الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَصَارَ بحرا وَاحِدًا مملوءا، أَو أَنه يقذف بالكواكب فِيهَا ثمَّ تضرم فَتَصِير نيرانا
{فسيحوا فِي الأَرْض} : سِيرُوا فِيهَا
{سيء بهم} : فعل بهم السوء
(فصل الشين)
[الشَّيْطَان] : كل شَيْطَان ذكر فِي الْقُرْآن فَالْمُرَاد إِبْلِيس وَجُنُوده، إِلَّا {وَإِذا خلوا إِلَى شياطينهم} [فَإِن المُرَاد المجاهرين بالْكفْر أَو كبار الْمُنَافِقين]
[الشَّهِيد] : كل شَهِيد فِي الْقُرْآن فَهُوَ غير الْقَتْلَى مِمَّن يشْهد فِي أُمُور النَّاس، إِلَّا {وَادعوا شهداءكم} فَإِن الْمَعْنى شركاءكم
[شيئة] : كل شَيْء بشيئة الله أَي: بمشئية قبل
[الشُّكْر] : كل مَا هُوَ جَزَاء للنعمة عرفا فَإِنَّهُ يُطلق عَلَيْهِ الشُّكْر لُغَة، وَهَذَا أَعم، وَقد قَالَ الطَّيِّبِيّ:" كَون الشُّكْر صادرا من هَذِه الثَّلَاث - يُرِيد النّظم الْمَشْهُور فِيهِ - إِنَّمَا هُوَ عرف الْأُصُولِيِّينَ، وَإِلَّا فالشكر اللّغَوِيّ لَيْسَ إِلَّا بِاللِّسَانِ وَحده "
[الشّجر] : وَقيل: كل مَا تنْبت الأَرْض فَهُوَ شجر، فعلى هَذَا الْكلأ والعشب شجر، وَقَالُوا فِي قَوْله تَعَالَى:{والنجم وَالشَّجر يسجدان} أَن النَّجْم مَا ينجم من الأَرْض مِمَّا لَيْسَ لَهُ سَاق، وَالشَّجر مَا لَهُ سَاق، كَمَا هُوَ الْمُسْتَفَاد من الْعَطف نعم عطف الْجِنْس على النَّوْع وبالضد مَشْهُور، وَمَا يشعره الشّجر من الِاخْتِلَاط حَاصِل فِي العشب والكلأ أَيْضا
[الشّجر] : كل مَا كَانَ على سَاق من نَبَات الأَرْض فَهُوَ شجر
[الشهَاب] : كل متوقد مضيء فَهُوَ شهَاب
[كل شَيْء] : (كل شَيْء) فَهُوَ مُذَكّر صُورَة وَفِي الْمَعْنى مؤنث لكَونه بِمَعْنى الْأَشْيَاء
[الشعار] : كل مَا يَلِي الْجَسَد من الثِّيَاب فَهُوَ شعار، وكل مَا يَلِي الشعار فَهُوَ دثار
[الشقاوة] : كل شقاوة فَهِيَ تَعب، بِلَا عكس
[الشية] : كل لون يُخَالف مُعظم لون الْفرس وَغَيره فَهُوَ شية
[الشعيرة] : كل مَا جعل علما على طَاعَة فَهُوَ شعيرَة وَالْجمع (شَعَائِر)
[الشِّيعَة] : كل قوم أَمرهم وَاحِد يتبع بَعضهم رَأْي بعض فهم شيع، وغالب مَا يسْتَعْمل فِي الذَّم
[الشرعة] : كل مَا أشرعت فِيهِ فَهُوَ شرعة وَشَرِيعَة
[الشَّيْطَان] : كل عَاتٍ متمرد من الْجِنّ وَالْإِنْس وَالدَّوَاب فَهُوَ شَيْطَان قَالَ الجاحظ: " الجني إِذا كفر وظلم وتعدى وأفسد فَهُوَ شَيْطَان، فَإِن قوي على حمل الْبُنيان وَالشَّيْء الثقيل وعَلى استراق
السّمع فَهُوَ مارد، فَإِن زَاد على ذَلِك فَهُوَ عفريت، فَإِن طهر ونظف وَصَارَ خيرا كُله فَهُوَ ملك "
[الشعفة] : شعفة كل شَيْء أَعْلَاهُ
[الشكل] : شكل كل شَيْء زوجه
[الشّعب] : كل جمَاعَة كَثِيرَة من النَّاس يرجعُونَ إِلَى أَب مَشْهُور، بِأَمْر زَائِد فَهُوَ شعب كعدنان
ودونه الْقَبِيلَة، وَهِي مَا انقسمت فِيهَا أَنْسَاب الشّعب، كربيعة وَمُضر
ثمَّ الْعِمَارَة: وَهِي مَا انقسمت فِيهَا أَنْسَاب الْقَبِيلَة كقريش وكنانة
ثمَّ الْبَطن: وَهِي مَا انقسمت فِيهَا أَنْسَاب الْعِمَارَة كبني عبد منَاف، وَبني مَخْزُوم
ثمَّ الْفَخْذ: وَهِي مَا انقسمت فِيهَا أَنْسَاب الْبَطن كبني هَاشم وَبني أُميَّة
ثمَّ الْعَشِيرَة: وَهِي مَا انقسمت فِيهَا أَنْسَاب الْفَخْذ كبني الْعَبَّاس وَبني أبي طَالب
والحي يصدق على الْكل، لِأَنَّهُ للْجَمَاعَة المتنازلين بمربع مِنْهُم، وَكلما تَبَاعَدت الْأَنْسَاب ارْتَفَعت الْمَرَاتِب
الشَّرْع: الْبَيَان والإظهار، وَالْمرَاد بِالشَّرْعِ الْمَذْكُور على لِسَان الْفُقَهَاء بَيَان الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة
والشريعة: هِيَ مورد الْإِبِل إِلَى المَاء الْجَارِي، ثمَّ استعير لكل طَريقَة مَوْضُوعَة بِوَضْع إلهي ثَابت من نَبِي من الْأَنْبِيَاء
وشرعت لكم فِي الدّين شَرِيعَة
وأشرعت بَابا إِلَى الطَّرِيق إشراعا
وشرعت الدَّوَابّ فِي المَاء تشرع شروعا
والشريعة: اسْم للْأَحْكَام الْجُزْئِيَّة الَّتِي يتهذب بهَا الْمُكَلف معاشا ومعادا، سَوَاء كَانَت منصوصة من الشَّارِع أَو رَاجِعَة إِلَيْهِ
وَالشَّرْع كالشريعة: كل فعل أَو ترك مَخْصُوص من نَبِي من الْأَنْبِيَاء صَرِيحًا أَو دلَالَة فإطلاقة على الْأُصُول الْكُلية مجَاز، وَإِن كَانَ شَائِعا، بِخِلَاف الْملَّة فَإِن إِطْلَاقهَا على الْفُرُوع مجَاز، وَتطلق على الْأُصُول حَقِيقَة كالإيمان بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَغير ذَلِك، وَلِهَذَا لَا تتبدل بالنسخ، وَلَا يخْتَلف فِيهَا الْأَنْبِيَاء، وَلَا تطلق على آحَاد الْأُصُول
وَالشَّرْع عِنْد السّني ورد كاسمه شَارِعا للْأَحْكَام أَي منشئا لَهَا، وَعند الْمُعْتَزلَة ورد مجيزا لحكم العلق ومقررا لَهُ لَا منشئا، والشرعي مَا لَا يسْتَند وضع الِاسْم لَهُ إِلَّا من الشَّرْع كَالصَّلَاةِ ذَات الرُّكُوع وَالسُّجُود وَقد يُطلق على الْمَنْدُوب والمباح
يُقَال: شرع الله الشَّيْء: أَي أَبَاحَهُ، وشرعه: أَي طلبه وجوبا أَو ندبا
والشروع فِي الشَّيْء: التَّلَبُّس بِجُزْء من أَجْزَائِهِ
والشرعة: ابْتِدَاء الطَّرِيق
والمنهاج: الطَّرِيق الْوَاضِح، أَو الأول الدّين وَالثَّانِي الدَّلِيل، وَعَن ابْن عَبَّاس:" الشرعة مَا ورد بِهِ الْقُرْآن، والمنهاج مَا ورد بِهِ السّنة "
قَالَ مَشَايِخنَا وَرَئِيسهمْ الإِمَام أَبُو مَنْصُور الماتريدي مَا ثَبت بَقَاؤُهُ من شَرِيعَة من قبلنَا بكتابنا أَو بقول رَسُولنَا صَار شَرِيعَة لرسولنا فَيلْزمهُ ويلزمنا على شَرِيعَته لَا على شَرِيعَة من قبلنَا، لِأَن الرسَالَة سفارة العَبْد بَين الله وَبَين ذَوي الالباب من عباده (ليبين مَا قصرت عَنهُ عُقُولهمْ فِي مصَالح دارت بهم) فَلَو لزمنا شَرِيعَة من قبلنَا كَانَ
رَسُولنَا رَسُول من قبلنَا سفيرا بَينه وَبَين أمته [كواحد من عُلَمَاء عصرنا] لَا رَسُول الله تَعَالَى، وَهَذَا فَاسد
الشَّيْء: هُوَ لُغَة مَا يَصح أَن يعلم ويخبر عَنهُ فَيشْمَل الْمَوْجُود والمعدوم، مُمكنا أَو محالا
وَاصْطِلَاحا: خَاص بالموجود، خارجيا كَانَ أَو ذهنيا، {وَلَا تقولن لشَيْء إِنِّي فَاعل ذَلِك غَدا إِلَّا أَن يَشَاء الله}
[وَفِي " أصُول التَّوْحِيد " للآمدي: إِطْلَاق لفظ الشَّيْء بِإِزَاءِ الْوُجُود وفْق اللُّغَة واصطلاح أهل اللِّسَان، وَسَوَاء كَانَ الْمَوْجُود قَدِيما أَو حَادِثا، فَمن اطلق اسْم الشَّيْء على الْمَعْدُوم حَقِيقَة أَو تجوزا فَلَا بُد لَهُ من مُسْتَند، والمستند فِي ذَلِك إِنَّمَا هُوَ النَّقْل دون الْفِعْل وَالْأَصْل عَدمه، فَمن ادَّعَاهُ يحْتَاج إِلَى بَيَانه، كَيفَ وَأَنه خلاف المألوف الْمَعْرُوف من أهل اللُّغَة فِي قَوْلهم: " الْمَعْلُوم يَنْقَسِم إِلَى شَيْء وَإِلَى مَا لَيْسَ بِشَيْء]
