الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} 1 أنه قال: "كانت بيوت تسمى المواخير في الجاهلية، وكانوا يؤاجرون فيها فتياتهن، وكانت بيوتًا معلومة للزنا لا يدخل عليهن ولا يأتيهن إلى زان"2.
وكان من الرجال من يتهم أزواجه بالزنا ويرميهن بالفاحشة، لأسباب عديدة، منها الرغبة في التخلص منهن أو انتقامًا من أهلهن أو عضلًا لهن، فلا يتزوجن ويحبسن في البيوت حتى يتوفاهن الموت، وقد حدثت مثل هذه الحوادث في الإسلام، فنزل الحكم فيها في القرآن الكريم3.
1 النور، الآية 4.
2 تفسير الطبري "18/ 57".
3 النساء، الآية 15، تفسير الطبري "4/ 197".
صواحب الرايات:
وهن البغايا كنّ ينصبن على أبوابهن رايات تكون علمًا، فمن أرادهن دخل عليهن، وتفاوض معهن على أجورهن في مقابل دخوله بهن1. وذكر أن تلك الرايات كانت رايات حمرًا2. وروي أنه "كان لبعضهن راية منصوبة في أسواق العرب فيأتيها الناس فيفجرون بها. فأذهب الإسلام ذلك، وأسقطه فيما أسقط"3.
وقد وجد بعض الناس صعوبة في تقبل حكم الإسلام في تحريم الزنا والخمر.
"وفي حديث عليّ كرم الله وجهه، لما طلب إليه أهل الطائف أن يكتب لهم الأمان على تحليل الزنا والخمر، فامتنع، قاموا ولهم تَغَذْمُرٌ وبَرْبَرة"4، من شدة غضبهم ونفورهم من هذا التحريم.
وأما اليهود، فقد ساروا على وفق ما جاء في التوراة في أمر الزنا. وهو من الخطايا المنهي عنها في الوصية السابعة من الوصايا العشر. ويقاص الرجل الذي يضاجع امرأة غيره بالموت، وتعاقب المرأة بالعقوبة نفسها5. وإذا ضاجع رجل
1 تفسير الطبري "18، 57 وما بعدها، 103 وما بعدها".
2 تفسير المنار "5/ 22".
3 المحبر "340".
4 تاج العروس "3/ 38"، "بر"، اللسان "4/ 56"، "برر".
5 اللاويون، الإصحاح 20 الآية 10، تثنية، الإصحاح 11، الآية 22.
ابنة مخطوبة ولم تصرخ الابنة رجم الاثنان، وإذا صرخت رجم هو فقط1. وإذا ضاجع رجل ابنة حرة غير مخطوبة، فوجدا، لزم عليه إعطاء والدها خمسين شاقلا من الفضة، ويلتزم أن يأخذها له امرأة2. وإذا كانت الابنة غير حرة، كأن يقدم الرجل تقدمة حظيته3. وقد نص في سفر "العدد" على طريقة إظهار زنا المرأة المتهمة ومعاقبتها4.
ويظهر من كتب السير والحديث أن يهود المدينة في أيام الرسول، كانوا قد تساهلوا في تطبيق أحكام التوراة بشأن الزنا، وابتدعوا طرقًا أخرى غير طرق العرف والعادة. فقد روي أنه أتي رسول الله بيهودي ويهودية، وقد أحدثا جميعًا، أي زنيا. فقال رسول الله لليهود:"ما تجدون في كتابكم؟ " قالوا: إن أحبارنا أحدثوا تحميم الوجه والتجبية. أي الإركاب معكوسًا، وقيل: إن يحمل الزانيان على حمار مخالفًا بين وجهيهما. قال عبد الله بن سلام: ادعهم يا رسول الله بالتوراة، فأتي بها، وقرأ موضع الرجم، فرجما5.
وعرفت "القيادة" عند الجاهليين. قالت "عائشة رضي الله عنها: ليست الواصلة بالتي تعنون، وما بأس إذا كانت المرأة زعراء أن تصل شعرها، ولكن الواصلة أن تكون بغيًّا في شبيبتها، فإذا أسنت وصلته بالقيادة"6. والقوادة هي التي تجلب البغايا للرجال، وأما القواد، فالذي يقوم بالقيادة. و"التدييث" القيادة. و"الديوث" القوّاد على أهله والذي لا يغار على أهله. وقيل: الديوث والديبوب الذي يدخل الرجال على حرمته بحيث يراهم، كأنه لين نفسه على ذلك.
وقيل: هو الذي تؤتى أهله وهو يعلم7.
1 التثنية، 22 الآية 23 وما بعدها.
2 التثنية، 22 الآية 28 وما بعدها.
3 اللاويون، 19، الآية 20 وما بعدها.
4 العدد، الإصحاح5، الآية 11 وما بعدها، قاموس الكتاب المقدس "1/ 520".
5 إرشاد الساري "10/ 11 وما بعدها، 30" زاد المعادن لابن قيم الجوزية "3/ 207 وما بعدها".
6 عيون الأخبار، للدينوري "4/ 102"، "باب القيادة"، اللسان "11/ 727"، "وصل".
7 اللسان "2/ 150"، "ديث" تاج العروس "1/ 622"، "ديث"، "2/ 478""قود".