الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{شرع لكم} : فتح لكم وعرفكم
{شرعا} : أَي ظَاهِرَة، وَاحِدهَا شَارِع
{لبَعض شَأْنهمْ} : لبَعض حوائجهم
{شقَاق بَينهمَا} : أَي فِرَاق بَينهمَا فِي الِاخْتِلَاف حَتَّى شقّ أَمر احدهما على الآخر.
{وَلم يَجْعَلنِي جبارا شقيا} : أَي عِنْد الله، من فرط تكبره
{شية} : أَصْلهَا (وشية) فلحقها من النَّقْص مَا لحق (زنة) و (عدَّة)
و {لَا شية فِيهَا} : لَا لون فِيهَا سوى لون جَمِيع جلدهَا
{شيبا} : جمع أشيب وَهُوَ الْأَبْيَض الرَّأْس
{الشعرى} : كَوْكَب مَعْرُوف كَانَ نَاس بالجاهلية يعبدونها]
شُعَيْب: عليه السلام هُوَ ابْن ميكيل بن يشجر بن مَدين بن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل، كَانَ يَقُول لَهُ خطيب الْأَنْبِيَاء، بعث رَسُولا إِلَى أمتين: مَدين وَأَصْحَاب الأيكة
(فصل الصَّاد)
[الصَّلَاة] : كل صَلَاة فِي الْقُرْآن فَهِيَ عبَادَة وَرَحْمَة إِلَّا {وصلوات ومساجد} : فَإِن المُرَاد الْأَمَاكِن
[الصمم] : كل صمم فِي الْقُرْآن فَهُوَ عَن سَماع الْإِيمَان وَالْقُرْآن خَاصَّة إِلَّا الَّذِي فِي " الْإِسْرَاء "
[الصَّوْم] : كل صَوْم فِي الْقُرْآن فَهُوَ من الْعِبَادَة إِلَّا {نذرت للرحمن صوما} أَي: صمتا
[الصَّبْر] : كل صَبر فِي الْقُرْآن فَهُوَ مَحْمُود إِلَّا {لَوْلَا أَن صَبرنَا عَلَيْهَا} ، {واصبروا على آلِهَتكُم}
[الصَّائِم] : كل مُمْسك عَن طَعَام أَو كَلَام أَو سير فَهُوَ صَائِم
[الصَّعِيد] : كل أَرض مستوية فَهِيَ صَعِيد
[الصدْق] : كل خبر مخبره على مَا أخبر بِهِ فَهُوَ صدق
[الصرح] : كل بِنَاء عَال من قصر أَو غَيره فَهُوَ صرح
[الصّباغ] : كل شَيْء اصطبغت بِهِ من أَدَم فَهُوَ صباغ بالصَّاد وَكَذَا بِالسِّين
[الصَّقْر] : كل طَائِر يصيد تسميه الْعَرَب صقرا مَا خلا النسْر وَالْعِقَاب
[الصافر] : كل مَا لَا يصيد من طير فَهُوَ صافر
[الصاعقة] : كل عَذَاب مهلك فَهُوَ صَاعِقَة، وَيُقَال: كل هائل مميت أَو مزيل لِلْعَقْلِ والفهم غَالِبا
[الصب] : كل مَا نزل من علو إِلَى سفل فَهُوَ صب
[الصيصية] : كل مَا يتحصن بِهِ يُقَال لَهُ صيصة، وَهِي الْقرن
[الصلب] : كل شَيْء من الظّهْر فِيهِ فقار فَهُوَ صلب
[الصنديد] : كل عَظِيم غَالب فَهُوَ صنديد، يُقَال: برد صنديد، وريح صنديد، وَالْجمع صَنَادِيد
[الصّديق] : قَالَ مُجَاهِد: كل من آمن بِاللَّه وَرَسُوله فَهُوَ صديق
[الصدع] : الشق فِي كل شَيْء صدع
[الصفحة] : صفحة كل شَيْء جَانِبه
[الصَّدْر] : صدر كل شَيْء أَوله
[الصفحة] : وَجه كل شَيْء عريض صفحته
كل كلمة فِيهَا صَاد وجيم فَهِيَ فَارسي مُعرب كالصولجان
كل صَاد وَقع قبل الدَّال فَإِنَّهُ يجوز أَن تشمها رَائِحَة الزَّاي إِذا تحركت، وَأَن تقلبها زايا إِذا سكنت، مثل (قصد)
[الصَّاع] : كل صَاع فَهُوَ مدان، وكل مد منوان، وكل من رطلان، وكل رَطْل عشرُون إستارا، وكل إستار سِتَّة دَرَاهِم وَنصف، فَيكون كل صَاع ألفا وَأَرْبَعين درهما
[الصُّلْح] : كل مَا صلح فِيهِ بَين فَهُوَ بِالسُّكُونِ وَإِن لم يصلح فِيهِ بَين فَهُوَ بِالتَّحْرِيكِ
[الصِّنَاعَة] : كل علم مارسه الرجل سَوَاء كَانَ استدلاليا أَو غَيره حَتَّى صَار كالحرفة لَهُ فَإِنَّهُ يُسمى صناعَة
وَقيل: كل عمل لَا يُسمى صناعَة حَتَّى يتَمَكَّن فِيهِ ويتدرب وينسب إِلَيْهِ
وَقيل: الصَّنْعَة (بِالْفَتْح) الْعَمَل، والصناعة قد تطلق على ملكة يقتدر بهَا على اسْتِعْمَال المصنوعات على وَجه البصيرة لتَحْصِيل غَرَض من الْأَغْرَاض بِحَسب الْإِمْكَان
والصناعة (بِالْفَتْح) : تسْتَعْمل فِي المحسوسات، وبالكسر فِي الْمعَانِي، وَقيل: بِالْكَسْرِ حِرْفَة الصَّانِع وَقيل: هِيَ أخص من الحرفة، لِأَنَّهَا تحْتَاج فِي حُصُولهَا إِلَى المزاولة، والصنع أخص من الْفِعْل كَذَا الْعَمَل أخص من الْفِعْل فَإِنَّهُ فعل قصدي لم ينْسب إِلَى الْحَيَوَان والجماد
[الصّفة] : كل صفة كثر ذكر موصوفها مَعهَا ضعف تكثيرها لقُوَّة شبهها للْفِعْل
وكل صفة كثر اسْتِعْمَالهَا من غير مَوْصُوف قوي تكثيرها لالتحاقها بالأسماء كَعبد، وَشَيخ،
وكهل، وضيف
كل صفة جَاءَت للمذكر على (أفعل) فَهِيَ للمؤنث على (فعلاء)
كل صفة على (فعل) ، جمعت على (فعال) فَإِنَّهَا تجمع مؤنثا عَلَيْهِ أَيْضا
كل مَا هُوَ على (فعلة) من الْأَوْصَاف فَإِنَّهَا تكسر على (فعال)
كل صفة تتبع موصوفها تذكيرا وتأنيثا، وتعريفا وتنكيرا وإفرادا وتثنية وجمعا وإعرابا إِذا كَانَت فعلا لَهُ، وَأما إِذا كَانَ وصف الشَّيْء بِفعل سَببه كَقَوْلِه (رجل حسن وَجهه، وكريم آباؤه، ومؤدب خُدَّامه)، فَحِينَئِذٍ تتبعه فِي الْإِعْرَاب والتعريف والتنكير لَا غير وَمِنْه قَوْله تَعَالَى:{رَبنَا أخرجنَا من هَذِه الْقرْيَة الظَّالِم أَهلهَا}
وَقد تقطع عَن التّبعِيَّة للموصوف بِأَن تخَالفه فِي الْإِعْرَاب إِذا كَانَ الْمَوْصُوف مَعْلُوما بِدُونِ صفة، غير مُحْتَاج لَهَا، وَكَانَت الصّفة دَالَّة على الْمَدْح أَو الذَّم أَو الترحم
وَقد تتبعه فِي الْإِعْرَاب، وعَلى تَقْدِير كَونهَا مَقْطُوعَة جَازَ الْأَمْرَانِ: النصب بإضمار فعل لَائِق، وَالرَّفْع على أَنَّهَا خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف
الصّفة: كل صفة نكرَة قدمت على الْمَوْصُوف انقلبت حَالا لِاسْتِحَالَة كَونهَا صفة تَابِعَة مَعَ تقدمها فَجعلت حَالا ففارقها لفظ الصّفة لَا مَعْنَاهَا لِأَن الْحَال صفة فِي الْمَعْنى
وكل صفة علم قدمت عَلَيْهِ انْقَلب الْمَوْصُوف عطف بَيَان، نَحْو (مَرَرْت بالكريم زيد)
وَكَذَلِكَ غير الْعلم كَقَوْلِك: (مَرَرْت بالكريم أَخِيك) لِأَن الثَّانِي تَابع للْأولِ مُبين لَهُ
وَالصّفة إِذا أسندت إِلَى ضمير الْجمع كَانَت فِي حكم الْفِعْل فِي جَوَاز الْوَجْهَيْنِ: الْإِفْرَاد وَالْجمع، كَمَا أَن الْفِعْل فِي قَوْلك:(النِّسَاء جَاءَت أَو جئن) على لفظ الْوَاحِد وَالْجمع
وَالصِّفَات المتعددة يجوز عطف بَعْضهَا على بعض بِخِلَاف التوكيد المتعدد والتأكيد يكون بالضمائر دون الصِّفَات
والتأكيد إِن كَانَ معنويا فألفاظه محصورة، وألفاظ الصِّفَات لَيست كَذَلِك
وَالصّفة تتبع النكرَة والمعرفة والتأكيد لَا يتبع إِلَّا المعارف، أَعنِي التَّأْكِيد الْمَعْنَوِيّ، وَلَا يجوز الْفَصْل بَين الصّفة والموصوف لِأَنَّهُمَا كشيء وَاحِد، بِخِلَاف الْمَعْطُوف والمعطوف عَلَيْهِ
وَصفَة الْمعرفَة للتوضيح وَالْبَيَان، وَصفَة النكرَة للتخصيص وَهُوَ إِخْرَاج الِاسْم من نوع إِلَى نوع أخص مِنْهُ
وَالصّفة على أَرْبَعَة أوجه:
فَإِن الْمَوْصُوف إِمَّا أَن لَا يعلم فيراد تَمْيِيزه من سَائِر الْأَجْنَاس بِمَا يكشفه فَهِيَ الصّفة الكاشفة
وَإِمَّا أَن لَا يعلم أَيْضا لَكِن الْتبس من بعض الْوُجُوه فَيُؤتى بِمَا يرفعهُ فَهِيَ الصّفة المخصصة
وَإِمَّا أَنه لم يلتبس وَلَكِن يُوهم الالتباس فَيُؤتى بِمَا يقرره فَهِيَ الصّفة الْمُؤَكّدَة
وَإِلَّا فَهِيَ الصّفة المادحة والذامة
وَالصّفة الكاشفة خبر عَن الْمَوْصُوف عِنْد التَّحْقِيق
وَالصّفة تقوم بالموصوف وَالْوَصْف يقوم
بالواصف فَنَقُول الْقَائِل: (زيد عَالم) وصف لزيد لَا صفة لَهُ، وَعلمه الْقَائِم بِهِ صفته لَا وَصفه
وَقد يُطلق الْوَصْف وَيُرَاد بِهِ الصّفة وَبِهَذَا لَا يلْزم الِاتِّحَاد لُغَة إِذْ لَا شكّ أَن الْوَصْف مصدر (وَصفه) إِذا ذكر مَا فِيهِ
وَأما مُعْتَقد أهل الْحق فالصفة هِيَ مَا وَقع الْوَصْف مشتقا مِنْهَا وَهُوَ دَال عَلَيْهَا، وَذَلِكَ مثل الْعلم وَالْقُدْرَة وَنَحْوه، فالمعني بِالصّفةِ لَيْسَ إِلَّا هَذَا الْمَعْنى، والمعني بِالْوَصْفِ لَيْسَ إِلَّا مَا هُوَ دَال على هَذَا الْمَعْنى بطرِيق الِاشْتِقَاق، وَلَا يخفى مَا بَينهمَا من التغاير فِي الْحَقِيقَة والتنافي فِي الْمَاهِيّة
