المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

النَّبَات وأشكالها وألوانها الْمُخْتَلفَة {وَزلفًا من اللَّيْل} : وساعات مِنْهُ قريبَة - الكليات

[أبو البقاء الكفوي]

فهرس الكتاب

- ‌(فصل الْألف)

- ‌[الْألف اللينة وَالْألف المتحركة] )

- ‌(فصل الْألف وَالْبَاء)

- ‌(نوع فِي بَيَان لُغَات أَلْفَاظ النّظم الْجَلِيل)

- ‌(فصل الْألف وَالتَّاء)

- ‌(فصل الْألف والثاء)

- ‌(فصل الْألف وَالْجِيم)

- ‌(فصل الْألف والحاء)

- ‌(فصل الْألف وَالْخَاء)

- ‌(فصل الْألف وَالدَّال)

- ‌(فصل الْألف والذال)

- ‌(فصل الْألف وَالرَّاء)

- ‌(فصل الْألف وَالزَّاي)

- ‌(فصل الْألف وَالسِّين)

- ‌(فصل الْألف والشين)

- ‌(فصل الْألف وَالصَّاد)

- ‌(فصل الْألف وَالضَّاد)

- ‌(فصل الْألف والطاء)

- ‌(فصل الْألف والظاء)

- ‌(فصل الْألف وَالْعين)

- ‌(فصل الْألف والغين)

- ‌(فصل الْألف وَالْفَاء)

- ‌(فصل الْألف وَالْقَاف)

- ‌(فصل الْألف وَالْكَاف)

- ‌(فصل الْألف وَاللَّام)

- ‌(فصل الْألف وَالْمِيم)

- ‌(فصل الْألف وَالنُّون)

- ‌(فصل الْألف وَالْوَاو)

- ‌(فصل الْألف وَالْهَاء)

- ‌(فصل الْألف وَالْيَاء)

- ‌(فصل الْبَاء)

- ‌(فصل التَّاء)

- ‌(فصل الثَّاء)

- ‌(فصل الْجِيم)

- ‌(فصل الْحَاء)

- ‌(فصل الْخَاء)

- ‌(فصل الدَّال)

- ‌(فصل الذَّال)

- ‌(فصل الرَّاء)

- ‌(فصل الزَّاي)

- ‌(فصل السِّين)

- ‌(فصل الشين)

- ‌(فصل الصَّاد)

- ‌(فصل الضَّاد)

- ‌(فصل الطَّاء)

- ‌(فصل الظَّاء)

- ‌(فصل الْعين)

- ‌(فصل الْغَيْن)

- ‌(فصل الْفَاء)

- ‌(فصل الْقَاف)

- ‌(فصل الْكَاف)

- ‌(فصل اللَّام)

- ‌(فصل الْمِيم)

- ‌(فصل النُّون)

- ‌[نوع]

- ‌فصل الْوَاو

- ‌[نوع]

- ‌فصل الْهَاء

- ‌[نوع]

- ‌فصل لَا

- ‌[نوع]

- ‌فصل الْيَاء

- ‌[نوع]

- ‌فصل فِي المتفرقات

- ‌فصل

الفصل: النَّبَات وأشكالها وألوانها الْمُخْتَلفَة {وَزلفًا من اللَّيْل} : وساعات مِنْهُ قريبَة

النَّبَات وأشكالها وألوانها الْمُخْتَلفَة

{وَزلفًا من اللَّيْل} : وساعات مِنْهُ قريبَة من النَّهَار

{وَأَنا بِهِ زعيم} : كَفِيل

{فِي قُلُوبهم زيغ} : عدُول عَن الْحق

{زاغت الْأَبْصَار} : مَالَتْ عَن مستوى نظرها حيرة وشخوصا

{وَزَكَاة} : طَهَارَة

{زاهق} : هَالك

{من كل زوج كريم} : من كل صنف كثير الْمَنْفَعَة

{زَجْرَة وَاحِدَة} : صَيْحَة وَاحِدَة

{وزرابي} : وَبسط فاخرة. {وَقد أَفْلح من زكاها} : أَنما بِالْعلمِ وَالْعَمَل.

{وزلزلوا زلزالا} : وأزعجوا إزعاجا شَدِيدا

و {زلزلت الأَرْض زِلْزَالهَا} : اضطرابها

[ {صَعِيدا زلقا} : أَرضًا ملساء باستئصال مَا فِيهَا من النَّبَات وَالْأَشْجَار بِحَيْثُ لَا يثبت فِيهَا الْقدَم

{زهرَة الْحَيَاة الدُّنْيَا} : أَي زينتها، ومحركة: نور النَّبَات وك (لُمزَة) : النَّجْم

{الزَّبَانِيَة} : واحدهم زبني، مَأْخُوذ من الزَّبْن وَهُوَ الدّفع

{زخرف القَوْل} : يَعْنِي الْبَاطِل المزين المحسن

{الزبر} : كتب، جمع زبور

{زلفى} : قربى

{زينه} : مَا يتزين بِهِ الْإِنْسَان من لبس وحلي وَأَشْبَاه ذَلِك

{خُذُوا زينتكم عِنْد كل مَسْجِد} : أَي لباسكم عِنْد كل صَلَاة

و {مَوْعدكُمْ يَوْم الزِّينَة} : يَعْنِي يَوْم الْعِيد]

(فصل السِّين)

[السُّلْطَان] : كل سُلْطَان فِي الْقُرْآن فَهُوَ حجَّة

[وأصل السلطنة الْقُوَّة، وَمِنْه السليط لقُوَّة اشتعاله

والسلاطة لحدة اللِّسَان]

[السُّور] : كل منزلَة رفيعة فَهِيَ سُورَة وَسورَة الْقُرْآن تهمز وَلَا تهمز فَمن همزها جعلهَا من السؤر، وَهُوَ مَا بَقِي من الشَّرَاب فِي الْإِنَاء فَكَأَنَّهَا

ص: 493

قِطْعَة من الْقُرْآن، وَمن لم يهمزها جعلهَا من الْمَعْنى الْمُتَقَدّم وَسَهل همزها وَقيل: من سور الْبناء، أَي: الْقطعَة مِنْهُ، أَي: منزلَة بعد منزلَة

وَقيل: من سور الْمَدِينَة لإحاطتها بآياتها، وَمِنْه: السوار وَقيل: بارتفاعها، لِأَنَّهَا كَلَام الله

وَالسورَة: الْمنزلَة الرفيعة قَالَ:

(ألم تَرَ أَن الله أَعْطَاك سُورَة

ترى كل ملك دونهَا يتذبذب)

فَكل سُورَة من الْقُرْآن بِمَنْزِلَة دَرَجَة رفيعة ومنزل عَال يرْتَفع الْقَارئ مِنْهَا إِلَى دَرَجَة أُخْرَى ومنزل آخر إِلَى أَن يستكمل الْقُرْآن

[وَثُبُوت السؤرة بِالْهَمْزَةِ بِمَعْنى السُّورَة كَمَا فِي " الْقَامُوس " يُؤَيّد كَون السُّورَة منقلبة الْوَاو عَن الْهمزَة، وَبِه يشْعر كَلَام الْأَزْهَرِي: " أَكثر الْقُرَّاء على ترك الْهمزَة فِي لفظ (السُّورَة) "]

وَحدهَا: قُرْآن يشْتَمل على آي ذِي فَاتِحَة وخاتمة

وسور الْبناء: يجمع على (سور) بِكَسْر الْوَاو

وَسورَة الْقُرْآن تجمع على (سور) بِفَتْح الْوَاو

[السُّور المدنية] : كل سُورَة فِيهَا (يَا أَيهَا النَّاس) وَلَيْسَ فِيهَا (كلا) فَهِيَ مَدَنِيَّة

[السُّورَة المكية] : وكل سُورَة فِي أَولهَا حُرُوف المعجم فَهِيَ مَكِّيَّة إِلَّا الْبَقَرَة وَآل عمرَان، وَفِي (الرَّعْد) اخْتِلَاف

وكل سُورَة فِيهَا قصَّة آدم فَهِيَ مَكِّيَّة سوى الْبَقَرَة

وكل سُورَة فِيهَا ذكر الْمُنَافِقين فَهِيَ مَدَنِيَّة سوى سُورَة العنكبوت وَقَالَ ابْن هِشَام عَن أَبِيه أَن كل سُورَة ذكر فِيهَا الْحُدُود والفرائض فَهِيَ مَدَنِيَّة

وكل مَا كَانَ فِيهِ من ذكر الْقُرُون الْمَاضِيَة من الْأَزْمِنَة الخالية فَهِيَ مَكِّيَّة وَعَن ابْن عَبَّاس: " الحواميم كلهَا مَكِّيَّة " وَقَالَ بَعضهم: كل مَا نزل فِي أَي مَوضِع نزل حِين كَانَ متوطنا فِي الْمَدِينَة فَهُوَ مدنِي إِلَّا أَن يكون نُزُوله بِمَكَّة والاصطلاح على أَن كل مَا نزل قبل الْهِجْرَة فَهُوَ مكي، وَمَا نزل بعد الْهِجْرَة فَهُوَ مدنِي، سَوَاء نزل فِي الْبَلَد حَال الْإِقَامَة أَو فِي غَيرهَا حَال السّفر

[السخر] : كل مَا فِي الْقُرْآن من سخر فَهُوَ الِاسْتِهْزَاء إِلَّا {سخريا} فِي " الزخرف "، فان المُرَاد التسخير والاستخدام

[السكينَة] : كل سكينَة فِي الْقُرْآن فَهِيَ طمأنينة إِلَّا الَّتِي فِي قصَّة طالوت فَإِنَّهَا شَيْء كرأس الْهِرَّة لَهُ جَنَاحَانِ

[السعير] : كل سعير فِي الْقُرْآن فَهُوَ النَّار والوقود إِلَّا {فِي ضلال وسعر} فَإِن المُرَاد العناء

[السُّحت] : كل حرَام قَبِيح الذّكر يلْزم مِنْهُ الْعَار كَثمن الْكَلْب وَالْخِنْزِير فَهُوَ سحت، وَقيل: السُّحت مُبَالغَة فِي صفة الْحَرَام، يُقَال: هُوَ حرَام لَا سحت

وَقيل: السُّحت الْحَرَام الظَّاهِر

[السَّبِيل] : كل مأتي إِلَى الشَّيْء فَهُوَ سَبيله

[السّلف] : كل عمل صَالح قَدمته فَهُوَ فرط

ص: 494

لَك، وكل من تقدمك من آبَائِك وقرابتك فَهُوَ سلف

[السبت] : كل جلد مدبوغ فَهُوَ سبت

[السَّبع] : كل مَا لَهُ نَاب ويعدو على النَّاس وَالدَّوَاب فيفترسها فَهُوَ سبع، بِضَم الْبَاء [السليط] : كل دهن عصر من حب فَهُوَ سليط [السفوف] : كل دَوَاء يُؤْخَذ غير معجون فَهُوَ سفوف، بِالْفَتْح

[السِّلَاح] : كل مَا يُقَاتل بِهِ فَهُوَ سلَاح

[السماع] : كل مَا يستلذه الْإِنْسَان من صَوت طيب فَهُوَ سَماع

[السحر] : كل مَا لطف مأخذه ودق فَهُوَ سحر، بِالْكَسْرِ

[السكن] : كل مَا يسكن إِلَيْهِ وَفِيه ويستأنس بِهِ فَهُوَ سكن

[السَّمَاء] : كل أفق من الْآفَاق فَهُوَ سَمَاء، كَمَا أَن كل طبقَة من الطباق سَمَاء

[السَّقِيفَة] : كل لوح من السَّفِينَة فَهُوَ سَقِيفَة، وَهِي الصّفة

[السامد] : كل رَافع رَأسه فَهُوَ سامد

[السَّبَب] : كل شَيْء وصلت بِهِ إِلَى مَوضِع أَو حَاجَة تريدها فَهُوَ سَبَب، وَيُقَال للطريق: سَبَب، لِأَنَّك بِسَبَبِهِ تصل إِلَى الْموضع الَّذِي تريده

[السكتة] : كل شَيْء أسكت بِهِ صَبيا أَو غَيره فَهُوَ سكتة، بِالضَّمِّ، وَأما السكتة، بِالْفَتْح فَهُوَ نوع من الدَّاء

[السَّاعِي] : كل من ولي شَيْئا على قوم فَهُوَ ساع عَلَيْهِم

[السبط] : كل وَاحِد من ولد يَعْقُوب فَهُوَ سبط، وكل وَاحِد من ولد إِسْمَاعِيل فَهُوَ قَبيلَة

والسبط: الزِّيَادَة فِي كل شَيْء، وَهُوَ أَيْضا شَجَرَة وَاحِدَة لَهَا أَغْصَان كَثِيرَة، وَهُوَ أَيْضا ولد الْوَلَد، وَالْجمع أَسْبَاط {وقطعناهم اثْنَتَيْ عشرَة أسباطا} أَي: أمما وَجَمَاعَة، وَإِنَّمَا فسر بِالْجمعِ، وَلَا يُفَسر الْعدَد بعد الْعشْرَة إِلَى مئة إِلَّا بِوَاحِد يدل على الْجِنْس، كَمَا تَقول: رَأَيْت اثْنَتَيْ عشرَة امْرَأَة، وَلَا تَقول نسَاء لِأَنَّهُ لما قصد الْأُمَم وَلم يقْصد السبط نَفسه لم يجز أَن يفسره بالسبط نَفسه، وَلكنه جعل الأسباط بَدَلا من (اثْنَتَيْ عشرَة) ، وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه الْكُوفِيُّونَ المترجم، فَهُوَ مَنْصُوب على الْبَدَل لَا على التَّمْيِيز

السّمع، بِالْفَتْح والسكون: حس الْأذن، وَالْأُذن أَيْضا، وَمَا وقر فِيهَا من شَيْء تسمعه، وَهُوَ قُوَّة مرتبَة فِي الْعصبَة المنبسطة فِي السَّطْح الْبَاطِن من صماخ الْأذن، من شَأْنهَا أَن تدْرك الصَّوْت المحرك للهواء الراكد فِي مقعر صماخ الْأذن عِنْد وُصُوله إِلَيْهِ بِسَبَب مَا

والسمع قُوَّة وَاحِدَة وَلها فعل وَاحِد، وَلِهَذَا لَا يضْبط الْإِنْسَان فِي زمَان وَاحِد كلامين وَالْأُذن مَحَله، وَلَا اخْتِيَار لَهَا فِيهِ، فَإِن الصَّوْت من أَي

ص: 495

جَانب كَانَ يصل إِلَيْهَا، وَلَا قدرَة لَهَا على تَخْصِيص الْقُوَّة بِإِدْرَاك الْبَعْض دون الْبَعْض، بِخِلَاف قُوَّة الْبَصَر، إِذْ لَهَا فِيهِ شبه اخْتِيَار، فَإِنَّهَا تتحرك إِلَى جَانب دون آخر، وَبِخِلَاف الْفُؤَاد أَيْضا فَإِن لَهُ نوع اخْتِيَار يلْتَفت إِلَى مَا يُرِيد دون غَيره

[وَالله سُبْحَانَهُ سميع لكنه بِلَا صمخة وَلَا آذان، كَمَا أَنه بَصِير بِلَا حدقة وَلَا أجفان، فَيسمع حفيف الطُّيُور، ونداء الديدان فِي بطُون الصخور، ودوي الْحيتَان فِي قعور البحور، ويبصر دَبِيب النملة السَّوْدَاء فِي حنادس الديجور، وَيرى فِي لَيْلَة الظلماء تقلبات الْهَوَام وَهِي تمور]