الشَّيْء أَعم الْعَام: كَمَا أَن الله أخص الْخَاص، [وَلم يَجْعَل اسْما من أَسْمَائِهِ تَعَالَى لِئَلَّا يتَوَهَّم الدُّخُول فِي جملَة الْأَشْيَاء المخلوقة] وَهُوَ مُذَكّر يُطلق على الْمُذكر والمؤنث، وَيَقَع على الْوَاجِب والممكن والممتنع، نَص على ذَلِك سِيبَوَيْهٍ حَيْثُ قَالَ فِي " كِتَابه ":" الشَّيْء يَقع على كل مَا أخبر عَنهُ " وَمن جعل الشَّيْء مرادفا للموجود حصر الْمَاهِيّة بالموجود، وَمن جعله أَعم عمم الْمَوْجُود والمعدوم، وَهُوَ فِي الأَصْل مصدر (شَاءَ) اطلق تَارَة بِمَعْنى (شائي) [اسْم فَاعل] وَحِينَئِذٍ يتَنَاوَل الْبَارِي كَقَوْلِه تَعَالَى:{قل أَي شَيْء أكبر شَهَادَة قل الله} وَبِمَعْنى اسْم مفعول تَارَة أُخْرَى أَي: مشيء وجوده، وَلَا شكّ أَن مَا شَاءَ الله وجوده فَهُوَ مَوْجُود فِي الْجُمْلَة:{إِنَّمَا أمره إِذا أَرَادَ شَيْئا أَن يَقُول لَهُ كن فَيكون}
وعَلى الْمَعْنى الثَّانِي قَوْله تَعَالَى: {إِن الله على كل شَيْء قدير} و {الله خَالق كل شَيْء} فالشيء فِي حق الله بِمَعْنى الشائي، وَفِي حق الْمَخْلُوق بِمَعْنى المشيء
وَأعلم أَن الشيئية على نَوْعَيْنِ:
شيئية ثبوتية: وَهِي ثُبُوت المعلومات فِي علم الله، متميزا بَعْضهَا عَن بعض، وَهِي على أَقسَام:
أَحدهَا: مَا يجب وجوده فِي الْعين كذات الْوَاجِب سُبْحَانَهُ
وَثَانِيها: مَا يُمكن بروزه من الْعلم إِلَى الْعين وَهُوَ الممكنات
وَثَالِثهَا: مَا لَا يُمكن، وَهُوَ الممتنعات ومتعلق إِرَادَته وَقدرته هُوَ الْقسم الثَّانِي دون الأول وَالثَّالِث، وَمن هُنَا يُقَال: مقدورات الله أقل من معلوماته لشمُول الْعلم الممتنعات مَعَ عدم تناهي المقدورات وانقطاعها، [وَلَا يخفى أَن مَا وجد من مَعْلُومَات الله ومقدوراته فَهِيَ متناهية، وَمَا لم يُوجد مِنْهُمَا فَلَا نِهَايَة لَهما فَلَا يُقَال: إِن أَحدهمَا
أَكثر من الآخر، إِذْ لَا يَنْتَهِي إِلَى حد لَا يُوجد فَوْقه حد آخر، وَلَا يلْزم من القَوْل بتعلق الْقُدْرَة على كل الممكنات وجوب وجود جَمِيعهَا لِأَن تعلقهَا غير كَاف فِي الْوُجُود، بل يجب تعلق الْإِرَادَة حَتَّى يُوجد الْمُمكن بِالْقُدْرَةِ، فَيكون تعلق الْإِرَادَة حَتَّى يُوجد الْمُمكن بِالْقُدْرَةِ، فَيكون تعلق الْإِرَادَة هُوَ الْمُخَصّص لبَعض الممكنات بالحدوث فِي بعض الْأَوْقَات، وَهَذَا مَبْنِيّ على أَن تعلق الْقُدْرَة بِالْجَمِيعِ بِالْقُوَّةِ على معنى أَن تعلق الْقُدْرَة بالشَّيْء تأثيرها فِيهِ وفْق الْإِرَادَة، فَلَا تَنْتَهِي قدرته عِنْد المُرَاد، وَإِن كَانَ تعلقهَا بالممكنات متناهية بِالْفِعْلِ على معنى ضمير إِن الْقَادِر من يَصح مِنْهُ إِيجَاد الْفِعْل وَتَركه، أَو على هَذَا يكون الْمَقْدُور مَا يَصح من الْقَادِر إيجاده وَتَركه]
وَإِنَّمَا لم يتعلقا بالقسم الأول وَالثَّالِث لِأَنَّهُمَا لما كَانَتَا صفتين مؤثرتين، وَمن لَازم الْأَثر أَن يكون مَوْجُودا بعد عدم لزم أَن مَا لَا يقبل الْعَدَم أصلا كالواجب لَا يقبل أَن يكون أثرا لَهما، وَإِلَّا لزم تَحْصِيل الْحَاصِل
وَمَا لَا يقبل الْوُجُود أصلا كالمستحيل لَا يقبل أَيْضا أَن يكون أثرا لَهَا، وَإِلَّا لزم قلب الْحَقَائِق بِرُجُوع المستحيل عين الْجَائِز فَلَا قُصُور فيهمَا، [كَمَا لَا نقص بِعَدَمِ تعلق الرُّؤْيَا بالمعدومات والسمع بالألوان] بل لَو تعلقتا بهما لزم حِينَئِذٍ الْقُصُور فِي ترك إعدام أَنفسهمَا بل فِي إعدام الذَّات الْعلية وَإِثْبَات الألوهية لمن لَا يقبلهَا من الْحَوَادِث
ثمَّ الْمُمْتَنع إِمَّا مُمْتَنع الْكَوْن لنَفسِهِ فِي علم الله تَعَالَى، كاجتماع الضدين، وَكَون الشَّيْء الْوَاحِد فِي آن وَاحِد فِي مكانين وَنَحْوه.
وَإِمَّا مُمْتَنع الْكَوْن لَا بِاعْتِبَار ذَاته، بل بِاعْتِبَار تعلق الْعلم بِأَنَّهُ لَا يُوجد، أَو غير ذَلِك، كوجود عَالم آخر وَرَاء هَذَا الْعَالم أَو قبله، فَمَا كَانَ من الْقسم الأول فَهُوَ لَا محَالة غير مَقْدُور من غير خلاف، وَمَا كَانَ من الْقسم الثَّانِي فَنَقُول فِيهِ إِن الْمُمكن من حَيْثُ هُوَ مُمكن لَا ينبو عَن تعلق الْقُدْرَة بِهِ، وَالْقُدْرَة من حَيْثُ هِيَ قدرَة لَا يَسْتَحِيل تعلقهَا بِمَا هُوَ فِي ذَاته مُمكن إِذا قطع النّظر عَن غَيره، وَلَا معنى لكَونه مَقْدُورًا غير هَذَا وَإِطْلَاق اسْم الْمَقْدُور عَلَيْهِ بِالنّظرِ إِلَى الْعرف وَإِلَى الْوَضع بِاعْتِبَار هَذَا الْمَعْنى غير مستبعد وَإِن كَانَ وجوده مُمْتَنعا بِاعْتِبَار غَيره
وَالنَّوْع الثَّانِي شيئية وجودية: وَهِي وجودهَا خَارج الْعلم والموجودات الخارجية من حَيْثُ تعلق الْقُدْرَة بإخراجها من الْعلم إِلَى الْعين لَا يتَعَلَّق بهَا قدرَة اخرى، لِاسْتِحَالَة تَحْصِيل الْحَاصِل، فَإِن تعلق قدرَة وارادة بهَا بِاعْتِبَار إعدامها وإيجادها بعد الإعدام فِي كل آن على القَوْل بالخلق الْجَدِيد مَعَ الأنفاس، كَمَا هُوَ مَذْهَب الْمُحَقِّقين من الصُّوفِيَّة
ثمَّ إِن الشَّيْء وَالثَّابِت وَالْمَوْجُود أَلْفَاظ مترادفة فَلَا يُطلق على الْمَعْدُوم وَلَو مُمكنا خلافًا للمعتزلة، فَإِن الثُّبُوت أَعم من الْمَوْجُود، والمعدوم الْمُمكن كإنسان سيوجد، بِخِلَاف المستحيل، كاجتماع الضدين، والمتخيل، كجبل من ياقوت
فالمعدوم الْمُمكن شَيْء عِنْدهم دون المستحيل، وَلَفظ الشَّيْء عَام معنوي عِنْد فَخر الْإِسْلَام، لَا لَفْظِي كَمَا ظَنّه صَاحب " التَّقْوِيم " وَإنَّهُ عَام لَا
مُشْتَرك كَمَا ذهب إِلَيْهِ بعض الْمُتَكَلِّمين من أهل السّنة
وَلم يحفظ من الْعَرَب تَعديَة (شَاءَ) بِالْبَاء وَإِن كَانَ فِي معنى (أَرَادَ)
وَقد تكاثر حذف الْمَفْعُول من (شَاءَ) و (أَرَادَ) ومتصرفاتهما إِذا وَقعت فِي حيّز الشَّرْط، بِدلَالَة الْجَواب على ذَلِك الْمَحْذُوف معنى مَعَ وُقُوعه فِي مَحَله لفظا، وَلِأَن فِي ذَلِك نوعا من التَّفْسِير بعد الْإِبْهَام، إِلَّا فِي الشَّيْء المستغرب، فَإِنَّهُ لَا يكْتَفى فِيهِ بِدلَالَة الْجَواب عَلَيْهِ بل مُصَرح بِهِ اعتناء بتعيينه ودفعا لذهاب الْوَهم إِلَى غَيره بِنَاء على استبعاد تعلق الْفِعْل بِهِ واستغرابه كَقَوْلِه:
(وَلَو شِئْت أَن أبْكِي دَمًا لبكيته
…
عَلَيْهِ وَلَكِن ساحة الصَّبْر أوسع)
وَاخْتلفُوا فِي جمع (شَيْء) ، فالأخفش يرى أَنَّهَا (فعلاء) وَهِي جمع على غير واحده الْمُسْتَعْمل ك (شَاعِر) و (شعراء) فَإِنَّهُ جمع على غير واحده، لِأَن (فَاعِلا) لَا يجمع على (فعلاء) ، والخليل يرى أَنَّهَا (أفعلاء) نائبة عَن (أَفعَال) وَبدل مِنْهُ، وَجمع لواحدها الْمُسْتَعْمل وَهُوَ (شَيْء) ، وَالْكسَائِيّ يرى أَنَّهَا (أَفعَال) ك (فرخ) و (أفراخ) ترك صرفهَا لِكَثْرَة اسْتِعْمَالهَا لِأَنَّهَا شبهت ب (فعلاء) فِي كَونهَا جمعت على (أشياوات) فَصَارَ ك (صحراء) و (صحراوات)