وَالصّفة إِذا وَقعت بَين متضايفين أَولهمَا عدد جَازَ إجراؤها على كل مِنْهُمَا ك (سبع بقرات سمان} و {سبع سموات طباقا}
وَالصّفة المشبهة تَجِيء أبدا من اللَّازِم، فَإِذا أُرِيد اشتقاقها من الْمُتَعَدِّي يَجْعَل لَازِما بِمَنْزِلَة فعل الغريزة، وَذَلِكَ بِالنَّقْلِ إِلَى فعل [ككرم] بِالضَّمِّ ثمَّ يشتق مِنْهُ كَمَا فِي (رَحِيم) و (فَقير) و (رفيع)
وصفات الذَّم إِذا نفيت على سَبِيل الْمُبَالغَة لم ينف أَصْلهَا، وَلِهَذَا يُقَال: إِن صِيغَة (فعال) فِي قَوْله تَعَالَى: {وَمَا رَبك بظلام للعبيد} للنسب أَي: لَيْسَ بِذِي ظلم، وَالِاسْم قد يوضع للشَّيْء بِاعْتِبَار بعض مَعَانِيه وأوصافه من غير مُلَاحظَة لخصوصية الذَّات حَتَّى إِن اعْتِبَار الذَّات عِنْد ملاحظته لَا يكون إِلَّا لضَرُورَة أَن الْمَعْنى لَا يقوم إِلَّا بِالذَّاتِ وَذَلِكَ [الِاسْم] صفة كالمعبود وَقد يوضع للشَّيْء بِدُونِ مُلَاحظَة مَا فِيهِ من الْمعَانِي كَرجل وَفرس أَو مَعَ مُلَاحظَة بعض الْأَوْصَاف والمعاني كالكتاب للشَّيْء الْمَكْتُوب، والنبات للجسم النَّابِت، وكجميع أَسمَاء الزَّمَان وَالْمَكَان والآلة وَنَحْو ذَلِك مِمَّا لَا يُحْصى فَذَلِك اسْم للصفة
وَاسْتِعْمَال مَا غلب من الصِّفَات فِي مَوْصُوف معِين سَبَب صَيْرُورَته من الصِّفَات الْغَالِبَة
وَاسْتِعْمَال مَا يجْرِي مجْرى الْأَسْمَاء يحذف الْمَوْصُوف سَبَب جَرَيَانه مجْرى الْأَسْمَاء
وَالصّفة فِي الأَصْل مصدر (وصفت الشَّيْء) إِذا ذكرته بمعان فِيهِ لَكِن جعل فِي الِاصْطِلَاح عبارَة عَن كل أَمر زَائِد على الذَّات يفهم فِي ضمن فهم الذَّات ثبوتيا كَانَ أَو سلبيا فَيدْخل فِيهِ الألوان والأكوان والأصوات والإدراكات وَغير ذَلِك
والعلاقة بَين الصّفة والموصوف هِيَ النِّسْبَة الثبوتية، وَتلك النِّسْبَة إِذا اعْتبرت من جَانب الْمَوْصُوف يعبر عَنْهَا بالاتصاف، وَإِذا اعْتبرت من جَانب الصّفة يعبر عَنْهَا بِالْقيامِ
(وَصفَة الصَّلَاة أوصافها النفسية لَهَا وَهِي الْأَجْزَاء الْعَقْلِيَّة الصادقة على الخارجية الَّتِي هِيَ أَجزَاء الهوية من الْقيام الجزئي وَالرُّكُوع وَالسُّجُود) وَلَا يلْزم من كَون الشَّيْء صفة لشَيْء وثابتا لَهُ كَونه
مَوْجُودا أَو ثَابتا فِي نَفسه [أَي مُسْتقِلّا] مُطلقًا، وَإِلَّا يلْزم أَن يكون للْوَاجِب [تَعَالَى] صِفَات موجودات أزلية مَعَ أَنه لَيْسَ كَذَلِك عقلا ونقلا
(وكل صفة مَوْجُودَة فِي نَفسهَا سَوَاء كَانَت حَادِثَة كبياض الجرم مثلا أَو سوَاده، أَو قديمَة كعلمه تَعَالَى وَقدرته فَإِنَّهَا تسمى فِي الِاصْطِلَاح صفة معنى
وَإِن كَانَت الصّفة غير مَوْجُودَة فِي نَفسهَا فَإِن كَانَت وَاجِبَة للذات مَا دَامَت الذَّات غير معللة بعلة سميت صفة نفسية أَو حَالا نفسية مثالها التحيز للجرم وَكَونه قَابلا للأعراض
وَإِن كَانَت الصّفة غير مَوْجُودَة فِي نَفسهَا إِلَّا أَنَّهَا معللة إِنَّمَا تجب للذات مَا دَامَت علتها قَائِمَة بِالذَّاتِ سميت صفة معنوية أَو حَالا معنوية مثالها كَون الذَّات عَالِمَة وقادرة ومريده مثلا فَإِنَّهَا معللة لقِيَام الْعلم وَالْقُدْرَة والإرادة بِالذَّاتِ)
وَالصّفة النفسية هِيَ الَّتِي لَا يحْتَاج وصف الذَّات بهَا إِلَى تعقل أَمر زَائِد عَلَيْهَا كالإنسانية والحقية والوجود والشيئية للانسان
ويقابلها الصّفة المعنوية الَّتِي يحْتَاج وصف الذَّات بهَا إِلَى تعقل أَمر زَائِد على ذَات الْمَوْصُوف كالتحيز والحدوث
وَبِعِبَارَة أُخْرَى إِن الصّفة النفسية هِيَ الَّتِي تدل على الذَّات دون معنى زَائِد عَلَيْهَا، والمعنوية مَا يدل على معنى زَائِد على الذَّات
وَالصّفة الثبوتية هِيَ أَن يشتق للموصوف مِنْهَا اسْم
وَالصّفة السلبية هِيَ أَن يمْتَنع الِاشْتِقَاق لَا لغيره [وَبِعِبَارَة أُخْرَى: الصّفة السلبية هِيَ الَّتِي تُوصَف بهَا الذَّات من غير قيام معنى بِهِ مثل الأول وَالْآخر، والقابض والباسط
وَالصّفة الثبوتية هِيَ الَّتِي اتّصف بهَا الذَّات لقِيَام معنى بِهِ كَالْعلمِ وَالْقُدْرَة والإرادة وَالْكَلَام]
وَاخْتلفت عِبَارَات الْأَصْحَاب فِي الصّفة النفسية بِنَاء على اخْتلَافهمْ فِي الْأَحْوَال فَمن مَال إِلَى نفي الْأَحْوَال وهم الْأَكْثَرُونَ وَهُوَ الْأَصَح قَالُوا: الصّفة النفسية عبارَة عَن كل صفة ثبوتية رَاجِعَة إِلَى نفس الذَّات لَا إِلَى معنى زَائِد عَلَيْهَا، وَمِنْهُم من قَالَ: صفة النَّفس كل صفة دلّ الْوَصْف بهَا على الذَّات دون معنى زَائِد عَلَيْهَا، والمآل وَاحِد
وَمن مَال إِلَى القَوْل بالأحوال فَعنده صِفَات النَّفس أَحْوَال زَائِدَة على وجود النَّفس مُلَازمَة لَهَا
وَأولى الْعبارَة بِهَذَا الْمَذْهَب مَا ذكره بعض الْأَصْحَاب من أَن الصّفة النفسية عبارَة عَن كل صفة ثبوتية زَائِدَة على الذَّات لَا يَصح توهم انتفائها مَعَ بَقَاء الذَّات الموصوفة بهَا وَأما الصّفة المعنوية فعبارة عَن كل صفة ثبوتية دلّ الْوَصْف بهَا على معنى زَائِد على الذَّات ثمَّ اخْتلف أَصْحَابنَا، فَمن قَالَ بالأحوال قسم الصّفة المعنوية إِلَى معللة كالعالمية والقادرية وَنَحْوهمَا، وَإِلَى غير معللة كَالْعلمِ وَالْقُدْرَة وَنَحْوهمَا، وَمن أنكر الْأَحْوَال أنكر الصِّفَات والمعللة، وَلم يَجْعَل كَون الْعَالم عَالما والقادر قَادِرًا زَائِدا على قيام الْعلم وَالْقُدْرَة بِذَاتِهِ]
وَصِفَاته تَعَالَى ترجع إِلَى سلب أَو إِضَافَة أَو مركب مِنْهُمَا، فالسلب كالقديم فَإِنَّهُ يرجع إِلَى سلب الْعَدَم عَنهُ أَولا أَو إِلَى نفي الشبيه وَنفي الأولية عَنهُ، وكالواحد فَإِنَّهُ عبارَة عَمَّا لَا يَنْقَسِم بِوَجْه من الْوُجُوه لَا قولا وَلَا فعلا، وَالْإِضَافَة كجميع صِفَات الْأَفْعَال، والمركب مِنْهَا كالمريد والقادر، فَإِنَّهُمَا مركبان من الْعلم وَالْإِضَافَة إِلَى الْخلق
صِفَات الذَّات هِيَ مَا لَا يجوز أَن يُوصف [الذَّات] بضدها كالقدرة والعزة
وصفات الْفِعْل هِيَ مَا يجوز أَن يُوصف الذَّات بضدها كالرحمة وَالْغَضَب
[وَعند الْمُعْتَزلَة إِن مَا يثبت وَلَا يجوز نَفْيه فَهُوَ من صِفَات الذَّات كَالْعلمِ، وَكَذَا فِي سَائِر صِفَات الذَّات، وَمَا يثبت وينفى فَهُوَ من صِفَات الْفِعْل كالخلق والإرادة والرزق وَالْكَلَام مِمَّا يجْرِي فِيهِ النَّفْي واثبات وَعند الأشعرية مَا يلْزم من نَفْيه نقيصة فَهُوَ من صِفَات الذَّات كَمَا فِي نفي الْحَيَاة وَالْعلم، وَمَا لَا يلْزم من نَفْيه نقيصه فَهُوَ من صِفَات الْفِعْل كإحياء والإماتة والخلق والرزق
فعلى هَذَا الْحَد الْإِرَادَة وَالْكَلَام من صِفَات الذَّات استلزام نفي الْإِرَادَة الْجَبْر والاضطرار، وَنفي الْكَلَام الخرس وَالسُّكُوت وَلَا حَاجَة على أصلنَا إِلَى الْفرق لِأَن جَمِيع صِفَاته أزلية قَائِمَة بِذَات الله]
وصفات الْأَفْعَال عِنْد الْبَعْض نفس الْأَفْعَال، وَعِنْدنَا لَا بل منشؤها، وَالْحلف بِصِفَات الذَّات دون صِفَات الْفِعْل، فعلى هَذَا الْقيَاس يكون و (وَعلم الله) يَمِينا لكنه ترك لمجيئه بِمَعْنى الْمَعْلُوم، ومشايخ مَا وَرَاء النَّهر على أَن الْحلف بِكُل صفة تعارف النَّاس الْحلف بهَا يَمِين وَإِلَّا فَلَا
وَمن الصِّفَات مَا حصل لله وَلِلْعَبْدِ أَيْضا حَقِيقَة
وَمِنْهَا مَا يُقَال لله بطرِيق الْحَقِيقَة وَلِلْعَبْدِ بطرِيق الْمجَاز (وَمِنْه {خير الرازقين} ) .
