الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
276 - (96) باب فضل التحميد في الصلاة
1252 -
(562)(220) وَحَدَّثَنِي زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخَبَرَنَا قَتَادَةُ وَثَابِتٌ وَحُمَيدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلا جَاءَ، فَدَخَلَ الصَّفَّ، وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ فَقَال: الْحَمْدُ لِلَهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ. فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاتَهُ قَال: "أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ؟ " فَأَرَمَّ الْقَوْمُ. فَقَال: "أَيكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا؟ فَإِنهُ لَمْ يَقُلْ بَأسًا" فَقَال رَجُلٌ:
ــ
276 -
(96) باب فضل التحميد في الصلاة
1252 -
(562)(220)(وحدثني زهير بن حرب) بن شداد الحرشي النسائي (حدثنا عفان) بن مسلم بن عبد الله الأنصاري مولاهم أبو عثمان الصفَّار البصري، ثقة، من كبار (10)(حدثنا حماد) بن سلمة بن دينار الربعي أبو سلمة البصري، ثقة، من (8)(أخبرنا قتادة) بن دعامة السدوسي البصري (وثابت) بن أسلم البناني البصري (وحميد) بن أبي حميد تَيرٍ أبو عبيدة الطويلُ البصري، ثقة، من (5)(عن أنس) بن مالك البصري رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته رجاله أربعة منهم بصريون وواحد نسائي (أن رجلًا) من الصحابة لم أر من ذكر اسمه (جاء) إلى المسجد (فدخل الصف وقد حفزه النفس) أي والحال أنه قد ضغطه النفس وكذه لسرعة سيره ليدرك الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا دليل على أن من أسرع عند إقامة الصلاة ليدركها لم يفعل محرمًا لكن الأولى به الرفق والسكينة كما سيأتي في حديث أبي هريرة الآتي (فقال) الرجل شكرًا على إدراكه الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحمد لله حمدًا كثيرًا) من حيث العدد (طيبًا) بخلوه من الشوائب المحبطة له كالرياء والسمعة (مباركًا فيه) بكثرة الثواب عليه (فلما قضى) وأتم (رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته) وفرغ منها (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (أيكم المتكلم بالكلمات) التي سمعتها منكم (فأرم القوم) أي سكتوا عن جواب سؤاله مأخوذ من المَرَمَّة وهي الشفة أي أطبقوا شفاههم، والرواية المشهورة فيه بالراء والميم المشددة، روي في غير مسلم (فأزم القوم) بزاي مفتوحة وميم مخففة مأخوذ من الأزَم وهو شد الأسنان بعضها على بعض، ومعناه أيضًا سكتوا (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم ثانيًا (أيكم المتكلم بها) أي بتلك الكلمات (فإنه) أي فإن متكلمها (لم يقل بأسًا) أي شيئًا ممنوعًا فيه حرج (فقال رجل) من القوم
جِئْتُ المسجد وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ فَقُلْتُهَا. فَقَال: "لَقَد رَأَيتُ اثْنَي عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا. أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا".
1253 -
(563)(221) حدثنا زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ. أَخْبَرَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ أبِي عُثْمَانَ
ــ
(جئت المسجد) مسرعًا لإدراك الصلاة مع الجماعة (وقد حفزني) أي ضغطني (النفس) لشدة إسراعي فأدركت الصلاة (فقلتها) أي فقلت تلك الكلمات شكرًا لله على إدراك الصلاة معكم (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله (لقد رأيت اثني عشر ملكًا يبتدرونها) أي يستبقونها (أيهم) يكتبها و (يرفعها) إلى المحل الذي ترفع إليه الأعمال الصالحة، وفي هذا دليل على أن بعض الطاعات قد يكتبها غير الحفظة أيضًا قاله النواوي.
