الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{صَعِيدا زلقا} : أَرضًا ملساء يزلق عَلَيْهَا باستئصال مَا فِيهَا من النَّبَات
{صارمين} : قاطعين
{برِيح صَرْصَر} : أَي: شَدِيدَة الصَّوْت أَو الْبرد من الصر أَو الصر
{صرعى} : موتى
{فقد صغت قُلُوبكُمَا} : فقد مَالَتْ (قُلُوبكُمَا عَن الْوَاجِب من مخالصة الرَّسُول)
{صواع الْملك} : أَي: صاعه
{وَلَقَد صرفنَا} : كررنا وَبينا
{الصلصال} : الطين الْيَابِس الَّذِي لَهُ صلصلة أَي صَوت
{فصرهن} : فأملهن واضممهن
{صنْوَان} : مُجْتَمع
{الصدفين} : الجبلين. [أَو ناحيتي الْجَبَل أَو ناحيتين من الجبلين
{لَوْلَا أَن صَبرنَا عَلَيْهَا} : ثبتنا عَلَيْهَا واستمسكنا بعبادتها
{وصهرا} : وإناثا يصاهر بِهن
{صابئين} : خَارِجين من دين إِلَى دين
وَقيل: هم الَّذين يعْبدُونَ الْمَلَائِكَة وَيصلونَ إِلَى الْقبْلَة ويقرأون الْقُرْآن، وَقيل: هم قوم بَين النَّصَارَى وَالْمَجُوس
{من الصاغرين} : مِمَّن أهانه الله بكبره.
{الصَّيْد} : هُوَ مَا كَانَ مُمْتَنعا وَلم يكن لَهُ مَالك وَكَانَ حَلَالا أكله صرفا
{وَلَا نصرا} : أَي حِيلَة وَلَا نصْرَة
{صرح} : قصر
{صريم} : ليل وصبح أَيْضا، لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا ينْصَرف عَن صَاحبه
صهر: قرَابَة من النِّكَاح
{صِرَاط مُسْتَقِيم} : طَرِيق وَاضح وَهُوَ الْإِسْلَام
(فصل الضَّاد)
[الضلال] : كل عدُول عَن النهج عمدا أَو سَهوا قَلِيلا كَانَ أَو كثيرا، فَهُوَ ضلال
[الضمار] : كل مَا لَا تكون مِنْهُ على ثِقَة فَهُوَ ضمار
[الضَّمَان] : كل شَيْء جعلته فِي وعَاء فقد ضمنته
[الضَّمِير] : كل ضمير وَقع بَين اثْنَيْنِ مُذَكّر ومؤنث هما عبارتان عَن مَدْلُول وَاحِد جَازَ فِيهِ التَّذْكِير والتأنيث كَقَوْلِهِم: (الْكَلَام يُسمى جملَة)
وَتَقْدِيم الضَّمِير على الْمَذْكُور لفظا وَمعنى غير جَائِز عِنْد النَّحْوِيين، وَقَالَ ابْن جني بِجَوَازِهِ وَإِن كَانَ مُتَأَخِّرًا عَنهُ لفظا وَمعنى فَلَا نزاع فِي صِحَّته، وَإِن كَانَ مُتَقَدما لفظا ومتأخرا معنى كَمَا فِي قَوْلك:(ضرب غُلَامه زيد) لِأَن الْمَنْصُوب مُتَأَخّر عَن الْمَرْفُوع فِي التَّقْدِير فَلَا جرم كَانَ جَائِزا، وَإِن كَانَ بِالْعَكْسِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى:{وَإِذ ابتلى إِبْرَاهِيم ربه} فَلَا جرم كَانَ جَائِزا حسنا
وإلحاق ضمير الْمُؤَنَّث قبل ذكر الْفَاعِل يجوز بالِاتِّفَاقِ وَيحسن
وإلحاق ضمير الْجمع قبله قَبِيح عِنْد الْأَكْثَرين
وَإِذا اجْتمع فِي الضمائر مُرَاعَاة اللَّفْظ وَالْمعْنَى بُدِئَ بِاللَّفْظِ ثمَّ بِالْمَعْنَى
هَذَا هُوَ الجادة فِي الْقُرْآن: [كَقَوْلِه]{وَمن النَّاس من يَقُول آمنا بِاللَّه وباليوم الآخر وَمَا هم بمؤمنين}
والعائد يَنْبَغِي أَن يُسَاوِي عدته المعود عَلَيْهِ فِي الْإِفْرَاد والتثنية وَالْجمع، وَيُوَافِقهُ فِي حَاله من التَّذْكِير والتأنيث، وَلَا يعود الضَّمِير غَالِبا على جمع العاقلات إِلَّا بِصِيغَة الْجمع سَوَاء كَانَ للقلة أَو للكثرة نَحْو:{والوالدات يرضعن}
وَورد الْإِفْرَاد فِي قَوْله تَعَالَى: {وَأَزْوَاج مطهرة} وَأما غير الْعَاقِل فالغالب فِي جمع الْكَثْرَة الْإِفْرَاد، وَفِي جمع الْقلَّة الْجمع وَقد اجْتمعَا فِي قَوْله تَعَالَى:{إِن عدَّة الشُّهُور عِنْد الله اثْنَا عشر شهرا} إِلَى أَن قَالَ {مِنْهَا أَرْبَعَة حرم} فَأَعَادَ مِنْهَا بِصِيغَة الْإِفْرَاد على الشُّهُور وَهِي للكثرة {فَلَا تظلموا فِيهِنَّ} فَأَعَادَهُ جمعا على {أَرْبَعَة حرم} وَهِي للقلة
وَلَا بُد للضمير من مرجع يعود إِلَيْهِ وَيكون ملفوظا بِهِ سَابِقًا مطابقا نَحْو: {وَعصى آدم ربه}
أَو متضمنا لَهُ نَحْو: {اعدلوا هُوَ أقرب} أَو دَالا عَلَيْهِ بالالتزام نَحْو: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ} أَو مُتَأَخِّرًا لفظا لَا رُتْبَة مطابقا نَحْو: {وَلَا يسْأَل عَن ذنوبهم المجرمون}
أَو رُتْبَة أَيْضا، وَذَلِكَ فِي بَاب ضمير الشَّأْن والقصة وَنعم وَبئسَ والتنازع
أَو مُتَأَخِّرًا دَالا بالالتزام نَحْو: {حَتَّى تَوَارَتْ بالحجاب}
وَقد يدل عَلَيْهِ السِّيَاق فيضمر ثِقَة بفهم السَّامع نَحْو: {كل من عَلَيْهَا فان}
