المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف الحاء - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٣٩

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد التاسع والثلاثون (سنة 561- 570) ]

- ‌[الطبقة السابعة والخمسون]

- ‌سنة إحدى وستين وخمسمائة

- ‌[الرفض فِي عاشوراء]

- ‌[وقوع الرُّخْص]

- ‌[هياج الكرج عَلَى بلاد الشام]

- ‌[فتح المنيطرة]

- ‌سنة اثنتين وستين وخمسمائة

- ‌[إرسال العسكر لحرب شُمْلة]

- ‌[عودة ركْب الحاجّ]

- ‌[مشاركة قُطْب الدين لعمّه نور الدين الغزو]

- ‌[حريق اللّبّادين]

- ‌[مسير شير كوه إلى مصر]

- ‌[المهادنة بين أسد الدين وشاور]

- ‌سنة ثلاث وستين وخمسمائة

- ‌[امتناع حجّ المصريّين]

- ‌[رخص الورد ببغداد]

- ‌[وزارة البلديّ]

- ‌[مصالحة البهلوان وصاحب مراغة]

- ‌[مشيخة الشيوخ]

- ‌سنة أربع وستين وخمسمائة

- ‌[الإيقاع بالعيّارين]

- ‌[مصادرة الأمير قيماز]

- ‌[مسير أسد الدين إلى مصر]

- ‌[دعوة صلاح الدين لدخول مصر]

- ‌[وزارة أسد الدين]

- ‌[قتل شاور]

- ‌[موت شير كوه]

- ‌[تقليد صلاح الدين أمور الخليفة]

- ‌ملْك إلْدِكْز الريّ

- ‌[تملُّك شُملة بلاد فارس وردّه]

- ‌[قتْل ابني شاور وعمّهما]

- ‌[الزلزلة بصقلّية]

- ‌سنة خمس وستين وخمسمائة

- ‌[الزلازل فِي الشام]

- ‌[نزول الفرنج عَلَى دمياط]

- ‌[أخذ نور الدين سنجار]

- ‌[دخول نجم الدين أيوب مصر]

- ‌[منازلة نور الدين الكرَك]

- ‌[أسْر أمير حصن عكار]

- ‌سنة ست وستين وخمسمائة

- ‌[وفاة المستنجد باللَّه]

- ‌[خلافة المستضيء باللَّه]

- ‌[كتاب التهنئة برحيل الفرنج عَنْ دمياط]

- ‌[وفاة قطب الدين]

- ‌[دخول نور الدين الموصل]

- ‌[أسر جماعة من الفرنج]

- ‌[بناء مدرسة للشافعية والمالكية بمصر]

- ‌[تقليد قضاء مصر]

- ‌[الغارة عَلَى الرملة، وعسقلان وغيرهما]

- ‌[فتح قلعة أيلة]

- ‌[سماع صلاح الدين من السِّلفي]

- ‌[تحويل منازل العزّ إلى مدرسة للشافعية]

- ‌[وفاة ابن الخلّال]

- ‌[استيلاء الخَزَر عَلَى دَوِين]

- ‌[ظهور مغربيّ دعيّ وقتله]

- ‌سنة سبع وستين وخمسمائة

- ‌[عزل ابن رئيس الرؤساء]

- ‌[الحريق ببغداد]

- ‌[هديَّة صاحب البحرين]

- ‌[تدريس ابن الجوزي «بالحلبة» ]

- ‌[الخطبة للعباسيّين بمصر]

- ‌[تعيين قراقوش زماما لقصر الخلفاء]

- ‌[كتاب البشارة بالخطبة لأمير المؤمنين]

- ‌[وصول الخِلَع من الخليفة إلى دمشق]

- ‌[رواية ابن الأثير فِي انقراض الدولة العُبيدية]

- ‌[بداية المنافرة بين صلاح الدين ونور الدين]

- ‌[اتخاذ الحمام للمراسلة]

- ‌[تفويض العماد بالتدريس والنظارة]

- ‌[عبور الخطا نهر جيحون إلى خوارزم]

- ‌سنة ثمان وستين وخمسمائة

- ‌[تدريس ابن الجوزي بجامع المنصور]

