الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
حرف الياء
-
237-
يحيى بْن ثابت بْن بُنْدار بْن إِبْرَاهِيم [1] .
أَبُو القاسم الوكيل ابن المقرئ أَبِي المعالي الدِّينَوَريّ، ثمّ البغداديّ، البقّال.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وطِراد بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبيّ، وأبا الْحَسَن بْن العلّاف، وأبا عَبْد اللَّه النِّعَاليّ، وجماعة.
وروى الكثير.
سَمِعَ منه: ابن السَّمعانيّ، وعمر بْن عَلِيّ الْقُرَشِيّ.
روى عَنْهُ بالإجازة: الحافظ ابن عساكر، وصاحبه الرشيد أحمد بْن مَسْلَمَة وبالسّماع: أَبُو الفَرَج ابن الْجَوْزيّ، وابن الأخضر، وعبد الغنيّ، وابن قُدَامة المَقْدِسِيّان، وابن اللّتّيّ، والموفَّق عَبْد اللّطيف، والفخر الإِرْبِليّ، وشهاب الدّين السُّهْرَوَرْدِيّ، وعبد اللَّه بْن باقا، ومحمد بْن عماد الحَرّانيّ، وأبو الكرم مُحَمَّد بْن دُلَف بْن كرم، وعبد الوهَّاب بْن محمود الجوهريّ، وعليّ بْن مبارك بْن فائق، وعبد اللّطيف بْن مُحَمَّد القُبَّيْطيّ، وخلْق سواهم.
تُوُفّي فِي خامس ربيع الأوّل، وقد جاوز الثّمانين.
روى «صحيح الإسماعيليّ» ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ البَرْقانيّ، عَنْهُ.
238-
يوسف المستنجد باللَّه [2] .
[1] انظر عن (يحيى بن ثابت) في: الكامل في التاريخ 11/ 366، والمختصر المحتاج إليه 3/ 239 رقم 1337، وتلخيص مجمع الألقاب 1/ 448، والتقييد لابن نقطة 484، 485 رقم 657، وذيل التاريخ المجدّد لمدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 15/ 387، والعبر 4/ 194، ودول الإسلام 2/ 79، والمعين في طبقات المحدّثين 171 رقم 1836، وسير أعلام النبلاء 20/ 505، 506 رقم 322، والإعلام بوفيات الأعلام 234، وتاريخ ابن الوردي 2/ 121، والبداية والنهاية 12/ 264، وتاريخ ابن الفرات م 4 ج 1/ 133، وحسن المحاضرة 2/ 233، وشذرات الذهب 4/ 218.
[2]
انظر عن (المستنجد باللَّه) في: المنتظم 10/ 192- 194 و 236 رقم 336 (18/ 195 رقم
أمير المؤمنين أَبُو المظفَّر بْن المقتفي لأمر اللَّه مُحَمَّد بْن المستظهر باللَّه أحمد بْن المقتدي باللَّه أَبِي القاسم عَبْد اللَّه الهاشميّ العبّاسيّ.