وَقد يعود على لفظ الْمَذْكُور دون مَعْنَاهُ نَحْو: {وَمَا يعمر من معمر وَلَا ينقص من عمره}
وَقد يعود على الْمَعْنى نَحْو: {فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ} فَإِن الْمَعْنى وَإِن كَانَ من يَرث اثْنَيْنِ
فَمن يَرث مُفْرد (ثنى) نظرا إِلَى الْخَبَر
وَقد يعود على لفظ شَيْء وَالْمرَاد بِهِ الْجِنْس من ذَلِك الشَّيْء نَحْو: {إِن يكن غَنِيا أَو فَقِيرا فَالله أولى بهما}
وَقد يذكر شَيْئَانِ ويعاد الضَّمِير إِلَى أَحدهمَا وَالْغَالِب كَونه للثَّانِي نَحْو: {اسْتَعِينُوا بِالصبرِ وَالصَّلَاة وَإِنَّهَا لكبيرة}
وَقد يثنى الضَّمِير وَيعود على أحد الْمَذْكُورين نَحْو: {يخرج مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤ والمرجان}
وَقد يعود الضَّمِير على ملابس مَا هُوَ لَهُ نَحْو: {إِلَّا غشية أوضحاها} أَي: ضحى يَوْمهَا
وَمن سنَن الْعَرَب أَن تذكر جمَاعَة وَجَمَاعَة أَو جمَاعَة وواحدا ثمَّ تخبر عَنْهُمَا بِلَفْظ الِاثْنَيْنِ نَحْو قَوْله: {أَن السَّمَوَات وَالْأَرْض كَانَتَا رتقا ففتقمناهما}
وَالْأَصْل فِي الضَّمِير عوده إِلَى أقرب مَذْكُور إِلَّا أَن يكون مُضَافا ومضافا إِلَيْهِ فَحِينَئِذٍ الأَصْل عوده إِلَى الْمُضَاف لِأَنَّهُ الْمُحدث عَنهُ
وَقد يعود على الْمُضَاف إِلَيْهِ نَحْو: {كَمثل الْحمار يحمل أسفارا}
وَقد يبهم الضَّمِير بِحَيْثُ لَا يعلم مَا معنى بِهِ إِلَّا بِمَا يتلوه من بَيَانه كَقَوْلِهِم: (هِيَ الْعَرَب تَقول مَا شَاءَت)
هِيَ النَّفس مَا حملتها تتحمل
وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى: {إِن هِيَ إِلَّا حياتنا الدُّنْيَا} وضع الْمُضمر مَوضِع الْمظهر حذرا من التّكْرَار
وَالْأَصْل توَافق الضمائر فِي الْمرجع حذر التشتت
وَقد يُخَالف بَين الضمائر حذرا من التنافر، وتفكيك الضمائر إِنَّمَا يكون مخلا بِحسن النظام إِذا كَانَ كل مِنْهَا رَاجعا إِلَى غير مَا يرجع إِلَيْهِ الْبَاقِي أَو يرجع مَا فِي الْوسط مِنْهَا إِلَى غير مَا يرجع إِلَيْهِ مَا فِي الطَّرفَيْنِ فَلَا بُد من صون الْكَلَام الفصيح عَنهُ
وَأما التفكيك الَّذِي لَا يُفْضِي إِلَيْهِ كَمَا إِذا رَجَعَ الأول أَو الآخر مِنْهَا إِلَى غير مَا يرجع إِلَيْهِ الْبَاقِي كَالَّذي وَقع فِي آيَة الْوَصِيَّة وَهِي قَوْله تَعَالَى: {فَمن بدله بعد مَا سَمعه فَإِنَّمَا إثمه على الَّذين يبدلونه} فَلَا يكون فِيهِ شَيْء من الْإِخْلَال
وَقد نظمت فِيهِ:
(إِذا كَانَ تفكيك الضمائر مفضيا
…
إِلَى مَا يخل النّظم فاحذر من الْخلَل)
(بِأَن خَالف الْأَطْرَاف وسط بمرجع
…
كَذَا سَابِقًا مِنْهَا بباق فقد أخل)
(وَأما إِذا كَانَ الْخلاف لأوّل
…
بباق كَذَا للْآخر اسْمَع فَلَا تخل)
(دليلك فِي حسن النظام وَصِيَّة
…
ألم تَرَ أَن الله قد بَين الْعَمَل)
وَقد تقع الضمائر بَعْضهَا موقع بعض كَمَا تَقول: (مَا أَنا كَأَنْت) فَأَنت فِي هَذَا الْمقَام مَعَ أَنه ضمير مَرْفُوع وَقع موقع الْمَجْرُور
وَيجوز عدم الْمُطَابقَة بَين الضَّمِير والمرجوع إِلَيْهِ عِنْد الْأَمْن من اللّبْس كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَإِن لكم فِي الْأَنْعَام لعبرة نسقيكم مِمَّا فِي بطونه} فَإِن الضَّمِير فِي (بطونه) رَاجع إِلَى الْأَنْعَام
وَقد وضعُوا مَكَان ضمير الْوَاحِد ضمير الْجمع إِمَّا رفعا لمكانة الْمُخَاطب وإظهارا لأبهته كَمَا فِي مخاطبات الْمُلُوك والعظماء، أَو تفخيما لما أولى من النعم أَو نَحْو ذَلِك
وَانْظُر إِلَى اخْتِلَاف الضمائر فِي كَلِمَات الْخضر: (أردْت) و (أردنَا) و (أَرَادَ رَبك) فَإِنَّهُ لما ذكر الْعَيْب أَضَافَهُ إِلَى نَفسه وَالرَّحْمَة إِلَى الله
وَعند الْقَتْل عظم نَفسه تَنْبِيها على أَنه من العظماء فِي عُلُوم الْحِكْمَة
وَإِذا وَقع قبل الْجُمْلَة ضمير غَائِب إِن كَانَ مذكرا يُسمى ضمير الشَّأْن نَحْو: (هُوَ زيد منطلق) وَإِن كَانَ مؤنثا يُسمى ضمير الْقِصَّة، وَيعود إِلَى مَا فِي الذِّهْن من شَأْن أَو قصَّة أَي: الشَّأْن أَو الْقِصَّة (مَضْمُون الْجُمْلَة الَّتِي بعده
