الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولهذه التكنية في الصغر آثار حميدة نافعة، وفوائد تربوية عظيمة؛ منها:
- تنمية شعور التكريم والاحترام في نفسية الصغير، ومنه قول الشاعر:
أُكنِّيه حين أُناديه لأكرمه
…
ولا أُلقِّبه والسوأة اللقبا
- تنمية شخصيته الاجتماعية، لاستشعاره أنه بلغ مرتبة الكبار، وسن الاحترام.
- تعويده أدب الخطاب للكبار، ولمن كان في سنه من الصغار
(1)
.
-
سابعًا: القسمة لهم من بيت المال، واحتساب نفقة لهم:
من أكثر الأشياء التي تُشعر الصغير بذاته في المجتمع، أن يُجعل له حقٌّ وعطاء، كما يُجعل للبالغين، ولو لم يكن بنفس القدر. وهذا ما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يفعله مع الصغار في عهده وخلافته.
يقول عبدالله بن عمر: كان عمر لا يفرض لأحد حتى يبلغ ويحتلم إلا مائة درهم، وكان لا يفرض لمولود حتى يفطم، فبينا هو يطوف ذات ليلة بالمصلى بكى صبي، فقال لأمه:«أرضعيه» ، فقالت:
(1)
عبدالله ناصح علوان، «تربية الأولاد في الإسلام» (1/ 88).
إن أمير المؤمنين لا يفرض لمولود حتى يُفطم، وإني قد فطمته، فقال عمر:«إن كدت لأن أقتله! أرضعيه، فإن أمير المؤمنين سوف يفرض له، ثم فرض بعد ذلك للمولود حين يولد»
(1)
.
ففَرَض عمرُ للمولود، وللصبي قبل أن يبلغ، فكان لهذا أثره على الصغير، ووالديه، والمجتمع.
وأخيرًا:
إن هذه الأساليب والوسائل التي ذُكرت هنا -وغيرها مما لم يُذكَر- قد أسهمت بشكل واضحٍ في إخراج جيل صحيِّ الاجتماعية، بعيدًا إلى حدٍّ كبيرٍ عن آفات كثيرٍ من المجتمعات المعاصرة، التي تنحو نحو أحد طرفي المعادلة الصحيحة؛ إما غُلُوًّا، أو تقصيرًا!
(1)
إسناده صحيح: أخرجه عبدالرزاق (9717).