والسمع قد يعبر بِهِ تَارَة عَن الْأذن نَحْو {ختم الله على قُلُوبهم وعَلى سمعهم} وَتارَة عَن فعله كالسماع نَحْو: {إِنَّهُم عَن السّمع لمعزولون} وَتارَة عَن الْفَهم نَحْو: {سمعنَا وعصينا} ، وكل مَوضِع أثبت السّمع للْمُؤْمِنين، أَو نفى عَن الْكَافرين، أَو حث على تحريه فالقصد بِهِ إِلَى تصور الْمَعْنى والتفكر فِيهِ نَحْو:{وَفِي آذانهم وقرا}

السمعة بِالضَّمِّ والسكون: السماع، وك (الْحِكْمَة) : هَيْئَة

والسمع بِالْكَسْرِ.: الذّكر الْجَمِيل

وَمَا فعله رِيَاء وَلَا سمعة؛ يضم ويحرك: وَهِي مَا نوه بِذكرِهِ ليرى وَيسمع

وَسمع الْإِدْرَاك مُتَعَلّقه الْأَصْوَات نَحْو: {قد سمع الله قَول الَّتِي تُجَادِلك فِي زَوجهَا} ، وَأما قَول الشَّاعِر:

(وَقد سَمِعت بِقوم يحْمَدُونَ فَلم

أسمع بمثلك لَا علما وَلَا جودا)

ف (يحْمَدُونَ) لَيْسَ صفة ل (قوم) ، بل هُوَ بِمَنْزِلَة يَقُول فِيهِ (سمعته يَقُول.) لِأَن ذَوَات الْقَوْم لَيست بمسموعة، بل المسموع هَهُنَا الْحَمد

وَسمع الْفَهم وَالْعقل مُتَعَلّقه الْمعَانِي، وَيَتَعَدَّى بِنَفسِهِ لِأَن مضمونه يتَعَدَّى بِنَفسِهِ كَقَوْلِه {وَقُولُوا انظرنا واسمعوا}

وَسمع الْإِجَابَة يتَعَدَّى بِاللَّامِ نَحْو: {سمع الله لمن حَمده}

وَسمع الْقبُول والانقياد يتَعَدَّى ب (من) كَمَا يتَعَدَّى بِاللَّامِ. نَحْو: {سماعون للكذب} وَهَذَا بِحَسب الْمَعْنى، وَإِذا كَانَ السِّيَاق يَقْتَضِي الْقبُول يتَعَدَّى ب (من) ، وَإِذا اقْتضى الانقياد يتَعَدَّى بِاللَّامِ

وَالصَّحِيح أَن (سمع) لَا يتَعَدَّى إِلَّا الى مفعول وَاحِد، وَالْفِعْل الْوَاقِع بعد الْمَفْعُول فِي مَوضِع الْحَال، فَمَعْنَى (سمعته يَقُول) أَي: سمعته حَال قَوْله كَذَا، و (سَمِعت حَدِيث فلَان) يُفِيد الإصغاء مَعَ الْإِدْرَاك

وسمعك إِلَيّ: أَي اسْمَع مني كَذَا

سَماع ك (قطام)

وَالسَّامِع أَعم لُغَة من الْمُخَاطب، إِذْ الْحَاضِر هُوَ الْمُخَاطب الَّذِي يُوَجه إِلَيْهِ الْكَلَام، وَالسَّامِع يعم لَهُ ولسائر الْحَاضِرين فِي الْمجْلس

ص: 496

وَفِي الْعرف: يُطلق السَّامع على الْمُخَاطب بِحَيْثُ ينزل منزلَة المرادف لَهُ، وَقد يَجْعَل السَّامع الَّذِي لَا يُخَاطب غَائِبا، وَالْغَائِب الَّذِي أرسل اليه الْكتاب مُخَاطبا

(وَالسَّمَاع قد يُطلق وَيُرَاد بِهِ الْإِدْرَاك، كَمَا فِي الْإِدْرَاك بحاسة الْأذن

وَقد يُطلق وَيُرَاد بِهِ الانقياد وَالطَّاعَة)

وَقد يُطلق بِمَعْنى الْفَهم والإحاطة، وَمِنْه:(سَمِعت كَلَام فلَان) وَإِن كَانَ ذَلِك مبلغا على لِسَان غَيره، وَلَا يكون المُرَاد بِهِ غير الْفَهم لما هُوَ قَائِم بِنَفسِهِ، بل الَّذِي هُوَ مَدْلُول عبارَة ذَلِك الْمبلغ، وَإِذا عرف ذَلِك فَمن الْجَائِز أَن يسمع مُوسَى كَلَام الله الْقَدِيم، بِمَعْنى أَنه خلق لَهُ فهمه والإحاطة بِهِ، إِمَّا بِوَاسِطَة أَو بِغَيْر وَاسِطَة، وَالسَّمَاع بِهَذَا الِاعْتِبَار لَا يَسْتَدْعِي صَوتا وَلَا حرفا. وَالسَّمَاع فِي أهل الحَدِيث إِذا عدي ب (عَن) يكون قَارِئ الحَدِيث الشَّيْخ، وَإِذا قَرَأَ أحد على الشَّيْخ وَسمع غَيره عدي ب (على) فَيَقُول الشَّيْخ:(سمع فلَان عَليّ)

وسمعا وَطَاعَة: على إِضْمَار الْفِعْل، وَيرْفَع أَي: أَمْرِي ذَلِك

وَالْمرَاد بالسماعي مَا لَا قَاعِدَة لَهُ يعرف بهَا، كَمَا أَن الْقيَاس مَا لَهُ ضَابِط كلي يعلم بِهِ

السّنة: بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيد: الطَّرِيقَة وَلَو غير مرضية

وَشرعا: اسْم للطريقة المرضية المسلوكة فِي الدّين من غير افتراض وَلَا وجوب وَالْمرَاد بالمسلوكة فِي الدّين مَا سلكها رَسُول الله أَو غَيره مِمَّن هُوَ علم فِي الدّين كالصحابة رضي الله عنهم لقَوْله عليه الصلاة والسلام: (عَلَيْكُم بِسنتي وَسنة الْخُلَفَاء الرَّاشِدين من بعدى "

(وَفِي " غَايَة الْبَيَان ": السّنة هِيَ مَا فِي فعله ثَوَاب وَفِي تَركه عتاب لَا عِقَاب، وَهَذَا التَّعْرِيف أبدعه خاطري، وَمَا قيل: هِيَ الطَّرِيقَة المسلوكة فِي الدّين فَفِيهِ نظر انْتهى)

وَعرفا، بِلَا خلاف: هِيَ مَا واظب عَلَيْهِ مقتدى نَبيا كَانَ أَو وليا، وَهِي أَعم من الحَدِيث لتناولها للْفِعْل وَالْقَوْل والتقرير والْحَدِيث لَا يتَنَاوَل إِلَّا القَوْل، وَالْقَوْل أقوى فِي الدّلَالَة على التشريع من الْفِعْل، لاحْتِمَال اخْتِصَاصه بِهِ، وَالْفِعْل أقوى من التَّقْرِير، لِأَن التَّقْرِير يطرقه من الِاحْتِمَال مَا لَا يطْرق الْفِعْل الوجودي، وَلذَلِك كَانَ فِي دلَالَة التَّقْرِير على التشريع خلاف

وَمُطلق السّنة لَا يَقْتَضِي الِاخْتِصَاص بِسنة رَسُول الله فَإِن المُرَاد بِهِ فِي عرف المتشرعة طَريقَة الدّين، إِمَّا للرسول بقوله وَفعله، أَو للصحابة وَعند الشَّافِعِي مُخْتَصَّة بِسنة رَسُول الله، وَهَذَا بِنَاء على أَنه لَا يرى تَقْلِيد الصَّحَابَة

وَالسّنة: الطَّرِيقَة المسلوكة المتبعة، فَلَا يُطلق اسْم السّنة على طريقتهم إِلَّا بالمجاز، فتتعين الْحَقِيقَة عِنْد الْإِطْلَاق، وَعِنْدنَا: لما وَجب تَقْلِيد الصَّحَابَة كَانَت طريقتهم متعبة لطريق الرَّسُول فَلم

ص: 497

يدل إِطْلَاق السّنة على أَنَّهَا طَريقَة النَّبِي

وَقد تطلق السّنة على الثَّابِت بهَا كَمَا رُوِيَ عَن أبي حنيفَة أَن الْوتر سنة، وَعَلِيهِ يحمل قَوْله " عيدَان اجْتمعَا، احدهما فرض وَالْآخر سنة " أَي: وَاجِب بِالسنةِ

وَالسّنة بِمَعْنى الطَّرِيقَة المسلوكة فِي الدّين، تنتظم الْمُسْتَحبّ والمباح، بل الْوَاجِب وَالْفَرْض أَيْضا

وَالسّنة المصطلحة بِخِلَافِهَا، فَإِنَّهَا مُقَابلَة للأربعة الْمَذْكُورَة

وَالسّنة مُؤَقَّتَة، ويلام بِتَرْكِهَا، ومحتاج إِلَى النِّيَّة بِلَفْظ السّنة، بِخِلَاف النَّفْل فِي ذَلِك كُله

وَسنة الْهدى: أَي مكمل الدّين وَيُقَال لَهَا السّنة الْمُؤَكّدَة كالأذان وَالْإِقَامَة، وَالسّنَن الرَّوَاتِب حكمهَا كالواجب الْمُطَالبَة فِي الدُّنْيَا، إِلَّا أَن تَارِك الْوَاجِب يُعَاقب وتاركها يُعَاتب، وَهُوَ الْمَشْهُور، لَكِن فِي " المسعودية ": من اعْتقد وَلم يعْمل فَهُوَ مُؤمن عَاص وَفِي " التَّلْوِيح ": ترك السّنة الْمُؤَكّدَة قريب من الْحَرَام فَيسْتَحق حرمَان الشَّفَاعَة، إِذْ معنى الْقرب إِلَى الْحُرْمَة أَنه يتَعَلَّق بِهِ مَحْذُور دون اسْتِحْقَاق الْعقُوبَة بالنَّار

وَالسّنَن الزَّائِدَة على الْهدى كأذان الْقَاعِد الْمُنْفَرد والسواك وَصَلَاة اللَّيْل والنوافل الْمعينَة وَالْأَفْعَال الْمَعْهُودَة فِي الصَّلَاة وخارجها لَا يُعَاقب تاركها كالندب والتطوع

وَسنة الْعين كالرواتب وَالِاعْتِكَاف

وَسنة الْكِفَايَة كسلام وَاحِد من جمع

وَسنة عبَادَة وَاتِّبَاع كَالطَّلَاقِ فِي طهر بِلَا وضوء

وَسنة الْمَشَايِخ كالعدد التسع فِي الاستياك

وَأما النَّفْل فَهُوَ مَا فعله النَّبِي مرّة وَتَركه أُخْرَى

وَالْمُسْتَحب دون السّنَن الزَّوَائِد، لاشْتِرَاط الْمُوَاظبَة

وَالْأَدب كالنفل

وَسنة النَّبِي أقوى من سنة الصَّحَابَة، أَلا ترى أَن التَّرَاوِيح فِي رَمَضَان سنة الصَّحَابَة، فَإِنَّهُ لم يواظب عَلَيْهَا رَسُول الله، بل واظب عَلَيْهَا الصَّحَابَة، وَهَذَا مِمَّا ينْدب إِلَى تَحْصِيله ويلام على تَركه، وَلكنه دون مَا واظب عَلَيْهِ الرَّسُول، والمواظبة لم تثبت الْوُجُوب بِدُونِ الْأَمر بِالْفِعْلِ أَو الْإِنْكَار على التارك كَمَا قَالَه (الْمَبْسُوط الْبكْرِيّ)

والسني: مَنْسُوب إِلَى السّنة، حذف التَّاء للنسبة

{إِلَّا أَن تأتيهم سنة الْأَوَّلين} أَي: مُعَاينَة الْعَذَاب

{قد خلت من قبلكُمْ سنَن} أَي: مَضَت لكل أمة سنة ومنهاج، وَقيل: أُمَم

وَالسّنة: الْأمة قَالَ الشَّاعِر:

(مَا عاين النَّاس من فضل كفضلكم

وَلَا رَأَوْا مثلكُمْ فِي سالف السّنَن)

وَالسّنة: بِالْفَتْح وَالتَّخْفِيف غَالب اسْتِعْمَالهَا فِي الْحول الَّذِي فِيهِ الشدَّة والجدب، بِخِلَاف الْعَام: فَإِن اسْتِعْمَاله فِي الْحول الَّذِي فِيهِ الرخَاء

وَالسّنة: مِقْدَار طُلُوع الشَّمْس البروج الاثْنَي عشر

ص: 498

وَفِي عرف الشَّرْع: كل يَوْم إِلَى مثله من الْقَابِل بالشهور الْهِلَالِيَّة

وَالْعَام: من أول الْمحرم إِلَى آخر ذِي الْحجَّة

والشهر: مِقْدَار حُلُول الْقَمَر الْمنَازل الثماني وَالْعِشْرين وَقد يَجِيء بِمَعْنى الْهلَال، لِأَنَّهُ يكون فِي أول الشَّهْر

وَالسّنة، بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيف: ابْتِدَاء النعاس فِي الرَّأْس، فاذا خالط الْقلب صَار نوما وَفِي قَوْله تَعَالَى:{لَا تَأْخُذهُ سنة وَلَا نوم} الْمَنْفِيّ أَولا إِنَّمَا هُوَ الْخَاص، وَثَانِيا الْعَام، وَيعرف ذَلِك من قَوْله:(لَا تَأْخُذهُ) أَي: لَا تغلبه، فَلَا يلْزم من عدم أَخذ السّنة الَّتِي هِيَ قَلِيل من نوم أَو نُعَاس عدم أَخذ النّوم، وَلِهَذَا قَالَ:(وَلَا نوم) بتوسط كلمة (لَا) تنصيصا على شُمُول النَّفْي لكل مِنْهُمَا، لَكِن بَقِي الْكَلَام فِي عدم الِاكْتِفَاء بِنَفْي أَخذ النّوم

قَالَ بَعضهم: هُوَ من قبيل التدلي من الْأَعْلَى إِلَى الْأَدْنَى كَقَوْلِه تَعَالَى: {لن يستنكف الْمَسِيح أَن يكون عبدا لله وَلَا الْمَلَائِكَة المقربون}

وَقيل: هُوَ من قبيل الترقي، فالقائل بالتدلي نظر إِلَى سلب السّنة، لِأَنَّهُ أبلغ من سلب النّوم

وَالْقَائِل بالترقي نظر إِلَى سلب أَخذهَا، لِأَنَّهُ لَيْسَ بأبلغ من سلب من أَخذه لما فِيهِ من الْقُوَّة

وَالْحق أَن المُرَاد بَيَان انْتِفَاء عرُوض شَيْء مِنْهُمَا لَهُ تَعَالَى، لَا لِأَنَّهُمَا قاصران بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْقُوَّة الإلهية فَإِنَّهُ بمعزل عَن مقَام التَّنْزِيه

وَتَقْدِيم السّنة للمحافظة على تَرْتِيب الْوُجُود الْخَارِجِي

السِّين: هِيَ إِذا دخلت على الْفِعْل الْمُسْتَقْبل وصلت بَينه وَبَين (أَن) الَّتِي كَانَت قبل دُخُولهَا من أدوات النصب فيرتفع حِينَئِذٍ الْفِعْل، وينتقل عَن (ان) كَونهَا الناصبة للْفِعْل إِلَى أَن تصير مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة، وَذَلِكَ كَقَوْلِه تَعَالَى:{علم أَن سَيكون مِنْكُم مرضى} أَي: علم أَنه سَيكون وَيُقَال لَهَا حرف تَنْفِيس، لِأَنَّهَا تنقل الْمُضَارع من الزَّمن الضّيق: وَهُوَ الْحَال، إِلَى الْوَاسِع أَي: الِاسْتِقْبَال