- ‌[التخوّف من عسكر همذان]

- ‌[حفل ختان إخوة الخليفة]

- ‌[حضور الخليفة مجلس ابن الجوزي]

- ‌[استيلاء قراقوش عَلَى طرابلس الغرب]

- ‌[فتح برقة واليمن]

- ‌[حصار صلاح الدين الكَرَك]

- ‌[وفاة خوارزم شاه]

- ‌[الحرب بين أبناء خوارزم شاه عَلَى المُلْك]

- ‌[انهزام الروم أمام مليح الأرمني]

- ‌[فتح نور الدين بَهَسْنَا ومَرْعَش]

- ‌[خضوع قلج أرسلان لشروط نور الدين]

- ‌[تدريس القطب النيسابوري بالغزالية]

- ‌[بناء المدرسة العادلية]

- ‌سنة تسع وستين وخمسمائة

- ‌[حريق الظفريَّة]

- ‌[تدريس ابن الجوزي بجامع المنصور]

- ‌[الازدحام عَلَى درس ابن الجوزي بالحربيَّة]

- ‌[وصول التقادم من نور الدين إلى الخليفة بمصر]

- ‌[التدريس بالنظاميّة]

- ‌[خروج ابن أخي شملة وقتله]

- ‌[وقوع البَرَد]

- ‌[زيادة دجلةٍ]

- ‌[الأمطار بالموصل]

- ‌[تجدّد الخلاف بين السُّنَّة والرافضة]

- ‌[البشارة بفتح اليمن وكسر الفرنج]

- ‌[وصول الفتوحات إلى النوبة]

- ‌[الفتوحات فِي اليمن]

- ‌[إخراج المحفوظ فِي خزائن مصر]

- ‌[مهادنة الصالح إِسْمَاعِيل للفرنج]

- ‌مصرع الّذين سَعَوْا فِي إعادة دولة بني عُبَيْد

- ‌[منازلة الفرنج الإسكندرية]

- ‌[هلاك مُرّي ملك الفرنج]

- ‌[رسالة ابن المقدّم إلى صلاح الدين وردّه عليها]

- ‌[وعْظ الطوسي بالتاجية وثورة الشيعة عَلَيْهِ]

- ‌سنة سبعين وخمسمائة

- ‌[إعادة ابن الدامغانيّ إلى قضاء القضاة]

- ‌[موقف قايماز من توزير ابن المظفّر]

- ‌[تدريس ابن الجوزي تحت منظرة الخليفة]

- ‌[فتنة الأمير تتامش]

- ‌[إعادة ابن رئيس الرؤساء إلى الوزارة]

- ‌[وفاة قايماز]

- ‌[امتلاك صلاح الدين دمشق]

- ‌[هدْم قلعة حمص]

- ‌[أخْذ حماه]

- ‌[محاصرة حلب واستغاثة صاحبها بالباطنية]

- ‌[تسلُّم حمص]

- ‌[تسلُّم بعلبَكّ]

- ‌[كسرة عسكر حلب والموصل عند حماه]

- ‌[مصالحة صلاح الدين لصاحب حلب]

- ‌[أخْذ حصن بارين]

- ‌[الإنعام بحمص والإنابة بقلعة دمشق]

- ‌[أخْذ بعلبَكّ وعصيان ابن المقدّم بها]

- ‌[نصوص بعض الكتاب من إنشاء القاضي الفاضل]

- ‌[ملك البهلوان مدينة توريز]

- ‌[رواية ابن الأثير عَنْ فتنة قايماز]

- ‌تراجم رجال هذه الطبقة

- ‌سنة إحدى وستين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة اثنتين وستين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثلاث وستين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الضاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة أربع وستين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة خمس وستين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ستّ وستّين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السّين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة سبع وستين وخمسمائة

- ‌ حرف الألِف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثمان وستين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌سنة تسع وستين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الْيَاءِ

- ‌سنة سبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألِف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌المتوفّون فِي هذه الحدود ما بين الستين والسبعين

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

الفصل: ‌ حرف الحاء

فتبدَّلَتْ عَنْ كِبْرها بتَوَاضُعٍ

وتَعَوَّضَتْ عَنْ عِزّها بتذِلُّلِ

ومن شعره:

ومُهَفْهَفٍ كَتَبَ الجمالُ بخدّه

سطْرًا يُدَلِّه [1] ناظر المتأمِّل

بالغتُ فِي استخراجه فوجدتُهُ

لا رأيَ إلّا رأيَ أهل الْمَوْصِلِ [2]

6-

إِسْمَاعِيل بْن عليّ بْن زيد بْن عَلِيّ بْن شَهْريار [3] .