الشَّهِيد: الشَّاهِد، والأمين فِي شَهَادَته، وَالَّذِي لَا يغيب عَن علمه شَيْء، والقتيل فِي سَبِيل الله لِأَن مَلَائِكَة الرَّحْمَة، تشهده، أَو لِأَن الله وَمَلَائِكَته شُهُود لَهُ بِالْجنَّةِ، أَو لانه مِمَّن يستشهد يَوْم الْقِيَامَة عَن الْأُمَم الخالية، أَو لسقوطه على الشَّهَادَة وَهِي الأَرْض، أَو لِأَنَّهُ حَيّ عِنْد ربه حَاضر، أَو لِأَنَّهُ يشْهد ملكوت الله وَملكه
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: شهد بِمَعْنى (بَين) فِي حق الله، وَبِمَعْنى (أقرّ) فِي حق الْمَلَائِكَة، وَبِمَعْنى (أقرّ وَاحْتج) فِي حق أولي الْعلم من الثقلَيْن
و (أشهد)، مَجْهُولا: أَي قتل فِي سَبِيل الله ك (اسْتشْهد)
والمشهد والمشهدة: محْضر النَّاس
والمشهود: يَوْم الْجُمُعَة، أَو يَوْم الْقِيَامَة، أَو يَوْم عَرَفَة
وَالشَّاهِد أَيْضا: يَوْم الْجُمُعَة
وَصَلَاة الشَّاهِد: صَلَاة الْمغرب، سميت بِهِ لِأَنَّهَا تصلى عِنْد طُلُوع نجم اسْمه شَاهد
{فَمن شهد مِنْكُم الشَّهْر فليصمه} : أَي حضر
وَشهد عِنْد الْحَاكِم: أخبر
{وَالله على كل شَيْء شَهِيد} : أَي عليم
و {شهد الله أَنه لَا إِلَه إِلَّا هُوَ} يحْتَمل الْإِخْبَار وَالْعلم
وَالشَّهَادَة: بَيَان الْحق، سَوَاء كَانَ عَلَيْهِ أَو على غَيره، وَخبر قَاطع يخْتَص بِمَعْنى يتَضَمَّن ضَرَر غير الْمخبر فَيخرج الْإِقْرَار وَقيل: إِقْرَار مَعَ الْعلم وثبات الْيَقِين
وَالْإِقْرَار قد يَنْفَكّ عَن ذَلِك، وَلذَلِك أكذب الله
الْكفَّار فِي قَوْلهم: {نشْهد إِنَّك لرَسُول الله}
وَلما كَانَ الْخَبَر الْخَاص مُبينًا للحق من الْبَاطِل سمي شَهَادَة، وَسمي الْمخبر بِهِ شَاهدا، فَلهَذَا شبه الدّلَالَة فِي كَمَال وضوحها بِالشَّهَادَةِ
وَشهد الرجل على كَذَا يشْهد عَلَيْهِ شَهَادَة: إِذا أخبر بِهِ قطعا
وَشهد لَهُ بِكَذَا يشْهد بِهِ شَهَادَة: إِذا أدّى مَا عِنْده من الشَّهَادَة
وَالشَّهَادَة تُقَام بِلَفْظ الشَّهَادَة، أَعنِي: اشْهَدْ بِاللَّه، وَتَكون قسما، وَمِنْهُم من يَقُول: إِن قَالَ (أشهد) يكون قسما وَإِن لم يقل بِاللَّه
وَالشُّهُود جمع شَاهد
والأشهاد: جمع شُهُود، أَو جمع (شهد) بِالسُّكُونِ اسْم جمع ك (ركب) و (صحب) ، أَو بِالْكَسْرِ تَخْفيف شَاهد ك (وتد) و (أوتاد)
الشَّك: هُوَ اعْتِدَال النقيضين عِنْد الْإِنْسَان وتساويهما، وَذَلِكَ قد يكون لوُجُود أمارتين متساويتين عِنْده فِي النقيضين، أَو لعدم الأمارة فيهمَا، وَالشَّكّ ضرب من الْجَهْل وأخص مِنْهُ، لِأَن الْجَهْل قد يكون عدم الْعلم بالنقيضين رَأْسا، فَكل شكّ جهل وَلَا عكس
(وَإِن كَانَ طرف الْوُقُوع واللاوقوع على السوية فَهُوَ الشَّك)
وَإِن كَانَ أحد الطَّرفَيْنِ راجحا وَالْآخر مرجوحا فالمرجوح يُسمى وهما
وَالرَّاجِح إِن قَارن إِمْكَان الْمَرْجُوح يُسمى ظنا
وَإِن لم يُطَابق يُسمى جهلا مركبا
وَالشَّكّ كَمَا يُطلق على مَا لَا يتَرَجَّح أحد طَرفَيْهِ يُطلق أَيْضا على مُطلق التَّرَدُّد، كَقَوْلِه تَعَالَى:{لفي شكّ مِنْهُ} (وعَلى مَا يُقَابل الْعلم)
قَالَ الْجُوَيْنِيّ: الشَّك مَا اسْتَوَى فَهِيَ اعتقادان أَو لم يستويا، وَلَكِن لم ينتبه أَحدهمَا إِلَى دَرَجَة الظُّهُور الَّذِي يَبْنِي عَلَيْهِ الْعَاقِل الْأُمُور الْمُعْتَبرَة
والريب: مَا لم يبلغ دَرَجَة الْيَقِين وَإِن ظهر نوع ظُهُور وَيُقَال: شكّ مريب وَلَا يُقَال: ريب مشكك
وَيُقَال أَيْضا: رَابَنِي أَمر كَذَا، وَلَا يُقَال: شكني
وَالشَّكّ سَبَب الريب كَأَنَّهُ شكّ أَو لَا فيوقعه شكه فِي الريب، فالشك مبدأ الريب، كَمَا أَن الْعلم مبدأ الْيَقِين
والريب قد يَجِيء بِمَعْنى القلق وَالِاضْطِرَاب، والْحَدِيث:" دع مَا يريبك إِلَى مَا لَا يريبك " فَإِن الصدْق طمأنينة وَالْكذب رِيبَة، وَمِنْه (ريب الدَّهْر) لنوائبه، فيوصف بِهِ الشَّك كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى:{وَإِنَّهُم لفي شكّ مِنْهُ مريب}
والمرية: التَّرَدُّد فِي المتقابلين، وَطلب الأمارة من (مرى الضَّرع) إِذا مَسحه للدر
الشاذ: هُوَ الَّذِي يكون وجوده قَلِيلا، لَكِن لَا يَجِيء على الْقيَاس
والضعيف: هُوَ الَّذِي يصل حكمه إِلَى الثُّبُوت
والشاذ المقبول: هُوَ الَّذِي يَجِيء على خلاف الْقيَاس وَيقبل عِنْد الفصاحة والبلغاء
والشاذ الْمَرْدُود: هُوَ الَّذِي يَجِيء على خلاف الْقيَاس وَلَا يقبل عِنْد الفصحاء والبلغاء
وَمَا كَانَ مطردا فِي الْقيَاس والاستعمال جَمِيعًا نَحْو: (قَامَ زيد) و (ضربت عمرا) و (مَرَرْت بِسَعِيد) ، ومطردا فِي الْقيَاس شاذا فِي الِاسْتِعْمَال كالماضي من (يذر) و (يدع)، وَبِالْعَكْسِ كَقَوْلِهِم:(استنوق الْجمل) ، وشاذا فِي الْقيَاس والاستعمال جَمِيعًا ك (مسك مدووف) و (فرس مقوود)
وَدخُول (ال) فِي الْمُضَارع شَاذ فِي الْقيَاس
وَاسْتِعْمَال مفعول (عَسى) اسْما صَرِيحًا قوي فِي الْقيَاس وَضَعِيف فِي الِاسْتِعْمَال
وَالْمرَاد بالشاذ فِي استعمالهم مَا يكون بِخِلَاف الْقيَاس من غير نظر إِلَى قلَّة وجوده وكثرته كالقعود
والنادر: مَا قل وجوده وَإِن لم يكن بِخِلَاف الْقيَاس ك (خزعال)
والضعيف: مَا يكون فِي ثُبُوته كَلَام ك (قرطاس) بِالضَّمِّ
والمطرد: لَا يتَخَلَّف
وَالْغَالِب: أَكثر الْأَشْيَاء وَلكنه يتَخَلَّف
وَالْكثير: دونه
والقليل: دون الكيثر
والنادر: أقل من الْقَلِيل
الشَّرْط: الْعَلامَة، وَمِنْه (أَشْرَاط السَّاعَة)
[والشروط للصكوك لِأَنَّهَا عَلَامَات دَالَّة على التَّوَثُّق، وَسمي مَا علق بِهِ الْجَزَاء شرطا لِأَنَّهُ عَلامَة لنزوله]
فِي " الْقَامُوس ": إِلْزَام الشَّيْء والتزامه فِي البيع وَنَحْوه كالشريطة، وَفِي " مِعْرَاج الدِّرَايَة ": الشُّرُوط: جمع شَرط، بِسُكُون الرَّاء، والأشراط: جمع شَرط، بِفَتْح الرَّاء، وهما: الْعَلامَة، والمستعمل على لِسَان الْفُقَهَاء الشُّرُوط لَا الأشراط
وَقَالَ بَعضهم: وَالَّذِي بِمَعْنى الْعَلامَة الشَّرْط، بِالْفَتْح دون الشَّرْط، بِالسُّكُونِ
(والشرائط: جمع شريطة والشريطة وَالشّرط وَاحِد وَالتَّاء للنَّقْل)
والشرطة: بِالضَّمِّ مَا اشترطته يُقَال: خُذ شرطتك
وَالشّرط على مَا اصطلحه المتكلمون: مَا يتَوَقَّف عَلَيْهِ الشَّيْء فَلَا يكون دَاخِلا فِيهِ وَلَا مؤثرا قَالَ الْغَزالِيّ: هُوَ مَا لَا يُوجد الشَّيْء بِدُونِهِ، وَلَا يلْزم أَن يُوجد عِنْده وَقَالَ الرَّازِيّ: هُوَ مَا يتَوَقَّف تَأْثِير الْمُؤثر عَلَيْهِ لَا وجوده
وَالْمُخْتَار أَنه مَا يسْتَلْزم نَفْيه نفي أَمر لَا على وجهة السَّبَبِيَّة كَمَا فِي " الْكرْمَانِي " وَقَالَ بَعضهم: الشَّرْط على مُعينين: أَحدهمَا: مَا يتَوَقَّف عَلَيْهِ وجود الشَّيْء فَيمْتَنع بِدُونِهِ
وَالثَّانِي: مَا يَتَرَتَّب وجوده عَلَيْهِ فَيحصل عَقِيبه وَلَا يمْتَنع وجوده بِدُونِهِ، وَهُوَ الَّذِي يدْخل عَلَيْهِ حرف الشَّرْط
قَالَ بعض الْمُحَقِّقين: مَا يُسَمِّيه النُّحَاة شرطا هُوَ فِي الْمَعْنى سَبَب لوُجُود الْجَزَاء، وَهُوَ الَّذِي تسميه الْفُقَهَاء عِلّة ومقتضيا وموجبا وَنَحْو ذَلِك، فَالشَّرْط اللَّفْظِيّ سَبَب معنوي (فتفطن لهَذَا فَإِنَّهُ مَوضِع غلط فِيهِ كثير)