ولا يعارض هذا الحديث ما في البخاري من حديث رفاعة بن رافع قال: "كنا نصلي يومًا وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده، قال رجل من ورائه: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فلما انصرف قال: من المتكلم؟ قال: أنا! قال: رأيت بضعًا وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيهم يكتبها أول" رواه البخاري [799]، وأبو داود [770 و 773]، والترمذي [404]، والنسائي [2/ 196]، لأن مساق هذا الحديث يدل على أنه حديث آخر غير حديث أنس المتقدم فإن ذلك حمد الله على إدراكه الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم وهذا حمد الله عند الرفع من الركوع وعند قول النبي صلى الله عليه وسلم سمع الله لمن حمده، وحينئذ لا يكون بينهما تعارض، وهذا أولى من أن يُقَدَّرَا قصةَ واحدة ويتعسف في التأويل أو في الحمل على الرواة والله أعلم اهـ من المفهم. وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته أحمد [3/ 106 و 107 و 252]، وأبو داود [763]، والنسائي [2/ 132].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أنس بحديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما فقال:
1253 -
(563)(221)(حدثنا زهير بن حرب) بن شداد الحرشي النسائي (حدثنا إسماعيل) بن إبراهيم بن مقسم (بن علية) اسم أمه، القرشي الأسدي مولاهم أبو بشر البصري، ثقة، من (8)(أخبرني الحجاج بن أبي عثمان) ميسرة الكندي مولاهم أبو
عَنْ أَبِي الزبَيرِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبدِ الله بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابنِ عُمَرَ؛ قَال: بَينَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم. إِذ قَال رَجُلٌ مِنَ الْقَومِ. الله أَكْبَرُ كَبِيرًا. وَالْحَمْدُ لِلهِ كَثِيرا. وَسُبْحَانَ الله بُكْرَةً وَأَصِيلا. فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنِ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟ " قَال رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا، يَا رَسُولَ الله. قَال:
ــ
الصلت البصري، ثقة، من (6)(عن أبي الزبير) المكي محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولاهم، صدوق، من (4)(عن عون بن عبد الله بن عتبة) بن مسعود الهذلي أبي عبد الله الكوفي الزاهد، روى عن ابن عمر في الصلاة، والشعبي في البيوع، وأبيه في التفسير، وعائشة وأبي هريرة، ويروي عنه (م عم) وأبو الزبير وسعيد بن أبي هلال، وثقه أحمد وابن معين والعجلي والنسائي، وقال في التقريب: ثقة عابد، من الرابعة، مات سنة (120) عشرين ومائة (عن) عبد الله (بن عمر) المكي رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته رجاله اثنان منهم مكيان واثنان بصريان وواحد كوفي وواحد نسائي (قال) ابن عمر (بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما ظرف ملازم للإضافة إلى الجملة متعلق بالجواب، وقوله (إذ قال رجل من القوم) جوابها، وإذ فجائية رابطة لجوابها؛ والمعنى بين أوقات صلاتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجأنا قول رجل من القوم (الله كبر) إلخ، وقد بسطنا الكلام على بينما في أوائل كتاب الإيمان في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه فراجعه وجدّد العهد به، وقوله (كبيرًا) حال مؤكدة من الضمير المستكن في الخبر أي حالة كونه متعاليًا عن صفات النقص والحدوث، وقال القاضي عياض: انتصاب كبيرًا بإضمار فعل أي كبّرت كبيرًا، وقيل على القطع أعني كبيرًا، أو على المدح أمدح كبيرًا، وقيل على التمييز، قال الأبي: ولا يصح نصبه على القطع لأن النصب على القطع إنما يكون فيما يصح أن يكون صفة ولا تصح الصفة هنا ولا يصح النصب أيضًا على التمييز لأن تمييز أفعل الفضيل شرطه أن يكون مغايرًا للفظه نحو أحسن عملًا اهـ منه، فتعين كونه حالًا (والحمد لله) أحمده حمدًا (كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، فـ) لما فرغ من صلاته (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من القائل) والمتكلم كلمة كذا وكذا) كناية عن قوله الله أكبر كبيرًا إلخ فـ (قال رجل من القوم) الحاضرين (أنا) قلتها (يا رسول الله) ولم أُرِدْ إلا الخير (قال) رسول الله صلى الله
"عَجِبْتُ لَهَا. فُتِحَتْ لَهَا أَبوَابُ السمَاءِ".
قَال ابْنُ عُمَرَ: فَمَا تَرَكْتُهُن مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ذلِكَ
ــ
عليه وسلم (عجبت لها) أي من تلك الكلمة وعظيم شأنها لأنه (فتحت لها) أي لأجل رفعها (أبواب السماء) السبعة فرحًا بطلوعها (قال ابن عمر) بالسند السابق (فما تركتهن) أي فما تركت القول بهن (منذ سمعت) أي بعد ما سمعت (رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك) الكلام المذكور في شأنهن ومدحهن رجاء بركتهن وثوابهن. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث الترمذي [3592]، والنسائي [2/ 125 و 145].
ولم يذكر المؤلف رحمه الله تعالى في هذا الباب إلا حديثين الأول حديث أنس ذكره للاستدلال، والثاني حديث ابن عمر ذكره للاستشهاد.
***