقَال فِي الْمعَانِي
والثقلان: الْإِنْس وَالْجِنّ سميا بذلك لِكَوْنِهِمَا ثقيلين على وَجه الأَرْض، وَهِي كالحمولة لَهما، أَو لِأَنَّهُمَا مثقلان بالتكليف، أَو لرزانة آرائهم وأقدارهم، أَو الثقيل أَحدهمَا لَا غير، وَسمي الآخر تَغْلِيبًا
[وَاخْتلف أَصْحَابنَا فِي تَحْقِيق معنى الثّقل والخفة، فَمنهمْ من قَالَ: الثّقل لَيْسَ عرضا زَائِدا على الْجَوْهَر بِنَفسِهِ وذاته، وَمَا نجده من التَّفَاوُت فِي الثّقل بَين الْأَجْسَام المركبة فَهُوَ عَائِد إِلَى كَثْرَة الْأَجْزَاء فِي الثقيل وقلتها فِي الْخَفِيف، وَمِنْهُم من قَالَ: إنَّهُمَا من الْأَعْرَاض الزَّائِدَة على نفس الْجَوْهَر، وَهُوَ الْأَظْهر كالزئبق وَالْمَاء وَإِن تَسَاوَت أجزاؤهما عددا فِي الْحصْر المتحد لَهما]
والأثقال: كنوز الأَرْض، وموتاها، والذنُوب، والأحمال الثَّقِيلَة
و {ثقلت فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض} يَعْنِي السَّاعَة، أَي: خَفِي علمهَا على أَهلهَا، وَإِذا خَفِي الشَّيْء فقد ثقل
والخفيف: يُقَال تَارَة بِاعْتِبَار المضايقة بِالْوَزْنِ، وَتارَة بِاعْتِبَار مضايقة الزَّمَان نَحْو (فرس خَفِيف)، و (فرس ثقيل) : إِذا عدا أَحدهمَا أَكثر من الآخر فِي زمَان وَاحِد
وَقد يكون الْخَفِيف ذما، والثقيل مدحا، كمن فِيهِ طيش يُقَال فِيهِ: خَفِيف وَمن فِيهِ وقار يُقَال فِيهِ: ثقيل
[وَكَمن ثقل مِيزَانه نظرا إِلَى الْمُؤمنِينَ وَمن خف مِيزَانه نظرا إِلَى الْكفَّار، لكنه مَحْمُول على لَازم الخفة وَهُوَ عدم الِاعْتِدَاد جمعا بَين الْأَدِلَّة، وَمَا ورد فِي بعض الْأَخْبَار من ميزَان الْكفَّار يحمل على تمييزهم لتفاوتهم فِي الْعَذَاب
{وَلَا نُقِيم لَهُم يَوْم الْقِيَامَة وزنا} أَي نَافِعًا؛ أَو فِي حق منكري الْحَشْر]
والثقيل من الْكَلِمَات: مَا كثرت مدلولاته ولوزامه، كالفعل، فَإِن مدلولاته الْحَدث وَالزَّمَان، ولوازمه الْفَاعِل وَالْمَفْعُول وَالتَّصَرُّف وَغير ذَلِك
والخفيف من الْكَلِمَات: مَا قل فِيهِ ذَلِك، كالاسم، فَإِنَّهُ يدل على مُسَمّى وَاحِد، وَلَا يلْزمه غَيره فِي تحقق مَعْنَاهُ وَلِهَذَا خصت تَاء التَّأْنِيث الساكنة بِالْفِعْلِ والمتحركة بِالِاسْمِ، لِأَن السّكُون أخف من الْحَرَكَة وَخص الضَّم بمضارع الرباعي، وَالْفَتْح بمضارع الثلاثي، لِأَن الرباعي أقل وَالضَّم أثقل، فَجعل الأثقل للأقل والأخف للْأَكْثَر وألحقت التَّاء عدد الْمُذكر، وأسقطت من عدد الْمُؤَنَّث لثقل الْمُؤَنَّث وخفة الْمُذكر
