الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
251 - (62) باب ثواب من بنى لله مسجدًا
1083 -
(493)(153) حدّثني هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى. قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي عَمْرٌو؛ أَنَّ بُكَيرًا حَدَّثَهُ؛ أَنَّ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ؛ أَثهُ سَمِعَ عُبَيدَ اللهِ الْخَوْلانِي يَذْكُرُ: أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَانَ، عِنْدَ قَوْلِ النَّاسِ فِيهِ حِينَ بَنَى مَسْجِدَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم:
ــ
251 -
(62) باب ثواب من بنى لله مسجدًا
1083 -
(493)(153)(حدثني هارون بن سعيد الأيلي) بن الهيثم التميمي (وأحمد بن عيسى) بن حسان المصري المَعْرُوفُ بالتستري، صدوق، من (10) روى عن ابن وهب فقط في الإيمان والصلاة وغيرهما (قالا حدثنا) عبد الله (بن وهب) المصري، ثقة، من (9)(أخبرني عمرو) بن الحارث بن يعقوب الأنصاري المصري، ثقة، من (7) روى عنه في (13) بابا (أن بكيرًا) ابن عبد الله بن الأشج المخزومي المصري، ثقة، من (4) روى عنه في (13) بابا (حدثه) أي حدث لعمرو بن الحارث (أن عاصم بن عمر بن قتادة) بن النعمان الأنصاري الأوسي أبا عمر المدني، روى عن عبيد الله الخولاني في الصلاة والزهد، وجابر بن عبد الله في الطب، ويروي عنه (ع) وبكير بن عبد الله بن الأشج وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل وزيد بن أسلم، وثقه ابن معين وابن سعد وأبو زرعة والنسائي، وقال البزار: ثقة مشهور، وقال في التقريب: ثقة عالم بالمغازي، من الرابعة، مات سنة (120) عشرين ومائة (حدثه) أي حدث بكيرًا (أنه) أي أن عاصم بن عمر (سمع عبيد الله) بن الأسود (الخولاني) المدني ربيبَ ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم روى عن عثمان بن عفان في الصلاة والزهد، وزيد بن خالد في اللباس، ويروي عنه (خ م د س) وعاصم بن عمر بن قتادة وبسر بن سعيد له عندهم ثلاثة أحاديث، وقال في التقريب: ثقة، من الثالثة (يذكر أنه سمع عثمان بن عفان) رضي الله عنه. وهذا السند من سباعياته رجاله أربعة منهم مصريون وثلاثة مدنيون أو ثلاثة مصريون وواحد أيلي، وفيه التحديث بالجمع والإفراد والإخبارُ والسماع والمقارنة؛ أي سمع عثمان بن عفان، حالة كونه "يقول" كما في رواية البخاري (عند قول الناس فيه) أي في عثمان ما قالوا في إنكارهم عليه بناء المسجد (حين بنى) أي أراد أن يبني (مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالحجارة المنقوشة والقَصَّةِ ويجعل عمده من الحجارة
إِنَّكُمْ قَدْ أَكْثَرْتُمْ، وإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلهِ تَعَالى -قَال بُكَيرٌ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَال: يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ الله- بَنَى الله لَهُ بَيتًا فِي الْجَنَّةِ"
ــ
ويسقفه بالساج وكان ذلك سنة ثلاثين على المشهور ولم يبن المسجد إنشاء وإنما وسعه وشيده (إنكم) أيها الناس (قد كثرتم) الكلام في الإنكار عَلَى ما فَعَلْتهُ (وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حالة كونه (يقول من بنى) حقيقة أو مجازًا (مسجدًا) كبيرًا كان أو صغيرًا، ولابن خزيمة "كمفحص قطاة أو أصغر" ومَفْحَصُها بفتح الميم والحاء المهملة كمقعد هو مجثَّمها لتضع فيه بَيضَها وتَرْقد عليه كأنها تفحص عنه التراب أي تكشفه والفحص البحث والكشف، ولا ريب أنه لا يكفي مقداره للصلاة فيه فهو محمول على المبالغة لأن الشارع يضرب المثل في الشيء بما لا يكاد يقع كقوله "اسمعوا وأطيعوا ولو عبدًا حبشيًّا" وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال:"الأئمة من قريش" أو هو على ظاهره بأن يزيد في المسجد قدرًا يحتاج إليه تكون تلك الزيادة هذا القدر أو اشترك جماعة في بناءِ مسجد فتقع حصَّةُ كل واحد منهم ذلك القَدْر أو المراد بالمسجد موضع السجود وهو ما يسع الجبهة فأطلق عليه البناء مجازًا لكن الحمل على الحقيقة أولى، وخص القطاة بهذا لأنها لا تبيض على شجرة ولا على رأس جبل بل إنما تجعل مجثمها على بسيط الأرض دون سائر الطير فلذلك شبه به المسجد ولأنها توصف بالصدق فكأنه أشار بذلك إلى الإخلاص في بنائه، وقيل لأن أَفْحوصها يشبه محراب المسجد في استدارته وتكوينه (لله تعالى) أي مخلًا له تعالى في بنائه لا للرياء والسمعة والمحمدة كما في الرواية الأخرى "يبتغي به وجه الله"(قال بكير) المذكور (حسبت أنه) أي أن شيخه عاصمًا (قال) بالإسناد السابق (يبتغي) أي يطلب ويقصد (به) أي ببناء المسجد (وجه الله) عز وجل أي ذاته تعالى طلبًا لمرضاته تعالى لا رياء ولا سمعة، ومَن كتب اسمه على المسجد الذي يَبْنِيه كان بعيدًا من الإخلاص قاله ابن الجوزي. وجملة يبتغي في موضع الحال من ضمير بنى إن كان من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم وإنما لم يجزم بكير بهذه الزيادة لأنه نسيها فذكَرَها بالمعنى مترددًا في اللفظ الذي ظنه، والجملة اعتراض بين الشرط وهو قوله من بنى وجوابه وهو قوله (بنى الله) سبحانه وتعالى (له) أي لذلك الباني (بيتًا) كائنًا (في الجنة) لكنه في السعة أفضل مما لا عين رأت ولا أذن
وَقَال ابْنُ عِيسى فِي رِوَايَتِهِ: "مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ".