وتجيء لمعان كالطلب والتحويل والإصابة على صفة، والاعتقاد وَالسُّؤَال وَالتَّسْلِيم وَالْوَقْف بعد كَاف الْمُؤَنَّث نَحْو (اكرمتكس) وَتسَمى سين الكسكسة

وتجيء للتلطيف: كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {فسنيسره لليسرى} وَالْمرَاد بالتلطيف ترقيق الْكَلَام، بِمَعْنى أَن لَا يكون نصبا فِي الْمَقْصُود، بل يكون مُحْتملا لغيره فَهُوَ كالشيء الرَّقِيق الَّذِي يُمكن تَغْيِيره وبسهل، ويقابله الكثيف، بِمَعْنى أَن يكون نصا فِي الْمَقْصُود، لِأَنَّهُ لَا يُمكن تَغْيِيره فَهُوَ كالكثيف الَّذِي لَا يُمكن فِيهِ ذَلِك، فالمقصود هَهُنَا أَن التَّيْسِير حَاصِل فِي الْحَال، لَكِن أُتِي بِالسِّين الدَّالَّة على الِاسْتِقْبَال وَالتَّأْخِير لتلطيف الْكَلَام وترقيقه لاحْتِمَال أَن لَا يكون التَّيْسِير حَاصِلا فِي الْحَال لنكات تَقْتَضِي ذَلِك

وَالسِّين للاستقبال الْقَرِيب مَعَ التَّأْكِيد، كَمَا أَن (سَوف) للاستقبال الْبعيد

و (سَوف) فِي قَوْله تَعَالَى: (فَسَوف

ص: 499

يبصرون} للوعيد لَا للتبعيد

وَالسِّين فِي الْإِثْبَات مُقَابلَة ل (لن) فِي النَّفْي وَلِهَذَا قد تتمحض للتَّأْكِيد من غير قصد إِلَى معنى الِاسْتِقْبَال

سَوف: حرف مَعْنَاهَا الِاسْتِئْنَاف، أَو كلمة تسويف فِيمَا لم يكن بعد، وتستعمل فِي التهديد والوعد والوعيد، وَإِذا شِئْت أَن تجعلها اسْما نونتها

و (سَوف) كالسين وأوسع زَمَانا مِنْهَا عِنْد الْبَصرِيين، ومرادفة لَهَا عِنْد غَيرهم وتنفرد عَن السِّين بِدُخُول اللَّام فِيهَا نَحْو {ولسوف يعطيك}

وَالْغَالِب على السِّين اسْتِعْمَالهَا فِي الْوَعْد، وَقد تسْتَعْمل فِي الْوَعيد. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: " سَوف، كلمة تذكر للتهديد والوعيد، وينوب عَنْهَا السِّين وَقد يُزَاد (أَن) فِي الْوَعْد أَيْضا

السوَاء: اسْم بِمَعْنى الاسْتوَاء، يُوصف بِهِ كَمَا يُوصف بالمصادر. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى:{إِلَى كلمة سَوَاء بَيْننَا وَبَيْنكُم}

وَسَوَاء الشَّيْء: وَسطه وَمِنْه: {فِي سَوَاء الْجَحِيم}

وَإِذا كَانَ بِمَعْنى (غير) أَو بِمَعْنى الْعدْل يكون فِيهِ ثَلَاث لُغَات: إِن ضممت السِّين أَو كَسرته قصرت فيهمَا جَمِيعًا، وان فتحت مددت

و (سَوَاء) مِمَّا يفرد وَيجمع وَلَا يثنى ك (ضبعان) للمذكر، يجمع وَلَا يثنى وَالصَّحِيح أَنه لَا يثنى وَلَا يجمع لِأَنَّهُ جرى عِنْدهم مجْرى الْمصدر وَهَذَا يحفظ وَلَا يُقَاس عَلَيْهِ

وَالْعرب قد تَسْتَغْنِي عَن الشَّيْء بالشَّيْء حَتَّى يصير المستغنى عَنهُ سَاقِطا من كَلَامهم الْبَتَّةَ، فَمن ذَلِك استغناؤهم ب (ترك) عَن (وذر) و (ودع) وب (سيان) عَن تَثْنِيَة (سَوَاء) ، وَيجمع الْقلَّة عَن الْكَثْرَة وَغير ذَلِك

وَإِذا كَانَ بعد (سَوَاء) ألف الِاسْتِفْهَام فَلَا بُد من (أم) مَعَ الْكَلِمَتَيْنِ، اسْمَيْنِ كَانَتَا أَو فعلين

تَقول: (سَوَاء عَليّ أَزِيد أم عَمْرو) و (سَوَاء عَليّ أَقمت أم قعدت) وَإِذا كَانَ بعْدهَا فعلان بِغَيْر ألف الِاسْتِفْهَام عطف الثَّانِي ب (أَو) ، وَإِن كَانَ بعْدهَا مصدران كَانَ الثَّانِي بِالْوَاو أَوب (أَو) حملا عَلَيْهَا، وَكَذَا لَفْظَة (أُبَالِي) فَإِنَّهُ إِذا وَقع بعد (أُبَالِي) همزَة الِاسْتِفْهَام كَانَ الْعَطف ب (أم) وَإِلَّا فالعطف ب (أَو) ، وَالضَّابِط الْكُلِّي أَنه إِن حسن السُّكُوت على مَا قبل (أَو) فَهُوَ من مَوَاضِع (أَو) ، وَإِن لم يحسن فَهُوَ من مَوَاضِع (أم)، وَفِي (أفعل) التَّفْضِيل لَا يعْطف إِلَّا ب (أم) فَلَا يُقَال:(زيد أفضل أَو عَمْرو)

وَفِي (سَوَاء) أَمر آخر اخْتصَّ بِهِ، وَهُوَ أَنه لَا يرفع الظَّاهِر إِلَّا أَن يكون مَعْطُوفًا على الْمُضمر نَحْو:(مَرَرْت بِرَجُل سَوَاء هُوَ والعدم) فَإِنَّهُ إِن خفضت كَانَ نعتا وَفِي (سَوَاء) ضمير، وَكَانَ الْعَدَم مَعْطُوفًا على الضَّمِير، وَهُوَ تَأْكِيد، وَإِن رفعت (سَوَاء) كَانَ خَبرا مقدما، وَهُوَ مُبْتَدأ، والعدم مَعْطُوف عَلَيْهِ

و (سوى) ، بِالْكَسْرِ وَالْقصر، ظرف من ظروف

ص: 500

الْأَمْكِنَة، وَمَعْنَاهَا إِذا أضيفت [إِلَى نكرَة] كمعنى (مَكَانك) ، وَمَا بعد (سوى) مجرور وَلَيْسَ دَاخِلا فِيمَا قبلهَا، وَإِذا أضيفت إِلَى معرفَة صَارَت معرفَة، لِأَن إضافتها كإضافة (خلقك) و (قدامك) ، بِخِلَاف (غير) فَإِنَّهَا تبقى على تنكرهَا

السُّؤَال: ألف (سَأَلَ يسْأَل) منقلبة عَن الْوَاو، فعلى هَذَا همزَة (سَائل) كهمزة (خَائِف) ، وَأما السَّائِل بِمَعْنى السيلان فهمزته منقلبة عَن الْبَاء، وَكَذَا ألف (سَالَ) مِنْهُ كَمَا فِي (بَاعَ) و (بَائِع)

وَالسُّؤَال: هُوَ استدعاء معرفَة أَو مَا يُؤَدِّي إِلَى الْمعرفَة، أَو مَا يُؤَدِّي إِلَى المَال، فاستدعاء الْمعرفَة جَوَابه على اللِّسَان، وَالْيَد خَليفَة لَهُ بِالْكِتَابَةِ أَو الْإِشَارَة، واستدعاء المَال جَوَابه على الْيَد، وَاللِّسَان خَليفَة لَهَا، إِمَّا بوعد أَو برد

(وَالسُّؤَال يُقَارب الأمنية، لَكِن الأمنية تقال فِيمَا قدر، وَالسُّؤَال فِيمَا طلب فَيكون بعد الأمنية)

وَالسُّؤَال إِذا كَانَ بِمَعْنى الطّلب والالتماس يتَعَدَّى إِلَى مفعولين بِنَفسِهِ، وَإِذا كَانَ بِمَعْنى الاستفسار يتَعَدَّى إِلَى الأول بِنَفسِهِ، وَإِلَى الثَّانِي ب (عَن) تَقول:(سَأَلته كَذَا) و (سَأَلته عَنهُ سؤالا وَمَسْأَلَة) و (سَأَلته بِهِ) أَي: عَنهُ

فِي " الْقَامُوس ": سَأَلَهُ كَذَا وَعَن كَذَا وبكذا

وَقد يتَعَدَّى إِلَى مفعول آخر ب (إِلَى) لتضمين معنى الْإِضَافَة

وَالسُّؤَال: مَا يسْأَل، وَمِنْه {سؤلك يَا مُوسَى}

وَالسُّؤَال للمعرفة قد يكون للاستعلام، وَتارَة للتبكيت، وَتارَة لتعريف المسؤول وتبيينه، وَالسُّؤَال إِذا كَانَ للتعريف تعدى إِلَى الْمَفْعُول الثَّانِي تَارَة بِنَفسِهِ وَتارَة ب (عَن) وَهُوَ أَكثر نَحْو:{ويسألونك عَن الرّوح} ، وَإِذا كَانَ لاستدعاء مَال فيعدى بِنَفسِهِ نَحْو:{واسألوا مَا أنفقتم} أَو ب (من) نَحْو: {واسألوا الله من فَضله}

وَالسُّؤَال كَمَا تعدى ب (عَن) لتَضَمّنه معنى التفتيش تعدى بِالْبَاء أَيْضا لتَضَمّنه معنى الاعتناء، كَذَا فِي " أنوار التَّنْزِيل "

وسؤال الجدل حَقه أَن يُطَابق جَوَابه بِلَا زِيَادَة وَلَا نقص وَأما سُؤال التَّعَلُّم والاسترشاد فَحق الْمعلم أَن يكون فِيهِ كطبيب يتحَرَّى شِفَاء سقيم فيبين المعالجة على مَا يَقْتَضِيهِ الْمَرَض، لَا على مَا يحكيه الْمَرِيض

وَقد يعدل فِي الْجَواب عَمَّا يَقْتَضِيهِ السُّؤَال تَنْبِيها على أَنه كَانَ من حق السُّؤَال أَن يكون كَذَلِك، ويسميه السكاكي أسلوب الْحَكِيم

وَقد يَجِيء الْجَواب أَعم من السُّؤَال للْحَاجة إِلَيْهِ مثل الاستلذاذ بِالْخِطَابِ كَمَا فِي جَوَاب {وَمَا تِلْكَ بيمينك يَا مُوسَى} وَإِظْهَار الابتهاج بِالْعبَادَة والاستمرار على مواظبتها لِيَزْدَادَ غيظ السَّائِل، كَمَا

ص: 501

فِي قَول قوم إِبْرَاهِيم: {نعْبد أصناما فنظل لَهَا عاكفين} فِي جَوَاب: مَا تَعْبدُونَ فَعلم من هَذَا أَن مُطَابقَة الْجَواب للسؤال إِنَّمَا هُوَ الْكَشْف عَن السُّؤَال لبَيَان حكمه، وَقد حصل مَعَ الزِّيَادَة، وَلَا نسلم وجوب الْمُطَابقَة بِمَعْنى الْمُسَاوَاة فِي الْعُمُوم وَالْخُصُوص، وَقد تكون الزِّيَادَة على الْجَواب للتحريض، كَقَوْلِه تَعَالَى:{قَالَ نعم وَإِنَّكُمْ لمن المقربين} وَقد يَجِيء أنقص لاقْتِضَاء الْحَال ذَلِك كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {قل مَا يكون لي أَن أبدله} فِي جَوَاب {ائْتِ بقرآن غير هَذَا أَو بدله} وَإِنَّمَا طوى ذكر الاختراع للتّنْبِيه على أَنه سُؤال محَال، والتبديل فِي إِمْكَان الْبشر

وَقد يعدل عَن الْجَواب أصلا إِذا كَانَ قصد السَّائِل التعنت نَحْو قَوْله تَعَالَى: {ويسألونك عَن الرّوح قل الرّوح من أَمر رَبِّي}

وَقيل: الأَصْل فِي الْجَواب أَن يُعَاد فِيهِ نفس السُّؤَال ليَكُون وَفقه نَحْو: {أئنك لأَنْت يُوسُف قَالَ أَنا يُوسُف} وَكَذَا: {أأقررتم وأخذتم على ذَلِكُم إصري قَالُوا أقررنا} هَذَا أَصله، ثمَّ إِنَّهُم أَتَوا عوض ذَلِك بِحرف الْجَواب اختصاراً وتركا للتكرار، وَالسُّؤَال معاد فِي الْجَواب، فَلَو قَالَ:(امْرَأَة زيد طَالِق وَعَبده حر وَعَلِيهِ الْمَشْي إِلَى بَيت الله إِن دخل هَذَا الدَّار) فَقَالَ زيد: نعم، كَانَ حَالفا، لِأَن الْجَواب يتَضَمَّن إِعَادَة مَا فِي السُّؤَال

[قَالَ الله تَعَالَى: {فَهَل وجدْتُم مَا وعد ربكُم حَقًا قَالُوا نعم} أَي: وجدنَا وعد رَبنَا حَقًا، وَمَوْضِع الْخلاف بَينهمَا وَبَين الإِمَام الشَّافِعِي رحمه الله فِيمَا إِذا كَانَ الْجَواب زَائِدا على قدر السُّؤَال زِيَادَة غير مُحْتَاج إِلَيْهَا، فعندنا يصير مبتدئا، وَهَذَا معنى قَول الْفُقَهَاء: " الْعبْرَة لعُمُوم اللَّفْظ لَا لخُصُوص السَّبَبِيَّة "، وَلَو لم يكن مبتدئا يلْزم إِلْغَاء الزِّيَادَة، وَكَلَام الْعَاقِل يصان عَن الإلغاء، وَعند الإِمَام الشَّافِعِي رحمه الله يَقع الْجَواب عَادَة مَعَ الزِّيَادَة كَمَا فِي قصَّة سيدنَا مُوسَى عليه الصلاة والسلام وَفِي قصَّة سيدنَا عِيسَى عليه الصلاة والسلام أَيْضا {قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يكون لي أَن أَقُول} إِلَى آخِره، فَقُلْنَا: سلمنَا أَن الزِّيَادَة على الْجَواب جَائِزَة لغَرَض وَرَاء الْجَواب، لَكِن لَا يكون ذَلِك من الْجَواب]

وَمن عَادَة الْقُرْآن أَن السُّؤَال (إِذا كَانَ وَاقعا يُقَال فِي الْجَواب: (قل) بِلَا فَاء مثل: {ويسألونك عَن الرّوح} ، {ويسألونك عَن السَّاعَة} ، {ويسألونك عَن الْمَحِيض} ونظائرها، فصيغة الْمُضَارع للاستحضار بِخِلَاف:{ويسألونك عَن الْجبَال} فان الصِّيغَة فِيهَا للاستقبال، لِأَنَّهُ سُؤال علم الله تَعَالَى وُقُوعه وَأخْبر عَنهُ قبله، وَلذَلِك أَتَى بِالْفَاءِ الفصيحة فِي

ص: 502

الْجَواب، حَيْثُ قَالَ:{فَقل ينسفها رَبِّي} أَي: إِذا سألوك فَقل

السوء، بِالْفَتْح: غلب فِي أَن يُضَاف إِلَيْهِ مَا يُرَاد ذمه

و [السوء]، بِالضَّمِّ: جرى مجْرى الشَّرّ، وَكِلَاهُمَا فِي الأَصْل مصدر

وَالسوء: الشدَّة، نَحْو:{يسومونكم سوء الْعَذَاب}

والعقر: نَحْو: {وَلَا تمسوها بِسوء}

وَالزِّنَا نَحْو: {مَا كَانَ أَبوك امْرأ سوء}

والبرص نَحْو: {بَيْضَاء من غير سوء} والشرك نَحْو: {مَا كُنَّا نعمل من سوء} .

