الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويقال للحصير المنسوج من القصب "البارية" و"البوري". وقد عرف أهل الحجاز "البارية". وأشير إليها في الحديث1.
ويتناول الإنسان عند نهوضه من نومه "الصبوح". ويحيي أهله ومن هو حوله بتحية الصباح: عم صباحًا وعموا صباحًا إذا كانوا جماعة. وهي تحية الجاهلية. و"الصبوح" كل ما أكل أو شرب من أكل أو لبن2. وهم يستحبون الجلوس من النوم صباحًا، لأن ذلك عندهم أنشط للجسم وأدعى للصحة، ثم إن الغارات تقع في الصباح، وإذا أغاروا صاحوا: يا صباحاه! ينذرون الحي أجمع بالنداء العالي، ويسمون الغارة يوم الصباح. ولكن أكثرهم كانوا ينامون الصباح أي نوم الغداة، ويسمون ذلك النوم "الضجة" ولا ينهضون إلا متأخرين أو بعد حيل وإزعاج لهم، لإكراههم على النهوض. وقد كره الإسلام هذه النومة، فجاء النهي عنها في حديث الرسول3.
1 تاج العروس "3/ 60 وما بعدها"، "بور".
2 تاج العروس "2/ 175"، "صبح".
3 تاج العروس "2/ 175"، "صبح"، "5/ 176"، "ضرط".
تنظيف الأجسام:
ولتنظيف الجسم من الأوساخ والأدران استعملت الحمامات. وذلك عند الحضر بالطبع. أما حمامات البدو، فهي بيوتهم والعراء، يسكبون الماء على أجسامهم ويغتسلون. وقد عرف أهل القرى والمدن الحمامات ولها مساخن تسخن لهم الماء ليغتسلوا بها. وكانوا يستعملون النورة في الحمامات لإزالة الشعر. وإذا خرج أحدهم من الحمام قيل له: طابت حمتك1. وذكر أن من أسماء الحمام "الديماس".
وزعم بعضهم أن الديماس من الألفاظ المعربة. عربت من لغة الحبشة2.
وكانت الحمامات العامة قليلة العدد وربما لم تكن معروفة، إذ لم تكن شائعة بين الناس في الشرق الأدنى، لأنهم كانوا يستحمون في بيوتهم في الغالب، فجزيرة العرب حارة ومن الممكن الاغتسال في البيوت بكل سهولة.
ولم يعرف
1 تاج العروس "8/ 260"، "حم"، المعرب، للجواليقي "341".
2 تاج العروس "4/ 154"، "دمس".
اليهود الحمامات العامة، وإنما تعلموها من الروم والرومان. وكانوا يستحمون في المياه الجارية وفي البيوت1. وقد ورد أن الرسول لم يدخل حمامًا قط، ولم يصح في الحمام حديث2. مما يدل على أن الحمام العام لم يكن شائعًا في أيامه. فكان الرسول يغسل جسمه في بيته. وإذا وجد الحمام العام فلم يكن الأغنياء وذوو اليسار وأهل البيوت يقصدونه، إذْ كانوا يرون أن في تعري الرجل من ملابسه أمام الغرباء زراية ومنقصة، وأن في مخالطة الناس والاغتسال معهم في حمام، مثلبة ودلالة على نقص في البيت. فاستحموا في بيوتهم.
وقد قام السدر في الحجاز مقام الصابون في الاغتسال، فكانوا إذا أرادوا تنظيف أجسامهم استعملوا ورق السدر مع الماء، فيخرج له رغاء أبيض، وذلك بعد طحن الورق أو دقه. وقد جرت العادة بغسل الميت به. وذكر أن الرسول أمر قيس بن عاصم بأن يغتسل بالماء والسدر3.
وعندما تغتسل المرأة، تغسل رأسها بالخطمي والطين الحرّ والأشنان ونحوه.
ثم تمشط شعرها. وقد تستعمل المرأة المتمكنة ورق الآس يطرى بأفاويه من الطيب لتمشيط شعرها به4.
ونظرًا لقلة وجود الماء في البادية، اقتصدوا في استعماله كثيرًا، حتى أنهم لم يكونوا يشربون منه إلا قليلًا وعند الضرورة، وذلك خوفًا من الإسراف فيه، فينفد ويهلكون عطشًا، لذلك كان من الطبيعي بالنسبة لهم عدم غسل أجسامهم حتى صار عدم الاستحمام بالماء شبه عادة لهم. وقد أدى ذلك إلى توسخ أجسامهم وظهور رائحة الوسخ منهم. ورد في حديث "عائشة":"كان الناس يسكنون العالية فيحضرون الجمعة وبهم وسخ، فإذا أصابهم الروح سطعت أرواحهم، فيتأذى به الناس. فأمروا بالغسل"5. وكان منهم الفقراء من أهل الحضر كذلك، ممن لا يملكون بيتًا ولا يجدون لهم مكانًا يغسلون أجسادهم فيه. وكان من بينهم
1 قاموس الكتاب المقدس "1/ 388". Hastings، P. 86
2 زاد المعاد "44".
3 الطبقات "7/ 36".
4 تاج العروس "8/ 45"، "غسل".
5 تاج العروس "2/ 148"، "روح".