وَمِنْهَا مَا يُقَال لله بطرِيق الْحَقِيقَة وَلَا يُقَال للْعَبد لَا بطرِيق الْحَقِيقَة وَلَا بطرِيق الْمجَاز لعدم حُصُوله للْعَبد حَقِيقَة وَصُورَة
وَقد يُطلق بعض الْأَشْيَاء على العَبْد حَقِيقَة وعَلى الْبَارِي تَعَالَى مجَازًا كالاستواء وَالنُّزُول وَمَا أشبههما
[فَاعْلَم أَن الظاهريين من الْمُتَكَلِّمين لما حصروا طرق كَمَال الْمعرفَة للمكلفين بِمَعْرِِفَة جَمِيع صِفَات الْبَارِي بالاستدلال بالأفعال والتنزيه عَن النقائص إِذْ لَا يَتَيَسَّر ذَلِك إِلَّا بذلك مَعَ أَن السّمع طَرِيق آخر فِي إِثْبَاتهَا، حصروا أَيْضا الصِّفَات بالسبعة أَو الثَّمَانِية مَعَ الْبَقَاء عِنْد الأشعرية وَمَعَ التكوين عِنْد الماتريدية والسلبيات كالقدوسية والعزة إِلَى خَمْسَة عشر على الْمُخْتَار، والإضافات كالعلو والأولية والآخرية إِلَى عشْرين على الْمُخْتَار أَيْضا وَأول الظَّوَاهِر الْوَارِدَة بذكرها الَّتِي أثبتها الْأَشْعَرِيّ]
فَكل صفة تستحيل حَقِيقَتهَا على الله تَعَالَى فَإِنَّهَا تفسر بلازمها ف {على الْعَرْش اسْتَوَى}
بِمَعْنى اعتدل أَي: قَامَ بِالْعَدْلِ: {وَلَا أعلم مَا فِي نَفسك} أَي مَا فِي غيبك وسرك، و {ابْتِغَاء وَجه ربه} أَي إخلاص النِّيَّة، {وَيبقى وَجه رَبك} يَعْنِي الذَّات ومجموع الصِّفَات، إِذْ الْبَقَاء لَا يخْتَص بِصفة دون صفة، {فثم وَجه الله} أَي الْجِهَة الَّتِي أمرنَا بالتوجه إِلَيْهَا، {تجْرِي بأعيننا} أَي بحفظنا ورعايتنا، وَالْعرب تَقول (فلَان بمرأى فلَان ومسمع) إِذا كَانَ مِمَّن يُحِيط بِهِ حفظه ورعايته، أَو المُرَاد بالأعين هَهُنَا على الْحصْر مَا انفجر من الأَرْض من الْمِيَاه وَالْإِضَافَة للتَّمْلِيك، و {الْفضل بيد الله} أَي: بقدرته وَالْيَدَيْنِ اسْتِعَارَة لنُور قدرته الْقَائِم بِصفة فَضله، ولنورها الْقَائِم بِصفة عدله، وَيُقَال:(فلَان فِي يَدي فلَان) إِذا كَانَ مُتَعَلق قدرته وَتَحْت حكمه وقبضته (وَإِن لم يكن فِي يَدَيْهِ بِمَعْنى الجارحتين أصلا) وعَلى هَذَا يحمل حَدِيث " قلب الْمُؤمنِينَ بَين إِصْبَعَيْنِ من أَصَابِع الرَّحْمَن " وَفَائِدَة التَّخْصِيص بِذكر خلق آدم النَّبِي عليه الصلاة والسلام مَعَ أَن سَائِر الْمَخْلُوقَات مخلوقة بِالْقُدْرَةِ الْقَدِيمَة أَيْضا هِيَ التشريف وَالْإِكْرَام كَمَا خصص الْمُؤمنِينَ بالعباد وَالْإِضَافَة بالعبودية إِلَى نَفسه كعيسى النَّبِي عليه السلام والكعبة المشرفة وَقَوله تَعَالَى: {لَا تقدمُوا بَين يَدي الله} فَهُوَ مجَاز عَن مظهر حكمه ومجازيته (لِامْتِنَاع الْحمل على مَعْنَاهُ الْحَقِيقِيّ الَّذِي هُوَ الْمَكَان) وكشف السَّاق كِنَايَة عَن الشدَّة والهول و {فِي جنب الله} أَي فِي طَاعَته وَحقه و {نَحن أقرب} أَي بِالْعلمِ
والفوقية: الْعُلُوّ من غير جِهَة {وَجَاء رَبك} أَي أمره. {فَاذْهَبْ أَنْت وَرَبك} أَي اذْهَبْ بِرَبِّك أَي بتوفيقه وقوته [ {وَالله نور السَّمَوَات وَالْأَرْض} أَي: منورهما نعم إِلَّا أَن استرسال التَّأْوِيل على التَّفْصِيل كجمهور الأشاعرة غير ظَاهر فِي جَمِيع تِلْكَ الصِّفَات بل هُوَ مؤد إِلَى إبِْطَال الأَصْل المعجز عَن إِدْرَاكهَا بِلَا كيفيات وَخلاف لما عَلَيْهِ السّلف من التَّوَقُّف فِي المتشابهات]
وَجَمِيع الْأَغْرَاض النفسانية لَهَا أَوَائِل وَلها غايات، فاتصاف الْبَارِي بهَا إِمَّا بِاعْتِبَار الْغَايَة كالترك فِي الاستحياء أَو السَّبَب كإرادة الانتقام فِي الْغَضَب أَو الْمُسَبّب عَنهُ كالإنعام فِي الرَّحْمَة وَفِي {من عِنْده} إِشَارَة إِلَى التَّمْكِين والزلفى والرفعة {وَهُوَ الله فِي السَّمَاوَات وَفِي الأَرْض} أَي:
المعبود فيهمَا أَو الْعَالم بِمَا فيهمَا
قَالَ الإِمَام فِي (الْفِقْه الْأَكْبَر) : " وَلَا يُوصف الله تَعَالَى بِصِفَات المخلوقين وَلَا يُقَال: إِن يَده قدرته أَو نعْمَته لِأَن فِيهِ إبِْطَال الصّفة، وَلَكِن يَده صفة بِلَا كَيفَ " انْتهى
وَفِيه إِشَارَة إِلَى وجوب التَّأْوِيل الإجمالي فِي الظَّوَاهِر الموهمة، وَإِلَى منع التَّأْوِيل التفصيلي فِيهَا بالإرجاع إِلَى مَا ذكره وَإِلَى التعويض بعد الْحمل على الْمَعْنى الْمجَازِي على الْإِجْمَال فِي التَّأْوِيل وَتَعَالَى الله عَمَّا يُقَال، هُوَ جسم لَا كالأجسام وَله حيّز لَا كالأحياز ونسبته إِلَى حيزه لَيْسَ كنسبة الْأَجْسَام إِلَى حيزها كَمَا هُوَ مَذْهَب الهيصمية من المشبهة المستترين بالبلكفة، وَقد اتّفق الْأَئِمَّة على إكفار المجسمة المصرحين بِكَوْنِهِ جسما وتضليل المستترين بالبلكفة وَقَالَ ابْن الْهمام رحمه الله: وَقيل يكفر بِمُجَرَّد إِطْلَاق لفظ الْجِسْم عَلَيْهِ تَعَالَى، وهوحسن، بل أولى بالتكفير، وَمهما ثَبت من الكمالات شَاهدا فَلَا مَانع من القَوْل بإثباتها غَائِبا، لَكِن بِشَرْط انْتِفَاء الْأَسْبَاب المقترنة بهَا فِي الشَّاهِد الْمُوجبَة للْحَدَث والتجسم وَنَحْو ذَلِك مِمَّا لَا يجوز على الله تبارك وتعالى
وَلَا يَتَّصِف مَوْجُود مثل اتصافه تَعَالَى وَإِن كَانَ بعض الموجودات مظْهرا كَامِلا بِحَيْثُ يَتَّصِف بِبَعْض صِفَاته لَكِن يغيب تَحت سرادقات كَمَاله بِحَيْثُ لَا يبْقى لَهُ أثر من الهوية (وَإِن كَانَ هَذَا عين الهوية)
وَمَا زَعَمُوا أَن العَبْد يعير بَاقِيا الْحق سمعيا بسمعه بَصيرًا ببصره فخروج عَن الدّين، وَمَا رُوِيَ فِي الْخَبَر " فَإِذا أحببته كنت لَهُ سمعا وبصرا فَبِي يسمع وَبِي يبصر " فَلَا احتجاج لَهُم فِي ظَاهره، إِذْ لَيْسَ فِيهِ أَنه يسمع بسمعي ويبصر ببصري بل الْمحمل لهَذَا الحَدِيث هُوَ أَن كَمَال الْإِعْرَاض عَمَّا سوى الله وَتَمام التَّوَجُّه إِلَى حَضرته بِأَن لَا يكون فِي لِسَانه وَقَلبه ووهمه وسره غَيره ينزل منزلَة الْمُشَاهدَة، فَإِنَّهُ إِذا ترسخت هَذِه الْحَالة تسمى مُشَاهدَة تَشْبِيها لَهَا بمشاهدة الْبَصَر إِيَّاه، وَاسْتِعْمَال الْقلب والقالب فِيهِ بِاعْتِبَار ذَلِك، [فَلَا يسمع وَلَا يبصر إِلَّا مَا يسْتَدلّ بِهِ على الصَّانِع وَقدرته وعظمته وكبريائه] وَمهما ثَبت من الكمالات شَاهدا فَلَا مَانع عَن القَوْل بإثباتها غَائِبا لَكِن بِشَرْط انْتِفَاء الْأَسْبَاب المقترنة بهَا فِي الشَّاهِد الْمُوجبَة للحدوث والتجسم وَنَحْو ذَلِك مِمَّا لَا يجوز على الله تَعَالَى
وَاعْلَم أَن الْمُحَقِّقين من أهل السّنة قَالُوا إِن صِفَات الله زَائِدَة على الذَّات [وَأَن بَعْضهَا لَيست عين الْبَعْض الآخر من الصِّفَات بل الصِّفَات بَعْضهَا مَعَ بعض مُتَغَايِرَة بِحَسب الِاعْتِبَار، وَإِن كَانَت متحدة
بِحَسب الْوُجُود]
والأشعري وَأَتْبَاعه على أَنَّهَا دون الْوُجُود لَا عين الذَّات وَلَا غَيرهَا
وَأما وجود الْوَاجِب قبل وجود كل شَيْء فَهُوَ عين ذَاته ذهنا وخارجا على مَا هُوَ الظَّاهِر من مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ وَالْحسن الْبَصْرِيّ من الْمُعْتَزلَة، وَأما الفلاسفة والمعتزلة والنجارية فَلَا يثبتون لله تَعَالَى صفة أصلا، أَي صفة كَانَت من صِفَات الذَّات أَو الْفِعْل وَيَقُولُونَ: إِنَّه تَعَالَى وَاحِد من جَمِيع الْوُجُوه، وَفعله وَقدرته وحياته هُوَ حَقِيقَته وعينه وذاته [والقائلون بانفكاكها عَن الذَّات كصفات المخلوقين هم كالمشبهة عَن الكرامية والحشوية] وَعند الأشعرية: صِفَات الذَّات قديمَة قَائِمَة بِذَات الله كَالْعلمِ وَالْقُدْرَة والإرادة
وَأما صِفَات الْفِعْل كالتكوين والإحياء والإماتة فَلَيْسَتْ قَائِمَة بِذَات الله تَعَالَى وَقَالَ بعض الْفُضَلَاء: كل ذَات قَامَت بهَا صِفَات زَائِدَة عَلَيْهَا فالذات غير الصِّفَات وَكَذَا كل وَاحِد من الصِّفَات غير الْأُخْرَى إِن اخْتلفَا بالذوات بِمَعْنى أَن حَقِيقَة كل وَاحِد وَالْمَفْهُوم مِنْهُ عِنْد انْفِرَاده غير مَفْهُوم الآخر لَا محَالة، وَإِن كَانَت الصِّفَات غير مَا قَامَت بِهِ من الذَّات فَالْقَوْل بِأَنَّهَا غير مَدْلُول الِاسْم الْمُشْتَقّ مِنْهَا أَو مَا وضع لَهَا وللذات من غير اشتقاق، وَذَلِكَ مثل صفة الْعلم بِالنِّسْبَةِ إِلَى مُسَمّى الْعَالم أَو مُسَمّى الْإِلَه، فعلى هَذَا وَإِن صَحَّ القَوْل بِأَن علم الله غير مَا قَامَ بِهِ من الذَّات لَا يَصح أَن يُقَال إِن علم الله غير مَدْلُول اسْم الله أَو عينه، إِذْ لَيْسَ عين مَجْمُوع الذَّات مَعَ الصِّفَات، وَلَعَلَّ هَذَا مَا أَرَادَهُ بعض الحذاق من الْأَصْحَاب من أَن الصِّفَات، النفسية لَا هِيَ هوولا هِيَ غَيره