والشتم نَحْو: {لَا يحب الله الْجَهْر بالسوء}

والذنب نَحْو: {يعلمُونَ السوء بِجَهَالَة}

والضر نَحْو: {ويكشف السوء}

وَالْقَتْل والهزيمة نَحْو: {لم يمسسهم سوء}

وَبِمَعْنى (بئس) نَحْو: {وَلَهُم سوء الدَّار}

ومقدمات الْفَاحِشَة من الْقبْلَة وَالنَّظَر بالشهوة

السوأى: تَأْنِيث الاسوأ، كالحسنى، أَو مصدر كالبشرى

السَّبَب [لُغَة] : الْحَبل، وَمَا يتَوَصَّل بِهِ إِلَى غَيره، واعتلاق قرَابَة، (وَالْجمع أَسبَاب)

[وَقيل: هُوَ مَا يكون طَرِيقا ومفضيا إِلَى الشَّيْء مُطلقًا، وَهَذَا الْمَعْنى يَشْمَل الْعلَّة وَالسَّبَب

وَفِي الشَّرِيعَة: عبارَة عَمَّا يكون طَرِيقا للوصول إِلَى الحكم غير مُؤثر فِيهِ، وَقيل: مَا يكون طَرِيقا إِلَى الشَّيْء من غير أَن يُضَاف إِلَيْهِ وجود وَلَا وجود، ثمَّ مَا يُضَاف عَلَيْهِ اسْم السَّبَب سَوَاء كَانَ بطرِيق الْحَقِيقَة أَو الْمجَاز أَرْبَعَة أَقسَام:

سَبَب حَقِيقِيّ وَيُسمى سَببا مهيئا نَحْو مَا يكون طَرِيقا للوصول إِلَى الحكم من غير أَن يُضَاف إِلَيْهِ وجوب الحكم أَو وجوده، أَي لَا يكون ثُبُوته بِهِ وَلَا وجوده عِنْده، بل يَتَخَلَّل بَينه وَبَين الحكم عِلّة لَا تصاف وجودهَا إِلَى ذَلِك الطَّرِيق، كحل قيد عبد الْغَيْر فأبق، وَفتح بَاب القفص فطار الطير، وَدلَالَة السَّارِق على مَال إِنْسَان فَسرق، وَأخذ صبي حر من يَد وليه فَمَاتَ فِي يَده لمَرض

وَسبب هُوَ فِي معنى الْعلَّة: كَقطع حَبل الْقنْدِيل الْمُعَلق، وشق الزق الَّذِي فِيهِ مَائِع

وَسبب لَهُ شُبْهَة الْعلَّة: كحفر الْبِئْر فِي الطَّرِيق، وإرضاع الْكَبِيرَة ضَرَّتهَا الصَّغِيرَة

وَسبب مجازي: كاليمين بِاللَّه فَإِنَّهَا سميت سَببا لِلْكَفَّارَةِ بِاعْتِبَار الصُّورَة، وَتَعْلِيق الطَّلَاق وَالْعتاق

ص: 503

بِالشّرطِ، لِأَن دَرَجَات السَّبَب أَن يكون طَرِيقا للوصول إِلَى الحكم]

وَأَسْبَاب السَّمَاء: مراقيها: أَو نَوَاحِيهَا، أَو أَبْوَابهَا

وَالسَّبَب: مَا يكون وجود الشَّيْء مَوْقُوفا عَلَيْهِ، كالوقت للصَّلَاة

وَالشّرط: مَا يتَوَقَّف وجود الشَّيْء عَلَيْهِ، كَالْوضُوءِ للصَّلَاة

وَقيل: السَّبَب مَا يلْزم من عَدمه الْعَدَم، وَمن وجوده (الْوُجُود بِالنّظرِ إِلَى ذَاته، كالزوال مثلا، فَإِن الشَّرْع وَضعه سَببا لوُجُود الظّهْر، وَالشّرط مَا يلْزم من عَدمه الْعَدَم، وَلَا يلْزم من وجوده) وجود وَلَا عدم لذاته، مِثَاله: تَمام الْحول بِالنِّسْبَةِ إِلَى وجوب الزَّكَاة فِي الْعين والماشية

وَالسَّبَب التَّام: هُوَ الَّذِي يُوجد الْمُسَبّب بِوُجُودِهِ

والنحويون لَا يفرقون بَين السَّبَب وَالشّرط، وَكَذَا بَين السَّبَب وَالْعلَّة، فَإِنَّهُم ذكرُوا أَن اللَّام للتَّعْلِيل، وَلم يَقُولُوا للسَّبَبِيَّة، وَقَالَ أَكْثَرهم: الْبَاء للسَّبَبِيَّة، وَلم يَقُولُوا للتَّعْلِيل، وَعند أهل الشَّرْع يَشْتَرِكَانِ فِي تَرْتِيب الْمُسَبّب والمعلول عَلَيْهِمَا، ويفترقان من وَجْهَيْن: أَحدهمَا أَن السَّبَب مَا يحصل الشَّيْء عِنْده لَا بِهِ، وَالْعلَّة مَا يحصل بِهِ، وَالثَّانِي أَن الْمَعْلُول يتأثر عَن علته بِلَا وَاسِطَة بَينهمَا وَلَا شَرط يتَوَقَّف الحكم على وجوده، وَالسَّبَب إِنَّمَا يُفْضِي إِلَى الحكم بِوَاسِطَة أَو بوسائط، وَلذَلِك يتراخى الحكم عَنهُ حَتَّى تُوجد الشَّرَائِط وتنتفي الْمَوَانِع، وَأما الْعلَّة فَلَا يتراخى الحكم عَنْهَا، إِذْ لَا شَرط لَهَا، بل مَتى وجدت أوجبت معلولها بالِاتِّفَاقِ، وَمَا يُفْضِي إِلَى شَيْء، إِن كَانَ إفضاؤه دَاعيا سمي عِلّة، وَإِلَّا سمي سَببا مَحْضا

[وَقد يُرَاد بِالسَّبَبِ الْعلَّة كَمَا يُقَال: النِّكَاح سَبَب الْحل، وَالطَّلَاق سَبَب لوُجُوب الْعدة شرعا كَمَا ذهب إِلَيْهِ بعض الْفُقَهَاء]

وَالْعلَّة الشَّرْعِيَّة تحاكي الْعلَّة الْعَقْلِيَّة أبدا لَا تفترقان، إِلَّا أَن الْعلَّة الْعَقْلِيَّة مُوجبَة

وَاعْلَم أَن الوسائط بَين الْأَسْبَاب وَالْأَحْكَام تَنْقَسِم إِلَى مُسْتَقلَّة وَغير مُسْتَقلَّة

فالمستقبلة يُضَاف الحكم إِلَيْهَا وَلَا يتَخَلَّف عَنْهَا، وَهِي الْعلَّة

وَغير المستقلة مِنْهَا مَا لَهُ مدْخل فِي التَّأْثِير ومناسبة إِن كَانَ فِي قِيَاس المناسبات، وَهُوَ السَّبَب، وَمِنْهَا مَا لَا مدْخل لَهُ، وَلَكِن إِذا انْعَدم يَنْعَدِم الحكم وَهُوَ الشَّرْط، وَبِهَذَا تبين ترقي رُتْبَة الْعلَّة عَن رُتْبَة السَّبَب

وَمن ثمَّة يَقُولُونَ: إِن الْمُبَاشرَة تتقدم على السَّبَب، ووجهة أَن الْمُبَاشرَة عِلّة وَالْعلَّة أقوى من السَّبَب وَلَا تحسب أَن الشَّرْط أَضْعَف حَالا وَأنزل رُتْبَة من السَّبَب، بل الشَّرْط يلْزم من عَدمه الْعَدَم، وَهُوَ من هَذِه الْجِهَة أقوى من السَّبَب، إِذْ السَّبَب لَا مُلَازمَة بَينه وَبَين الْمُسَبّب انْتِفَاء وثبوتا، بِخِلَاف الشَّرْط

وَالسَّبَب وَالْعلَّة يطلقان على معنى وَاحِد عِنْد الْحُكَمَاء، وَهُوَ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ شَيْء آخر، وَكَذَا الْمُسَبّب والمعلول فَإِنَّهُمَا يطلقان عِنْدهمَا على مَا يحْتَاج إِلَى شَيْء آخر، لَكِن أَصْحَاب علم

ص: 504

الْمعَانِي يطلقون الْعلَّة على مَا يُوجد شَيْئا، وَالسَّبَب على مَا يبْعَث الْفَاعِل على الْفِعْل

والحكماء يَقُولُونَ للْأولِ الْعلَّة الفاعلية، وَللثَّانِي الْعلَّة الغائية

وَالسَّبَب يستعار للمسبب دون الْعَكْس، لاستغناء السَّبَب عَن الْمُسَبّب، وافتقار الْمُسَبّب إِلَى السَّبَب إِلَّا إِذا كَانَ الْمُسَبّب مُخْتَصًّا بِهِ كَقَوْلِه تَعَالَى:{إِنِّي أَرَانِي أعصر خمرًا} استعير اسْم الْمُسَبّب فِيهَا وَهُوَ الْخمر للسبب وَهُوَ الْعِنَب، لاخْتِصَاص الْخمر بالعنب، وَهَذَا لِأَنَّهُ إِذا كَانَ مُخْتَصًّا يصير فِي معنى الْمَعْلُول مَعَ الْعلَّة من حَيْثُ إِنَّه لم يحصل إِلَّا بِهِ، والمعلول يستعار لِلْعِلَّةِ وَبِالْعَكْسِ

وَقد يكنى بِالسَّبَبِ عَن الْفِعْل الَّذِي يحصل السَّبَب على سَبِيل الْمجَاز، وَإِن لم يكن الْفِعْل الْمُسْتَفَاد على صُورَة الْفِعْل الْمُسْتَفَاد مِنْهُ، أَو عين الْفِعْل الْمُسْتَفَاد مِنْهُ، كَقَوْلِه تَعَالَى:{غضب الله عَلَيْهِم} {فانتقمنا مِنْهُم} وَالْغَضَب عبارَة عَن نوع متغير فِي الغضبان يتَأَذَّى بِهِ، ونتيجته إهلاك المغضوب عَلَيْهِ، فَعبر عَن نتيجة الْغَضَب بِالْغَضَبِ، وَعَن نتيجة الانتقام بالانتقام

السرى، كالهدى: سير عَامَّة اللَّيْل، كَقَوْلِه: نشأنا على حرف بَرى متنها السرى [والصق مِنْهَا لابتيها القماحد]

وسرى، وَأسرى: بِمَعْنى؛ أَعنِي أَنَّهُمَا لَا زمَان، والهمزة لَيست للتعدية، وَلِهَذَا عدي بِالْبَاء، وهما بِمَعْنى سَار عَامَّة اللَّيْل

وَقيل: سرى لأوّل اللَّيْل، وَأسرى آخر اللَّيْل

وَسَار: مُخْتَصّ بِالنَّهَارِ

والتأويب: سير النَّهَار كُله

والإساد: سير النَّهَار وَاللَّيْل كُله، وَلم يَجِيء فِي الْقُرْآن (سرته)، وَإِنَّمَا جَاءَ فِيهِ (سرت فِيهِ) نَحْو:{أفلم يَسِيرُوا فِي الأَرْض}

وسرت بفلان، نَحْو: سَار بأَهْله وَسيرَته: على التكثير نَحْو: {وسيرت الْجبَال}

و (سرى) الْمُتَعَدِّي بِالْبَاء يفهم مِنْهُ شَيْئَانِ: أَحدهمَا: صُدُور الْفِعْل من فَاعله، وَالثَّانِي: مصاحبته لما دخلت فِيهِ الْبَاء فاذا قلت: سريت بزيد، أَو سَافَرت بِهِ كنت قد وجد مِنْك السّير وَالسّفر مصاحبا لزيد فِيهِ

وَأما الْمُتَعَدِّي بِالْهَمْزَةِ فَإِنَّهُ يَقْتَضِي إِيقَاع الْفِعْل بالمفعول فَقَط، فَإِذا قرن هَذَا الْمُتَعَدِّي بِالْهَمْزَةِ أَفَادَ إِيقَاع الْفِعْل على الْمَفْعُول مَعَ المصاحبة المفهومة من الْبَاء، وَلَو أُتِي فِيهِ بالثلاثي فهم مِنْهُ معنى الْمُشَاركَة فِي مصدره وَهُوَ مُمْتَنع، وأجازوا (سرت حَتَّى وَقت الْعشَاء) ، وَلم يجيزوا (سرت حَتَّى بَغْدَاد) لِأَن الْأَزْمِنَة تحدث على التَّرْتِيب والتدريج كَمَا هُوَ مُقْتَضى (حَتَّى) ، بِخِلَاف الْأَمْكِنَة فَإِنَّهَا أُمُور ثَابِتَة، وَعَلِيهِ قَوْله تَعَالَى:{سَلام هِيَ حَتَّى مطلع الْفجْر}

وَيُقَال، من لدن الصُّبْح إِلَى أَن تَزُول الشَّمْس: سرنا اللَّيْلَة وَفِيمَا بعد الزَّوَال إِلَى آخر النَّهَار:

ص: 505

سرنا البارحة، وَيتَفَرَّع على هَذَا أَنهم يَقُولُونَ مذ انتصاف اللَّيْل إِلَى وَقت الزَّوَال (صبحت بِخَير) و (كَيفَ أَصبَحت)، وَيَقُولُونَ إِذا زَالَت الشَّمْس إِلَى أَن ينتصف اللَّيْل:(مسيت بِخَير) و (كَيفَ أمسيت)

السعد: سعد، كعلم، من السَّعَادَة، وَهِي معاونة الْأُمُور الإلهية للْإنْسَان على نيل الْخَيْر، ويضاد الشقاوة

و [السعد] ، بِفَتْح الْعين، من السعد بِمَعْنى الْيمن

وَيجوز ضم السِّين وَكسر الْعين، من السعد بِمَعْنى الإسعاد، وَمِنْه: المسعود، وَالشَّيْء يَأْتِي مرّة بِلَفْظ الْمَفْعُول، وَمرَّة بِلَفْظ الْفَاعِل وَالْمعْنَى وَاحِد نَحْو:(عبد مكَاتب ومكاتب) و (مَكَان عَامر ومعمور) و (منزل آهل ومأهول) ونفست الْمَرْأَة ونفست، وَلَا يَنْبَغِي لَك، وَلَا يَنْبَغِي لَك، وعنيت بِهِ وعنيت، وسعدوا وسعدوا، وزها علينا وزهي، وَغير ذَلِك

السلك: هُوَ أخص من الْخَيط، وأعم من السمط، لِأَن الْخَيط كَمَا يُطلق على مَا ينظم فِيهِ اللُّؤْلُؤ وَغَيره، كَذَلِك يُطلق على مَا يخاط بِهِ الثَّوْب، والسلك مَخْصُوص بِالْأولِ، والسمط خيط مَا دَامَ فِيهِ الْجَوْهَر، وَتقول للخيط من الْقطن سلك، وَإِذا كَانَ من صوف فَهُوَ نصاح