خطب لَهُ والده بولاية العهد فِي سنة سبْعٍ وأربعين، فلمّا احتضر أَبُوه كَانَ عنده حظيّته أمّ عليّ، فأرسلت إلى الأمراء أن يقوموا معها ليكون الأمر لابنها عليّ، وبذلت لهم الإقطاعات والأموال، فقالوا: كيف الحيلة مَعَ وجود وليّ العهد يوسف؟ فقالت: أَنَا أقبض عَلَيْهِ، فأجابوها، وعيَّنوا لوزارته أَبَا المعالي بْن إلْكِيا الهرّاسيّ، وهيَّأت هِيَ عدَّة من الجواري بسكاكين، وأمرتهنّ بالوثوب عَلَى وليّ العهد المستنجد، وكان لَهُ خُوَيْدِم، فرأى الجواري بأيديهنّ السّكاكين، وبيد عليّ وأُمّه سيفين، فعاد مذعورا إلى المستنجد وأخبره، وبعثت هِيَ إِلَيْهِ تَقُولُ: احضر، فأبوك يموت. فطلب أستاذ داره، وأخذه معه في جماعة من الفرّاشين، ولبس الدّرْع، وشَهَر سيفا، فلمّا دخل ضرب واحدة من تلك الجواري جرحها، فتهاربْنَ، وأخذ أخاه عليّا وأمّه فحبسها، فغرّق
[4289] ، والإنباء في تاريخ الخلفاء 226، والتاريخ الباهر 150- 152، والكامل في التاريخ 11/ 360- 362، والروضتين ج 1 ق 2/ 483- 485، وتاريخ الزمان 15/ 1، وتاريخ مختصر الدول 214، وسنا البرق الشامي 1/ 100، وتاريخ إربل 1/ 196، 243، ومفرّج الكروب 1/ 193- 196، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 233- 236، ومرآة الزمان ج 8/ 284، وخلاصة الذهب المسبوك 276، والفخري في الآداب السلطانية 316، والمختصر في أخبار البشر 3/ 49، والمختصر المحتاج إليه 3/ 234، 235 رقم 1323، ومسالك الأبصار (مخطوط) 27/ 27 أ- 29 ب، والعبر 4/ 194، والإعلام بوفيات الأعلام 233، ودول الإسلام 2/ 79، وسير أعلام النبلاء 20/ 412- 418 رقم 274، وتاريخ ابن الوردي 2/ 78، وفوات الوفيات 4/ 358- 360، وعيون التواريخ (مخطوط) 17/ 130 أ- 133 ب، وعقد الجمان (مخطوط) 12/ 161 ب- 163 ب، ومرآة الجنان 3/ 379، والبداية والنهاية 12/ 262، وتاريخ ابن خلدون 3/ 525، وتاريخ الخميس 2/ 408، 409، والكواكب الدرية 192- 194، ومآثر الإنافة 2/ 44- 49، وزبدة التواريخ 282، والجوهر الثمين 1/ 210، 211، ونهاية الأرب 23/ 294- 300، والنجوم الزاهرة 5/ 386، وحسن المحاضرة 2/ 91، 92، وتاريخ الخلفاء 442- 444، وتاريخ ابن سباط 1/ 128، وشذرات الذهب 4/ 218، 219، وأخبار الدول 176، 177.
بعضَ الجواري، وقتل بعضهنّ، واستُخْلِف يوم موت أَبِيهِ فِي ربيع الأوّل سنة خمسٍ وخمسين.
ووُلِد سنة ثمان عشرة. وأمّه طاوس كُرْجيَّة. أدركت خلافته [1] .
قال ابن الدّبيثيّ [2] : كان يقول الشّعر. قال: وكان نقش خاتمه: من أحبّ نفسه عمل لها.
قَالَ ابن النّجّار: حكى ابن صفيَّة أنّ المقتفي كَانَ قد نزل يوما فِي المخيّم بنهر عيسى، والدّنيا صَيْف، فدخل إِلَيْهِ المستنجد، وقد أثّر الحَرّ والعَطَش فِيهِ.
فقال: أيْشٍ بك؟
قَالَ: أَنَا عطشان.
قَالَ: ولِمَ تركت نفسك؟
قَالَ: يا مولانا، فإنّ الماء فِي الموكبيّات قد حمي.
فقال: أيْش فِي فمِك؟
قَالَ: خاتم يَزْدَن عَلَيْهِ مكتوب اثني عشر إمام، وهو يسكِّن من العطش.
فضحك وقال: وا لك يريد يُصَيِّرُكَ يَزْدَن رافضيّا، سيّد هَؤُلَاءِ الأئمَّة الْحُسَيْن، ومات عطشان.
وقال [سِبْط][3] ابن الْجَوْزيّ فِي «المرآة» [4] : ومن شِعر المستنجد:
عيَّرتني بالشَّيْب وهو وقار
…
ليتها عيَّرت بما هُوَ عارُ
[1] الكامل في التاريخ 11/ 256، 257.