ثمَّ اعْلَم أَن صِفَات الله تَعَالَى قديمَة وَلَا شَيْء من الْقَدِيم يحْتَاج إِلَى الموجد لِأَن الموجد من يُعْطي وجودا مُسْتقِلّا، واحتياج صِفَات الله إِلَى الموجد مَعَ قدمهَا بِمَعْنى أَنَّهَا تحْتَاج إِلَى الذَّات لتقوم بِهِ لَا بِمَعْنى أَن الذَّات يُعْطِيهَا وجودا مُسْتقِلّا، إِذْ لَيْسَ لَهَا وجود مُسْتَقل أما عندنَا فَلِأَن الصِّفَات لَيست غير الذَّات وَلَا عينهَا، فاحتياجها إِلَى الذَّات فِي قِيَامهَا بهَا لكَونهَا لَيست عين الذَّات فِي الْعقل لَا فِي وجودهَا الْخَارِجِي لكَونهَا فِي الْوُجُود الْخَارِجِي لَيست غَيرهَا وَأما عِنْد الفلاسفة والمعتزلة فَلِأَن الصِّفَات عين الذَّات، وَأما عِنْد من يَقُول إِن الصِّفَات مُغَايرَة للذات فَمَعْنَى الْمَوْجُود المستقل الْوُجُود الْمُنْفَصِل عَن الذَّات، فوجود الصّفة يكون غير وجود الْمَوْصُوف لَكِن الصّفة تحْتَاج إِلَى الْمَوْصُوف دَائِما
وَقَالَ بعض المحققبن: إِن صِفَات الله مُمكنَة مَعَ قدمهَا لَكِن كَونهَا مقدورات فِي غَايَة الْإِشْكَال، لما تقرر أَن أثر الْمُخْتَار لَا يكون حَادِثا، وَلِهَذَا اضطروا إِلَى القَوْل بِكَوْنِهِ تَعَالَى مُوجبا بِالذَّاتِ فِي حق صِفَاته، كَمَا ذكر فِي الْكتب الكلامية (وَيُمكن حل الْإِشْكَال بِأَن يُقَال: إِن) إِيجَاب
الصِّفَات مرجعه إِلَى اسْتِحَالَة خلوه تَعَالَى عَن صِفَات الْكَمَال وَإِيجَاب المصنوعات مرجعه إِلَى اسْتِحَالَة انفكاكه عَنهُ تَعَالَى واضطراره فِي النَّفْع للْغَيْر فَذَاك كَمَال ينجبر بِهِ مَا فِي عدم الْقُدْرَة على التّرْك من مَظَنَّة النُّقْصَان ويربو عَلَيْهِ، وَهَذَا نُقْصَان من حَيْثُ إِنَّه يقدر على التّرْك ويضطر فِي الْفِعْل غير متجبر بِهِ [وَفِي " شرح الطوالع " للقاسم اللَّيْثِيّ السَّمرقَنْدِي رحمه الله: وجوب الصِّفَات بِذَاتِهِ تَعَالَى مَفْهُوم من قِيَامهَا بِذَاتِهِ تَعَالَى، إِذْ لَو كَانَت وَاجِبَة بذاتها امْتنع قِيَامهَا بِذَاتِهِ تَعَالَى، وَكَذَا لَو كَانَت صادرة عَنهُ بِالِاخْتِيَارِ لوَجَبَ كَونهَا حَادِثَة، وَقيام الْحَوَادِث بِذَاتِهِ مُمْتَنع، وَمعنى كَون الصِّفَات وَاجِبَة بِذَاتِهِ تَعَالَى كَونهَا لَازِمَة لَهُ غير مفتقرة إِلَى غَيره، وَبِالْجُمْلَةِ: صِفَات الله غير مقدورة فَلَا بُد من تَخْصِيص الممكنات بِمَا سواهَا، وَيُمكن أَن يُقَال] أَيْضا: حُصُول مَا هُوَ مبدأ الْكَمَال لشَيْء بِالْإِيجَابِ من غير التَّوَقُّف بِالْمَشِيئَةِ لَيْسَ بِنَقص بل هُوَ كَمَال، مثلا وُقُوع مقتضيات اعْتِدَال المزاج كحسن الْخلق من كمالات ذاتية، وَعدم الِاخْتِيَار فِيهِ كَمَال لَا نُقْصَان
وَلَيْسَ فِي القَوْل بالإمكان كَثْرَة صعوبة سوى مُخَالفَة الْأَدَب وَالْقَوْل بِأَن كل مُمكن حَادث، وَلَا يخفى أَن كل مَا احْتَاجَ لسواه حَاجَة تَامَّة بِحَيْثُ لَا يُوجد بِدُونِهِ سَوَاء كَانَ عِلّة أَو شرطا لوُجُوده كالجوهر للعرض مثلا لَا يُمكن وجوده بِدُونِهِ، فَيلْزم إِمْكَان عَدمه بِالذَّاتِ وَإِن لم يكن حَادِثا، وَهَذَا لَا مَحْذُور فِيهِ فِي صِفَات الله الْقَدِيمَة:(هَكَذَا حَقَّقَهُ بعض الْمُحَقِّقين) ؛ قَالَ بعض الأفاضل: القَوْل بِتَعَدُّد الْوَاجِب لذاته فِي الصِّفَات فِي غَايَة الصعوبة نعم لَكِن المُرَاد بِالْوَاجِبِ لذاته فِي الصِّفَات كَونهَا وَاجِبَة الْوُجُود لأجل موصوفها الَّذِي هُوَ الذَّات الْوَاجِب الْوُجُود، لَا أَنَّهَا وَاجِبَة بِالذَّاتِ مقتضية لوجودها كالذات حَتَّى تستقل وتتعدد، بل هِيَ مستندة إِلَى الذَّات، والذات كالمبدأ لَهَا، واستنادها إِلَيْهِ لَا بطرِيق الِاخْتِيَار الَّذِي يَقْتَضِي مسبوقية التَّصَوُّر والتصديق بفائدة الإيجاد بل بطرِيق الإيجاد بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهَا، فَكَمَا أَن اقْتِضَاء ذَاته وجوده جعل وجوده وَاجِبا، كَذَا اقتضاؤه الْعلم مثلا يَقْتَضِي كَون الْعلم وَاجِبا
وكما أَن اقْتِضَاء الْوَاجِب وجوده يَقْتَضِي غناهُ عَن كل مَوْجُود سواهُ، كَذَلِك اقْتِضَاء الذَّات علمه يَقْتَضِي غنى الْعلم عَن غَيره لعدم التغاير بَين الذَّات وَالصِّفَات، فإيجاب مَا لَيْسَ بِغَيْر الصِّفَات لَيْسَ بِنَقص بل كَمَال وَإِنَّمَا النَّقْص فِي إِيجَاد الْغَيْر بِالْإِيجَابِ كَمَا قَررنَا لَك آنِفا
الصَّلَاة: هِيَ اسْم لمصدر وَهُوَ التصلية أَي: الثَّنَاء الْكَامِل، وَكِلَاهُمَا مستعملان بِخِلَاف الصَّلَاة بِمَعْنى أَدَاء الْأَركان. فَإِن مصدرها لم يسْتَعْمل،
وَالْمَشْهُور فِي أصُول الْفِقْه أَن مَذْهَب الْمُعْتَزلَة أَن الصَّلَاة وَالزَّكَاة وَغَيرهمَا حقائق مخترعة شَرْعِيَّة لَا أَنَّهَا منقولة عَن معَان لغوية
وَعند الْجُمْهُور من الْأَصْحَاب أَنَّهَا حقائق شَرْعِيَّة منقولات عَن معَان لغوية والباقلاني على أَنَّهَا مجازات لغوية مَشْهُورَة لم تصرن حقائق
إِذا عرفت هَذَا فَنَقُول: الصَّلَاة فِي الأَصْل من
الصلا وَهُوَ الْعظم الَّذِي عَلَيْهِ الأليتان فِي " الْقَامُوس ": الصلا وسط الظّهْر منا أَو من كل ذِي أَربع أَو مَا انحدر من الْوَرِكَيْنِ، أَو الدُّعَاء [والتبريك والتمجيد كَمَا هُوَ عِنْد كثير من أهل اللُّغَة يُقَال: صليت عَلَيْهِ: أَي دَعَوْت لَهُ وزكيت] كَمَا فِي توله عليه الصلاة والسلام: " إِذا دعِي أحدكُم إِلَى طَعَام فليجب فَإِن كَانَ صَائِما فَليصل " أَي: فَليدع لأَهله، فعلى الأول هِيَ من الْأَسْمَاء الْمُغيرَة المندرسة الْمَعْنى بِالْكُلِّيَّةِ وعَلى الثَّانِي من المنقولة الزائلة كَمَا فِي " الْكرْمَانِي " وَغَيره إِلَّا أَنه يَنْبَغِي أَن تكون من المنقولة بِلَا خلاف على مَا فِي الْأُصُول أَنه مِمَّا غلب فِي غير الْمَوْضُوع لَهُ لعلاقة
وَالْمَشْهُور أَن الصَّلَاة حَقِيقَة شَرْعِيَّة فِي الْأَركان، وَحَقِيقَة لغوية فِي الدُّعَاء، أَو مجَاز لغَوِيّ فِي الْأَركان، ومجاز شَرْعِي فِي الدُّعَاء
قَالَ بَعضهم: لفظ الصَّلَاة فِي الشَّرْع مجَاز فِي الدُّعَاء مَعَ أَنه مُسْتَعْمل فِي الْمَوْضُوع لَهُ فِي الْجُمْلَة وَحَقِيقَة فِي الْأَركان الْمَخْصُوصَة، مَعَ أَنه مُسْتَعْمل فِي غير الْمَوْضُوع لَهُ فِي الْجُمْلَة
وَقَالَ الشَّيْخ الْعَلامَة التَّفْتَازَانِيّ: وُرُود الصَّلَاة فِي كَلَام الْعَرَب بِمَعْنى الدُّعَاء قبل شَرْعِيَّة الصَّلَاة الْمُشْتَملَة على الرُّكُوع وَالسُّجُود المشتملين على التخشع وَفِي كَلَام من لَا يعرف الصَّلَاة بالهيئة الْمَخْصُوصَة دَلِيل الْمَشْهُور، وَأَيْضًا الِاشْتِقَاق من غير الْحَدث قَلِيل " [وَلِأَن اشتهار الْمَنْقُول عَن الشَّرْعِيّ فِي اللُّغَة أرجح من أَن يكون مشتهرا] انْتهى
وتتنوع الصَّلَاة بِالْإِضَافَة الى محلهَا على ثَلَاثَة أَنْوَاع تنوع الْأَجْنَاس بالفصول، وَمِنْه قيل: الصَّلَاة من الله الرَّحْمَة، وَمن الْمَلَائِكَة الاسْتِغْفَار، وَمن الْمُؤمنِينَ الدُّعَاء، وَهُوَ: اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد ثمَّ نقلت فِي عرف الشَّرْع من أحد الْمَعْنيين إِلَى الْعِبَادَة الْمَخْصُوصَة لتضمنها إِيَّاه
وَقَالَ ابْن حجر: الصَّلَاة من الله للنَّبِي زِيَادَة الرَّحْمَة، وَلغيره الرَّحْمَة وَهَذَا يشكل بقوله تَعَالَى:{عَلَيْهِم صلوَات من رَبهم وَرَحْمَة} حَيْثُ غاير بَينهمَا، وَلِأَن سُؤال الرَّحْمَة يشرع لكل مُسلم، وَالصَّلَاة تخص النَّبِي عليه الصلاة والسلام، وَكَذَا يشكل القَوْل) وَمن الْعباد بِمَعْنى الدُّعَاء بِأَن الدُّعَاء يكون بِالْخَيرِ وَالشَّر وَالصَّلَاة لَا تكون إِلَّا فِي الْخَيْر وَبِأَن (دَعَوْت) يتَعَدَّى بِاللَّامِ وَالَّذِي يتَعَدَّى بعلى لَيْسَ بِمَعْنى صلى، وَيُقَال: صليت صَلَاة، وَلَا يُقَال: صليت تصلية (وَالْجُمْهُور على أَنَّهَا فِي الأَصْل بِمَعْنى الدُّعَاء اسْتعْمل مجَازًا فِي غَيره)
وَصَلَاة الله للْمُسلمين هِيَ فِي التَّحْقِيق تَزْكِيَة، وَهِي من الْمَلَائِكَة الدُّعَاء وَالِاسْتِغْفَار كَمَا هُوَ من النَّاس
وَالصَّلَاة الَّتِي هِيَ الْعِبَادَة الْمَخْصُوصَة أَصْلهَا الدُّعَاء. وَسميت هَذِه الْعِبَادَة بهَا كتسمية الشَّيْء باسم بعض مَا يتضمنه