وَالشّرط عندنَا مَا يَقْتَضِي وجوده وجود الْمَشْرُوط، وَلَا يَقْتَضِي عَدمه عَدمه، وَهَذَا مُقْتَضى الشَّرْط الجعلي النَّحْوِيّ
وَأما الْمَشْهُور وَهُوَ مَا يتَوَقَّف عَلَيْهِ وجود الْمَشْرُوط وَلَا يلْزم من وجوده وجوده فَهُوَ الشَّرْط الْحَقِيقِيّ، وَذَلِكَ يَقْتَضِي عَدمه عَدمه، وَلَا يَقْتَضِي وجوده وجوده
وَشرط وجود الشَّيْء لَا يجب أَن يكون بِجَمِيعِ أَجْزَائِهِ شرطا لبَقَاء ذَلِك الشَّيْء، وَلَيْسَ ثُبُوته ثُبُوت رُجُوع أحد المحكمين قبل الحكم من فروع هَذَا الأَصْل، لِأَن شَرط صِحَة التَّحْكِيم اتِّفَاق المحكمين فِي التَّقْلِيد، فَإِذا لم يكن هَذَا الشَّرْط بِجَمِيعِ أَجْزَائِهِ شرطا لبَقَائه يلْزم بَقَاء صِحَة التَّحْكِيم بِأحد شطري الشَّرْط، وَهُوَ بَقَاء رضى اُحْدُ المحكمين
فِي " الْعِنَايَة الأكملية "، كل وَاحِد من المحكمين أَن يرجع قبل أَن يحكم عَلَيْهِمَا لِأَنَّهُ مقلد من جهتهما لاتِّفَاقهمَا على ذَلِك، فَلَا يحكم إِلَّا برضاهما جَمِيعًا، لِأَن مَا كَانَ وجوده من شَيْئَيْنِ لَا بُد من وجودهما، وَأما عَدمه فَلَا يحْتَاج إِلَى عدمهما، بل بِعَدَمِ أَحدهمَا " انْتهى
وَقد تقرر فِي مَحَله أَنه إِذا وجد للشَّيْء جَمِيع مَا يتَوَقَّف عَلَيْهِ من الْأُمُور الخارجية فَحِينَئِذٍ يجب أَن يُوجد جَمِيع أَجزَاء الشَّيْء، وَكَذَا إِذا وجد بعض مَا يجب بِهِ بَاقِي الْأُمُور الخارجية فَلَا يكون مَعْدُوما لعدم بعض أَجْزَائِهِ
وَالشّرط عِنْد المناطقة جُزْء الْكَلَام، فَإِن الْكَلَام عِنْدهم مَجْمُوع الشَّرْط وَالْجَزَاء
وَعند أهل الْعَرَبيَّة الْجَزَاء كَلَام تَامّ، وَالشّرط قيد لَهُ
وَأَبُو حنيفَة أَخذ كَلَام الْقَوْم، وَالشَّافِعِيّ أَخذ كَلَام أهل الْعَرَبيَّة، فالمعلق بِالشّرطِ عندنَا هُوَ الْإِيقَاع، فَلَا يتَصَوَّر قبل وجود الشَّرْط الْمُعَلق بِهِ، فَلَا ينْعَقد اللَّفْظ عِلّة؛ وَعند الشَّافِعِي: الْمُعَلق هُوَ الْوُقُوع، فَلَا مَانع من انْعِقَاد اللَّفْظ عِلّة، وَالْحق لنا، فَإِن من حلف أَن لَا يعْتق يَحْنَث التَّعْلِيق قبل وجود الشَّرْط اتِّفَاقًا وَإِجْمَاع أهل الْعَرَبيَّة وَغَيرهم على أَن الْجَزَاء وَحده لَا يُفِيد الحكم، وَإِنَّمَا الحكم بَين مَجْمُوع الشَّرْط وَالْجَزَاء
[وَالْفرق بَين الشَّرْط وَالْعلَّة أَن الْعلَّة لَا بُد وَأَن تكون مطردَة ومنعكسة بِخِلَاف الشَّرْط، وَالْعلَّة لَا بُد وَأَن تكون ثبوتية بِخِلَاف الشَّرْط فَإِنَّهُ قد يكون وجوديا كالحياة مَعَ الْعلم لِلْعِلَّةِ؛ وَالْعلَّة لَا تكون إِلَّا وَاحِدَة، بِخِلَاف الشَّرْط، فَإِنَّهُ لَا مَانع من تعدده وَالْعلَّة الْوَاحِدَة لَا تكون عِلّة لحكمين، وَالشّرط الْوَاحِد قد يكون شرطا لأمور كالحياة، وَالْعلَّة لَا بُد وَأَن تكون صفة قَائِمَة بِمحل الحكم بِخِلَاف الشَّرْط، فَإِنَّهُ قد لَا يكون صفة، وَذَلِكَ كمحل الصّفة بِالنِّسْبَةِ إِلَى الصّفة، فَإِنَّهُ شَرط لَهَا وَلَيْسَ صفة لمحلها، وَالْعلَّة مُوجبَة للمعلول أَو مُؤثرَة فِيهِ كَالْعلمِ مَعَ العالمية بِخِلَاف الشَّرْط مَعَ
الْمَشْرُوط كالحياة مَعَ الْعلم، وَالْعلَّة مُلَازمَة للْحكم ابْتِدَاء ودواما بِخِلَاف الشَّرْط فَإِنَّهُ يتَوَقَّف عَلَيْهِ ابْتِدَاء لَا دواما وَالْعلَّة مصححة للمعلول بالِاتِّفَاقِ، وَأما الشَّرْط فقد اخْتلف فِي كَونه مصححا للمشروط وَعلة فِي تصححيه إِلَى غير ذَلِك]
وَالشّرط الْعقلِيّ: كالحياة للْعلم
والشرعي: كَالْوضُوءِ للصَّلَاة
والعادي: كالنطفة فِي الرَّحِم للولادة واللغوي: هُوَ الَّذِي دخل فِيهِ حرف الشَّرْط كالتعليقات
والنحوي: مَا دخله شَيْء من الأدوات الْمَخْصُوصَة الدَّالَّة على سَبَبِيَّة الأول للثَّانِي
والعرفي: مَا يتَوَقَّف عَلَيْهِ وجود الشَّيْء، سَوَاء كَانَ دَاخِلا أَو خَارِجا
وَمعنى الشَّرْط فِي مُتَعَارَف اللُّغَة هُوَ الحكم بالاتصال بَين الشَّرْط وَالْجَزَاء، فَإِن طابق الْوَاقِع فالشرطية صَادِقَة، وَإِلَّا فكاذبة، وَالِاعْتِبَار فِي صدقهَا وكذوبها بِوُقُوع شَيْء من مضموني طرفها كَمَا حقق فِي مَوْضِعه
وَمن الشُّرُوط مَا يعرف اشْتِرَاطه بِالْعرْفِ، وَمِنْهَا مَا يعرف اشْتِرَاطه باللغة، كَمَا يعرف أَن شَرط الْمَفْعُول وجود فَاعله وَإِن لم يكن شَرط الْفَاعِل وجود مَفْعُوله، فَيلْزم من وجود الْمَفْعُول وجود الْفَاعِل لَا الْعَكْس (بل يلْزم من وجود اسْم مَنْصُوب أَو مخفوض وجود مَرْفُوع، وَلَا يلْزم من وجود الْمَرْفُوع لَا مَنْصُوب وَلَا مخفوض، إِذْ الِاسْم الْمَرْفُوع مظْهرا أَو مضمرا لَا بُد مِنْهُ فِي كل الْكَلَام عَرَبِيّ، سَوَاء كَانَت الْجُمْلَة اسمية أَو فعلية) ، وَالشّرط لَيْسَ كَسَائِر الْقُيُود، لِأَن الشَّرْط الصَّرِيح يعير حَال الْمُقَيد بِهِ فِي صدقه وَكذبه، وَكَذَا مَا فِي معنى الشَّرْط، بِخِلَاف الظّرْف وَالْحَال الباقيين على مَعْنَاهُمَا الْمُتَبَادر، وَمَا يُطلق عَلَيْهِ اسْم الشَّرْط خَمْسَة بالاستقراء
شَرط مَحْض: وَهُوَ الَّذِي يتَوَقَّف انْعِقَاد الْعلَّة للعلية على وجوده، كَمَا فِي (إِن دخلت الدَّار فَأَنت حر)
وَشرط فِي حكم الْعِلَل فِي إِضَافَة الحكم إِلَيْهِ: كشق الزق الَّذِي فِيهِ مَائِع
وَشرط لَهُ حكم الْأَسْبَاب: وَهُوَ الَّذِي تخَلّل بَينه وَبَين الْمَشْرُوط فعل فَاعل مُخْتَار لَا يكون ذَلِك الْفِعْل مَنْسُوبا إِلَى ذَلِك الشَّرْط، وَيكون سَابِقًا على ذَلِك الْفِعْل الِاخْتِيَارِيّ، كَمَا إِذا حل قيد عبد حَتَّى أبق
وَشرط اسْما لَا حكما: وَهُوَ مَا يقْتَصر الحكم إِلَى وجوده وَلَا يُوجد عِنْد وجوده، كأول الشَّرْطَيْنِ فِي (إِن فعلت هَذَا وَهَذَا فَكَذَا)
وَشرط كالعلامة الْخَالِصَة: كالإحصان فِي الزِّنَا
ولصحة الْأَدَاء والانعقاد شُرُوط:
شَرط شَرط وجوده فِي ابْتِدَاء الصَّلَاة من غير اعْتِبَار بَقَائِهِ، وَهِي النِّيَّة والتحريمة
وَشرط شَرط بَقَاؤُهُ ودوامه كالطاهرة وَستر الْعَوْرَة
وَشرط شَرط وجوده فِي خلالها كالقراءة
وَالشّرط أبدا يقصر عَن الْعِلَل والأسباب، لِأَنَّهَا مصححة وَلَيْسَت مُوجبَة، وَلِهَذَا اكْتفى فِي الْإِحْصَان بِاثْنَيْنِ، وَيطْلب فِي الزِّنَا بأَرْبعَة، لكَون
الزِّنَا سَببا وَعلة [وَقيل: يحْتَمل أَن يكون ذَلِك بِجِنَايَة الطَّرفَيْنِ]
وَالشّرط لَا يدْخل فِي حَقِيقَة الشَّيْء مثل الْوضُوء للصَّلَاة، بِخِلَاف الرُّكْن فَإِنَّهُ دَاخل فِيهِ مثل الْفَاتِحَة فِي الصَّلَاة
وَالشّرط إِذا دخل على شَرط لَيْسَ بَينهمَا جَزَاء وَلَيْسَ فِي الأول مَا يصلح للجزائية يُمكن جعل كل شَرط فِي مَكَانَهُ بِتَقْدِير جَزَاء للْأولِ، وَإِن كَانَ بعد الثَّانِي جَزَاء يُمكن جعل الثَّانِي مَعَ جَزَائِهِ جَزَاء للشّرط الأول، فَحِينَئِذٍ لَا بُد من الْفَاء فِي أَدَاة الشَّرْط الثَّانِي تَقول: " إِن دخلت فَإِن سلمت فلك كَذَا)