أَبُو المحاسن الأصبهانيّ.

سَمِعَ: رِزْق التّميميّ، وغيره.

وأجاز فِي هذا العام لأبي المنجّا ابن اللَّتّيّ.

محفوظ المعدَّل، وأبو النَّجْم زاهر بْن مُحَمَّد، وغيرهم.

-‌

‌ حرف الجيم

-

7-

جيّاش بْن عَبْد اللَّه الحبشيّ.

عَبْد ابن عفّان الواعظ.

روى عَنْ: أَبِي الْحَسَن بْن العلّاف.

وعنه: ابن سكينة، والحسن بن المبارك بن الزّبيديّ.

لعلّه مات أوّل العام، فإنّ ابن الحصريّ سمع منه في شوّال سنة ستّين.

-‌

‌ حرف الحاء

-

8-

الحسن بن سهل بن المؤمّل.

[1] في المصادر: «يحيّر» .

[2]

خريدة القصر 1/ 564، معجم الأدباء 5/ 234، فوات الوفيات 1/ 26.

وله قصيدة من مائة بيت جمع فيها محاسن دمشق التي ذكرها غيره من الشعراء، فأجملها هو وأتى بها مستقصاة وفصّلها فشرّفها بما قال فيها وجمّلها، وأولها:

يا زائرا يزجي القروم البزلا

دع قصد بغداد وخلّ الموصلا

وهي في تاريخ دمشق.

[3]

انظر عن (إسماعيل بن علي) في: سير أعلام النبلاء 20/ 450 (دون رقم) .

ص: 72

أَبُو المظفَّر البغداديّ الكاتب.

سَمِعَ بواسط من: أَبِي نُعَيْم مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الجماريّ.

وحدَّث ببغداد بمُسْنَد مُسَدّد.

سَمِعَ منه: إِبْرَاهِيم الشّعّار، وعلي بن أحمد الزيدي، وعمر بن علي، وأحمد بْن طارق فِي هذه السّنة.

ثمّ رجع ومات بعدها بيسير.

وكان مولده فِي شوّال سنة خمس وثمانين وأربعمائة.

9-

الْحَسَن بْن الْعَبَّاس بْن علي بْن الحَسَن بْن عَليّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عليّ بْن رُسْتَم [1] .

العلّامة أَبُو عَبْد اللَّه بْن أَبِي الطّيّب الرُّسْتَميّ، الأصبهانيّ، الفقيه الشّافعيّ.

وُلِد فِي صَفَر سنة ثمانٍ وستّين وأربعمائة.

وسمع: أَبَا عَمْرو بْن مَنْدَهْ، ومحمود بْن جعفر الكَوْسَج، والمطهّر بْن عَبْد الواحد البُزَانيّ، وإبراهيم بْن مُحَمَّد القفّال الطّيّان، وأبا بَكْر مُحَمَّد بْن أحمد السِّمْسَار، والفضل بْن عَبْد الواحد بْن سهلان، وعبد الكريم بْن عَبْد الواحد الصّحّاف، وأبا عيسى عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن زياد، وسليمان بْن إِبْرَاهِيم الحافظ، وأبا منصور مُحَمَّد بْن أحمد بْن شكروَيْه، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الذّكْوانيّ، وسهْل بْن عَبْد اللَّه الغازي، وأبا الخير مُحَمَّد بْن أحمد بْن رَرَا، والقاسم بْن الفضل الثّقفيّ، ورزق اللَّه التّميميّ، وطِراد الزَّيْنَبيّ، وطائفة سواهم.

