الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلان؛ يعني: أن يكون ربًّا فوقي، وسيدًا يملكني
(1)
.
5 -
التعليم: قيل: الربَّاني: من الربِّ، بمعنى التربية، كانوا يربون المتعلِّمين بصغار العلوم، قبل كبارها. والرباني: العالم الراسخ في العلم والدين، أو الذي يطلب بعلمه وجه الله
(2)
.
وقد استنبط بعض المعاصرين من هذه الأصول اللغوية أن التربية تتكون من عناصر:
أولها: المحافظة على فطرة الناشئ ورعايتها.
ثانيها: تنمية مواهبه واستعداداته كلها، وهي كثيرة متنوعة.
ثالثها: توجيه هذه الفطرة، وهذه المواهب كلها نحو صلاحها، وكمالها اللائق بها.
رابعها: التدرج في هذه العملية
(3)
.
تعريف التربية اصطلاحًا:
قال الأصفهاني: "الرَّبُّ في الأصل: التربية، وهو إنشاء الشيء حالًا
(1)
ابن منظور، «لسان العرب» (1/ 400).
(2)
المصدر السابق (1/ 404)، خالد بن حامد الحازمي، «أصول التربية الإسلامية» (ص/ 17).
(3)
هو: الأستاذ عبدالرحمن الباني، انظر: عبدالرحمن النحلاوي، «أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع» (ص/ 17).
فحالًا إلى حدّ التمام"
(1)
.
وقال البيضاوي: "التربية: هي تبليغ الشيء إلى كماله شيئًا فشيئًا"
(2)
.
وعلى ذلك فيمكن تعريف التربية المرادة بالبحث هنا بأنها: عملية بناء الطفل شيئًا فشيئًا، إلى حدِّ التمام والكمال.
وتم اختيار كلمة «بناء» : لأنها تعني البذل والجهد، ووضع الشيء في مكانه، ومتابعة النظر إليه؛ بالرعاية والإصلاح، بعيدًا عن الإهمال.
و «شيئًا فشيئًا» : ليكون على سبيل التدرج، وأن ما يصعب تحقيقه اليوم؛ يمكن أن يتحقَّق غدًا.
و «إلى حد التمام والكمال» : يعني: الحد الذي يصل فيه الطفل إلى أن يتمسك بشرع الله من ذاته، ويحاسب نفسه بنفسه، ويراقبها، ويتابع تربية نفسه بتلاوة القرآن، والتمسك بالشرع الحنيف
(3)
.
(1)
الراغب الأصفهاني، «المفردات في غريب القرآن» (ص/ 336).
(2)
البيضاوي، «أنوار التنزيل وأسرار التأويل» (1/ 28).
(3)
محمد نور بن عبدالحفيظ سويد، «منهج التربية النبوية للطفل» (ص/ 27 - 28).