وحذفت الْيَاء وَالتَّاء فِي بَاب (فعيلة) فِي النّسَب نَحْو: (حنيفَة) و (حَنَفِيّ) بِخِلَاف الْمُذكر، كل ذَلِك للتعادل وَقد كَانَ النّظم الْجَلِيل مُشْتَمِلًا على الفصيح والأفصح والمليح والأملح ف (تتلو) أحسن من (تقْرَأ) لثقل الْهمزَة؛ و (لَا ريب) من (لَا شكّ) لثقل الْإِدْغَام؛ و (وَهن) من (ضعف) لثقلة الضمة؛ و (آمن) أخف من (صدق) ؛ و (أنذر) أخف من (خوف) ؛ و (نكح) أخف من (تزوج) إِلَى غير ذَلِك فَكل مَا كَانَ أخف كَانَ ذكره أَكثر
الثَّنَاء: هُوَ مَأْخُوذ من الثني، وَهُوَ الْعَطف ورد الشَّيْء بعضه على بعض وَمِنْه ثنيت الثَّوْب: إِذا جعلته اثْنَيْنِ بالتكرار وبالإمالة والعطف؛ فَذكر الشَّيْء مرَّتَيْنِ يتَنَاوَل أَحدهمَا مَا لم يتَنَاوَلهُ الآخر
وهلم جرا بِمَنْزِلَة جعله اثْنَيْنِ؛ فَأطلق اسْم الثَّنَاء على تكْرَار ذكر الشَّيْء لشيئين
وَمِنْه التَّثْنِيَة فِي الِاسْم؛ فالمثنى مُكَرر لمحاسن من يثني عَلَيْهِ مرّة بعد أُخْرَى
وَهُوَ الْكَلَام الْجَمِيل وَقيل: هُوَ الذّكر بِالْخَيرِ، وَقيل: يسْتَعْمل فِي الْخَيْر وَالشَّر على سَبِيل الْحَقِيقَة وَعند الجهور حَقِيقَة فِي الْخَيْر ومجاز فِي الشَّرّ على ضرب من التَّأْوِيل والمشاكلة والاستعارة التهكمية
[الثنا] : وَقيل بِتَقْدِيم النُّون وَالْقصر هُوَ الذّكر بِالشَّرِّ
وَقيل: الثَّنَاء هُوَ الْإِتْيَان بِمَا يشْعر التَّعْظِيم مُطلقًا، سَوَاء كَانَ بِاللِّسَانِ أَو بالجنان أَو بالأركان؛ وَسَوَاء كَانَ فِي مُقَابلَة شَيْء أَو لَا، فَيشْمَل الْحَمد وَالشُّكْر والمدح، وَهُوَ الْمَشْهُور بَين الجهور وَالْمَفْهُوم من " الْكَشَّاف " وَغَيره فعلى هَذَا قيد بِاللِّسَانِ لدفع احْتِمَال التَّجَوُّز، أَعنِي إِطْلَاق الثَّنَاء على مَا لَيْسَ
بِاللِّسَانِ مجَازًا وَقَوله تَعَالَى {الَّذين إِن مكناهم فِي الأَرْض أَقَامُوا الصَّلَاة} إِلَى آخِره هُوَ ثَنَاء وَقيل بلَاء
(وَالثنَاء عِنْد الْمُحَقِّقين تَعْرِيف من المثني للمثنى عَلَيْهِ من حَيْثُ هُوَ مثنى عَلَيْهِ بِالنِّسْبَةِ للمثني أَي مثن كَانَ، وَأي مثنى عَلَيْهِ كَانَ
وَحَقِيقَة الذّكر التَّام التَّصْرِيح بِمَا يدل على الْمَذْكُور دلَالَة تَامَّة ويعرب عَن ذَاته، واستحضار الذاكر الْمَذْكُور فِي نَفسه أَو حُضُوره مَعَه والحضور والاستحضار عبارَة عَن استجلاء الْمَعْلُوم
فحاصله أَيْضا رَاجع إِلَى الْعلم؛ فَهُوَ من وَجه غير مُغَاير للثناء، لَكِن بِالنِّسْبَةِ لمن يذكر الْحق ذكر معرفَة وتعريف)
ثمَّ: للْعَطْف مُطلقًا، سَوَاء كَانَ مُفردا أَو جملَة
وَإِذا ألحق التَّاء تكون مَخْصُوصَة بعطف الْجمل
وَلَا يجوز فِي (ثمَّ) العاطفة مَا جَازَ فِي (شدّ) و (مد) من اللُّغَات الثَّلَاث