[1] انظر عن (الحسن بن العباس) في: الأنساب 6/ 115- 117، والمنتظم 10/ 219 رقم 307 (18/ 172، 172 رقم 4258) ، والكامل في التاريخ 11/ 323، واللباب 2/ 52، ومرآة الزمان 8/ 263، والعبر 4/ 174، والإعلام بوفيات الأعلام 231، ودول الإسلام 2/ 75، والمعين في طبقات المحدّثين 168 رقم 1808، وسير أعلام النبلاء 20/ 432- 435 رقم 283، والوافي بالوفيات 12/ 61، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 64، 65، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 587، 588، ومرآة الجنان 3/ 347، والبداية والنهاية 12/ 251، والنجوم الزاهرة 5/ 372، وشذرات الذهب 4/ 198. وجزء فيه وفيات جماعة من المحدّثين، لابن أبي الوفاء الأصبهاني 90 رقم 188.

ص: 73

روى عَنْهُ: ابن السَّمْعانيّ، وابن عساكر، وشَرَف بْن أَبِي هاشم البغداديّ، وأحمد بْن سَعِيد الخِرَقيّ، وأبو مُوسَى المَدِينيّ وقال فِيهِ: أستاذي الْإِمَام أَبُو عَبْد اللَّه، ثمّ ساق نسبه كما تقدَّم.

وروى عَنْهُ جماعة كبيرة منهم: الحافظ عَبْد القادر الرُّهاويّ وقال: كَانَ فقيها، زاهدا، ورِعًا، بكّاء عاش نيِّفًا وتسعين سنة، ومات سنة ستّين. كذا قَالَ.

قَالَ: وحضرته يوم موته، وخرج النّاس إلى قبره أفواجا. وأملى شيخنا الحافظ أَبُو مُوسَى عند قبره مجلسا فِي مناقبه. وكان عامَّة فُقَهاء أصبهان تلاميذه، حتّى شيخنا أَبُو مُوسَى عَلَيْهِ تفقّه.

وروى عَنْهُ أَبُو مُوسَى الحديث. وكان أهل أصبهان لا يثقون إلّا بفتواه.

وسألني شيخنا السِّلَفيّ عَنْ شيوخ أصبهان، فذكرته لَهُ فقال: أعرفه فقيها متنسِّكًا.

قَالَ أبو سعد السَّمعانيّ: إمام، متديِّن، ورِع، يُزْجِي أكَثَر أوقاته فِي نشْرِ العِلم وَالْفُتْيَا، وهو متواضعٌ عَلَى طريقة السَّلَف. وكان مفتي الشّافعيَّة.

قَالَ عَبْد القادر: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى شيخنا يَقُولُ: قرأ المذهب كذا كذا سنة، وكان من الشِّداد فِي السُّنَّة.

وسمعت بعض أصحابنا الأصبهانيّين يحكي عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ فِي كلّ جمعةٍ ينفرد فِي موضعٍ يبكي فِيهِ، فبكى حتّى ذهبت عيناه.

وكنّا نسمع عَلَيْهِ وهو فِي رثاثةٍ من الملبس والمفرش، لا يساوي طائلا، وكذلك الدّار الّتي كَانَ فيها.

وكانت الْفِرَقُ مجتمعة عَلَى محبّته.

قلت: وروى عَنْهُ: أَبُو الوفاء محمود بْن مَنْدَهْ، وبالإجازة أَبُو المُنَجّا بْن اللَّتّيّ، وكريمة وأختها صفيَّة، وعاشت إلى سنة ستٍّ وأربعين وستّمائة، وآخر من روى عَنْهُ بالإجازة عجيبة بنت الباقداريّ.

ص: 74

قال أبو موسى. توفّي مساء يوم الأربعاء ثاني صفر سنة إحدى وستّين.

وقال أَبُو مَسْعُود الحاجّيّ: تُوُفّي عشيَّة يوم الأربعاء غُرَّة صفر سنة إحدى وستّين.

وقال: أَبُو سعد السَّمعانيّ: إمام فاضل، مفتي الشّافعيَّة، وهو عَلَى طريقة السَّلَف، لَهُ زاوية بجامع أصبهان، أكثر أوقاته يلازمها. ورد بغداد حاجّا بعد العشرين، وحدَّث بها.

