الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَغَيره أَو النِّسَاء الْوَلُود، أَو الْأَسْبَاب الَّتِي تذر الْخَلَائق من الْمَلَائِكَة وَغَيرهم
{وَلَا ذلة} : هوان
{وَضربت عَلَيْهِم الذلة} : هدر النَّفس وَالْمَال والأهل، أَو ذل التَّمَسُّك بِالْبَاطِلِ، والجزية
{ذُو الْعَرْش} : خالقه
{ذكرى} : تذكرة
{ذرأكم فِي الأَرْض} : خَلقكُم وبثكم فِيهَا بالتناسل
{على ذهَاب بِهِ} : على إِزَالَته
الذّرة: النملة الصَّغِيرَة
{من بعد الذّكر} : أَي التَّوْرَاة
{وَإنَّهُ لذكر} : شرف
{للَّذين ظلمُوا ذنوبا} : نَصِيبا من الْعَذَاب
{وضاق بهم ذرعا} : وضاق بشأنهم وتدبير أَمرهم
ذرعه: أَي طاقته
{وَذكر اسْم ربه} : وحد الله
{إِلَّا مَا ذكيتم} : ذبحتم وَبِه روح
[ {أَو يحدث لَهُم ذكرا} : عظة واعتبارا
{فَإِن ذللتم} : أَي ملتم عَن الدُّخُول فِي السّلم
{ذمَّة} : عهد
{بِذبح عَظِيم} : كَبْش سيدنَا إِبْرَاهِيم عليه الصلاة والسلام
{ذرأنا لِجَهَنَّم} : أَي خلقنَا لَهَا
{ذرعها سَبْعُونَ ذِرَاعا} : أَي طولهَا إِذا ذرعت
{سبل رَبك ذللا} منقادة بالتسخير
{ذَا الكفل} : قيل لم يكن نَبيا وَلَكِن كَانَ عبدا صَالحا تكفل بِعَمَل رجل صَالح عِنْد مَوته، وَيُقَال: تكفل لبني قومه أَن يقْضِي بَينهم بِالْحَقِّ فَفعل فَسُمي ذَا الكفل]
(فصل الرَّاء)
[الرجز] : كل مَا فِي الْقُرْآن من الرجز فَهُوَ الْعَذَاب وَأما {وَالرجز فاهجر} ، بِالضَّمِّ، فَالْمُرَاد الصَّنَم
[الريب] : كل مَا فِي الْقُرْآن من ريب فَهُوَ شكّ، إِلَّا {ريب الْمنون} فَإِن المُرَاد حوادث الدَّهْر
[الرَّجْم] : كل مَا فِي الْقُرْآن من الرَّجْم فَهُوَ الْقَتْل إِلَّا {لنرجمنكم} فَإِن مَعْنَاهُ لأشتمنكم و {رجما بِالْغَيْبِ} أَي ظنا
[الرِّيَاح] : كل مَا فِي الْقُرْآن من الرِّيَاح فَهُوَ الرَّحْمَة، وكل مَا فِيهِ من الرّيح فَهُوَ الْعَذَاب وَأما و {برِيح طيبَة} فباعتبار مَا تشتهيه السفن
[الرّيح] : وكل ريح فِي الْقُرْآن لَيْسَ فِيهِ ألف وَلَام اتَّفقُوا على توحيده، وَمَا فِيهِ ألف وَلَام فالقراءة فِيهِ جمعا وتوحيدا إِلَّا الرّيح الْعَقِيم فِي " الذاريات " فالقراءة بتوحيدها وَفِي " الرّوم "{الرِّيَاح مُبَشِّرَات} الْقِرَاءَة بجمعه (وقرىء جَمِيع الرِّيَاح جمعا وتأنيث الرّيح لَيْسَ بِحَقِيقَة وَلها أَصْنَاف، وَالْغَالِب فِيهَا التَّذْكِير كالإعصار، وَالسَّبَب الأكثري فِي تكون الرّيح إِن صَحَّ هُوَ معاودة الأدخنة الصاعدة من الطَّبَقَة الْبَارِدَة لانكسار حرهَا وتمويجها للهواء حِينَئِذٍ، وَقد تكون كِنَايَة عَن الدولة، يُقَال للْقَوْم إِذا زَالَت دولتهم وَأخذت شؤونهم تتراجع: (ركدت ريحهم وَذَهَبت)، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى:{وَتذهب ريحكم} ، وَإِذا نفذت أُمُورهم:(هبت رياحهم) وَقد يستعار الرّيح للغلبة وَنَحْو: {وَتذهب ريحكم} .
[الرجس] : كل مَا استقذر من الْعَمَل، وَالْعَمَل الْمُؤَدِّي إِلَى الْعَذَاب وَالْعِقَاب وَالْغَضَب فَهُوَ رِجْس {فَاجْتَنبُوا الرجس من الْأَوْثَان} أَي اجتنبوا قَول الزُّور
[الرجفة] : كل مَا فِي الْقُرْآن من الرجفة فَهُوَ مقرون بِذكر (دَار) ، وكل مَا فِي الْقُرْآن من الصَّيْحَة فَهُوَ مقرون بِذكر (ديار) ، فالرجفة فِي دَارهم، والصيحة فِي دِيَارهمْ
[الرس] : كل ركية لم تطو بِالْحِجَارَةِ والآجر فَهِيَ رس
[لروضة] : كل أَرض ذَات نَبَات وَمَاء فَهِيَ رَوْضَة عِنْد الْعَرَب
[ركب] : كل شَيْء علا شَيْئا فقد رَكبه وَيُقَال: (رَكبه دين) . [الراسخ] : كل ثَابت فَهُوَ راسخ.
[الرقراق] : كل شَيْء لَهُ تلألؤ فَهُوَ رقراق
[الرطانة] : كل كَلَام لَا تفهمه الْعَرَب فَهُوَ رطانة
[الردف] : كل شَيْء تبع شَيْئا فَهُوَ ردفه؟
[ران] : كل مَا غلبك فقد ران بك ورانك وران عَلَيْك
[رَكِيك] : كل شَيْء رَقِيق قَلِيل من مَاء أَو نبت أَو علم فَهُوَ رَكِيك
[الرب] : كل من ملك شَيْئا فَهُوَ ربه يُقَال: (هُوَ رب الدَّار، وَرب المَال)
[الراكد] : كل ثَابت فِي الْمَكَان فَهُوَ راكد
[الرفات] : كل مَا تكسر وبلي فَهُوَ الرفات
[رفد] : كل شَيْء جعلته عونا لشَيْء فقد رفدته
[الرقة] : كل أَرض إِلَى جنب وَاد وَعَلَيْهَا المَاء أَيَّام الْمَدّ ثمَّ ينضب فَيكون مكرمَة للنبات فَهِيَ الرقة
[الريحان] : كل مَا ينْبت من بذره مِمَّا لَهُ شجر ولعينه رَائِحَة مستلذة فَهُوَ ريحَان، وَمَا ينْبت من الشّجر ولورقه رَائِحَة مستلذة فَهُوَ ورد
[الرزق] : وَعَن ابْن عَبَّاس: كل ريحَان فِي الْقُرْآن فَهُوَ رزق
[الرفرف] : كل ثوب عريض عِنْد الْعَرَب فَهُوَ رَفْرَف]
[الريعان] : ريعان كل شَيْء أَوَائِله الَّتِي تبدو أَولا مِنْهُ
[الرذال] : رذال كل شَيْء رديئه
[الرحب] : الْوَاسِع من كل شَيْء رحب بِالضَّمِّ
[الروي] : كل حرف يَقع رويا إِلَّا هَاء التَّأْنِيث والإضمار والحروف اللاحقة للضمير فِي (بِهِ) و (لَهُ) والتنوين وَالْألف المبدلة مِنْهُ فِي الْوَقْف وَالنُّون الْخَفِيفَة فِي (اضربن) و (قولن) ، وَسمي رويا لِأَنَّهُ يجمع الأبيات، من (رويت الْحَبل) إِذا فتلته، أَو من الرّيّ، لِأَن الْبَيْت يرتوي عِنْده فَيَنْقَطِع الرب: الْمَالِك والمصلح وَالسَّيِّد والمعبود، فَإِن حمل على الْمَالِك عَم الموجودات، وَإِن حمل على المصلح خرجت الْأَعْرَاض لِأَنَّهَا لَا تقبل الْإِصْلَاح، بل يصلح بهَا، وَإِن حمل على السَّيِّد اخْتصَّ بالعقلاء، وَإِن حمل على المعبود اخْتصَّ بالمكلفين وَهَذَا أخص المحامل، وَالْأول أعمها، وَقد وَقع فِي بعض التفاسير أَن الرب صفة من (ربه) بِمَعْنى رباه تربية، ثمَّ سمي بِهِ الْملك المربي وانسلخ عَن الوصفية وَصَارَ كالاسم الشبيه بِالصّفةِ كالكتاب والإله والعالم والخاتم، وَالدَّلِيل على كَونه صفة لُحُوق التَّاء بِهِ فِي الْمُؤَنَّث كَمَا فِي حَدِيث:" من أَشْرَاط السَّاعَة أَن تَلد الْأمة ربتها، وَهُوَ حَقِيقَة مُخْتَصّ بالباري تَعَالَى وَلَا يُطلق على غَيره إِلَّا مجَازًا أَو مُقَيّدا، وَالْحق أَنه بِاللَّامِ لَا يُطلق لغيره تَعَالَى مُقَيّدا أَيْضا لوُرُود النَّهْي عَنهُ فِي حَدِيث صَحِيح وَمن حق الرب أَن يجمع إِذا أطلق على الله تَعَالَى على (أربة) و (ربوب) لَا على (أَرْبَاب) وَأما {أَرْبَابًا من دون الله} فَذَلِك بِحَسب اعْتِقَادهم لَا مَا عَلَيْهِ ذَات الشَّيْء فِي نَفسه، وَفِي " الْعَجَائِب " للكرماني: كثر حذف (يَا) فِي الْقُرْآن من الرب تَنْزِيها وتعظيما لِأَن فِي النداء طرفا من الْأَمر
[والرباني هُوَ فِي الأَصْل (رَبِّي) أدخلت الْألف للتفخيم ثمَّ أدخلت النُّون لسكون الْألف، كَمَا قيل فِي (صنعاني) و (نَصْرَانِيّ) وواحدهما (ربان) كَمَا يُقَال (رَيَّان) و (عطشان) ثمَّ ضمت إِلَيْهِ يَاء النِّسْبَة كَمَا قَالُوا: الحياني ورقباني، قيل: الربانيون الْوُلَاة، والربيون: الرّعية]