وَالْحق أَن الصَّلَاة كلهَا وَإِن توهم اخْتِلَاف مَعَانِيهَا رَاجِعَة إِلَى أصل وَاحِد فَلَا تظنها لَفْظَة اشْتِرَاك وَلَا اسْتِعَارَة إِنَّمَا مَعْنَاهَا الْعَطف وَيكون محسوسا ومعقولا فَإِن الصَّلَاة فِي الأَصْل انعطاف جسماني لِأَنَّهَا من تَحْرِيك الصلوين، ثمَّ اسْتعْمل فِي الرَّحْمَة وَالدُّعَاء لما فيهمَا من الْعَطف الْمَعْنَوِيّ، وَلذَا عدي بعلى، وَلَا يلْزم من التساوق فِي الْمَعْنى التوافق فِي التَّعْدِيَة كَمَا فِي (نظر) و (رأى) وَقيل:(على) مُجَرّدَة عَن الْمضرَّة كَمَا فِي: {فتوكل على الله}
قَالَ بَعضهم: أصل الصَّلَاة من الصلاء وَمعنى صلى الرجل أَي: أَزَال عَن نَفسه بِهَذِهِ الْعِبَادَة الصلاء الَّذِي هُوَ نَار الله الموقدة
وَقَالَ مُجَاهِد: الصَّلَاة من الله التَّوْفِيق والعصمة، وَمن الْمَلَائِكَة العون والنصرة، وَمن الْأمة الِاتِّبَاع
وَقَالَ بَعضهم: صَلَاة الرب على النَّبِي تَعْظِيم الْحُرْمَة، وَصَلَاة الْمَلَائِكَة إِظْهَار الْكَرَامَة، وَصَلَاة الْأمة طلب الشَّفَاعَة، وَلما لم يُمكن أَن تحمل على الدُّعَاء فِي قَوْله تَعَالَى:{إِن الله وَمَلَائِكَته يصلونَ على النَّبِي} حمل على الْعِنَايَة بشأن النَّبِي إِظْهَارًا لشرفه مجَازًا، إطلاقا للملزوم على اللَّازِم إِذْ الاسْتِغْفَار وَالرَّحْمَة تَسْتَلْزِم الِاعْتِبَار
[وَقَالَ بَعضهم: إِن الله يَدْعُو ذَاته الْعلية بإيصال الْخَيْر إِلَيْهِ، وَمن لَوَازِم الرَّحْمَة، وَالْمَلَائِكَة يستغفرونه، وَهُوَ نوع من الدُّعَاء وَيجوز على تَقْدِير كَون الصَّلَاة مُشْتَركَة بَين الثَّلَاثَة: إِرَادَة الرَّحْمَة وَالِاسْتِغْفَار مِمَّن يصلونَ على مَذْهَب الإِمَام الشَّافِعِي رحمه الله إِن الله يرحم النَّبِي عليه الصلاة والسلام ويوصل إِلَيْهِ من الْخَيْر، وَالْمَلَائِكَة يعظمونه بِمَا فِي وسعهم فائتوا بهَا أَيهَا الْمُؤمنِينَ بِمَا يَلِيق بحالكم وَهُوَ الدُّعَاء لَهُ وَالثنَاء عَلَيْهِ]
وَالْحَاصِل أَن معنى الصَّلَاة من الله على نبيه هُوَ أَن ينعم عَلَيْهِ بنعم يصحبها تكريم وتعظيم على مَا يَلِيق بِمَنْزِلَة النَّبِي عِنْده بِأَن يسمعهُ من كَلَامه الَّذِي لَا مثل لَهُ مَا تقر بِهِ عينه وتنبهج بِهِ نَفسه ويتسع بِهِ جاهه؛ وَمعنى السَّلَام عَلَيْهِ هُوَ أَن يُسلمهُ من كل آفَة مُنَافِيَة لغاية الْكَمَال، والمخلوق لَا يَسْتَغْنِي عَن زِيَادَة الدرجَة وَإِن كَانَ رفيع الْمنزلَة، على القَوْل بِعَدَمِ تناهي كَمَال الْإِنْسَان الْكَامِل، وَكَرَاهَة إِفْرَاد الصَّلَاة عَن السَّلَام إِنَّمَا هِيَ لفظا لَا خطا، أَو مَحْمُول على من جعله عَادَة، وَإِلَّا فقد وَقع الْإِفْرَاد فِي كَلَام جمَاعَة من أَئِمَّة الْهدى وَالصَّلَاة على مُحَمَّد صَلَاة على سَائِر الْأَنْبِيَاء أَيْضا لأَنهم كَانُوا منسلكين تَحت المناطق المحمدية ومظهرين صِفَات كَمَاله
وَكِتَابَة الصَّلَاة فِي أَوَائِل الْكتب قد حدثت فِي أثْنَاء الدولة العباسية، وَلِهَذَا وَقع كتاب البُخَارِيّ وَغَيره من القدماء عَارِيا عَنْهَا، وَالظَّاهِر أَنهم يكتفون بالتلفظ
قيل: الصَّلَاة جمع كَثْرَة بِدَلِيل {أقِيمُوا الصَّلَاة}
والصلوات: جمع قلَّة تَقول: خمس صلوَات
وَهَذَا غلط لِأَن بِنَاء صلوَات لَيْسَ للقلة لِأَن الله
تَعَالَى لم يرد الْقَلِيل بقوله: {مَا نفذت كَلِمَات الله}
وَفِي التَّشْبِيه فِي الصَّلَاة الخليلية أَقْوَال: أقواها أَنه بِحَسب الْجِنْس لَا بِحَسب الشَّخْص كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {كتب عَلَيْكُم الصّيام كَمَا كتب على الَّذين من قبلكُمْ} فَيكون لمُجَرّد الْجمع بَينهمَا فِي المشابهة [لَا من بَاب إِلْحَاق النَّاقِص بالكامل] أَو مَدْخُول الأداة مشبه بِهِ الْآل لَا مُحَمَّد، وَالْوَاو تَجِيء للاستئناف عِنْد الْكُوفِيّين كالفاء
[وَالدُّعَاء بالترحم على مَا زَاده ابْن عَبَّاس رضي الله عنه وَأَبُو هُرَيْرَة رضي الله عنه وَإِن أوهم تقصيرا للمدعو لَهُ لكنه يكون من قبيل ارْحَمْ هَذَا الشَّيْخ بالرحم على ابْنه الْجَانِي، فَالْمَعْنى ارْحَمْ مُحَمَّدًا إِذْ الرَّحِم على أمته كَمَا فِي " الْمَبْسُوط "]
وَالصَّلَاة فِي التَّنْزِيل تَأتي على أوجه:
الصَّلَوَات الْخمس: {ويقيمون الصَّلَاة}
وَصَلَاة الْعَصْر: {تحبسونهما فِي بعد الصَّلَاة}
وَصَلَاة الْجُمُعَة: {إِذا نُودي للصَّلَاة}
وَصَلَاة الْجِنَازَة: {وَلَا تصل على أحد مِنْهُم}
وَالدّين: {أصلاتك تأمرك}
وَالْقِرَاءَة: {وَلَا تجهربصلاتك}
وَالدُّعَاء قيل مِنْهُ: {وصل عَلَيْهِم إِن صَلَاتك سكن لَهُم} وَلَا يخفى أَنه بِاعْتِبَار تضمين معنى الْعَطف
ومواضع الصَّلَاة: {لَا تقربُوا الصَّلَاة وَأَنْتُم سكارى}
وأصل الصَّلَاة (صلوة) بِالتَّحْرِيكِ قلبت واوها ألفا لتحركها وانفتاح مَا قبلهَا فَصَارَت صَلَاة تلفظ بِالْألف وتكتب بِالْوَاو إِشَارَة إِلَى الأَصْل الْمَذْكُور واتباعا للرسم العثماني مثل (الزكوة) و (الحيوة) و (الربوا) غير أَن المتطرفة يكْتب بعْدهَا الْألف دون المتوسطة إِلَّا إِذا أضيفت أَو ثنيت فَإِنَّهَا حِينَئِذٍ تكْتب بِالْألف نَحْو: (صَلَاتك) و (صلاتان)
وَقَالَ ابْن درسْتوَيْه: لم تثبت بِالْوَاو فِي غير الْقُرْآن وَفِي " الْكَافِي "(الرِّبَا) قد يكْتب بِالْوَاو، وَهَذَا أقبح من كِتَابَة الصَّلَاة، لِأَنَّهُ متعرض للْوَقْف، وأقبح مِنْهُ أَنهم زادوا بعْدهَا ألفا تَشْبِيها بواو الْجمع، وَخط الْقُرْآن لَا يُقَاس عَلَيْهِ
[وَقَالَ عِصَام الدّين رحمه الله: الْكِتَابَة بِالْوَاو وَالْألف فِي (الربوا) لِأَن للفظ نَصِيبا مِنْهُمَا، وَإِنَّمَا لم تكْتب الصَّلَاة وَالزَّكَاة بهما لِئَلَّا يكون فِي مَظَنَّة الالتباس بِالْجمعِ]
الصدْق، بِالْكَسْرِ: هُوَ إِخْبَار عَن الْمخبر بِهِ على مَا هُوَ بِهِ مَعَ الْعلم بِأَنَّهُ كَذَلِك
وَالْكذب: إِخْبَار عَن الْمخبر بِهِ على خلاف مَا هُوَ بِهِ مَعَ الْعلم بِأَنَّهُ كَذَلِك
وَفِي " الْأَنْوَار " فِي قَوْله تَعَالَى: {ويحلفون على الْكَذِب وهم يعلمُونَ}
فِي هَذَا التَّقْيِيد دَلِيل على أَن الْكَذِب يعم مَا يعلم الْمخبر عدم مطابقته وَمَا لَا يعلم وَلَا وَاسِطَة بَينهمَا، وَهُوَ كل خبر لَا يكون عَن بَصِيرَة بالمخبر عَنهُ، وَهَذَا افتراء والافتراء أخص من الْكَذِب
وَقيل: الْكَذِب عدم الْمُطَابقَة لما فِي نفس الْأَمر مُطلقًا، وَلَيْسَ كَذَلِك بل هُوَ عدم الْمُطَابقَة عَمَّا من شَأْنه أَن يُطَابق لما فِي نفس الْأَمر
والصدق التَّام: هُوَ الْمُطَابقَة للْخَارِج والاعتقاد مَعًا، فَإِن انْعَدم وَاحِد مِنْهُمَا لم يكن صدقا تَاما بل إِمَّا أَن لَا يُوصف بِصدق وَلَا كذب كَقَوْل المبرسم الَّذِي لَا قصد لَهُ:(زيد فِي الدَّار) وَإِمَّا أَن يُقَال لَهُ صدق وَكذب باعتبارين، وَذَلِكَ إِن كَانَ مطابقا للْخَارِج غير مُطَابق للاعتقاد أَو بِالْعَكْسِ كَقَوْلِه النافقين:{نشْهد إِنَّك لرَسُول الله} فَيصح أَن يُقَال لهَذَا صدق اعْتِبَارا بالمطابقة لما فِي الْخَارِج، وَكذب لمُخَالفَة ضمير الْقَائِل، وَلِهَذَا أكذبهم الله تَعَالَى
[وَفِي كَون الْكَلَام صَادِقا وكاذبا مَعًا مغالطة مَشْهُورَة، وَهِي فِيمَا]
لَو قَالَ: (كل كَلَام أَتكَلّم بِهِ الْيَوْم فَهُوَ كَاذِب) ، وَلم يتَكَلَّم الْيَوْم بِمَا سوى هَذَا الْكَلَام أصلا فَإِن كَانَ هَذَا الْكَلَام كَاذِبًا يلْزم أَن يكون صَادِقا وَبِالْعَكْسِ
[حَتَّى أجَاب عَنهُ الْعَلامَة الدواني رحمه الله بِأَن الْقَائِل لَو قَالَ هَذَا مُشِيرا إِلَى نفس هَذَا الْكَلَام لم يَصح اتصافه بِالصّدقِ وَالْكذب لانْتِفَاء الْحِكَايَة عَن النِّسْبَة الْوَاقِعَة، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُوصف بهما الْكَلَام الَّذِي هُوَ إِخْبَار وحكاية عَن نِسْبَة وَاقعَة وَهِي مفقودة فِيهِ، بل لَا حِكَايَة حَقِيقَة فَيكون كلَاما خَالِيا عَن التَّحْصِيل لَا يكون خَبرا حَقِيقَة]
والصدق وَالْحق يتشاركان فِي المورد ويتفارقان بِحَسب الِاعْتِبَار، فَإِن الْمُطَابقَة بَين الشَّيْئَيْنِ تَقْتَضِي نِسْبَة كل مِنْهُمَا إِلَى الآخر بالمطابقة فَإِذا تطابقا فَإِن نسبنا الْوَاقِع إِلَى الِاعْتِقَاد كَانَ الْوَاقِع مطابقا (بِكَسْر الْبَاء) والاعتقاد مطابقا (بِفَتْح الْبَاء) فتسمى هَذِه الْمُطَابقَة الْقَائِمَة بالاعتقاد حَقًا، وَإِن عكسنا النِّسْبَة كَانَ الْأَمر على الْعَكْس فتسمى هَذِه الْمُطَابقَة الْقَائِمَة بالاعتقاد صدقا، وَإِنَّمَا اعْتبر هَكَذَا لِأَن الْحق والصدق لَا حَال القَوْل والاعتقاد لَا حَال الْوَاقِع.
