الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَعْدَهُمَا كَابْنِ خُزَيْمَة، وَابْنِ حَبَّان، وَلَكِنَّ كِتَابَهُمَا لا يَبْلُغُ مَبْلَغَ كِتَابِ الشَّيْخَيْن (1).
وَقَالَ الحافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ فِي "اخْتِصَارِ عُلُومِ الحَدِيث"(2): "وَكُتُبٌ أُخْرَ التَزَمَ أَصْحَابُهَا صِحَّتَهَا كَابْنِ ابْنُ خَزَيْمَةَ، وَابْنُ حِبَّانَ البُسْتِي، وَهُمَا خَيْرٌ مِنَ "المُسْتَدْرَك" بَكَثِيْرٍ، وَأَنْظَفُ أَسَانِيَدَ وَمْتُوْنًا".
وَقَالَ الزَّيْلَعِي: "وَأَمَّا ابْنُ خُزَيْمَة، وَابْنُ حِبَّانَ فَتَصْحِيْحَهُمَا أَرْجَحُ مِنْ تَصحِيْحِ الحَاكِم بِلا نِزَاعٍ"(3).
وَقَالَ الحَافِظُ فِي "النُّكَت"(4) بَعْدَ ذِكْرِهِ شَرَطَ ابْنِ خُزَيْمَة: "وَهَذَا الشَّرْطُ مِثْلَ شَرْطِ ابْنِ حِبَّانَ سَوَاء، لِأَنَّ ابْنَ حِبَّانَ تَابِعٌ لابْنِ خُزَيْمَةَ، وَمُغْتَرِفٌ مِنْ بَحْرِهِ نَاسِجٌ عَلَى مِنْوَالِهِ.
وَمِمَّا يَعْضُدُ مَا ذَكَرْنَا احْتِجَاج ابْنِ خُزَيْمَة وَابْنِ حِبَّان بَأَحَادِيْث أَهْلِ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَة الَّذِينَ يُخَرِّجُ مُسْلِمٌ أَحَادِيْثَهُمُ فِي المُتَابَعَاتِ، فَإِذَا تَقَرَّرَ ذَلِكَ عَرَفْتَ أَنَّ حكم الأَحَادِيث الَّتِي فِي كِتَابِ ابْنِ خُزَيْمَةَ وَابْنِ حِبَّان صَلاحِيَّة الاحْتِجَاجِ بِهَا لِكَوْنِهَا دَائِرَة بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالحَسَن مَا لَمْ يَظْهَرْ فِي بِعْضِهَا عِلَّةٌ قَادِحَةٌ".
رُتْبَتُهُ عِنْدَ أَهْلِ العِلْم
.
قَالَ الخَطِيب: "يَتْلُو الصَّحِيحَيْنِ سُنَنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَوِيِّ، وَأَبِي عِيسَى التِّرْمذِيِّ، وَكِتَابُ مُحَمَّدِ بن إِسْحَاقَ بن خُزَيْمَةَ
(1) شَرْح عِلَل التِّرْمذِي (1/ 40).
(2)
(1/ 109).
(3)
(1/ 352).
(4)
(1/ 291).
النَّيْسَابُورِيِّ الَّذِي شَرَطَ فِيهِ عَلَى نَفْسِهِ إِخْرَاجَ مَا اتَّصَلَ سَنَدُهُ بِنَقْلِ الْعَدْلِ عَنِ الْعَدْلِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ كُتُبُ المُسَانِيدِ الْكِبَارِ
…
".
وَقَالَ السُّيُوْطِي فِي "أَلْفِيَّتِهِ"(1):
كَابْنِ خُزَيْمَة وَيَتْلُوْ مُسْلِمًا
…
وَأَوْلهِ البُسْتِيُّ ثُمَّ الحَاكِمَا
وَقَالَ فِي "التَّدْرِيْب"(2): "صَّحِيْحُ ابْنِ خُزَيْمَة" أَعْلَى مَرْتَبَةً مِنْ "صَحِيْحِ ابْنِ حِبَّان"؛ لِشِدَّةِ تَحَرِّيْهِ، حَتَّى إِنَّهُ يَتَوَقَّفُ فِي التَّصْحِيْحِ لأَدْنَى كَلامٍ فِي الإِسْنَادِ، فَيَقُوْلُ:"إِنْ صَحَّ الخَبَرُ"، أَوْ "إِنْ ثَبَتَ كَذَا"، وَنَحْو ذَلِكَ".
وَقَالَ العَلامَة أَحْمَد بن مُحَمَّد شَاكِر: "
…
وَقَدْ رَتَّبَ عُلَمَّاءُ هَذَا الفَنِ وَنُقَّادُهُ، هَذِهِ الكُتُب الثَّلاثَة الَّتِي التَزَمَ مُؤَلِّفُوْهَا رِوَايَةَ الصَّحِيحِ مِنَ الحَدِيثِ وَحْدَهُ، أَعْنِي الصَّحِيْحَ المُجَرَّد بَعْدَ "الصَّحِيْحَيْن": البُخَارِي وَمُسْلِم، عَلَى التَّرْتِيْبِ الآَتِي:
"صَحِيحُ ابْنِ خُزَيْمَة".
"صَحِيحُ ابْنِ حِبَّان".
"المُسْتَدْرَك" للحَاكِم.
تَرْجِيْحًا مِنْهُمْ لِكُلِّ كِتَابٍ مِنْهَا عَلَى مَا بَعْدَهُ فِي التِزَامِ الصَّحِيحِ المُجَرَّدِ، وَإِنْ وَافَقَ هَذَا مُصَادَفَةً تَرْتِيْبَهُم الزَّمَنِي عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ" (3).
وَسُئِلَ شَيْخُنَا عَلامَة اليَمَن مُقْبِلُ بن هَادِي الوَادِعِي - رَحِمَهُ الله تَعَالَى - أَيُّهُمَا أَقْوَى فِي الجُمْلَةِ: صَحِيحُ ابْنِ خُزَيْمَةَ، أَمْ صَحِيحُ ابْنِ حِبَّان؟
(1) مَعَ البَحْرِ الَّذِي زَخَر (2/ 770).
(2)
(1/ 185).
(3)
مُقَدِّمَةِ صَحِيح ابْنِ حِبَّان (ص: 11).