وسلك، بِمَعْنى (دخل) لَازم، وَبِمَعْنى (أَدخل) مُتَعَدٍّ، نَحْو:{اسألك يدك فِي جيبك} {فاسلك فِيهَا من كل زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ}

السَّهْو: هُوَ غَفلَة الْقلب عَن الشَّيْء بِحَيْثُ يتَنَبَّه بِأَدْنَى تَنْبِيه

وَالنِّسْيَان: غيبَة الشَّيْء عَن الْقلب بِحَيْثُ يحْتَاج إِلَى تَحْصِيل جَدِيد

قَالَ بَعضهم: النسْيَان: زَوَال الصُّورَة عَن الْقُوَّة المدركة مَعَ بَقَائِهَا فِي الحافظة

والسهو زَوَالهَا عَنْهُمَا مَعًا

وَقيل: غفلتك عَمَّا أَنْت عَلَيْهِ لتفقده سَهْو وغفلتك عَمَّا أَنْت عَلَيْهِ لتفقد غَيره نِسْيَان

وَقيل: السَّهْو يكون لما علمه الْإِنْسَان، وَلما لَا يُعلمهُ وَالنِّسْيَان لما غرب بعد حُضُوره وَالْمُعْتَمد أَنَّهُمَا مُتَرَادِفَانِ

[وَالدَّلِيل على أَن النسْيَان فعل الله تَعَالَى لَا من الشَّيْطَان أَنه لَا يُؤَاخذ بِهِ فِي الْآخِرَة، وَأما قَوْله تَعَالَى: {وَمَا أنسانيه إِلَّا الشَّيْطَان} فَالْمُرَاد أَنه إِنَّمَا يوسوس فَتكون وسوسته سَببا للغفلة الَّتِي يخلق الله عِنْد النسْيَان]

وَأما الذهول فَهُوَ عدم استثبات الْإِدْرَاك حيرة ودهشة، وَفِي " الْمُفْردَات ": شغل يُورث حزنا ونسيانا

والغفلة: عدم إِدْرَاك الشَّيْء مَعَ وجود مَا يَقْتَضِيهِ

وَقَوله تَعَالَى: {وَمَا كُنَّا عَن الْخلق غافلين} أَي: مهملين أَمرهم

وَقد يَجِيء النسْيَان بِمَعْنى التّرْك، وَمِنْه النسيء،

ص: 506

وَهُوَ مَا يسْقط فِي منَازِل المرتحلين من رذال امتعتهم

[وَالأَصَح جَوَاز السَّهْو للنَّبِي عليه الصلاة والسلام فِي الْأَفْعَال، كسلامه على رَكْعَتَيْنِ فِي حَدِيث ذِي الْيَدَيْنِ، وَصَلَاة الظّهْر خمْسا فِي حَدِيث ابْن مَسْعُود رضي الله عنهما، وَترك التَّشَهُّد الأول فِي الظّهْر فِي حَدِيث أبي نجيلة، وَذَلِكَ كُله ليعرف كَيْفيَّة أَدَاء الصَّلَاة فِي الْحَالَات كلهَا من فعله، وَلَوْلَا نزُول تِلْكَ الْأَعْرَاض لما علم ذَلِك

قَالَ بَعضهم: السَّهْو فِي حق النَّبِي عليه الصلاة والسلام من الْأَدْنَى إِلَى الْأَعْلَى حَتَّى أَتَى بسجدتين شكرا لَهُ، وَكَذَا يجوز عرُوض النسْيَان لَهُ، لكنه بعد التَّبْلِيغ، أَو فِيمَا لم يُؤمر بتبليغه]

وَيكرهُ أَن يُقَال: نسيت آيَة كَذَا، بل أنسيتها، لحَدِيث الصَّحِيحَيْنِ فِي النَّهْي عَن ذَلِك

السّلم: بِالْكَسْرِ والسكون: ضد الْحَرْب، وَهُوَ من الْأَلْفَاظ الَّتِي أوائلها مَكْسُورَة وأوائل أضدادها مَفْتُوحَة، كالخصب والجدب، وَالْعلم وَالْجهل، والغنى والفقر، وَأَشْبَاه ذَلِك

وَهُوَ أَيْضا الْإِسْلَام، وَهُوَ التَّسْلِيم لله بِلَا مُنَازعَة، وَهُوَ جعل كل شَيْء عين وَعرض، مخلوقا لله تَعَالَى، واعتقاد أَنه تَعَالَى مَوْجُود لَا بداية وَلَا نِهَايَة، مَوْصُوف بِالصِّفَاتِ الْحَسَنَة

وَيُطلق على الْمَذْهَب

وَالسّلم، بِمَعْنى الصُّلْح، يفتح وَيكسر، وَيذكر وَيُؤَنث

و [السّلم] محركة: السّلف، وَهُوَ أَخذ عَاجل بآجل، وَهُوَ أَيْضا اسْم شجر

السَّمَاء: هِيَ سقف كل شَيْء وكل بَيت، ورواق الْبَيْت، والسحاب، والمطر، وَيُطلق على السَّبع، والفلك على التسع بالعرش والكرسي، وَلَا يتناولهما السَّمَاء، وَيجْرِي التَّغْيِير والطي والانشقاق على السَّمَوَات السَّبع دون الْعَرْش والكرسي، فَإِن الْجنَّة بَينهمَا

وَالسَّمَاوَات هن مطبقة مَوْضُوعَة بَعْضهَا فَوق بعض بِلَا علاقَة وَلَا عماد وَلَا مماسة، وَفِيمَا ذكره أَصْحَاب الأرصاد شكوك لكَونهَا احتمالات مَحْضَة صادرة عَن الظَّن والتخمين، غير بَالِغَة رُتْبَة التَّحْقِيق وَالْيَقِين

وَفِي دُخُول الْعَرْش والكرسي خلاف إِجْمَاع الْمُفَسّرين

وَأكْثر المليين من الْمُسلمين وَالْيَهُود وَالنَّصَارَى ذَهَبُوا إِلَى حُدُوث السَّمَاوَات بذواتها وصفاتها وأشكالها وَأما برقليس والاسكندر الافردوسي وَبَعض الْحُكَمَاء الإسلاميين كَأبي عَليّ وَأبي نصر فانهم ذَهَبُوا إِلَى قدم السَّمَاوَات

وَالسَّمَاء بِمَعْنى الْمَطَر يذكر وَيُؤَنث والأغلب عَلَيْهَا التَّأْنِيث، وَالْجمع فِي الْقلَّة على اسمية وَفِي الْكَثْرَة على سمي: ك (فعول)

وَأما السَّمَاء المظلة فَهِيَ مُؤَنّثَة لَا غير وَلِهَذَا وجهوا {منفطر} بِوُجُوه مِنْهَا، أَنه بِمَعْنى ذَات انفطار وَلَيْسَ بِمَعْنى اسْم فَاعل، وَجَمعهَا

ص: 507

(سماوات) لَا غير

وَالسَّمَاوَات وَاحِدَة بالنوع، وَالْأَرْض وَاحِدَة بالشخص

السرُور: هُوَ لَذَّة فِي الْقلب عِنْد حُصُول نفع أَو توقعه أَو اندفاع ضَرَر وَهُوَ والفرح والحبور أُمُور مُتَقَارِبَة، لَكِن السرُور هُوَ الْخَالِص المنكتم، والحبور: هُوَ مَا يرى حبره أَي: أَثَره فِي ظَاهر الْبشرَة، وهما مستعملان فِي الْمَحْمُود وَأما الْفَرح فَهُوَ مَا يُورث أشرا أَو بطرا؛ وَلذَلِك كثيرا مَا يذم، كَقَوْلِه تَعَالَى:{إِن الله لَا يحب الفرحين} فالأولان مَا يكونَانِ عَن الْقُوَّة الفكرية، والفرح مَا يكون عَن الْقُوَّة الشهوية

والشماتة: السرُور بمكاره الْأَعْدَاء

السَّبق: التَّقَدُّم

وَسبق زيد عمرا: جَازَ وَخلف، وَلَيْسَ كَذَلِك سبق عَام كَذَا، وَحَيْثُ كَانَ السَّابِق ضارا جِيءَ ب (على) نَحْو:{إِلَّا من سبق عَلَيْهِ القَوْل} وَيُقَال: سبقته على كَذَا: إِذا غلبته وَحَيْثُ كَانَ نَافِعًا جِيءَ بِاللَّامِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {سبقت لَهُم منا الْحسنى} {والسابقات سبقا} الْمَلَائِكَة تسبق الْجِنّ باستماع الْوَحْي

والسباق، بِالْمُوَحَّدَةِ: مَا قبل الشَّيْء

و [السِّيَاق]، بالمثناه: أَعم

والسبق والتقدم على رَأْي الْحُكَمَاء خَمْسَة، وعَلى رَأْي الْمُتَكَلِّمين سِتَّة

السَّبق بالعلية: وَهُوَ السَّبق الْمُؤثر الْمُوجب على أَثَره ومعلوله، كسبق حَرَكَة الإصبع على حَرَكَة الْخَاتم

والسبق بالطبع: وَهُوَ كَون الشَّيْء بِحَيْثُ يحْتَاج إِلَيْهِ شَيْء آخر وَلَا يكون مؤثرا فِيهِ، كسبق الْوَاحِد على الِاثْنَيْنِ، [والجزء على الْكل، وَالشّرط على الْمَشْرُوط]

والسبق بِالزَّمَانِ: وَهُوَ أَن يكون السَّابِق قبل اللَّاحِق قبلية لَا يُجَامع الْقبل فِيهَا مَعَ الْبعد، كسبق الْأَب على الابْن

والسبق بالرتبة: [وَهُوَ أَن يكون التَّرْتِيب] مُعْتَبرا فِيهِ، والرتبة إِمَّا حسية كسبق الإِمَام على الْمَأْمُوم [إِذا ابتدئ من الإِمَام، أَو سبق الْمَأْمُوم إِذا ابتدئ مِنْهُ] أَو عقلية كسبق الْجِنْس على الْفَصْل [إِذا ابتدئ من الْجِنْس، أَو سبق النَّوْع على الْجِنْس إِذا ابتدئ من النَّوْع] فِي تركيب النَّوْع

والسبق بالشرف: كسبق الْعَالم على المتعلم، [وَهَذَا الْحصْر فِي هَذِه الْخَمْسَة مسطورة فِي كتب الْحُكَمَاء]

[وَالَّذِي زَاده المتكلمون هُوَ سبق بعض أَجزَاء الزَّمَان على الْبَعْض، كتقدم الأمس على الْغَد، وَهَذَا لَيْسَ بوارد، وَإِذ المُرَاد بالتقدم الزماني أَن يكون الْمُتَقَدّم قبل الْمُتَأَخر قبلية لَا تجامع مَعَ الْمُتَأَخر فِيهَا فِي حَالَة وَاحِدَة، وَهَذَا أَعم من أَن يَكُونَا زمانيين أَو غير زمانيين، أَو أَحدهمَا زَمَانا وَالْآخر غير زمَان

ص: 508

وَاعْلَم أَن تقدم الْبَارِي على الْعَالم لَيْسَ تقدما زمانيا عِنْد الْمُتَكَلِّمين الْقَائِلين بِأَن الْعَالم حَادث حدوثا زمانيا، وَعند الفلاسفة الْقَائِلين بِأَن الْعَالم حَادث حدوثا ذاتيا، بل هُوَ تقدم ذاتي عِنْدهم، والباري يجوز انفكاكه عَن الْعَالم فِي الْوُجُود، والعالم يجوز انفكاكه عَن الْبَارِي فِي الحيز، والحيز مُسْتَحِيل على الْبَارِي]

السُّكُوت: هُوَ ترك التَّكَلُّم مَعَ الْقُدْرَة عَلَيْهِ، وَبِهَذَا الْقَيْد الْأَخير يُفَارق الصمت، فَإِن الْقُدْرَة على التَّكَلُّم غير مُعْتَبرَة فِيهِ وَمن ضم شَفَتَيْه آنا يكون ساكتا، وَلَا يكون صامتا إِلَّا إِذا طَالَتْ مُدَّة الضَّم

وَالسُّكُوت إمْسَاك عَن قَوْله الْحق وَالْبَاطِل

والصمت: إمْسَاك عَن قَوْله الْبَاطِل دون الْحق

السَّعْي: الْإِسْرَاع فِي الْمَشْي إِذا انْصَرف عَنْك وَذهب مسرعا

وسعى، ك (رعى) : قصد وَعمل وَمَشى وَعدا ونم

وَالسَّعْي إِذا كَانَ بِمَعْنى الْمُضِيّ والجري يتَعَدَّى ب (إِلَى) نَحْو: {فَاسْعَوْا إِلَى ذكر الله} ، وَإِذا كَانَ بِمَعْنى الْعَمَل يتَعَدَّى بِاللَّامِ كَقَوْلِه:{وسعى لَهَا سعيها}

وسعى سِعَايَة: إِذا أَخذ الصَّدقَات وَهُوَ عاملها

وساعي الرجل الْأمة: فجر بهَا، وَلَا يُقَال ذَلِك فِي الْحرَّة

{وَأَن لَيْسَ للْإنْسَان إِلَّا مَا سعى} أَي نوى، وَهَذَا أحد التوجيهات الدافعة لتعارض قَوْله تَعَالَى:{وَالَّذين آمنُوا وَاتَّبَعتهمْ ذُرِّيتهمْ} أَو هِيَ مَنْسُوخَة بهَا، أَو خَاصَّة بِقوم إِبْرَاهِيم ومُوسَى، أَو لَيْسَ لَهُ إِلَّا سَعْيه، غير أَن الْأَسْبَاب مُخْتَلفَة، فَتَارَة تكون بسعيه فِي تَحْصِيل الشَّيْء بِنَفسِهِ، وَتارَة تكون بسعيه فِي تَحْصِيل سَببه

وَلَفظ السّعَايَة لَا يخْتَص بالعبيد، بل مُسْتَعْمل فِي الْحر أَيْضا إِذا لم يكن لَهُ مَال فِي الْحَال

السجع: الْكَلَام المقفى، أَو مُوالَاة الْكَلَام على رُوِيَ

والسجع يقْصد فِي نَفسه ثمَّ يُحَال الْمَعْنى عَلَيْهِ

والفواصل تتبع الْمعَانِي وَلَا تكون مَقْصُودَة فِي نَفسهَا

والسجع يكون فِي الْقُرْآن وَغَيره، بِخِلَاف الفاصلة وَمِنْهُم من منع السجع فِي الْقُرْآن متمسكا بقوله تَعَالَى:{كتاب فصلت آيَاته} وَقد سَمَّاهُ الله تَعَالَى فواصل فَلَيْسَ لنا أَن نتجاوز ذَلِك وكلمات الأسجاع مَوْضُوعَة على أَن تكون سَاكِنة الأعجاز وموقوفا عَلَيْهَا

وَقصر الفقرات يدل على قُوَّة المنشئ، وَأَقل مَا يكون من كَلِمَتَيْنِ كَقَوْلِه تَعَالَى:{يَا أَيهَا المدثر قُم فَأَنْذر وَرَبك فَكبر} وَغير ذَلِك

وَأما الفقرات الْمُخْتَلفَة فَالْأَحْسَن أَن تكون الثَّانِيَة أَزِيد من الأولى بِقدر غير كثير، وَقَول أهل

ص: 509

البديع: " أحسن الأسجاع مَا تَسَاوَت قرائنه ثمَّ طَالَتْ قرينته الثَّانِيَة " قد عَكسه صَاحب " الْكَشَّاف " فِي ديباجته