الرَّحْمَن: اخْتلف فِيهِ قَالَ بَعضهم: هُوَ علم اتفاقي كالجلالة، إِذْ لم يسْتَعْمل صفة وَلَا مُجَردا عَن اللَّام إِلَّا إِذا كَانَ مُضَافا، وَفِي حَاشِيَة " الْكَشَّاف " للشَّيْخ سعد الدّين: فَإِن قيل من أَيْن علم أَن الرَّحْمَن لَيْسَ بِعلم؟ قُلْنَا: من جِهَة أَنه يَقع صفة فَإِن مَعْنَاهُ المبالغ فِي الرَّحْمَة والإنعام، لَا الذَّات الْمَخْصُوص مرادفا لاسم الله تَعَالَى، وَهَذَا فِي غَايَة الظُّهُور، فالرحمن كَانَ صفة بِمَعْنى كثير الرَّحْمَة، ثمَّ غلب على الْمُنعم بجلائل النعم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، وَبِالْجُمْلَةِ بِحَيْثُ لَا يَقع على الْمَخْلُوق، إِذْ المغلوب قد يكون مرجحا كَمَا فِي الْإِلَه، إِذْ قل اسْتِعْمَاله فِي الْبَاطِل، وَقد يكون مَهْجُورًا كَمَا فِي الرَّحْمَن حَيْثُ لَا يُطلق على الْغَيْر أصلا، (وَإِن تعرى عَن لَام التَّعْرِيف تثبت الْألف وَإِلَّا تحذف) وَقد صرح السَّيِّد الشريف بِأَنَّهُ مشارك لاسم الذَّات مُعَرفا ومنكرا، و [من هُنَا] لَا إِلَه إِلَّا الرَّحْمَن) يُفِيد التَّوْحِيد بِحَسب عرف الشَّرْع وَإِن لم يفد بِحَسب عرف اللُّغَة، وَعدم الِانْصِرَاف أظهر وَإِن أوجب اخْتِصَاصه بِاللَّه تَعَالَى الِانْصِرَاف على مَذْهَب من شَرط وجود (فعلى) ، وَعدم الِانْصِرَاف عِنْد من شَرط انْتِفَاء (فعلان) وَجعله مستوي النِّسْبَة بالانصراف وَعَدَمه نظرا إِلَى المذهبين اللَّذين لَا يتَرَجَّح أَحدهمَا على الآخر إِلْحَاقًا لَهُ بِمَا هُوَ الْغَالِب فِي بَابه وَهُوَ (فعلان) من (فعل) من حد (علم) فَإِن أَكْثَره غير منصرف أَو أَكْثَره على (فعلى) فَنزل منزلَة مَا مؤنثه (فعلى) وَيحكم بِأَنَّهُ لَو لم يطرأه الِاخْتِصَاص لجاء مِنْهُ (فعلى) فَمَعْنَى الرَّحْمَن الْمُنعم الْحَقِيقِيّ الْبَالِغ فِي الرَّحْمَة غايتها الَّتِي يقصر عَنْهَا كل من سواهُ، والعاطف على جَمِيع خلقه بالرزق لَهُم لَا يزِيد فِي رزق التقي بتقواه، وَلَا ينقص من رزق الْفَاجِر بِفُجُورِهِ
والرحيم: هُوَ الرفيق للْمُؤْمِنين خَاصَّة يستر عَلَيْهِم ذنوبهم فِي العاجل، ويرحمهم فِي الآجل، فمتعلق الرَّحْمَن أثر مُنْقَطع، ومتعلق الرَّحِيم أثر غيرمنقطع، فعلى هَذَا الرَّحِيم أبلغ من الرَّحْمَن، وَالْقَوْل بِأَن الرَّحِيم أبلغ لِأَن (فعيلا) للصفات الغريزة ك (كريم) و (شرِيف) ، و (فعلان) للعارض كه (سَكرَان) و (غَضْبَان) ضَعِيف، لِأَن ذَلِك لَيْسَ من صِيغَة (فعيل) بل من بَاب (فعل) بِالضَّمِّ، وَقيل: الرَّحْمَن اسْم خَاص صفة عَامَّة والرحيم اسْم عَام صفة خَاصَّة، فَإِنَّهُ يُقَال:(فلَان رَحِيم) وَلَا يُقَال (رَحْمَن)، وَأما (رَحْمَن الْيَمَامَة) لمُسَيْلمَة الْكذَّاب فَمن بَاب تعنتهم وَقيل: الرَّحْمَن أمدح والرحيم ألطف، وَقَالَ بَعضهم: كل وَاحِد مِنْهُمَا أرق من الآخر من وَجه، (والرحيم لَا يُكَلف عباده جَمِيع مَا يطيقُونَهُ، فَكل ملك يُكَلف عبيده جَمِيع مَا يُطِيقُونَ فَلَيْسَ برحيم) ، وَلَيْسَ هَذَا من بَاب الترقي، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يتَعَيَّن إِذا كَانَ الأبلغ مُشْتَمِلًا على مَا دونه، إِذْ لَو قدم الأبلغ حِينَئِذٍ كَانَ ذكر الآخر لَغوا كَمَا فِي:(فياض جواد) ، و (باسل شُجَاع) وَأما إِذا لم يشْتَمل عَلَيْهِ كَمَا هَهُنَا فَيجوز سلوك كل وَاحِد من طريقي التتميم والترقي نظرا إِلَى مُقْتَضى الْحَال، وَهَهُنَا يحمل على الأول، لِأَن الْمَطْلُوب بِالْقَصْدِ الأول فِي مقَام العظمة والكبرياء وجلائل
النعم، وَقدم الرَّحْمَن وَأَرْدَفَ بالرحيم كالتتمة تَنْبِيها على أَن الْكل مِنْهُ لِئَلَّا يتَوَهَّم أَن محقرات النعم لَا تلِيق بجنابه، فَلَا تطلب من بَابه، وَفِي " الْجَوْهَرِي ": هما بِمَعْنى وَيجوز تَكْرِير الاسمين إِذا اخْتلف اشتقاقهما تَأْكِيدًا، قيل: جَمِيع أَسمَاء الله ثَلَاثَة أَسمَاء: الذَّات، وَأَسْمَاء الْأَفْعَال، وَأَسْمَاء الصِّفَات، فالتسمية مُشْتَمِلَة على أفضل كل مِنْهَا، وَقيل: كِلَاهُمَا من الصِّفَات الفعلية، وَقيل: من الصِّفَات الذاتية، وَقد أَشَارَ الله تَعَالَى إِلَى الرَّحْمَة الفعلية بقوله:{وهب لنا من لَدُنْك رَحْمَة} لِأَن الصّفة الذاتية لَا توهب، وَأحسن مَا يُقَال فِي جمع الوصفين فِي الْبَسْمَلَة أَن (فعلان) مُبَالغَة فِي كَثْرَة الشَّيْء، وَلَا يلْزم مِنْهُ الدَّوَام ك (غَضْبَان)، و (فعيل) لدوام الْوَصْف ك (ظريف) فَكَأَنَّهُ قَالَ: الْكثير الرَّحْمَة الدائمها، وَقَالَ بَعضهم: مدلولهما وَاسع
الرَّحِيم: رَاحِم الْكل، أحَاط الصُّور والاسرار مراحمه، وَعم الألواح والأرواح مكارمه وَالْأول أَعم مدلولا صَدره لما صَار كَالْعلمِ لله
الرَّجَاء: بِالْمدِّ: الطمع فِيمَا يُمكن حُصُوله، ويرادفه الأمل، وَيسْتَعْمل فِي الْإِيجَاب وَالنَّفْي قَالَ الله تَعَالَى:{وترجون من الله مَا لَا يرجون}
و [الرجا]، بِالْقصرِ: جَانب الْبشر قَالَ:
(كم من حقير فِي رجا
…
بِئْر لمنقطع الرجا)
والرجاء بِمَعْنى الْخَوْف يسْتَعْمل فِي النَّفْي فَقَط نَحْو: {مالكم لَا ترجون لله وقارا} لكنه يرد {وارجوا الْيَوْم الآخر}
والترجي: ارتقاب شَيْء لَا وثوق بحصوله
وَالتَّمَنِّي: محبَّة حُصُول الشَّيْء سَوَاء كَانَ ينتظره ويترقب حُصُوله أَولا، (فيستوي فِي حيزه (إِن) و (لَو)
والترجي فِي الْقَرِيب
وَالتَّمَنِّي فِي الْبعيد
وَالتَّمَنِّي فِي المعشوق للنَّفس
والترجي فِي غَيره
وَالْفرق بَين التَّمَنِّي وَالْعرض هُوَ الْفرق بَينه وَبَين الترجي
وَالتَّمَنِّي نوع من الطّلب إِلَّا أَن الطّلب يكون بِاللِّسَانِ، وَالتَّمَنِّي شَيْء يهجس فِي الْقلب يقدره المتمني
وَالتَّمَنِّي مُغَاير للقصد والتصديق، فَإِن الْقَصْد نوع من الْإِرَادَة، والتصديق نوع من الْعلم، بل الوجدان كَاف فِي الْفرق
والتوقع أقوى من الطمع، والطمع ارتقاب
المحبوب
والإشفاق ارتقاب الْمَكْرُوه، وَيسْتَعْمل فِي المتوقع فِيهِ (لَعَلَّ) ، وَفِي المطموع فِيهِ (عَسى) ، وَكِلَاهُمَا حرف الترجي، وَقد يرد مجَازًا لتوقع مَحْذُور، وَيُسمى الإشفاق، نَحْو {لَعَلَّ السَّاعَة قريب} وَقد يَقُول الراجي إِذا قوي رجاؤه: سأفعل كَذَا، وسيكون كَذَا، وَعَلِيهِ:{سآتيكم مِنْهَا}
الرّوح، بِالضَّمِّ: هُوَ الرّيح المتردد فِي مُخَارق الْإِنْسَان ومنافذه، وَاسم للنَّفس لكَون النَّفس بعض الرّوح، فَهُوَ كتسمية النَّوْع باسم الْجِنْس، نَحْو تَسْمِيَة الْإِنْسَان بِالْحَيَوَانِ، وَاسم أَيْضا للجزء الَّذِي بِهِ تحصل الْحَيَاة، واستجلاب الْمَنَافِع واستدفاع المضار
وَالروح الحيواني: جسم لطيف منبعه تجويف الْقلب الجسماني، وينتشر بِوَاسِطَة الْعُرُوق الضوارب إِلَى سَائِر أَجزَاء الْبدن
وَالروح الإنساني: لَا يعلم كنهها إِلَّا الله تَعَالَى