وَلَا يخفى أَن الشَّأْن أَو الْقِصَّة) أَمر مُبْهَم لَا يتَعَيَّن إِلَّا لخصوصية يعْتَبر هُوَ فِيهَا ويتحد هُوَ مَعَ مضمونها فِي التَّحْقِيق، فَيكون ضمير الشَّأْن أَو الْقِصَّة متحدا مَعَ مَضْمُون الْجُمْلَة الَّتِي بعده، وَلِهَذَا لَا يحْتَاج فِي تِلْكَ الْجُمْلَة إِلَى الْعَائِد إِلَى الْمُبْتَدَأ
ويختار تأنيثه (إِذا كَانَ فِيهَا مؤنث غير فضلَة، نَحْو: (هِيَ هِنْد مليحة) : {فَإِنَّهَا لَا تعمى الْأَبْصَار} لقصد الْمُطَابقَة لَا لرجوعه إِلَيْهِ
وَضمير الشَّأْن لَا يحْتَاج إِلَى ظَاهر يعود عَلَيْهِ بِخِلَاف ضمير الْغَائِب، وَضمير الشَّأْن لَا يعْطف عَلَيْهِ، وَلِهَذَا كَون الضَّمِير فِي:{إِنَّه يراكم} للشَّيْطَان أولى من الشَّأْن، يُؤَيّدهُ قِرَاءَة:{وقبيله} بِالنّصب
وَلَا يُؤَكد ضمير الشَّأْن وَلَا يُبدل مِنْهُ لِأَن الْمَقْصُود مِنْهُ الْإِبْهَام وكل مِنْهُمَا للإيضاح، بِخِلَاف غَيره من الضمائر، وَلَا يُفَسر إِلَّا بجملة، وَلَا يحذف إِلَّا قَلِيلا، وَلَا يجوز حذف خَبره، وَلَا يتَقَدَّم خَبره عَلَيْهِ، وَلَا يخبر عَنهُ بِالَّذِي، وَيسْتَمر حذفه مَعَ (أَن) الْمَفْتُوحَة، وَلَا يجوز تثنيته وَلَا جمعه، وَيكون لمفسره مَحل من الْإِعْرَاب بِخِلَاف سَائِر المفسرات، وَلَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي أَمر يُرَاد مِنْهُ التَّعْظِيم والتفخيم، وَلَا يجوز إِظْهَار الشَّأْن والقصة وَقد نظمت فِيهِ:
(وَلَا تسألوا عَمَّا حوى الْقلب شَأْنه
…
وَإِظْهَار شأني لَا يجوز كقصتي)
وَإِنَّمَا سمي ضمير الشَّأْن لِأَنَّهُ لَا يدْخل إِلَّا على جملَة عَظِيمَة الشَّأْن نَحْو: {قل هُوَ الله أحد} فَإِن أحديته جليلة عَظِيمَة
وَالضَّمِير الْمَنْصُوب لَا يُؤَكد إِلَّا بالمنفصل الْمَنْصُوب بِخِلَاف الْبَدَل، وَإِذا جعلت الضَّمِير تَأْكِيدًا فَهُوَ بَاقٍ على اسميته، فتحكم على مَوْضِعه بإعراب مَا قبله وَلَيْسَ كَذَلِك إِذا كَانَ مُتَّصِلا
وَإِذا أبدلت من مَنْصُوب أتيت بضمير الْمَنْصُوب نَحْو: (ظننتك إياك خيرا من زيد)
وَإِذا أكدت أَو فصلت فَلَا يكون إِلَّا بضمير الْمَرْفُوع
وتأكيد ضمير الْمَجْرُور بضمير الْمَرْفُوع على خلاف الْقيَاس
وتأكيد ضمير الْفَاعِل بضمير الْمَرْفُوع جَار على الْقيَاس
وَضمير الْمَجْرُور أَشد اتِّصَالًا من ضمير الْفَاعِل، بِدَلِيل أَن ضمير الْفَاعِل قد يَجْعَل مُنْفَصِلا عَن إِرَادَة الْحصْر، ويفصل بَينه وَبَين ضمير الْمَجْرُور وعامله
وَضمير الْفَصْل اسْم لَا مَحل لَهُ من الْإِعْرَاب، وَبِذَلِك يُفَارق سَائِر الضمائر
وَضمير الْفَصْل إِنَّمَا يتوسط بَين الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر، لَا بَين الْمَوْصُوف وَالصّفة، وَبِهَذَا الِاعْتِبَار سمي ضمير الْفَصْل عِنْد الْبَصرِيين، وَأما عِنْد الْكُوفِيّين فَإِنَّهُ سمي ضمير عناد [وَحقّ ضمير الْفَصْل أَن يَقع بَين معرفتين، وَأما فِي قَوْله تَعَالَى: {كَانُوا هم أَشد مِنْهُم قُوَّة} فلمضارعه (أفعل من) للمعرفة فِي امْتنَاع دُخُول اللَّام عَلَيْهِ]
وَضمير الْمُخَاطب لَا يُبدل مِنْهُ إِذا كَانَ فِي غَايَة الْبَيَان والوضوح، بِخِلَاف إِبْدَال الْمظهر من ضمير الْغَائِب نَحْو:(رَأَيْته أسدا) و (مَرَرْت بِهِ زيد) ، لِأَن ضمير الْغَائِب لَيْسَ فِيهِ من الْبَيَان مَا يسْتَغْنى بِهِ عَن الْإِيضَاح، كَمَا كَانَ ذَلِك فِي ضمير الْمُخَاطب
وَاخْتلف فِي الضَّمِير الرَّاجِع إِلَى النكرَة هَل هُوَ نكرَة أم معرفَة
قيل إِنَّه نكرَة مُطلقًا، وَقيل معرفَة مُطلقًا، وَقيل: إِن النكرَة الَّتِي يرجع الضَّمِير إِلَيْهَا إِمَّا أَن تكون وَاجِبَة التنكير أَو جائزته، وَالْأول كضمير (رب) وَنَحْوه، وَإِن كَانَت جَائِزَة التنكير كَمَا فِي قَوْلك:(جَاءَنِي رجل فأكرمته) فَالضَّمِير معرفَة
وَجَوَاز التنكير لكَونه فَاعِلا، وَالْفَاعِل لَا يجب أَن يكون نكرَة، بل يجوز أَن يكون معرفَة وَأَن يكون نكرَة
وَالضَّمِير نَاظر إِلَى الذَّات فَقَط، وَاسم الْإِشَارَة نَاظر إِلَى الذَّات وَالْوَصْف مَعًا
وَضمير الْمُذكر يرجع إِلَى الْمُؤَنَّث بِاعْتِبَار الشَّخْص وَبِالْعَكْسِ بِاعْتِبَار النَّفس
وَضمير الْفَصْل إِنَّمَا يُفِيد الْقصر إِذا لم يكن الْمسند مُعَرفا بلام الْجِنْس وَإِلَّا فالقصر من تَعْرِيف الْمسند وَهُوَ لمُجَرّد التَّأْكِيد