وَإِن زَادَت الفقرات على ثِنْتَيْنِ فَلَا يضر تَسَاوِي الْأَوليين وَزِيَادَة الثَّالِثَة عَلَيْهِمَا، وَإِن زَادَت الثَّانِيَة على الأولى يَسِيرا وَالثَّالِثَة على الثَّانِيَة فَلَا بَأْس، لَكِن لَا يكون أَكثر من الْمثل، وَلَا بُد من الزِّيَادَة فِي آخر الفقرات

قيل لبَعض الأدباء: مَا أحسن السجع؟ قَالَ: مَا خف على السّمع قيل: مثل مَاذَا؟ قَالَ: مثل هَذَا

والفقرة فِي النثر كالبيت فِي النّظم اسْتِعْمَالا

السهولة: هِيَ فِي البديع خلو اللَّفْظ من التَّكْلِيف والتعقيد والتعسف فِي السبك وَمن أحسن أمثله؛ قَوْله:

(أَلَيْسَ وَعَدتنِي يَا قلب أَنِّي

إِذا مَا تبت من ليلى تتوب)

(فها أَنا تائب من حب ليلى

فَمَا لَك كلما ذكرت تذوب)

السياسة: هِيَ استصلاح الْخلق بإرشادهم إِلَى الطَّرِيق المنجي فِي العاجل والآجل، وَهِي من الْأَنْبِيَاء على الْخَاصَّة والعامة فِي ظَاهِرهمْ وَبَاطِنهمْ، وَمن السلاطين والملوك على كل مِنْهُم فِي ظَاهِرهمْ لَا غير، وَمن الْعلمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء على الْخَاصَّة فِي باطنهم لَا غير

والسياسة الْبَدَنِيَّة: تَدْبِير المعاش مَعَ الْعُمُوم على سنّ الْعدْل والاستقامة

السَّفه: [السَّرف والتبذير] سفه بِكَسْر الْفَاء مُتَعَدٍّ، وَبِضَمِّهَا قَاصِر، ومصدر الْمُتَعَدِّي (سفاها) والقاصر (سفها) ، وَهُوَ ضد الْحلم

وَالسَّفِيه: من ينْفق مَاله فِيمَا لَا يَنْبَغِي من وُجُوه التبذير وَلَا يُمكن إِصْلَاحه بالتمييز وَالتَّصَرُّف فِيهِ بِالتَّدْبِيرِ، وَحَاصِل تَفْسِير السَّفِيه فِي صفة الْمُنَافِقين على مَجْمُوع اللُّغَات أَنه ظَاهر الْجَهْل، عديم الْعقل، خَفِيف اللب، ضَعِيف الرَّأْي، ردئ الْفَهم، مستخف الْقدر، سريع الذَّنب، حقير النَّفس، مخدوع الشَّيْطَان، أَسِير الطغيان، دَائِم الْعِصْيَان، ملازم الكفران، لَا يُبَالِي بِمَا كَانَ

السّفل: هُوَ ضد الْعُلُوّ، من (سفل) من حد (نصر)

و [السّفل] بِالضَّمِّ: من السفالة الَّتِي هِيَ الدياثة، من حد (شرف)

والسفلة: الْكَافِر، وَالَّذِي لَا يُبَالِي بِمَا قَالَ وَمَا قيل لَهُ، وَالَّذِي يلْعَب بالحمام ويقامر، وَالَّذِي إِذا دعِي إِلَى طَعَام فَيحمل من هُنَاكَ شَيْئا

السحر، بِالْكَسْرِ والسكون: مزاولة النُّفُوس الخبيثة لأفعال وأحوال يَتَرَتَّب عَلَيْهَا أُمُور خارقة للْعَادَة لَا يتَعَذَّر معارضته. وَهُوَ فِي أصل اللُّغَة الصّرْف، حَكَاهُ الْأَزْهَرِي عَن الْفراء وَغَيره

وإطلاقه على مَا يَفْعَله صَاحب الْحِيَل بمعونة الْآلَات والأدوية وَمَا يتْرك صَاحب خفَّة الْيَد بِاعْتِبَار مَا فِيهِ صرف الشَّيْء عَن جِهَته حَقِيقَة لغوية

وَالسحر الكلامي: غرابته ولطافته المؤثرة فِي الْقُلُوب، المحولة إِيَّاهَا من حَال إِلَى حَال كالسحر

ص: 510

و " إِن من الْبَيَان لسحرا ": مَعْنَاهُ - وَالله أعلم - أَن يمدح الْإِنْسَان فَيصدق فِيهِ حَتَّى يصرف قُلُوب السامعين إِلَيْهِ، ويذمه فَيصدق فِيهِ أَيْضا حَتَّى يصرف قُلُوبهم إِلَيْهِ

وَالصَّحِيح من مَذْهَب أَصْحَابنَا أَن تعلمه حرَام مُطلقًا، لِأَنَّهُ توسل إِلَى مَحْظُور عَنهُ غنى وتوقيه بالتجنب أصلح وأحوط

والسحور، بِالْفَتْح: مَا يُؤْكَل فِي السحر، محركة، وَهُوَ السُّدس الْأَخير من اللَّيْل

و [السّحُور] بِالضَّمِّ: جمعه

[السّفر، محركة: قطع الْمسَافَة لُغَة، وَشَرِيعَة: هُوَ الْخُرُوج عَن قصد مسيرَة ثَلَاثَة أَيَّام ولياليها فَمَا فَوْقهَا سير الْإِبِل ومشي الْأَقْدَام وَهُوَ من أَسبَاب التَّخْفِيف لكَونه من أَسبَاب الْمَشَقَّة فيؤثر فِي قصر ذَوَات الْأَرْبَع من الصَّلَاة إِجْمَاعًا، لكنه على سَبِيل الْإِسْقَاط عندنَا، والرقبة عِنْد الإِمَام الشَّافِعِي رحمه الله حَتَّى لَو فَاتَتْهُ يلْزم قَضَاء الْأَرْبَع عِنْده]

السّفر، بِالسُّكُونِ: كشف الظَّاهِر، وَمِنْه: السفير، لِأَنَّهُ يكْشف مُرَاد المتخاصمين

وسافر الرجل: انْكَشَفَ عَن الْبُنيان، وَمِنْه: السّفر، محركة، لِأَنَّهُ يكْشف عَن أَخْلَاق الْمَرْء وأحواله

وَقيل: السّفر كشف الظَّاهِر

والفسر: كشف الْبَاطِن وَمِنْه:

التفسرة: للقارورة الَّتِي يُؤْتى بهَا عِنْد الطَّبِيب، لِأَنَّهَا تكشف عَن بَاطِن العليل

وسفرت الْمَرْأَة: أَي أَلْقَت خمارها عَن وَجههَا

وأسفر وَجههَا: أَضَاء

وأسفر الصُّبْح: ظهر

السّلف، محركة: السّلم اسْم من الإسلاف، وَالْقَرْض الَّذِي لَا مَنْفَعَة فِيهِ للقرض، وعَلى الْمُقْتَرض رده كَمَا أَخذ، وكل عمل صَالح قَدمته أَو فرط لَك، وكل من تقدمك من آبَائِك وقرابتك فَهُوَ سلف

وَالسَّلَف من أبي حنيفَة إِلَى مُحَمَّد بن الْحسن، وَالْخلف: من مُحَمَّد بن الْحسن إِلَى شمس الْأَئِمَّة الْحلْوانِي، والمتأخرون: من شمس الْأَئِمَّة إِلَى حَافظ الْملَّة وَالدّين البُخَارِيّ

والمتقدمون فِي لساننا أَبُو حنيفَة وتلامذته بِلَا وَاسِطَة. والمتأخرون هم الَّذين بعدهمْ من الْمُجْتَهدين فِي الْمَذْهَب

وَقد يُطلق المتقدمون على الْمُتَأَخِّرين

وأصحابنا: يُطلق على مَجْمُوع الطَّائِفَتَيْنِ كَمَا فِي " التَّبْصِرَة "

وَقَالَ بَعضهم: السّلف شرعا كل من يُقَلّد ويقتفى أَثَره فِي الدّين كَأبي حنيفَة وَأَصْحَابه، فَإِنَّهُم سلفنا، وَالصَّحَابَة فَإِنَّهُم سلفهم وَفِيه أَن أَبَا حنيفَة من أجلاء التَّابِعين

(والسالفة: الْمَاضِيَة أَمَام الغائرة)

السُّكْنَى: مصدر بِمَعْنى الْإِقَامَة، أَو اسْم بِمَعْنى الإسكان

وَالْمرَاد من (اسكن) فِي قَوْله تَعَالَى: {اسكن أَنْت وزوجك الْجنَّة} الْإِقَامَة

ص: 511

وَفِي " الْأَعْرَاف " أُرِيد اتِّخَاذ المسكنة، وَلِهَذَا أَتَى بِالْفَاءِ الدَّالَّة على تَرْتِيب الْأكل على السُّكْنَى الْمَأْمُور باتخاذها، لِأَن الْأكل بعد الاتخاذ من حَيْثُ لَا يُعْطي عُمُوم معنى (حَيْثُ شئتما) وَلما نسب القَوْل إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ فِي سُورَة " الْبَقَرَة " ناسب زِيَادَة الْإِكْرَام بِالْوَاو الدَّالَّة على الْجمع بَين السُّكْنَى وَالْأكل، بِدَلِيل (رغدا حَيْثُ شئتما) لِأَنَّهُ أَعم

السَّلب والإيجاب: هُوَ فِي البديع أَن يبْنى الْكَلَام على نفي شَيْء من جِهَة وإثباته من جِهَة أُخْرَى، وَالْأَمر من جِهَة وَالنَّهْي من جِهَة أُخْرَى وَمَا أشبه ذَلِك، كَقَوْلِه تَعَالَى، {فَلَا تخشوا النَّاس واخشون} وَقَوله:{وَلَا تنهرهما وَقل لَهما قولا كَرِيمًا} وَفِي الشّعْر نَحْو قَوْله:

(وننكر إِن شِئْنَا على النَّاس قَوْلهم

وَلَا يُنكرُونَ القَوْل حِين نقُول)

وَالسَّلب لَا يُقَابل النِّسْبَة الْحكمِيَّة، وَإِنَّمَا يُقَابل الْإِيجَاب بِمَعْنى الايقاع

وَالسَّلب: رفع النِّسْبَة الإيجابية المتصورة بَين بَين، فَحَيْثُ لَا يتَصَوَّر ثمَّة نِسْبَة لم يتَصَوَّر هُنَاكَ إِيجَاب وَلَا سلب

[وَالسَّلب الْكُلِّي هُوَ رفع الْإِيجَاب الجزئي لَا الْإِيجَاب الْكُلِّي، فالسلب الْكُلِّي مَعَ الْإِيجَاب الْكُلِّي متقابلان لَيْسَ أَحدهمَا عدما للْآخر، وَيُمكن تعقل أَحدهمَا مَعَ قطع النّظر عَن الآخر فهما متضادان، وَلَا تقَابل بَين الْكُلِّي السالب والكلي الْمُوجب على مَا اخْتَارَهُ بعض الْمُحَقِّقين من وجوب اتِّحَاد مَوْضُوع المتقابلين بالشخصي فَإِن مَوْضُوع السَّلب الْكُلِّي النِّسْبَة الَّتِي بَين الْمَحْمُول وَجَمِيع أَفْرَاد الْمَوْضُوع]

(وَالسَّلب إِمَّا عَائِد إِلَى الذَّات أَو إِلَى الصِّفَات، أَو إِلَى الْأَفْعَال) فالسلوب العائدة إِلَى الذَّات كَقَوْلِنَا: (الله تَعَالَى لَيْسَ كَذَا وَكَذَا) ، والسلوب العائدة إِلَى الصِّفَات تَنْزِيه الصِّفَات عَن النقائص

والسلوب العائدة إِلَى الْأَفْعَال كَقَوْلِنَا: (الله تَعَالَى لَا يفعل كَذَا وَكَذَا)(وَالْقُرْآن مَمْلُوء مِنْهُ) ، وبحسب هَذِه السلوب غير المتناهية تحصل الْأَسْمَاء غير المتناهية

والسالب أَعم من السلبي، إِذْ الْمعَانِي سالبة وَلَيْسَت بسلبية، وَدلَالَة السلبية على السَّلب مُطَابقَة، وَدلَالَة السالب عَلَيْهِ الْتِزَام، كدلالة الْقدَم على انْتِفَاء الْعَدَم السَّابِق، وَدلَالَة الْبَقَاء على انْتِفَاء الْعَدَم اللَّاحِق، وَدلَالَة الوحدانية على انْتِفَاء التَّعَدُّد، فالدلالة فِي الْجَمِيع مُطَابقَة

وَدلَالَة السَّلب عَلَيْهِ الْتِزَام، كدلالة الْقُدْرَة على نفي الْعَجز، وَأما دلالتها على الْمَعْنى الْقَائِم بِالذَّاتِ فَإِنَّهَا مُطَابقَة

وسلب الْعُمُوم هُوَ نفي الشَّيْء عَن جملَة الْأَفْرَاد، لَا عَن كل فَرد، وَعُمُوم السَّلب بِالْعَكْسِ

السَّبِيل: هُوَ أغلب وقوعا فِي الْخَيْر، وَلَا يكَاد اسْم الطَّرِيق يُرَاد إِلَّا مقترنا بِوَصْف أَو إِضَافَة تخلصه لذَلِك

(والسبيل وَالطَّرِيق يذكران ويؤنثان، والصراط

ص: 512

كَذَلِك، إِلَّا أَن الطَّرِيق هُوَ كل مَا يطرقه طَارق، مُعْتَادا كَانَ أَو غير مُعْتَاد) ، والسبيل من الطّرق مَا هُوَ مُعْتَاد السلوك، والصراط من السَّبِيل مَا لَا التواء فِيهِ وَلَا اعوجاج، بل يكون على سَبِيل الْقَصْد فَهُوَ أخص مِنْهَا و (السَّبِيل) فِي {وعَلى الله قصد السَّبِيل} اسْم جنس لقَوْله:{وَمِنْهَا جَائِر} {وأنفقوا فِي سَبِيل الله} أَي: الْجِهَاد وكل مَا أَمر الله بِهِ من الْخَيْر، واستعماله فِي الْجِهَاد أَكثر

والسبيل أَيْضا: الْحجَّة: {وَلنْ يَجْعَل الله للْكَافِرِينَ على الْمُؤمنِينَ سَبِيلا} وَلَا متمسك فِيهِ لأَصْحَاب الشَّافِعِي على فَسَاد شِرَاء الْكَافِر الْمُسلم وَلَا للحنفية على حُصُول بينونة بِنَفس الارتداد

والمحجة: الطَّرِيقَة الْوَاضِحَة، وَهِي الجادة، لكَونهَا غالبة على السابلة، وَلِهَذَا سميت سراطا ولقما، لِأَنَّهَا تسرط السابلة وتلتقمها

والسابلة: أَبنَاء السَّبِيل الْمُخْتَلفَة فِي الطرقات

[السُّجُود: الخضوع والتذلل والانقياد، وَهُوَ هَذَا الْمَعْنى فِي كل الْحَيَوَانَات والنباتات والجمادات، وَإِطْلَاق السُّجُود على الخضوع قيل حَقِيقَة لِأَنَّهُ مُشْتَرك، وَقيل مجَاز، فَيكون اسْتِعَارَة

وَسُجُود الْمَلَائِكَة كَانَ سُجُود تَعْظِيم وتحية كسجود إخْوَة يُوسُف لَهُ، وَلم يكن فِيهِ وضع الْجَبْهَة على الأَرْض، وَإِنَّمَا كَانَ الانحناء فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام بَطل ذَلِك فِي الْإِسْلَام]