وَمذهب أهل السّنة أَن الرّوح وَالْعقل من الْأَعْيَان وليسا بعرضين (كَمَا ظنته الْمُعْتَزلَة وَغَيرهم وإنهما يقبلان الزِّيَادَة من الصِّفَات الْحَسَنَة والقبيحة كَمَا تقبل الْعين الناظرة غشاوة ورمدا وَالشَّمْس انكسافا؛ وَلِهَذَا وصف الرّوح بالأمارة بالسوء مرّة، وبالمطمئنة أُخْرَى) وَمُلَخَّص مَا قَالَه الْغَزالِيّ أَن الرّوح لَيْسَ بجسم يحل الْبدن حُلُول المَاء فِي الْإِنَاء، وَلَا هُوَ عرض يحل الْقلب والدماغ حُلُول الْعلم فِي الْعَالم، بل هُوَ جَوْهَر لِأَنَّهُ يعرف نَفسه وخالقه وَيدْرك المعقولات، وَهُوَ بِاتِّفَاق الْعُقَلَاء جُزْء لَا يتَجَزَّأ وَشَيْء لَا يَنْقَسِم إِلَّا أَن لفظ الْجُزْء غير لَائِق بِهِ، لِأَن الْجُزْء إِضَافَة إِلَى الْكل وَلَا كل هَهُنَا، فَلَا جُزْء إِلَّا أَن يُرَاد بِهِ مَا يُرِيد الْقَائِل بقوله: الْوَاحِد جُزْء من الْعشْرَة، فَإِذا أخذت جَمِيع الموجودات أَو جَمِيع مَا بِهِ قوام الْإِنْسَان فِي كَونه إنْسَانا كَانَ الرّوح وَاحِدًا من جُمْلَتهَا، لَا هُوَ دَاخل وَلَا هُوَ خَارج وَلَا هُوَ مُنْفَصِل وَلَا هُوَ مُتَّصِل، بل هُوَ منزه عَن الْحُلُول فِي الْمحَال والاتصال بالأجسام والاختصاص بالجهات، مقدس عَن هَذِه الْعَوَارِض، وَلَيْسَ هَذَا تَشْبِيها وإثباتا لأخص وصف الله تَعَالَى فِي حق الرّوح، بل أخص وَصفه تَعَالَى أَنه قيوم أَي: قَائِم بِذَاتِهِ، وكل مَا سواهُ قَائِم بِهِ، فالقيومية لَيست إِلَّا لله تَعَالَى، وَمن قَالَ إِن الرّوح مَخْلُوق أَرَادَ أَنه حَادث وَلَيْسَ بقديم، وَمن قَالَ إِنَّه غير مَخْلُوق أَرَادَ أَنه غير مُقَدّر بكمية فَلَا يدْخل تَحت المساحة وَالتَّقْدِير
ثمَّ اعْلَم أَن الرّوح هُوَ الْجَوْهَر الْعلوِي الَّذِي قيل فِي شَأْنه: {قل الرّوح من أَمر رَبِّي} يَعْنِي أَنه مَوْجُود بِالْأَمر وَهُوَ الَّذِي يسْتَعْمل فِيمَا لَيْسَ لَهُ مَادَّة فَيكون وجوده زمانيا لَا بالخلق، وَهُوَ الَّذِي يسْتَعْمل فِي ماديات، فَيكون وجوده آنيا، فبالأمر تُوجد الْأَرْوَاح، وبالخلق تُوجد الْأَجْسَام المادية قَالَ الله تَعَالَى:{وَمن آيَاته أَن تقوم السَّمَاء وَالْأَرْض بأَمْره} وَقَالَ: {وَالشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم مسخرات بأَمْره} والأرواح عندنَا أجسام لَطِيفَة غير مادية، خلافًا للفلاسفة، فَإِذا كَانَ الرّوح غير مادي كَانَ لطيفا نورانيا غير قَابل للانحلال، ساريا
فِي الْأَعْضَاء للطافته، وَكَانَ حَيا بِالذَّاتِ، لِأَنَّهُ عَالم قَادر على تَحْرِيك الْبدن، وَقد ألف الله بَين الرّوح وَالنَّفس الحيوانية، فالروح بِمَنْزِلَة الزَّوْج، وَالنَّفس الحيوانية كَالزَّوْجَةِ، وَجعل بَينهمَا تعاشقا، فَمَا دَامَ الرّوح فِي الْبدن كَانَ الْبدن بِسَبَبِهِ حَيا يقظان، وَإِن فَارقه لَا بِالْكُلِّيَّةِ، بل كَانَ تعلقه بَاقِيا بِبَقَاء النَّفس الحيوانية فِيهِ كَانَ الْبدن نَائِما، وَإِن فَارقه بِالْكُلِّيَّةِ بِأَن لم تبْق النَّفس الحيوانية فِيهِ فالبدن ميت، ثمَّ الْأَرْوَاح الْمَخْصُوصَة متحدة فِي الْمَاهِيّة لتصير أشخاص الْإِنْسَان مَاهِيَّة وَاحِدَة، ثمَّ هِيَ أَصْنَاف، بَعْضهَا فِي غَايَة الصفاء، وَبَعضهَا فِي غَايَة الكدورة، (وَهِي حَادِثَة أما عندنَا فَلِأَن كل مُمكن حَادث، لَكِن قبل حُدُوث النَّفس) لقَوْله عليه الصلاة والسلام: " خلق الله الْأَرْوَاح قبل الأجساد بألفي عَام " وَعند أرسطو: حَادِثَة مَعَ الْبدن، وَعند الْبَعْض: قديمَة لِأَن كل حَادث مَسْبُوق بمادة وَلَا مَادَّة لَهُ، وَهَذَا ضَعِيف. والأرواح لَا تفنى أما عِنْد الفلاسفة فَلِأَن المجردات لَو قبلت خلع صُورَة وَأخذ أُخْرَى كَانَت بَاقِيَة مَعَ الْأُخْرَى فَلَا تكون فانية، وَأَيْضًا لَو قبلت الفناء لوَجَبَ بَقَاء الْقَابِل مَعَ المقبول فنكون بَاقِيَة مَعَ الفناء هَذَا خلف
وَالْحق أَن الْجَوْهَر الفائض عَن الله المشرف بالاختصاص بقوله: {ونفخت فِيهِ من روحي}
(الَّذِي من شَأْنه أَن يحيا بِهِ مَا يتَّصل بِهِ) لَا يكون من شَأْنه أَن يفنى مَعَ إِمْكَان هَذَا، وَالْأَخْبَار الدَّالَّة على بَقَائِهِ بعد الْمَوْت وإعادته إِلَى الْبدن وخلوده دَالَّة على أبديته
وَاتفقَ الْعُقَلَاء على أَن الْأَرْوَاح بعد الْمُفَارقَة عَن الْأَبدَان تنْتَقل إِلَى جسم آخر بِحَدِيث: " إِن أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ فِي أَجْوَاف طير خضر " إِلَى آخِره لَكِن اخْتلفُوا هَل تكون مُدبرَة لذَلِك الْجِسْم أَو لَا؟ فَذهب عُلَمَاؤُنَا إِلَى صِحَة ذَلِك بِدَلِيل آخر الحَدِيث، وَقَالَت الْحُكَمَاء: لَا يَصح أَن تكون مُدبرَة لتِلْك الْأَبدَان، وَإِلَّا لَكَانَ تناسخا، وَهُوَ بَاطِل، وَوَافَقَ محققو الصُّوفِيَّة الْعلمَاء وَمنعُوا لُزُوم التناسخ، لِأَن لُزُومه على تَقْدِير عدم عودهَا إِلَى جسم نَفسهَا الَّذِي كَانَت فِيهِ، وَالْعود حَاصِل فِي النشأة الجنانية وَإِنَّمَا هَذَا التَّعَلُّق فِي النشأة البرزخية، وَإِنَّمَا سمي الرّوح روحا لكَونه فِي روح، أَي فِي نعيم وسرور وراحة لعلمه بربه ومشاهدته إِيَّاه، أَو لِأَنَّهُ رَاح فِي فسحات أفلاك معرفَة خالقه بِقُوَّة مَا، وَرَاح أَيْضا فِي معرفَة نَفسه بِمَا هُوَ فَقير إِلَى ربه وموجده، فَكَأَنَّهُ أَمر من (رَاح، يروح) فَلَمَّا نقل من الْأَمر إِلَى الِاسْم ردَّتْ الْوَاو كَمَا دخل عَلَيْهِ التَّعْرِيف فَإِن حذف الْوَاو إِنَّمَا كَانَ لالتقاء الساكنين فَكَأَنَّهُ إِذا طلب من جِهَة قيل: رَاح إِلَى جِهَة أُخْرَى وَالروح بِمَا بِهِ حَيَاة الْبدن نَحْو: {ويسألونك عَن الرّوح} وَالْأَمر نَحْو: {وروح مِنْهُ}
وَالْوَحي نَحْو: {ينزل الْمَلَائِكَة بِالروحِ} و {يلقِي الرّوح من أمره}
وَالْقُرْآن نَحْو: {أَوْحَينَا إِلَيْك روحا من أمرنَا}
وَالرَّحْمَة نَحْو: {وأيدهم بِروح مِنْهُ}
والحياة نَحْو: {فَروح وَرَيْحَان}
وَجِبْرِيل عليه السلام نَحْو: {فَأَرْسَلنَا إِلَيْهَا رُوحنَا}
وَملك عَظِيم نَحْو: {يَوْم يقوم الرّوح}
وجنس من الْمَلَائِكَة نَحْو: {تنزل الْمَلَائِكَة وَالروح} (وَجهه كوجه الْإِنْسَان، وَجَسَده كالملائكة)
وَعِيسَى النَّبِي أَيْضا
وَالروح الْكُلِّي فِي مرتبَة كَمَال الْقُوَّة النظرية والعملية يُسمى عقلا، وَفِي مرتبَة الانشراح بِنور الْإِسْلَام يُسمى صَدرا، وَفِي مرتبَة المراقبة والمحبة يُسمى قلبا، وَفِي مرتبَة الْمُشَاهدَة يُسمى سرا، وَفِي مرتبَة التجلي يُسمى روحا
وَالروح مؤنث إِذا كَانَ بِمَعْنى النَّفس، ومذكر إِذا كَانَ بِمَعْنى المهجة
الرَّحْمَة: هِيَ حَالَة وجدانية تعرض غَالِبا لمن بِهِ رقة الْقلب، وَتَكون مبدأ للانعطاف النفساني الَّذِي هُوَ مبدأ الْإِحْسَان، وَلما لم يَصح وَصفه تَعَالَى بِالرَّحْمَةِ لكَونهَا من الكيفيات، وَهِي أَجنَاس تحتهَا أَنْوَاع، فإمَّا أَن يَتَّصِف الْبَارِي بِكُل مِنْهَا وَهُوَ محَال، أَو بِبَعْضِهَا الْمُخَصّص فَيلْزم الِاحْتِيَاج، أَو بمخصص فَيلْزم التَّرْجِيح، أَو لَا يَتَّصِف بِشَيْء وَهُوَ الْمَطْلُوب لَا جرم حمل على الْمجَاز وَهُوَ الإنعام على عباده، فرحمة الله مجَاز عَن نفس الإنعام، كَمَا أَن غَضَبه مجَاز عَن إِرَادَة الانتقام، وَأَنت خَبِير بِأَن الْمجَاز من عَلامَة صِحَّته النَّفْي عَنهُ فِي نفس الْأَمر، كَقَوْلِك للرجل الشجاع لَيْسَ بأسد، وَنفي الرَّحْمَة عَنهُ تَعَالَى لَيْسَ بِصَحِيح، وَلَك أَن تحمله على الِاسْتِعَارَة التمثيلية
وَالرَّحْمَة هِيَ أَن يُوصل إِلَيْك المسار
والرأفة هِيَ أَن يدْفع عَنْك المضار
والرأفة إِنَّمَا تكون بِاعْتِبَار إفَاضَة الكمالات والسعادات الَّتِي بهَا يسْتَحق الثَّوَاب، فالرحمة من بَاب التَّزْكِيَة، والرأفة من بَاب التَّخْلِيَة