وَإِن كَانَ أَكثر من شرطين فَلَا يكون حِينَئِذٍ فِي أَدَاة الشَّرْط الثَّانِي فَاء، فَالشَّرْط الْأَخير مَعَ الْجَزَاء جَوَاب الْمُتَوَسّط، وَهُوَ مَعَ جَوَابه جَوَاب الْمُقدم، وَفِي صُورَة الشَّرْطَيْنِ بِلَا جَزَاء يُمكن أَيْضا تَقْدِير حرف عاطف ليَكُون الثَّانِي مَعْطُوفًا على الأول، وَيُمكن القَوْل فِي صُورَة تَأْخِير الْجَزَاء عَن الشَّرْطَيْنِ بِتَأْخِير الشَّرْط الثَّانِي عَن الْجَزَاء حَتَّى يكون الْمَذْكُور جَزَاء للْأولِ وَجَزَاء الثَّانِي محذوفا، وَيُمكن تَأْخِير الشَّرْط الأول عَن الثَّانِي لِأَن الأول يسْتَحق الْجَواب فاعترضه الثَّانِي فعوقه عَن الْجَواب فاستحقه لسبقه إِلَيْهِ فَوَجَبَ تَأْخِير الْمُقدم وَتَقْدِيم الْمُؤخر، فَلَا تطلق فِي (إِن أكلت إِن شربت فَأَنت طَالِق) حَتَّى يقدم الْمُؤخر وَيُؤَخر الْمُقدم، إِلَّا إِذا نوى إبْقَاء التَّرْتِيب، فَتَصِح نِيَّته
وَعَن أبي يُوسُف: إِن ذَلِك إِذا لم يكن التَّرْتِيب نَحْو (إِن كلمت إِن دخلت فَعَبْدي حر) و (إِن شربت إِن أكلت فَأَنت طَالِق) لِأَن الْكَلَام فِي الْعرف بعد الدُّخُول، وَالشرب بعد الْأكل
وَأما فِي صُورَة (إِن أكلت إِن شربت فَأَنت طَالِق) لَيْسَ فِيهَا مَا يصلح للجواب إِلَّا شَيْء وَاحِد، فَإِن جعل جَوَابا لَهما مَعًا يلْزم اجْتِمَاع عاملين على مَعْمُول وَاحِد وَهُوَ بَاطِل، وَإِن جعل جَوَابا مُبْهما يلْزم إتْيَان مَا لَا دخل لَهُ فِي الْكَلَام وَترك مَا لَهُ فِيهِ دخل، وَهُوَ عيب، وَإِن جعل جَوَابا للثَّانِي دون الأول يلْزم حِينَئِذٍ أَن يكون الثَّانِي وَجَوَابه جَوَابا للْأولِ، فَيجب الْإِتْيَان بِالْفَاءِ والرابطة مثل:(إِن شربت فَإِن أكلت) فَتعين أَن يكون جَوَابا للْأولِ دون الثَّانِي، وَيكون الأول وَجَوَابه دَلِيل جَوَاب الثَّانِي، فَالْأَصْل (إِن أكلت فَإِن شربت فَأَنت طَالِق) فَلَا تطلق حِينَئِذٍ حَتَّى تَأْكُل ثمَّ تشرب
وَلَيْسَ من هَذَا النَّوْع قَوْله تَعَالَى: {وَلَا ينفعكم نصحي إِن أردْت أَن أنصح لكم إِن كَانَ الله يُرِيد أَن يغويكم} إِذْ لم يذكر فِيهَا جَوَاب، وَإِنَّمَا تقدم على الشَّرْطَيْنِ مَا هُوَ جَوَاب فِي الْمَعْنى الأول، فَيَنْبَغِي أَن يقدر إِلَى جَانِبه وَيكون الأَصْل:(إِن كَانَ الله يُرِيد أَن يغويكم لَا نفعكم نصحي إِن أردْت أَن أنصح لكم) لِأَن إِرَادَة الإغواء من الله مقدم على إِرَادَة نصحه، وَلِأَن النصح إِنَّمَا لَا ينفع بعد إِرَادَة الإغواء، وَهَذَا يُسمى فِي علم البلاغة الْقلب، وَهُوَ نوع مِنْهَا هَكَذَا عِنْد فقهائنا الْحَنَفِيَّة، وَأما عِنْد محققي طَائِفَة الشَّافِعِيَّة فَالْحكم فِيمَا إِذا قَالَ:(إِن شربت إِن أكلت فَأَنت طَالِق) أَنَّهَا لَا تطلق حَتَّى تَأْكُل ثمَّ تشرب، وَجعلُوا مِنْهُ قَوْله تَعَالَى:{وَلَا ينفعكم نصحي} الْآيَة،
وَقد عرفت أَن الْآيَة لَيست من توالي شرطين
وَعِنْدَهُمَا جَوَاب، بل من تواليهما وقبلهما جَوَاب
وَالشّرط الْوَاقِع حَالا لَا يحْتَاج إِلَى الْجَزَاء كَقَوْلِه:
(فَإنَّك كالليل الَّذِي هُوَ مدركي
…
وَإِن خلت أَن المنتأى عَنْك وَاسع)
وَقد يكون بعض الشُّرُوط مجَازًا مثل قَوْله تَعَالَى: {فَذكر إِن نَفَعت الذكرى} ل أَن الْأَمر بالتذكير وَاقع فِي كل وَقت، والتذكير وَاجِب نفع أَو لم ينفع، فَالشَّرْط هَهُنَا كالمجاز غير المحتوم
الشَّرْط: هُوَ بِالْكَسْرِ والسكون
و [الشَّرِيك] ك (أَمِير) : المشارك
وَشركَة فِي البيع وَالْمِيرَاث ك (علمه) شركَة بِالْكَسْرِ
واشرك بِاللَّه: كفر فَهُوَ مُشْرك ومشركي، وَالِاسْم (الشّرك) فيهمَا
{وَلَا يُشْرك بعباده ربه أحدا} : مَحْمُول على الْمُشْركين كَقَوْلِه: {وأقتلوا الْمُشْركين} .
وَأكْثر الْفُقَهَاء يحملون على الْكَافرين جَمِيعًا كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَقَالَت الْيَهُود عُزَيْر ابْن الله وَقَالَت النَّصَارَى الْمَسِيح ابْن الله} قيل: هم من عدا أهل الْكتاب لقَوْله تَعَالَى: {إِن الَّذين آمنُوا وَالَّذين هادوا والصائبين وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوس وَالَّذين اشركوا} فأفرد الْمُشْركين عَن الْيَهُود وَالنَّصَارَى
والشرك أَنْوَاع
شرك الِاسْتِقْلَال: وَهُوَ إِثْبَات إِلَهَيْنِ مستقلين كشرك الْمَجُوس
وشرك التَّبْعِيض: وَهُوَ تركيب الْإِلَه من آلِهَة كشرك النَّصَارَى
وشرك التَّقْرِيب: وَهُوَ عبَادَة غير الله ليقرب إِلَى الله زلفى، كشرك مُتَقَدِّمي الْجَاهِلِيَّة
وشرك التَّقْلِيد: وَهُوَ عبَادَة غير الله تبعا للْغَيْر، كشرك متأخري الْجَاهِلِيَّة
وشرك الْأَسْبَاب: وَهُوَ إِسْنَاد التَّأْثِير للأسباب العادية، كشرك الفلاسفة والطبائعيين وَمن تَبِعَهُمْ على ذَلِك
وشرك الْأَغْرَاض: وَهُوَ الْعَمَل لغير الله
فَحكم الْأَرْبَعَة الأولى الْكفْر بِإِجْمَاع، وَحكم السَّادِس الْمعْصِيَة من غير كفر بِإِجْمَاع، وَحكم الْخَامِس التَّفْصِيل، فَمن قَالَ فِي الْأَسْبَاب العادية إِنَّهَا تُؤثر بطبعها فقد حُكيَ الْإِجْمَاع على كفره، وَمن قَالَ إِنَّهَا تُؤثر بِقُوَّة أودعها الله فِيهَا فَهُوَ فَاسق، وَالْقَوْل بِأَن لَا تَأْثِير لشَيْء فِي شَيْء أصلا وَمَا يرى من تَرْتِيب الْآثَار على الْأَشْيَاء إِنَّمَا هُوَ بطرِيق إِجْرَاء الْعَادة بِأَن يخلق الله الْأَثر عقيب مَا يظنّ بِهِ سَببا مَبْنِيّ على أصل الْأَشْعَرِيّ (قَالَ التَّفْتَازَانِيّ فِي " التَّلْوِيح ": فعل العَبْد عِنْد الأشاعرة اضطراري لَا اخْتِيَار لَهُ فِيهِ، وَالْعقل لَا يحكم بِاسْتِحْقَاق الثَّوَاب على مَا لَا اخْتِيَار للْفَاعِل فِيهِ) ، وَلَا
يخفى أَنه يتَضَمَّن كثيرا من الفسادات مثل الْجَبْر وَالظُّلم وخلو بعثة الْأَنْبِيَاء من الْفَائِدَة وَقد ورد فِي الْكتب الْمنزلَة وأخبار الْأَنْبِيَاء ذكر الْأَسْبَاب وتفويض مصَالح الْعباد إِلَى مدبرات الْأَمر، وَفِي خلق السَّبَب زِيَادَة قدرَة وَحِكْمَة خلق نَفسه وَخلق قُوَّة تَأْثِيره ونظام الْولَايَة حِينَئِذٍ بترتيب الْأَشْيَاء، وَيتَعَلَّق بَعْضهَا بِبَعْض وإفاضة الْجُود، وَهِي إِعْطَاء الْخَواص للقوى، والْآثَار للاشياء وتقرر أَيْضا أَن مَا سوى الله مُحْتَاج إِلَيْهِ تَعَالَى فِي جَمِيع مَا لَهُ من القوى وَغَيرهَا فِي الْحُصُول والبقاء فَلَا يكون تَأْثِير قدرَة الله مُنْقَطِعًا فِي كل حَال عَن تَأْثِير المؤثرات، فصدور مَا صدر عَنْهَا أَيْضا يلْزم أَن يكون بقدرة الله فَيكون الْأَثر الصَّادِر عَنْهَا صادرا عَن قدرَة الله وإرادته صُدُور الْأَثر من سَبَب السَّبَب، والواسطة الَّتِي هِيَ بَين الْجَبْر وَالْقدر على مَا يَقُوله أهل السّنة يسميها أَبُو حنيفَة بِالِاخْتِيَارِ، وَأَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ بِالْكَسْبِ