وَفِي (ثمَّ) تراخ، وَهُوَ أَن يكون بَين المعطوفين مهلة دون الْفَاء والتراخي فِي (ثمَّ) عِنْد أبي حنيفَة فِي التَّكَلُّم؛ وَعند صَاحِبيهِ فِي الحكم؛ وَوُجُوب دلَالَة (ثمَّ) على التَّرْتِيب مَعَ التَّرَاخِي مَخْصُوص بعطف الْمُفْرد
والتراخي الرتبي لَيْسَ معنى (ثمَّ) فِي اللُّغَة وَغَيرهَا، بل يُطلق عَلَيْهِ (ثمَّ) مجَازًا
وَقد يَجْعَل تغاير البحثين والكلامين بِمَنْزِلَة التَّرَاخِي فِي الزَّمَان، فيستعمل لَهُ (ثمَّ) ؛ وَهُوَ أصل فِي الزَّمَان فَمَا أمكن لَا يصرف عَنهُ إِلَى غَيره
وَلَفْظَة (ثمَّ) أبلغ من الْوَاو فِي التقريع كَمَا فِي: {ثمَّ اتخذتم الْعجل}
وَقد يكون ظرفا؛ بِمَعْنى (هُنَاكَ)، كَمَا فِي مثل قَوْلك:(الشَّخْص سَواد الْإِنْسَان ترَاهُ من بعد ثمَّ اسْتعْمل فِي ذَاته)
وَقد يَجِيء لمُجَرّد الاستبعاد، كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى:{يعْرفُونَ نعْمَة الله ثمَّ يُنْكِرُونَهَا} وَقد يَجِيء بِمَعْنى التَّعَجُّب نَحْو: {الْحَمد لله الَّذِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَجعل الظُّلُمَات والنور ثمَّ الَّذين كفرُوا برَبهمْ يعدلُونَ} وَبِمَعْنى الِابْتِدَاء نَحْو: {ثمَّ أَوْرَثنَا الْكتاب الَّذين اصْطَفَيْنَا من عبادنَا} وَبِمَعْنى الْعَطف وَالتَّرْتِيب نَحْو: {إِن الَّذين آمنُوا ثمَّ كفرُوا ثمَّ آمنُوا}
وَبِمَعْنى (قبل) نَحْو: {إِن ربكُم الله الَّذِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام ثمَّ اسْتَوَى على الْعَرْش} أَي: فعل ذَلِك قبل استوائه على الْعَرْش و (ثمَّ) فِي قَوْله تَعَالَى: (ثمَّ كلا سَوف
تعلمُونَ} للتدرج، كَمَا فِي:(وَالله ثمَّ وَالله) وَقد يَجِيء لمُجَرّد الترقي نَحْو:
(إِن من سَاد ثمَّ سَاد أَبوهُ
…
ثمَّ قد سَاد قبل ذَلِك جده)
وَقد تَجِيء للتَّرْتِيب فِي الْأَخْبَار، كَمَا يُقَال:(بَلغنِي مَا صنعت الْيَوْم ثمَّ مَا صنعت أمس أعجب) أَي: ثمَّ أخْبرك أَن الَّذِي صنعت أمس أعجب
[وَعَلِيهِ قَوْله تَعَالَى: {ثمَّ كَانَ من الَّذين آمنُوا} أَي: ثمَّ أخْبركُم أَن هَذَا لمن كَانَ مُؤمنا كَمَا فِي " التَّيْسِير "
وَيجوز أَن يكون الْمَعْنى: ثمَّ دَامَ على الْإِيمَان، إِذْ الْأُمُور بخواتيمها كَقَوْلِه تَعَالَى:{وَإِنِّي لغفار لمن تَابَ وآمن وَعمل صَالحا ثمَّ اهْتَدَى} أَي دَامَ على الاهتداء]
وَيجوز أَن يكون بِمَعْنى الْوَاو الَّتِي بِمَعْنى (مَعَ) أَي مَعَ ذَلِك كَانَ من الَّذين آمنُوا
[وَمثل قَوْله تَعَالَى: {وَإِمَّا نرينك بعض الَّذِي نعدهم أَو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثمَّ الله شَهِيد على مَا يَفْعَلُونَ} أَي: وَالله، لأَنا لَو حملنَا على حَقِيقَته لَأَدَّى أَن يكون الله شَهِيدا بعد أَن لم يكن وَهُوَ مُمْتَنع]