والصدق: هُوَ أَن يكون الحكم لشَيْء على شَيْء إِثْبَاتًا أَو نفيا مطابقا لما فِي نفس الْأَمر
والتصديق: هُوَ الِاعْتِرَاف بالمطابقة لَكِن الِاعْتِرَاف بالمطابقة فِي حكم لَا يُوجب أَن يكون ذَلِك الحكم مطابقا والمطابقة الَّتِي أخذت فِي تَفْسِير التَّصْدِيق غير الْمُطَابقَة الَّتِي هِيَ وَاقعَة فِي
نفس الْأَمر، فَإِن الأولى دَاخِلَة فِي التَّصْدِيق على وَجه التضمن، وَالثَّانيَِة خَارِجَة عَنهُ لَازِمَة لَهُ فِي بعض الْمَوَاضِع
والصدق وَالْكذب: يُوصف بهما الْكَلَام تَارَة والمتكلم أُخْرَى، والمأخوذ فِي تَعْرِيف الْخَبَر صفة الْكَلَام، وَمَا يذكر الْخَبَر فِي تَعْرِيفه هُوَ صفة الْمُتَكَلّم
والصدق فِي القَوْل: مجانبة الْكَذِب
وَفِي الْفِعْل: الْإِتْيَان بِهِ وَترك الِانْصِرَاف عَنهُ قبل تَمَامه
وَفِي النِّيَّة: الْعَزْم وَالْإِقَامَة عَلَيْهِ حَتَّى يبلغ الْفِعْل
وَصدق فِي الْحَرْب: ثَبت، كَمَا أَن كذب فِي الْحَرْب: بِمَعْنى هرب
وَصدق الله أَي: قَالَ مطابقا لما فِي نفس الْأَمر
وَالْكَاتِب صَادِق على الْإِنْسَان أَي: مَحْمُول عَلَيْهِ
وصدقت هَذِه الْقَضِيَّة فِي الْوَاقِع: أَي تحققت
وَيُقَال: هَذَا الرجل الصدْق بِفَتْح الصَّاد، وَإِذا أضفت إِلَيْهِ كسرتها
الصداقة: صدق الِاعْتِقَاد فِي الْمَوَدَّة، وَذَلِكَ مُخْتَصّ بالإنسان دون غَيره
وَرجل صدق: أَي ذُو صَلَاح لَا صدق اللِّسَان، أَلا ترى أَنَّك تَقول:(ثوب صدق) و (خمار صدق) أَي ذُو جودة
[وَمعنى قَوْله تَعَالَى: {قد صدقت الرُّؤْيَا} لَيْسَ حققت مَا أمرت بِهِ بل صدقت الرُّؤْيَا، وَحمله على ظَاهره وَإِن كَانَ مَوَاطِن الرُّؤْيَا تَقْتَضِي التَّعْبِير عَنهُ، إِذْ لَو كَانَ المُرَاد تَحْقِيقه وامتثاله لما كَانَ لوُجُوب الْفِدَاء بعده فَائِدَة]
الصَّدَقَة: مَا أَعْطيته فِي ذَات الله تَعَالَى
وَفعله غب صَادِقَة: أَي بَعْدَمَا تبين لَهُ الْأَمر
والصادق: نعت النَّبِي عليه الصلاة والسلام للمدح لَا للتخصيص وَلَا للتوضيح، لِأَن النَّبِي عليه الصلاة والسلام لَا يكون إِلَّا صَادِقا، والتفعيل فِي التَّصْدِيق للنسبة لَا للتعدية، وَكَذَا فِي التَّكْذِيب، فتصديق النَّبِي نِسْبَة الصدْق إِلَيْهِ فِيمَا يخبر بِهِ وَقَوله تَعَالَى:{لَوْلَا أخرتني إِلَى أجل قريب فَأَصدق} فَمن الصدْق أَو من الصَّدَقَة: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصّدقِ وَصدق بِهِ} أَي: حقق مَا أوردهُ قولا بِمَا تحراه فعلا
والصديقية: دَرَجَة أَعلَى من دَرَجَات الْولَايَة، وَأدنى من دَرَجَات النُّبُوَّة، وَلَا وَاسِطَة بَينهَا وَبَين النُّبُوَّة، فَمن جاوزها وَقع فِي النُّبُوَّة بِفضل الله تَعَالَى فِي الزَّمَان الأول
وصديقات: تَصْغِير (أصدقاء) وَإِن كَانَ لمؤنث
وصديقون: للمذكر
وصدقت الرجل فِي الحَدِيث تَصْدِيقًا
وأصدق الْمَرْأَة صَدَاقا
{وَلَقَد بوأنا بني إِسْرَائِيل مبوأ صدق} أنزلناهم منزلا صَالحا
الصاحب: الملازم إنْسَانا كَانَ أَو حَيَوَانا أَو مَكَانا أَو زَمَانا، وَلَا يفرق بَين أَن تكون مصاحبته بِالْبدنِ وَهُوَ الأَصْل وَالْأَكْثَر، أَو بالعناية والهمة
(وَلَا يُقَال فِي الْعرف إِلَّا لمن كثرت ملازمته)
وَيُقَال للْمَالِك للشَّيْء هُوَ صَاحبه، وَكَذَلِكَ لمن يملك التَّصَرُّف
وَقد يُضَاف الصاحب إِلَى مسوسه نَحْو: صَاحب الْجَيْش، وَإِلَى سائسه نَحْو: صَاحب الْأَمِير
وَالصَّحَابَة: فِي الأَصْل مصدر أطلق على أَصْحَاب الرَّسُول، لَكِنَّهَا أخص من الْأَصْحَاب لكَونهَا بِغَلَبَة الِاسْتِعْمَال فِي أَصْحَاب الرَّسُول كَالْعلمِ لَهُم، وَلِهَذَا نسب الصَّحَابِيّ إِلَيْهَا بِخِلَاف الْأَصْحَاب
والصاحب مُشْتَقّ من الصُّحْبَة، وَهِي وَإِن كَانَت تعم الْقَلِيل وَالْكثير لَكِن الْعرف خصصها [لمن كثرت ملازمته وطالت صحبته]
ثمَّ الصَّحَابِيّ هُوَ من لَقِي النَّبِي عليه الصلاة والسلام بعد النُّبُوَّة فِي حَال حَيَاته يقظة مُؤمنا بِهِ وَمَات على ذَلِك وَلَو أعمى كَابْن أم مَكْتُوم وَغَيره مِمَّن حنكه النَّبِي أَو مسح وَجهه من الْأَطْفَال أَو من غير جنس الْبشر كوفد [جن] نَصِيبين
وَاسْتشْكل ابْن الْأَثِير فِي كِتَابه " أَسد الغابة " دُخُوله فِي اسْم الصُّحْبَة، وَكَمن لقِيه من الْمَلَائِكَة لَيْلَة الْإِسْرَاء وَغَيرهَا بِنَاء على أَنه مُرْسل إِلَيْهِم أَيْضا، وَعَلِيهِ الْمُحَقِّقُونَ
وَقد عبر بَعضهم بالاجتماع دون اللِّقَاء إشعارا بِاشْتِرَاط الاتصاف بالتمييز فَلَا يدْخل فِي الصُّحْبَة من حنكه من الْأَطْفَال أَو مسح على وَجهه، إِذْ لَهُم رُؤْيَة وَلَيْسَ لَهُم صُحْبَة، وَخرج بِهِ أَيْضا الْأَنْبِيَاء الَّذين اجْتَمعُوا بِهِ لَيْلَة الْإِسْرَاء وَغَيرهَا، وَمن اجْتمع بِهِ من الْمَلَائِكَة لِأَن المُرَاد الِاجْتِمَاع الْمُتَعَارف لَا مَا وَقع على وَجه خرق الْعَادة
ومقامهم أجل من رُتْبَة الصُّحْبَة
وَالتَّابِع: هُوَ الَّذِي رأى الصَّحَابِيّ ولقيه وروى عَنهُ أَو لَا، وَلَا يشْتَرط فِيهِ وِلَادَته فِي زمن النَّبِي
وَالتَّابِع الَّذِي هُوَ من بني هَاشم وَبني الْمطلب هُوَ من الْآل لَا من الصَّحَابَة
وَصَاحب: يسْتَعْمل مُتَعَدِّيا بِنَفسِهِ إِلَى مفعول وَاحِد نَحْو: (صَاحب زيد عمرا) وَيُقَال (صَاحب زيد مَعَ عَمْرو) وَيُقَال للأدون إِنَّه صَاحب الْأَعْلَى لَا الْعَكْس
الصَّحِيح: هُوَ فِي الْعِبَادَات والمعاملات مَا استجمعت أَرْكَانه وشرائطه بِحَيْثُ يكون مُعْتَبرا فِي حق الحكم على حسب مَا اسْتعْمل فِي الحسيات
وَالصَّحِيح فِي الْحَيَوَان: مَا اعتدلت طَبِيعَته واستكملت قوته
وَالصَّحِيح من الْأَفْعَال: مَا سلمت أُصُوله من حُرُوف الْعلَّة وَإِن وجد الْهمزَة والتضعيف فِي أَحدهَا
والسالم: مَا سلم أُصُوله مِنْهُمَا أَيْضا
وَالصَّحِيح من البيع: مَا يكون مَشْرُوعا بِأَصْلِهِ وَوَصفه، وَهُوَ المُرَاد بِالصَّحِيحِ عِنْد الْإِطْلَاق
وَالصِّحَّة فِي الْأُصُول إِذا أطلقت يُرَاد بهَا الصِّحَّة الشَّرْعِيَّة
الصَّوَاب: هُوَ الْأَمر الثَّابِت فِي نفس الْأَمر لَا يسوغ إِنْكَاره
والصدق: هُوَ الَّذِي يكون مَا فِي الذِّهْن مُوَافقا للْخَارِج
وَالْحق: هُوَ الَّذِي يكون مَا فِي الْخَارِج مُوَافقا لما فِي الذِّهْن
[والسداد: هُوَ الصَّوَاب من القَوْل وَالْعَمَل]
وَالصَّوَاب وَالْخَطَأ: يستعملان فِي الْفُرُوع والمجتهدات
وَالْحق وَالْبَاطِل: يستعملان فِي الْأُصُول. المعتقدات، وَإِذا وجد الثَّوَاب وجد الصَّوَاب وَيُوجد بِدُونِهِ أَيْضا
وَالصَّوَاب يسْتَعْمل فِي مُقَابلَة الْخَطَأ
الصُّورَة، بِالضَّمِّ: الشكل، وتستعمل بِمَعْنى النَّوْع وَالصّفة
وَهِي جَوْهَر بسيط لَا وجود لمحله دونه، إِذْ لَو وجد فَعرض على طَريقَة الْمُتَكَلِّمين لكَونهَا قَائِمَة بِالْغَيْر، وجوهر على طَريقَة الفلاسفة لِأَنَّهَا مَوْجُودَة لَا فِي مَوْضُوع لِأَنَّهَا لَيست فِي مَحل مقوم للْحَال بل هِيَ مقومة للمحل، وَكَذَا الصُّورَة الذهنية للجواهر وَالصُّورَة: مَا تنتقش بِهِ الْأَعْيَان وتميزها عَن غَيرهَا
وَقد تطلق الصُّورَة على تَرْتِيب الأشكال وَوضع بَعْضهَا من بعض وَاخْتِلَاف تركيبها وَهِي الصُّورَة الْمَخْصُوصَة
وَقد تطلق على تركيب الْمعَانِي الَّتِي لَيست محسوسة فَإِن للمعاني ترتيبا أَيْضا وتركيبا وتناسبا، وَيُسمى ذَلِك صُورَة فَيُقَال صُورَة الْمَسْأَلَة، وَصُورَة الْوَاقِعَة، وَصُورَة الْعُلُوم الحسابية والعقلية كَذَا وَكَذَا وَالْمرَاد التَّسْوِيَة فِي هَذِه الصُّورَة المعنوية
وَالصُّورَة النوعية: هِيَ الْجَوْهَر الَّتِي تخْتَلف بهَا الْأَجْسَام أنواعا
وَالصُّورَة الذهنية: قَائِمَة بالذهن قيام الْعرض بِالْمحل
وَالصُّورَة الخارجية: هِيَ إِمَّا قَائِمَة بذاتها إِن كَانَت الصُّورَة جوهرية، أَو بِمحل غير الذِّهْن إِن كَانَت الصُّورَة عرضية، كالصورة الَّتِي ترَاهَا مرتسمة فِي الْمرْآة من الصُّورَة الخارجية
وَقد يُرَاد بالصورة الصّفة كَمَا فِي حَدِيث [" رَأَيْت رَبِّي فِي مَنَامِي فِي أحسن صُورَة " أَي: صفة يَعْنِي فِي أحسن إكرام ولطف وَقَالُوا فِي حَدِيث]" إِن الله خلق آدم على صورته " فَإِن أصل الصِّفَات مُشْتَركَة، والتفاوت فِيهَا إِنَّمَا نَشأ من الانتساب الى الْمَوْصُوف لما تقرر عِنْد أَئِمَّة الْكَشْف وَالتَّحْقِيق أَن للصفات أحكاما فِي
الْمَوْصُوف، فَإِن الْعلم وَالْقُدْرَة يصير بهما الْمَوْصُوف عَالما وقادرا كَذَلِك للموصوفات أَحْكَام فِي الصِّفَات، فَإِن الْعلم وَالْقُدْرَة بانتسابهما إِلَى الْقَدِيم يصيران قديمين، وبالانتساب إِلَى الْحَادِث يصيران حادثين، فوجوده تَعَالَى وَسَائِر صِفَاته مُقْتَضى ذَاته بل عين ذَاته، بِخِلَاف وجود الْإِنْسَان وَصِفَاته
[وَفِي هَذَا الحَدِيث أَقْوَال غير هَذَا مِنْهَا: أَن الضَّمِير عَائِد إِلَى آدم أَي خلق الله آدم على صورته الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فِي أول الْخلقَة، وَمَا كَانَ فِيهِ اسْتِحَالَة صُورَة وتبديل هَيْئَة من النُّطْفَة إِلَى الْعلقَة وَمِنْهَا إِلَى غَيرهَا كَمَا فِي أَوْلَاده، وَيُؤَيّد هَذَا الْوَجْه قَوْله عليه الصلاة والسلام " فَكل من يدْخل الْجنَّة على صُورَة آدم وَطوله سِتُّونَ ذِرَاعا " وَالرِّوَايَة بِالْفَاءِ فِي " البُخَارِيّ " رضي الله عنه وَجَمِيع نسخ " المصابيح "، وَقَالَ بَعضهم: هَذَا الحَدِيث ورد فِي رجل لطم وَجه رجل فزجره النَّبِي عليه الصلاة والسلام فَقَالَ ذَلِك، فَالضَّمِير عَائِد إِلَى الملطوم]
الصَّيْحَة: [رفع الصَّوْت] قد يُرَاد بهَا الْمصدر بِمَعْنى الصياح فَيحسن فِيهَا التَّذْكِير، وَقد يُرَاد بهَا الْوحدَة من الْمصدر فَيحسن فِيهَا التَّأْنِيث [والأصوات الحيوانية من حَيْثُ إِنَّهَا تَابِعَة للتخيلات منزلَة منزلَة الْعبارَات]
الصَّبْر: الْحَبْس
صَبر عَنهُ يصبره: حَبسه
وَالصَّبْر فِي الْمُصِيبَة: وَأما فِي الْمُحَاربَة فَهُوَ شجاعة، وَفِي إمْسَاك النَّفس عَن الفضول قناعة وعفة، وَفِي إمْسَاك كَلَام الضَّمِير كتمان
فاختلاف الْأَسَامِي باخْتلَاف المواقع
والصبرة بِالضَّمِّ: مَا جمع من الطَّعَام بِلَا كيل وَلَا وزن
والصبور: هُوَ الَّذِي لَا يُعَاقب الْمُسِيء مَعَ الْقُدْرَة عَلَيْهِ، وَكَذَا الْحَلِيم.