قَالَ ابن الْجَوْزيّ فِي «المنتظم» [1]، قَالَ: الشَّيْخ عَبْد اللَّه الْجُبّائيّ [2] ما رَأَيْت أكثر بكاء منه. قَالَ الْجُبّائيّ: وسمعت مُحَمَّد بْن سالار [3] وهو يتكلّم عَلَى النّاس، فلمّا كَانَ في اللّيل، رَأَيْت ربّ الْعِزَّةِ فِي المنام، وهو يَقُولُ لي:

يا حَسُن، وقفتَ عَلَى مبتدعٍ، ونظرتَ إِلَيْهِ، وسمعت كلامه، لأحرمنّك النَّظَر فِي الدّنيا. فاستيقظتُ كما ترى.

قَالَ الْجُبّائيّ: وكانت عيناه مفتوحتين وهو لا ينظر بهما [4] .

10-

الْحَسَن بْن عليّ بْن الرّشيد أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بن الزّبير [5] .

[1] ج 10/ 219 (18/ 173) .

[2]

هو أبو محمد عَبْد الله بْن أَبِي الحَسَن بْن أَبِي الفرج الجبّائي الطرابلسي الشامي. أصله نصراني من جبّة بشريّ بجبل لبنان من معاملة طرابلس. توفي سنة 605 هـ. (انظر ترجمته مفصّلة مع مصادرها في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 2/ 239- 249 رقم 586) .

[3]

هنا عبارة ناقصة، والصحيح:«قال الجبّائي: سمعت محمد بن سالار، سمعت أبا عبد الله الرستمي يقول: وقفت على ابن ماشاذة وهو يتكلّم» .

[4]

مرآة الزمان 8/ 263.

[5]

انظر عن (الحسن بن علي بن الرشيد) في: النكت العصرية 35، وخريدة القصر (قسم شعراء مصر) 1/ 204- 225، ومعجم الأدباء 9/ 47- 70، وكتاب الروضتين ج 1 ق 1/ 147، ووفيات الأعيان 1/ 161، (في ترجمة أخيه رقم 65) ، وسير أعلام النبلاء 20/ 450 (دون ترجمة) و 490، 491 (في ترجمة أخيه أحمد رقم 308) ، والطالع السعيد للأدفوي 19- 203 رقم 127، والوافي بالوفيات 12/ 131- 138، وفوات الوفيات

ص: 75

القاضي مهذّب الدّين، أَبُو مُحَمَّد الغسّانيّ الأُسْوانيّ، أخو القاضي الرشيد أَبِي الْحُسَيْن أحمد. وسيأتي فِي سنة ثلاث.

ولأبي مُحَمَّد ديوان شِعْر، وهو أشعر من أخيه.

تُوُفّي بالقاهرة فِي رجب. وأوّل شِعرٍ قاله فِي سنة ستٍّ وعشرين وخمسمائة [1] .

وله فِي العاضد خليفة مصر:

وإنّ أميرَ المؤمنين وذِكرَهُ

قريبان للآي الْمُنَزَّلِ فِي الذِّكْرِ

لِقَوْلِ رَسُول اللَّهِ: تَلْقَوْنَ عِتْرَتي

معا وكتابَ اللَّه فِي مَوْرد الحشرِ

إذا ما إمامُ العصْر لاح لِنَاظِرٍ

فوا العصر إنّ الجاحدين لفي خسر

[1] / 337- 342، وحسن المحاضرة 1/ 242، وتاريخ الدولتين الموحّدية والحفصيّة للزركشي 95، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 135، وشذرات الذهب 4/ 197، وأعيان الشيعة 22/ 181، والأعلام 2/ 220، ومعجم المؤلفين 3/ 247.