والرأفة مُبَالغَة فِي رَحْمَة مَخْصُوصَة هِيَ رفع الْمَكْرُوه وَإِزَالَة الضّر، فَذكر الرَّحْمَة بعْدهَا فِي الْقُرْآن مطردا لتَكون أَعم وأشمل، وَاسْتشْكل قَوْله تَعَالَى:{أَو يَأْخُذهُمْ على تخوف فَإِن ربكُم لرؤوف رَحِيم} تَأمل وَرَحْمَة الله عَامَّة وسعت كل شَيْء، وَصلَاته خَاصَّة بخواص عباده
وَالرَّحْمَة: الْإِسْلَام نَحْو: {يخْتَص برحمته من يَشَاء}
وَالْإِيمَان نَحْو: {وآتاني رَحْمَة من عِنْده}
وَالْجنَّة نَحْو: (فَفِي رَحْمَة الله هم فِيهَا
خَالدُونَ}
والمطر نَحْو: {بشرا بَين يَدي رَحمته}
وَالنعْمَة نَحْو: {وَلَوْلَا فضل الله عَلَيْكُم وَرَحمته}
والنبوة نَحْو: {أهم يقسمون رَحْمَة رَبك}
وَالْقُرْآن نَحْو: {قل بِفضل الله وبرحمته}
والرزق نَحْو: {خَزَائِن رَحْمَة رَبِّي}
والنصر وَالْفَتْح نَحْو: {أَو أَرَادَ بكم رَحْمَة}
والعافية نَحْو: {أَو أرادني برحمة}
والمودة نَحْو: {رحماء بَينهم}
وَالسعَة نَحْو: {تَخْفيف من ربكُم وَرَحْمَة}
وَالْمَغْفِرَة نَحْو: {كتب على نَفسه الرَّحْمَة}
والعصمة نَحْو: {لَا عَاصِم الْيَوْم من أَمر الله إِلَّا من رحم}
الرُّخْصَة: هِيَ لُغَة عبارَة عَن التَّوسعَة واليسر والسهو وَشَرِيعَة: اسْم لما يُغير من الْأَمر الْأَصْلِيّ لعَارض أَمر إِلَى يسر وَتَخْفِيف، كَصَلَاة السّفر ترفها وتوسعة على أَصْحَاب الْأَعْذَار، [لقَوْله تَعَالَى:{وَمن كَانَ مِنْكُم مَرِيضا أَو على سفر} وَقَوله تَعَالَى: {إِذا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْض فَلَيْسَ عَلَيْكُم جنَاح أَن تقصرُوا} فَلَا يجوز تَخْصِيص هَذَا الْعَام بِمَا قَالَ الإِمَام الشَّافِعِي رحمه الله أَن الرُّخْصَة شرعت ترفها فَلَا يناط بالمعصية]
ثمَّ الرُّخْصَة حَقِيقِيَّة ومجازية فالحقيقية على ضَرْبَيْنِ:
مَا يظْهر التغاير فِي حكمه مَعَ بَقَاء وصف الْفِعْل وَهُوَ الْحُرْمَة أَي: يرْتَفع الحكم وَهُوَ الْمُؤَاخَذَة مَعَ بَقَاء الْفِعْل محرما كإجراء كلمة الْكفْر على اللِّسَان فِي حَالَة الْإِكْرَاه مَعَ اطمئنان الْقلب بِالْإِيمَان، وَإِتْلَاف مَال الْغَيْر بِغَيْر إِذْنه فِي حَالَة الْإِكْرَاه والمخصمة، وكإفطار صَوْم رَمَضَان بِالْإِكْرَاهِ يرخص لَهُ الْإِقْدَام فِي هَذِه الْمَوَاضِع مَعَ بَقَاء حُرْمَة الْفِعْل، حَتَّى لَو امْتنع وبذل نَفسه تَعْظِيمًا لنهي الله فَقتل أَو مَاتَ جوعا يُثَاب على ذَلِك بِبَقَاء الْوَصْف وصف الْفِعْل وَمَا يظْهر التَّغْيِير فِي الحكم وَفِي وصف الْفِعْل أَيْضا، وَهُوَ أَن لَا يبْقى الْفِعْل محرما كشرب الْخمر وَتَنَاول الْميتَة فِي حَال الْإِكْرَاه أَو المخمصة، فَفِي هَذَا النَّوْع ارْتَفَعت الْحُرْمَة والمؤاخذة جَمِيعًا حَتَّى لَو امْتنع فَقتل أَو مَاتَ جوعا يُؤَاخذ بِهِ
وَأما الرُّخْصَة المجازية فكوضع الإصر والأغلال الَّتِي كَانَت مَشْرُوعَة على الْأُمَم السالفة
والرخص لَا يُقَاس عَلَيْهَا، وَإِذا شاعت قد يُقَاس عَلَيْهَا كَمَا تقرر فِي الْأُصُول
الرزق: هُوَ يُقَال للعطاء الْجَارِي دنيويا كَانَ أَو دينيا، وللنصيب، وَلما يصل إِلَى الْجوف ويتغذى بِهِ وَفِي " الْجَوْهَرِي ": هُوَ مَا ينْتَفع بِهِ وَلَا يلْزمه أَن
يكون مَأْكُولا
[وَفِي " التَّبْصِرَة ": يَقع عندنَا على الْغذَاء وَالْملك جَمِيعًا، وَفِي " الْكِفَايَة ": يَقع عندنَا على الْملك والمدد الَّذِي يصل إِلَى العَبْد بِوَاسِطَة، وَيدل على أَن الرزق لَا يخْتَص بالمتربي بِهِ أَنه مَأْمُور بِالْإِنْفَاقِ من الرزق، وَلَيْسَ كَذَلِك المتربي بِهِ والرزق]
وَلَا يتَنَاوَل الْحَرَام عِنْد الْمُعْتَزلَة، بِدَلِيل قَوْله تَعَالَى:{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفقُونَ} فَإِن إِنْفَاق الْحَرَام بمعزل عَن إِيجَاب الْمَدْح وَتمسك أَصْحَابنَا بشمول الرزق للْحَلَال وَالْحرَام بِحَدِيث: " وَالله لقد رزقك الله حَلَالا طيبا فاخترت مَا حرم الله عَلَيْك من رزقه مَكَان مَا أحل لَك من حَلَاله، [وَاسْتِحْقَاق الْعقَاب على سَوَاء الِاخْتِيَار وَمُخَالفَة الْأَمر فِي الطّلب من وُجُوه الْحل بالأسباب الَّتِي جعلت فِي أَيدي الْعباد]
وَبِأَنَّهُ لَو لم يكن رزقا لم يكن المتغذي بِهِ طول عمره مرزوقا وَقد قَالَ الله تَعَالَى: {وَمَا من دَابَّة فِي الأَرْض إِلَّا على الله رزقها} وَلما كَانَ فَائِدَة زَائِدَة لذكر الْحَلَال فِي قَوْله تَعَالَى: {وكلوا مِمَّا رزقكم الله حَلَالا طيبا} والرزق الْحَاصِل للعباد باختيارهم كحصوله بالتجارات وَقبُول الهبات وَالصَّدقَات والغصوب والسرقات وَغير ذَلِك، أَو بِغَيْر اختيارهم كحصوله بالأرث، فَهَذِهِ الْأَفْعَال كلهَا مخلوقة لله تَعَالَى، فَكَانَ الْحَاصِل بهَا أَيْضا مخلوقا لله تَعَالَى
والرزاق لَا يُقَال إِلَّا لله تَعَالَى، والرزاق يُقَال لخالق الرزق ومعطيه والمسبب لَهُ، وَهُوَ الله تَعَالَى وَيُقَال للْإنْسَان الَّذِي يصير سَببا فِي وُصُول الرزق، رَازِق لَهُ
[وَاعْلَم: المقدورات المختصة بالكليات محصورة فِي أَرْبَعَة أَشْيَاء وَهِي: الْعُمر والرزق وَالْأَجَل والسعادة والشقاوة، لَيْسَ للْإنْسَان وَغَيره فِي ذَلِك قصد وَلَا عمل وَلَا سعي، بل ذَلِك نتيجة قَضَاء الله وَقدره بِمُوجب علمه السَّابِق الثَّابِت الحكم أزلا وأبدا، الْمُقْتَضِي تعلقه بالمعلوم، وَلِهَذَا نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أم حَبِيبَة عَن الدُّعَاء فِيهِ، بِخِلَاف المقدورات المختصة بالجزئيات التفصيلية فَإِن حُصُول بَعْضهَا للْإنْسَان قد يتَوَقَّف على أَسبَاب وشروط، وَرُبمَا كَانَ الدُّعَاء وَالْكَسْب وَالسَّعْي والتعمل من جُمْلَتهَا، بِمَعْنى أَنه لم يقدر حُصُوله بِدُونِ ذَلِك الشَّرْط أَو الشُّرُوط، وَلِهَذَا بعد مَا نهاها حرضها على طلب الْإِجَارَة من عَذَاب الْقَبْر وَالنَّار
ثمَّ الرزق وَالْأَجَل مخصصان من عُمُوم قَوْله تَعَالَى: {يمحو الله مَا يَشَاء وَيثبت} وَالْمرَاد بِالزِّيَادَةِ والحرمان فيهمَا لازمهما من الْخَيْر وَالْبركَة والراحة وَعدمهَا، فالكسب يزِيد المَال وَلَا يزِيد الرزق، وَترك الْكسْب ينقص المَال وَلَا ينقص الرزق، وَكَذَلِكَ الطَّاعَات تزيد الدَّرَجَات وَلَا تزيد الْإِيمَان، وَترك الطَّاعَات ينقص الدَّرَجَات وَلَا ينقص الْإِيمَان، وَيَقُول الْبَعْض: لَو لم أكتسب لما وجدت الرزق، وَبَعْضهمْ يَقُول: لَو تركت الْكسْب لوجدت مَا وجدت بالرزق، وَبَعْضهمْ يَقُول: هَذَا من الله وَمن كسبي، فَالْأول مشْعر بالاعتزال، وَلَا
يدل على الاتكال بِالْكَسْبِ، وَالثَّانِي مشْعر بالجبر وإنكار السَّبَب، وَالثَّالِث هُوَ الصَّوَاب، لِأَنَّهُ لم يُنكر السَّبَب وَلم يُنكر تَأْثِير الله تَعَالَى فِي الْأَسْبَاب، فَمن ترك الْكسْب فَلَيْسَ بمتوكل، وَمن اتكل بِالْكَسْبِ دون الله تَعَالَى فَلَيْسَ بموحد]
الرُّؤْيَة: حَقِيقَة الرُّؤْيَة إِذا أضيفت إِلَى الْأَعْيَان كَانَت بالبصر، وَقد يُرَاد بهَا الْعلم مجَازًا بِالْقَرِينَةِ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى:{ألم تَرَ إِلَى رَبك} وَقَوله عليه الصلاة والسلام: " صُومُوا لرُؤْيَته وأفطروا لرُؤْيَته ". وَكَذَا يُرَاد بهَا الكينونة عِنْد الْإِضَافَة إِلَى مَكَان لتعارف النَّاس، وَمِنْه قَول الْأَعْمَى:(رَأينَا الْهلَال بِالْكُوفَةِ)