1084 -
(00)(00) حدَّثنا زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، (وَاللَّفْظُ لابْنِ الْمُثَنَّى)، قَالا: حَدَّثنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ
ــ
سمعت ولا خطر على قلب بشر (وقال ابن عيسى في روايته) بنَى له (مثْلَه) أي مثل ذلك المسجد في مسمى البيت فهو صفة لمصدر محذوف تقديره بِناءَ مِثْلَهُ، حالة كونه (في الجنة) لكنَّهُ في السعة أفضلُ، قال القرطبي: هذه المثلية ليست على ظاهرها ولا من كل الوجوه، وإنما يَعْنِي أنه بنى له بثوابه بناء أشرف وأعظم وأرفع وكذلك في الرواية الأخرى "بنى الله بيتًا في الجنة" ولم يسمه مسجدًا وهذا البيت هو "والله أعلم" مثل بيت خديجة الذي قال فيه "إنه من قصب لا صخب فيه ولا نصب" رواه البخاري يريد من قصب الزمرد والياقوت، ويعتضد هذا بأن أجور الأعمال مضاعفة، وأن الحسنة بعشر أمثالها، وهذا كما قال في المتصدق بالتمرة "إنها تربى حتى تصير مثل الجبل" رواه أحمد والبخاري، ولكن هذا التضعيف هو بحسب ما يقترن بالفعل من الإخلاص والإتقان والإحسان، ولما فهم عثمان هذا المعنى تأنق في بناء المسجد وحسنه وأتقنه وأخلص له فيه رجاء أن يبنى له قصر متقن مشرف مرقع وقد فعل الله تعالى له ذلك وزيادة رضي الله تعالى عنه اهـ منه. وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته أحمد [1/ 61 - 70] والبخاري [450] والترمذي [318] وابن ماجه [763].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عثمان رضي الله عنه فقال:
1084 -
(00)(00)(حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا الضحاك بن مخلد) الشيباني أبو عاصم النبيل البصري، ثقة، من (9)(أخبرنا عبد الحميد بن جعفر) بن عبد الله الأنصاري الأوسي أبو حفص المدني، روى عن أبيه في الصلاة والأشربة والعلم والفتن والزهد، وسعيد المقبري وعمران بن أبي حسن في الحج، ويزيد بن أبي حبيب في النكاح والبيوع واللباس، والأسود أبي العلاء في الفتن، وعمرو بن الحكم في الفتن، ويروي عنه (م عم) وأبو عاصم النبيل وأبو بكر الحنفي وابن وهب وهشيم ووكيع وأبو خالد الأحمر ويحيى القطان وعيسى بن يونس وأبو أسامة وعبد الله بن عمران وخالد بن الحارث وعبد الملك بن الصباح، وثقه ابن معين وابن سعد، وقال في التقريب: صدوق، وربما وهم، من السادسة، مات سنة (153) ثلاث
حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ؛ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أَرَادَ بِنَاءَ الْمَسْجِدِ. فَكَرِهَ النَّاسُ ذَلِكَ. فَأَحَبُّوا أَنْ يَدَعَهُ عَلَى هَيئَتِهِ. فَقَال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلهِ بَنَى الله لَهُ فِي الْجَنَّةِ مِثْلَهُ"
ــ
وخمسين ومائة (حدثني أبي) جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري الأوسي أبو عبد الحميد المدني، يروي عنه (م عم) وابنه عبد الحميد، ثقة، من (8) روى عنه في (6) أبواب (عن محمود بن لبيد) بن عقبة بن رافع بن امرئ القيس الأنصاري الأشهلي أبي نعيم المدني صحابي صغير جل روايته عن الصحابة، روى عن أبي سعيد وعمر وعثمان بن عفان في الصلاة، ويروي عنه (م عم) وجعفر بن عبد الله الأنصاري الأوسي والزهري وعاصم بن عمر بن قتادة وطائفة، مات سنة (96) ست وتسعين، وله (99) تسع وتسعون سنة (أن عثمان بن عفان) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته رجاله أربعة منهم مدنيون واثنان بصريان أو بصري ونسائي، وفيه رواية صحابي عن صحابي، وفيه المقارنة، غرضه بسوقه بيان متابعة محمود بن لبيد لعبيد الله الخولاني في رواية هذا الحديث عن عثمان (أراد بناء المسجد) النبوي أي توسعته (فكره الناس ذلك) أي هدم ما بناه النبي صلى الله عليه وسلم وتوسعته أي أنكروا ذلك عليه (فأحبوا أن يدعه) أي أن يترك المسجد النبوي (على هيئته) وبنائه الأول (فقال) عثمان معتذرًا إليهم إني (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بنى مسجدًا) صغيرًا أو كبيرًا مخلصًا (لله) سبحانه وتعالى (بنى الله له في الجنة) بناء (مثله) أي بيتًا يماثل المسجد في الشرف ولا يلزم أن تكون جهة الشرف متحدة، انظر المبارق فإن تمام الكلام فيه. ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديث عثمان وذكر فيه متابعة واحدة والله أعلم.
***