(السُّجُود: هُوَ عِنْد كَونه مصدرا حركته أصيلة إِذا قُلْنَا إِن الْفِعْل مُشْتَقّ من الْمصدر، وَعند كَونه جمعا حركته حَرَكَة مُغيرَة من حَيْثُ إِن الْجمع يشتق من الْوَاحِد، وَيَنْبَغِي أَن يلْحق الْمُشْتَقّ تَغْيِير فِي حرف أَو حَرَكَة أَو فِي مجموعهما، ف (ساجد) لما أردنَا أَن نشتق مِنْهُ لفظ الْجمع غيرناه وَجِئْنَا بِلَفْظ (السُّجُود) فَإِذن للمصدر، وَالْجمع لَيْسَ من قبيل الْأَلْفَاظ الْمُشْتَركَة الَّتِي وضعت بحركة وَاحِدَة لمعنيين

وَالسُّجُود: التطامن من خفض الرَّأْس، وَبِه يُفَارق الرُّكُوع، وَأما التذلل فاعتباره فِي مَفْهُومه الْعرفِيّ دون اللّغَوِيّ

وَفِي الشَّرْع: وضع الْجَبْهَة على الأَرْض، وَلَا يلْزم أَن يكون على قصد الْعِبَادَة)

السلخ: وَيسْتَعْمل تَارَة بِمَعْنى النزع والكشط كَقَوْلِك: (سلخت الإهاب عَن الشَّاة) أَي: نَزَعته مِنْهَا وَأُخْرَى بِمَعْنى الْإِخْرَاج والإظهار كَقَوْلِك: (سلخت الشَّاة من الإهاب) أَي: أخرجتها مِنْهُ، فآية:{نسلخ مِنْهُ النَّهَار} على الْمَعْنى الثَّانِي عِنْد الشَّيْخ عبد القاهر والسكاكي، لِأَن كلمة المفاجأة، أَعنِي (إِذا) ، إِنَّمَا يحسن موقعها على هَذَا الْمَعْنى، وَأما الْفَاء فَإِنَّهُ يسْتَعْمل للتعقيب الْعرفِيّ، وَذَلِكَ مِمَّا يخْتَلف بِحَسب الْأُمُور والعادات، فَرُبمَا يطول الزَّمَان الْمُتَوَسّط بَين شَيْئَيْنِ وَلَا يعد ذَلِك فِي الْعَادة مهلة كَمَا فِي هَذِه الْآيَة، فَإِن مِقْدَار النَّهَار وَإِن توَسط

ص: 513

بَين إِخْرَاجه من اللَّيْل وَبَين دُخُول الظلمَة، لَكِن لما كَانَ دُخُول الظلام الشَّامِل بعد زَوَاله بِالْكُلِّيَّةِ أمرا غَرِيبا عَظِيما يَنْبَغِي أَن لَا يحصل إِلَّا بعد إضعاف ذَلِك الْمِقْدَار فَلم يعْتد بِهِ وَلم يعد مهلة، بل جعل مفاجئا لإِخْرَاج النَّهَار بِلَا تراخ

السِّرّ: هُوَ مَا يكتم كالسريرة وَالْجِمَاع وَالذكر وَالنِّكَاح والإفصاح بِهِ، وَالزِّنَا، وَفرج الْمَرْأَة، ومستهل الشَّهْر أَو آخِره أَو وَسطه، وجوف كل شَيْء ولبه وَالْجمع: أسرار وسرائر

وَمَا يسره الْمَرْء فِي نَفسه من الْأُمُور الَّتِي عزم عَلَيْهَا هُوَ السِّرّ

وَأما الْإخْفَاء فَهُوَ الَّذِي لم يبلغ حد الْعَزِيمَة

والأسرار من الأضداد، إِذْ الْهمزَة تصلح للاثبات وَالسَّلب، كَمَا فِي (أشكيته)

والأسارير: محَاسِن الْوَجْه جمع (أسرار) جمع (سر) وَهِي خطوط الْجَبْهَة

السِّيرَة: (فعلة) من السّير، تجوز بهَا للطريقة والهيئة

السّريَّة، بِالضَّمِّ: الْأمة الَّتِي بوأتها بَيْتا، مَنْسُوب إِلَى السِّرّ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ من تَغْيِير النّسَب، وَهِي عِنْد أبي حنيفَة وَمُحَمّد من أعدت للْوَطْء، مُشْتَقّ من السِّرّ، وَهُوَ الْجِمَاع، حَتَّى لَو وجد التحصين، وَهُوَ الْمَنْع من الْخُرُوج والبروز بِدُونِ الْجِمَاع، أَو وجد الْجِمَاع بِدُونِ التحصين لَا يكون تسريا، وَرَأى أَبُو يُوسُف أَن التَّسَرِّي عبارَة عَن التحصين وَالْجِمَاع مَعَ ترك المَاء فِي الْوَطْء طلبا للْوَلَد، وَهُوَ مُشْتَقّ من السِّرّ، وَهُوَ الشّرف، وَإِنَّمَا تصير شريفة إِذا جعلهَا فراشا لتلحق بالمنكوحات

السطع: سَطَعَ الْغُبَار والبرق والشعاع وَالصُّبْح والرائحة: ارْتَفع

وَسمعت لِوَقْعِهِ سطعا شَدِيدا، محركة: أَي صَوت ضَرْبَة ورمية، وَإِنَّمَا حرك لِأَنَّهُ حِكَايَة لَا نعت وَلَا مصدر، والحكايات يُخَالف بَينهَا وَبَين النعوت أَحْيَانًا

السّرقَة: أَخذ مَال مُعْتَبر من حرز اجنبي لَا شُبْهَة فِيهِ خُفْيَة وَهُوَ قَاصد للْحِفْظ، فِي نَومه أَو غيبته

والطر: أَخذ مَال الْغَيْر وَهُوَ حَاضر يقظان قَاصد حفظه

وَفعل كل وَاحِد مِنْهُمَا وَإِن كَانَ شبه فعل الآخر، لَكِن اخْتِلَاف الِاسْم يدل على اخْتِلَاف الْمُسَمّى ظَاهرا فَاشْتَبَهَ الْأَمر فِي أَنه دخل تَحت لفظ السَّارِق حَتَّى يقطع كالسارق أم لَا، فَنَظَرْنَا فِي السّرقَة فَوَجَدْنَاهَا جِنَايَة، لَكِن جِنَايَة الطر أقوى لزِيَادَة فعله على فعل السَّارِق، فَيثبت وجوب الْقطع فِيهِ بِالطَّرِيقِ الأولى، كثبوت حُرْمَة الضَّرْب فِي حق الْأَب بِحرْمَة التأفيف، بِخِلَاف النباش فَإِنَّهُ يَأْخُذ مَالا لَا حَافظ لَهُ من حرز نَاقص خُفْيَة فَيكون فعله أدنى من فعل السَّارِق فَلَا يلْحق بِهِ وَلَا يقطع عِنْد أبي حنيفَة وَمُحَمّد، خلافًا لأبي يُوسُف رحمه الله

السروال، تعريب (شلوار)

والتبان، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيد: سَرَاوِيل صَغِيرَة مِقْدَار شبر سَاتِر للعورة الغليظة للملاحين

السراب: هُوَ مَا يرى فِي نصف النَّهَار من اشتداد الْحر كَالْمَاءِ فِي المفاوز يلصق بِالْأَرْضِ، وَهُوَ غير الْآل الَّذِي يرى فِي طرفِي النَّهَار ويرتفع عَن الأَرْض حَتَّى يصير كَأَنَّهُ بَين الأَرْض وَالسَّمَاء

والسراب فِيمَا لَا حَقِيقَة لَهُ كالشراب فِيمَا لَهُ حَقِيقَة

ص: 514

السَّنَد: هُوَ عِنْد أهل الْمِيزَان مَا يكون الْمَنْع مُبينًا عَلَيْهِ، أَي مَا يكون مصححا لوُرُود الْمَنْع فِي نفس الْأَمر أَو فِي زعم السَّائِل كَأَن يُقَال:(لَا نسلم كَذَا لما لَا يجوز أَن يكون كَذَا) أَو (لَا نسلم لُزُوم ذَلِك وَإِنَّمَا يلْزم لَو كَانَ كَذَا) أَو (لَا نسلم هَذَا وَكَيف يكون هَذَا أَو هَذَا وَالْحَال أَنه كَذَا)

السُّورَة، بِالْفَتْح: هِيَ من الْحر حِدته، وَمن الْمجد أَثَره وعلامته وارتفاعه، وَمن الْبرد شدته، وَمن السُّلْطَان سطوته

السخط: هُوَ لَا يكون إِلَّا من الكبراء والعظماء دون الْأَكفاء والنظراء

وَالْغَضَب يسْتَعْمل فِي النَّوْعَيْنِ

السد، بِالْفَتْح وَالضَّم: التوثيق، وَقيل: بِالضَّمِّ مَا كَانَ خلقَة، وبالفتح مَا كَانَ صَنْعَة

السُّقُوط: سقط: وَقع

و [سقط] الْوَلَد من بطن أمه: خرج

والسقط، مُثَلّثَة [الْفَاء] : الْوَلَد بِغَيْر تَمام

وَسقط الزند، بِالْكَسْرِ: ناره

السدى: هُوَ مَا كَانَ فِي أول اللَّيْل

والندى: هُوَ مَا كَانَ فِي آخر اللَّيْل

قيل: هُوَ من نفس دَابَّة فِي الْبَحْر [كَمَا فِي " الِاخْتِيَار "]

(وسديت الأَرْض: نديتها)

السّمن: هُوَ مَا يكون من الْحَيَوَان

والدهن: مَا يكون من غَيره

السناء: بِالْمدِّ: الْعُلُوّ والارتفاع، وبالقصر: ضوء الْبَرْق

السقم: تَأْثِيره فِي الْبدن

وَالْمَرَض: قد يكون فِي الْبدن وَالنَّفس

السوار: هُوَ مَا كَانَ من ذهب، وَأما مَا كَانَ من فضَّة فَهُوَ قلب، وَمَا كَانَ من ذبل أَو عاج فَهُوَ وقف

السَّبي: هُوَ مَا يسبي، وَالنِّسَاء لانهن تسبين الْقُلُوب، أَو تسبين فتملكن، وَلَا يُقَال ذَلِك للرِّجَال

والسبيئة، بِالْهَمْزَةِ: الْخمر المشتراه للشُّرْب، وَأما المحمولة من بلد إِلَى بلد فَهِيَ بِالْيَاءِ من غير همزَة

السياع: الطين بالتبن، وَإِلَّا فَهُوَ طين

السكتة: بِالضَّمِّ، مصدر (سكت الْغَضَب)

وَالسُّكُوت: مصدر (سكت الرجل)

السهْم: الْخط، يجمع على (سهمات) و (سهمة) بضمهما

والقدح يقارع بِهِ يجمع على (سِهَام)

السبح: المر السَّرِيع فِي المَاء والهواء

يُقَال: سبح سبحا، بِالْفَتْح، وسباحة، بِالْكَسْرِ، ويستعار لمر النُّجُوم:{كل فِي فلك يسبحون} ولجري الْفرس: {والسابحات سبحا}

ولسرعة الذّهاب فِي الْعَمَل: {إِن لَك فِي النَّهَار سبحا طَويلا}

ص: 515

سُبْحَانَ الله، بِمَعْنى التَّسْبِيح، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: فِيهِ تَنْزِيه الله نَفسه عَن السوء، وَالأَصَح أَنه اسْم مصدر، (لَا مصدر مَأْخُوذ من التَّسْبِيح وَهُوَ التَّنْزِيه) ، وَكَونه مصدرا لفعل غير مُسْتَعْمل ضَعِيف، لِأَن أَكثر المصادر يكون لَهُ فعل، وَلَا يكَاد يسْتَعْمل إِلَّا مُضَافا إِلَى مُفْرد ظَاهر أَو مُضْمر إِضَافَة الْمصدر إِلَى الْفَاعِل، وَقد يَنْقَطِع عَن الْإِضَافَة وَيمْتَنع عَن الصّرْف للزيادتين، وَحِينَئِذٍ يحكم عَلَيْهِ بِأَنَّهُ علم التَّسْبِيح، إِذا الاعلام لَا تُضَاف وَقَول الْعَلامَة فِي " الْكَشَّاف " وَغَيره يدل على أَنه علم سَوَاء أضيف أم لَا، (وَأما نَحْو:(حَاتِم طيىء) فباعتبار اشتهاره بِوَصْف السخاوة)

قَالَ الْقُرْطُبِيّ: " سُبْحَانَ الله: مَوْضُوع مَوضِع الْمصدر لِأَنَّهُ لَا يجْرِي بِوُجُوه الْإِعْرَاب، وَلَا يدْخل فِيهِ الْألف وَاللَّام، وَلم يجر مِنْهُ فعل "

فِي " الإتقان ": مِمَّا أميت فعله

وَإِذا صدر بِهِ كَلَام فكثيرا مَا يقْصد بِهِ تَنْزِيه الْحق عَن منقصه ينبىء الْكَلَام عَنْهَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى غَيره كنفي الْعلم فِي قَول الْمَلَائِكَة: {سُبْحَانَكَ لَا علم لنا} ، وكنسبة الظُّلم فِي قَول يُونُس عليه السلام:{سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظَّالِمين} ، وكالمخلوقية فِي قَوْله تَعَالَى:{سُبْحَانَ الَّذِي خلق الْأزْوَاج كلهَا} وَفِي مَجِيء هَذَا بِلَفْظ الْمَاضِي والمضارع إِشْعَار بِأَن من شَأْن مَا اسْتندَ إِلَيْهِ تَعَالَى أَن يسبحه فِي جَمِيع أوقاته

وَأما مجىء الْمصدر مُطلقًا فَهُوَ أبلغ من حَيْثُ إِنَّه يشْعر بِإِطْلَاقِهِ على اسْتِحْقَاق التَّسْبِيح من كل شَيْء وَفِي كل حَال

(وانتصاب (سُبْحَانَهُ) بِفعل مُضْمر مَتْرُوك إِظْهَاره، وَالتَّقْدِير:(اسبح سُبْحَانَ الله) ثمَّ نزل منزلَة الْفِعْل أَو سد مسده، وَدلّ على التَّنْزِيه البليغ من جَمِيع مَا لَا يَلِيق بجنابه الأقدس وَقد استوعب النّظم الْجَلِيل جَمِيع جِهَات هَذِه الْكَلِمَة إعلاما بِأَن المكونات من لدن إخْرَاجهَا من الْعَدَم إِلَى الْوُجُود إِلَى الْأَبَد مسبحة لذاته تَعَالَى قولا وفعلا، طَوْعًا وَكرها

وَقد يسْتَعْمل عِنْد التَّعَجُّب، فَتَارَة يقْصد بِهِ التَّنْزِيه البليغ أَصَالَة والتعجب تبعا، كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى:{سُبْحَانَ الَّذِي أسرى بِعَبْدِهِ} وَتارَة يقْصد بِهِ التَّعَجُّب وَيجْعَل التَّنْزِيه ذَرِيعَة لَهُ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {سُبْحَانَكَ هَذَا بهتان عَظِيم} إِذْ الْمَقْصُود التَّعَجُّب من عظم أَمر الْإِفْك وَفِي " الانوار " فِي قَوْله: {فسبح بِحَمْد رَبك} فتعجب ظَاهره أَن التَّسْبِيح مجَاز عَن التَّعَجُّب بعلاقة السبيبة، فَإِن من رأى أمرا عجيبا يَقُول:(سُبْحَانَ الله) ، وَلَا يخفى أَن التَّعَجُّب كَيْفيَّة غير اختيارية لَا يَصح الْأَمر بِهِ سَوَاء كَانَ تعجب متأمل أَو تعجب غافل، لَكِن تعجب المتأمل تكون مباديه