وَفِي بعض الْمُعْتَبرَات قَالَ بعض أَتبَاع الاشعري: الْمُؤثر فِي فعل العَبْد قدرتان، وَمذهب الْمُعْتَزلَة فِيهِ، قدرَة العَبْد فَقَط بِلَا إِيجَاب بل بِاخْتِيَار، وَمذهب الْحُكَمَاء: بِإِيجَاب وَامْتِنَاع تخلف، وَالْمرَاد بِأَفْعَال الْعباد الْمُخْتَلف فِي كَونهَا بِخلق العَبْد أَو بِخلق الرب هُوَ مَا يَقع بكسب العَبْد ويستند إِلَيْهِ مثل الصَّلَاة وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يُسمى بالحاصل بِالْمَصْدَرِ لَا الْمصدر
والمشرك يُطلق على الْمرَائِي كَمَا وَقع فِي الحَدِيث، وَصرح بِهِ فِي " الْمغرب "
الشُّكْر، بِالضَّمِّ: عرفان الْإِحْسَان، وَمن الله: المجازاة وَالثنَاء الْجَمِيل
وأصل الشُّكْر تصور النِّعْمَة وإظهارها
وَحَقِيقَته الْعَجز عَن الشُّكْر
[وَأحسن الثَّنَاء الْعَجز عَن إحصاء الثَّنَاء قَالَ عليه الصلاة والسلام: " لَا أحصي ثَنَاء عَلَيْك أَنْت كَمَا أثنيت على نَفسك " أَي: لَا أحيط بمحامدك وصفات ألوهيتك وَإِنَّمَا أَنْت الْمُحِيط بهَا وَحدك، لَا أَنه عليه الصلاة والسلام إِرَادَته أَنه عرف مِنْهُ مَا لَا يطاوعه لِسَانه فِي الْعبارَة]
وشكر الله وَبِاللَّهِ وَللَّه ونعمة الله وَبهَا شكرا وشكرانا
والشكور: الْكثير الشُّكْر
وَالشُّكْر اللّغَوِيّ كالحمد اللّغَوِيّ فِي أَنَّهُمَا وصف بِاللِّسَانِ بِإِزَاءِ النِّعْمَة، إِلَّا أَن الْحَمد يكون بِاللِّسَانِ بِإِزَاءِ الشجَاعَة، بِخِلَاف الشُّكْر
وَالنعْمَة مُقَيّدَة فِي الشُّكْر بوصولها إِلَى الشاكر، بِخِلَافِهَا فِي الْحَمد
(وَيخْتَص الشُّكْر بِاللَّه تَعَالَى، بِخِلَاف الْحَمد) قَالَ بَعضهم: مَا يرجع إِلَى الجناب الْمُقَدّس الإلهي من ثَنَاء الثقلَيْن إِمَّا أَن يكون بِالنّظرِ إِلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ، أَو بِالنّظرِ إِلَى مَا هُوَ مِنْهُ، وَالثَّانِي يُسمى شكرا
وَالْأول إِن كَانَ ثبوتيا يُسمى حمدا، وَإِن كَانَ سلبيا يُسمى تسبيحا
وَالشُّكْر مُطلقًا: الثَّنَاء على المحسن بِذكر إحسانه، فَالْعَبْد يشْكر الله أَي يثنى عَلَيْهِ بِذكر أحسانه الَّذِي هُوَ النِّعْمَة
وَالله تَعَالَى يشْكر العَبْد أَي يثني عَلَيْهِ بِقبُول إحسانه الَّذِي هُوَ الطَّاعَة
وَهَذَا الْمَفْهُوم يَنْقَسِم إِلَى الشُّكْر اللّغَوِيّ، وَهُوَ الْوَصْف بالجميل على جِهَة التَّعْظِيم والتبجيل بِاللِّسَانِ والجنان والأركان، وَإِلَى الشُّكْر الْعرفِيّ: وَهُوَ صرف العَبْد جَمِيع مَا أنعم الله بِهِ عَلَيْهِ من السّمع وَالْبَصَر وَالْكَلَام وَغَيرهَا إِلَى مَا خلق لَهُ وَأَعْطَاهُ لأَجله، كصرف النّظر إِلَى مصنوعاته والسمع إِلَى تلقي إنذاراته، والذهن إِلَى فهم مَعَانِيهَا، وعَلى هَذَا الْقيَاس وَقَلِيل مَا هم، وَهَذَا الشُّكْر هُوَ المُرَاد بِعَدَمِ وجوب شكر الْمُنعم عقلا إِذْ لَو وَجب عقلا لوَجَبَ قبل الْبعْثَة، وَلَو وَجب قبلهَا لعذب تَاركه وَلَا تَعْذِيب قبل الشَّرْع، لقَوْله تَعَالَى:{وَمَا كُنَّا معذبين حَتَّى نبعث رَسُولا} هَذَا عِنْد الأشاعرة الْقَائِلين بِعَدَمِ وجوب الْإِيمَان قبل الْبعْثَة، إِذْ لَا يعرف حكم من أَحْكَام الله تَعَالَى إِلَّا بعد بَعثه نَبِي، فَمن مَاتَ وَلم تبلغه دَعْوَة رَسُول فَهُوَ لَيْسَ من أهل النَّار عِنْدهم، وَأما أَبُو مَنْصُور الماتريدي وَأَتْبَاعه وَعَامة مَشَايِخ سَمَرْقَنْد فَإِنَّهُم قَائِلُونَ بِأَن بعض الْأَحْكَام قد يعرف قبل الْبعْثَة بِخلق الله تَعَالَى الْعلم بِهِ، إِمَّا بِلَا سَبَب كوجوب تَصْدِيق النَّبِي وَحُرْمَة الْكَذِب الضار، وَإِمَّا مَعَ سَبَب بِالنّظرِ وترتيب الْمُقدمَات وَقد لَا يعرف إِلَّا بِالْكتاب كأكثر الْأَحْكَام، فَيجب الْإِيمَان بِاللَّه تَعَالَى قبل الْبعْثَة عقلا حَتَّى قَالَ أَبُو حنيفَة: لَو لم يبْعَث الله رَسُولا لوَجَبَ على الْخلق مَعْرفَته بعقولهم لما يرى فِي الْآفَاق والأنفس، وَلَا مَانع من إِرَادَة التعذيب الدنيوي بطرِيق الِاسْتِقْبَال، وَلَو سلم أَن المُرَاد التعذيب الأخروي فنفيه لَا يُنَافِي اسْتِحْقَاقه الْمُعْتَبر فِي مَفْهُوم الْوَاجِب، فَإِن مَفْهُومه مَا يسْتَحق تَاركه التعذيب، لَا مَا يعذب تَاركه، لجَوَاز الْعَفو
هَذَا وتوفية شكر الله صَعب، وَلذَلِك لم يثن الله بالشكر من أوليائه إِلَّا على إِبْرَاهِيم {شاكرا لأنعمه} وعَلى نوح:{إِنَّه كَانَ عبدا شكُورًا}
قَالَ الوَاسِطِيّ: الشُّكْر شرك بِمَعْنى أَن من اعْتقد أَن حَمده وشكره يُسَاوِي نعم الله فقد أشرك، وَلِهَذَا يؤثرون فِي الْحَمد مَا يدل على الْعُمُوم دون التجدد والحدوث، وَإِنَّمَا جعل الْحَمد رَأس الشُّكْر لِأَن ذكر النِّعْمَة بِاللِّسَانِ وَالثنَاء على موليها أشيع من الِاعْتِقَاد، وآداب الْجَوَارِح لما فِي عمل الْقلب والجوارح من الخفاء وَالِاحْتِمَال، والنطق يفصح عَن كل خَفِي وَعَن كل مشبته، وَفِيه أَن دلَالَة الْأَفْعَال على مدلولاتها قَطْعِيَّة لَا يتَصَوَّر فِيهَا تخلف، بِخِلَاف الْأَقْوَال، فَإِن دلالتها وضعية، وَقد يتَخَلَّف عَنْهَا مدلولها
وشكر الْمُنعم عَلَيْهِ الْمُنعم على إحسانه خير لَهُ لِأَنَّهُ تمسك بقوله عليه الصلاة والسلام: " من أدّيت إِلَيْهِ نعْمَة فليشكرها " وَشر للمنعم، لِأَنَّهُ يصل إِلَيْهِ بعض الْجَزَاء فِي الدُّنْيَا، وَرُبمَا يُؤَدِّي إِلَى خلل فِي إخلاصه وغرور نَفسه فينتقص بِقَدرِهِ من ثَوَاب الْآخِرَة، وكفره خير للمنعم لانه يبقي ثَوَاب الْعَمَل كُله لَهُ فِي الْآخِرَة، وَشر لَهُ لِأَن كفران النِّعْمَة مَذْمُوم، قَالَ عليه الصلاة والسلام:" من لم يشْكر النَّاس لم يشْكر الله "
الشَّفَاعَة: هِيَ سُؤال فعل الْخَيْر وَترك الضّر عَن الْغَيْر لأجل الْغَيْر على سَبِيل الضراعة، وَلَا تسْتَعْمل لُغَة إِلَّا بِضَم النَّاجِي إِلَى نَفسه من هُوَ خَائِف من سطوة الْغَيْر
و {من يشفع شَفَاعَة حَسَنَة} أَي: من يزدْ عملا إِلَى عمل
{وَلَا تنفعها شَفَاعَة} : أَي: مَا لَهَا شَافِع فتنفعها شَفَاعَته
وَمعنى (شافعا) و (مشفعا) : يطْلب الشَّفَاعَة لصَاحبه، وَيُعْطِي لَهُ الشَّفَاعَة
[وَالْخلاف بَيْننَا وَبَين الْمُعْتَزلَة فِي الشَّفَاعَة فِي موضِعين: أَحدهمَا فِي معنى الشَّفَاعَة، وَالثَّانِي: فِي أَن الْمَشْفُوع لَهُ من هُوَ، فَمَعْنَى الشَّفَاعَة عندنَا طلب الْعَفو من الَّذِي وَقع لجناية فِي حَقه، وَعِنْدهم: طلب زِيَادَة الدَّرَجَات للمشفوع لَهُ، وَأما الْمَشْفُوع لَهُ فَصَاحب الْكَبِيرَة عندنَا، وَعِنْدهم هُوَ مُؤمن لم يجر عَلَيْهِ كَبِيرَة، أَو جرت وَتَابَ عَنْهَا]
قيل فِي قَوْله تَعَالَى: {وَالشَّفْع وَالْوتر} هُوَ الْخلق، لقَوْله:{وَمن كل شَيْء خلقنَا زَوْجَيْنِ} أَو هُوَ الله تَعَالَى لقَوْله تَعَالَى {مَا يكون من نجوى ثَلَاثَة إِلَّا هُوَ رابعهم}