والرؤية مَعَ الْإِحَاطَة تسمى إدراكا وَهِي المُرَاد فِي قَوْله تَعَالَى: {لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار} حَيْثُ نفى مَا يتَبَادَر من الْإِدْرَاك من الْإِحَاطَة بالغايات والتحديد بالنهايات فَلَا تتوهم أَنه يرى لصورة أَو شكل مَخْصُوص، وَلَا يلْزم من النَّفْي على هَذَا الْوَجْه نفي الرُّؤْيَة عَنهُ تَعَالَى، والمدح فِي الشق الْأَخير، إِذْ من الموجودات مَا لَا يدْرك بالأبصار، والامتداح بِمَا وَقع بِهِ الِاشْتِرَاك بَينه وَبَين مَا لَيْسَ بممدوح محَال كَمَا إِذا قَالَ:(أَنا مَوْجُود وَذَات) . وَقَوله تَعَالَى لمُوسَى عليه السلام: {لن تراني} يَعْنِي فِي الدُّنْيَا، إِذْ لم يسْأَل الرُّؤْيَة فِي غَيرهَا، وَالْمرَاد ب (لن) التَّأْكِيد لَا التَّأْبِيد، أَو التَّأْبِيد فِي حق السَّائِل. الدُّنْيَا. وَقَوله:{تبت إِلَيْك} أَرَادَ بِهِ أَن لَا يرجع إِلَى مثل تِلْكَ الْمَسْأَلَة، لما رأى من الْأَهْوَال، لَا لكَونه غير جَائِز فِي نَفسه، أَو حينما رأى تِلْكَ الْأَهْوَال تذكر لَهُ ذَنبا فأقلع عَنهُ بِالتَّوْبَةِ
فِي " التَّمْهِيد ": من ظن أَن سيدنَا مُوسَى سَأَلَ الرُّؤْيَة من غير إِذن من الله تبارك وتعالى فقد سوى بَينه وَبَين المجازفين فِي أَقْوَالهم وأفعالهم، كَيفَ وَالظَّاهِر من أَحْوَال الْأَنْبِيَاء انْتِظَار الْوَحْي خُصُوصا فِي هَذَا السُّؤَال. قَالَ الشَّيْخ أَبُو مَنْصُور الماتريدي رحمه الله: إِنَّا لَا نثبت صِحَة رُؤْيَة الْبَارِي جلّ شَأْنه بالدلائل الْعَقْلِيَّة بل نتمسك بظواهر الْقُرْآن وَالْأَحَادِيث، فَإِن أَرَادَ الْخصم تَأْوِيل هَذِه الدَّلَائِل صرفهَا عَن جواهرها بِوُجُوه عقلية يتَمَسَّك بهَا فِي نفي الرُّؤْيَة اعترضنا على دلائلهم وَبينا ضعفها ومنعناهم عَن تَأْوِيل هَذِه الدَّلَائِل، واستحال الإِمَام أَبُو مَنْصُور رحمه الله رُؤْيَة الله تَعَالَى فِي الْمَنَام، وَاخْتَارَهُ الْمُحَقِّقُونَ وَإِن جوزه بعض الْأَئِمَّة بِلَا مِثَال وَلَا كَيْفيَّة، وَأما الرُّؤْيَة فِي الْآخِرَة فقد ثَبت ذَلِك بالنصوص القطعية قَالَ بعض الْمُحَقِّقين: إِن الْعين والحدقة يَوْم الْقِيَامَة لَا تبقى على هَذِه الطبيعة، بل تنحرف الْقُدْرَة إِلَى الْحِكْمَة وَبِالْعَكْسِ، وَالْقلب إِلَى الْعين وَبِالْعَكْسِ، وَيكون الْهَوَاء غير مَا عَلمته، والشعاع غير مَا فهمته والأكوان والألوان على غير مألوفك ومعهودك، فَلَمَّا كَانَ الْعين فِي الْآخِرَة بِمَنْزِلَة الْقلب فِي الدُّنْيَا، وَالْقلب فِيهَا يعلم وَيرى، وَالْبَصَر لَا يدْرك، إِذْ الْإِدْرَاك غير، والرؤية غير فَهُوَ سُبْحَانَهُ مرئي الْقلب معلومه، غير مدرك للبصرية، وَهَكَذَا فِي الْآخِرَة مرئي الْعين غير مدرك لَهَا، إِذا جلّ أمره عَن الْإِدْرَاك، بل الْإِدْرَاك يُؤذن بالاشتراك]
فَلَا ينتهض شُبْهَة فِي خطئه وجهله بذلك وَلما كَانَت الرُّؤْيَة مَحْض كَرَامَة اخْتصّت بدار الْآخِرَة، بِخِلَاف الْكَلَام، فَإِنَّهُ يَلِيق بِحَال الِابْتِلَاء، إِذْ فِيهِ الْأَمر وَالنَّهْي وَقَوله:{لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار} ، حمله كثير من الْمُتَكَلِّمين على الْجَارِحَة. وَقيل: ذَلِك إِشَارَة إِلَى ذَلِك وَإِلَى الأوهام والأفهام كَمَا قَالَ أَمِير الْمُؤمنِينَ: التَّوْحِيد أَن لَا تتوهمه وكل مَا أَدْرَكته فَهُوَ غَيره والرؤية من الزّجاج رُؤْيَة حَقِيقِيَّة، وَلِهَذَا حرم أصل المنظور إِلَى فرجهَا الدَّاخِل من الزّجاج وفرعها، وَعدم سُقُوط خِيَار المُشْتَرِي بِرُؤْيَة الدّهن فِي الزّجاج، لَا لعدم كَون تِلْكَ الرُّؤْيَة حَقِيقَة لوُجُود الْحَائِل، بل الْعلَّة التَّامَّة أَن الدّهن مِمَّا يطعم فَلَا تَكْفِي الرُّؤْيَة فِي الْخَارِج، فَإِن المُرَاد من الرُّؤْيَة الْعلم بِالْمَقْصُودِ على مَا صَرَّحُوا بِهِ، فَيشْتَرط فِيهِ الذَّوْق، كَمَا يشْتَرط فِي المشمومات الشم
والرؤية بالحاسة نَحْو: {لترون الْجَحِيم} وَبِمَا يجْرِي مجْرى الرُّؤْيَة نَحْو: {إِنَّه يراكم هُوَ وقبيله من حَيْثُ لَا ترونهم} وبالوهم والتخييل نَحْو: {إِذْ يتوفى الَّذين كفرُوا الْمَلَائِكَة} وبالتفكر نَحْو: {إِنِّي أرى مَا لَا ترَوْنَ} وبالفعل وَعَلِيهِ: {مَا كذب الْفُؤَاد مَا رأى} ، {وَلَقَد رَآهُ نزلة أُخْرَى}
والرؤية إِن كَانَت بِمَعْنى الْعلم فمعلقة بالاستفهام كَقَوْلِه تَعَالَى: {أَفَرَأَيْتُم المَاء الَّذِي تشربون}
والرؤيا كالرؤية، غير أَنَّهَا مُخْتَصَّة بِمَا يكون فِي النّوم فرقا بَينهمَا كالقرية والقربى، وَهِي انطباع الصُّورَة المنحدرة من أفق المخيلة إِلَى الْحس الْمُشْتَرك
وَرَأى رُؤْيا: اخْتصَّ بالمنام ورؤية: بِالْعينِ
ورؤيا: بِالْقَلْبِ
وَرَأى بِمَعْنى (ظن) يتَعَدَّى إِلَى مفعولين
وَأرى يتَعَدَّى إِلَى ثَلَاثَة مفاعيل
(وَمعنى أريت زيدا عمرا فَاضلا: جعلت زيدا ظَانّا أَن عمرا فَاضلا)
وَمعنى أرِي زيد عمرا فَاضلا: على بِنَاء الْمَفْعُول: جعل زيد ظَانّا أَن عمرا فَاضل وَلم يسمع (أرِي) بِمَعْنى الظَّن إِلَّا مَبْنِيا للْمَفْعُول وَهُوَ غَرِيب لَا يسْتَعْمل إِلَّا هَكَذَا [الرّقّ؛ فِي اللُّغَة: الضعْف، وَمِنْه رقة الْقلب، وَالْعِتْق ضِدّه، لِأَنَّهُ قُوَّة حكمِيَّة]
الرَّقِيق: هُوَ الْمَمْلُوك كلا أَو بَعْضًا
والقن: هُوَ الْمَمْلُوك كلا، وَالرّق: ضعف حكمي يصير الشَّخْص بِهِ عرضة للتَّمَلُّك والابتذال؛ شرع جَزَاء للكفر الْأَصْلِيّ [لِأَن الْكَفَرَة لما استنكفوا أَن يَكُونُوا عبادا لله جازاهم الله بِأَن جعلهم عبيد عبيده، لَكِن الرّقّ فِي حَالَة الْبَقَاء لَا يكون بطرِيق الْجَزَاء بل بالحكم الثَّابِت من الله تَعَالَى بِلَا جِنَايَة من العَبْد، أَلا يرى أَن الْمَوْلُود من الْمُسلم رَقِيق وَإِن لم يُوجد مِنْهُ مَا يسْتَحق بِهِ الرّقّ، وَالرّق وصف
لَا يحْتَمل التجزيء كَالْعِتْقِ] وَالْملك عبارَة عَن الْمُطلق الحاجر أَي الْمُطلق للتَّصَرُّف لمن قَامَ بِهِ الْملك الحاجر عَن التَّصَرُّف لغير من قَامَ بِهِ، وَقد يُوجد الرّقّ وَلَا ملك ثمَّة كَمَا فِي الْكَافِر الْحَرْبِيّ فِي دَار الْحَرْب، والمستأمن فِي دَار الْإِسْلَام، لأَنهم خلقُوا أرقاء جَزَاء للكفر، وَلَكِن لَا ملك لأحد عَلَيْهِم وَقد يُوجد الْملك وَلَا رق كَمَا فِي الْعرُوض والبهائم، لِأَن الرّقّ مُخْتَصّ ببني آدم، وَقد يَجْتَمِعَانِ كَالْعَبْدِ المُشْتَرِي
الرسَالَة؛ فِي اللُّغَة: تحميل جملَة من الْكَلَام إِلَى الْمَقْصُود بِالدّلَالَةِ، وَهُوَ حد صَحِيح، لما أَن كل رِسَالَة فِيمَا بَين الْخلق هِيَ الوساطة بَين الْمُرْسل والمرسل إِلَيْهِ فِي إِيصَال الْأَخْبَار، وَالْأَحْكَام دَاخِلَة فِي هَذَا الْحَد، فَإِذا قَالَ لرَسُوله:" بِعْت هَذَا من فلَان الْغَائِب بِكَذَا فَاذْهَبْ وَأخْبرهُ " وَجَاء الرَّسُول وَأخْبر الْمُرْسل إِلَيْهِ فَقَالَ الْمُرْسل إِلَيْهِ فِي مجْلِس الْبلُوغ: اشْتَرَيْته أَو قبلته تمّ البيع بِهِ، لِأَن الرَّسُول معبر وسفير، فَكَلَامه ككلام الْمُرْسل ثمَّ أطلقت الرسَالَة على الْعبارَات الْمُؤَلّفَة والمعاني الْمُدَوَّنَة لما فِيهَا من إِيصَال كَلَام الْمُؤلف وَمرَاده إِلَى الْمُؤلف لَهُ، وَأَصلهَا الْمجلة أَي: الصَّحِيفَة الْمُشْتَملَة على كتب الْمسَائِل من فن وَاحِد