وَالضَّمِير فِي اللُّغَة: المستور
(فعيل) بِمَعْنى (مفعول) أطلق على الْعقل لكَونه مَسْتُورا عَن الْحَواس. (وَضمير الشَّأْن عينه)
الضمة: هِيَ عبارَة عَن تَحْرِيك الشفتين بِالضَّمِّ عِنْد النُّطْق، فَيحدث من ذَلِك صَوت خَفِي مُقَارن للحرف إِن امْتَدَّ كَانَ واوا، وَإِن قصر كَانَ ضمة
والفتحة: عبارَة عَن فتح الشفتين عِنْد النُّطْق بالحروف وحدوث الصَّوْت الْخَفي الَّذِي يُسمى فَتْحة. وَكَذَا القَوْل فِي الكسرة
والسكون: عبارَة عَن خلو الْعُضْو من الحركات عِنْد النُّطْق بالحروف، وَلَا يحدث بِغَيْر الْحَرْف
صَوت فينجزم عِنْد ذَلِك أَي يَنْقَطِع، فَلذَلِك سمي جزما اعْتِبَارا بانجزام الصَّوْت وَهُوَ انْقِطَاعه، وسكونا اعْتِبَارا بالعضو السَّاكِن
فَقَوْلهم: فتح وَضم وَكسر هُوَ من صفة الْعُضْو، وَإِذا سميت ذَلِك رفعا ونصبا وجرا وجزما فَهِيَ من صفة الصَّوْت
وعبروا عَن هَذِه بحركات الْإِعْرَاب لِأَنَّهُ لَا يكون إِلَّا بِسَبَب وَهُوَ الْعَامِل كَمَا أَن هَذِه الصِّفَات إِنَّمَا تكون بِسَبَب وَهُوَ حَرَكَة الْعُضْو، وَعَن أَحْوَال الْبناء بذلك لِأَنَّهُ لَا يكون بِسَبَب، أَعنِي بعامل
كَمَا أَن هَذِه الصِّفَات يكون وجودهَا بِغَيْر آلَة، والضمة والفتحة والكسرة بِالتَّاءِ وَاقعَة على نفس الْحَرَكَة لَا يشْتَرط كَونهَا إعرابية أَو بنائية كضمة فعل لَكِنَّهَا إِذا أطلقت بِلَا قرينَة يُرَاد بهَا غير الإعرابية، وَتسَمى أَيْضا رفعا ونصبا وجرا إِذا كَانَت إعرابية كَمَا عرفت
وَلَا يخْتَص بهَا بل مَعْنَاهَا شَامِل للحروف الإعرابية أَيْضا قَالَ بَعضهم: الضَّم وَالْفَتْح وَالْكَسْر مُجَرّدَة عَن التَّاء ألقاب الْبناء
وَالْوَقْف والسكون مُخْتَصّ بالبنائي، والجزم بالإعرابي
وسمى سِيبَوَيْهٍ حركات الْإِعْرَاب رفعا ونصبا وجرا وجزما، وحركات الْبناء ضما وفتحا وكسرا ووقفا، فَإِذا قيل: هَذَا الِاسْم مَرْفُوع أَو مَنْصُوب أَو مجرور علم بِهَذِهِ الألقاب أَن عَاملا عمل فِيهِ يجوز زَوَاله، وَدخُول عَامل يحدث خلاف عمله، وَهَذَا أغْنى عَن أَن يَقُول: ضمة حدثت بعامل، أَو فَتْحة حدثت بعامل، أَو كسرة حدثت بعامل، فَفِي التَّسْمِيَة فَائِدَة الإيجاز والاختصار
والضمة فِي جمع الْمُؤَنَّث السَّالِم نظيرة الْوَاو فِي جمع الْمُذكر، والتنوين نَظِير النُّون، والكسرة فِي جمع الْمُؤَنَّث فِي الْخَفْض وَالنّصب نَظِير الْمَذْكُورين، والتنوين نَظِير النُّون
والضمة علم مَنْقُول، فَإِنَّهُ اسْم للأسد وللرجل الشجاع لُغَة، فَإِن قدر نَقله من الأول فَهُوَ مَنْقُول من اسْم عين، وَإِن قدر من الثَّانِي فَهُوَ مَنْقُول من صفة مشبهة
الضَّرْب: هُوَ اسْم الْفِعْل بِصُورَة معقولة أَي مَعْلُومَة
وَهُوَ اسْتِعْمَال آلَة التَّأْدِيب فِي مَحل صَالح للتأديب وَمعنى مَقْصُود وَهُوَ الإيلام، فَإِن الْمَقْصُود من هَذَا الْفِعْل لَيْسَ إِلَّا الإيلام، وَلِهَذَا لَو حلف لَا يضْرب فلَانا فَضَربهُ بعد مَوته لَا يَحْنَث لفَوَات معنى الإيلام
وَضرب لَهُ فِي مَاله سَهْما: جعل لَهُ
وَضرب اللَّبن: اتَّخذهُ
وَضرب فِي الأَرْض: سَار، وَمِنْه اشْتقت الْمُضَاربَة
وضر بت عَنهُ: أَعرَضت
(وَضربت اللَّبن بعضه بِبَعْض: خلطته، وَمِنْه الضريب) ، وَالضَّرْب والضريب هما عبارَة عَن الشكل والمثل، وَجمع الضَّرْب ضرباء، ككرماء
وَضرب الْخَيْمَة: بِضَرْب أوتادها بالمطرقة
وَضرب الْمثل: من ضرب الدَّرَاهِم، وَهُوَ ذكر شَيْء أَثَره يظْهر فِي غَيره
رُوِيَ عَن الزَّمَخْشَرِيّ: أَن الأضراب جمع (ضرب) بِالْكَسْرِ (فعل) بِمَعْنى (مفعول)
كالطحن بِمَعْنى المطحون
وَفِي " الأساس " بِالْفَتْح وَهُوَ الَّذِي يضْرب بِهِ الْمثل، وَلَا بُد فِي ضرب الْمثل من الْمُمَاثلَة
وَضرب مثلا كَذَا: أَي بَين
وَإِنَّمَا سمي مثلا لِأَنَّهُ جعل مضربه، وَهُوَ مَا يضْرب فِيهِ ثَانِيًا مثلا لمورده، وَهُوَ مَا ورد فِيهِ أَولا ثمَّ استعير لكل حَال أَو قصَّة أَو صفة لَهَا شَأْن وفيهَا غرابة