[2]
المختصر المحتاج إليه 3/ 324، 325.
[3]
إضافة على الأصل.
[4]
مرآة الزمان 8/ 284.
إنْ تكُ [1] شابت الذّوائب منّي
…
فاللّيالي تزينها [2] الأقمارُ [3]
وله فِي بخيل:
وباخل أشعل فِي بيته
…
تكرُمةً منه لنا شمعه
فما جَرَت من عينها دمعةٌ
…
حتّى جَرَت [4] من عينه دمعَهْ
وقال ابن الجوزيّ [5] : أوّل من بايعه عمه أبو طالب، ثم أخوه أبو جعفر وكان أسنّ من المستنجد، ثمّ الوزير عَوْن الدّين، ثمّ قاضي القضاة.
وحدّثني الوزير أَبُو المظفّر يحيى بْن مُحَمَّد بْن هُبَيْرة: حدَّثني أمير المؤمنين المستنجد باللَّه قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي المنام منذ خمس عشر سنة فقال لي: يبقى أبوك فِي الخلافة خمس عشرة سنة. فكان كما قَالَ.
ورأيته صلى الله عليه وسلم قبل موت أَبِي بأربعة أشهر، فدخل بي من باب كبير، ثمّ ارتفعنا إلى رأس جبل، وصلّى بي ركعتين وألبسني قميصا، ثمّ قَالَ لي: قُل اللَّهمّ اهدني فيمن هديت. وذكر دُعاء القُنُوت.
وحدّثني الوزير ابن هُبَيْرة قَالَ: كَانَ المستنجد قد بعث إليَّ مكتوبا مَعَ خادم فِي حياة أَبِيهِ، وكأنّه أراد أن يُسِرّه عَنْ أَبِيهِ، فأخَذْتُه وقلَّبته، وقلت للخادم: قُلْ لَهُ: واللهِ ما يُمكنني أن أقرأه، ولا أن أجيب عَنْهُ.
قَالَ: فأخذ ذَلِكَ فِي نفسه عليَّ. فلمّا ولي دخلت عَلَيْهِ فقلت: يا أمير المؤمنين، أكبر دليل فِي نُصحي أنّي ما حابيتك نصحا لأمير المؤمنين.
[1] في المنتظم: «تكن» ، وكذا في: سير أعلام النبلاء، وغيره.
[2]
في فوات الوفيات: «تزينها» .
[3]
البيتان في: مرآة الزمان 8/ 284، وسير أعلام النبلاء 20/ 413، وفوات الوفيات 4/ 360.
[4]
في مرآة الزمان 8/ 284.
[5]
في المنتظم 10/ 193 (18/ 139) .
فقال: صَدَقْت، أنت الوزير.
فقلت: إلى متى؟
فقال: إلى الموت.
فقلت: أحتاج، والله، إلى اليد الشّريفة. فأحلفته عَلَى ما ضمن لي.
قَالَ ابن الْجَوْزيّ [1] : وحكي أنّ الوزير بعد ذَلِكَ خدم بحمْل الكثير من خيل، وسلاح، وغِلْمان، وطِيب، ودنانير، فبعث أربعة عشر فَرَسًا عرابا، فيها فرس [2] يزيد ثمنه على أربعمائة دينار، وستّ بغلات [3] ، وعشرة غلمان ترك، وعشرة زرريّات [4] ، وخَوْذة [5] ، وعشرة تخوت من الثّياب، وسفْط فِيهِ عُود، وكافور، وعنبر، وسفْط فِيهِ دنانير، فقبِل [6] منه وطاب قلبه.
وأقرَّ المستنجد أصحاب الولايات، وأزال المُكُوس والضّرائب.
تُوُفّي رحمه الله فِي ثامن ربيع الآخر. وكان موصوفا بالعدل والرفْق.