وَالْكتاب: هُوَ الَّذِي يشْتَمل على الْمسَائِل سَوَاء كَانَت قَليلَة أَو كَثِيرَة من فن أَو فنون، وَالرَّسُول مصدر وصف بِهِ فَإِنَّهُ مُشْتَرك بَين الْمُرْسل والرسالة، وَلذَلِك ثني تَارَة وافرد أُخْرَى، وَهُوَ من يبلغ أَخْبَار بَعثه لمقصوده، سمي بِهِ النَّبِي الْمُرْسل لتتابع الْوَحْي إِلَيْهِ، إِذْ هُوَ (فعول) بِمَعْنى (مفعول) ، ورسل الله تَارَة يُرَاد بهَا الْأَنْبِيَاء وَتارَة الْمَلَائِكَة، فَمن الْملك:{والمرسلات عرفا} و {إِنَّا رَسُولا رَبك} وَهُوَ بِاعْتِبَار الْمَلَائِكَة أَعم من النَّبِي، وَبِاعْتِبَار الْبشر أخص مِنْهُ، وَسَيَجِيءُ تَفْصِيله إِن شَاءَ الله [فِي بحث النَّبِي]
وَأول رَسُول أرْسلهُ الله إِلَى أهل الأَرْض نوح عليه السلام أخرج ابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة فِي قَوْله: {كَانَ النَّاس أمة وَاحِدَة} أَنه قَالَ: ذكر لنا أَنه كَانَ بَين آدم ونوح عشرَة قُرُون، كلهم على الْهدى وعَلى شَرِيعَة من الْحق، ثمَّ اخْتلفُوا بعد ذَلِك فَبعث الله نوحًا
الرشد: الاسْتقَامَة على طَرِيق الْحق مَعَ تصلب فِيهِ، وغالب اسْتِعْمَاله للاستقامة بطرِيق الْعقل، وَيسْتَعْمل للاستقامة فِي الشرعيات أَيْضا، وَيسْتَعْمل اسْتِعْمَال الْهِدَايَة
والرشيد من صِفَات الله بِمَعْنى الْهَادِي إِلَى سَوَاء
الصِّرَاط وَالَّذِي حسن تَقْدِيره فِيمَا قدر، قيل الرشد أخص من الرشد فَإِنَّهُ يُقَال فِي الْأُمُور الدُّنْيَوِيَّة والأخروية
والرشد، محركة: فِي الْأُمُور الأخروية لَا غير
والراشد والرشيد يُقَال فيهمَا أَيْضا والإرشاد أَعم من التَّوْفِيق، لِأَن الله أرشد الْكَافرين بِالْكتاب وَالرَّسُول وَلم يوفقهم
والرشاد: هُوَ الْعَمَل بِمُوجب الْعقل
الرَّد: رده عَن وَجهه: صرفه
ورد عَلَيْهِ الشَّيْء: لم يقبله أَو خطأه
ورد إِلَيْهِ جَوَابا: رَجَعَ
(فَمن الأول قَوْله تَعَالَى: {يردوكم على أعقابكم}
وَمن الثَّانِي: {فرددناه إِلَى أمه}
ورددت الحكم إِلَى فلَان: فوضته إِلَيْهِ وَعَلِيهِ: {فَردُّوهُ إِلَى الله وَرَسُوله}
[وَالرَّدّ: اسْم لنَوْع من التَّسْلِيم، فَإِنَّهُ التَّسْلِيم الَّذِي يُعِيد مَا كَانَ ثَابتا وَقد فَاتَ، كَذَا الْأَدَاء وَالتَّسْلِيم
يُقَال: سلم الْمَغْصُوب إِلَى الْمَالِك، وَسلم الْمَبِيع إِلَى المُشْتَرِي وَأَدَّاهُ اليه، وَقد سمى الله تَسْلِيم مِفْتَاح الْكَعْبَة أَدَاء وَهُوَ عين، فَإِن قيل: رد عين الْمَغْصُوب يُقَال لَهُ الْأَدَاء، ولرد قِيمَته الْقَضَاء قُلْنَا: لَا، بل الْمُسْتَعْمل فِي كل مِنْهُمَا الرَّد وَالْأَدَاء، وَالْقَضَاء إِنَّمَا هُوَ فِي حُقُوق الله المؤقتة، فَإِن أُتِي بهَا فِي أَوْقَاتهَا أَولا يُسمى أَدَاء، وَثَانِيا يُسمى إِعَادَة، وَإِن أُتِي بهَا فِي غير أَوْقَاتهَا عوضا لما فَاتَ يُسمى قَضَاء، وَأما إِطْلَاق لفظ الْأَدَاء وَالْقَضَاء على الدّين فَلَيْسَ لِاتِّحَاد مَعْنَاهُمَا بل بِاعْتِبَار أَن لَهُ شبها بِتَسْلِيم الْعين وشبها بِتَسْلِيم الْمثل]
وَالرِّدَّة: الرُّجُوع فِي الطَّرِيق الَّذِي جَاءَ مِنْهُ، وَكَذَا الارتداد، لَكِن الرِّدَّة تخْتَص بالْكفْر وَهُوَ أَعم قَالَ الله تَعَالَى:{إِن الَّذين ارْتَدُّوا على أدبارهم} وَقَالَ: {فَارْتَد بَصيرًا}
وَقَوْلهمْ: ردا مَنْصُوب بِكَوْنِهِ مَفْعُولا لَهُ، وَيجوز أَن يَجْعَل حَالا، لِأَن الْمصدر قد يُقَام مقَام اسْم الْفَاعِل
الرّفْع.: هُوَ ضد الْوَضع، والتبليغ، وَالْحمل، وتقريبك الشَّيْء، وَمن ذَلِك: رفعته إِلَى الْأَمِير
وَالرَّفْع أَعم من الضَّم لوُقُوعه على الضَّم وَالْألف والبواقي، وأخص مِنْهُ أَيْضا، لِأَن الضَّم قد يكون علم على الْعُمْدَة كَمَا فِي (جَاءَنِي الرجل) وَقد لَا يكون كَمَا فِي (حَيْثُ) وَكَذَا الْكَلَام فِي النصب والجر
والكوفيون يطلقون الرّفْع وَالضَّم على حَرَكَة الْمَبْنِيّ والمعرب، وَالْمَرْفُوع والمضموم على المعرب والمبني
وَالرَّفْع والخفض مستعملان عِنْد الْعَرَب فِي الْمَكَان والمكانة والعز والإهانة
وَرفع الْأَجْسَام الْمَوْضُوعَة إعلاؤها، وَالْبناء تطويله، وَالذكر تنويهه، والمنزلة تشريفها
الركب: هُوَ من ركب الدَّوَابّ، وَكَذَا الركْبَان
والركاب: من ركب السَّفِينَة
وَفعل الرّكُوب إِذا تعلق بالدواب يتَعَدَّى بِنَفسِهِ، وَإِذا تعلق بالفلك يتَعَدَّى بِكَلِمَة (فِي) وَقَوله تَعَالَى:{وَجعل لكم من الْفلك والأنعام مَا تَرْكَبُونَ} على التغليب
وَالْعرب لَا يطلقون لفظ الركب إِلَّا على رَاكب الْبَعِير، وتسمي رَاكب الْفرس فَارِسًا فِي " الْقَامُوس ": وَيُقَال مر فَارس على بغل، وَكَذَا كل ذِي حافر
والمركب: (كمعظم) اخْتصَّ بِمن يركب فرس غَيره مستعيرا وبمن يضعف عَن الرّكُوب
وَالرُّكُوب والارتكاب: قريبان فِي الْمَعْنى، إِلَّا أَن فِي الارتكاب نوع تكلّف وَشدَّة وَقيل: الرّكُوب فِي الْفرس، والارتكاب فِي الرَّاحِلَة
الرّيع: بنقتطين من تَحت: الزِّيَادَة يُقَال: طَعَام كثير الرّيع، وَمِنْه: نَاقَة ريعانة: إِذا كثر ريعها أَي: درها
وَالرّبع، بِنُقْطَة وَاحِدَة من تَحت: هُوَ الدَّار حَيْثُ كَانَت، وَقيل: هُوَ المربع: الْمنزل فِي الرّبيع خَاصَّة
وَالْعَقار: الْمنزل فِي الْبِلَاد
والضياع: الْمنزل فِي طلب الْكلأ، وَكَذَا المنجع)
والرحل: الْمنزل بِدَلِيل: " إِذا ابتلت النِّعَال فَالصَّلَاة فِي الرّحال "
وَلَيْسَ فِي أَجنَاس الْآلَات مَا يُسمى رحلا إِلَّا سرج الْبَعِير
والرحلة، بالسكر: الارتحال
و [الرحلة]، بِالضَّمِّ: الْوَجْه الَّذِي تريده
الراهب: هُوَ وَاحِد رُهْبَان النَّصَارَى
والقسيس: رَئِيس النَّصَارَى فِي الْعلم
والرهبانية: هِيَ الْمُبَالغَة فِي الْعِبَادَة والرياضة والانقطاع عَن النَّاس
والربانيون: عُلَمَاء أهل الْإِنْجِيل
والأحبار: عُلَمَاء أهل التَّوْرَاة
وَقيل: الربانيون هم الَّذين فِي الْعَمَل أَكثر وَفِي الْعلم أقل، والأحبار هم الَّذين كَانُوا أَكثر فِي الْعلم وَالْعَمَل وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ: هما وَاحِد وهم الْعلمَاء
الرضى: قَالَ أَبُو عَليّ الْجِرْجَانِيّ: وزن (رَضِي)(فعل) ولامه معتل بِمَنْزِلَة لَام (حجي) وَهِي كلمة وضعت على هَذِه الْخلقَة
وَفِي " الْقَامُوس ": الرضاء: المراضاة، وبالقصر المرضاة
وَرَضي بِهِ وَعَلِيهِ وَعنهُ بِمَعْنى، وَهُوَ كَمَال إِرَادَة وجود شَيْء
والمحبة: إفراطه
والرضى: أخص من الْإِرَادَة، لِأَن رضى الله ترك الِاعْتِرَاض لَا الْإِرَادَة كَمَا قَالَت الْمُعْتَزلَة (فَإِن الْكفْر مَعَ كَونه مرَادا لَهُ تَعَالَى لَيْسَ مضريا عِنْده، لِأَنَّهُ يعْتَرض عَلَيْهِ ويؤاخذ بِهِ)
والرضى قِسْمَانِ: قسم يكون لكل مُكَلّف، وَهُوَ مَا لَا بُد مِنْهُ فِي الْإِيمَان، وَحَقِيقَته قبُول مَا يرد من قبل الله من غير اعْتِرَاض على حكمه وَتَقْدِيره