وَقد تَجِيء للتّنْبِيه على أَنه يَنْبَغِي أَن يستبد السَّامع فِي تَحْقِيق مَا تقدم حَتَّى يصير على ثِقَة وطمأنينة
وَقد تَجِيء فصيحة لمُجَرّد استفتاح الْكَلَام
وَقد تَجِيء زَائِدَة كَمَا فِي: {أَن لَا ملْجأ من الله إِلَّا إِلَيْهِ ثمَّ تَابَ عَلَيْهِم} وثمة: اسْتِعَارَة من الْإِشَارَة إِلَى الْمَكَان، وَهِي بِفَتْح الثَّاء وَالْمِيم الْمُشَدّدَة وهاء السكت الَّتِي هِيَ هَاء زَائِدَة فِي آخر الْكَلِمَة، محركة بحركة غير إعرابية مَوْقُوفا عَلَيْهَا لبَيَان تِلْكَ الْحَرَكَة؛ تدرج فِي الْوَصْل إِلَّا إِذا أجري مجْرى الْوَقْف
قَالَ بَعضهم: (ثمَّ) إِشَارَة إِلَى الْمَكَان الْبعيد نَحْو: {وأزلفنا ثمَّ الآخرين} وَيجوز أَن يُوقف عَلَيْهَا بهاء السكت
وَقَول الْعَامَّة: (ثمت) بِالتَّاءِ من قَبِيح اللّحن وَفِي " شرح مُسلم ": بِلَا هَاء يدل على الْمَكَان الْبعيد، وبهاء على الْقَرِيب
قَالَ الطَّبَرِيّ: فِي قَوْله: {أَثم إِذا مَا وَقع آمنتهم بِهِ} مَعْنَاهُ: هُنَالك، وَلَيْسَت (ثمَّ) العاطفة
وَهَذَا وهم اشْتبهَ عَلَيْهِ المضمومة بالمفتوحة
وَقيل: (ثمت) بِالتَّاءِ لُغَة فِي (ثمَّ) العاطفة للجمل خَاصَّة، وَالتَّاء عَلامَة تَأْنِيث الْجُمْلَة وكما تتصل هَذِه الْعَلامَة بِالِاسْمِ نَحْو:(امْرَأَة)، وبالصفة نَحْو:(قَائِمَة) كَذَلِك تتصل بِالْفِعْلِ؛ إِلَّا أَنَّهَا تبدل فِي الِاسْم مِنْهَا الْهَاء فِي الْوَقْف، وينتقل الْإِعْرَاب عَن آخر الِاسْم إِلَيْهَا، وَفِي الْفِعْل تسكن إِلَّا أَن يلاقيها سَاكن، وَتَكون التَّاء فِي الْوَقْف والوصل جَمِيعًا؛ وَإِذا حرك بِالْفَتْح بَقِي تَاء فِي كل حَال، لِأَن دُخُول تَاء التَّأْنِيث على الْحَرْف قَلِيل، فَإِذا دخل حرك بِالْفَتْح كَمَا فِي (ربت)
الثلاثي: بِضَم الثَّاء الأولى، وَكَذَا (الرباعي) وهما شَاذان، لِأَنَّهُمَا منسوبان إِلَى (ثَلَاثَة) و (أَرْبَعَة)
وَالْقِيَاس الْفَتْح، وَهَكَذَا نظائرهما
الثماني: تأنيثه (الثَّمَانِية) ؛ وَالْيَاء فِيهِ كهي فِي الرباعي فِي أَنَّهَا للنسبة، كَمَا فِي (الْيَمَانِيّ) قَالَ أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي: تَقول ثَمَانِيَة رجال وثماني نسْوَة، وَلَا يُقَال ثَمَان نسْوَة بِلَا يَاء لِأَن الْيَاء المنقوصة ثَابِتَة فِي حَالَة الْإِضَافَة وَالنّصب، ك (القَاضِي)
وَالثَّمَانِيَة فِي الأَصْل مَنْسُوب إِلَى الثّمن بِالضَّمِّ، لِأَنَّهُ الْجُزْء الَّذِي صير السَّبْعَة ثَمَانِيَة فَفتح أَولهَا للتغيير فِي النِّسْبَة، وَحذف إِحْدَى ياءي النِّسْبَة وَعوض عَنْهَا الْألف كَمَا فِي الْمَنْسُوب إِلَى الْيمن
