الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قبيلة1، فيستنتج من هذه الأمثلة أن لفظة "كبر" لا يقصد بها درجة معينة من كبار الموظفين، بل أريد بها علية قوم وأعيانهم وكبارهم، ولهذا أطلقت على من ذكرت أعيان سبأ وعلى المنازل الكبيرة التي كان على رأسها كبير من كبراء الناس؛ من رجال دين، ومن عسكريين، ومن موظفين، أو مدنيين غير موظفين.
والكبراء بالطبع هم من أصحاب الجاه العريض والوجاهة والمنزلة والثراء، وهم كبار الأحرار في الأرض، ولأهميتهم ومكانتهم أرخ الناس حوادثهم وما وقع لهم بأيامهم، وقد حملت الكتابات أسماء طائفة منهم، دلالة على ما كان لهم من اسم وسلطان في ذلك العهد2.
ومن أشهر الكبراء "كبر خلل"، أي: كبير خليل. وخليل عشيرة قديمة.
وقد ذكر كبيرها في الكتابات السبئية القديمة، كما ذكر في الكتابات المتأخرة كذلك.
وقد أرخ بهؤلاء الكبراء عدد من الكتابات السبئية. ويظهر أن "كبر خلل""كبير خليل" كان كاهنًا، أي: رجل دين في الأصل، يشرف على معبد "عثتر ذ ذبن""عثتر ذو ذبن". ويقدم الذبائح إلى هذا المعبد، ويدعو الآلهة لإنزال الغيث3، ودعوته آلهته لإنزال المطر، هي بمثابة صلاة الاستسقاء.
وقد كان يحكم حضرموت في النصف الأول من القرن السادس للميلاد "كبير"، "كبر حضرموت"، وقد ذكر في نص "أبرهة" في جملة من وفد على أبرهة بعد إتمامه سد "مأرب"4.
1 Grohmann، S. 130
2 Grohmann، S. 130، J. Ryckmans، L.htm'Ist، 25، 34، 122
3 Handbuch I، S. 130، Katab. Texte، s. 53، 67
4 راجع السطرين 86، 87، من نص أبرهة: Glaser و CIH 241، المنشور في الجزء الأول من المجلد الرابع من مجلة المجمع العلمي العراقي لسنة1956 "ص186 وما بعدها"، Glaser، Zwei Inschriften Uber Dem Dammbruch von Marib، S. 68
الأقيان:
جمع "قين"، وتتألف طبقتهم من الأمراء ومن ممثلي الملك في المدن، ومن
الموظفين ومن رجال الدين من درجة "رشو"1. وقد ذهب "ويبر" Weber إلى أن "القين" والـ"رشو" هما شيء واحد2. أما "هارتمن" Hartmann فيرى أن القين غير الرشو، فهو وظيفة دنيوية ومركز حكومي. أما "الرشو" فإنه منزلة دينية، فهو "كاهن" إلَه ما وتعني رئاسة دينية. وقد يستعمل "قين" لأداء المعنيين.
أما "رشو"، فإنه لا يستعمل إلا في الأمور الدينية وفي التعبير عن منزلة كهنوتية3.
وذهب بعض الباحثين إلى أن "القين""رشو" أيضًا، أي رجل دين، ولكنه تخصص بالأمور الإدارية والمالية للمعابد. وقد يتولى قيادة الناس في الحروب أيضًا4.
وقد ورد في نص عثر عليه في "حرم بلقيس" اسم كاهن عرف بـ"تبعكرب""تبع كرب"، كان رجل دين، أي:"رشو" و"قينا" في الوقت نفسه على "سحر". ويدل ذلك على أن رجل الدين هذا كان يجمع بين سلطتين: سلطة دينية هي درجة "رشو"، وسلطة زمنية هي درجة "قين"5.
وفهم من بعض نصوص المسند أن "القين" كان يساعد الملك في إدارة بعض الأعمال، كما كان ينوب عنه في إدارة المدينة أو المعبد. وفهم من نصوص أخرى أنه كان يدير أملاك المعابد، وأنه كان يتولى قيادة الجيش أوتهيئة ما يحتاج إليه6.
واستدل من تعداد هذه الأعمال المدونة في النصوص، أن عمل "القين" لم يكن عملًا معينًا محدودًا بحدود وقيود، وإنما كان يشمل كل عمل وشغل كان الملك يعهد به إلى أحد الأقيان. أي: أن القين لم يكن موظفًا يشغل وظيفة معينة محددة، بل كان من كبار رجال الدولة ومن السادات، له مواهب وكفاءات وله قرب وحظوة عند الملك، فإذا احتاج الملك إلى إنجاز عمل ما، كلف أحد أقيانه القيام به.
والقين دون الكبير في الدرجة، فقد جاء في بعض الكتابات أن الأقيان كانوا يخضعون للكبراء7، كما يتبين ذلك من كتابات عثر عليها في "شبام أقيان".
1 Handbuch I، S. 131
2 Weber، Studien، III، S. 43
3 Hartmann، Arab. Frage، S. 181
4 Hartmann، Arab. Frage، S. 181
5 راجع الفقرة الأولى من النص الموسوم بـ: Glaser 481
6 Grohmann، s. 130. Rhodokannakis، Stud، II، S. 15
7 Halevy 150، Handbuch، I، S. 131، Grohmann، s. 130