وَقسم لَا يكون إِلَّا لأرباب المقامات، وَحَقِيقَته ابتهاج الْقلب وسروره بالمقضي
والرضى فَوق التَّوَكُّل، لِأَن الْمحبَّة فِي الْجُمْلَة
والرضوان، بِالْكَسْرِ وَالضَّم بِمَعْنى الرضى
والمرضاة مثله
قَالَ الطَّيِّبِيّ: " الرضْوَان هُوَ الرضى الْكثير، وَلما كَانَ أعظم الرضى رضى الرَّحْمَن خص لفظ الرضْوَان فِي الْقُرْآن بِمَا كَانَ من الله تَعَالَى "
الرجع: هُوَ حَرَكَة ثَانِيَة فِي سمت وَاحِد، لَكِن لَا على مَسَافَة الأولى بِعَينهَا، بِخِلَاف الانعطاف
وَالرُّجُوع: الْعود إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مَكَانا أَو صفة أَو حَالا يُقَال: رَجَعَ إِلَى مَكَانَهُ وَإِلَى حَالَة الْفقر أَو الْغنى، وَرجع إِلَى الصِّحَّة أَو الْمَرَض أَو غَيره من الصِّفَات
[و {بِمَ يرجع المُرْسَلُونَ} من (الرُّجُوع) أَو من (رَجَعَ الْجَواب) وَقَوله تَعَالَى {فَانْظُر مَاذَا يرجعُونَ} من رَجَعَ الْجَواب لَا غير]
وَرجع عوده على بدئه: أَي رَجَعَ فِي الطَّرِيق الَّذِي جَاءَ مِنْهُ، على أَن البدء مصدر بِمَعْنى الْمَفْعُول
وَالرَّجْعَة: الْإِعَادَة يُقَال: رَجَعَ بِنَفسِهِ ورجعته أَنا، والفعلة فِيهِ عبارَة عَن الْمرة
و (رَجَعَ) يسْتَعْمل لَازِما نَحْو: {أَنهم إِلَيْهِم لَا يرجعُونَ} ومصدره الرُّجُوع
ومتعديا نَحْو: {فَإِن رجعك الله إِلَى طَائِفَة مِنْهُم} ومصدره الرجع
وَرجع عَن الشَّيْء: تَركه
و [رَجَعَ] إِلَيْهِ: أقبل
ورجعة الْمَرْأَة الْمُطلقَة بِالْفَتْح وَالْكَسْر
وَالرُّجُوع البديعي: هُوَ نقض الْكَلَام السَّابِق لنكتة نَحْو:
(أُفٍّ لهَذَا الدَّهْر
…
لَا بل لأَهله)
الريث: هُوَ فِي الأَصْل مصدر (راث) بِمَعْنى أَبْطَأَ، إِلَّا أَنهم أجروه ظرفا كَمَا أجروا مقدم الْحَاج وخفوق النَّجْم، وَهَذَا الْمصدر خَاص لما أضيف إِلَيْهِ الْفِعْل فِي كَلَامهم ك (ريثما خلع) و (ريثما فتح) أَي: قدر خلع وَفتح أَو سَاعَته و (مَا) زَائِدَة، وَأكْثر مَا يسْتَعْمل مُسْتَثْنى فِي كَلَام منفي، وَحقّ (مَا) أَن تكْتب مَوْصُولَة لِضعْفِهَا من حَيْثُ الزِّيَادَة
وَقَوْلهمْ: مَا وقفت عِنْده إِلَّا ريث مَا قَالَ ذَاك، مَتْرُوك على الأَصْل و (مَا) فِيهِ مَصْدَرِيَّة
الرَّفْض: التّرْك
وَالرَّوَافِض: كل جند تركُوا قائدهم
والرافضة: الْفرْقَة مِنْهُم وَفرْقَة من شيعَة الْكُوفَة بَايعُوا زيد بن عَليّ، وَهُوَ مِمَّن يَقُول بِجَوَاز إِمَامَة الْمَفْضُول مَعَ قيام الْفَاضِل، ثمَّ قَالُوا لَهُ: تَبرأ من الشَّيْخَيْنِ فَأبى وَقَالَ: كَانَا وزيري جدي، فَتَرَكُوهُ ورفضوه وارفضوا عَنهُ، وَالنِّسْبَة رَافِضِي
الروية: هِيَ فِي الأَصْل مَهْمُوزَة من (روأ) فِي الْأَمر: إِذا تَأمل وتفكر، وَهِي تكون قبل الْعَزِيمَة وَبعد البديهة، وَقد أحسن من قَالَ:
(بديهة تحل عرى الْمعَانِي
…
إِذا انغلقت فتكفيه الروية)
وَالرِّوَايَة: يعم حكمهَا الرَّاوِي وَغَيره على ممر الْأَزْمَان [بِخِلَاف الشَّهَادَة فَإِنَّهَا] تخص الْمَشْهُود عَلَيْهِ وَله وَلَا تتعداهما إِلَّا بطرِيق التّبعِيَّة الْمَحْضَة
الرعاف، بِالضَّمِّ: دم خَارج من الْأنف، وقاس الْحَنَفِيّ الرعاف والقيء على الْخَارِج من السَّبِيلَيْنِ، فَقيل: لَا حَاجَة للحنفي إِلَى هَذَا الْقيَاس للاستغناء عَنهُ بِخُصُوص النَّص، وَهُوَ حَدِيث:" من قاء أَو رعف فَليَتَوَضَّأ " وَلم يقل الشَّافِعِي بِنَقْض الْوضُوء بالقيء والرعاف لضعف هَذَا الحَدِيث عِنْده
الرجس: الشَّرّ والمستقذر أَيْضا
والركس: الْعذرَة وَالنَّتن
والرجس وَالنَّجس متقاربان، لَكِن الرجس أَكثر مَا يُقَال فِي المستقذر طبعا، وَالنَّجس أَكثر مَا يُقَال فِي المستقذر عقلا وَشرعا
الربض: هُوَ إِذا أضيف إِلَى مَدِينَة يُرَاد بِهِ حواليها، وَإِذا أضيف إِلَى الْغنم يُرَاد مأواها، وَإِذا أضيف إِلَى رجل يُرَاد بِهِ امْرَأَته وكل مَا يأوي إِلَيْهِ
الرتق: هُوَ اتِّحَاد الشَّيْء واجتماعه
والفتق: افتراقه
والرتق، بِالسُّكُونِ: مَا يمْنَع من دُخُول الذّكر فِي الْفرج من غُدَّة غَلِيظَة أَو لحم أَو عظم
والفتق، بِالتَّحْرِيكِ: ضيق الْفرج خلقَة بِحَيْثُ لَا يدْخل الذّكر فِيهِ
الركز: الصَّوْت الْخَفي، وأصل التَّرْكِيب هُوَ الخفاء
والركاز: هُوَ اسْم لما تَحت الأَرْض خلقَة، أَو بدفن الْعباد، غير أَنه حَقِيقَة فِي الْمَعْدن، ومجاز فِي الْكَنْز عِنْد التَّقْيِيد
يُقَال: عِنْده كنز الْعلم
والمعدن: اسْم لما يكون فِيهَا خلقَة
والكنز: اسْم لمدفون الْعباد
والسيوب: دَفِين أَمْوَال الْجَاهِلِيَّة
الرطب: اسْم لثمر النَّخْلَة فِي الْمرتبَة الْخَامِسَة مركبا من القشر وَاللَّحم وَالْمَاء وَيُسمى التَّمْر أَيْضا، وَإِن كَانَ (التَّمْر) اسْما لتمرها فِي الْمرتبَة السَّادِسَة فصارا كاسمين لما فِي الْمرتبَة الْخَامِسَة. وَإِذا زَالَ عَنهُ جُزْء وَهُوَ المَاء، وَاسم وَهُوَ الرطب فِي الْمرتبَة السَّادِسَة بالجفاف بَقِي اسْم آخر وَهُوَ التَّمْر، وجزءان آخرَانِ وهما القشر وَاللَّحم
الرَّأْي: اعْتِقَاد النَّفس أحد النقيضين عَن غَلَبَة الظَّن، وَعَلِيهِ:{يرونهم مثليهم رَأْي الْعين} أَي: يظنونهم بِحَسب مُقْتَض مُشَاهدَة الْعين مثليهم
وَقَالَ بَعضهم: الرَّأْي: هُوَ إجالة الخاطر فِي الْمُقدمَات الَّتِي يُرْجَى مِنْهَا إنتاج الْمَطْلُوب وَقد يُقَال للقضية المستنتجة من الرَّأْي رَأْي، وَيُقَال لكل قَضِيَّة فَرضهَا فارض رَأْي أَيْضا
الرجل: مَعْرُوف، وَإِنَّمَا هُوَ إِذا احْتَلَمَ وشب، أَو هُوَ رجل سَاعَة يُولد
وَفِي " الْقَامُوس ": إِذا بلغ خَمْسَة أشبار فَهُوَ رجل وَاسم الرجل شرعا مَوْضُوع للذات من صنف الذُّكُور من غير اعْتِبَار وصف مُجَاوزَة حد الصغر، أَو الْقُدْرَة على المجامعة، أَو غير ذَلِك، فَيتَنَاوَل كل ذكر من بني آدم حَتَّى دخل الْخصي وَالصَّبِيّ فِي آيَة الْمَوَارِيث الْوَارِدَة باسم الرجل وَالذكر كَقَوْلِه تَعَالَى:{يُوصِيكُم الله فِي أَوْلَادكُم للذّكر مثل حَظّ الْأُنْثَيَيْنِ} وَقَوله تَعَالَى: {وَإِن كَانَ رجل يُورث كَلَالَة} وَدخل الصَّبِي فِي (وَالله لَا أكلم رجلا) حَتَّى يَحْنَث لَو كلم صَبيا وَخَصِيًّا
الرغد: هُوَ أَن يَأْكُل مَا شَاءَ إِذا شَاءَ حَيْثُ شَاءَ
الروع، بِالْفَتْح: الْفَزع
و [الروع] بِالضَّمِّ: الْقلب وَالْعقل
الرَّهْن: هُوَ مَا يرْهن
والرهان فِي الْخَيل أَكثر
الرَّسْم: الْأَثر
والرقم: أقوى مِنْهُ
الرَّفَث: هُوَ بالفرج: الْجِمَاع
و [الرَّفَث] بِاللِّسَانِ: المواعدة
و [الرَّفَث: بِالْعينِ: الغمز
الرّقّ، بِالْفَتْح: مَا يكْتب فِيهِ
و [الرّقّ] بِالْكَسْرِ: الْملك
الرِّبَاط: هُوَ اسْم للمربوطات، إِلَّا أَنه لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي الْخَيل
الرَّمْي: الْإِلْقَاء فَوق الْوَضع والطرح
والنبذ، بِالذَّالِ: الطرح لَكِن يغلب فِيمَا ينسى
و [النبز] بالزاي: يخْتَص بلقب السوء عرفا
وَالْقَذْف يُقَال للإلقاء والوضع (وَكَذَلِكَ الرَّمْي كَقَوْلِه:
غُلَام رَمَاه الله بالْحسنِ يافعا)
ويستعار الْقَذْف للشتم وَالْعَيْب كَمَا استعير للرمي الْبعيد