ص: 516

اختيارية فيسند إِلَيْهِ الْأَمر على طَريقَة التَّجَوُّز؛ وَإِنَّمَا جعل التَّسْبِيح أصلا، وَالْحَمْد حَالا فِي قَوْله تَعَالَى:{يسبحون بِحَمْد رَبهم} لِأَن الْحَمد مُقْتَضى حَالهم دون التَّسْبِيح، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهِ لعَارض

(و (سبح) لَا يتَعَدَّى بِحرف الْجَرّ، لَا تَقول:(سبحت بِاللَّه)، وَإِنَّمَا تَقول:(سبحت الله) أَي: نزهته، لقَوْله تَعَالَى:{سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى} إِلَّا إِذا أُرِيد التَّسْبِيح المقرون بِالْفِعْلِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {فسبح باسم رَبك الْعَظِيم} أَي: صل مفتتحا أَو ناطقا باسم رَبك)

وَأَنت أعلم بِمَا فِي سُبْحَانَكَ أَي: نَفسك

والسبحات، بِضَمَّتَيْنِ: مواقع السُّجُود

وسبحات وَجه الله: أنواره

وسبحة الله: جَلَاله

{كَانَ من المسبحين} أَي: من الْمُصَلِّين

سوق الْمَعْلُوم مساق غَيره: هُوَ عبارَة عَن سُؤال الْمُتَكَلّم عَمَّا يُعلمهُ سُؤال من لَا يُعلمهُ ليوهم أَن شدَّة الشّبَه الْوَاقِع بَين المتناسبين احدثت عِنْده التباس الْمُشبه بالمشبه بِهِ

وَفَائِدَته: الْمُبَالغَة فِي الْمَعْنى نَحْو قَوْلك: (أوجهك هَذَا أم بدر) ؟ فَإِن كَانَ السُّؤَال عَن الشَّيْء الَّذِي يعرفهُ الْمُتَكَلّم خَالِيا من التَّشْبِيه لم يكن من هَذَا الْبَاب كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَمَا تِلْكَ بيمينك يَا مُوسَى} فَإِن الْقَصْد الإيناس لمُوسَى عليه السلام، أَو إِظْهَار المعجز الَّذِي لم يكن مُوسَى يُعلمهُ

وَابْن المعتز سمى هَذَا الْبَاب تجاهل الْعَارِف، وَمن النَّاس من يَجعله من تجاهل الْعَارِف مُطلقًا سَوَاء كَانَ على طَرِيق التَّشْبِيه أَو على غَيره، [وَلَا يخفى مَا فِي التَّعْبِير بِهِ فِي النّظم الْجَلِيل من سوء الْأَدَب]

(وَمن نُكْتَة التجاهل الْمُبَالغَة فِي الْمَدْح أَو الذَّم أَو التَّعْظِيم أَو التحقير أَو التوبيخ أَو التقريع أَو التدله بالحب مثل:

(ليلاي مِنْكُن أم ليلى من الْبشر)

سُلَيْمَان: عليه السلام: هُوَ ابْن دَاوُد، نَبِي، وَملك وَهُوَ ابْن ثَلَاث عشرَة سنة، وَمَات وَله ثَلَاث وَخَمْسُونَ سنة، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: ملك الأَرْض مُؤْمِنَانِ: سُلَيْمَان وَذُو القرنين، وَكَافِرَانِ: نمروذ وَبُخْتنَصَّرَ

[وَقد سخر الله لَهُ الرّيح جريها بِالْغَدَاةِ مسيرَة شهر وبالعشي كَذَلِك يحْكى أَن بَعضهم رأى مَكْتُوبًا فِي منزل بِنَاحِيَة دجلة كتب بعض أَصْحَاب سُلَيْمَان: نَحن نزلناه وَمَا بنيناه، ومبنيا وَجَدْنَاهُ، غدونا من إصطخر فقلناه، وَنحن رائحون مِنْهُ فبانون بِالشَّام إِن شَاءَ الله تَعَالَى واصطخر: من

ص: 517

بِلَاد فَارس، وَبَينه وَبَين الشَّام مسيرَة شهر وَقيل: إِنَّه كَانَ يتغدى بأريحا ويتعشى بسمرقند] [نوع]

{سَاكِنا} : دَائِما

{سَوَاء الْجَحِيم} : وسط الْجَحِيم

{السلوى} : طَائِر يشبه السماني

{سرمدا} : دَائِما

{رفع سمكها} : أَي جعل مِقْدَار ارتفاعها من الأَرْض أَو ثخنها الذَّاهِب فِي الْعُلُوّ رفيعا

{السّلم} : الطَّاعَة

{هَذِه سبيلي} : دعواي

{فسحقا} : فبعدا [من رَحْمَة الله]

{سنفرغ لكم} : وَعِيد، وَلَيْسَ لله شغل

{الْتفت السَّاق بالساق} : آخر يَوْم من أَيَّام الدُّنْيَا، وَأول يَوْم من أَيَّام الْآخِرَة فتلتقي الشدَّة بالشدة

{السُّفَهَاء} : الْجُهَّال بلغَة كنَانَة

{سفه نَفسه} : خسرها بلغَة طيىء [أَو أهلكها، أَو سفهت نَفسه فَنقل الْفِعْل عَن النَّفس إِلَى ضمير مِنْهُ ونصبت النَّفس على التَّشْبِيه بِالنَّفسِ، أَو سفه فِي نَفسه]

{سيء بهم} : سَاءَ ظنا بقَوْمه

{وَفِيكُمْ سماعون} : ضعفة [قَائِلُونَ للكذب، أَو يسمعُونَ مِنْك ليكذبوا عَلَيْك، أَو سماعون لقوم آخَرين لم يأتوك، أَي هم عُيُون لأولئك الْغَيْب]

{ثمَّ السَّبِيل يسره} : ثمَّ سهل مخرجه من بطن أمه

{يَوْم يكْشف عَن سَاق} : وَهُوَ الْأَمر الشَّديد المفظع من الهول، [أَو يظْهر حقائق الْأَشْيَاء وأصولها، أَو سَاق جَهَنَّم، أَو سَاق الْعَرْش، أَو سَاق ملك عَظِيم، وَقيل: السَّاق النَّفس، أَي يَوْم يكْشف عَن] نفس الرَّحْمَن وذاته

{سريا} : هُوَ عِيسَى عليه السلام، أَو النَّهر الصَّغِير

{سكرت} : سدت

{السمُوم} : الْحر الشَّديد النَّافِذ فِي المسام

{سرادقها} : فسطاطها

{فِي الْبَحْر سربا} : مسلكا

ص: 518

{أتبع سَببا} : طَرِيقا

{سندس} : نمارق من الْحَرِير

{سَوَّلَ لَهُم} : سهل لَهُم

{بِسِيمَاهُمْ} : بعلاماتهم

{سكرة الْمَوْت} : شدته الذاهبة بِالْعقلِ

{بِسَاحَتِهِمْ} : بفنائهم

{فساهم} : قارع

{فَإِذا سويته} : عدلت خلقته

{سامدون} : لَا هون أَو مستكبرون

{سكت عَن مُوسَى الْغَضَب} : سكن

{سكينَة} : آمِنَة تسكن عِنْدهَا الْقُلُوب

{وَجَاءَت سيارة} : رفْقَة يَسِيرُونَ

{بل سَوَّلت} : زينت وسهلت

{سارب} : بارز

{سيدا} : يسود قومه ويفوقهم

{سارعوا} : بَادرُوا وَأَقْبلُوا

{من غير سوء} : عيب أَو آفَة

{سواهُ} : قومه

{سلقوكم} : ضربوكم

{سراحا جميلا} : طَلَاقا من غير ضرار وبدعة

{قولا سديدا} : قَاصِدا إِلَى الْحق

{وَقدر فِي السرد} : فِي نسجها

{من سدر} : شجر النبق ينْتَفع بورقه

{لَبَنًا خَالِصا} : سائغا السائغ: هُوَ الَّذِي يسهل انحداره

{ثَلَاث لَيَال سويا} : سوي الْخلق

{وَسَلام عَلَيْهِ} : من أَن يَنَالهُ الشَّيْطَان بِمَا ينَال بني آدم

{سوء الْعَذَاب} : أفظعه

{سؤلك} : مسؤولك

{سيرتها الأولى} : هيئاتها وحالاتها

{أَخذنَا آل فِرْعَوْن بِالسِّنِينَ} : بالجدوب

{من سلالة} : من خُلَاصَة سلت من بَين

ص: 519

الكدر

{من سجيل} : من طين متحجر: مُعرب (سنك كل)

{سبحا طَويلا} : تقلبا فِي الْمُهِمَّات واشتغالا بهَا

{سدي} : مهملا لَا يُكَلف وَلَا يجازي

{سلاسل} : بهَا يقادون

{وأغلالا} : بهَا يقيدون

{سباتا} : قطعا عَن الإحساس وَالْحَرَكَة، أَو موتا لِأَنَّهُ أحد التوفيين

{بالساهرة} : هِيَ الأَرْض الْبَيْضَاء المستوية [وَقيل اسْم جَهَنَّم]

{بأيدي سفرة} : كتبة الْمَلَائِكَة أَو الْأَنْبِيَاء

{الْجَحِيم سعرت} : أوقدت إيقادا شَدِيدا

{سطحت} : بسطت

{سَوط عَذَاب} : أنوع عَذَاب مُخْتَلفَة

{سابغات} : دروع واسعات

{مَكَان سحيق} : بعيد

{سريع الْحساب} : لَا يُمْهل فِي جَزَائِهِ وَلَا يهمل

{من كل شَيْء سَببا} : علما

{إِلَّا بسُلْطَان} : بِقُوَّة وقهر وأنى لكم ذَلِك

{أَو سلما فِي السَّمَاء} : أَو مصعدا

{سبحوا} : صلوا

{لفي سكرتهم} : غوايتهم

{يَوْم سبتهم شرعا} : يَوْم استراحتهم شوارع فِي المَاء

{من سعته} : من غناهُ وَقدرته

{إِذا سجى} : سكن أَهله، أَو ركد ظلامه، أَو ذهب

{سِجِّين} : كتاب جَامع لأعمال الفجرة من الثقلَيْن

{مَكَانا سوى} : منتصفا تستوي مسافته إِلَيْنَا وَإِلَيْك

{وسلطان مُبين} : حجَّة وَاضِحَة ملزمة للخصم

ص: 520

{سامرا} : السمر: الحَدِيث بِاللَّيْلِ

{سخريا} : (هزاء) ، وَعند الْكُوفِيّين المكسور بِمَعْنى الهزء، والمضموم من التسخير والخدمة

{سائحات} : صائمات، سمي بِهِ لانه يسير بِالنَّهَارِ بِلَا زَاد، أَو مهاجرات

{سخرها عَلَيْهِم} : سلطها عَلَيْهِم

{فجعلناهم سلفا} : قدوة لمن بعدهمْ

{وَقل سَلام} : تسلم مِنْهُم ومتاركة

{وَمن قبلكُمْ سنَن} : وقائع [سنّهَا الله تَعَالَى فِي الْأُمَم المكذبة]

{جعل السِّقَايَة} : الْمشْربَة [مكيال يُكَال بِهِ وَيشْرب فِيهِ]

{وساء لَهُم} : وَبئسَ لَهُم

[ {لسبإ} : لأَوْلَاد سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان

{ادْع إِلَى سَبِيل رَبك} : إِلَى الْإِسْلَام

{كَانَ سيئه} : يَعْنِي الْمنْهِي عَنهُ

{كَانَ يَقُول سفيهنا} : إِبْلِيس أَو مَرَدَة الْجِنّ

{وهم سَالِمُونَ} : متمكنون

{سَأَلَ سَائل} : دَعَا دَاع

{هلك عني سلطانيه} : ملكي وتسلطي على النَّاس

{سينين وسيناء} : إسمان للموضع الَّذِي فِيهِ طور سيدنَا مُوسَى عليه الصلاة والسلام

{عَن صلَاتهم ساهون} : أَي غافلون غير مبالين

{لَيْسُوا سَوَاء} : لَيْسَ أهل الْكتاب مستوين؛ مِنْهُم مُؤمنُونَ وَمِنْهُم مُنَافِقُونَ

{سعيرا} : نَارا مسعورة

{وَمَا أَصَابَك من سَيِّئَة} : من بلية

{ألْقى إِلَيْكُم السَّلَام} : حياكم بِتَحِيَّة الْإِسْلَام

{من سوآتهما} : من عوراتهما وَكَانَ لَا يريانهما، أَو أَحدهمَا من الآخر

{وَلما سقط فِي أَيْديهم} : كِنَايَة عَن اشتداد النَّدَم المتحسر يعَض يَده غما فَتَصِير يَده مسقوطا فِيهَا

ص: 521

{سوأة أَخِيه} : يَعْنِي جسده الْمَيِّت

{نكفر عَنْكُم سَيِّئَاتكُمْ} : نغفر لكم صغائركم ونمحها عَنْكُم

{وَلَا تتبعوا السبل} : أَي الْأَدْيَان الْمُخْتَلفَة والطرق التابعة للهوى

{وَسبح بِحَمْد رَبك} : وصل وَأَنت حَامِد لِرَبِّك

{بسور} : بحائط، يُقَال هُوَ السُّور الَّذِي يُسمى الْأَعْرَاف

{سم الْخياط} : ثقب الإبرة

{وَجعل فِيهَا سِرَاجًا} : يَعْنِي الشَّمْس

{لجعله سَاكِنا} : ثَابتا، من السُّكْنَى، أَو غير متقلص، من (السّكُون)

{أكالون للسحت} : أَي الْحَرَام

{وَلَا سائبة} : هِيَ النَّاقة الَّتِي كَانَ رجل من الْجَاهِلِيَّة يَقُول: إِن سقيت فناقتي سائبة ويجعلها كالبحيرة فِي تَحْرِيم الِانْتِفَاع

{يَوْم تبلى السرائر} : يَوْم تحْشر سرائر الْقلب، وَهِي مَا أسره من العقيدة وَالنِّيَّة

{سيئت وُجُوه الَّذين كفرُوا} : بَانَتْ عَلَيْهَا الكآبة وساءتها رُؤْيَة الْعَذَاب

{بَين السدين} : بَين الجبلين، هما أرمينية وأذربيجان وَقيل جبلان فِي آخر الشمَال فِي مُنْقَطع أَرض التّرْك، من ورائهما يَأْجُوج وَمَأْجُوج

{سَيِّدهَا لَدَى الْبَاب} : يَعْنِي زَوجهَا

{سرابيل تقيكم الْحر} : يَعْنِي القمص

{وسرابيل تقيكم بأسكم} : يَعْنِي الدروع

{تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سكرا} : أَي خمرًا، نزل قبل التَّحْرِيم

{سنسمه} : سنجعل لَهُ سمة أَي: عَلامَة

{سلككم فِي سقر} : أدخلكم فِيهَا

{سقط فِي أَيْديهم} : يُقَال لكل من نَدم وَعجز عَن شَيْء وَنَحْو ذَلِك قد سقط فِي يَده، وَأسْقط أَيْضا كَمَا مر

{فِي ضلال وسعر} : أَي جُنُون، أَو جمع سعير؛ وَهُوَ اسْم من اسماء جَهَنَّم

{سواعا} : اسْم صنم كَانَ يعبد فِي زمن سيدنَا نوح عليه الصلاة والسلام، أَو صنم لهمدان

{سجرت} : ملئت وَنفذ بَعْضهَا إِلَى بعض

ص: 522