وَشهر الصَّبْر: شهر الصَّوْم
{فَمَا أصبرهم على النَّار} : أَي: مَا أجرأهم أَو مَا أعملهم بِعَمَل أَهلهَا
واصطبر لِلْعِبَادَةِ: كَقَوْلِك للمحارب اصطبر لقرنك
أعظم الخطية صَبر البلية [كَمَا هُوَ الْمُسْتَعْمل فِي الْجَاهِلِيَّة] . الصِّيغَة: هِيَ الْهَيْئَة الْعَارِضَة للفظ بِاعْتِبَار الحركات والسكنات وَتَقْدِيم بعض الْحُرُوف على بعض، وَهِي صُورَة الْكَلِمَة والحروف مادتها
والأنبية: هِيَ الْحُرُوف مَعَ الحركات والسكنات الْمَخْصُوصَة.
الصُّلْح، بِالضَّمِّ: السّلم، وَيُؤَنث
وَالصَّلَاح: ضد الْفساد، وَصلح (كمنع وكرم)
وَأَصْلحهُ ضد أفْسدهُ وَأصْلح إِلَيْهِ: أحسن حكى الْفراء الضَّم فِيمَا مضى، وَهُوَ بِالضَّمِّ اتِّفَاقًا إِذا صَار الصّلاح هَيْئَة لَازِمَة كالشرف وَنَحْوه، وَلَا يسْتَعْمل الصّلاح فِي النعوت فَلَا يُقَال: قَول صَلَاح، وَإِنَّمَا يُقَال: قَول صَالح، وَعمل صَالح
وَالصَّلَاح: هُوَ سلوك طَرِيق الْهدى وَقيل: هُوَ استقامة الْحَال على مَا يَدْعُو إِلَيْهِ الْعقل
والصالح: الْمُسْتَقيم الْحَال فِي نَفسه وَقَالَ بَعضهم: الْقَائِم بِمَا عَلَيْهِ من حُقُوق الله وَحُقُوق الْعباد
والكمال فِي الصّلاح مُنْتَهى دَرَجَات الْمُؤمنِينَ ومتمنى الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ [وسبيل رَجَاء الصّلاح من سيدنَا يُوسُف عليه الصلاة والسلام هُوَ سَبِيل الاسْتِغْفَار من سيدنَا مُحَمَّد عليه الصلاة والسلام
وَمَا ذَاك وَأَمْثَاله إِلَّا لهضم النَّفس] وَفِي " وقف الْخصاف ": من كَانَ مَسْتُورا لَيْسَ بمهتوك وَلَا صَاحب رِيبَة وَكَانَ مُسْتَقِيم الطَّرِيقَة سليم النَّاحِيَة من الْأَذَى، قَلِيل السوء، لَيْسَ يعاقر النَّبِيذ وَلَا ينادم عَلَيْهِ، وَلَيْسَ بقذاف للمحصنات وَلَا مَعْرُوفا بكذب، فَهَذَا عندنَا من أهل الصّلاح)
الصعُود: صعد فِي السّلم (كسمع) صعُودًا وَفِي الْجَبَل وَعَلِيهِ تصعيدا
وأصعد فِي الأَرْض: وَهُوَ أَن يتَوَجَّه مُسْتَقْبل أَرض أرفع من الْأُخْرَى وَعَن أبي عَمْرو: ذهب أَيْنَمَا توجه
وَقد يعدى بإلى لتَضَمّنه معنى الْقَصْد والتوجه واستعير الصعُود لما يصل من العَبْد إِلَى الله: [ {إِلَيْهِ يصعد الْكَلم الطّيب} ] كَمَا أستعير النُّزُول لما يصل من الله [إِلَى العَبْد
(والصعود (بِالْفَتْح) : ضد الهبوط)
وَبلغ كَذَا فَصَاعِدا أَي: فَمَا فَوق ذَلِك
الصدع: صدعه (كمنعه) : شقَّه أَو شقَّه نِصْفَيْنِ، أَو شقَّه وَلم يفْتَرق
وَفُلَانًا: قَصده لكرمه
وبالحق: تكلم بِهِ جهارا
وبالأمر: أصَاب بِهِ مَوْضِعه وجاهر بِهِ
وَإِلَيْهِ صدوعا: مَال
وَعنهُ: انْصَرف. والفلاة: قطعهَا
وَقَوله تَعَالَى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤمر} أَي: شقّ جَمَاعَتهمْ بِالتَّوْحِيدِ، أَو اجهر بِالْقُرْآنِ، أَو أظهر، أَو احكم بِالْحَقِّ، وافصل بِالْأَمر، أَو اقصد بِمَا تُؤمر، أَو فرق بَين الْحق وَالْبَاطِل
[الصَّعق (محركة) : شدَّة الصَّوْت، وك (كتف) : الشَّديد الصَّوْت]
الصاعقة: فِي " الْقَامُوس ": الْمَوْت وكل عَذَاب مهلك، وَالنَّار
فالموت كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَصعِقَ من فِي السَّمَاوَات وَمن فِي الأَرْض}
وَالْعَذَاب كَقَوْلِه: {فَأَخَذتهم صَاعِقَة}
وَالنَّار كَقَوْلِه: {يُرْسل الصَّوَاعِق فَيُصِيب بهَا من يَشَاء}
[قَوْله تَعَالَى: {وخر مُوسَى صعقا} أَي:
مغشيا عَلَيْهِ]
وصيحة الْعَذَاب
والمخراق الَّذِي بيد الْملك سائق السَّحَاب، وَهُوَ جرم ثقيل مذاب مفرغ فِي الْأَجْزَاء اللطيفة الأرضية الصاعدة الْمُسَمَّاة دخانا والمائية الْمُسَمَّاة بخارا، وَهُوَ حاد فِي غَايَة الحدة والحرارة، لَا يَقع على شَيْء إِلَّا تفتت وأحرق وَنفذ فِي الأَرْض حَتَّى يبلغ المَاء فينطفئ وَيقف وَمِنْه الخارصيني
الصَّرِيح: هُوَ مَا ظهر المُرَاد مِنْهُ لِكَثْرَة اسْتِعْمَاله فِيهِ
وَالْكِنَايَة: خَفِي اسْتِعْمَاله فِيهِ وَفِي غَيره
وَحكم الأول ثُبُوت مَدْلُوله مُطلقًا، وَحكم الثَّانِي ثُبُوته بنية
الصّرْف: هُوَ أخص من الْمَنْع لِأَن الْمَنْع لَا يلْزمه اندفاع الْمَمْنُوع عَن جِهَة بِخِلَاف الصّرْف
وَفِي الشَّرِيعَة: بيع الثّمن بِالثّمن أَي: أحد الحجرين بِالْآخرِ
وَصرف الحَدِيث: أَن يُزَاد فِيهِ وَيحسن من الصّرْف فِي الدَّرَاهِم، وَهُوَ فضل بَعْضهَا على بعض فِي الْقيمَة
والصيرفي: الْمُحْتَال فِي الْأُمُور، كالصريف وصراف الدَّرَاهِم
وتصريف الْآيَات: تبيينها
وَفِي الدَّرَاهِم: إنفاقها
وَفِي الْكَلَام: اشتقاق بعضه من بعض
وَفِي الرِّيَاح: تحويلها من وَجه إِلَى وَجه
وَفِي الْخمر: شربهَا صرفا
الصَّوْت: هُوَ من صات يصوت ويصات: إِذا نَادَى
والصيت: الذّكر الْحسن
الصدى: هُوَ مَا يجيبك من الْوَادي
قَالُوا فِي تَعْرِيف الصَّوْت: هُوَ كَيْفيَّة قَائِمَة بالهواء تحدث بِسَبَب تموجه بالقرع أَو الْقلع فتصل إِلَى الصماخ بِسَبَب وُصُول محلهَا وَهُوَ الْهَوَاء وَلَيْسَ كَذَلِك، إِذْ لَو كَانَ قَائِما بالهواء لما سمع من قَعْر المَاء وَكَذَا من وَرَاء جِدَار دق، وَلَا يشْتَرط لإدراكه وُصُول الْهَوَاء المقروع لهذين، وَلِأَنَّهُ يسمع من الْمَكَان العالي، والهواء لَا ينزل طبعا وَلَا قسرا وَالصَّوْت أَعم من النُّطْق وَالْكَلَام.