وَقد ضرب الله الْأَمْثَال فِي الْقُرْآن تذكيرا أَو وعظا مِمَّا اشْتَمَل مِنْهَا على تفَاوت فِي ثَوَاب، أَو على إحباط عمل أَو على مدح أَو ذمّ أَو نَحْو ذَلِك، [ {وَتلك الْأَمْثَال نَضْرِبهَا للنَّاس لَعَلَّهُم يتفكرون} ] ، (فَإِنَّهُ يدل على الْأَحْكَام) وَفِيه تقريب المُرَاد لِلْعَقْلِ وتصويره بِصُورَة المحسوس، وتبكيت لخصم شَدِيد الْخُصُومَة، (وَقع لصورة الجامح الآبي) ، وَلذَلِك أَكثر الله تَعَالَى فِي كِتَابه وَفِي سَائِر كتبه الْأَمْثَال، وَهِي على مَا بَين فِي مَحَله قِسْمَانِ: قسم مُصَرح بِهِ، وَقسم كامن، فلنورد نبذة من الْقسم الثَّانِي:(من جهل شَيْئا عَادَاهُ)[وَفِي النّظم]{بل كذبُوا بِمَا لم يحيطوا بِعِلْمِهِ} ، {وَإِذ لم يهتدوا بِهِ فسيقولون هَذَا إفْك قديم}
(فِي الحركات البركات) ، [وَفِي النّظم]{وَمن يُهَاجر فِي سَبِيل الله يجد فِي الأَرْض مراغما كثيرا وسعة}
(كَمَا تدين تدان) ، [فِي النّظم]{من يعْمل سوءا يجز بِهِ}
(احذر شَرّ من أَحْسَنت إِلَيْهِ) : {وَمَا نقموا إِلَّا أَن أغناهم الله وَرَسُوله من فَضله}
(لَيْسَ الْخَبَر كالعيان){أَو لم تؤمن قَالَ بلَى وَلَكِن لِيَطمَئِن قلبِي}
(من أعَان ظَالِما سلطه عَلَيْهِ) ، {من تولاه فَأَنَّهُ يضله ويهديه إِلَى عَذَاب السعير}
(لَا تَلد الْحَيَّة إِلَّا الْحَيَّة) ، {وَلَا يلدوا إِلَّا فَاجِرًا كفَّارًا}
(للحيطان آذان) : {وَفِيكُمْ سماعون لَهُم}
(الْجَاهِل مَرْزُوق والعالم محروم) ، {من كَانَ فِي الضَّلَالَة فليمدد لَهُ الرَّحْمَن مدا}
(خير الْأُمُور أوساطها) ، {لَا فارض وَلَا بكر عوان بَين ذَلِك} {وَلَا تهجر بصلاتك [وَلَا تخَافت بهَا وابتغ بَين ذَلِك سَبِيلا] } إِلَخ {وَلَا تجْعَل يدك} إِلَى آخِره
قَالَ الله تَعَالَى: (وَلَقَد ضربنا للنَّاس فِي هَذَا
الْقُرْآن من كل مثل لَعَلَّهُم يتذكرون}
والأمثال لَا تَتَغَيَّر، بل تجْرِي كَمَا جَاءَت، أَلا ترى إِلَى قَوْلهم:(أعْط الْقوس باريها) بتسكين الْيَاء، وَإِن كَانَ الأَصْل التحريك و (الصَّيف ضيعت اللَّبن) بِكَسْر التَّاء، وَإِن ضرب للمذكر لما وَقع فِي الأَصْل للمؤنث
وَالضَّرْب: إِذا كَانَ مُشْتَمِلًا على خسة وَشرف تعين كَون النتيجة تَابِعَة للخسة فَقَط، وَحَيْثُ كَانَ مُشْتَمِلًا على خستين مفترقتين فِي المقدمتين حازتهما مَعًا
الضِّدّ: هُوَ عِنْد الْجُمْهُور يُقَال لموجود فِي الْخَارِج مسَاوٍ فِي الْقُوَّة لموجود آخر ممانع لَهُ
وَيُقَال عِنْد الْخَاص لموجود مشارك لموجود آخر فِي الْمَوْضُوع معاقب لَهُ أَي: إِذا قَامَ أَحدهمَا بالموضوع لم يقم الآخر بِهِ [وَلَا بُد فِي الضِّدّ المصطلح من اعْتِبَار مَحل وَاحِد يمْتَنع اجْتِمَاع الضدين فِيهِ، وَقد يُرَاد بالضد الْمنَافِي بِحَيْثُ يمْتَنع اجْتِمَاعهمَا فِي الْوُجُود [وَمَا لَا يصدق عَلَيْهِ أَنه مَوْجُود فِي الْخَارِج لَا ضد لَهُ، كالوجود لِامْتِنَاع اتصافه بالوجود الْخَارِجِي وَعدم تعلقه بالموضوع: لِأَن مَحَله لَا يتقوم بِدُونِهِ، وَلِأَن الْوُجُود يعرض بِجَمِيعِ الْأَشْيَاء المعقولة، أما الموجودات الخارجية فَيعرض لَهَا الْوُجُود الْخَارِجِي، وَأما غَيرهَا فَيعرض لَهَا الْوُجُود الْعقلِيّ، وَمَا لَهُ ضد لَا يكون كَذَلِك، إِذْ الضِّدّ لَا بِعرْض للضد الآخر
والضدان: فِي اصْطِلَاح الْمُتَكَلّم عبارَة عَمَّا لَا يَجْتَمِعَانِ فِي شَيْء وَاحِد من جِهَة وَاحِدَة، وَقد يكونَانِ وجوديين كَمَا فِي السوَاد وَالْبَيَاض، وَقد يكون أَحدهمَا سلبا وعدما، كَمَا فِي الْوُجُود والعدم
والضدان لَا يَجْتَمِعَانِ، لَكِن يرتفعان كالسواد وَالْبَيَاض، والنقيضان لَا يَجْتَمِعَانِ وَلَا يرتفعان كالوجود والعدم وَالْحَرَكَة والسكون
وضده بِالْخُصُومَةِ: غَلبه
وَعنهُ: صرفه وَمنعه بِرِفْق
والضد يكون جمعا، وَمِنْه:{وَيَكُونُونَ عَلَيْهِم ضدا} وَالْمرَاد بِهِ العون، فَإِن عون الرجل يضاد عدوه وينافيه بإعانته عَلَيْهِ
وَالضَّاد حرف هجاء للْعَرَب خَاصَّة
الضحك: هُوَ اسْم جنس تَحْتَهُ نَوْعَانِ التبسم والقهقهة
وَحكي عَن الإِمَام قاضيخان أَن القهقهة هِيَ أَن تبدو نَوَاجِذه مَعَ صَوت
والضحك بِلَا صَوت والتبسم دون الضحك، نَظِير ذَلِك النّوم وَالنُّعَاس وَالسّنة
وَفِي " فتح الْبَارِي ": انبساط الْوَجْه بِحَيْثُ تظهر الْأَسْنَان من السرُور، إِن كَانَ بِلَا صَوت فَتَبَسَّمَ، وَإِن كَانَ بِصَوْت يسمع من بعيد فقهقهة، وَإِلَّا فَضَحِك