وَالْأَصْل فِي (ثَمَانِي عشرَة) فتح الْيَاء لبَقَاء صُدُور الْأَعْدَاد المركبة على الْفَتْح ك (ثَلَاثَة عشر) ، وَجَاز إسكانها، وشذ حذفهَا بِفَتْح النُّون
الثَّالِث عشر: هُوَ بِفَتْح الثَّالِث على أَنه مركب مَعَ عشر، وَكَذَا الرَّابِع عشر وَنَحْوه، وَلَا يجوز فِيهِ الضَّم على الْإِعْرَاب، وَذَلِكَ أَنه إِذا صِيغ موازن (فَاعل) من التِّسْعَة فَمَا دونهَا، وَركب مَعَ الْعشْرَة فلك فِيهِ أوجه: إِمَّا أَن تضيفه إِلَى الْمركب المطابق لَهُ، أَو أَن تقتصر عَلَيْهِ مَعَ الْبناء على الْفَتْح، أَو أَن تقتصر عَلَيْهِ وتعرب الأول مُضَافا إِلَى الثَّانِي مَبْنِيا، وَهَذَا الْأَخير إِنَّمَا يكون مَعَ فقد حرف التَّعْرِيف أما إِذا وجد فَحِينَئِذٍ تعين الْبناء وامتنعت الْإِضَافَة
الثَّانِي: هُوَ بِاعْتِبَار التصيير، واثنين بِاعْتِبَار حَاله
[وَقد يُرَاد بِالثَّانِي كل مَا هُوَ ثَان بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا قبله لَا الْفَرد اللَّاحِق من الِاثْنَيْنِ، وَهَذَا كَمَا يُقَال: (فعلت كَذَا مرّة بعد أُخْرَى) أَي فعلته مرَارًا كَثِيرَة غير مقتصرة على الْمرة]
وَالثَّانيَِة: هِيَ جُزْء من سِتِّينَ جُزْءا من الدقيقة، والدقيقة جُزْء من سِتِّينَ جُزْءا من الدرجَة؛ والدرجة جُزْء من خَمْسَة عشر جُزْءا من السَّاعَة
وَيُقَال: ثَانِي اثْنَيْنِ، وثالث ثَلَاثَة، ورابع أَرْبَعَة؛ وَلَا يُقَال: اثْنَيْنِ ثَان، وَلَا ثَلَاثَة ثَالِث، وَلَا أَرْبَعَة رَابِع وَقَول أبي تَمام:
(ثَانِيه فِي كبد السَّمَاء وَلم يكن
…
كاثنين ثَان إِذْ هما فِي الْغَار)
فَفِي الْكَلَام تَقْدِيم وَتَأْخِير وتقليب للتركيب وتغيير، وَهُوَ: وَلم يكن كاثنين إِذْ هما فِي الْغَار؛ وَالْمرَاد أَنه لم يكن كهذه الْقَضِيَّة قَضِيَّة أُخْرَى
لم يكن كهذه الْقَضِيَّة قَضِيَّة أُخْرَى
واثنين ثَان: تركيب جملَة
وَثَانِي اثْنَيْنِ: تركيب إِضَافَة
الثُّلُث: بِضَمَّتَيْنِ سهم من ثَلَاثَة
وَيَوْم الثُّلَاثَاء، بِالْمدِّ وَيضم، وَثَلَاث إِن أفرد، كَمَا فِي قَوْلك:(بِعْت من النوق ثَلَاثًا) يكْتب بِالْألف لاتقاء اللّبْس بِثلث؛ وَإِن أضيف أَو وصف كَمَا فِي قَوْلك: (حلبت ثلث نُوق) و (مَا حلبت النوق الثُّلُث) يكْتب بِحَذْف الْألف لارْتِفَاع اللّبْس، وَكَذَلِكَ (ثلثة وَثَلَاثُونَ) بِحَذْف الْألف لِأَن عَلامَة التَّأْنِيث وَالْجمع الملتحقة بآخرهما منعت من إِيقَاع اللّبْس
الثَّوَاب: هُوَ عبارَة عَن الْمَنْفَعَة الْخَالِصَة المقرونة بالتعظيم وَقيل: الْجَزَاء كَيفَ مَا كَانَ من الْخَيْر