وَمَا لم يسمع من الْمُتَكَلّم من كَانَ يقرب مِنْهُ فَهُوَ دندنة لَا كَلَام]
(والأصوات الحيوانية من حَيْثُ إِنَّهَا تَابِعَة للتخيلات منزلَة منزلَة الْعِبَادَات) وَمَا خرج من الْفَم إِن لم يشْتَمل على حرف فَهُوَ صَوت، وَإِن اشْتَمَل وَلم يفد معنى فَهُوَ لفظ، وَإِن أَفَادَ معنى فَقَوْل، فَإِن كَانَ مُفردا فكلمة، أَو مركبا من اثْنَيْنِ وَلم يفد نِسْبَة مَقْصُودَة فجملة، أَو أَفَادَ ذَلِك فَكَلَام، أَو من ثَلَاثَة فَكلم
الصفح: هُوَ ترك التثريب، وَهُوَ أبلغ من الْعَفو، وَقد يفعو الْإِنْسَان وَلَا يصفح
والصفح مِنْك: جَنْبك وَمن الْوَجْه وَالسيف: عرضه، وَيضم
الصَّلِيب: المربع الْمَشْهُور لِلنَّصَارَى من
الْخشب. يدعونَ أَن عِيسَى النَّبِي صلب على خَشَبَة على تِلْكَ الصُّورَة
الصقع (بِالْقَافِ) : الضَّرْب بالراحة على مقدم الرَّأْس
و [الصفع]، بِالْفَاءِ: هُوَ الضَّرْب على الْقَفَا، وَيُقَال: ذُو الْقَاف فِي الْأَجْسَام الأرضية
والصعق: بِتَقْدِيم الْعين فِي الْأَجْسَام العلوية
والصفقة: ضرب الْيَد على الْيَد فِي البيع والبيعة، ثمَّ جعلت عبارَة عَن العقد نَفسه
الصَّبْغ (بِالْفَتْح) : التلوين
وبالكسر: مَا يصْبغ بِهِ
والصبغة (بِالْكَسْرِ والسكون) : الدّين وَالْملَّة
وصبغة الله: فطرته أَو الَّتِي أَمر بهَا مُحَمَّدًا فِي الختانة
والصباغ: من يلون الثِّيَاب
الصنع: هُوَ تركيب الصُّورَة فِي الْمَادَّة
وصنع إِلَيْهِ مَعْرُوفا، وصنع بِهِ صنعا قبيحا: أَي فعل
الصِّلَة: [هِيَ فِي الِاصْطِلَاح مَا هُوَ فِي موقع الْمَفْعُول بِهِ] تقال [بالاشتراك] عِنْدهم على ثَلَاثَة:
صلَة الْمَوْصُول: وَهِي الَّتِي يسميها سِيبَوَيْهٍ حَشْوًا، أَي: لَيست أصلا وَإِنَّمَا هِيَ زِيَادَة يتم بهَا الِاسْم ويوضح مَعْنَاهُ
وَهَذَا الْحَرْف صلَة: أَي زَائِدَة
وحرف جر صلَة بِمَعْنى وصلَة كَقَوْلِه: (مَرَرْت بزيد)
الصراحية: هِيَ آنِية للخمر
و [الصراحية] بِالتَّخْفِيفِ: الْخمر الْخَالِصَة
الصدف: هُوَ حَيَوَان من جنس السّمك يخلق الله اللُّؤْلُؤ فِيهِ من مطر الرّبيع، وَيخرج من ملتقى الْبَحْرين العذب والمالح. وَقد نظمت فِيهِ:
(ولؤلؤة قد جردت صدفيها
…
وتأزرت لون السما زرقيها)
(فَسُئِلت من وَجه تلونها لما
…
فأجبته إِن ذَاك من بحريها)
الصَّقْر: هُوَ كل طير يصيد من البزاة والشواهين، وَاللَّبن الْخَالِص، والدبس، وَعسل الرطب وَالزَّبِيب
الصَّوْم: هُوَ فِي الأَصْل الْإِمْسَاك عَن الْفِعْل، مطعما كَانَ أَو كلَاما أَو مشيا
وَفِي الشَّرْع: إمْسَاك الْمُكَلف بِالنِّيَّةِ من الْخَيط الْأَبْيَض إِلَى الْخَيط الْأسود عَن تنَاول الأطيبين والاستمناء والاستقاء
والصائم للْوَاحِد والجميع
وَالصَّوْم مركب من أَجزَاء متفقة، فَينْطَلق على بعضه اسْم الْكل كاسم المَاء ينْطَلق على مَاء الْبَحْر وعَلى القطرة، وَلِهَذَا لَو حلف أَن لَا يَصُوم حنث [بالامساك] سَاعَة نَاوِيا إِلَّا أَن يذكر الْمصدر فَحِينَئِذٍ لَا يَحْنَث بِمَا دون يَوْم، كَذَا فِي (لَا يُصَلِّي) ، فَإِنَّهُ يَحْنَث بِدُونِ ذكر الْمصدر بِرَكْعَة صَحِيحَة، وبذكره لَا يَحْنَث بِمَا دون رَكْعَتَيْنِ إِذْ الْمصدر للكمال
[لَكِن فرق بَين الصَّوْم وَالصَّلَاة من حَيْثُ إِن
الصَّلَاة مَاهِيَّة مركبة من الْقيام وَالْقعُود وَالرُّكُوع وَالسُّجُود، إِلَّا أَنَّهَا لَا ينْطَلق على بعض جزئها اسْم الْكل كَمَا فِي الصَّوْم
وَاعْلَم أَن الصَّلَاة لما اشْتَمَلت على حركات وسكنات، وَالْحَرَكَة عبارَة عَن شغل حيّز بعد أَن كَانَ فِي حيّز آخر
والسكون عبارَة عَن شغل حيّز وَاحِد فِي زمانين، فشغل الحيز جُزْء مَاهِيَّة الْحَرَكَة والسكون، وهما جُزْء مَاهِيَّة الصَّلَاة، وجزء الْجُزْء جزئي، اسْتدلَّ بِهِ أَحْمد والإمامية والزيدية وَبَعض الْمُتَكَلِّمين كَالْإِمَامِ الرَّازِيّ على عدم صِحَة الصَّلَاة فِي الأَرْض الْمَغْصُوبَة، فَإِن شغل الحيز فِي هَذِه الصُّورَة مَنْهِيّ عَنهُ، لِأَنَّهُ كَون فِي الأَرْض الْمَغْصُوبَة، وَهِي مَنْهِيّ عَنهُ فَكَانَ جُزْء مَاهِيَّة هَذِه الصَّلَاة مَنْهِيّا عَنهُ، وعَلى هَذَا التَّقْرِير فالغصب وَالْمحرم هَهُنَا جُزْء من مَاهِيَّة الصَّلَاة فاستحال تعلق الْأَمر بِهَذِهِ الصَّلَاة فَلم تكن هَذِه الصَّلَاة مَأْمُورا بهَا، إِذْ الْأَمر بِالْكُلِّ التركيبي أَمر بالجزئي، فَلَا يكون آتِيَا بالمأمور بِهِ، وَالْجَوَاب عَنهُ أَن الصَّلَاة فِي الأَرْض الْمَغْصُوبَة لَيست مَأْمُورا بهَا من حَيْثُ إِنَّهَا صَلَاة مُقَيّدَة بِكَوْنِهَا فِي تِلْكَ الأَرْض، بل من حَيْثُ هِيَ صَلَاة مُطلقًا، وَحِينَئِذٍ كَون جُزْء الصَّلَاة الْمُطلقَة مَنْهِيّا عِنْدهم، والهيئة الْحَاصِلَة بهَا بعد الْجمع، وَإِن كَانَت مَنْهِيّا عَنْهَا، لَكِن لَا تكون مُوجبَة لنهي الصَّلَاة الْمُطلقَة، ضَرُورَة كَونهَا غير لَازِمَة لَهَا، إِذْ الْمُطلقَة قد تتَحَقَّق بِدُونِهَا، وَإِذا كَانَت الْمُطلقَة غير مَنْهِيّ عَنْهَا أُتِي بهَا لِأَنَّهُ قد أُتِي بِالصَّلَاةِ الْمقيدَة، والمقيد يسْتَلْزم الْمُطلق فَيكون قد أُتِي بالمأمور بهَا
نَظِيره مَا قَالَ السَّيِّد لعَبْدِهِ: افْعَل هَذَا، أَو لَا تدخل هَذِه الدَّار، فَإِنَّهُ إِذا فعل الْمَأْمُور فِي الدَّار الْمنْهِي عَنْهَا يقطع بِطَاعَتِهِ من حَيْثُ إِنَّه أَتَى بالمأمور بِهِ، وَيقطع بعصيانه نصا من حَيْثُ إِنَّه دخل الدَّار الْمنْهِي عَن دُخُولهَا، كَذَلِك فِيمَا نَحن فِيهِ، فَلَا يلْزم توارد الْأَمر وَالنَّهْي على الشَّيْء الْوَاحِد بِاعْتِبَار الْوَاحِد، وَقد أجَاب الإِمَام الْغَزالِيّ عَلَيْهِ الرَّحْمَة عَنهُ بِأَن " جِهَة كَونهَا صَلَاة مُغَايرَة لجِهَة كَونهَا غصبا، وَلما تغايرت الجهتان لم يبعد أَن يتَفَرَّع على كل وَاحِد من هَاتين الْجِهَتَيْنِ مَا يَلِيق بِهِ انْتهى وَقد ضعفه الرَّازِيّ بِمَا نَقَلْنَاهُ]
صه: هُوَ صَوت أوقع موقع حُرُوف الْفِعْل،: وَيُقَال للْوَاحِد والاثنين وَالْجمع والمؤنث، بِخِلَاف (اسْكُتْ)
وصه بِالتَّنْوِينِ: بِمَعْنى اسْكُتْ سكُوتًا تَاما فِي وَقت مَا، وَبلا تَنْوِين: اسْكُتْ سكوتك، ثمَّ أقيم (صه) مقَامه، وَلما كَانَ هُوَ سَادًّا مسد الْفِعْل اعْتبر النحويون بِأَنَّهُ اسْم الْفِعْل قصرا للمسافة، وَإِلَّا فَهُوَ اسْم للمصدر فِي الْحَقِيقَة
صَار: هِيَ تَامَّة قد تكون لَازِمَة بِمَعْنى رَجَعَ وتتعدى بإلى: {وَإِلَى الله الْمصير} وَقد تكون متعدية بِمَعْنى (آمال) نَحْو {فصرهن إِلَيْك}
وَيلْحق بصار مثل: آل وَرجع واستحال وتحول وارتد: {فَارْتَد بَصيرًا}
الصمم: هُوَ أَن يكون الصماخ قد خلق بَاطِنه
أَصمّ لَيْسَ فِيهِ التجويف الْبَاطِن الْمُشْتَمل على الْهَوَاء الراكد الَّذِي يسمع الصَّوْت بتموجه
والطرش والوقر: هُوَ أَن تمنع الآفة عَن الْحس
وصمم الْأَمر: مُضِيّ على رَأْيه فِيهِ
وصممت عزيمتي: بِالتَّخْفِيفِ لَا بِالتَّشْدِيدِ
صدر عَن الْمَكَان: رَجَعَ [وَمِنْه طواف الصَّدْر]
وَإِلَيْهِ: جَاءَ
واغلوارد: الجائي.
والصادر: المنصرف)
الصِّبَا: صبا، من اللَّهْو يصبو صبوة
وَصبي، من فعل الصبى، يصبي صبى بِالْكَسْرِ وَالْقصر، وصباء بِالْفَتْح وَالْمدّ
الصَّحرَاء: هُوَ فضاء وَاسع لَا نَبَات فِيهِ، والأتان الَّتِي يمازج بياضها غبرة، وَقد نظمت فِيهِ:
(تعيش بِلَا أَمن من الدَّهْر لَحْظَة
…
كصحراء فِي وَادي السبَاع تعيش)
[الصَّغِير] : قَالَ سِيبَوَيْهٍ، لَا يُقَال صَغِير وأصاغر إِلَّا بِالْألف وَاللَّام، كَذَا سمعنَا الْعَرَب (تَقول: الأصاغر) وَإِن شِئْت قلت: الأصغرون
وَصغر: ككرم صغرا وصغارة بِالْفَتْح خلاف الْعظم، أَو الأول فِي الجرم وَالثَّانِي فِي الْقدر
صَالح: (النَّبِي عليه الصلاة والسلام وَهُوَ ابْن عبيد [بن سيف بن ناشخ بن عبيد بن حاذر بن ثَمُود بن عَاد بن عوس بن إرم بن سَام بن سيدنَا نوح عليه الصلاة والسلام] بَعثه الله إِلَى قومه وَهُوَ شَاب، وَكَانُوا عربا مَنَازِلهمْ بَين الْحجاز وَالشَّام، فَأَقَامَ فيهم عشْرين سنة، وَمَات بِمَكَّة وَهُوَ ابْن ثَمَان وَخمسين سنة
[نوع]
{الصَّمد} : السَّيِّد المصمود إِلَيْهِ فِي الْحَوَائِج، من (صَمد) إِذا قصد
{الصاخة} : النفخة
{صرعى} : موتى
{كالصريم} : كالبستان الَّذِي صرمت ثماره أَي: ذهبت
{من مَاء صديد} : هُوَ مَاء يسيل من جُلُود أهل النَّار
{إِلَّا من هُوَ صال الْجَحِيم} : إِلَّا من سبق فِي علمه أَنه من أهل النَّار فيصلاها لَا محَالة
{فَصعِقَ} : خر مَيتا أَو مغشيا عَلَيْهِ
{فصكت وَجههَا} : فلطمت بأطراف
الْأَصَابِع جبهتها فعل المتعجب
{كَانَ صديقا} : ملازما للصدق، كثير التَّصْدِيق
{صواف} : قائمات قد صففن أَيْدِيهنَّ وَأَرْجُلهنَّ
{أَو كصيب من السَّمَاء} : من الصوب، وَهُوَ النُّزُول، يُقَال للمطر والسحاب
{صبغة الله} : فطْرَة الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا فَإِنَّهَا حلية الْإِنْسَان
{صد} : صرف وَمنع
{كَمثل صَفْوَان} : كَمثل حجر صلد أملس نقي من التُّرَاب
{صاغرون} : عاجزون أذلاء
{صفراء فَاقِع} : يُقَال أصفر فَاقِع، وأحمر قان، وأخضر ناضر، وأسود حالك، فَهَذِهِ التوابع تدل على شدَّة الْوَصْف وخلوصه
{فِيهَا صر} : برد شَدِيد، والشائع إِطْلَاقه للريح الْبَارِدَة
{صدف} : أعرض
{صره} : صَيْحَة
{صدقاتهن} : مهورهن
{صِرَاط مُسْتَقِيم} : طَرِيق النَّار
{وَقَالَ صَوَابا} : لَا إِلَه إِلَّا الله.
{من صياصيهم} : من حصونهم
{الصُّور} : الْقرن بلغَة عك {فَلَا صريخ لَهُم} : فَلَا مغيث لَهُم يحرسهم من الْغَرق، أَو فَلَا إغاثة لَهُم
{صغَار} : ذل وحقارة
{عذَابا صعدا} : شاقا يَعْلُو المعذب ويغلبه
{صفصفا} : مستويا
{وصبغ للآكلين} : أَي: الدّهن إدام يصْبغ بِهِ الْخبز أَي: يغمس فِيهِ للائتدام
{وصلوات} : كنائس الْيَهُود
{صوامع} : صوامع الرهابنة
{الصافنات} : الصَّافِن من الْخَيل: الَّذِي يقوم على طرف سنبك يَد أَو رجل
{صرفنَا إِلَيْك} : أملنا إِلَيْك