الضّيق: هُوَ بِالتَّشْدِيدِ فِي الأجرام وبالتخفيف فِي الْمعَانِي؛ (وَقيل: بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيف فِي قلَّة المعاش والمساكن، وَمَا كَانَ فِي الْقلب فَهُوَ ضيق بِالتَّشْدِيدِ) وَقيل: بِالْكَسْرِ فِي الشدَّة وبالفتح فِي الْغم
والضيق: إِذا كَانَ عارضا غير لَازم يعبر عَنهُ (بضائق) ك (سائد) و (جائد) فِي سيد وجواد
وَهَكَذَا كل مَا يبْنى من الثلاثي للثبوت والاستقرار على غير وزن (فَاعل) فَإِنَّهُ يرد إِلَيْهِ إِذا أُرِيد معنى الْحُدُوث ك (حاسن) من (حسن) ، و (ثاقل) من (ثقل) ، و (فارح) من (فَرح) و (سامن) من (سمن)
وضاق بِهِ ذرعا: أَي ضعفت طاقته وَلم يجد من الْمَكْرُوه فِيهِ مخلصا، وبإزائه (رحب ذرعه) كَذَا، لِأَن طَوِيل الذِّرَاع ينَال مَا لَا ينَال قصير الذِّرَاع
الضعْف (بِالْفَتْح) : ضد الْقُوَّة فِي الْعقل والرأي وبالضم فِي الْجِسْم، وبالكسر بِمَعْنى الْمثل، يُرَاد بِهِ الْوَاحِد كَمَا يُرَاد بِهِ الزَّوْج {من كل زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} وَقيل أَرْبَعَة أَمْثَال فَأَقل الضعْف مَحْصُور وَهُوَ الْمثل، وَأَكْثَره غير مَحْصُور
قَالَ الطَّيِّبِيّ: وَالصَّوَاب أَن ضعف الشَّيْء مثلاه، وضعيفه ثَلَاثَة أَمْثَاله وَهُوَ الْمُوَافق لقَوْله تَعَالَى:{فزده عذَابا ضعفا فِي النَّار}
وَفِي " الرَّاغِب ": الضعْف من الْأَلْفَاظ المتضايفة كالنصف، وَالزَّوْج وَهُوَ تركيب الزَّوْجَيْنِ المتساويين وَيخْتَص بِالْعدَدِ
وَعَن أبي يُوسُف: لَو قَالَ: (عَليّ لفُلَان دَرَاهِم مضاعفة) فعلية سِتَّة، وَإِن قَالَ:(أَضْعَاف مضاعفة) فعلية ثَمَانِيَة عشر لِأَن ضعف الثَّلَاثَة ثَلَاث مَرَّات تِسْعَة ثمَّ ضاعفها مرّة أُخْرَى لقَوْله مضاعفة
وَقَوله تَعَالَى: {خَلقكُم من ضعف} : أَي من مني
{وَخلق الْإِنْسَان ضَعِيفا} : أَي يستميله هَوَاهُ
وأضعاف الْكتاب: أثْنَاء سطوره وحواشيه والضعيف من اللُّغَات: مَا انحط عَن دَرَجَة الفصيح
وَالْمُنكر: أَضْعَف مِنْهُ وَأَقل اسْتِعْمَالا بِحَيْثُ أنكرهُ بعض أَئِمَّة اللُّغَة وَلم يعرفهُ
والمتروك: مَا كَانَ قَدِيما من اللُّغَات ثمَّ ترك وَاسْتعْمل غَيره، (وأمثلة ذَلِك كَثِيرَة فِي كتب اللُّغَة)
وَضعف التَّأْلِيف مثل فك الْإِدْغَام فِي نَحْو: الأجلل
الضَّمَان: ضمن الشَّيْء وَبِه (كعلم) ضمانا وضمنا، فَهُوَ ضَامِن وضمين: كفله
وضمنته الشَّيْء تضمينا، فتضمنه عني: غرمته فَالْتَزمهُ، وماجعلته فِي وعَاء فقد ضمنته إِيَّاه
وَالضَّمان: أَعم من الْكفَالَة، لِأَن من الضَّمَان مَا لَا يكون كَفَالَة، وَهُوَ عبارَة عَن رد مثل الْهَالِك إِن كَانَ مثلِيا، أَو قِيمَته إِن كَانَ قيميا، وَتَقْدِير ضَمَان الْعدوان بِالْمثلِ ثَابت بِالْكتاب وَهُوَ قَوْله تَعَالَى:
{فَمن اعْتدى عَلَيْكُم فاعتدوا عَلَيْهِ بِمثل مَا اعْتدى عَلَيْكُم} وَتَقْدِيره بِالْقيمَةِ ثَابت بِالسنةِ وَهُوَ قَوْله عليه الصلاة والسلام: " من أعتق شِقْصا لَهُ فِي عبد قوم عَلَيْهِ نصيب شَرِيكه إِن كَانَ مُوسِرًا " وَكِلَاهُمَا ثَابت بِالْإِجْمَاع المنعقد على وجوب الْمثل، أَو الْقيمَة عِنْد فَوَات الْعين
الضَّرُورَة: الِاحْتِيَاج
والضرورة الشعرية: هِيَ مَا لم يرد إِلَّا فِي الشّعْر، سَوَاء كَانَ للشاعر فِيهِ مندوحة أم لَا
والضروري الْمُقَابل للاكتسابي: هُوَ مَا يكون تَحْصِيله مَقْدُورًا للمخلوق، وَالَّذِي يُقَابل الاستدلالي هُوَ مَا يحصل بِدُونِ فكر وَنظر فِي دَلِيل
الضلال: هُوَ فِي مُقَابلَة الْهدى
والغي فِي مُقَابلَة الرشد [وَقيل: إِن الْمُقَابل للضلال الْهدى اللَّازِم بِمَعْنى الاهتداء لَا الْهدى الْمُتَعَدِّي الَّذِي بِمَعْنى الدّلَالَة، وَلَيْسَ كَذَلِك، بل لَا فرق بَين اللَّازِم والمتعدي إِلَّا بِأَن اللَّازِم تأثر والمتعدي تَأْثِير، لِأَن اللَّازِم مطاوعة] وَتقول: ضل بَعِيري ورحلي، وَلَا تَقول: غوي وضل هُوَ عني: أَي ذهب، وَكَذَا أضلني كَذَا
قَالَ السيرافي: إِذا كَانَ الشَّيْء مُقيما قلت ضللته، وَإِذا ذهب مِنْك قلت: أضللته
والضلال: أَن لَا يجد السالك إِلَى مقْصده طَرِيقا أصلا
والغواية: أَن لَا يكون لَهُ إِلَى الْمَقْصد طَرِيق
مُسْتَقِيم
والضلال: هُوَ أَن تخطئ الشَّيْء فِي مَكَانَهُ وَلم تهتد إِلَيْهِ
وَالنِّسْيَان أَن تذْهب عَنهُ بِحَيْثُ لَا يخْطر ببالك