أطلق من المكوس شيئا كثيرا، بحيث لم يترك بالعراق مكْسًا فيما نقل صاحب «الروضَتَين» [7] وقال: كَانَ شديدا عَلَى المفسِدين والعوانية. سجن رجلا كَانَ يسعى بالنّاس مدَّةً، فحضر رَجُل وبذل فِيهِ عشرة آلاف دينار، فقال: أنا أعطيك عشرة آلاف دينار، ودُلَّني عَلَى آخر مثله لأحبسه وأكفّ شرّه [8] .
ومن أخبار المستنجد، قَالَ ابن الأثير [9] : كَانَ أسمر، تامّ القامة، طويل
[1] في المنتظم.
[2]
في الأصل: «فيها وفرس» . وزاد في المنتظم: «أبيض» .
[3]
زاد في المنتظم: «مثمنة» .
[4]
في الأصل: «وعشر زرديات» .
[5]
في المنتظم: «وخوذ» .
[6]
في المنتظم: «فقبلت» .
[7]
ج 1 ق 2/ 484، الكامل في التاريخ 11/ 362.
[8]
ج 1 ق 2/ 484، الكامل في التاريخ 11/ 362.
[9]
في الكامل 11/ 360.
اللّحية. اشتدّ مرضه، وكان قد خافه أستاذ الدّار عضُد الدّين أَبُو الفَرَج ابن رئيس الرؤساء، وقُطْب الدّين قايماز المقتفوِيّ أكبر الأمراء، فلمّا اشتدَّ مرض الخليفة اتّفقا وواضعا الطّبيبَ عَلَى أن يصف لَهُ ما يُؤْذيه، فوصف لَهُ الحمّام، فامتنع لضَعْفه، ثمّ أُدْخِلها، فأُغلق عَلَيْهِ باب الحمّام فمات. هكذا سَمِعْتُ غيرَ واحدٍ ممّن يعلم الحال.
قَالَ [1] : وقيل إنّ الخليفة كتب إلى وزيره مَعَ طبيبه ابن صفيَّة يأمره بالقبض عَلَى قايماز وابن رئيس الرؤساء وصلبهما. فاجتمع ابن صفيَّة بابن رئيس الرؤساء، وأعطاه خطّ الخليفة، فاجتمع بقايماز ويَزْدَن، وأراهما الخطّ، فاتّفقوا عَلَى قتل الخليفة، فدخل إِلَيْهِ يَزْدَن، وقايماز العميديّ، وحملاه، وهو يستغيث، إلى الحمّام وأغلقاه عَلَيْهِ فتَلِف.
قَالَ [2] : ولمّا مرض المستنجد أُرْجِف بموته، فركب الوزير بالأمراء والسّلاح، فأرسل إِلَيْهِ عضُد الدّين يَقُولُ: إنّ أمير المؤمنين قد خفّ، وأقبلت العافية. فعاد الوزير إلى داره. وعمد عضُد الدّين ابن رئيس الرؤساء وقايماز، فبايعا المستضيء باللَّه أبا مُحَمَّد الْحَسَن بْن المستنجد.
قَالَ ابن النّجّار: كَانَ المستنجد موصوفا بالفَهْم الثّاقب، والرأي الصّائب، والذّكاء الغالب، والفضل الباهر، لَهُ نثرٌ بليغ، ونظْمٌ بديع، ومعرفة بعمل آلات الفَلَك والأسْطِرْلاب، وغير ذلك رحمه الله تعالى [3] .
[1] في الكامل 11/ 360، 361.
[2]
في الكامل 11/ 361.
[3]
وقال أَبُو المظفّر يحيى بْن مُحَمَّد بْن هُبَيْرة: أنشدني المستنجد باللَّه أمير المؤمنين وكان قد مرض وشفي، فقال: اسمع يا يحيى ما قلت في خيالي:
إذا مرضنا نوينا كلّ صالحة
…
وإن شفينا ففينا الزّيغ والزّلل
نخشى الإله إذا خفنا ونسخطه
…
أمنّا فلا يزكو لنا عمل
(تاريخ إربل 1/ 196) .
وأنشد الوزير ابن هبيرة عن المستنجد باللَّه:
بتقوى الإله نجا من نجا
…
وفاز وأدرك ما قد رجا