وَالشَّفِيع: صَاحب الشَّفَاعَة أَو صَاحب الشُّفْعَة
[وبالشفاعة يمحو الله أثر الْعِصْيَان ويكفره بِالْإِحْسَانِ، وَيسْتر بهَا مَا لَيْسَ ظُهُوره من العَبْد مَحْمُودًا مِمَّن شَاءَ أَن يشفع من نَبِي أَو ولي، أَو لَا بشفاعة بل برحمته إِلَّا الْكفْر فَإِن أَهله مخلدون فِي النَّار وَاسْتِحْقَاق حرمَان الشَّفَاعَة لبَعض العصاة لَا يسْتَلْزم الْوُقُوع لجَوَاز أَن يشفعه بِسَبَب كَمَال شفعته لأمته العصاة، وَلَو استحقوا الحرمان بِسَبَب
التَّقْصِير أَو المُرَاد حرمَان الشفيعة، أَو لرفع الدرجَة، أَو لعدم الدُّخُول، أَو فِي بعض مَوَاقِف الْحَشْر، على أَن الِاسْتِحْقَاق لَا يسْتَلْزم الْوُقُوع كَمَا ذكرنَا]
الشّركَة: هِيَ عبارَة عَن اخْتِلَاط النَّصِيبَيْنِ فَصَاعِدا بِحَيْثُ لَا يعرف أحد النَّصِيبَيْنِ من الآخر
وَشركَة العقد: هُوَ أَن يَقُول أَحدهمَا: شاركتك فِي كَذَا وَيقبل الآخر
وَشركَة المَال: هُوَ أَن يملك اثْنَان عينا إِرْثا أَو شِرَاء أَو اسْتِيلَاء أَو اتهابا أَو وَصِيَّة
وَشركَة الْعَنَان: نوع من شركَة العقد، وَهُوَ أَن يشْتَرك الرّجلَانِ فِي نوع بز أَو مَتَاع، أَو فِي عُمُوم التِّجَارَة، وَلم يذكر الْكفَالَة
وَشركَة الْمُفَاوضَة: نوع من شركَة العقد أَيْضا تَضَمَّنت وكَالَة وكفالة والتساوي تَصرفا، ومالا ودينا
الشّعْر: شعر بِهِ، ك (نصر) و (كرم) : علم اشعر
والشعور إِدْرَاك من غير إِثْبَات فَكَأَنَّهُ إِدْرَاك متزلزل
وَتارَة يعبر بِهِ عَن اللَّمْس وَمِنْه اسْتعْمل (المشاعر) وَلما كَانَ حس اللَّمْس أَعم من حس السّمع وَالْبَصَر قيل: (فلَان لَا يشْعر) أبلغ فِي الذَّم من (لَا يسمع وَلَا يبصر)
[وَالْقُوَّة الناطقة لَا تدخل تَحت المشاعر إِلَّا بِضَرْب من التَّكَلُّف]
وشعرت، بِفَتْح الْعين: بِمَعْنى علمت
و [شَعرت]، بضَمهَا: بِمَعْنى صرت شَاعِرًا
والشاعر المفلق: الصنديد وَمن دونه: شَاعِر، ثمَّ شويعر، ثمَّ شعرور، ثمَّ متشاعر وَشعر شَاعِر: أَي جيد
وَالشعر، بِالْكَسْرِ: غلب على منظوم القَوْل لشرفه بِالْوَزْنِ والقافية، وَإِن كَانَ كل علم شعرًا، وَفِي الحَدِيث:" إِن من الشّعْر لحكمة " وَقد صَحَّ أَن امْرأ الْقَيْس حَامِل لِوَاء الشُّعَرَاء الحَدِيث
والشاعر فِي الْقُرْآن عبارَة عَن الْكَاذِب بالطبع، وَلكَون الشّعْر مقرّ الْكَذِب قيل: أحسن الشّعْر أكذبه، وَقَالَ بعض الْحُكَمَاء: لم ير متدين صَادِق اللهجة، مفلقا فِي شعره، وَإِنَّمَا رَمَوْهُ بالشعر حَتَّى قَالُوا: بل هُوَ شَاعِر، يعنون أَنه كَاذِب، لَا أَنه أَتَى بِشعر منظوم مقفى، إِذْ لَا يخفى على الأغبياء من الْعَجم فضلا عَن بلغاء الْعَرَب أَن الْقُرْآن لَيْسَ على أساليب الشّعْر
وَقَوله عليه الصلاة والسلام:
(أَنا النَّبِي لَا كذب
…
أَنا ابْن عبد الْمطلب)
وَقَوله:
(هَل أَنْت إِلَّا إِصْبَع دميت
…
وَفِي سَبِيل الله مَا لقِيت)
اتفاقي من غير تَكْلِيف وَقصد مِنْهُ إِلَى ذَلِك وَقد يَقع مثله كثيرا فِي تضاعيف المنشورات، على أَن
الْخَلِيل مَا عد المشطور من الرجز شعرًا كَذَا فِي " الْأَنْوَار "]
وَالشعر: بِالْفَتْح: للْإنْسَان وَغَيره
وَالصُّوف: للغنم
والمرعزاء: للمعز
والوبر: لِلْإِبِلِ وَالسِّبَاع
والعفاء: للحمير
والهلب: للخنزير
والزغب: للفرخ
والريش: للطائر
والزف: للنعام
وَشعر سبط: أَي مسترسل
وَشعر جعد: أَي منقبض
وَرجل شعراني: أَي طَوِيل شعر الرَّأْس وأشعر: أَي كثير شعر الْبدن. وتعليل حَيَاة الشّعْر عِنْد من جعله حَيا بحرمته بِالطَّلَاق، وبحله بِالنِّكَاحِ، كَالْيَدِ فِي حرمتهَا بِالطَّلَاق، وحلها بِالنِّكَاحِ
والعظم لَا تحله الْحَيَاة عِنْد الْحَنَفِيَّة، وَلَا دلَالَة فِي قَوْله تَعَالَى:{من يحيي الْعِظَام وَهِي رَمِيم} على أَن الْعظم ذُو حَيَاة فيؤثر فِيهِ الْمَوْت كَسَائِر الْأَجْزَاء، بل إحياؤه الرَّد إِلَى بدن حَيّ
والشعار: يُقَال لما ولي الْجَسَد من الثِّيَاب، وَهُوَ أَيْضا مَا تناوب بِهِ التَّقَدُّم فِي الْحَرْب قَالَ سَمُرَة ابْن جُنْدُب: شعار الْمُهَاجِرين عبد الله، وشعار الْأَنْصَار عبد الرَّحْمَن
الشَّرْح: هُوَ حَقِيقَة فِي الْأَعْيَان، واستعارة فِي الْمعَانِي
وَشرح الله صَدره: وَسعه بِالْبَيَانِ
وشرحت الْأَمر: بَينته وأوضحته
وَكَانَت قُرَيْش تشرح النِّسَاء شرحا، وَهُوَ وَطْء الْمَرْأَة مستلقية على قفاها، وَفِيه توسعة وَبسط، وَمِنْه تشريح اللَّحْم
الشّبَه: بِالْكَسْرِ والتحريك: وك (أَمِير) : الْمثل
وَشبهه إِيَّاه وَبِه تَشْبِيها: مثله وَلَا يسْتَعْمل الثلاثي من الشّبَه كالسفه محركة كَمَا لَا يسْتَعْمل الْمصدر من (أشبه) تَقول أشبه يشبه شبها
والشبهة، بِالضَّمِّ: الالتباس
وَشبه عَلَيْهِ الْأَمر: أَي لبس
والشكل: الشّبَه
والمثل: مَا يوافقك وَيصْلح لَك وَوَاحِد الْأُمُور
الْإِشْكَال: للأمور الْمُخْتَلفَة المشكلة، وَصُورَة الشَّيْء الْمَخْصُوصَة والمتوهمة
وأشكل الْأَمر: الْتبس
وأشكل الْكتاب: أعجمه، كَأَنَّهُ أَزَال عَنهُ الْإِشْكَال
وأشكل الدَّابَّة: شدّ قَوَائِمهَا بِحَبل
وَهَذَا أشكل بِهِ: أَي أشبه
(وَقَول الْفُقَهَاء: وَهُوَ الْأَشْبَه: مَعْنَاهُ الْأَشْبَه بالمنصوص رِوَايَة وَالرَّاجِح دراية، فَتكون الْفَتْوَى
عَلَيْهِ كَمَا فِي " الْبَزَّازِيَّة ")
[والشبهة: مَا يشبه بالثابت وَلَيْسَ بِثَابِت]
والشبهة فِي الْفِعْل: مَا ثَبت بِظَنّ غير الدَّلِيل كظن حل الْوَطْء لأمة أَبَوَيْهِ وزوجه
وَفِي الْمحل: مَا يحصل بِقِيَام دَلِيل ناف للْحُرْمَة ذاتا كَوَطْء أمة أَبِيه والمشتركة
وَفِي الْفَاعِل: أَن يظنّ الْمَوْطُوءَة زَوجته أَو جَارِيَته
وَفِي الطَّرِيق: كَالْوَطْءِ بِبيع أَو نِكَاح فَاسد
الشّرف، محركة: الْعُلُوّ وَالْمَكَان العالي
وَالْمجد: لَا يكون إِلَّا بِالْآبَاءِ أَو علو الْحسب
وشرفه، ك (نَصره) غَلبه شرفا أَو طاله فِي الْحسب
وَشرف، ك (كرم) فَهُوَ شرِيف الْيَوْم
وشارف: عَن قريب: أَي سيصير شريفا
وشارفه وَعَلِيهِ: اطلع من فَوق وَذَلِكَ الْموضع مشرف ك (مكرم)
الشّطْر: شطر عَنهُ: أبعد
و [شطر] إِلَيْهِ: أقبل
وَهُوَ فِي الأَصْل لما انْفَصل عَن الشَّيْء، ثمَّ اسْتعْمل لجانبه وَإِن لم ينْفَصل كالقطر
فِي " الْقَامُوس ": الشّطْر نصف الشَّيْء وجزؤه، وَمِنْه حَدِيث الْإِسْرَاء " فَوضع شطرها: أَي بَعْضهَا
الشَّأْن: الْحَال وَالْأَمر الَّذِي يتَّفق وَيصْلح، وَلَا يُقَال إِلَّا فِيمَا يعظم من الْأَحْوَال والأمور
والشأن أَيْضا: الطّلب وَالْقَصْد يُقَال: (شأنت شَأْنه) أَي قصدت قَصده
الشين: كالعيب لفظا وَمعنى
الشّجر: هُوَ مَا لَهُ سَاق، وَمَا لَا سَاق لَهُ فَهُوَ نجم وحشيش {والنجم وَالشَّجر يسجدان}
الشُّفْعَة، محركة: الْحمرَة فِي الْأُفق من الْغُرُوب إِلَى الْعشَاء الاخيرة أَو إِلَى قريبها أَو إِلَى قريب الْعَتَمَة