وَالْإِلْقَاء: طرح الشَّيْء حَيْثُ تَلقاهُ، أَي: ترَاهُ، ثمَّ صَار اسْما لكل طرح وَفِي قَوْله:{فألقي السَّحَرَة سجدا} تَنْبِيه على أَنه دهمهم مَا جعلهم فِي حكم غير المختارين
و (رميت فأخطأت) خطأ، وَإِنَّمَا يَصح (رميت إِلَى فلَان فأخطأت) لِأَن الرَّمْي المقرون ب (إِلَى) لَا يَقْتَضِي الْإِصَابَة، وبدونها يَقْتَضِي الْإِصَابَة
و (رميت بِالسَّهْمِ رماية ورميا) ، و (رميت عَن الْقوس وَعَلَيْهَا) وَلَا تقل بهَا
الرواح: النُّزُول من السّير فِي آخر النَّهَار للروح،
وَيُقَال (رَاح) إِذا دخل فِي وَقت الْعشَاء
الرَّضَاع: كالرضاعة، بِفَتْح الرَّاء، وبكسرها: شرب اللَّبن من الضَّرع أَو الثدي، وَيُقَال: أرضعت الْمَرْأَة الطِّفْل
واسترضعتها إِيَّاه: يتَعَدَّى إِلَى مفعولين، (قَالُوا: وَهَكَذَا حكم كل مفعولين لم يكن أَحدهمَا عبارَة عَن الأول)
الروث: هُوَ السرجين للْفرس وَالْحمار، وَمَا دَامَ فِي الكرش
والخثي، بِالْكَسْرِ للبقر
والبعرة لِلْإِبِلِ
والخرء للطيور
الرَّعْي، بِالْفَتْح مصدر، وبالكسر: الْكلأ
والراعي: بَقِيَّة اللَّبن فِي الضَّرع
الرُّكْن. ركن الشَّيْء: [جَانِبه الْأَقْوَى لُغَة. قَالَ تَعَالَى: {أَو آوى إِلَى ركن شَدِيد} وَفِي الِاصْطِلَاح: ركن الشَّيْء] : مَا لَا جود لذَلِك الشَّيْء إِلَّا بِهِ [من (التقوم) إِذْ قوام الشَّيْء بركنه لَا من (الْقيام) وَإِلَّا يلْزم أَن يكون الْفَاعِل ركنا للْفِعْل، والجسم للعرض، والموصوف للصفة، وَهَذَا بَاطِل بالانفاق] وَيُطلق على جُزْء من الْمَاهِيّة كَقَوْلِنَا: (الْقيام ركن الصَّلَاة) ، وَيُطلق على جَمِيعهَا
الرواء، بِالْفَتْح: المَاء الْعَذَاب
و [الرواء]، بِالضَّمِّ: المنظر الْحسن
و [الرواء] بِالْكَسْرِ: جمع (رَيَّان)
الرقد: النّوم كالرقاد والرقود بضَمهَا، أَو الرقاد خَاص بِاللَّيْلِ
الرابط: هُوَ اللَّفْظ الدَّال على معنى الِاجْتِمَاع بَين الْمَوْضُوع والمحمول
الرمص، بِالتَّحْرِيكِ: وسخ يجْتَمع فِي موق الْعين جَامِدا، فَإِن سَالَ فَهُوَ عمص
الرِّفْق: التَّوَسُّط واللطافة فِي الْأَمر
والرفقة: يُقَال للْقَوْم مَا داموا منضمين فِي مجْلِس وَاحِد ومسير وَاحِد، وَإِذا تفَرقُوا ذهب عَنْهُم اسْم الرّفْقَة، وَلم يذهب عَنْهُم اسْم الرفيق
الرم: هُوَ الشَّيْء الْبَالِي
والرمة: تخْتَص بالعظم
الرَّقَبَة: هِيَ ذَات مرقوق مَمْلُوك سَوَاء كَانَ مُؤمنا أَو كَافِرًا، ذكرا أَو أُنْثَى، كَبِيرا أَو صَغِيرا
الرَّغْبَة: رغب فِيهِ: أرداه بالحرص عَلَيْهِ
و [رغب] عَنهُ: [أعرض] تزهدا، وَلم يشْتَهر تعديتها بإلى، إِلَّا أَن تضمن معنى الرُّجُوع، أَو يكون معنى الرَّغْبَة الرَّجَاء والطلب
الرَّكية: هِيَ للبئر ذَات المَاء
والراوية: هِيَ لِلْإِبِلِ حاملات المَاء
الرواق: هُوَ ستر يمد دون السّقف يُقَال: بَيت مروق
الراهون: هُوَ جبل بِالْهِنْدِ هَبَط عَلَيْهِ آدم عليه السلام
الرَّوْض: أَرض مخضرة بأنواع النَّبَات
وَالرَّوْضَة: بَقِيَّة مَاء الْحَوْض
رب: كلمة تقليل وتكثير، الأول مجَاز، وَالثَّانِي حَقِيقَة مرغوبة، والتقليل أبدا، والتكثير دَائِما، أَو لَهما على السوَاء، أَو للتقليل غَالِبا والتكثير نَادرا، أَو بِالْعَكْسِ، أَو للتكثير فِي مَوضِع المباهاة، والتقليل فِيمَا عداهُ، أَو لم تُوضَع لَهما بل يستفادان من سِيَاق الْكَلَام، ولمبهم الْعدَد تكون تقليلا وتكثيرا
وَلها صدر الْكَلَام ك (كم) لكَونهَا لإنشاء التقليل وتختص بنكرة مَوْصُوفَة بمفرد أَو جملَة اسمية كَانَت أَو فعلية
وَقد تدخل فِيهَا التَّاء دلَالَة على تأنيثها
وَقد تدخل على مُضْمر فيميز ذَلِك الْمُضمر بنكرة مَنْصُوبَة نَحْو: (ربه رجلا)
وَلَا يَليهَا إِلَّا الِاسْم، فَإِذا اتَّصَلت بهَا (مَا) الكافة غيرت حكمهَا ووليها الْفِعْل نَحْو:(رُبمَا جَاءَنِي رجل) لِأَن التَّرْكِيب يزِيل الْأَشْيَاء عَن أُصُولهَا ويخيلها عَن أوضاعها ورسومها، وَهَكَذَا (قل) و (طَال)
رويدا: أَي [صبرا وانتظارا وتأنيا، وَهُوَ تَصْغِير (رَود) ]
ورويدك عمرا: أمهله، وَإِنَّمَا تدخله الْكَاف إِذا كَانَ بِمَعْنى (افْعَل) وَيكون بِوُجُوه أَرْبَعَة:
اسْم فعل نَحْو: (رويدا عمرا)
وَصفَة نَحْو: (سَار سيرا رويدا)
أَو حَالا نَحْو: (سَار الْقَوْم رويدا) اتَّصل بالمعرفة فَصَارَ حَالا لَهَا
ومصدرا نَحْو: (رويد عمر) بِالْإِضَافَة
[نوع]
{رب الْعَالمين} : إِلَه الْخلق كلهم
{رشدا} : إصلاحا أَو خيرا
{رِجْس} : سخط
{ريبه} : شكّ
{رفاتا} : غبارا
{فرَاغ إِلَى آلِهَتهم} : فَذهب إِلَيْهَا فِي خُفْيَة
{راودوه عَن ضَيفه} : قصدُوا الْفُجُور بهم
{من راق} : من يرقيه مِمَّا بِهِ، من (الرّقية) ، أَو من يرقى بِرُوحِهِ أملائكة الرَّحْمَة، أم مَلَائِكَة الْعَذَاب من (الرقي)
{ردء} : أَي معينا
{وَالسَّمَاء ذَات الرجع} : أَي الْمَطَر
{يأتوك رجَالًا} : مشَاة
{رزق كريم} : هِيَ الْجنَّة وَكَذَا {رزقا حسنا}
[ {الرقيم} : لوح كتب فِيهِ خبر أَصْحَاب الْكَهْف]
الرقيم: الْكتاب [أَو اسْم الْوَادي الَّذِي فِيهِ الْكَهْف]
{رواكد} : وقوفا
{وربطنا على قُلُوبهم} : وقويناها بِالصبرِ
{رهقا} : زِيَادَة فِي سيئاتهم (أَو كبرا أَو عتوا، وأصل الرهق غشيان الشَّيْء)
{رَقِيب عتيد} : ملك معد حَاضر يرقب عَمَلهم
{من رِبَاط الْخَيل} : اسْم للخيل الَّتِي ترْبط فِي سَبِيل الله
{ورئيا} : فعل من (الرُّؤْيَة) ، أَو من (الرّيّ) الَّذِي هُوَ النِّعْمَة
{الرادفة} : النفخة الثَّانِيَة
{بِروح الْقُدس} : الِاسْم [الْأَعْظَم] الَّذِي كَانَ عِيسَى يحيى بِهِ الْمَوْتَى
{الربانيون} : عُلَمَاء فُقَهَاء
{بئس الرفد المرفود} : بئس اللَّعْنَة بعد اللَّعْنَة، أَو بئس العون المعان، أَو الْعَطاء الْمُعْطى
{وَأقرب رحما} : رَحْمَة وعطفا
{لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدهمْ رَاعُونَ} قائمون بحفظها وإصلاحها
{إِلَى ربوة} : أَرض بَيت الْمُقَدّس
{ربيون} : رجال
{رابية} : زَائِدَة فِي الشدَّة
{ركزا} : صَوتا خفِيا
{رجيم} : مَلْعُون
{رَاعنا} : أَي ليكن مِنْك رعي لنا، وَمنا رعي لَك والرعي: حفظ الْغَيْر لمصْلحَة
{رغدا} : سَعَة الْمَعيشَة
{ردما} : حاجزا حصينا وَهُوَ أكبر من السد
{بركنه} : بجمعه وَجُنُوده
{واترك الْبَحْر رهوا} : مَفْتُوحًا ذَا فجوة وَاسِعَة، أَو سَاكِنا على هَيئته
{رجت الأَرْض} : حركت
{على رَفْرَف} : وسائد أَو نمارق
{فَروح} : فاستراحة
{وَرَيْحَان} : ورزق طيب
{فَمِنْهَا ركبوهم} : ركوبهم
{وخر رَاكِعا} : سَاجِدا
{لرجمناك} : لقتلناك برمي الْحِجَارَة أَو بأصعب وَجه
{من روح الله} : من فرجه وتنفيسه
{قل نزله روح الْقُدس} : يَعْنِي جِبْرِيل من حَيْثُ إِنَّه ينزل بالقدس، أَي بِمَا يطهر بِهِ نفوسنا من الْقُرْآن وَالْحكمَة والفيض الإلهي
{زبدا رابيا} : عَالِيا
{إِن الله كَانَ عَلَيْكُم رقيبا} : حَافِظًا مطلعا
{فَأَخَذتهم الرجفة} : الزلزلة الشَّدِيدَة
{بِكُل ريع} : بِكُل مَكَان مُرْتَفع
{تِسْعَة رَهْط} : تِسْعَة أنفس
{ردف لكم} : تبعكم ولحقكم
{رواسي} : جبالا شوامخ
{من رَبًّا} : زِيَادَة مُحرمَة
{قدور راسيات} : ثابتات على الأثافي
{كَانَتَا رتقا} : شَيْئا وَاحِدًا وَحَقِيقَة متحدة