والضلالة: بِمَعْنى الإضاعة كَقَوْلِه تَعَالَى {فَلَنْ يضل أَعْمَالهم}
[والضلالة] : بِمَعْنى الْهَلَاك كَقَوْلِه تَعَالَى: {أئذا ضللنا فِي الأَرْض} أَي هلكنا
فالضلالة أَعم من الضلال
والضلال: الْعُدُول عَن الطَّرِيق الْمُسْتَقيم ويضاده الْهِدَايَة، وَيُقَال: لكل عدُول عَن الْمنْهَج ضلال، عمدا كَانَ أَو سَهوا، يَسِيرا كَانَ أَو كثيرا، فَإِن الطَّرِيق المرتضى صَعب جدا
قَالَ الْحُكَمَاء: كوننا مصيبين من وَجه، وكوننا ضَالِّينَ من وُجُوه كَثِيرَة فَإِن الاسْتقَامَة وَالصَّوَاب يجْرِي مجْرى المقرطس من المرمى، وَمَا عداهُ من الجوانب كلهَا ضلال
فصح أَن يسْتَعْمل الضلال فِيمَن يكون مِنْهُ خطأ مَا، وَلذَلِك نسب إِلَى الْأَنْبِيَاء وَالْكفَّار، وَإِن كَانَ بَين الضلالين بون بعيد
والضلال من وَجه آخر ضَرْبَان:
ضلال فِي الْعُلُوم النظرية كالضلال فِي معرفَة وحدانية الله وَمَعْرِفَة النُّبُوَّة وَنَحْوهمَا الْمشَار إِلَيْهِمَا بقوله تَعَالَى: {وَمن يكفر بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله وَالْيَوْم الآخر فقد ضل ضلالا بَعيدا}
والضلال الْبعيد إِشَارَة إِلَى مَا هُوَ كفر
وَإِمَّا ضلال فِي الْعُلُوم العملية كمعرفة الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة الَّتِي هِيَ الْعِبَادَات (وَالْأُصُول
وَأما الإضلال فَهُوَ على ضَرْبَيْنِ أَيْضا:
أَحدهمَا أَن يكون) شبه الضلال وَذَلِكَ على وَجْهَيْن، إِمَّا أَن يضل عَنْك الشَّيْء، وَإِمَّا أَن تحكم بضلاله
فالضلال فِي هذَيْن سَبَب الإضلال
وَالثَّانِي (أَن يكون الإضلال سَببا للضلال وَهُوَ) أَن يزين للْإنْسَان الْبَاطِل ليضل
قَالَ الله تَعَالَى عَن الشَّيْطَان: {ولأضلنهم ولأمنينهم}
وإضلال الله تَعَالَى على وَجْهَيْن:
أَحدهمَا أَن يكون سَببه الضلال، وَهُوَ أَن يضل الْإِنْسَان فَيحكم الله بذلك فِي الدُّنْيَا، ويعدل بِهِ عَن طَرِيق الْجنَّة إِلَى النَّار فِي الْآخِرَة
فَالْحكم على الضلال بضلاله والعدول بِهِ عَن طَرِيق الْجنَّة هُوَ الْعدْل
وَالثَّانِي أَن الله تَعَالَى وضع جبلة الْإِنْسَان على هَيئته إِذا رَاعى طَرِيقا (مَحْمُودًا كَانَ أَو مذموما) أَلفه واستطابه وَلَزِمَه وتعسر عَلَيْهِ صرفه وانصرافه عَنهُ وَيصير ذَلِك كالطبع
وَهَذِه الْقُوَّة فِي الْإِنْسَان فعل إلهي، وَقد نفى الله عَن نَفسه إضلال الْمُؤمن حَيْثُ قَالَ:{وَمَا كَانَ الله ليضل قوما بعد إِذْ هدَاهُم}
وَنسب الإضلال إِلَى نَفسه للْكَافِرِ وَالْفَاسِق حَيْثُ قَالَ: {وَالَّذين كفرُوا فتعسا لَهُم وأضل أَعْمَالهم وَمَا يضل بِهِ إِلَّا الْفَاسِقين} {كَذَلِك يضل الله الْكَافرين} ، {ويضل الله الظَّالِمين}
وعَلى هَذَا الْوَجْه تقليب أفئدتهم وأبصارهم والختم على قُلُوبهم وعَلى سمعهم وَالزِّيَادَة فِي مرض قُلُوبهم [كل ذَلِك للْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ]
والضلالة: لَا تطلق إِلَّا على الفعلة مِنْهُ، والضلال يصلح للقليل وَالْكثير
والضلال فِي الْقُرْآن يَجِيء لمعان: الغي وَالْفساد: {ولأضلنهم}
وَالْخَطَأ: {إِن أَبَانَا لفي ضلال}
والخسار: {وَمَا كيد الْكَافرين إِلَّا فِي ضلال}
والزلل: {لهمت طَائِفَة مِنْهُم أَن يضلوك}
والبطلان: {وأضل أَعْمَالهم}
والجهالة: {وَأَنا من الضَّالّين}
وَالنِّسْيَان: {أَن تضل إِحْدَاهمَا}
والتلاشي {أئذا ضللنا فِي الأَرْض}
الضياء: هُوَ جمع (ضوء) كسوط وسياط وحوض وحياض، أَو مصدر (ضاء) ضِيَاء كقام قيَاما، وَصَامَ صياما
وَاخْتلف فِي أَن الشعاع الفائض من الشَّمْس هَل هُوَ جسم أَو عرض، وَالْحق أَنه عرض، وَهُوَ كَيْفيَّة مَخْصُوصَة، والنور اسْم لأصل هَذِه الْكَيْفِيَّة
وَأما الضَّوْء فَهُوَ اسْم لهَذِهِ الْكَيْفِيَّة إِذا كَانَت كَامِلَة تَامَّة قَوِيَّة، وَلِهَذَا أضيف الضَّوْء إِلَى الشَّمْس، والنور إِلَى الْقَمَر
فالضوء أتم من النُّور، والنور أَعم مِنْهُ، إِذْ يُقَال على الْقَلِيل وَالْكثير، وَلما كَانَ مَنَافِع الضَّوْء أَكثر مِمَّا يُقَابله قرن بِهِ {أَفلا تَسْمَعُونَ} ، وبالليل:{أَفلا تبصرون} ، لِأَن استفادة الْعقل من السّمع أَكثر من استفادته من الْبَصَر