[وَيَقُولُونَ: عَلَيْهِ ثوب كَأَنَّهُ الشَّفق، كَمَا يُقَال على الْبيَاض الرَّقِيق، وَمِنْه شَفَقَة الْقلب لرقته كَذَا فِي " ابْن الْهمام "]
قَالَ ابْن سِيرِين: إِن الْحمرَة الَّتِي مَعَ الشَّفق لم تكن حَتَّى قتل الْحُسَيْن رضي الله عنه
الشّرْب، مثلث الْفَاء: إِيصَال مَا لَا يَتَأَتَّى فِيهِ المضغ إِلَى جَوْفه بِفِيهِ، وَهُوَ أَعم من الشّفة مُطلقًا لِأَن الشّفة مَخْصُوصَة بالحيوانات
وشفة الشَّيْء وشفاه: جَانِبه، لامه فِي الْمُؤَنَّث محذوفة، وَفِي الْمُذكر تَامَّة منقلبة عَن وَاو
{لَهَا شرب} : أَي نصيب من المَاء كالسقي
والقيت: للحظ من السَّقْي والقوت، وَالِاعْتِبَار فِي الشُّفْعَة إِلَى الرؤوس دون الْأَنْصِبَاء
الشم: [بِالْفَتْح] هُوَ عبارَة عَن قُوَّة مرتبَة فِي زائدتي مقدم الدِّمَاغ من شَأْنهَا إِدْرَاك مَا يتَأَدَّى إِلَيْهَا بتوسط الْهَوَاء من الروائح
[وبالضم: جمع أَشمّ وَهُوَ الأرفع]
الشدَّة، بِالْكَسْرِ: اسْم من الاشتداد
و [الشدَّة] بِالْفَتْح: الحملة فِي الْحَرْب
و {حَتَّى يبلغ أشده} وَيضم أَوله: أَي قوته، وَهُوَ مَا بَين ثَمَانِي عشرَة سنة إِلَى ثَلَاثِينَ وَهُوَ وَاحِد جَاءَ على بِنَاء الْجمع، أَو جمع لَا وَاحِد لَهُ من لَفظه، أَو واحده شدَّة بِالْكَسْرِ، مَعَ أَن (فعلة) لَا تجمع على (أفعل)
الشِّيعَة: شيعَة الرجل، بِالْكَسْرِ: أَتْبَاعه وأنصاره
والفرقة على حَده وَتَقَع على الْوَاحِد والاثنين وَالْجمع والمذكر والمؤنث
وَقد غلب هَذَا الِاسْم على كل من يتَوَلَّى عليا وَأهل بَيته حَتَّى صَار اسْما لَهُم خَاصَّة
الشَّيْطَان: هُوَ إِمَّا من (شاط) بِمَعْنى (هلك) أَو من (شطن) بِمَعْنى (بعد) ، وَهُوَ المحرق فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة والعصي الآبي الممتلئ شرا ومكرا، أَو المتمادي فِي الطغيان الممتد إِلَى الْعِصْيَان
وَله فِي الْقُرْآن صِفَات مذمومة وَأَسْمَاء مشؤومة، خلق من قُوَّة النَّار، وَلذَلِك اخْتصَّ بفرط الْقُوَّة الغضبية وَالْحمية الذميمة فَامْتنعَ من السُّجُود لآدَم عليه السلام، وإغواؤه إِنَّمَا يُؤثر فِي من كَانَ مختل الرَّأْي مائلا إِلَى الْفُجُور، كَمَا قَالَ تَعَالَى:{وَمَا كَانَ لي عَلَيْكُم من سُلْطَان إِلَّا أَن دعوتكم فاستجبتم} وَقَوله: {ثمَّ لآتينهم من بَين أَيْديهم} إِلَى آخِره، كالدلالة على بطلَان مَا يُقَال إِنَّه يدْخل فِي بدن ابْن آدم
وَحَدِيث: " الشَّيْطَان يجْرِي من ابْن آدم مجْرى الدَّم " تَمْثِيل وتصوير. وَله نسل وذرية، صَار لَهُ ذَلِك بَعْدَمَا مسخ لإنظاره إِلَى قيام السَّاعَة، وَدَلِيل كَون الشَّيَاطِين أجساما كائنة آيَة {خلقتني من نَار وخلقته من طين} .
الشمل: من الأضداد، وَهُوَ التَّفَرُّق والاجتماع
وَشَمل، من بَاب (علم) فِي اللُّغَة الْمَشْهُورَة
و [شَمل]، بِفَتْح الْمِيم: على اللُّغَة الفصيحة
وَحكي عَن ابْن الْأَعرَابِي: شَمل يَشْمَل، ك (نصر ينصر) ، وَيجوز الضَّم فِي لُغَة
والشمول: لتناول الْكُلِّي لجزئياته
والاشتمال: فِي تنَاول الْكل لأجزائه
وَمعنى التَّنَاوُل الشمولي أَن يتَعَلَّق الحكم بِكُل وَاحِد مجتمعا مَعَ غَيره، أَو مُنْفَردا عَنهُ مثل:(من دخل الْحصن فَلهُ دِرْهَم) فَلَو دخله وَاحِد اسْتحق درهما، وَلَو دخله جمَاعَة مَعًا أَو متعاقبين اسْتحق كل وَاحِد درهما
وَمعنى التَّنَاوُل البدلي هُوَ أَن يتَعَلَّق الحكم بِكُل وَاحِد بِشَرْط الِانْفِرَاد، وَعدم التَّعَلُّق بِوَاحِد آخر مثل:(من دخل بِهَذَا الْحصن أَولا فَلهُ دِرْهَم) فَكل وَاحِد دخل أَولا مُنْفَردا اسْتحق الدِّرْهَم، وَلَو دخله جمَاعَة مَعًا لم يستحقوا شَيْئا، وَلَو دخلُوا متعاقبين لم يسْتَحق إِلَّا الْوَاحِد السَّابِق
الشَّخْص: هُوَ الْجِسْم الَّذِي لَهُ مشخص وحجمية، وَقد يُرَاد بِهِ الذَّات الْمَخْصُوصَة والحقيقة الْمعينَة فِي نَفسهَا تعينا يمتاز عَن غَيره
والشخص أَمر عدمي عِنْد الْمُتَكَلِّمين
شحثيا: فِي " الْقَامُوس ": كلمة سريانية تنفتح بهَا الأغاليق من غير مَفَاتِيح، وَلَا يبعد أَن يكون معنى (ستشحثك خصفة) ستفتح مغاليقك بِلَا مِفْتَاح، وخصفة: اسْم امْرَأَة، أَي: ستنكحك
الشورى: مصدر كالفتيا، بِمَعْنى التشاور
[نوع]
{شنآن قوم} : شدَّة بغضبهم وعداوتهم
[ومسكنة: بغيض قوم، هَذَا مَذْهَب الْبَصرِيين وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ: هما مصدران]
{شيعًا} : أهواء مُخْتَلفَة
[عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم: هم أَصْحَاب الْبدع والاهواء]
{كل يعْمل على شاكلته} : أَي على سجيته الَّتِي قيدته
{شقيا} : عصيا
{شواظ} : هُوَ اللهب الَّذِي لَا دُخان لَهُ
{شانئك} : عَدوك
{شهَاب} : قبس، شعلة نَار مقبوسة
{شطره} : تلقاءه، بِلِسَان الْحَبَش
{شروه} : باعوه
{شقَاق} : ضلال
{شرذمة} : عِصَابَة
{أخرج شطأه} : فِرَاخه
{شوبا من حميم} : شرابًا من غساق أَو صديد مشوبا بِالْمَاءِ الْحَمِيم يقطع أمعاءهم
{شقَاق} : خلاف
{وشددنا ملكه} : قويناه بالهيبة والنصرة وَكَثْرَة الْجنُود.
{على شفا جرف هار} : على قَاعِدَة هِيَ أَضْعَف الْقَوَاعِد وأرخاها
{قد شغفها حبا} : شقّ شغَاف قَلبهَا، وَهُوَ حجابه حَتَّى وصل إِلَى فؤادها حبا
{شَعَائِر الله} : دين الله أَو فَرَائض الْحَج ومواضع نُسكه، أَو الْهَدَايَا
{لشديد} : لبخيل، أَو لغَوِيّ مبالغ فِيهِ
{شططا} : هُوَ الْبعد ومجاوزة الْحَد
{سبعا شدادا} : أقوياء محكمات لَا يُؤثر فِيهَا مُرُور الدهور
{قُلُوبهم شَتَّى} : مُتَفَرِّقَة
{هم فِي شقَاق} : أَي فِي شقَاق الْحق وَهُوَ الْمُنَافَاة والمخالفة
{بشق الْأَنْفس} : بكلفة ومشقة
{كل يَوْم هُوَ فِي شَأْن} : كل وَقت يحدث أشخاصا ويجدد أحوالا على مَا سبق قَضَاؤُهُ
[فَالْمُرَاد شؤون يبديها لَا شؤون يبتديها، أُشير إِلَى الأول بقوله:
{وَالَّذين كفرُوا إِلَى جَهَنَّم يحشرون} وَإِلَى الثَّانِي بقوله: {وَإِن جنهم لمحيطة بالكافرين}
{شِقْوَتنَا} : ملكتنا
{شامخات} : ثوابت طوَالًا
{نزاعة للشوى} : للأطراف، أَو جمع شواة، وَهِي جلدَة الرَّأْس
{سعيكم لشتى} : مساعيكم لأسباب مُخْتَلفَة
{فشرد بهم} : فَفرق عَن مناصبتك، وَنكل عَنْهَا بِقَتْلِهِم والنكاية فيهم
{الشقة} : الْمسَافَة الَّتِي تقطع بِمَشَقَّة [وَالسّفر الْبعيد]
{من كل شيعَة} : من كل أمة شاعت دينا
{من شَعَائِر الله} : من أَعْلَام دينه الَّتِي شرعها الله
{شَدِيد القوى} : شَدِيد قواه، وَهُوَ جِبْرِيل عليه السلام
[ {شكور} : مثيب عباده على أَعْمَالهم
{شاورهم فِي الْأَمر} : أَي استخرج آراءهم وَاعْلَم مَا عِنْدهم
{شجر بَينهم} : اخْتَلَط بَينهم
{الشَّوْكَة} : حِدة وَسلَاح
{شاقوا الله} : حَاربُوا الله وجانبوا دينه وطاعته
{والشجرة الملعونة فِي الْقُرْآن} : شَجَرَة الزقوم
{شاخصة أبصار الَّذين كفرُوا} : مُرْتَفعَة الأجفان لَا تكَاد تطرف من هول مَا هم فِيهِ
{شكله} : مثله وضربه