الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلاة بلا معالم تحدد الاتجاهات فيها، نعم، يعيش فيها سعيدًا، لكنه كالتائه، وهكذا بالنسبة للزمن يعيش فيه، لكنه تائه، فإن أُمر بالصلاة في أوقاتها: لم يستطع استيعاب علاقة كل صلاة بوقتها، ولم يدرك سبب اختلاف كل واحدة عن الأخرى من حيث اسمها (الفجر، الظهر، العصر، المغرب، العشاء)، فوقت كل صلاة ملمحٌ أساسٌ في إعطائها هويتها المميِّزة لها
(1)
.
لكن صيغة الأمر تختلف عن مطلق التعليم، نعم، كانوا ينتظرون هذا العمر للأمر، أما مطلق التعليم نفسه: فكانوا يبتدؤونه قبل ذلك.
فهذا عبدالله بن عمر رضي الله عنه كان يقول: «يُعلَّم الصبيُ الصلاةَ إذا عرف يمينه من شماله»
(2)
. وهذا من باب التعويد كما مرَّ معنا آنفًا.
2 - يوقظونهم للصلاة من غير إيجاب:
فهي محاولة أخرى لتعويدهم على تعظيم هذه العبادة، وتقديمها على الراحة والدعة، حتى وإن قام فلم يأت بالصلاة على وجهها، لكن تحقق المراد في هذه المرحلة، ومن هذا الفعل؛ وهو: التعظيم.
كان عبدالله بن عباس رضي الله عنه يقول لأهل بيته: «أيقظوا الصبي
(1)
محمد كمال الشريف، «تربية الطفل، رؤية نفسية إسلامية» (ص/ 159).
(2)
إسناده صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة (3485، 3496).
يصلي، ولو سجدة»
(1)
!
لكن هذه المحاولة لإيقاظهم تجللها الرحمة والشفقة، فإذا ما أبى الصبي الاستيقاظ؛ فليُترك من غير تشديد ولا نكير.
فهذا عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه يمرُّ بامرأة وهي توقظ صبيًّا لها ليصلي صلاة الصبح، لكنَّ الصبي يتلكأ، ويغلبه الكسل والنوم، والمرأة تحاول، بل ربما رآها عمر تشتد على الصغير؛ فيقول لها معلِّما، وعلى الصغير مشفقًا:«دعيه، لا تُعنِّيه، فإنها ليست عليه حتى يعقلها»
(2)
.
ولأجل هذا، ولخشية بعض الصحب والآل ألا يستجيب الصغار للاستيقاظ، أو أن يغلبهم النوم -في ليل أو نهار- على بعض الصلوات؛ اختاروا لهم طريقة أخرى للمحافظة عليها وعدم تركها؛ وهي: الجمع بينها.
فهذا جعفر الصادق، ينقل عن والده الباقر، أن والده زين العابدين
(1)
إسناده ضعيف: أخرجه عبدالرزاق (7298)، وابن أبي شيبة (3483)، وفيه: الحسين بن عبدالله بن عبيدالله بن عباس بن عبدالمطلب، قال عنه الحافظ في «التقريب» (1326):"ضعيف".
(2)
إسناده ضعيف: أخرجه ابن أبي شيبة (3484)، وابن أبي الدنيا في «العيال» (296) من طريق محمد بن أبي يحيى الأسلمي، عن أمه، عن جدته، أن عمر؛ به.
وفي رواية ابن أبي شيبة: عن محمد، عن امرأة منهم، عن جدة لها!
وأم محمد بن يحيى هذه قال عنها الحافظ في «التقريب» : "مقبولة". وأما جدته: فلا تُعرف!