والضوء شَرط رُؤْيَة الألوان لَا شَرط وجودهَا، إِذْ الْجِسْم لَا يبصر إِلَّا بلونه وشكله، وَمن أثبت الْوَاسِطَة بَين الْمَوْجُود والمعدوم اسْتدلَّ بِصِحَّة رُؤْيَة السوَاد مثلا، فَإِنَّهَا لَيست لكَونه سوادا بل لكَونه مَوْجُودا، فَلَزِمَ التغاير بَينهمَا، فَإِن كَانَا موجودين لزم قيام الْعرض بِالْعرضِ وَإِن كَانَا عدمين محضين يلْزم أَن يُقَال: السوَاد الْمَوْجُود عدم مَحْض وَنفي صرف
بَقِي كَونهمَا لَا موجودين وَلَا معدومين، فَهَذَا هُوَ الْوَاسِطَة بَين الْمَوْجُود والمعدوم، وَتلك هِيَ الْحَال
والضوء شَرط لوُجُود اللَّوْن عِنْد الْحَكِيم، فاللون لَيْسَ شرطا للضوء وَإِلَّا لدار، إِلَّا أَن يُقَال كل مِنْهُمَا شَرط للْآخر
والدور معية، وَيجوز أَن يكون اللَّوْن فِي وجوده فِي نَفسه مَوْقُوفا على الضَّوْء، والضوء فِي وجوده لغيره مَوْقُوفا على اللَّوْن فَلَا مَحْذُور
الضّر: بِالْفَتْح شَائِع فِي كل ضَرَر
وبالضم خَاص بِمَا فِي النَّفس كَمَرَض وهزال، وَلَا يزَال الضَّرَر بِالضَّرَرِ، وَمن فروعه مَسْأَلَة أبي هَاشم، وَهِي أَن السَّاقِط بِاخْتِيَارِهِ أَو بِغَيْر اخْتِيَاره على جريح بَين جرحى إِن اسْتمرّ عَلَيْهِ يقْتله، وَإِن لم يسْتَمر يقتل كفأه فِي صفة الْقصاص، قيل: يلْزمه الِاسْتِمْرَار على الجريح وَلَا ينْتَقل إِلَى كفئه، لِأَن الضَّرَر لَا يزَال بِالضَّرَرِ
وَقيل: يتَخَيَّر للتساوي فِي الضَّرَر
وَقَالَ إِمَام الْحَرَمَيْنِ: لَا حكم فِيهِ من إِذن أَو منع، وَتوقف الْغَزالِيّ
(ويتحمل الضَّرَر الْخَاص لأجل دفع ضَرَر عَام
وَمن فروعها جَوَاز الْحجر على الْعَاقِل الْبَالِغ الْحر عِنْد أبي حنيفَة فِي ثَلَاث: الْمُفْتِي الماجن، والطبيب الْجَاهِل، والمكاري الْمُفلس، وَمِنْهَا التسعير عِنْد التَّعَدِّي فِي البيع بِغَبن فَاحش وَبيع طَعَام المحتكر جبرا عَلَيْهِ عِنْد الْحَاجة وامتناعه عَن البيع، وَإِبَاحَة قتل السَّاعِي بِالْفَسَادِ وَنَحْو ذَلِك)
الضَّرع: (بِالْفَتْح) لكل ذِي ظلف وخف من ذَوَات الْأَرْبَع، وَهُوَ بِمَنْزِلَة الثدي من الْمَرْأَة، وَقد وضعُوا للعضو الْوَاحِد أسامي كَثِيرَة بِحَسب اخْتِلَاف أَجنَاس الْحَيَوَان
فِي " سر الْأَدَب ": ثندؤة الرجل، ثدي الْمَرْأَة، خلف النَّاقة، ضرع الشَّاة وَالْبَقَرَة، طبي الكلبة
وَإِذا اسْتعْمل الشَّارِع شَيْئا مِنْهَا فِي غير الْجِنْس الَّذِي وضع لَهُ فقد استعاره مِنْهُ أَو نَقله عَن أَصله وَجَاز بِهِ مَوْضِعه
الضَّيْف: مصدر (ضاف) ، يُقَال للْوَاحِد وَالْجمع
وضافه: مَال إِلَيْهِ
وأضافه: أماله
وضفت الرجل: نزلت عَلَيْهِ ضيفا
وأفته: أنزلته عَلَيْك. وضيفته وَإِلَيْهِ: ألجأته
الضباب (بِالْفَتْح) : جمع ضَبَابَة، وَهِي ندى كالغبار يغشى الأَرْض بالغدوات
(وَفِي " الِاخْتِيَار ": قيل هُوَ من نفس دَابَّة الْبَحْر فَيكون مُسْتَعْملا)
الضبع (بِضَم الْبَاء) : اسْم الْأُنْثَى من الْحَيَوَان الْمَعْرُوف، وَالذكر ضبعان، وبالسكون: الْعَضُد
الضغث (بِالْكَسْرِ) : قَبْضَة حشيش تخلط الرطب باليابس
وأضغاث أَحْلَام: هِيَ رُؤْيا لَا يَصح تَأْوِيلهَا لاختلاطها
الضَّمَان: ضمن الشَّيْء وَبِه (كعلم) ضمنا وضمانا فَهُوَ ضَامِن وضمين: كفله
وضمنته الشَّيْء تضمينا فتضمنه عني: غرمته فَالْتَزمهُ
وضمنا: أَي مفهوما، وَهُوَ مَا دلّ عَلَيْهِ اللَّفْظ لَا فِي مَحل النُّطْق، فَكَأَنَّهُ تضمنه وانطوى عَلَيْهِ
[الضَّبْط: هُوَ فِي اللُّغَة عبارَة عَن الحزم
يُقَال: ملك ضَابِط لمملكته أَي: حَازِم ومحافظ عَلَيْهَا
وَفِي الِاصْطِلَاح: سَماع الْكَلَام كَمَا يحِق سَمَاعه، ثمَّ فهم مَعْنَاهُ الَّذِي أُرِيد بِهِ، ثمَّ حفظه ببذل مجهوده والثبات عَلَيْهِ بمذاكرته إِلَى حِين أَدَائِهِ وَكَمَال الْوُقُوف على مَعَانِيه الشَّرْعِيَّة
{ضعفين من الْعَذَاب} : مثلي مَا آتَيْنَا مِنْهُم
{ضنين} : بخيل
والضعف (بِالْكَسْرِ) : من أَسمَاء الْعَذَاب وَمِنْه قَالَ: {لكل ضعف}
[نوع] و {ضربت عَلَيْهِم الذلة} : أحيطت بهم إحاطة الْقبَّة بِمن ضربت عَلَيْهِ، أَو ألصقت بهم
{وعَلى كل ضامر} : أَي ركبانا على كل بعير مهزول أتعبه بعد السّفر فهزله
{فِي ضيق} : فِي حرج صدر
{وَإِذا مس الْإِنْسَان الضّر} : الشدَّة
{فضربنا على آذانهم فِي الْكَهْف} : أنمناهم