[1]

وقال ياقوت: وكان كاتبا مليح الخط، فصيحا، جيّد العبارة.. اختصّ بالصالح بن رزّيك وزير المصريين، وقيل إنّ أكثر الشعر الّذي في ديوان الصالح إنما هو من عمل المهذّب بن الزبير، وحصل له من الصالح مال جمّ، ولم ينفق عنده أحد مثله، وكان القاضي عبد العزيز بن الحبّاب المعروف بالجليس هو الّذي قرّظه عند الصالح حتى قدّمه فلما مات الجليس شمت به ابن الزبير ولبس في جنازته ثيابا مذهّبة، فنقّص بهذا السبب واستقبحوا فعله، ولم يع 5 بعد الجليس إلا شهرا واحدا. وصنّف المهذّب كتاب «الأنساب» وهو كتاب كبير أكثر من عشرين مجلّدا، كل مجلّد عشرون كرّاسا، رأيت بعضه فوجدته مع تحقّقي هذا العلم وبحثي عن كتبه غاية في معناه لا مزيد عليه، يدلّ على جودة قريحة مؤلّفه، وكثرة اطّلاعه، إلّا أنه حذا فيه حذو أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، وأوجز في بعض أخباره عن البلاذري، إلّا أنه إذا ذكر رجلا ممن يقتضي الكتاب ذكره، لا يتركه حتى يعرّفه بجهده من إيراد شيء من شعره وخبره. وكان المهذّب قد مضى إلى بلاد اليمن في رسالة من بعض ملوك مصر، واجتهد هناك في تحصيل كتب النسب، وجمع منها ما لم يجتمع عند أحد، حتى صحّ له تأليف هذا الكتاب. (معجم الأدباء) .

وقال العماد: سألت قاضي القضاة ابن عين الدولة عنه وعن أخيه الرشيد أيّهما أفضل؟

فقال: المهذّب في الشعر والأدب، وذاك في فنون، قال: وقال ابن عين الدولة: وله تفسير في خمسين مجلّدة، وقفت منها على نيّف وثلاثين جزءا. قال: وله شعر كثير، ومحلّ في الفضل أثير. (خريدة القصر) .

ص: 76

ويكفي الْوَرَى منه يتيمة تاجِهِ

وما قد حَوَتْه من بهاءٍ ومن فَخْرِ

ولم تَرَ عيني قبْلًا قَطُّ كوكبا

يلوح مَعَ الشَّمْس المنيرة فِي الظُّهْرِ

وما هُوَ إلّا البحر لَيْسَ بمُنْكر

إذا ما تحلّى بالجواهر والدُّرر

عَلَى أَنَّهُ لا يقتنيها لحاجة

وشمسُ الضُّحى تُغْني عَنِ الأنْجُمِ الزُّهْرِ

وقد قابَلَتْها للمِظَلَّة هالةٌ

بِهِ أبدا تَسْمُو عَلَى هالة الْبَدْرِ

وما هِيَ إلّا بعضُ سُحُبِ يميِنهِ

وما زال مُنْشئًا السُّحُبَ من لُجَّة البحرِ

ومن شعره:

لا تغررنّي بمرأى أو بمَسمْعِ

فما أصدِّقُ لا سَمْعي ولا بَصَري

وكيف آمَنُ غيري عند نائبةٍ

يوما إذا كنتُ من نفسي لأغررِ

وهو القائل:

وما لي إلى ماءٍ سوى النّيل غُلَّةٌ

ولو أنّه، أستغفر اللَّه، زَمْزَمُ [1]

11-

الْحُسَيْن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محبوب.

أَبُو عَبْد اللَّه البغداديّ.

تُوُفّي فِي شعبان عَنْ ستٍّ وسبعين سنة.

أصله من غزَّة، من كبار الشّافعيَّة.

سَمِعَ من: أَبِي الْحُسَيْن بْن الطُّيُوريّ، وأبي الْحُسَيْن بْن العلّاف، وأبي غالب الباقِلّانيّ.

وعنه: ابن الأخضر، وداود بْن معمّر، وابن الحُصْريّ، وآخرون.

12-

الْحُسَيْن بْن علي بْن مُحَمَّد بْن علي.

أَبُو عليّ ابن قاضي القُضاة أَبِي عَبْد اللَّه الدّامغانيّ.

سَمِعَ: أُبيًّا النَّرْسيّ.

روى عَنْهُ: عُمَر بْن عليّ القرشيّ.

وتوفّي في رجب.

[1] وفيات الأعيان 1/ 161، الوافي بالوفيات 12/ 135، فوات الوفيات 1/ 339.

ص: 77