وَالشَّر، إِلَّا أَن اسْتِعْمَاله فِي الْخَيْر أَكثر، وَفِي الشَّرّ على طَريقَة {فبشرهم بِعَذَاب أَلِيم} [وَالثَّوَاب يتَعَلَّق بِصِحَّة الْعَزِيمَة وَالْجَزَاء يتَعَلَّق بالركن وَالشّرط]
وَالثَّوَاب الَّذِي يعْطى أجرا لَا يتَصَوَّر بِدُونِ الْعَمَل، بِخِلَاف مُطلق الثَّوَاب، والإثابة: إِعْطَاؤُهُ
وَالثَّوَاب وَالْعِقَاب على اسْتِعْمَال الْفِعْل الْمَخْلُوق، لَا على أصل الْخلق، ويعاقب عَلَيْهِ بِصَرْف الِاسْتِطَاعَة الَّتِي تصلح للطاعة إِلَى الْمعْصِيَة، لَا على إِحْدَاث الطَّاعَة
الثَّوْب: لُغَة مَا يلبس من الْقطن أَو الصُّوف أَو الْخَزّ أَو غير ذَلِك، وَلَا يُطلق عَادَة على الْبسَاط وَالْمسح والستر والعمامة والقلنسوة، [يُقَال: تعمم، وتقلنس، وَلَا يُقَال: لبس] ، وَلِهَذَا لَا يدْخل تَحت الْوَصِيَّة وَأَصله الرُّجُوع إِلَى الْحَالة الأولى أَو الْمقدرَة
{وثيابك فطهر} : قيل قَلْبك
وَالْمَيِّت يبْعَث فِي ثِيَابه: أَي فِي أَعماله
وَللَّه ثوباه: أَي لله دره
الثَّنية: هِيَ تجمع على [ثنايا] وَهِي الْأَسْنَان الْمُتَقَدّمَة، اثْنَان فَوق وَاثْنَانِ تَحت، وَخَلفهَا الرباعيات بِالْفَتْح وَتَخْفِيف الْيَاء
والأنياب: هِيَ الْأَرْبَع خلف الرباعيات الْأَرْبَع
ثمَّ الأضراس وَهِي عشرُون، من كل جَانب عشرَة، مِنْهَا الضواحك أَرْبَعَة، ثمَّ الطواحن، ثمَّ النواجذ، من كل جَانب اثْنَان، وَاحِد من أَعلَى وَآخر من أَسْفَل، وَهِي أقْصَى الأضراس وَهِي لَا تنْبت لبَعض النَّاس، وَقد ينْبت لبَعض بَعْضهَا، ولبعض كلهَا يُقَال لَهَا أَسْنَان الْحلم
والثنايا: الْجبَال أَيْضا وَيُقَال (فلَان طلاع الثنايا) أَي: يقْصد عظائم الْأُمُور كَقَوْلِه:
(أَنا ابْن جلا وطلاع الثنايا
…
مَتى أَضَع الْعِمَامَة تعرفوني)
والثني عرفه بعض الأدباء بالنظم:
(الثني ابْن لحول وَابْن ضعف
…
وَابْن خمس من ذَوي ظلف وخف)
الثغر: السن، وَمَا يَلِي دَار الْحَرْب من الْبِلَاد، وَمَوْضِع المخافة من فروج الْبلدَانِ، وَهُوَ كالثلمة بِالضَّمِّ للحائط يخَاف هجوم السَّارِق مِنْهَا
وَيُقَال (ثغر شتيث) إِذا كَانَ بَين الْأَسْنَان كلهَا تَفْرِيق يسير، وَإِن كَانَ التَّفْرِيق بَين الثنايا خَاصَّة فالثغر أفلج قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا تَقول رجل أفلج إِلَّا إِذا ذكرت مَعَه الْأَسْنَان
الثَّمر: هُوَ فروع النَّبَات، يَقع فِي الْأَغْلَب على مَا يحصل على الْأَشْجَار، وَيَقَع أَيْضا على الزَّرْع والنبات كَقَوْلِه تَعَالَى:{كلوا من ثمره إِذا أثمر وَآتوا حَقه يَوْم حَصَاده}
وثمر الرجل: تمول
وَالثِّمَار: جمع ثَمَر جمع ثَمَرَة [وَالثَّمَرَة أَعم من المطعوم، كَمَا أَن الرزق أَعم من الْمَأْكُول والمشروب]
الثّمن: مَا ثَبت دينا فِي الذِّمَّة، وَقِيمَة الشَّيْء عبارَة عَن قدر مَالِيَّته بِالدَّرَاهِمِ وَالدَّنَانِير بتقويم المقومين، وَهِي مُسَاوِيَة لَهُ بِخِلَاف الثّمن، فَإِنَّهُ يكون نَاقِصا وزائدا وَمن الْأَمْوَال: مَا هُوَ ثمن بِكُل حَال كالنقدين، صَحبه الْبَاء أَو لَا، قويل بِجِنْسِهِ أَو غَيره ومبيع بِكُل حَال، كالثياب وَالدَّوَاب والمماليك
وَثمن بِوَجْه: مَبِيع بِوَجْه كالمكيل وَالْمَوْزُون، فَإِذا كَانَ معينا فِي العقد كَانَ مَبِيعًا؛ وَإِن لم يكن معينا وصحبة الْبَاء وقابله مَبِيع فَهُوَ ثمنه
وَثمن فِي الِاصْطِلَاح: وَهُوَ سلْعَة فِي الأَصْل إِن كَانَ رائجا كَانَ ثمنا، وَإِن كَانَ كاسدا كَانَ سلْعَة
والثقبة: بِالضَّمِّ، الْخرق النَّافِذ الصَّغِير
ونقب الْحَائِط: بالنُّون، وَهُوَ الْخرق الْعَظِيم النَّافِذ الَّذِي لَهُ عمق
الثرى: بِالْقصرِ، الندى، وَالتُّرَاب الندي، أَو الَّذِي إِذا بل لم يصر طينا وَيسْتَعْمل فِي انْقِطَاع الْمَوَدَّة
والثروة كَثْرَة الْعدَد من النَّاس وَالْمَال
وَتَحْت الثرى: هِيَ الطَّبَقَة الترابية من الأَرْض وَهِي آخر طبقاتها
الثمام: بِالضَّمِّ، نبت ضَعِيف لَهُ خوص أَو شَيْء يُشبههُ، يُقَال إِنَّه نبت على قدر قامة الْمَرْء
وَقَوْلهمْ، على طرف الثمام: مثل يضْرب فِي سهولة الْحَاجة وَقرب المُرَاد
الثمال: ككتاب، الغياث الَّذِي يقوم بِأَمْر قومه
[الثِّقَة: لفظ الثِّقَة مُتَرَدّد بَين الْأَمَانَة والفهم إِلَّا إِذا اقترنت بالمعلوم فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ تعيّنت فِيهِ جِهَة الْفَهم]
الثواء: النُّزُول للإقامة يُقَال ثوى بالمنزل، وأثوى غَيره
الثَّعْلَب: بِالْفَتْح، حَيَوَان مَعْرُوف وَهِي الْأُنْثَى
وَالذكر ثعلبان، بِالضَّمِّ وَفِي الْبَيْت الْمَشْهُور بِالْفَتْح لِأَنَّهُ مثنى
الثلَّة: بِالضَّمِّ، الْقطعَة من النَّاس، وبالفتح: قِطْعَة من الْغنم
الثلب: ثلبه: صرح بِالْعَيْبِ فِيهِ وتنقص، وبابه (ضرب)
والمثالب: الْعُيُوب، وأحدها مثلبة
الثبور: الْهَلَاك
الثج: هُوَ إسالة الدِّمَاء من الذّبْح والنحر
ثل الله عَرْشه: أَي أَمَاتَهُ وأذهب ملكه
ثكلتك أمك، وَكَذَا هبلته الهبول ونظائرهما كَلِمَات يستعملونها عِنْد التَّعَجُّب والحث على التيقظ فِي الْأُمُور وَلَا يُرِيدُونَ بهَا الْوُقُوع وَلَا الدُّعَاء على الْمُخَاطب بهَا، لكِنهمْ أخرجوها عَن أَصْلهَا إِلَى التَّأْكِيد مرّة، وَإِلَى التَّعَجُّب